نادي الفكر العربي
ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ (/showthread.php?tid=33250)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48


ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - Mirage Guardian - 10-03-2004

بدأ الموضوع فى التبعثر :(

رجاء من جميع الأخوة المشاركين (وانا أولهم) التزام الصمت مؤقتاً لحين عودة الدليل والبرهان وحفظ مسار الموضوع مرة اخرى..

زميل خالد مرحباً ومعذرة (f)

لم أرى مداخلتكم الكريمة قبل كتابتى لذا لم أذكر اسمكم..
فلا تأخذك بى الظنون يا أخى وتحسب هذا تجاهلاً.. وبكل أمانة لولا محاولتى لملمة الموضوع دون تشتيت لأسهبت فى الرد علي مداخلاتكم فبها من الأفكار ما لا يمكن تجاهلة..

أقدم تحياتى للجميع وبانتظار الدليل

نادم حقاً على مشاركتى.. فلقد فتحت الباب لبداية تشتت الموضوع :(


ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - خالد - 10-03-2004

لا عليك أخي ميراج! أنت عزيز لدي لولا كيت وكيت وكذا وكذا....
أمازحك لا أكثر بعد الاستئذان من صاحب الموضوع!


ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - أسامة - 10-03-2004

الأخ ميراج تحياتي

أوجه لك دعوه للمشاركه في موضوع خطيئة آدم لحين عودة الزميل الدليل. لم اجد ردا على آخر مداخلة في الموضوع المذكور.
ولك جزيل الشكر

أسامة


ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - رحيم - 10-04-2004

أوافق الزملاء أن الموضوع بحاجة إلى (( لملمة ))..

وبما أن الموضوع للزميل الدليل.. فهو الأحق بذلك..


ولذلك سأتوقف عن المشاركة في هذا الموضوع حتى تكتمل صورة الحوار بين الاخوة والزملاء حول الأحرف السبعة والقراءات...


وسيكون ردي بعد اكتمال ردود الاخوة والزملاء..

بإذن الله تعالى...

أو يتم فتح موضوع جديد حول القراءات..


أسأل الله العلي القدير أن يوفقنا لما فيه الخير والصلاح..

عودة سريعة للعزيز الدليل.. (f)
اشتقنا لك..

مع محبتي
:wr:


ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - خالد - 10-04-2004

* أحد مسانيد الرواية الشريفة المتواترة المتعبد بتلاوتها المسماة برواية ورش عن نافع، مبتدئين السند من ورش:
أشهر رواة عصره - عن أبي سعيد عثمان بن سعيد المصري الملقب بورش المتوفى بمصر سنة 197هـ،
تابعي التابعين -> عن نافع بن عبدالرحمن بن أبي نعيم المدني المتوفى بالمدينة سنة 169هـ،
التابعين -> عن أبي جعفر يزيد بن القعقاع، وأبي داود عبدالرحمن بن هرمز الأعرج، وشيبة بن نصاح القاضي، وأبي عبدالله مسلم بن جندب الهذلي مولاهم، وأبي روح يزيد بن روحان،
صغار الصحابة الكرام -> عن أبي هريرة، وابن عباس، وعبدالله بن عياش بن أبي ربيعة،
كبار الصحابة الكرام -> عن كاتب الوحي أبي بن كعب، وقرأ بن عباس عن كاتب الوحي زيد بن ثابت
رسول الله -> عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
الملائكة -> عن أمين الوحي جبريل عليه السلام،
مولانا الله تبارك وتعالى -> عن رب العزة جل وعلا.

*أحد مسانيد الرواية الشريفة المتواترة المتعبد بتلاوتها المسماة برواية حفص عن عاصم، مبتدئين السند من حفص:
تابعي التابعين(أشهر الرواة) - عن حفص بن سليمان بن المغيرة الأسدي الكوفي،
التابعين -> عن عاصم بن أبي النجود الكوفي التابعي،
صغار الصحابة الكرام -> عن أبي عبد الرحمن عبدالله بن حبيب السلمي، وزرُّ بن حبيش
كبار الصحابة الكرام -> السلمي عن عثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وعبد الله بن مسعود، وأخذ بن حبيش عن عثمان وابن مسعود،
رسول الله -> عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،
الملائكة -> عن أمين الوحي جبريل عليه السلام،
مولانا الله تبارك وتعالى -> عن رب العزة جل وعلا.


ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - المتمرد - 10-12-2004

أسامة

اقتباس:جميل إنك ذكرت إدعاء(و لا أعلم مدى صحة الإدعاء) لنبي الأسلام محمد بعدم المعرفه في أمور الحساب، و دعني أنتقل قليلا من موضوع القرآن و تحريفه الى موضوع كنت قد قرأته في أحد الكتب و ذكره أحد الأخوه في هذا المنتدى ذكرا سريعا. الآيه من سورة الكهف "وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا {25}"

يقول الكاتب بأن سر هذه الآيه لم يعرف إلا من زمن قريب ، حيث أجتمع العلماء على أنها تعني 300 سنه شمسيه و 309 قمريه. أي اينما كن الفرد فالرزنامه اما شمسيه أو قمريه، والمعروف أن الصينيون على مدى العصور اعتمدوا على الحساب القمري للسنين. قلت لنفسي معقول؟ و كيف لشخص أن يقوم بعمليه حسابيه ليست بتلك السهوله في ذلك الزمان؟ فاستخدمت جهاز الكمبيوتر للقيام بتأكيد تلك العمليه الحسابيه وإليك الآتي:

سنه شمسيه بسيطه = 365 يوم
سنه شمسيه كبيسه = 366 يوم (بعد كل ثلاث سنوات بسيطه سنه كبيسه)
300 سنه شمسيه = 230 ضرب 365
= 70 ضرب 366
= 109575 يوم
معدل السنه الشمسيه = 365.25 يوم

سنه قمريه= 355+354 / 2 = 354.5 يوم (نصف الأشهر القمريه 30 يوم و نصفها 29 يوم مع زيادة عدد أشهر ال 30 يوم إلى 7 أشهر في السنه و لهذا قمت بأخذ المعدل و هو 354.5 يوم، أي 6 ضرب 30 يوم + 6 ضرب 29 يوم = 354 يوم ، ثم 7 ضرب 30 + 5 ضرب 29 يوم = 355 يوم. معدل الإثنان هو كما ذكرت 354.5 يوم

309 سنوات قمريه =309 ضرب 354.5 يوم
=109540.5 يوم

والآن :
309 سنوات قمريه تقسيم 300 سنه شمسيه= 1.03

365.25 تقسيم 354.5= 1.03

دعني أسألك هذا السؤال الجوهري

لقد قمت أنا باستخدام برنامج إكسل على كمبيوتري الشخصي للقيام بتلك العمليه الحسابيه، فما ظنك نوع جهاز الحاسوب الذي إستخدمه النبي محمد لعمل نفس العمليه الحسابيه؟؟ خاصة انه أمي لا يقرأ و لا "يحسب" !



ما علاقة كل هذا التخريف بالموضوع المطروح ؟ :?:

طرحت عليك عشرة نقاط أساسية وقلت لك


[QUOTE]يا ليت الموضوع كان بهذه السهولة
-أولا هذا الكلام حجة عليك وليس على غيرك لأنك أنت من يؤمن به وغيرك يستشهد به فقط
-ثانيا هذا الكلام يعني أن الأحرف السبعة ليست هي القراءات .. وهي الحجة التي أردتم أن تخرجوا من خلالها من هذا المأزق العويص
-ثالثا هذا الكلام يثبت بأنكم تجهلون حقيقة الأحرف السبعة والقراءات وأنكم اختلفتم إلى أكثر من 40 قول في الأحرف السبعة
-رابعا إن كنتم تجهلون هذا الأمر فكيف تقولون بأن هذه الاختلافات ما هي إلا أحرف سبعة وقراءات ؟
-خامسا لا تملكون تعريفا واحدا للأحرف السبعة والقراءات قاله محمد واتفقتم عليه
-سادسا هل اتفقنا الآن بأن الأحرف السبعة شيء والقراءات شيء آخر كما قال الأستاذ الدليل ؟
-سابعا إن كان جوابكم نعم اتفقنا فهذا يعني بأن القرآن الذي بين أيديكم عبارة عن حرف واحد فقط يقرأ على عدة قراءات لأن عثمان بن عفان قد أحرق ستة أحرف من اصل سبعة
-ثامنا هذا يعني بأن هذه الاختلافات لا علاقة لها بالأحرف السبعة
-تاسعا نستنتج أن الأحرف السبعة خارج اللعبة الآن ويبقى أمامكم القراءات
-عاشرا أرجو أن تأتوا لنا بحديث أو رواية أو تعريف قاله محمد يأمر بالقراءات السبعة أو العشرة ويشرح فيه طبيعة القراءات وما يعتبر قراءة وما لا يعتبر قراءة ومتفق عليه بين السنة والشيعة

أرجو أن نتلقى إجابات صريحة وواضحة حتى نكمل الموضوع المطروح



شكرا





ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - الدليل و البرهان - 10-23-2004

تحياتي لجميع المشاركين (f)

نأسف جدا على هذا التأخير في الرد ، فمتطلبات الحياة كثيرة جدا صدقوني :baby:

نتابع

وصلنا إلى نقطة "هل الأحرف السبعة هي القراءات" ، فأجاب الزميل bbking بـ نعم ، ووافقه الزميل رحيم وشكره على رده المناسب

نقول وبالمسيح التوفيق:

الأحرف السبعة شيء والقراءات شيء آخر :no2:

أولا: أثبتنا ذلك من خلال الفتاوى الإسلامية (نجد ذلك في المداخلة رقم 271)

http://forum.nadyelfikr.net/viewthread.php...53445#pid153445

ثانيا: أمهات الكتب الإسلامية والعلماء الأفاضل



S اعتراف علماء أهل السنة بإحراق عثمان لستة أضعاف القرآن :

قال ابن جرير الطبري ، قريب العهد من تلك الوقائع :" والآثار الدالة على أن إمام المسلمين وأمير المؤمنين عثمان بن عفان رحمة الله عليه جمع المسلمين نظرا منه لهم[127]، وإشفاقا منه عليهم ، ورأفة منه بـهم ، حذار الردة من بعضهم بعد الإسلام والدخول في الكفر بعد الإيمان إذ ظهر من بعضهم بحضرته وفي عصره التكذيب ببعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن مع سماع أصحاب رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم النهي عن التكذيب بشيء منها وإخباره إياهم أن المراء فيها كفر، فحملهم رحمة الله عليه إذ رأى ذلك المراء بينهم في عصره وبحداثة عهدهم بنـزول القرآن وفراق رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بما آمن عليهم معه عظيم البلاء في الدين من تلاوة القرآن على حرف واحد ، وجمعهم على مصحف مخالفا المصحف الذي جمعهم عليه أن يحرقه ، فاستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية ، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل في تركها طاعة منها له ونظرا منها لأنفسها ولمن بعدها من سائر أهل ملتها ، حتى درست من الأمة معرفتها وتعفت آثارها ، فلا سبيل لأحد اليوم إلى القراءة بـها لندورها وعفوّ آثارها وتتابع المسلمين على رفض القراءة بـها من غير جحود منها بصحتها وصحة شيء منها ، ولكن نظراً منها لأنفسها ولسائر أهل الدنيا فلا قراءة اليوم للمسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح (!) دون ما عداها من الأحرف الستة الباقية.

قال مكي بن أبي طالب القيسي : " إن هذه القراءات كلّها التي يقرأ بـها الناس اليوم وصحّت روايتها عن الأئمة إما هو جزء من الأحرف السبعة التي نزل بـها القرآن ووافق اللفظ بـها خط المصحف -إلى قوله- وإذا كان المصحف بلا اختلاف كتب على حرف واحد من الأحرف السبعة التي نزل بـها القرآن على لغة واحدة .

قال ابن القيم الجوزية : " ومن ذلك جمع عثمان رضي الله عنه الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة.

قال الكردي الخطاط في تاريخ القرآن : " فخلاصة ما تقدم أن أبا بكر أول من جمع القرآن بإشارة عمر رضى الله عنهما وكان جمعه بالأحرف السبعة كلها التي نزل بـها القرآن ، وسببه الخوف من ضياعه بقتل القراء في الغزوات ، ثم في خلافة عثمان كثر اختلاف الناس في قراءة القرآن فخشي رضى الله عنه عاقبة هذا الأمر الخطير وقام بجمع القرآن على حرف واحد من الأحرف السبعة وهو حرف قريش وترك الأحرف الستة الباقية .

قال في موضع آخر " أما عثمان رضي الله عنه فانه لم يجمع القرآن إلا بعد أن رأى اختلاف الناس في قراءته حتى أن بعضهم كان يقول : إن قراءتي خير من قراءتك، وكان جمعه له بحرف واحد وهو لغة قريش وترك الأحرف الستة الباقية .

قال أحد الوهابية حينما فرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان :" إن جمع أبي بكر (رض) على الأحرف السبعة ، أما جمعه في عهد عثمان فقد كان على حرف واحد.

وللأسف فقد بينت روايات أهل السنة هذا الجمع المصيري الذي استقر عليه الإسلام بما لا يختلف كثيرا عن جمع أبي بكر من التساهل وعدم فيه ، وتتضارب الروايات في تحديد الشخصيات التي قامت بـهذا العمل وما هي وظيفة كل واحد منهم وكان أبي بن كعب هو القيم على هذا الجمع يصحح ما أخطأوا فيه ، وحذفت الأحرف الستة الباقية من المصحف الذي كتب في زمن أبي بكر وأبقي على حرف واحد منها فقط .

جاء في البخاري : " عن ابن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أن حذيفة بن اليمان : قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فرج أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة فقال حذيفة لعثمان : يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بـها حفصة إلى عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانـهم . ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق .

قال ابن شهاب وأخبرني خارجة بن زيد بن ثابت أنه سمع زيد بن ثابت قال : فقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقرأ بـها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري {مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}(الأحزاب/23) فألحقناها في سورتـها في المصحف "[135].

وكما نرى فقد اتضح للمسلمين في وقت متأخر أن جمع زيد بن ثابت في زمن أبي بكر لم يكن تاما ! فقد أنقص ذلك الجمع آية من القرآن لم تكتب فيه ، وبقي كذلك ناقصا مدة ثلاث عشرة سنة في غفلة من جميع الصحابة ! ، فلم يجد زيد بن ثابت ذلك النقص إلا مع خزيمة بن ثابت من بين الصحابة وهو من وجد معه آخر سورة التوبة في جمع أبي بكر ! والآن قد وجد معه آية من سورة الأحزاب ! ، فاقتصر زيد على شهادة خزيمة لأن شهادته كانت تعدل شهادة رجلين ، فدمجها في المصحف ، وتمت العملية بنجاح تام !
هل كان المصحف العثماني مجرد نسخة عن مصحف أبي بكر ؟
الذي يفهم من رواية البخاري هو أنـهم نسخوا المصحف العثماني من جمع أبي بكر ، وهذا لا يمكن قبوله بـهذه البساطة لأمور :
1- قالوا إن جمع أبي بكر كان يشتمل على الأحرف السبعة ومصحف عثمان ينقص عنه بستة أضعاف ، فكيف يصح القول أن المصحف العثماني كان مجرد نسخة عن جمع أبي بكر ؟!
2- توجد روايات تحكي وقوع النـزاع بين الجامعين في بعض الآيات التي كتبت في صحف أبي بكر فكانوا يتركون الآيات التي وقع فيها النـزاع ليأتي من سمعها من النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليكتبوها على ما سمعه ! فكيف يكون المصحف العثماني مجرد نسخة ؟!
قال في الإتقان : " أخرج ابن أبي داود من طريق محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح قال : لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بـها ، وكان عثمان يتعاهدهم فكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه "[136].
وكذا " أخرج ابن أشته من طريق أيوب عن أبي قلابة قال : حدثني رجل من بني عامر يقال له أنس بن مالك ، قال : اختلفوا في القراءة على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال عندي تكذبون به وتلحنون فيه ؟! فمن نأى عني كان أشد تكذيبا وأكثر لـحنا ، يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما . فاجتمعوا فكتبوا فكانوا إذا اختلفوا وتدارؤوا في آية ، قالوا : هذه أقرأها رسول الله فلانا . فيرسل إليه وهو على رأس ثلاث من المدينة ، فقال له : كيف أقرأك رسول الله آية كذا وكذا فيقول كذا وكذا فيكتبونـها وقد تركوا لذلك مكانا.

3- نفس رواية البخاري تحكي طعن عثمان بمصحف أبي بكر الذي وصل عن حفصة وعدم رضاه بما فيه ، فكيف يكون مصحف عثمان نسخة عن جمع أبي بكر ؟!
فقد علمنا سابقا أن زيد بن ثابت هو الذي قام بجمع مصحف أبي بكر فلو كان المصحف العثماني نسخة عما في مصحف أبي بكر لكان زيد هو المرجع في تحديد المكتوب في مصحف أبي بكر لا أن يقول عثمان للرهط القرشيين الثلاثة :" إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانـهم ".
وزيد لم يكن قرشيا بل مدنيا ، فقول عثمان هو في الحقيقة إلغاء لمرجعية مصحف أبي بكر الذي كتبه زيد بخط يده حال النـزاع ، فصارت الأولوية لرجال قريش على مصحف أبي بكر[138] ، فكيف يكون المصحف العثماني نسخة عن مصحف أبي بكر ؟!
وعلى هذا يتأكد ما بيناه سابقا من أن جمع أبي بكر لم يكن بـهذه الدقة التي يمكن بـها اتفاق الصحابة على ما كتبه زيد بن ثابت ورضاهم به ، وقلنا سابقا أنه لم يكمل .


[127] ابتدأ الأسلوب الشاعري ، فلاحظ !
[128] تفسير الطبري ج 1 ص 22 ، قال الكردي الخطاط ص46 بعد نقله لكلام الطبري ما نصه : ( ولقد أتينا بكلام ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى لأنه من كبار الأئمة ولأن عصره كان قريبا من عصر الصحابة والتابعين ، فإنه ولد سنة مائتين وأربع وعشرين وطاف الأقاليم في طلب العلم وسمع عن الثقات الأجلة وجمع من العلوم ما لم يشاركه أحد في عصره وله تصانيف عديدة ، حكى أنه مكث أربعين سنة فكتب في كل يوم منها أربعين ورقة ، توفى في شوال عام ثلاثمائة وعشرة وصلى على قبره عدة شهور ليلا ونـهارا ).
[129] الإبانة عن معاني القراءات لمكي بن أبي طالب القيسي ص2-4 تحقيق د.عبد الفتاح شلبي .
[130] قول ابن القيم أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أطلق لهم القراءة بـها أمر صريح بحسب برواياتـهم ، فيمكنك تغيير مفردات الآيات على مزاجك وكله قرآن منـزل من عند الله عز وجل ، وتغافل ابن القيم أن الإطلاق والترخيص بالقراءة بـها لا يعني الترخيص بحذفها وإلغائها من المصاحف فإن هذا التخريق والتحريق تحريف للقرآن ومحو لآثاره ، فمثلا من يقول بأنك مخير بين القصر والتمام في ظهر يوم عرفة مثلا لا يعني جواز إلغاء القصر ومنع الناس من أدائها فيه فإن هذا تحريف لأحكام الله عز وجل ، والأمر واضح .
[131] الطرق الحكمية في السياسة الشرعية ص16 .
[132] تاريخ القرآن الكريم ص44-45 ، للكردي الخطاط.
[133] ن.م ص29-30.
[134] دراسات في علوم القرآن الكريم د.فهد عبد الرحمن الرومي أستاذ الدراسات القرآنية في كلية المعلمين بالرياض .
[135] صحيح البخاري ج4ص1908ح4702 وج3ص1033ح2652 ، ج4ص1488ح3823 ، هذه الرواية تفيد أن مصحف حفصة كان ينسخ منه القرآن مع أن الروايات الأخرى تنص على كونه المرجع الأخير للتثبت مما جمع بخط زيد بن ثابت ، كما هي رواية الطبري التي يذكر فيها أن المملي هو أبان بن سعيد بن العاص وقد نص على ذلك عدة من الحفاظ ، فهذا يقرب مذهب من رأى أن سعيد بن العاص توفي سنة سبع وعشرين وإن كان أغلب العلماء يرون أنه توفي في يوم أجادين في خلافة أبي بكر ، راجع ترجمته في الإصابة والاستيعاب وأسد الغابة ونسب قريش وسير أعلام النبلاء .
[136] الإتقان ج1ص165 ، وعلق عليه ابن سيرين بقوله ( فظننت أنما كانوا يؤخرونه لينظروا أحدثهم عهدا بالعرضة الأخيرة فيكتبونه على قوله ) ، وظنه غير صحيح لأنـهم قالوا إن زيد بن ثابت هو الذي علم بالعرضة الأخيرة وكان زيد بجانبهم ولا داعي للسفر إليه كما في الرواية الآتية ، أو يقال كما في رواياتـهم الصحيحة إن ابن مسعود هو الأعلم بالعرضة الأخيرة فكانوا يسافرون للعراق حتى يسمعوا منه ، وهذا أشكل من سابقه لأن العراق لا يمكن الوصول إليها بثلاثة أيام مع أن ابن مسعود حجب عن هذا الجمع بكل جزئياته ، فظن ابن سيرين غير صحيح ، وظاهر الرواية هو أنـهم كانوا يختلفون في أصل الآية ونصها فينتظرون من يأتي ليكتبوه ، والرواية الآتية تبين ذلك .
[137] ن.م.
[138] العصبية القرشية هي التي عودنا عليها عثمان ، فلم يكتف بالتفضيل بالعطاء وفي الإمارة بل حتى في كتابة القرآن !

(منقول)








أمورا خطيرة أحدثها عثمان في القران أثناء جمعه له التغاضي عنها يعتبر خيانة للدين وللتاريخ .
الذي يفهم من رواية البخاري هو أنـهم نسخوا المصحف العثماني من جمع أبي بكر ، وهذا لا يمكن قبوله بـهذه البساطة لأمور :

1- قالوا إن جمع أبي بكر كان يشتمل على الأحرف السبعة ومصحف عثمان ينقص عنه بستة أضعاف ، فكيف يصح القول أن المصحف العثماني كان مجرد نسخة عن جمع أبي بكر ؟!

قال ابن جرير الطبري ، قريب العهد من تلك الوقائع :" والآثار الدالة على أن إمام المسلمين وأمير المؤمنين عثمان بن عفان رحمة الله عليه جمع المسلمين نظرا منه لهم، وإشفاقا منه عليهم ، ورأفة منه بـهم ، حذار الردة من بعضهم بعد الإسلام والدخول في الكفر بعد الإيمان إذ ظهر من بعضهم بحضرته وفي عصره التكذيب ببعض الأحرف السبعة التي نزل عليها القرآن مع سماع أصحاب رسول الله النهي عن التكذيب بشيء منها وإخباره إياهم أن المراء فيها كفر، فحملهم رحمة الله عليه إذ رأى ذلك المراء بينهم في عصره وبحداثة عهدهم بنـزول القرآن وفراق رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم بما آمن عليهم معه عظيم البلاء في الدين من تلاوة القرآن على حرف واحد ، وجمعهم على مصحف مخالفا المصحف الذي جمعهم عليه أن يحرقه ، فاستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية ، فتركت القراءة بالأحرف الستة التي عزم عليها إمامها العادل تفسير الطبري ج 1/22

قال مكي بن أبي طالب القيسي : " إن هذه القراءات كلّها التي يقرأ بـها الناس اليوم وصحّت روايتها عن الأئمة إما هو جزء من الأحرف السبعة التي نزل بـها القرآن ووافق اللفظ بـها خط المصحف -إلى قوله- وإذا كان المصحف بلا اختلاف كتب على حرف واحد من الأحرف السبعة التي نزل بـها القرآن على لغة واحدة ، والقراءة التي يقرأ بـها لا يخرج شيء منها عن خط المصحف ، فليست هي إذاً هي السبعة الأحرف التي نزل بـها القرآن كلها . ولو كانت هي السبعة كلها وهي موافقة للمصحف لكان المصحف قد كتب على سبع قراءاتٍ ، ولكان عثمان رضي الله عنه قد أبقى الاختلاف الذي كرِهَه، وإنما جمع الناس على المصحف ليزول الاختلاف . راجع : الابانة عن معاني القراءات . لمكي بن طالب القيسي ص 2-4 .

قال ابن القيم الجوزية : " ومن ذلك جمع عثمان رضي الله عنه الناس على حرف واحد من الأحرف السبعة ، التي أطلق لهم رسول الله القراءة بـها لما كان ذلك مصلحة ، فلما خاف الصحابة على الأمة أن يختلفوا في القرآن ورأوا أن جمعهم على حرف واحد أسلم وأبعد من وقوع الاختلاف ، فعلوا ذلك ومنعوا الناس من القراءة بغيره ".الطرق الحكمية في السياسة لشرعية ص 16 .

وقال في تاريخ القرآن : " فخلاصة ما تقدم أن أبا بكر أول من جمع القرآن بإشارة عمر وكان جمعه بالأحرف السبعة كلها التي نزل بـها القرآن ، وسببه الخوف من ضياعه بقتل القراء في الغزوات ، ثم في خلافة عثمان كثر اختلاف الناس في قراءة القرآن فخشي عاقبة هذا الأمر الخطير وقام بجمع القرآن على حرف واحد من الأحرف السبعة وهو حرف قريش وترك الأحرف الستة الباقية حرصا منه على جمع المسلمين على مصحف واحد وقراءة واحدة " .تاريخ القران الكريم ص 44-45.

قال د فهد عبد الرحمن الرومي استاذ الدراسات القرانية في كلية المعلمين بالرياض:" إن جمع أبي بكر (رض) على الأحرف السبعة ، أما جمعه في عهد عثمان فقد كان على حرف واحد ". راجع : دراسات في علوم القران الكريم .

قال القاضي ابو بكر في الانتصار : لم يقصد عثمان قصد ابو بكر في جمع نفس القران بين لوحين، وانما قصد جمعهم على القراءات الثابتة المعروفة عن النبي، وإلغاء ما ليس كذلك ، أخذهم بمصحف لا تقديم فيه ولا تأخير ولا تأويل اثبت مع التنزيل ، ولا منسوخ تلاوته . .راجع الاتقان: 1/79.

وقال الحارث 00 وانما حمل عثمان الناس على القراءة بوجه واحد. راجع الاتقان: 1/79-80 .

وقد ذهب الطبري والطحاوي وابن حبان والحارث المحاسبي وآبو عمر بن عبد البر وأبو عبد الله بن ابي صفرة . إلى ان أمير المؤمنين عثمان بن عفان لما استنسخ الصحف من عند حفصة ؛ آمر ان يكون ذلك على حرف 000 وبذلك تم جمع الأمة على حرف واحد ، أتمر انا بترك ما سواه فتتابع المسلمون على تلاوة هذا الحرف ، وبذلك اندثرت الأحرف الستة وعفت آثارها ، فلا سبيل اليوم إلى القراءة بها . راجع: شرح النووي على صحيح مسلم 6/100 والبرهان للزركشي 1/241و 224و 226و239 وتفسير الطبري 1/63-65 النشر في القراءات العشر 1/31.

أنّ عثمان قد جمع الناس على قراءةٍ واحدةٍ ، ومنعهم من سائر القراءات الأخرى، وأحرق سائر المصاحف التي تخالف مصحفه ، وكتب إلى الأمصار أن يحرقوا ما عندهم منها ، ونهى المسلمين عن الاختلاف في القراءة .

قال الحارث المحاسبي : « المشهور عند الناس أنّ جامع القرآن عثمان ، وليس كذلك ، إنّما حمل عثمان الناس على القراءة بوجهٍ واحدٍ ، على اختيارٍ وقع بينه وبين من شهده من المهاجرين والأنصار ، لمّا خشي الفتنة عند اختلاف أهل العراق والشام في حروف القراءات» . راجع : الاتقان 1 : 211 .

عن الطبري : فلما فرغ عثمان من المصاحف كتب عثمان إلى اهل الأمصار : آني قد صنعت كذا وكذا ومحوت ما عندي فامحوا ما عندكم. طبري 1/62.

2- توجد روايات تحكي وقوع النـزاع بين الجامعين في بعض الآيات التي كتبت في صحف أبي بكر فكانوا يتركون الآيات التي وقع فيها النـزاع ليأتي من سمعها من النبي ليكتبوها على ما سمعه ! فكيف يكون المصحف العثماني مجرد نسخة ؟!

قال في الإتقان : " أخرج ابن أبي داود من طريق محمد بن سيرين عن كثير بن أفلح قال : لما أراد عثمان أن يكتب المصاحف جمع له اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فبعثوا إلى الربعة التي في بيت عمر فجيء بـها ، وكان عثمان يتعاهدهم فكانوا إذا تدارؤوا في شيء أخروه. الاتقان 1/165.
وكذا " أخرج ابن أشته من طريق أيوب عن أبي قلابة قال : حدثني رجل من بني عامر يقال له أنس بن مالك ، قال : اختلفوا في القراءة على عهد عثمان حتى اقتتل الغلمان والمعلمون فبلغ ذلك عثمان بن عفان فقال عندي تكذبون به وتلحنون فيه ؟! فمن نأى عني كان أشد تكذيبا وأكثر لـحنا ، يا أصحاب محمد اجتمعوا فاكتبوا للناس إماما . فاجتمعوا فكتبوا فكانوا إذا اختلفوا وتدارؤوا في آية ، قالوا : هذه أقرأها رسول الله فلانا . فيرسل إليه وهو على رأس ثلاث من المدينة ، فقال له : كيف أقرأك رسول الله آية كذا وكذا فيقول كذا وكذا فيكتبونـها وقد تركوا لذلك مكانا.


(منقول)





(يتبع)





ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - الدليل و البرهان - 10-23-2004


وكذلك أشير هنا إلى رأي شيخ المفسرين الإمام الطبري(31) الذي كان يرى أن الأحرف السبعة منهج في الإقراء أذن به النبي - صلى الله عليه وسلم - زمناً ثم نسخه قبل أن يلقاه الأجل، وهكذا فقد مات النبي - صلى الله عليه وسلم - وليس بين الناس إلا حرف واحد، وأن هذه القراءات المتواترة اليوم مهما بلغت كثرة إنما تدور ضمن هذا الحرف الواحد الذي أذن النبي - صلى الله عليه وسلم - بالإقراء والرواية به(32).

ومن أدلته على نسخ الأحرف السبعة أنها لو كانت قرآناً باقياً لم تكن لتخفى عن الأمة بعد أن تعهد الله سبحانه بحفظ كتابه العظيم في قوله: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، وكذلك حصول الاختلاف في فهمها، وتحديد المراد بها، وقد قال الله سبحانه: {ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً}.

ومن أدلته على ذلك أن المروي عن السلف في الأحرف السبعة لا يتفق والرسم القرآني، فلم يكن ثمة مندوحة من القول بنسخ ذلك، وقد نقل مكي بن طالب القيسي في الإبانة رأي الطبري فقال: "يذهب الطبري إلى أن الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن إنما هي تبديل كلمة في موضع كلمة، يختلف الخط بهما، ونقص كلمة، وزيادة أخرى، فمنع خط المصحف المجمع عليه مـما زاد على حرف واحد لأن الاختلاف [عنده] لا يقع إلا بتغيير الخط في رأي العين.

فالقراءات التي في أيدي الناس اليوم كلها عنده حرف واحد من الأحرف السبعة"(33).

وقد لخص الطبري مذهبه بقوله: "فلا قراءة اليوم للمسلمين إلا بالحرف الواحد الذي اختاره لهم إمامهم الشفيق الناصح دون ما عداه من الأحرف الستة الباقية"(34).

والخلاصة أن اختيار الطبري متجه إلى أن الأحرف السبعة رفعت من القرآن الكريم، وأنها كانت إذناً من الله عز وجل يتضمن التخفيف عن الأمة حتى إذا هدمت حواجز كثيرة كانت تحول بين قبائل العرب، ردهم الله عز وجل إلى حرف واحد، ولكنه أذن أن يقرأ هذا الحرف بلهجات مختلفة هي القراءات التي ثبتت إلى المعصوم - صلى الله عليه وسلم - تواتراً وأداءً.

(31)ابن جرير الطبري (224 - 310 هـ = 839 - 923 م(
هو محمد بن جرير بن يزيد الطبري أبو جعفر المؤرخ المفسر الإمام ولد في آمل في طبرستان واستوطن بغداد وتوفي بها وعرض عليه القضاء فامتنع والمظالم فأبى، له كتاب: "أخبار الرسل والملوك" ويعرف بتاريخ الطبري في 11 جزءً و"جامع البيان في تفسير القرآن" وله أيضاً "اختلاف الفقهاء" و"المسترشد" في علوم الدين و"جزء في الاعتقاد و"القراءات" وغير ذلك وهو من ثقات المؤرخين قال ابن الأثير: أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ وفي تفسيره ما يدل على علمٍ غزير وتحقيق. وكان مجتهداً في أحكام الدين لا يقلد أحداً بل قلده بعض الناس وعملوا بأقواله وآرائه. الأعلام جــ6 ص 69.
(32)انظر مناهل العرفان للزرقاني جــ1 ص 179.
(33)الإبانة من معاني القراءات لمكي بن أبي طالب القيسي ص 32.
(34) تفسير الطبري جــ1 ص 62، وانظر الإبانة لمكي بن أبي طالب ص 50.

راجع القراءات المتواترة للدكتور محمد حبش ، باب المبحث السادس: القراءات والأحرف السبعة



(يتبع)





ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - خالد - 10-23-2004



مع الشكر لإبلا حيث تعلمنا التقنية تحت يديه،

سؤال مهم لضبط الموضوع،
ما هو التحريف لغة واصطلاحا؟


ما هذا التحريف الذي نجده في القرآن يا ربي ؟ - الدليل و البرهان - 10-23-2004



فان قال:ففي أىّ كتاب اللّه نجد حرفا واحدا، مقروءا بلغات سبع، مختلفات الألفاظ، متفقات المعنى، فنسلم لك صحة ما ادعيت من التأويل في ذلك؟

قيل: انا لم ندع أن ذلك موجود اليوم، وانما أخبرنا أن معنى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم: (أُنْزِلَ القُرآنُ على سَبُعَةِ أحْرُفٍ)، على نحو ما جاءت به الأخبار التي تقدم وذكرناها، هو ما وصفنا دون ما ادعاه مخالفونا في ذلك للعلل التي قد بينا.

فان قال:فما بال الأحرف الأخر الستة، غير موجودة، إن كان الأمر في ذلك على ما وصفت، وقد أقرأهن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أصحابه، وأمر بالقراءة بهن، وأنزلهن اللّه من عنده على نبيه صلى اللّه عليه وسلم، أنسخت فرفعت؟ فما الدلالة على نسخها ورفعها؟ أم نسيتهن الأمة؟ فذلك تضييع ما قد أمروا بحفظه، أم ما القصة في ذلك؟

قيل له: لم تنسخ فترفع، ولا ضيعتها الأمة، وهي مأمورة بحفظها، ولكن الأمة أمرت بحفظ القرآن وخُيِّرت في قراءته وحفظه، بأي تلك الأحرف السبعة شاءت، كما أمرت إذاهي حنثت في يمين، وهي موسرة، أن تكفر بأيّ الكفارات الثلاث شاءت: إما بعتق، أو إطعام أو كسوة، فلو أجمع جميعها على التفكير بواحدة من الكفارات الثلاث، دون حظرها التكفير (فيها) بأىّ الثلاث شاء المكفر، كانت مصيبة(10) حكم اللّه، مؤدية في ذلك الواجب عليها من حق اللّه، فكذلك الأمة أمرت بحفظ القرآن وقراءته، وخيرت في قراءته بأىّ الأحرف السبعة شاءت، فرأت لعلة من العلل، أوجبت عليها الثبات على حرف واحد، قراءته بحرف واحد، ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية، ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه، بما أذن له في قراءته به.

فان قال: وما العلة التي أوجبت عليها الثبات على حرف واحد، دون سائر الأحرف الستة الباقية ؟

قيل حدثنا أحمد بن عبدة الضبى، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، عن عمارة بن غزية(11)، عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه زيد قال: لما قتل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم باليمامة، دخل عمر بن الخطاب على أبي بكر رحمه اللّه، فقال: إن أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم باليمامة، تهافتوا تهافت الفراش في النار، واني أخشى أن لا يشهدوا موطنا، إلا فعلوا ذلك حتى يُقْتَلوا، وهم حملة القرآن، فيضيع القرآن وينسى، فلو جمعته وكتبته ؟ فنفر منها أبو بكر، وقال: أفعل مالم يفعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ فتراجعا في ذلك، ثم أرسل أبو بكر إلى زيد بن ثابت، قال زيد: فدخلت عليه، وعمر محزئل(12)، فقال أبو بكر: إن هذا قد دعاني إلى أمر، فأبيتُ عليه، وأنت كاتب الوحي، فان تكن معه اتبعتكما، وان توافقني لا أفعل. قال: فاقتص أبو بكر قول عمر، وعمر ساكت. فنفرت من ذلك، وقلت: نفعل(13) ما لم يفعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ؟ إلى أن قال عمر كلمة: وما عليكما لو فعلتما ذلك ؟ قال: فذهبنا ننظر. فقلنا: لاشئ، واللّه ما علينا في ذلك شئ. قال زيد: فأمرني أبو بكر، فكتبته في قطع الأدم، وكسر الأكتاف والعسب. فلما هلك أبو بكر، وكان عمر كتب ذلك في صحيفة واحدة، فكانت عنده، فلما هلك، كانت الصحيفة عند حفصة، زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم، ثم إن حذيفة بن اليمان، قدم من غزوة كان غزاها، في فرج أرمينية، فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان بن عفان، فقال: يا أمير المؤمنين، أدرك الناس ! فقال عثمان: وما ذاك ؟ قال: غزوت فرج أرمينية، فحضرها أهل العراق وأهل الشام، فإذا أهل الشام يقرءون بقراءة أبي بن كعب، فيأتون بما لم يسمع أهل العراق، فتكفرهم أهل العراق. وإذا أهل العراق يقرءون بقراءة ابن مسعود، فيأتون بما لم يسمع أهل الشام، فتكفرهم أهل الشام. قال زيد: فأمرني عثمان بن عفان أكتب له مصحفا، وقال: اني مدخل معك رجلا لبيبا فصيحا، فما اجتمعتما عليه فاكتباه، وما اختلفتما فيه فارفعا إلىّ. فجعل معه أبان بن سعيد بن العاص. قال: فلما بلغا {إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أنْ يأْتِيكُمُ التَّابُوتُ} قال زيد، فقلت: التابوه. وقال أبان ابن سعيد: التابوتُ، فرفعنا ذلك إلى عثمان، فكتب التابوت.
قال: فلما فرغت، عرضته عرضة، فلم أجد فيه هذه الآية {مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّه عَلَيْهِ} إلى قوله {ومَا بَدَّلُوا تَبْديِلاً} قال: فاستعرضت المهاجرين أسألهم عنها، فلم أجدها عند أحد منهم. ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنها، فلم أجدها عند أحد منهم، حتى وجدتها عند خزيمة بن ثابت فكتبتها، ثم عرضته عرضة أخرى، فلم أجد فيه هاتين الآيتين {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} إلى آخر السورة، فاستعرضت المهاجرين فلم أجدها عند أحد منهم، ثم استعرضت الأنصار أسألهم عنها، فلم أجدها عند أحد منهم، حتى وجدتها مع رجل آخر، يدعى خزيمة أيضا، فأثبتها في آخر براءة، ولو تمت ثلاث آيات، لجعلتها سورة على حدة، ثم عرضته عرضة أخرى فلم أجد فيه شيئا. ثم أرسل عثمان إلى حفصة يسألها أن تعطيه الصحيفة، وحلف لها ليردنها إليها، فأعطته إياها، فعرض المصحف عليها، فلم يختلفا في شئ فردّها إليها، وطابت نفسه، وأمر الناس أن يكتبوا مصاحف، فلما ماتت حفصة، أرسل إلى عبد اللّه بن عمر في الصحيفة بعزمة، فأعطاهم إياها، فغسلت غسلاً.
وحدثني (به) يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا نعيم بن حماد، قال: حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عمارة بن غزية(14)، عن ابن شهاب، عن خارجة بن زيد بن ثابت، بنحوه سواء.

وحدثني يعقوب بن إبراهيم، قال حدثنا ابن علية، قال حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، قال: لما كان في خلافة عثمان، جعل المعلم يعلم قراءة الرجل، والمعلم يعلم قراءة الرجل، فجعل الغلمان يلتقون فيختلفون، حتى ارتفع ذلك إلى المعلمين، قال أيوب: فلا أعلمه الا قال: حتى كفر بعضهم بقراءة بعض. فبلغ ذلك عثمان، فقام خطيبا، فقال: أنتم عندي تختلفون فيه وتلحنون، فمن نأى عني من أهل الأمصار أشد فيه اختلافا، وأشد لحنا، اجتمعوا يا أصحاب محمد، فاكتبوا للناس إماماً!. قال أبو قلابة: فحدثني أنس بن مالك، قال: كنت فيمن يملي عليهم، قال: فربما اختلفوا في الآية فيذكرون الرجل قد تلقاها من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ولعله أن يكون غائبا، أو في بعض البوادي، فيكتبون ما قبلها وما بعدها، ويَدَعُون موضعها، حتى يجئ أو يرسل إليه، فلما فرغ من المصحف، كتب عثمان إلى أهل الأمصار: اني قد صنعت كذا وكذا، ومحوت ما عندي، فامحوا ما عندكم.

حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس قال: قال ابن شهاب: أخبرني أنس بن مالك الأنصاري: أنه اجتمع في غزوة أذربيجان وأرمينية، أهل الشام وأهل العراق، فتذاكروا القرآن واختلفوا فيه حتى كاد يكون بينهم فتنة، فركب حذيفة بن اليمان لما رأى اختلافهم في القرآن إلى عثمان، فقال: إن الناس اختلفوا في القرآن، حتى اني واللّه لأخشى أن يصيبهم مثل ما أصاب اليهود والنصارى من الاختلاف. قال: ففزع لذلك فزعاً شديداً، فأرسل إلى حفصة، فاستخرج الصحف التي كان أبو بكر أمر زيدا بجمعها، فنسخ منها مصاحف، فبعث بها إلى الآفاق.

حدثني سعيد بن الربيع، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، قال: قبض النبي صلى اللّه عليه وسلم، ولم يكن القرآن جمع، وانما كان في الكرانيف والعسب(15).

حدثنا سعيد بن الربيع، قال: حدثنا سفيان، عن مجالد، عن الشعبي، عن صعصعة: أن أبا بكر أول من ورّث الكلالة، وجمع المصحف.

قال أبو جعفر:
وما أشبه ذلك من الأخبار، التي يطول باستيعاب جميعها الكتاب، والآثار الدالة على أن امام المسلمين، وأمير المؤمنين عثمان بن عفان، رحمة اللّه عليه، جمع المسلمين، نظرا منه لهم، واشفاقا منه عليهم، ورأفة منه بهم، حذار الردّة (بمحضره) من بعضهم بعد الاسلام، والدخول في الكفر بعد الإيمان، اذ ظهر من بعضهم بمحضره وفي عصره، التكذيب ببعض الأحرف السبعة، التي نزل عليها القرآن، مع سماع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، النهي عن التكذيب بشئ منها، واخباره اياهم، أن المراء فيها كفر، فحملهم - رحمة اللّه عليه - اذ رأى ذلك ظاهراً بينهم في عصره، وبحداثة عهدهم بنزول القرآن، وفراق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إياهم، بما أمن عليهم معه، عظيم البلاء في الدين، من تلاوة القرآن على حرف واحد

وجمعهم على مصحف واحد، وحرف واحد، وحرق ما عدا المصحف الذي جمعهم عليه، وعزم على كل من كان عنده مصحف مخالف المصحف الذي جمعهم عليه أن يحرقه، فاستوثقت له الأمة على ذلك بالطاعة، ورأت أن فيما فعل من ذلك الرشد والهداية، فتركت القراءة بالأحرف الستة، التي عزم عليها امامها العادل في تركها

فإن قال بعض من ضعفت معرفته: وكيف جاز لهم ترك قراءة أقرأهموها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وأمرهم بقراءتها ؟

قيل: ان أمره اياهم بذلك، لم يكن أمر ايجاب وفرض، وإنما كان أمر إباحة ورخصة، لأن القراءة بها لو كانت فرضا عليهم، لوجب أن يكون العلم بكل حرف من تلك الأحرف السبعة، عند من يقوم بنقله الحجة، ويقطع خبره(16) العذر، ويزيل الشك من قراءة الأمة، وفي تركهم نقل ذلك كذلك أوضح الدليل على أنهم كانوا في القراءة بها مخيرين، بعد أن يكون في نقلة القرآن من الأمَّة، من تجب بنقله الحجة ببعض تلك الأحرف السبعة

فاذا كان ذلك كذلك، لم يكن القوم بتركهم نقل جميع القراءات السبع تاركين ما كان عليهم نقله، بل كان الواجب عليهم من الفعل ما فعلوا، اذ كان الذي فعلوا من ذلك، كان هو النظر للأسلام وأهله، فكان القيام بفعل الواجب عليهم بهم أولى، من فعل ما لو فعلوه، كانوا الى الجناية على الاسلام وأهله أقرب، منهم الى السلامة من ذلك.

فأما ما كان من اختلاف القراءة، في رفع حرف وجرّه ونصبه، وتسكين حرف وتحريكه ونقل حرف الى آخر، مع اتفاق الصورة، فمن معنى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم: (اُمِرْتُ أنْ أقْرَأ القُرآنَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ بِمَعْزِلٍ) لأنه معلوم أنه لاحرف من حروف القرآن، مما اختلفت القراءة في قراءته بهذا المعنى، يوجب المراء به كفر الممارى به في قول أحد من علماء الأمة. وقد أوجب عليه الصلاة والسلام بالمراء فيه الكفر من الوجه الذي تنازع فيه المتنازعون إلهي، وتظاهرت عنه بذلك الرواية، على ما قد قدمنا ذكرها في أولّ هذا الباب.

فإن قال لنا قائل: فهل لك من علم بالألسن السبعة التي نزل بها القرآن، وأيّ الألسن هي من ألسن العرب؟

قلنا: أما الألسن الستة، التي قد نزلت القراءة بها، فلا حاجة بنا إلى معرفتها، لأنا لو عرفناها، لم نقرأ اليوم بها، مع الأسباب التي قدمنا ذكرها. وقد قيل: إن خمسة منها لعجز هوازن، واثنين منها لقريش وخزاعة. وروي جميع ذلك عن ابن عباس، وليست الرواية عنه، من رواية من يجوز الاحتجاج بنقله، وذلك أن الذي روي عنه أن خمسة منها لسان العجز من هوارن، الكلبي عن أبي صالح، وأن الذي روي عنه أن اللسانين الآخريين، لسان قريش وخزاعة، قتادة، وقتادة لم يلقه ولم يسمع منه.

حدثني بذلك بعض أصحابنا، قال: حدثنا صالح بن نصر الخزاعي، قال: حدثنا الهيثم بن عدي، عن سعيد ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن ابن عباس، قال: نزل القرآن بلسان قريش ولسان خزاعة، وذلك أن الدار واحدة.

وحدثنس بعض أصحابنا، قال: حدثنا صالح بن نصر، قال: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي الأسود الديلي، قال: نزل القرآن بلسان الكعبين: كعب بن عمرو، ومعب بن لؤيّ. فقال خالد بن سلمة لسعد بن إبراهيم: ألا تعجب من هذا الأعمى يزعم أن القرآن نزل بلسان الكعبين وإنما نزل بلسان قريش!؟.

قال أبو جعفر:
والعجز من هوازن: سعد بن بكر، وخيثم بن بكر، ونصر بن معاوية، وثقيف.
وأما معنى قول النبي صلى اللّه عليه وسلم، إذ ذكر نزول القرآن على سبعة أحرف، أن كلها شاف كاف، فإنه كما قال - جل ثناؤه - في وصفه القرآن: {يَا أيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وهُدىً ورَحْمَةٌ للمُؤْمِنِينَ} جعله اللّه للمؤمنين شفاء يستشفون بمواعظه، من الأدواء العارضة لصدورهم، من وساوس الشيطان وخطراته، فيكفيهم ويغنيهم، عن كل ما عداه من المواعظ ببيان آياته.

راجع جامع البيان في تأويل القرآن للطبري المتوفى سنة 310 هجرية ، باب في اللغة التي نزل بها القرآن من لغات العرب
المجلد الأول
الجزء الأول من القرآن الكريم: سورة الفاتحة الآية 1 – سورة البقرة الآية 141
منشورات محمد علي بيضون لنشر كتب السنة والجماعة
دار الكتب العلمية: بيروت – لبنان
الطبعة الثالثة: 1420 هجرية – 1999 م
صفحة 48 – 52




(يتبع)