حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ (/showthread.php?tid=14926) |
الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ - البسطامي - 09-23-2006 من المقالات المعتدلة التي نشرت في الصحافة العربية حول " فتنة " البابا التي يظهر أنها في طريقها إلى المزيد من التصعيد والاشتعال المصدر : جريدة الشرق الأوسط بين خطأ البابا واعتذاره.. سؤال الحقوق والواجبات يوسف الديني yooosif@hotmail.com لا شك أن من أقل حقوق المسلمين وهم يشكلون أكثر من خمس هذا العالم أن يحظوا بالاحترام والتقدير اللائق فيما يخص المقدسات الدينية، ومنها عدم المساس بشخص النبي صلى الله عليه وسلم، وبالتالي فإن أي سجال حول موضوعة «الأديان» لا يمكن أن يأخذ مساره الطبيعي إذا انتقل من شكله اللاهوتي إلى مسارات سياسية، تستغل حالة «التشويه» التي يعانيها الإسلام للأسف بفعل كثير من المنتسبين إليه، أكثر من تشويه الأعداء. فنحن نعلم أن «الإرهاب» وتوابعه من حز الرؤوس وسحل الأجساد كانت رسائل دموية صارخة بعثها إرهابيون للعالم كله أمام مرأى الجميع، دون أن ينال ذلك الفعل الإجرامي حظه من الممانعة الفكرية من قبل قيادات ورموز الجماعات الإسلامية، الذين اتحدوا وهذا من حقهم بشكل استثنائي أمام تصريحات البابا الخاطئة وغير المقبولة أبداً، من شخص يحتل تأثيراً ومكانة، كتلك التي يضطلع بها. فالاقتباس دون تعليق أو تحفظ في معرض الاستدلال موافقة ضمنية ولا شك، إلا في حال التنصل منها أو الاعتذار عنها كما فعل البابا لاحقاً، وانقسمت الآراء حيال ذلك التراجع بين رافض ومشكك وموافق عليه، لأسباب أيضاً لا تتعلق بماهية التراجع، بل بمكاسب جماهيرية وربما سياسية. ذلك أن الحوار بين الأديان في شكله المؤسساتي هو أقرب إلى منطق «العلاقات العامة» وما تقتضيه من مجاملات ودبلوماسية، منه إلى الجدل الحقيقي حول نقاط الاختلاف والتوافق والعمل على أرضية مشتركة، وصولاً إلى هدف واقعي ومنطقي، وهو «التعايش». فالحوار في التفاصيل ليس مطلوباً لأنه لا يمكن لأي دين أو ايديولوجية أن تتنازل عن حقها الطبيعي في ممارسة قناعاتها، كما أن التقارب أو محاولة إيجاد صيغة تلفيقية باء بالفشل أيضاً، لاسيما إذا أخذنا بعين الاعتبار حالة الانقسام التي طالت كثيراً من الفلسفات والتيارات الداخلية في الديانة الواحدة. كانت الفكرة المحورية لمحاضرة البابا والتي قرأتها بالعربية تدور في مجملها حول تأثر الديانة المسيحية بالعقلانية التي ميزت الثقافة الإغريقية بعد أن أعيد انتاجها وفقا للمقايس الهيللينيستية ويريد أن يبرهن البابا على استقلاليتها لاحقاً عن جذورها السامية، كل ذلك ليحاول أن يستغل التصاعد الكبير للحالة الدينية في العالم اليوم باستثناء أوروبا التي لا تزال تتمسك بعلمانيتها وإرثها التنويري. فالبابا يريد أن يعيد الاعتبار للعقلانية المسيحية ويقدمها بديلاً عن عقلانية فلاسفة التنوير، وليقطع الطريق على أي محاولات لعقلنة الخطاب الإسلامي للأقليات المسلمة في أوروبا، التي تحاول جاهدة الاندماج في سياق الحضارة الغربية عبر خطاب خاص، لا يرى تعارضاً بين العقلانية الحداثوية والإسلام، وهو خطاب ظل نخبوياً لم يجد آذاناً صاغية لدى الجاليات التي تشعر بقلق الهوية، كما يشعر البابا نفسه وسائر التيارات الدينية في العالم. لكن البابا حين أراد أن يطرح «حصرية» العقلانية الكاثوليكية لجذب أوروبا العلمانية، افتقد الحس السياسي واللباقة الدبلوماسية التي هي من مقتضيات منصبه الهام، والذي يفترض أن يكون من ضمن واجباته مراجعة أي مستشار في الثقافة الإسلامية لتفهم حساسية المسلمين قبل أي خطاب يمسهم، لضمان عدم وجود أي أوصاف غير لائقة، لا أن يتم اقتباس أوصاف تحقيرية صدرت من إمبراطور بيزنطي محاصر من قبل العثمانيين الذين لا يمثلون الإسلام في حربهم، التي لم تكن حرباً دينية بل كانت حرباً سياسية محضة.. لا شك أن نقلاً كهذا دون الاعتراض عليه من قبل البابا من الطبيعي أن يثير الغضب في نفوس المسلمين، وأن يكون الغضب هذا مشروعاً حتى يتم الاعتذار عنه أو توضيح ملابساته. والسؤال الذي تفرضه الحالة الدينية على مستوى العلاقات بين الأديان، أو حتى بين التيارات الدينية داخل الديانة الواحدة، إضافة إلى الأخطار المحدقة تجاه الصورة النمطية للأديان لدى المتلقين بسبب الإرهاب والتطرف المتلبس بشعارات دينية، كل هذه التحديات تفرض سؤال الحقوق والواجبات والذي لا يمكن الوصول فيه إلى صيغة توافقية، دون إيجاد ميثاق دولي لاحترام الأديان والأقليات الدينية. هذا الميثاق الذي يجب أن يفرق بين التجريح وبين القراءات النقدية. وفيما يخصنا كمسلمين فإن الواجب علينا بالقدر الذي نطالب فيه بحقنا في أن يحترم العالم ثقافتنا وهويتنا الدينية، بل إن من مسؤوليتنا أيضا أن نفعل الشيء ذاته تجاه ثقافاتهم. ومن مسؤوليتنا أيضا أن ندافع عن صورة الإسلام في العالم عبر مشاركة فاعلة وحقيقية في توضيح موقف الإسلام من كل المسائل التي تثيرها أحداث العنف في العالم باسم الاسلام. كما يتطلب الأمر إعادة إنتاج للمواقف الفقهية لعالم اليوم حول مسائل الجهاد وأنواعه، والموقف من الآخر وتأصيل مفهوم التعايش.. الخ، انطلاقاً من صيانة الإسلام ذاته من أن يمس بسوء فهم بسبب تصرفات المنتسبين إليه والمتحدثين باسمه، في وقت بات فيه مستهدفاً بسبب جهل أبنائه وليس بكيد أعدائه. الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ - إبراهيم - 09-23-2006 عاش من شافك يا راجل يا طيب وأنا أحب مقالات يوسف الديني موت وأحبه هو موت :h: :kiss2:خلينا على اتصال. الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ - البسطامي - 09-24-2006 أهلين شيخنا برهوم الحبيب أنا مدمن للنادي منذ تأسيسه وبحكم علاقتي بكثير من أعضاءه حتى ما قبل التأسيس لا يمكن أن يمضي يوم دون زيارة له قد تستغرق في أحايين كثيرة بضع ساعات . تشدني الكثير من الكتابات في النادي وألتمس من بعض الأقلام الرائعة في النادي كثيراً من الحكمة والرؤية الثاقبة . لكني بعيد عن الكتابة لأسباب شخصية فحسب شكراً للطفك يا إبراهيم الذي تحاصرنا به فتجدد نداء الجمال الذي يكاد يخبو في حياتنا الدبقة . الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ - العلماني - 09-24-2006 اقتباس: البسطامي كتب/كتبت طيب بلاش ما تكتب ... أنت بس "خليك قريب !! :redrose: واسلم لي العلماني الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ - البسطامي - 09-25-2006 أهلين عميدنا ... قريب منك حتى الثمالة يا عزيزي أتشرب أحرفك الجذلى هنا بانتشاء وشغف بالغ ! لا أدري النادي أجمل من أن يتم تجاهله في حمى المواقع الإنترنتية التي تهب البلادة بشكل مجاني ! دمت بخير عزيزي الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ - Futurist - 09-26-2006 لماذا تقتبس من امبراطور بيزنطي؟ اروان لاجاديك انترناشيونال هيرالد تريبيون.. محاولة ترجمة Futurist (سامحوا اخطائي بالترجمه) نتيجة الصخب العارم الذي اثارته محاضرة الباب بنديكت السادس عشر مؤخرا، ناشد البابا و المتحدث البابوي للفاتيكان الصحافة و النقاد و عامة الناس بان لا يأخذوا تلك الفقرة المثيرة للجدل "خارج سياقها". دعونا اذا نحاول ان نسلط الضوء على ذلك السياق. و لكن ليس السياق النصي لذلك "الاقتباس البالوجسي" المشهور الان، بل السياق الواقعي- التاريخي و الخلفية الثقافية التي تلقي الضوء على اسباب استعانة البابا بهذا النص (سواء اتفق معه ام اختلف) ليقدم فكرته الرئيسية في محاضرته. انها لمفارقة في افضل الحالات و في اسوائها مثيرة للقلق، أن يلجأ بابا روماني لاقتباس من نص لامبراطور ارثودوكسي قيل منذ 1400 عام عن المسلمين. لقد ارغم الضغط الاستراتيجي العثماني الامبراطور مانويل الثاني بالوجوس ان يلجأ الى علاقة مهينة مع روما. مع ان روما، بالنسبة لمعظم البيزنطيين انذاك، كانت غريبة عنهم و عدوة لهم. ما من شك بأن مانويل كان سيصف العنف المستأصل لدى المسيحية الرومانية بما يماثل وصفه للاسلام اذ لم يمضي سوى حوالي 150 عام على الاحتلال العنيف لقسطنطينة من قبل الصليبيين اللاتينيين. و كذلك فان قسطنطينة كانت محاصرة قبل 1400 عام و سقطت بعد نصف قرن نتيجة الضغط العسكري التركي. انها دلالة مثيرة للقلق ان يختار بينيدكت من بين كل النصوص و الفترات هذه الفترة و هذا النص بالذات. فبفعله هذا فتح نافذة على انطباعاته عن الاسلام، و هي انطباعات تقع تحت عقلية محاصرة، حصار يعتقد الفاتيكان انه يخسره. و في هذا المجال فأن محاضرة البابا في جامعة رنغسبرغ و ملاحظاته الاخيرة عن تناقص الايمان في الغرب، على العكس من حيوية الاسلام في الشرق، بدأت و كأنها وجهين لعملة واحده. و السياق النصي لاقتباس بينيدكت ايضا يثير الاشكال. فيتسائل البعض لماذا يختار هذه الفقرات من العصور الوسطى، دون كل المصادر المحتملة ، رغما انها شهادة من الفترة التي تدعى "العصور المظلمة". في الحقيقة فانه عمل اكثر من ذلك، اذ خصص فقرة من اكثر الفقرات ظلامية عن فترة زمنية شهدت، عدا تلك النقطة، تنامي العقلانية في الاسلام. ان "نقد الدين الاسلامي" من قبل مانويل الثاني انما يجسد اتجاهات ثقافية ذات جذور تاريخية، ليس باقل من علماء مثل بيتر الحكيم (1094-1156) و توماس اكوينوس (عالم و رجل دين كاثوليكي) (1225-1274) اذ ساهما بمساهمات هامه في هذا الاتجاه. و لكنهما لم يخطئا الاسلام بنفس الحدة التي اعتمدها مانويل الثاني. بل العكس، اذ بدأا من نفس المواقف العقلانية التي اعتقدا ان الاسلام يشاركهم نفس الارضية فيها و على ذلك الاساس، بحثا في ما لو ان العقلانية (Reason) جعلت من الاسلام ام من المسيحية اكثر جاذبية. في هذا التراشق الثقافي، فان المؤلفين المسيحيين لم يتساءلوا قط عن قدرة المسلمين على دمج العقلانية مع الايمان. بل انهم ادعوا فقط بان منطقهم هو الاكثر قبولا. كون ان يلجأ البابا الى البحث عن نص من العصور الوسطى مثير للجدل و الحساسية الثقافية، اليس ذلك بدلالة على ان زماننا، و حورانا عبر الاديان و الثقافات، هو "المظلم"؟. من السهل ان نشرح الاختلاف بين كتابات بيتر الحكيم و توماس اكوينوس من جهة و فقرة مانويل الثاني من جهة اخرى. ففي القرن الثاني عشر و الثالث عشر حين كتب بيتر الحكيم و توماس اكوينوس كانت المسيحية في تنامي. اذ كانت تعيد احتلال او تحتل للمرة الاولى اراضي من دول اسلامية اضعف. ( وخلال ذلك، بالمصادفة، فان العالم المسيحي هو من كان يقوم بمظم القتل و معظم "نشر الدين بالسيف") فقد كانت المسيحية تثق بقوتها بما في ذلك قوتها الثقافية. على العكس تماما عن ما كان يحدث في قسطنطينية عام 1400، حيث صمم مانويل و من سبقه على مواصلة معركة كانوا على يقين من انهم سيخسرونها. فالاسلام كان يتقدم و الامبراطور كان تحت الحصار و الهيمنة المهينة من قبل المسلمين و المسيحيين الرومان على السواء. لقد كان في حرب لا يوثق فيها بعقلانيته او عقلانية اعدائه. اذا فالسؤال الحقيقي هو: لماذ احس البابا بتقارب مع امبراطور تحت الحصار، في حرب، يحس بالاهانة و على الجانب الخاسر من التاريخ؟ اننا نأمل بان الغرب في حواره مع العالم المسلم لا يشارك نظرة مانويل بالوجوس القاتمة أو القناعة بان ظروفه التاريخية تتشابه مع ظروفنا. فان نعطي مصداقية لهكذا افكار سيحكم علينا ان نحيل" صراع الحضارات" الى نبوة تحقق نفسها بنفسها. النص الأصلي هنا: http://www.iht.com/articles/2006/09/24/opi...inion/edlag.php الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ - ابن العرب - 09-27-2006 عزيزي ليلين، عندما أعدت من جديد قراءة محتويات هذا الشريط، وجدت أنني لم أعبر عن شكري الجزيل لمجهودك الرائع. عندما باشرت بطرح بوادر ترجمة خطاب البابا، ((في شريط عقائد وأديان)، أحسست بعض الركاكة. ثم وجدت الترجمة في شريط http://pope.alamnesis.com ولم أكن أعرف أنك صاحب الموقع. جهد رائع! أنا أعتقد أن هناك من يعمل جاهداً لتأجيج الوضع. الجزيرة لم تعد "تردح" كما في السابق. لكنني لاحظت أن قناة "العالم" لا زالت تتابع الموضوع حيث فتحت المجال أمس لنقاشه. وعندما اتصلت لأدلي برأيي، كانت أخر دقيقة قبل نشرة الأخبار. فبين ضيق الوقت من جهة، وتلعثمي من جهة أخرى، لم أقل الكثير. :emb: شكرا مجددا و تحياتي القلبية الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ - داعية السلام مع الله - 10-18-2006 هناك موضة في هذا القرن اسمها موضة اتقان فن قلب الحقائق .. وقصة الهجوم على الاسلام مش قصة جديدة , ولكن الجديد هو محاولة التذلل للغرب التماسا للرضى والقربى ! ومحاولة التحايل على مفاهيم ثابتة وراسخة في الاسلام لكي يرضى عنا اليهود والنصارى ريثما يتبعون ملتهم ... وهذا الاتجاه مخز بكل المقاييس وصاحبه لايستحق احترام الاخرين لأنه لم يحترم نفسه ... وجدت مقالا جيدا حول هذا الموضوع أدونه هنا بعد إذن ليلين .. بقلم : د. جلال أمين لم يعجبني منظر لفيف من كبار كتابنا ومثقفينا، وقد اجتمعوا (في صالة فخمة) في واحد من أكبر فنادق القاهرة ليناقشوا كيف يمكن تحسين صورة الإسلام في أعين الغرب ؟... ... في أحسن الظروف، عندما تكون العلاقة بيننا وبين الغرب علاقة وئام وصداقة، ما الذي يجعلني أبذل جهداً اضافياً لتحسين صورة الإسلام في الغرب، بعد كل ما كتب ونشر عن الإسلام في الغرب والشرق طوال القرون الماضية؟ ولماذا لا يأتي إليًّ من يريد مزيداً من العلم والفهم للإسلام بدلاً من أن اذهب أنا إليه؟ لا نزيد شرفاً بأن تتحسن صورتنا في أعين الآخرين، والإسلام لا يحتاج الي أن يتزين ويتجمل من أجل أن يحصل علي إعجاب الغرب. إذا كان هذا صحيحاً في أحسن الظروف، فما بالك به في ظروفنا الحالية، حيث يشبعنا الساسة ووسائل الإعلام في الغرب إهانة وتحقيراً، ولا يكفون عن الكلام عن الإسلام والمسلمين بما نكره وبما يخالف الحقيقة مخالفة صارخة؟ هل يجوز في هذه الحال ان اتطوع بالذهاب اليهم في محاولة لتحسين رأيهم فيًّ، وطمعاً في الحصول علي رضاهم عني وعن ديني؟. في الأمر ما تعافه النفس بلا شك، فكيف تصعب درايته علي كبار مثقفينا وكتابنا؟ وكيف ينساقون بهذه السهولة وراء من يرفع شعار تحسين صورة الإسلام في عيون الغرب ، من دون تروٍ أو كياسة؟ هناك بالطبع الظن بأن أي جهد يشيد بالإسلام ويبرز مواطن قوته لا بد أن يكون عملاً محموداً، بصرف النظر عن طبيعة الجماعة التي يوجه اليها الكلام، ولكن، هل هذا صحيح؟ هل يجوز حقاً تجاهل الفرق بين مخاطبة من كان حسن النية ويريد حقاً أن يستمع اليك، وعلي استعداد لتصحيح ما قد يكون قد وقر في ذهنه من اخطاء، وبين مخاطبة شخص سيئ النية خبيث الطوية، علي استعداد لاستخدام الوسائل كافة للتشويش عليك وإفساد خطتك، بل استخدام ما يمكن أن تبذل من جهد للايقاع بك وللاضرار بقضيتك؟ فإذا أنت بعد أن شددت الرحال الي بلادهم وبذلت كل ما في وسعك في محاولة إقناعهم، قد تمادوا في إهانتك والإساءة اليك، كأن يعملوا ما في جهدهم لمنع صوتك من الوصول الي ما أردت الوصول اليه، أو تأجير من يستثير غضبك فتندفع الي قول ما لم تكن عزمت علي قوله، الي غير ذلك من وسائل كثيرة يمكنهم بها أن يضيعوا جهدك سدي. هل يجوز في مثل هذه الظروف ان تقول إن أي جهد لمحاولة تحسين صورة الإسلام لا بد من أن يكون عملاً محموداً؟ أو فلننظر الي مختلف الاستراتيجيات التي يمكن أن يطبقها ذلك الذي يذهب الي الغرب بغرض تحسين صورة الإسلام ، وما يمكن أن يؤدي اليه كثير منها من ضرر فادح بالإسلام وبمن يحاولون تحسين صورته. فمن بين هذه الاستراتيجيات ان يحاول المبعوث الي الغرب ان يثبت لسامعيه أو قارئيه أن مبادئ الإسلام شبيهة بمبادئ الغرب، أو أن الإسلام في الحقيقة لا يختلف كثيراً عن المسيحية وأن يحاول إقناع الجمهور بأنه ليس هناك ما يوجب القلق من الإسلام، وذلك لسبب بسيط هو أن ما تظنونه شيئاً مختلفاً عنكم ليس شيئاً مختلفاً علي الاطلاق. هذه الاستراتيجية، فضلاً عن انها تقوم علي خطأ محض، لا تعني في النهاية الا التنازل عن خصوصيتك، بل، اذا استخدمنا عبارة أصرح، التنازل عن الإسلام أصلاً، ذلك أن هوية الشيء تتحدد باختلافه عن غيره، فإن لم يكن هناك ما يميزه عن غيره زال وجوده أصلاً، هذه الحقيقة البسيطة أدركها وعبّر عنها منذ مئة عام اللورد كرومر، المعتــمــد البريطاني في مصر، عندما قال هذه العبـارة التي قد تفهم بأكثر من معني، ولكني أفهمها بالمعني الذي ذكرته حالاً. قال اللورد كرومر إن إسلاماً تجري عليه عملية الاصلاح لا يعود بعد ذلك إسلاماً (Islam Reformed is Islam no longer) فهو لم يكن يقصد في رأيي أكثر من أن يقول إن كل من يحاول، باسم الاصلاح، أن يفسر الإسلام تفسيراً يجعله أقرب الي مبادئ الأوروبيين، انما يتخلي في الحقيقة عن الإسلام. لا أنفي بالطبع ان هناك اوجه شبه مهمة بين بعض المبادئ الانسانية التي تتبناها الحضارة الغربية، وبعض المبادئ الإسلامية، ولكن، هناك ايضاً وبالطبع اختلافات كثيرة ومهمة، وهذا لا يجعل المبادئ الإسلامية أقل قدراً من مبادئ الحضارة الغربية، وانما يجعلها فقط مختلفة . والمسلم يعتز بمبادئه الإسلامية مهما كان اختلافها عن مبادئ الحضارات والثقافات الاخري. فإذا حاول مسلم أن يتجاهل هذه الاختلافات او يعرض عنها، إما بعدم ذكرها أصلاً، أو بأن يحاول أن يعطي بعض النصوص الإسلامية معاني تتفق مع مبادئ الغير، لمجرد ان يكسب رضا هذا الغير، فهو لا بد ظالم للحقيقة وظالم للإسلام وظالم لنفسه. من الاستراتيجيات الاخري التي يلجأ إليها من يحاول تحسين صورة الإسلام محاولة التبرؤ من هؤلاء المسلمين الذين يكرههم الغرب فيقول إنهم ليسوا مسلمين حقيقيين أو لا ينتمون الي الإسلام وان الإسلام الحقيقي لا يقول هذا بالمرة، ومن ثم فنحن نتبرأ منهم ونعتبرهم مجرمين ومارقين مثلما يعتبرهم الغربيون بالضبط . هذا الاتجاه في محاولة الدفاع عن الإسلام بالتمييز بين ما يسمي بالإسلام الحقيقي والإسلام غير الحقيقي، أو بين المسلم و المتأسلم ، كما يسمح بعض كتابنا لأنفسهم أن يقولوا، هو ايضاً اتجاه بغيض في نظري، كما انه اتجاه خطير قد يودي بالسائر فيه الي التهلكة. اما انه بغيض فلما يتضمنه من ادعاء وغرور اذ يزعم قائله ان هناك إسلاماً حقيقياً لا يفهمه إلا هو، وكل ما عدا هذا الإسلام هو إسلام غير حقيقي . انني لا أنكر بالطبع ان هناك نصوصاً إسلامية كثيرة تحتمل اكثر من تفسير، ولا يجب أن يعترض أحد علي هذا، بل ما اكثر ما صدر من كتب تحمل عناوين تتضمن صراحة هذا المعني، اذ تقدم هذه الكتب نفسها علي انها تفسير المؤلف للنصوص الإسلامية وكيفية فهمه لها. وانما اعترض علي طريقة التعبير عن هذه الاختلافات في التفسير. اذ لا يجوز في رأيي، ولو من باب الالتزام بالأدب وحده، ومهما سمحنا باختلاف التفسيرات، أن نقول إن هذا هو الإسلام الحقيقي ، وذلك إسلام غير حقيقي أو زائف ، كما ان من سوء الأدب أيضاً أن نَصِفْ شخصاً، مهما كان اختلافنا معه، بأنه متأسلم ، اي انه مدعٍ وأفّاق. نعم، كان رجل مثل الشيخ محمد عبده يقدم تفسيراً جريئاً وجديداً في عصره لكثير من النصوص الإسلامية، لكنني لا أظن أن رجلاً مثله كان يمكن أن يستخدم، في الدفاع عن رأيه، عبارات من نوع الإسلام الحقيقي و الإسلام غير الحقيقي ، أو أن يصف شخصاً بأنه مسلم حقيقي وآخر بأنه متأسلم ، اذ كان أدبه يمنعه من ذلك. لكن هذا المنحي في الدفاع عن الإسلام ، هو ايضاً منحي خطير إذ أنه يتيح لخصوم الإسلام فرصة القول إنه اذا كان هذا رأيك فما الذي يضمن لنا ان كثيرين غيرك يرون مثل رأيك ويفهمون الإسلام كما تفهمه؟ خصوصاً أن الذين يرتكبون هذه الاعمال الإجرامية يقولون بأعلي صوت وبمنتهي الثقة إن هذا دون غيره هو الإسلام الحقيقي؟. كذلك فإني لا اشعر بأي ارتياح عندما اجد هؤلاء الذين يحاولون تحسين صورة الإسلام في أعين الغرب، يلجأون الي محاولة بيان فضل المسلمين علي الحضارة الغربية، وأنه لولا المسلمين ما اطلع الغربيون علي كتب ارسطو وسائر علوم اليونان، ومن ثم فالحضارة واحدة في الحقيقة ونحن شركاء فيها، وبهذا نكون أصحاب فضل عظيم في انشاء هذه المبادئ الرائعة التي ينادي بها الغربيون اليوم. كل هذا صحيح بلا شك، لكني لا أحب بالمرة ان استدرج اليه كطريقة لتبرئة الإسلام مما يوجه اليه اليوم من اتهامات وما يشاع عنه من أكاذيب. نعم، لقد نقل المسلمون حضارة اليونان الي الغرب، لكن الإسلام لا ينحصر فضله في القيام بدور الوسيط بين جزء من الغرب وجزء آخر منه، والمسلمون لديهم اكثر من سبب يبرر استحقاقهم للحياة غير قيامهم بهذه الخدمة للغرب في يوم ما في الماضي، وفهم المسلمين لما قرأوه عند اليونان لم يكن علي أي حال مطابقاً تمام التطابق لفهم الغربيين له، وكان اختيارهم لما يستحق البقاء من علوم اليونان وفكرهم، مختلفاً عن اختيار الغربيين، فقد اختاروا منه ما يناسبهم ويتفق مع دينهم ومزاجهم، وليس هذا بالضرورة مما يتفق مع دين الغربيين ومزاجهم. فإذا كان المسلمون توقفوا عن التقدم في لحظة تاريخية تالية. فلهذا اسباب كثيرة ليس من بينها انهم متخلفون بالطبيعة او اغبياء بالسليقة. واذا كانوا مروا بفترة من الانحطاط الحضاري بعد فترة من الازدهار، فكل الامم يحدث لها هذا، ووصول الغربيين اليهم بعد ذلك بجيوشهم ومدافعهم زادهم بعد هذا انحطاطاً علي انحطاط. وعلي أي حال فإن الغربيين اساءوا استخدام الكثير مما وصلهم من علوم وأفكار اليونان من طريق المسلمين، فما اكثر ما اساءوا تطبيق شعارات الحرية والمساواة، وما أكثر ما اطلقوا هذه الشعارات علي نقيضها، وما اكثر ما استخدموا العلم والتكنولوجيا في ما يضر ولا ينفع. بعض الذاهبين الي الغرب بقصد تحسين صورة الاسلام بعد احداث 11 أيلول (سبتمبر) يظنون أنهم يحسنون صنعاً بقولهم ان السبب الحقيقي وراء هذه الاحداث هو انحياز السياسة الأميركية انحيازاً صارخاً لإسرائيل. وهو قول قد يبدو للوهلة الأولي قليل الضرر، لكن الحقيقة انه يسيء الي الاسلام والمسلمين من حيث لا يدري قائله، فهذا القول يتضمن اولاً استعداداً من جانب قائله للاعتراف بأننا نحن الذين ارتكبنا جريمة 11 أيلول، وهو ما لم يقدم عليه اي دليل قاطع حتي الآن، وكلما مرت الايام بعد 11 أيلول ورأينا حجم المخطط الأميركي لمواقع مختلفة من العالم كما تسفر عنه تحركات القوات الأميركية والتصريحات المتتالية من الادارة الأميركية، وكلما رأينا عدم التناسب الصارخ بين الاهداف المعلنة من جانب الادارة الأميركية (كالظفر برأس بن لادن مثلاً) وبين حجم تحركاتها العسكرية والانفاق العسكري المخطط لها، كلما رأينا ذلك، زادت لدينا الشكوك في تحديد طبيعة وهوية المخططين الحقيقيين لجرائم 11 أيلول. لماذا إذاً هذا الاسراع بالاعتراف بما لم يثبت بالدليل القاطع؟ ولماذا نسرع بتقديم المبررات والاعذار لشيء ربما لم نكن نحن الذين ارتكبناه أصلاً؟. أضف الي ذلك أن ما حدث في 11 أيلول يقتضي أن ندين كلا الأمرين! ان ندين اعتداءات 11 أيلول علي برجي مركز التجاري ووزارة الدفاع، وندين في الوقت نفسه انحياز السياسة الأميركية لإسرائيل. والذاهبون لتحسين صورة الاسلام والمسلمين في عيون الغرب لا يتوقفون كثيراً لتأمل المعني الحقيقي لعناوين الندوات والمؤتمرات التي يدعون للاشتراك فيها. فهم يقبلون الاشتراك في أي ندوة وأي مؤتمر، مهما كان عنوان الندوة او المؤتمر، ومهما كان جدول اعمالها، طالما يُسمح لهم فيهما بالثناء علي الاسلام. لكن تأمل العناوين المختارة لهذه الندوات والمؤتمرات، وتأمل جدول اعمالها، يبينان انها أبعد ما تكون عن الحياد، وانها تتضمن توجيه الاتهام للإسلام والمسلمين والايحاء من باب خفي بتخلفهم ونقصهم وعدم تحضرهم. انظر مثلاً الي العناوين الآتية للندوات التي يطلب من الكاتب والمفكرين المسلمين الاشتراك فيها: دور المرأة في العالم الإسلامي ، أو الإسلام في عصر الحداثة ، حيث يثار السؤال: هل هناك تناقض أصيل بين الإسلام والحداثة؟ والسؤال هو: لماذا يختارون موضوع المرأة بالضبط؟ او لماذا يفترض، ابتداءً، ان هناك تناقضاً، اصيلاً او غير اصيل، بين الإسلام من ناحية وقيم الحداثة التي يفترضون ضمناً انها قيم جديرة بالاعتناق؟ فهل دعوناهم نحن للقدوم الينا للكلام عن دور المرأة في المجتمع الأميركي الحديث مثلاً؟ وعن أثر استخدام المرأة كرمز للجنس في التلفزيون الغربي أو في الاعلام الأميركي، علي كرامة المرأة واحترامها لنفسها؟ . وهل عقدنا عندنا مؤتمراً ودعوناهم للاشترك فيه حول ما اذا كان هناك تناقض اصيل بين تصرفات الحكومة الأميركية الاخيرة والمبادئ الديموقراطية العريقة، او بينها وبين القيم الاخلاقية الراسخة؟ . فإذا كنا لم نسمح لأنفسنا بدعوتهم الي مثل هذه المؤتمرات، فلماذا يسمحون لأنفسهم بمثله؟. خلاصة القول إن لهجة الغربيين اليوم في كلامهم علي الإسلام والمسلمين ليست من النوع الذي يثير الرغبة في محاولة تحسين صورة الاسلام والمسلمين في اعينهم، بل من النوع الذي يثير الغضب والحنق. لقد اساءوا الأدب في الكلام عن شيء نبيل وعزيز لدينا مما لا يترك مجالاً لتبادل الحديث معهم. ومحاولة تبرئة النفس في مواجهة ظلم صارخ من هذا النوع، هي من قبيل الامعان في اذلال النفس واحتقارها. ويزيد الغضب والحنق عندما تجيء هذه الاتهامات والاهانات من سياسين في الغرب لا يعرف عنهم الكثير من صفات التحضر الا في أتفه الشكليات، كنوع ما يرتدونه من ثياب مثلاً او طريقة تناولهم للطعام، فلا يعرف عنهم سمو الاخلاق في معاملتهم لغيرهم من الشعوب، أو الترفع عن الصغائر عندما يتعاملون مع خصومهم، أو الحلم والصبر وضبط النفس عند الشدائد، أو الاستعداد للعفو عندما يكونون قادرين عليه. وكلها صفات أظهر العرب والمسلمون في تاريخهم الطويل قدراً وافراً منها. :redrose: الترجمة الكاملة و المتخصصة لمحاضرة البابا في جامعة ريغينسبورغ - اسحق - 11-02-2006 داعية الجماعة عايزينك ضرورى فى ساحة قرأت لك تحياتى |