حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا (/showthread.php?tid=17422) |
إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - داعية السلام مع الله - 08-25-2006 ايها الأخ ! ان شئت أن تفهم شيئاً من اسرار حكمة العالم وطلسمه، ولغز خلق الانسان، ورموز حقيقة الصلاة، فتأمل معي في هذه الحكاية التمثيلية القصيرة. كان في زمان ما سلطان له ثروات طائلة وخزائن هائلة تحوي جميع أنواع الجواهر والألماس والزمرد، مع كنوز خفية اخرى عجيبة جداً. وكان صاحب علمٍ واسع جداً، واحاطة تامة، واطلاع شامل على العلوم البديعة التي لاتحد، مع مهارات فائقة وبدائع الصنعة. وحيث ان كل ذي جمال وكمالٍ يحب أن يشهَد ويُشاهِد جمالَه وكمالَه، كذلك هذا السلطان العظيم، أراد أن يفتح معرضاً هائلاً لعرض مصنوعاته الدقيقة كي يُلفت أنظار رعيته الى أبهة سلطنته، وعظمة ثروته ويُظهِر لهم من خوارق صنعته الدقيقة وعجائب معرفته وغرائبها، ليشاهِد جمالَه وكمالَه المعنويين على وجهين: الاول: أن يرى بالذات معروضاته بنظره البصير الثاقب الدقيق. والثاني: ان يراها بنظر غيره. ولأجل هذه الحكمة بدأ هذا السلطان بتشييد قصر فخم شامخ جداً، وقسّمه بشكل بارع الى منازل ودوائر مزيّناً كلَّ قسمٍ بمرصعات خزائنه المتنوعة، وجمّله بما عملت يداه من ألطف آثار ابداعه وأجملها، ونظّمه ونسقه بأدق دقائق فنون علمه وحكمته، فجهزه وحسّنه بالآثار المعجزة لخوارق علمه. وبعد أن أتمه وكمله، أقام في القصر موائد فاخرة بهيجة تضم جميع أنواع أطعمته اللذيذة، وأفضل نِعَمه الثمينة، مخصصاً لكل طائفة ما يليق بها ويوافقها من الموائد، فأعدّ بذلك ضيافة فاخرة عامة، مبيناً سخاءاً وابداعاً وكرماً لم يشهد له مثيل، حتى كأن كل مائدة من تلك الموائد قد امتلأت بمئات من لطائف الصنعة الدقيقة وآثارها، بما مَدّ عليها من نِعمٍ غالية لا تحصى. ثم دعا أهالي أقطار مملكته ورعاياه، للمشاهدة والتنزه والضيافة، وعلّم كبير رُسُل القصر المكرّمين ما في هذا القصر العظيم من حكمٍ رائعة، وما في جوانبه ومشتملاته من معان دقيقة، مخصصاً اياه معلماً رائداً واستاذاً بارعاً على رعيته، ليعلّم الناس عظمة باني القصر وصانع ما فيه من نقوش بديعة موزونة ، ومعرّفاً لكل الداخلين رموزَه وما تعنيه هذه المرصعات المنتظمة والاشارات الدقيقة التي فيه، ومدى دلالتها على عظمة صاحب القصر وكماله الفائق ومهارته الدقيقة. مبيناً لهم أيضاً تعليمات مراسيم التشريفات بما في ذلك آداب الدخول والتجول، وأصول السير وفق ما يرضي السلطان الذي لا يُرى إلاّ من وراء حجاب. وكان هذا المعلم الخبير يتوسط تلامذته في أوسع دائرة من دوائر القصر الضخم وكان مساعدوه منتشرين في كلٍ من الدوائر الاخرى للقصر. بدأ المعلم هذا بالقاء توجيهاته الى المشاهدين كافة قائلاً: ((ايها الناس ان سيدنا مليك هذا القصر الواسع البديع، يريد ببنائه هذا وباظهار ما ترونه أمام اعينكم من مظاهر، أن يعرّف نفسه اليكم، فاعرفوه واسعوا لحسن معرفته. وانه يريد بهذه التزيينات الجمالية، أن يحبب نفسه اليكم، فحببوا أنفسكم اليه، باستحسانكم أعماله وتقديركم لصنعته. وأنه يتودد اليكم ويريكم محبته بما يسبغه عليكم من آلائه ونعمه وأفضاله فأحبوه بحسن اصغائكم لأوامره وبطاعتكم اياه. وانه يظهر لكم شفقته ورحمته بهذا الاكرام والاغداق من النعم فعظّموه أنتم بالشكر. وانه يريد أن يظهر لكم جماله المعنوي بآثار كماله في هذه المصنوعات الجميلة الكاملة فأظهروا أنتم شوقكم ولهفتكم للقائه ورؤيته، ونيل رضاه. وانه يريد منكم أن تعرفوا أنه السلطان المتفرد بالحاكمية والاستقلال، بما ترون من شعاره الخاص، وخاتمه المخصص، وطرته التي لاتقلد على جميع المصنوعات.. فكل شئ له، وخاص به، صدر من يد قدرته. فعليكم أن تدركوا جيداً، ان لا سلطان ولا حاكم إلاّ هو.فهو السلطان الواحد الأحد الذي لا نظير له ولا مثيل..)). كان هذا المعلم الكبير يخاطب الداخلين للقصر والمتفرجين، بامثال هذا الكلام الذي يناسب مقام السلطان وعظمته واحسانه. ثم انقسم الداخلون الى فريقين .. يتبع .. :redrose: إذا كنت تبحث عن التصوف . أو عن الفلسفة . أو عن ( ... ) فتفضل هنا - داعية السلام مع الله - 08-31-2006 ثم انقسم الداخلون الى فريقين: الفريق الاول: وهم ذوو العقول النيرة، والقلوب الصافية المطمئنة، المدركون قدر أنفسهم، فحيثما يتجولون ـــ في آفاق هذا القصر العظيم - ويسرحون بنظرهم الى عجائبه يقولون: لابد أن في هذا شأناً عظيماً !! ولابد أن وراءه غاية سامية!.. فعلِموا أن ليس هناك عبث، وليس هو بلعب، ولا بلهو صبياني.. ومن حيرتهم بدأوا يقولون: يا تُرى أين يكمن حل لغز القصر، وما الحكمة في ما شاهدناه ونشاهده؟! وبينما هم يتأملون ويتحاورون في الامر، اذا بهم يسمعون صوت خطبة الاستاذ العارف وبياناته الرائعة، فعرفوا ان لديه مفاتيح جميع الاسرار وحل جميع الالغاز، فأقبلوا اليه مسرعين: - السلام عليكم أيها الاستاذ.. ان مثل هذا القصر الباذخ ينبغي أن يكون له عرّيفاً صادقاً مدققاً اميناً مثلك، فالرجاء أن تعلّمنا مما علّمك سيدُنا العظيم. فذكَّرهم الاستاذ بخطبته المذكورة آنفاً، فاستمعوا اليه خاشعين، وتقبّلوا كلامه بكل رضى واطمئنان، فغنموا أيمّا غنيمة، اذ عملوا ضمن مرضاة سلطانهم، فرضي عنهم السلطان بما أبدوا من رضى وسرور لأوامره. فدعاهم الى قصر أعظم وأرقى لايكاد يوصف، وأكرمهم بسعادة دائمة، بما يليق بالمالك الجواد الكريم، وتلائم هؤلاء الضيوف الكرام المتأدبين، وحريّ بهؤلاء المطيعين المنقادين للاوامر. أما الفريق الآخر: وهم الذين قد فسدت عقولهم، وانطفأت جذوة قلوبهم، فما أن دخلوا القصر، حتى غلبتْ عليهم شهواتُهم، فلم يعودوا يلتفتون إلا لما تشتهيه أنفسُهم من الاطعمة اللذيذة، صارفين أبصارهم عن جميع تلك المحاسن، سادّين آذانهم عن جميع تلك الارشادات الصادرة من ذلك المعلم العظيم، وتوجيهات تلاميذه.. فأقبلوا على المأكولات بشراهة ونهم، كالحيوانات، فأطبقت عليهم الغفلة والنوم وغشيهم السُكرُ، حتى فقدوا أنفسهم لكثرة ما أفرطوا في شرب ما لم يؤذن لهم به فازعجوا الضيوف الآخرين بجنونهم وعربدتهم. فأساءوا الادب مع قوانين السلطان المعظم وانظمته، لذا أخذهم جنوده وساقوهم الى سجن رهيب لينالوا عقابهم الحق، جزاءً وفاقاً على ما عملوا من سوء الخُلق. فيا من ينصت معي الى هذه الحكاية؛ لابد انك قد فهمت ان ذلك السلطان قد بنى هذا القصر الشامخ لأجل تلك المقاصد المذكورة، فحصول تلك المقاصد يتوقف على أمرين: احدهما: وجود ذلك المعلم الاستاذ الذي شاهدناه وسمعنا خطابه، اذ لولاه لذهبت تلك المقاصد هباءاً منثوراً، كالكتاب المبهم الذي لا يُفهم معناه، ولا يبينه استاذ، فيظل مجرد أوراق لا معنى لها!.. ثانيهما: إصغاء الناس الى كلام ذلك المعلم، وتقبّلهم له. بمعنى ان وجود الاستاذ مدعاة لوجود القصر. واستماع الناس اليه سبب لبقاء القصر، لذا يصح القول: لم يكن السلطان العظيم ليبني هذا القصر لولا هذا الاستاذ. وكذا يصح القول: حينما يصبح الناس لا يصغون اليه ولا يلقون بالاً الى كلامه، فسيغير السلطان هذا القصر ويبدله. الى هنا انتهت القصة يا صديقي. فان كنت قد فهمت سر الحكاية، فانظر من خلالها الى وجه الحقيقة: ان ذلك القصر هو هذا العالم، المسقف بهذه السماء المتلألئة بالنجوم المتبسمة، والمفروش بهذه الارض المزيّنة من الشرق الى الغرب بالازهار المتجددة كل يوم. وذلك السلطان العظيم، هو الله تعالى سلطان الأزل والابد الملك القدوس ذو الجلال والاكرام الذي ] تسبّح له السمواتُ السبعُ والارضُ ومَن فيهن..[ حيث أن ] كلٌ قد علم صلاتَه وتسبيحَه[ (النور: 41) وهو القدير ] الذي خلقَ السمواتِ والأرض في ستة ايام ثم استوى على العرش يُغشي الليلَ النهارَ يَطلبه حثيثاً والشمس والقمر والنجوم مسخّرات بأمره[ (الاعراف: 54). أما منازل ذلك القصر فهي ثمانية عشر الفاً من العوالم التي تزينت كل منها وانتظمت بما يلائمها من مخلوقات.. اما الصنائع الغريبة في ذلك القصر فهي معجزات القدرة الإلهية الظاهرة في عالمنا لكل ذي بصر وبصيرة.. وما تراه من الاطعمة اللذيذة التي فيه، هي علامات الرحمة الالهية من الاثمار والفواكه البديعة التي تشاهد بكل وضوح في جميع مواسم السنة وخاصة في الصيف وبالأخص في بساتين (بارلا)(1). ومطبخ هذا القصر هو سطح الارض وقلبها الذي يتّقد ناراً. وما رأيته في الحكاية من الجواهر في تلك الكنوز الخفية، هي في الواقع امثلة لتجليات الاسماء الحسنى المقدسة. وما رأيناه من النقوش ورموزها، هي هذه المخلوقات المزينِّة للعالم وهي نقوش موزونة لقلم القدرة الالهية الدالة على اسماء القدير ذي الجلال. اما ذلك المعلم الاستاذ فهو سيدنا، وسيد الكونين محمد e ، ومساعدوه هم الانبياء عليهم السلام. وتلاميذه هم الاولياء الصالحون، والعلماء الاصفياء. أما خدام السلطان العظيم فهم اشارة الى الملائكة عليهم السلام في هذا العالم. وأما جميع من دُعُوا الى دار ضيافة الدنيا فهم اشارة الى الانس والجن وما يخدم الانسان من حيوانات وأنعام. أما الفريقان: يتبع .. :redrose: |