حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
الصهيونية الإلهيـة - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: الصهيونية الإلهيـة (/showthread.php?tid=14104)

الصفحات: 1 2 3 4


الصهيونية الإلهيـة - وضاح رؤى - 11-03-2006


بوص يابوخليل قل ما قلته لا ينم سوى على ما ذكرته أن البراعة اليهودية برعت في تلقين العقول البشرية في براعة وإحكام دروسا في الحكمة اليهودية وأفضالها الفكرية ومعتقداتها الدينية ، ولا أفهم كيف يقبل مؤمن عاقل أن يكون إلهه رب جنود يأمر بالتقتيل والتذبيح والتحريم وبتقطيع الأشجار وردم الآبار ويضع الخطط الحربية للغزو والاستيلاء ويسر بذبح النساء والأطفال والحيوانات ويعيش في خيمة صحراوية، أما عن اعتراضك عن التضخيم في وصف الأحداث وتنقية صورة الله توراتيا فلا محل للاعراب هنا فالبينة تقول أن الإله الذي يوصف بإله البشرية لا يمكن له أن يفضل جماعة من خلقه على بقية الجماعات البشرية ، طبعا اتمنى لا تدخل لي من مذهب ان اختيار هذه السلالة لأن المسيح مخلص البشر سينحدر منها في المستقبل

ولكن سأسلك انا : ماهي علاقة الانحدار السلالي بعملية التخليص ؟ أكان على المسيح أن ينحدر من سلالة معينة لكي يقوم بأعباء التخليص؟وهل يجب على الإله ان يضع رسالته في سلالة معينة ؟وهل تعيين سلالة ما لتخريج المخلص بيولوجيا !!!! وما معنى تخليص لا يقوم الإنسان فيه بدوره واعيا ,عاقلا، مخيرا ..مدفوعا بضميره وحده؟

فالاختيار الإبراهيمي لا مبرر له ولا علة وكونه من دون سبب يجعل منه اساسا صالحا لبناء العنصرية (فالعنصرية تقول أنا أفضل منك لأني أنا) لو جاءت بأي سبب معقول أو غير معقول حقيقي او كاذب لفسدت العنصرية وأصبحت لا عنصرية ، فلا عجب أن اتخذت اليهود اصطفاء إبراهيم ركنا أساسيا لها ، ولا عجب أن شيدت تفكيرها العنصري على أساس ميثاق إبراهيم ذي الاتجاه الواحد ودخول موسى أرض فلسطين شاهرا سيفه

أما عن تفكيرك وبحثك في الله بالكتاب المقدس فلا محلل للاعراب هنا ، لأن إله الكتاب المقدس نار آكله




الصهيونية الإلهيـة - طيف - 11-03-2006

[CENTER] تطور الدين اليهودي


دراسة في أصول معتقداتنا المتوارثة..


مقدمة [/CENTER]



لطالما ظننت أن التفسير المسيحي للتوراة هو تفسير بالغ الاعوجاج والمراوغة, ولطالما ظننت أن الدين اليهودي يخفي أسرارا يخجل المسيحي من ذكرها , فبينما يقدم المسيحي صورة العهد القديم وكأنه منسجم مع العهد الجديد, فانا أرى في العهد القديم تاريخ تطور شعب ودين, لقد كُتب لأساطير اليهود أن تصبح تراثا يدين به أكثر من نصف البشرية من مسيحيين ومسلمين...

إلا أن اليهودية, كونها أولى الأديان التوحيدية لم تنشأ بين ليلة وضحاها, بل شهدت تطورات كبيرة , وإن عدنا بها للأصل, نجد الجبين اليهودي-المسيحي-الإسلامي يندى لأصلها خجلا ..





أركز هنا على اليهودية عملا بمقولة"اضرب رأس الحية" لان اليهودية, إذا ما تفحصناها, نجدها ملحمة بشرية تطورت عبر آلاف السنين وليست شريعة إلهية ثابتة كما يدعى اليهود والمسيحيون ولا هي نتيجة تحريفات لشريعة أصلية كما يدعى الإسلام, ذلك الدين الذي , بدلا من إلقاء الكلام بهذا الأسلوب المستخف بعقول المؤمنين والكفار على حد سواء.

نراجع في هذا البحث الصغير مراحل تطور الدين اليهودي عبر فترات زمنية ونلاحظ معا دخول بعض المعتقدات لهذا الدين من حضارات مجاورة , بعض المعتقدات التي صارت لاحقا "ثوابت لا ينكرها عاقل" في نظر اكبر دينين من حيث عدد الأتباع حاليا ...

سنعرض تاريخ اليهودية حسب بعض الحقب الزمنية وهي:1- ما قبل موسى 2- شريعة موسى 3- الأنبياء 4- ما بعد السبي لزمن يسوع الناصري

أولا : مرحلة ما قبل موسى

يكتنف الغموض هذه المرحلة بشكل عام, لا يوجد أي ذكر لنهاية العالم أو للحساب أو لأي شكل من أشكال البقاء بعد الموت. لا يوجد أي ذكر للشيطان في هذه المرحلة , وتتهافت حجج المسيحيين الذين يحاولون لصق قصة السقوط بالشيطان, فالتوراة تتحدث عن حية تغوى وحية تُعاقـَب ولا يأتي ذكر من قريب أو بعيد للشياطين ولا تذكر التوراة أن الشيطان دخل في حية أو اتخذ شكلها, القصة واضحة وصريحة ولا تحتمل أي مط أو لي عنق.

تذكر التوراة أن إبراهيم يعبد "الايلوهيم" وهذه الكلمة هي بصيغة الجمع , مما يدفعنا للاعتقاد أن اليهود القدامى كانوا يعبدون أكثر من اله واحد. قد يحتج البعض بان صيغة الجمع هي للتفخيم لكن من الملاحظ أن الأسفار المكتوبة بعد ذلك بكثير أصبحت تستخدم اللقب المفرد "ايل" مما يثير مزيدا من الشك وعموما فهنالك ملاحظات تالية تشدد على عبادة اليهود القدامى لآلهة متعددة.

مما يستوجب التدقيق أيضاً هو استخدام سفر التكوين لضمير الأنثى عند الحديث عن الإله واستخدام مصطلحات أنثوية Mothering وgiving birth through labor pains وتم تغيير هذه الألفاظ إلى Fathering عند ترجمة التوراة للإنجليزية..

كما تتحدث التوراة عن الإله في هذه الفترة بأوصاف بشرية إلى حد كبير يصل أحيانا لتصور الإله على ان له جسما ماديا أيضا.. "وسمعا صوت الرب الإله ماشيا في الجنة عند هبوب ريح النهار." "فحزن الرب انه عمل الإنسان في الأرض. وتأسف في قلبه"

ثانيا : شريعة موسى

يبدو ان شريعة موسى دفعت باليهودية للامام (أو بالأصح للخلف!!) تجاه فكرة التوحيد , وهي لم تصل للتوحيد المطلق وإنما طورت الفكر اليهودي من تعدد الآلهة Polytheismإلى عبادة اله واحد بالرغم من الاعتقاد بوجود آلهة أخرى Monolatry ولعل هذا يتضح لنا من خلال النص التوراتي في سفر الخروج "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي" فالنص لم ينفي قط وجود آلهة أخرى لكنه فقط دفع الناس لعبادة "يهوة" ويتكرر النص حرفيا في سفر التثنية أيضاً وبالمناسبة فالكلمة أصلا هي YHWH والتي تعنى حرفيا "أنا هو ما أنا عليه" ولهذه اللحظة يستخدم اليهود المحافظون الكلمة بهذا الشكل من دون كتابتها "يهوه"

من الملاحظ ان شخصية يهوه في هذه الفترة كانت كريهة لحد بعيد, فمثلا الضربات المتتالية على شعب مصر كانت عدوانية بشكل غير مبرر, كذلك يبدو ان يهوه قد خالف الشريعة المتفق عليها بشكل عالمي والقائلة ان الأعمال بالنيات, فتذكر التوراة انه قتل رجلا لمجرد ان هذا الرجل كسر وصية عدم لمس التابوت لمجرد منعه من السقوط , أي انه جازى المسكين على اهتمامه بالتابوت بان قتله! ومن المثير للسخرية ان التوراة تذكر ان داود نفسه استنكر هذا العمل !! "ولما انتهوا إلى بيدر ناخون مدّ عزّة يده إلى تابوت الله وامسكه لان الثيران انشمصت. فحمي غضب الرب على عزّة وضربه الله هناك لأجل غفلة فمات هناك لدى تابوت الله . فاغتاظ داود لان الرب اقتحم عزّة اقتحاما وسمّى ذلك الموضع فارص عزّة إلى هذا اليوم"

هذا ولم تدخل معتقدات جديدة غير ما سبق ذكره لليهودية في هذه الفترة.


ثالثا : الأنبياء

لم تكن الأيام التي أتت بعد موسى أياما سعيدة لليهود, فلقد دخلوا في نزاعات داخلية, ودخلوا في صراعات مريرة مع سكان الأرض الفلسطينيين الأصليين, أراد اليهود ان يتحدوا تحت لواء ملك قوى واحد, ولقد كان هذا تحدى لسلطة القيادة الدينية , التي رأت في ملك قد يكون علمانيا خطرا كبيرا على سلطتها, فالملك قد يكون مسالما لا يريد حروبا مع جيرانه, وقد يسمح بتزاوج اليهود مع الشعوب الأخرى, مما يعنى للسلطة الدينية نهاية العرق اليهودي وذوبانه في سلام مع الشعوب الأخرى, ويبدو ان هذا كان آخر شيء يريده كهنة يهوه....

وقد بدا الغيظ واضحا على النبي صاموئيل عندما طالبه الشعب علنا في تحد واضح للسلطة الدينية بإقامة ملك, ولقد ذكر صاموئيل على لسان يهوه في حنق : " اسمع لصوت الشعب في كل ما يقولون لك.لأنهم لم يرفضوك انت بل اياي رفضوا حتى لا املك عليهم. حسب كل أعمالهم التي عملوا من يوم أصعدتهم من مصر إلى هذا اليوم وتركوني وعبدوا آلهة أخرى هكذا هم عاملون بك أيضا. فالآن اسمع لصوتهم.ولكن أشهدنّ عليهم واخبرهم بقضاء الملك الذي يملك عليهم"

وهكذا اضطر صاموئيل صاغرا إلى الانصياع لرغبة الشعب فيما يبدو انه كان أول انقلاب علماني على سلطة الدين في التاريخ اليهودي...

وقام صاموئيل باختيار شاول راجيا ان يكون الأخير عند حسن ظنه, وكان أول اختبار وجهه صاموئيل لشاول هو مجزرة جماعية كما هو متوقع..لكن شاول فشل في أول اختبار واظهر تسامحا مع شعوب الجوار " وعفا شاول والشعب عن اجاج وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف وعن كل الجيد ولم يرضوا ان يحرّموها" عندها أدرك صاموئيل ان شاول ميؤوس منه وسرعان ما افتعل خلاف مع شاول لينزع عنه السلطة الملكية ويعطيها لداود, الذي كان خير خادم لإرادة يهوه (أو بالأدق كهنة يهوه !!) على ما يبدو ....

إلا ان الأحوال من بعد داود تدنت كثيرا وصار هنالك صراع شبه دائم بين الملوك والأهداف الدينية مما أدى لظهور عدد كبير من الأنبياء اليهود ومنهم عاموس وميخا واشعياء وايليا.. الخ

وقد قدم الأنبياء عددا من الإصلاحات الدينية التي اعتقدوا أنها ستساعد الشعب اليهودي في صراعه الدائم من اجل السيادة, ونذكر منها : ا- التوحيد المطلق : أصبح يهوه الآن إلها مطلق للكون كله, لا اله سواه, هو صاحب القدرة المطلقة على الكل سواء كانوا يهودا أو لا . فنقرا في اشعياء "أنا الرب وليس آخر.لا اله سواي.نطّقتك وأنت لم تعرفني" ويعد هذا تطورا ملحوظا لإله كان بالأمس يقول "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي" ...

ب- الأخلاقية : كان يهوه بالأمس غيورا عبثيا سريع الغضب يقتل عزة المسكين بكل ظلم, لكنه اليوم أصبح إلها عادلا مطلق الصلاح. بدأ الأنبياء اليهود يرفعون من قدر الههم بكل عبارات التبجيل الأخلاقي, انه اله عادل ورحيم ومحب لشعبه المسكين إسرائيل, ويقول لنا اشعياء على لسان يهوه الأخلاقي "لأني أنا الرب محب العدل مبغض المختلس بالظلم.واجعل أجرتهم أمينة واقطع لهم عهدا أبديا" كما أصبح تركيز الأنبياء الأكبر على أخلاق شعب إسرائيل وضرورة الارتقاء بسلوكهم وليس الذبائح والمحرقات ...

ظهر أيضاً في أيام الأنبياء مفهوم بسيط جدا عن حياة قصيرة بعد الموت, في "بيت التراب" شيؤول Sheol وهو مكان يذهب له الميت ويبقى فيه لوقت قصير ثم يختفي عن الوجود بشكل أبدي.....

لقد كانت فترة الأنبياء فترة مليئة بالسرقة والظلم الطبقي والكذب والرياء والفساد والرشاوى, ولقد ظن الأنبياء أنهم يصلحون كل هذا بالعودة للأصول الموسوية, لكن هذا لم يكن صحيحا, فلقد كانوا في واقع الأمر يبتدعون دينا جديدا صار يهوه فيه ألها واحدا يرمز للصلاح المطلق.. إلا أن المستقبل كان يحمل حدثا هاما جدا.. لعله أهم حدث في تاريخ الشعب اليهودي على الإطلاق.. وكانت تغيرات جذرية ستجتاح هذا الدين بسبب هذا الحادث.

رابعا: ما بعد السبي لزمن يسوع الناصري

كانت هزيمة اليهود أمام نبوخذراصر 597 ق.م واسر عدد كبير منهم لبابل بمثابة اكبر كارثة حلت على الشعب اليهودي. إلا أن هذا ليس كل شيء, فلقد غضب ملك بابل بشدة على توق اليهود المستمر للعودة لموطنهم. وقام في عام 586 ق.م بالعودة لأورشليم وسحقها بمعبدها لتتفاقم فاجعة اليهود...

لم يكن العقل اليهودي مهيئا لكارثة بهذا الحجم, فيهوه قد وعد إسرائيل بأرض الفلسطينيين, وقد عقد ميثاق شرف مع إبراهيم أن يحمى أبناء الأخير. فلماذا حدثت هذه الكارثة ؟

يبدو لي أن السبي كان أول حدث يجلب مشكلة الشر للعقل اليهودي, فلقد رأي اليهود لمحة من غوغائية الطبيعة وقسوتها, لكنهم بالطبع مازالوا مؤمنين بإلههم, فلماذا حصل كل هذا؟

يلجأ رجال الدين عادة في هكذا مواقف للتحجج بان الكوارث الطبيعية أو البشرية المصدر هي عقاب الهي على شر أو معصية, ويبدو ان هذا الحل السمج كان حاضرا على أذهان كهنة اليهود أيضاً..

فقامت جماعات إصلاحية تدعى ان ما حصل لليهود هو عقاب الهي عادل لنسيانهم اليهودية الأصلية والانصياع وراء الأنبياء الذين قللوا من شأن الذبائح لصالح السمو الأخلاقي ودعوا للعودة إلى الأصول..

وتظهر الأدبيات اليهودية التي كتبت بعد السبي روحا منسحقة ونفسا مكسورة إلى مرارة الموت, على عكس روح العنجهة القومية التي سيطرت على كتابات اليهود قبل السبي.. فتظهر بعض المزامير مدى الحزن والكآبة التي كانت تسيطر على اليهود المسبيين, نذكر منها : " على انهار بابل هناك جلسنا.بكينا أيضاً عندما تذكرنا صهيون. على الصفصاف في وسطها علقنا أعوادنا. لأنه هناك سألنا الذين سبونا كلام ترنيمة ومعذبونا سألونا فرحا قائلين رنموا لنا من ترنيمات صهيون كيف نرنم ترنيمة الرب في ارض غريبة. ان نسيتك يا أورشليم تنسى يميني وليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك إن لم أفضل أورشليم على أعظم فرحي. اذكر يا رب لبني ادوم يوم أورشليم القائلين هدوا هدوا حتى إلى أساسها. يا بنت بابل المخربة طوبى لمن يجازيك جزاءك الذي جازيتنا. طوبى لمن يمسك أطفالك ويضرب بهم الصخرة"

في الواقع ان سفرا كاملا هو سفر أيوب أتى ليحاول تبرير مشكلة الشر, ولقد كٌـتب هذا السفر بعد قرن تقريبا من السبي. يبدو ان سفر أيوب من أكثر أسفار اليهود عمقا, وذلك لأنه لا يقتصر في الحديث على الغنائم والجنس والحروب والطقوس وإنما يناقش مسألة فلسفية بشكل مسرحي.. لماذا يوجد الشر..؟

نلاحظ في هذا السفر وجود شخصية شريرة وهي الشيطان (في العبرية الكلمة هي : المشتكى) مما يظهر تبنى اليهود لفكرة اله الشر الزرادشتية... أما نهاية السفر فليس لها أي رد فلسفي عميق.. إنما فقط ان يهوه لا يٌسائل.. هو ليس شريرا ولا ضعيف لا يقدر على رد الشر, لكن الشر يحدث ولا تسأل لماذا !!

زحفت المعتقدات الفارسية بشدة إلى عامة اليهود فصارت هنالك مفاهيم جديدة لأول مرة في عقول العامة وظهرت بكثافة شديدة في الكتابات اليهودية الغير معترف بها من قبل رجال الدين والمدعوة بالابوكريفا ولكنها لم تظهر بشكل واضح في الكتب المقدسة اليهودية..

ونذكر منها : ا- الشيطان : أصبح هنالك حاجة لتفسير الشر.. ومن ثم لإله شر على غرار (انجرا مانو) الزرادشتي, لكن بما ان اليهودية قد صارت دينا توحيديا, فاكتفي مصدر الشر بلقب "شيطان"..

ب-العالم الآخر : بما ان الشر أمر سيء, وتعرض له اليهود أنفسهم على أيدي البابليين, وبما ان يهوه الغوغائي قد صار عادلا منذ أيام الأنبياء, فلابد من ثواب وعقاب.. وبما أنهما لا يحصلان في الدنيا, فلابد ان هنالك حياة أخرى بعد الموت يتم فيها هذا, حيث يكافأ الأبرار ويعاقب الأشرار.. لقد تطورت معتقدات اليهود عما بعد الحياة كثيرا على بيت شيؤول القديم..

ج- نهاية العالم والمسيانية : سيأتي يوم, يحل فيه بطل عظيم هو المسيا, وهذا سيسحق كل الشرور وسيسحق شعوب الجوار المؤذية وينشئ مملكة أورشليم الخالدة.. هذه هي النهاية.. وربما كانت الفكرة السائدة عن المسيا كونه محارب عسكري هي اكبر سبب في رفض اليهود ليسوع الناصري...

قاوم المصلحين هذه التجديدات بشدة كونها تمثل أفكارا لم تذكر في الكتب المقدسة أبدا وتعد زندقة من وجهة نظر يهودية بحتة.. لكن هذه الأفكار لاقت قبولا كبيرا جدا لدى العامة وكـُتب لها ان تصير ثوابت في المسيحية والإسلام, ومن ثم يؤمن بهذه الأفكار أكثر من نصف سكان كوكبنا البائس في القرن الواحد والعشرين.

ويذكر الإنجيل ان الصدوقيين لم يكونوا مؤمنين بأي حياة أخرى أو ثواب وعقاب على عكس الفريسيين الذين آمنوا بكل هذا.. ويبدو ان ثمة طائفة ثالثة لم يذكرها الإنجيل كانت موجودة وهي الايسينز ويرجح البعض انتماء يسوع لهذه الطائفة الأخيرة. لكن هذا أمر يطول شرحه هنا..

أرجو ان أكون قد قدمت بحثا مفيدا يساعد المسيحيين والمسلمين على اخذ فكرة سريعة لتطور معتقداتهم التي يعتبروها ثابتة وأزلية, واشكر كل باحث عن الحقيقة.


المراجع

1- التوراة
2- الموقع الرسمي لجامعة واشنطن



العزاء الصوفى




الصهيونية الإلهيـة - إبراهيم - 11-03-2006

اقتباس:الزرادشتية لم تبشرّ بالمسيح المخلص  
الزرادشتية بشرّت بمخلصها ( المخلص في الديانة الزرادشتية ) وهو شوشنياط ( وهذا بعيدا كل البعد عن المسيح او يسوع او اي لفظة اخرى) , ولايخرج علينا أحد ويقول ان هذه الكلمة تعني المسيح بالفارسية القديمة ...

على أي أساس قمت بإقصاء فكرة "المسيح" المخلص في الزرادشتية عن المسيح المخلص في المسيحية؟

ثم تقول: "ولا يخرج علينا أحد ويقول إن ....". ماذا تقصد؟

مع احترامي لك، عبارتك أعلاه غامضة جدا :emb: ومتناقضة. أريد أن أفهمك. ممكن تشرح بوضوح ولك الشكر.

(f)


الصهيونية الإلهيـة - إبراهيم - 11-03-2006

مساء الورد عزيزي وضاح.. على فكرة، الأمل مش هايكون في الفيدا :P لأن الهندوسية أول من دعمت الفكر الطبقي caste system بشكل مرعب.:cool:

إسمح لي أن أعود لما كتبت (f)

اقتباس:بوص يابوخليل قل ما قلته لا ينم سوى على ما ذكرته أن البراعة اليهودية برعت في تلقين العقول البشرية في براعة وإحكام دروسا في الحكمة اليهودية وأفضالها الفكرية ومعتقداتها الدينية ،

البراعة اليهودية؟ قلت لك هؤلاء كانوا مجموعة من الحفاة العراة الذين يجولون في البرية ولم يكونوا مثلا من تلامذة أرسطو. تتحدث عنهم وكأنهم أصحاب مؤامرة على التاريخ. والحكمة لم تبدأ باليهود واليهود هم أول من يقول لك ذلك. لا يوجد عالم في الأديان يقول لك مثلا إن الحكمة مصدرها اليهود. لو قرأت سفر الأمثال لوجدت أنه تجميعات والإشارة كثيرا ما تكون واضحة للمرجع. لم يقولوا أبداً أنهم أهل الحكمة. أي واحد أنهى الابتدائية القديمة يعرف أن حكمة البابليين أثرت على آدابهم ونصوصهم بشكل واضح وقوي ولنأخذ مثلا أحيقار الحكيم اللي هو سيدنا لقمان في الأدب الإسلامي كنموذج.

اقتباس:كيف يقبل مؤمن عاقل أن يكون إلهه رب جنود يأمر بالتقتيل والتذبيح والتحريم وبتقطيع الأشجار وردم الآبار ويضع الخطط الحربية للغزو والاستيلاء ويسر بذبح النساء والأطفال والحيوانات ويعيش في خيمة صحراوية،

هنا قضية التأويل. وكل واحد يفهم النص بمليون طريقة. لكن أيعقل أن يكون الله خالق الكون هو من يحرض الإنسان على أن يقتل أخيه الإنسان؟ لا طبعا. من رابع المستحيلات. لكن الإنسان سيحاول دوما أن يبرر جرمه وينسب الشناعة لمصدر إلهي حتى يجعلها مشفوعة بختم النسر أو ختم الجحش كما نقول في مصر. هذا ليس ذنب الله يا عزيزي وضاح. الله ليس إلا جمال. الله ليس إلا فضيلة. الله ليس إلا حب. وقس على ذلك.

اقتباس: أما عن اعتراضك عن التضخيم في وصف الأحداث وتنقية صورة الله توراتيا فلا محل للاعراب هنا فالبينة تقول أن الإله الذي يوصف بإله البشرية لا يمكن له أن يفضل جماعة من خلقه على بقية الجماعات البشرية ، طبعا اتمنى لا تدخل لي من مذهب ان اختيار هذه السلالة لأن المسيح مخلص البشر سينحدر منها في المستقبل

طبعا الله لا يمكن أن يخلقني ويخلق كوهين ثم يقول لي كوهين أفضل مني. هذه واضحة جداً. من جهة أخرى، في الكون هناك أشياء غامضة ولا يسير الكون دوماً وفق منظوماتنا الليبرالية في تفكيرنا الغربي الحقوقي. أنظر للكون نفسه وستجد الفيل وتجد النملة والفيل يدعس على النملة ولا أحد يعترض بل النملة وجيلها هي طعام للفيل والبقرة وأحفادها طعام للحيوان الأكبر وهو الإنسان. أين العدل؟! ليس كل شيء في الوجود منطقي وهناك أمور قد تضطرنا أحيانا للتفكير الجبري وهذا نجد أثاره واضحة في لزوميات أبي العلاء المعري. لا أريد لعرق أن يفضل عرق آخر ولكن أبي الطيب المتنبي يقول:

هو الجد حتى تفضل العين أختها... ويكون اليوم لليومِ سيدا.

ليه؟

مش عارف.. وياريت كنت أعرف ليه.

اقتباس:ولكن سأسلك انا : ماهي علاقة الانحدار السلالي بعملية التخليص ؟ أكان على المسيح أن ينحدر من سلالة معينة لكي يقوم بأعباء التخليص؟وهل يجب على الإله ان يضع رسالته في سلالة معينة ؟وهل تعيين سلالة ما لتخريج المخلص بيولوجيا !!!! وما معنى تخليص لا يقوم الإنسان فيه بدوره واعيا ,عاقلا، مخيرا ..مدفوعا بضميره وحده؟

بحسب اللاهوت المسيحي، وبما أننا اتفقنا إني كافر والحمد لله ;) ، الانحدار من سلالة ليس له علاقة بعملية وآلية الخلاص. كل ما في الأمر أنه جاء لهذه الجماعة وانطلق من أدبياتهم وأفكارهم وبنى عليها بشكل ما حتى يصل بهم لجوهر الله وهو أنه لا يريد ذبيحة ولكن رحمة. لو قارنت السلالة العبرانية بأي سلالة أخرى ولتكن مثلا السلالات الرومانية أو الإغريقية لوجدت أن السلالة العبرانية من أحقر السلالات وأكثرها بدائية.. تفكيرهم بدائي جداً. الساميون لا يعرفون شيء بالمرة إسمه تفكير فلسفي. ومع ذلك ورغم كل هذه الحقارة يأتي رجل نجار بسيط ورغم كل مآسيه إلا أنهم يلتفوا حوله جيل تلو جيل والجميع يثني على تعاليمه حتى ممن رفضوا المسيحية. انظر مثلا لفيلسوفي المحبب إرنست رينان وكتابه عن المسيح. قد أبدع كثيرا وهو يكتب عن المسيح الإنسان وهو كان رافض للمسيحية كعقيدة وهو كاهن سابق ولم يكن الكهنوت ليوافقه فخرج للعالم مفكراً وعالما وفيلسوفاً ضليعاً. كان رينان المفكر المفضل لدى فرح أنطون بالمناسبة. نرجع للموضوع: السلالة لا شأن لها بالمرة. السلالة هنا ما هي إلا فورما لاحتواء المضمون وهو الرسالة.

اقتباس:أما عن تفكيرك وبحثك في الله بالكتاب المقدس فلا محلل للاعراب هنا ، لأن إله الكتاب المقدس نار آكله

الشاطر سيجد الله في كل شيء في الكون. أنظر من الشباك ستجد الله في كل إنسان تلتقي به. الكتاب المقدس يسجل أحداث ومواقف عن حركة الله the action of God in history في الكون واختراقه لمسار التاريخ.

ما المشكلة أن يكون الله نار آكلة أو طبق عدس بالبشملة؟! ما الذي لا يعجبك في نار آكلة؟ عندما يضاجع الرجل محبوبته ألا يفرغ ذاته فيها وتلتهمه هي إلتهاماً؟ نريد أن نتجاوز ما وراء "الصورة" image وندخل للفكرة نفسها في جوهرها.

:redrose:


الصهيونية الإلهيـة - طيف - 11-03-2006


اقتباس:على أي أساس قمت بإقصاء فكرة "المسيح" المخلص في الزرادشتية عن المسيح المخلص في المسيحية؟

ثم تقول: "ولا يخرج علينا أحد ويقول إن ....". ماذا تقصد؟

مع احترامي لك، عبارتك أعلاه غامضة جدا  ومتناقضة. أريد أن أفهمك. ممكن تشرح بوضوح ولك الشكر.


الزميل ابراهيم

الزرادشتية دين قائم بذاته , ولم يتفرع عن الدين اليهودي لكي نقول بأن المخلص في الزرادشتية هو المسيح الذي سيظهر لاحقا في دين جديد اسمه المسيحية ,

فرغم ان المسيحية هي امتدادا لليهودية , واستندت على فكرة المخلص اليهودي الذي جاءت به اليهودية واعتبرتها المسيحية تحقيقا لنبوءة اليهودي المخلص او المسيح اليهودي , فاليهودية لاتعترف بالمسيح ( يسوع ) بأنه المخلص اليهودي الذي تقول النبوءات اليهودية بظهوره ورفضوا فكرة تحقق هذه النبوءة في عيسى المسيح لانه لايماثل الصفات التي يفترضها الدين اليهودي في مسيحه اليهودي ....

فالسؤال موجه لحضرتك لماذا تعتبر المخلص في الديانة الزرادشتية التي تقول التعاليم الزرادشتية بأنه سكون من [COLOR=Red]نسل زرادشت

فكرة المخلص موجودة حتى في الديانات الوثنية , وليس غريبا ان تجدها في الديانة الزرادشتية


الصهيونية الإلهيـة - إبراهيم - 11-03-2006


شكرا لك أخي طيف وهسا فهمت عليك (f)

جواباً على سؤالك بالأحمر؛ أنا لا أعتبر المخلص في الديانة الزرادشتية يكون حتماً من نسل زرادشت ولكن كنت أقول أن جميع الأديان فيها تشابه في وجود فكرة المخلص أو المهدي أو المنقذ وتتشابه في البداية وكذلك في النهايات المأساوية المتأزمة. لا أعتبر أبداً الزرادشتية تصدق على قصة عيسى بن مريم بل أنظر لكل دين على أنه قائم بذاته وأدرسه هكذا في سياقه الخاص به. آسف على اللخبطة. (f)


الصهيونية الإلهيـة - حسان المعري - 11-04-2006

اقتباس: طيف كتب/كتبت


الزرادشتية لم تبشرّ بالمسيح المخلص
الزرادشتية بشرّت بمخلصها ( المخلص في الديانة الزرادشتية ) وهو شوشنياط ( وهذا بعيدا كل البعد عن المسيح او يسوع او اي لفظة اخرى) , ولايخرج علينا أحد ويقول ان هذه الكلمة تعني المسيح بالفارسية القديمة ...

كما أن فكرة المخلص ليست جديدة , فهي بدات عند الديانات الوثنية
واستمرت في الديانات السماوية , فلليهود مخلصهم والمسيحيين والسنة والشيعة , والفكرة اصلا مقتبسة من الديانات القديمة فالمسيح اليهودي هو غير المسيح يسوع المسيح يسوع غير المهدي عند الشيعة وهكذا

هذا سيقودنا الى حالة الاقتباس التي مرت بها الاديان , وكل دين يقتبس من الدين الذي قبله , والاساطير متكررة ومتشابهة فمن طوفان النوح الى شبيهه في الاساطير السومرية وملحمة كلكامش والطوفان الى ولادة ابن العذراء في الديانة الزرداشتية التي اعقبتها ولادة المسيح في فلسطين

[QUOTE]
ولقد ابتدأت المرحلة الثالثة بميلاد زرادشت، وتأتي إلى خاتمتها بميلاد المخلِّص المدعو شاوشنياط (أو شاوشيانز) – وهو الذي يقود المعركة الفاصلة بين قوى النور وقوى الظلام. وسوف يولد المخلِّص من عذراء تحمل به عندما تنزل للاستحمام في بحيرة كانا سافا، فتتسرب إلى رحمها بذور زرادشت التي حفظها الملائكة هناك إلى اليوم الموعود. وبذلك تُفتتَح فترة التاريخ الأخير بزرادشت، وتُختتَم بمخلِّص أو مهدي من نسله تحمله أمه حملاً معجِزاً. ورغم المعجزة الإلهية التي قادت إلى ولادة هذا المهدي فإنه يبقى إنساناً مولوداً من أبوين بشريين، لأن خلاص العالم في النهاية هو مسؤولية الإنسان، ويقوده ابن الإنسان الذي سيعلن عن نفسه في الوقت المناسب، فيلقي الرعب في قلوب جند الظلام ويطاردهم في كل مكان ويمحو أثرَهم من الأرض.

تعود فكرة المخلص إلى أناشيد زرادشت القديمة. فلقد بشَّر بقرب انتهاء مرحلة التمازج، وحلول مرحلة الفصل الأخيرة، وقَرَنَ ذلك بقدوم المخلِّص، وألمح في أكثر من موضع في مجموعة الغاثا إلى أنه سيأتي من بعده ليُحِلَّ الحق ويدحر البهتان. وقد دخلت هذه الفكرة في صلب العقيدة الزرادشتية منذ بداياتها. ولكن الفكرة اتخذت أشكالاً جديدة خلال الفترات اللاحقة. ففي العصر الأخميني قال اللاهوتيون بظهور ثلاثة مخلِّصين، وذلك في نهاية كل ألفية من الألفيات الأخيرة من عمر الزمن الأرضي. في نهاية الألفية الأولى يظهر المخلص المدعو أوخشيا تريتا؛ وفي نهاية الألفية الثانية يظهر المدعو أوخشيا تنيما؛ وفي نهاية الألفية الثالثة يظهر المخلص شاوشنياط، من نسل زرادشت

من مقالة لفراس السواح , زرادشت نبي الثنوية



شكرا لك على التوضيح عزيزي طيف .. لكن يبقى الأمر أكثر تداخلا من أن نمنحه حكما قطعيا ، فالعلاقة بين الدين والأسطورة كعلاقة الدجاجة بالبيضة : من أتى أولا ، وهل الأديان تأسطرت أم الأسطورة تدينت؟
ستجد - مثلا - في أسطورة الخلق البابلية تقاطعا مع القصص الدينية ، وستجد في ذات الوقت سرجون الأكادي يسبق موسى في الإدعاء بأنه التقط من صندوق من القش يسبح فوق الماء وقبل موسى بحوالي 800 عام !!
أيضا ستجد تصنيفات بابلية للآلهة بين أرضي وسماوي وخوف هؤلاء التعدي بالتشبيه على ما هو سماوي وإلى ماهنالك من تداخل كبير بين الدين والأسطورة ..

يبقى ، إن كان المخلص إبن العذراء زرادشتي ، فعلى أي أساس تبناه بعض أنبياء اليهود أم هو محض تشابه كقصة سرجون وموسى ؟

تحية



الصهيونية الإلهيـة - maryam - 11-04-2006

الله .

(f) .


الصهيونية الإلهيـة - طيف - 11-05-2006

الزميل المعري (f)


لايوجد شئ قطعي , ولكن من خلال مقارنة التاريخ مع الاديان , ودراسة الاديان جميعا , الوثنية منها وال( سماوية ) تتضح دلائل كثيرة اهمها التشابه في الاحداث الاسطورية , في الوثنية وفي السماوية , الاقتباس , الاعارة والتبديل .. فمثلا المخلّص الزرادشتي عندما انتظروه ولم يظهر أمنوا بأبن العذراء يسوع لانه يحقق النبوءة الزرادشتية ...

قصة الطفل الذي تضعه اخته في سلة وترميه في النهر تكررت ايضا في المسيحية عندما هربت العائلة المقدسة الى مصر هربا من الحاكم الروماني

أما الطوفان ومحلمة كلكامش وسفينة نوح ,
:?: فأسنبش لك التاريخ لاعرف ايهما يسبق الاخر , هل تأسطر الدين او تدينت الاسطورة ؟؟؟

ولو من الصعب والمستحيل نعثر على مصدر تاريخي غير ديني وغير الكتاب المقدس أو القرأن الذي يؤرخ للانبياء نوح وغيره ولايوجد تدوين تاريخي لتلك الحقب الغارقة في الازل

أما التساؤل على اي اساس تبنى بعض انبياء اليهود قصة ابن العذراء الزرادشتي ,
اليهود مكثوا زمنا طويلا في بابل بعد ان سبى نبوخذنصر اليهود وكانوا بتماس مع عقائد البابليين و مع الفرس الامة المجاورة للبابليين , كما ان القائد الفارسي كورش هو الذي ارجع اليهود الى فلسطين , فحتما انتشرت التعاليم الزرادشتية بين هؤلاء في بابل وبعد اعادتهم الى فلسطين وانتشرت حكاية ابن العذراء الزرادشتي في المجتمع اليهودي الاسرائيلي

المخلص الزرادشتي لم يظهر , لسبب ما , ولكن ظهر ابن العذراء عيسى ابن مريم في فلسطين , كمسيح لليهود

اليهود رفضوه لانه لايحقق صفات مسيحَهم الذي تقول التعاليم اليهودية بأنه سيكون بطل عسكري , وعيسى ابتعد عن
العسكرية والقوة الى السلام والمحبة والوئام ليصلح اليهودية وليضفي عليها طابعا لينا من التعاليم الجديدة , لذا لفظه اليهود ..

يقال ان وفودا من كهنة المشرق حضرت مولد المسيح وباركته على انه صاحب البشارة , وكعادة البشر هناك من يريد التصديق حتى ولو لم يكن الحدث مطابقا تماما
فهم انتظروا المخلص الزرادشتي ولم يظهر , ولكن ظهر غيره
فأمنت به مجموعة ورأت انه صاحب البشارة

تحية


الصهيونية الإلهيـة - إبراهيم - 11-05-2006

اقتباس:أما الطوفان ومحلمة كلكامش وسفينة نوح ,
فأسنبش لك التاريخ لاعرف ايهما يسبق الاخر , هل تأسطر الدين او تدينت الاسطورة ؟؟؟

الأسطورة هي مفردة من مفردات التعبير الحضاري لدى الشعوب. الدين بحاجة إلى وسيلة للتعبير والخطابة ومن ثم جاءت الأسطورة كوسيلة التعبير هذه واستعارها الدين من قبيل الرمز بهدف توصيل المعنى. وعليه، لم يتأسطر الدين ولم تتدين الأسطورة ولكن كان لهما قرانا ميمونا إن شاء الله.