حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
وإنك لعلى خلق عظيم - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: وإنك لعلى خلق عظيم (/showthread.php?tid=18554)

الصفحات: 1 2 3


وإنك لعلى خلق عظيم - حسن سلمان - 05-01-2006

مجهود رائع أستاذ زيد
أنت لها

لماذا لا ينضم عدلي للحوار ويعطينا شوية أحاديث مفاخدة ؟ :lol:


وإنك لعلى خلق عظيم - zaidgalal - 05-03-2006

شكرًا أخي حسن بن الهيثم


35- تحليل شرب الخمر في القرآن

وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا (النحل 67).

وَاخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِي مَعْنَى قَوْله : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } فَقَالَ بَعْضهمْ : عُنِيَ بِالسَّكَرِ : الْخَمْر , وَبِالرِّزْقِ الْحَسَن : التَّمْر وَالزَّبِيب , وَقَالَ : إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة قَبْل تَحْرِيم الْخَمْر ثُمَّ حُرِّمَتْ بَعْد
حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عُبَيْد الْمُحَارِبِيّ , قَالَ : ثنا أَيُّوب بْن جَابِر السُّحَيْمِيّ , عَنْ الْأَسْوَد , عَنْ عَمْرو بْن سُفْيَان , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } قَالَ : السَّكَر : مَا حَرُمَ مِنْ شَرَابه , وَالرِّزْق الْحَسَن : مَا أُحِلَّ مِنْ ثَمَرَته .
حَدَّثَنِي يُونُس , قَالَ : أَخْبَرَنَا سُفْيَان , عَنْ الْأَسْوَد بْن قَيْس , عَنْ عَمْرو بْن سُفْيَان الْبَصْرِيّ , قَالَ : قَالَ اِبْن عَبَّاس , فِي قَوْله : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } قَالَ : فَأَمَّا الرِّزْق الْحَسَن : فَمَا أُحِلَّ مِنْ ثَمَرَتهمَا , وَأَمَّا السَّكَر : فَمَا حَرُمَ مِنْ ثَمَرَتهمَا .حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثنا عَبْد الرَّحْمَن , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ أَبِي حُصَيْن , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } قَالَ : مَا حَرُمَ مِنْ ثَمَرَتهمَا , وَمَا أُحِلَّ مِنْ ثَمَرَتهمَا .
حَدَّثَنَا اِبْن بَشَّار , قَالَ : ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر , قَالَ : ثنا شُعْبَة , عَنْ أَبِي بِشْر , عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر , فِي هَذِهِ الْآيَة : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } قَالَ : السَّكَر : الْحَرَام , وَالرِّزْق الْحَسَن : الْحَلَال .
حَدَّثَنَا اِبْن حُمَيْد , قَالَ : ثنا جَرِير , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ أَبِي رَزِين : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } قَالَ : نَزَلَ هَذَا وَهُمْ يَشْرَبُونَ الْخَمْر.
حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبِي , عَنْ سَلَمَة , عَنْ الضَّحَّاك , قَالَ : الرِّزْق الْحَسَن : الْحَلَال , وَالسَّكَر : الْحَرَام .
حَدَّثَنَا اِبْن وَكِيع , قَالَ : ثنا أَبُو أُسَامَة , عَنْ أَبِي كُدَيْنَة يَحْيَى بْن الْمُهَلَّب , عَنْ لَيْث , عَنْ مُجَاهِد قَالَ : السَّكَر : الْخَمْر , وَالرِّزْق الْحَسَن , الرُّطَب وَالْأَعْنَاب .
حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَمِنْ ثَمَرَات النَّخِيل وَالْأَعْنَاب تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا } أَمَّا السَّكَر : فَخُمُور هَذِهِ الْأَعَاجِم , وَأَمَّا الرِّزْق الْحَسَن : فَمَا تَنْتَبِذُونَ , وَمَا تُخَلِّلُونَ , وَمَا تَأْكُلُونَ . وَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة وَلَمْ تُحَرِّم الْخَمْر يَوْمئِذٍ ,
حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَد , قَالَ : ثنا إِسْرَائِيل , عَنْ مُوسَى , قَالَ : سَأَلْت مُرَّة عَنْ السَّكَر , فَقَالَ : قَالَ عَبْد اللَّه : هُوَ خَمْر .
حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَد , قَالَ : ثنا إِسْرَائِيل , عَنْ أَبِي فَرْوَة , عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى , قَالَ : السَّكَر : خَمْر .
حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَد , قَالَ : ثنا سُفْيَان , عَنْ أَبِي الْهَيْثَم , عَنْ إِبْرَاهِيم , قَالَ : السَّكَر : خَمْر .
حَدَّثَنَا أَحْمَد , قَالَ : ثنا أَبُو أَحْمَد , قَالَ : ثنا حَسَن بْن صَالِح , عَنْ مُغِيرَة , عَنْ إِبْرَاهِيم وَأَبِي رَزِين , قَالَا : السَّكَر : خَمْر .
حُدِّثْت عَنْ الْحُسَيْن , قَالَ : سَمِعْت أَبَا مُعَاذ يَقُول : ثنا عُبَيْد , قَالَ : سَمِعْت الضَّحَّاك يَقُول فِي قَوْله : { تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا } يَعْنِي : مَا أَسْكَرَ مِنْ الْعِنَب وَالتَّمْر { وَرِزْقًا حَسَنًا } يَعْنِي : ثَمَرَتهَا .

راجع تفسير الطبري (جامع البيان في تأويل القرآن)

يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (البقرة 219).

يقول القرآن أن الخمر و الميسر لهما منافع للناس

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا (النساء 43).

يشرع القرآن و يسمح للمسلمين أن يشربوا الخمر في كل الأوقات ما عدا في وقت الصلاة

[CENTER][size=5]الرد[/CENTER][/size]

علينا أن لا ننسى أن الزنديق تعمد ألا يستشهد بقول الله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (90) سورة المائدة

أما قوله:

{وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (67) سورة النحل

فالقرآن لم يحل الخمر هنا. إنه يقرر حقيقة واقعة أنهم يتخذون هذه الثمرات سكرًا. لم يقل لهم الله في كتابه "اتخذوا". وهذا هو الفارق لمن يفهم.

وقوله:

{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} (219) سورة البقرة

كذلك هنا يقرر القرآن حقيقة على أرض الواقع. الخمر فيها منافع للناس، وفيها أضرار أيضًا. وأضرارها أكبر بكثير من نفعها. فالنفع يتمثل في الربح والتعاملات الاقتصادية. والضرر فيما ثبت من علم الطب أن الخمر لها أضرار بالغة على الذاكرة والكبد وصحة الإنسان عامة وبالتالي تشكل ضررًا اقتصاديًّا أيضًا. وبحساب الربح والخسارة نرى أن الخمر هي خسارة للإنسان صحيًا واقتصاديًّا ودينيًّا لأنها تمثل معصية لله عز وجل. وقد جاء الله بهذه الآيات كعتاب للمسلمين حتى إذا فطنوا لها وسألوا النبي عن الحكم النهائي تحول الأمر من عتاب (تحريم غير مباشر) إلى تحريم صريح مباشر. والآيات تمثل نموذجًا لعلاج عادة اجتماعية ضارة متأصلة في المجتمع وضاربة بجذورها في تربته.

36- ‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏واللفظ ‏ ‏لأبي كريب ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏قال ‏‏كنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فاستسقى فقال رجل يا رسول الله ألا ‏ ‏نسقيك ‏ ‏نبيذا ‏ ‏فقال بلى قال فخرج الرجل ‏ ‏يسعى فجاء ‏ ‏بقدح ‏ ‏فيه ‏ ‏نبيذ ‏ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ألا ‏ ‏خمرته ‏ ‏ولو ‏ ‏تعرض عليه عودا ‏ ‏قال فشرب. (صحيح مسلم .. كتاب الأشربة .. باب في شرب النبيذ و تخمير الإناء)

ألا ‏ ‏خمرته: ألا غطيته. ومنها "الخمار" أي الغطاء والستر. فانظر إلى الذين يطعنون من أجل الطعن والتشكيك!!! فهم يعلمون علم اليقين انهم على باطل. ورتل معي قول الله تعالى:

{وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِنَا مَا لَهُم مِّن مَّحِيصٍ} (35) سورة الشورى

37- الرسول خبير في الخمور
‏حدثنا ‏ ‏مسلم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشام ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏يحيى بن أبي كثير ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن أبي قتادة ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏‏نهى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن يجمع بين التمر والزهو والتمر والزبيب ولينبذ كل واحد منهما على حدة. (صحيح البخاري .. كتاب الأشربة .. باب ‏من رأى أن لا يخلط البسر والتمر إذا كان مسكرا)

كان الناس ينبذون لمحمد
‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏أبو عوانة ‏ ‏عن ‏ ‏أبي الزبير ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كان ‏ ‏ينبذ ‏ ‏له في تور من حجارة

ينبذ له الزبيب في السقاء
‏و حدثنا ‏ ‏إسحق بن إبراهيم ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏جرير ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن أبي عمر ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال ‏ ‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ينبذ ‏ ‏له الزبيب في ‏ ‏السقاء ‏ ‏فيشربه يومه والغد وبعد الغد فإذا كان مساء الثالثة شربه وسقاه فإن فضل شيء ‏ ‏أهراقه.
‏حدثنا ‏ ‏شيبان بن فروخ ‏ ‏حدثنا ‏ ‏القاسم يعني ابن الفضل الحداني ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ثمامة يعني ابن حزن القشيري ‏ ‏قال ‏‏لقيت ‏ ‏عائشة ‏ ‏فسألتها عن ‏ ‏النبيذ ‏ ‏فدعت ‏ ‏عائشة ‏ ‏جارية حبشية فقالت سل هذه فإنها كانت ‏ ‏تنبذ ‏ ‏لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقالت ‏ ‏الحبشية ‏ ‏كنت ‏ ‏أنبذ ‏ ‏له في ‏ ‏سقاء ‏ ‏من الليل ‏ ‏وأوكيه ‏ ‏وأعلقه فإذا أصبح شرب منه.
‏حدثنا ‏ ‏محمد بن المثنى العنزي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الوهاب الثقفي ‏ ‏عن ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏الحسن ‏ ‏عن ‏ ‏أمه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏‏كنا ‏ ‏ننبذ ‏ ‏لرسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في ‏ ‏سقاء ‏ ‏يوكى ‏ ‏أعلاه وله ‏ ‏عزلاء ‏ ‏ننبذه ‏ ‏غدوة ‏ ‏فيشربه عشاء ‏ ‏وننبذه ‏ ‏عشاء فيشربه ‏ ‏غدوة. (صحيح مسلم .. كتاب الأشربة .. باب ‏إباحة النبيذ الذي لم يشتد ولم يصر مسكرا‏)

ينبذ له يوم الإثنين و يظل يشرب منه إلى يوم الأربعاء

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن جعفر ‏ ‏حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى أبي عمر ‏ ‏قال ‏‏ذكروا ‏ ‏النبيذ ‏ ‏عند ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فقال كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ينبذ ‏ ‏له في ‏ ‏السقاء ‏ ‏قال ‏ ‏شعبة ‏ ‏مثل ليلة ‏ ‏الاثنين فيشربه يوم ‏ ‏الاثنين والثلاثاء إلى العصر فإن ‏ ‏فضل ‏ ‏منه شيء سقاه الخدام أو صبه ‏ ‏قال ‏ ‏شعبة ‏ ‏ولا أحسبه إلا قال ويوم الأربعاء إلى العصر فإن ‏ ‏فضل ‏ ‏منه شيء سقاه الخدام أو صبه. (مسند أحمد .. و من مسند بني هاشم .. بداية مسند عبد الله بن عباس)

[CENTER]الرد[/CENTER]

يوهمون المسلم بأن الرسول كان يشرب النبيذ. وللوهلة الأولى يعتقد المسلم في عصرنا هذا أن النبيذ نوع من أنواع الخمر. وهذا خطأ. فالنبيذ في اللغة له معنيان: هو أي عصير من شيءٍ منقوع كالزبيب والتمر. بل إننا ننقع "تمر الهندي" في الماء لفترة ثم نشربه، وكذلك "العرقسوس" خاصة في شهر رمضان في بعض الدول. فإذا وجدناه شديدًا أي مُرَكَّزًا أضفنا إليه المزيد من الماء. كما يطلق النبيذ على الشيء الذي يتم غليه وتخميره حتى يصير خمرًا مسكرًا. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يستعمل النوع الأول، فكان ينقع الزبيب أو التمر لفترة ثم يشربه. فإذا جيء له بنبيذ مركز خففه بالماء. كما يوهمون المسلم بعبارة وردت في حديث الرسول في هذا الشأن وهي "ألا خمرته" التي تعني "ألا غطيته فتحفظه" (وخمر إناءك، أي: غطه)، فلا شيء فيها. ولذلك فرَّق ابن عباس بين الخمر والنبيذ في حديث لمسلم عندما سئل:

2004 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق بن إبراهيم واللفظ لأبي بكر وأبي كريب قال إسحاق أخبرنا وقال الآخران حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي عمر عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقع له الزبيب فيشربه اليوم والغد وبعد الغد إلى مساء الثالثة ثم يأمر به فيسقى أو يهراق. (مسلم. ج3. ص 1589)
4888 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد ثم أن أبا أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعرسه فكانت امرأته خادمهم يومئذ وهي العروس فقالت أو قال أتدرون ما أنقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنقعت له تمرات من الليل في تور. (البخاري. ج5. ص 1987)
‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏وأبو كريب ‏ ‏واللفظ ‏لأبي كريب ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏عن ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏أبي صالح ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏قال: ‏كنا مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فاستسقى فقال رجل يا رسول الله ألا ‏ ‏نسقيك ‏ ‏نبيذا ‏فقال بلى قال فخرج الرجل ‏ ‏يسعى فجاء ‏بقدح ‏ ‏فيه ‏نبيذ ‏فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ألا ‏ ‏خمرته ‏‏ولو ‏ ‏تعرض عليه عودا ‏ ‏قال فشرب."
2004 وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف حدثنا زكريا بن عدي حدثنا عبيد الله عن زيد عن يحيى أبي عمر النخعي قال ثم سأل قوم بن عباس عن بيع الخمر وشرائها والتجارة فيها فقال أمسلمون أنتم قالوا نعم قال فإنه لا يصلح بيعها ولا شراؤها ولا التجارة فيها قال فسألوه عن النبيذ فقال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ثم رجع وقد نبذ ناس من أصحابه في حناتم ونقير ودباء فأمر به فأهريق ثم أمر بسقاء فجعل فيه زبيب وماء فجعل من الليل فأصبح فشرب منه يومه ذلك وليلته المستقبلة ومن الغد حتى أمسى فشرب وسقى فلما أصبح أمر بما بقي منه فأهريق. (مسلم. ج3. ص 1589)

أي هناك فرق بين الخمر والنبيذ. وباختصار فالخمر حرام، وأي مشروب غير مسكر وغير ضار حلال.

38- يأمر عائشة أن تأتيه بالخمر في المسجد
‏حدثنا ‏ ‏أبو كريب ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن أبي زائدة ‏ ‏عن ‏ ‏حجاج ‏ ‏وابن أبي غنية ‏ ‏عن ‏ ‏ثابت بن عبيد ‏ ‏عن ‏ ‏القاسم بن محمد ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏‏أمرني رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن أناوله ‏ ‏الخمرة ‏ ‏من المسجد فقلت إني حائض فقال ‏ ‏تناوليها فإن الحيضة ليست في يدك. (صحيح مسلم .. كتاب الحيض .. باب ‏جواز غسل الحائض رأس زوجها وترجيله وطهارة سؤرها والاتكاء).


[CENTER]الرد[/CENTER]

مرة أخرى الجهل باللغة. إن لفظة "الخمرة" (لا "الخمر") هي: ‏

(الْخُمْرَة) فَبِضَمِّ الْخَاء وَإِسْكَان الْمِيم ، قَالَ الْهَرَوِيُّ وَغَيْره هِيَ هَذِهِ السَّجَّادَة ، وَهِيَ مَا يَضَع عَلَيْهِ الرَّجُل جُزْء وَجْهه فِي سُجُوده ، مِنْ حَصِير أَوْ نَسِيجَة مِنْ خُوص. (شرح النووي على مسلم. ج1. ص 481)

39- محمد يتوضأ بالنبيذ

‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن إسحاق ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن لهيعة ‏ ‏عن ‏ ‏قيس بن الحجاج ‏ ‏عن ‏ ‏حنش الصنعاني ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏رضي الله عنهما ‏‏أنه كان مع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ليلة الجن فقال له النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا ‏ ‏عبد الله ‏ ‏أمعك ماء قال معي ‏ ‏نبيذ ‏ ‏في ‏ ‏إداوة ‏ ‏فقال اصبب علي فتوضأ قال فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يا ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏شراب وطهور. (مسند أحمد .. مسند المكثرين من الصحابة .. مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه)

274 ابن لهيعة لا يوقف على حديثه ولا ينبغي أن يحتج به ولا يغتر بروايته. (أحوال الرجال. ج1. ص 155)

2096 عبد الله بن لهيعة بن عقبة أبو عبد الرحمن الحضرمي ويقال الغافقي قاضي مصر يروي عن الأعرج وأبي الزبير قال يحيى بن سعيد قال لي بشر بن السري لو رأيت ابن لهيعة لم تحمل عنه حرفا وكان يحيى بن سعيد لا يراه شيئا وقال يحيى بن معين أنكر أهل مصر احتراق كتب ابن لهيعة والسماع منه وأخذ القديم والحديث هو ضعيف قبل ان تحترق كتبه وبعد احتراقها وقال عمرو بن علي من كتب عنه قبل احتراقها بمثل ابن المبارك والمقري أصح ممن كتب بعد احتراقها وهو ضعيف الحديث وقال أبو زرعة سماع الأوائل والأواخر منه سواء إلا ابن المبارك وابن وهب كانا يتبعان أصوله وليس ممن يحتج وقال النسائي ضعيف وقال السعدي لا ينبغي أن يحتج بروايته ولا يعتد بها بروايته ولا يعتد بها. (الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي. ج2. ص 136)

جاء في فتح الباري. ج1. ص354: " إذا ألقى في الماء تمرات فحلا ولم يزل عنه اسم الماء جاز الوضوء به بلا خلاف يعني عندهم واستدلوا بحديث ابن مسعود حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الجن ما في ادواتك قال نبيذ قال ثمرة طيبة وماء طهور رواه أبو داود والترمذي وزاد فتوضأ به وهذا الحديث اطبق علماء السلف على تضعيفه."

وهذا كافٍ تمامًا لاعتبار الحديث ضعيف وبالتالي رفضه.

وغدًا نلتقي بمشيئة الله



وإنك لعلى خلق عظيم - zaidgalal - 05-04-2006

40- محمد يأمر باللواط و مباشرة الرجل للرجل و المرأة للمرأة

‏حدثنا ‏ ‏هناد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏عن ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏شقيق بن سلمة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏قال ‏‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا تباشر المرأة المرأة حتى تصفها لزوجها كأنما ينظر إليها ‏
‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن صحيح. (سنن الترمذي .. كتاب الأدب عن رسول الله .. باب ‏في كراهية مباشرة الرجال الرجال والمرأة المرأة)

‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن أبي زياد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏زيد بن حباب ‏ ‏أخبرني ‏ ‏الضحاك بن عثمان ‏ ‏أخبرني ‏ ‏زيد بن أسلم ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد ولا ‏ ‏تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد. ‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب صحيح. (سنن الترمذي .. كتاب الأدب عن رسول الله .. باب ‏في كراهية مباشرة الرجال الرجال والمرأة المرأة)‏

‏حدثنا ‏ ‏أبو بكر بن أبي شيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏زيد بن الحباب ‏ ‏عن ‏ ‏الضحاك بن عثمان ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏زيد بن أسلم ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل ولا المرأة إلى عورة المرأة ولا ‏ ‏يفضي ‏ ‏الرجل إلى الرجل في ثوب واحد ولا ‏ ‏تفضي ‏ ‏المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد ‏وحدثنيه هارون بن عبد الله ‏ ‏ومحمد بن رافع ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏ابن أبي فديك ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏الضحاك بن عثمان ‏ ‏بهذا الإسناد ‏ ‏وقالا ‏ ‏مكان عورة عرية الرجل وعرية المرأة. (صحيح مسلم .. كتاب الحيض .. باب تحريم النظر إلى العورات)

[CENTER][size=5]الرد[/size]

نهي النبي هنا عن أن تطلع المرأة على جسم امرأة أخرى ثم تقوم بوصف ما رأت لزوجها فيتخيلها كأنه ينظر إليها. فهذا حرام لأنه قد يفتن الرجل في دينه. ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نوم الرجل مع الرجل في ثوب واحد أي تحت غطاء واحد وكذلك المرأة مع المرأة. فالرسول هنا يأمر بالتفريق. فالإنسان لا يأمن مما يحدث أثناء النوم. لذا أمر الرسول بالتفريق بين الأولاد عند البلوغ:

3050 أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث الفقيه أنبأ علي بن عمر الحافظ ثنا يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن بهلول ثنا محمد بن حبيب الشيلماني ثنا عبد الله بن بكر ثنا سوار أبو حمزة عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مروا صبيانكم بالصلاة في سبع سنين واضربوهم عليها في عشرة وفرقوا بينهم في المضاجع. (سنن البيهقي الكبرى. ج2. ص 228)

41- لبيد بن الأعصم اليهودي يسحر محمد (النبي المسحور)

‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن موسى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏عيسى ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏ ‏قالت ‏‏سحر ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم
‏وقال ‏ ‏الليث ‏ ‏كتب إلي ‏ ‏هشام ‏ ‏أنه سمعه ووعاه عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏ ‏سحر ‏ ‏النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى كان يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله حتى كان ذات يوم دعا ودعا ثم قال أشعرت أن الله أفتاني فيما فيه شفائي أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال أحدهما للآخر ما وجع الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال ومن ‏ ‏طبه ‏ ‏قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏قال فيما ذا قال في مشط ‏ ‏ومشاقة ‏ ‏وجف ‏ ‏طلعة ‏ ‏ذكر قال فأين هو قال في ‏ ‏بئر ذروان ‏ ‏فخرج إليها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم رجع فقال ‏ ‏لعائشة ‏ ‏حين رجع نخلها كأنه رءوس الشياطين فقلت استخرجته فقال لا أما أنا فقد شفاني الله وخشيت أن يثير ذلك على الناس شرا ثم دفنت البئر. (صحيح البخاري .. كتاب البدء الخلق .. باب صفة ابليس و جنوده)

‏حدثنا ‏ ‏عبيد بن إسماعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو أسامة ‏ ‏عن ‏ ‏هشام ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏سحر النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى إنه ليخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله حتى إذا كان ذات يوم وهو عندي دعا الله ودعاه ثم قال أشعرت يا ‏ ‏عائشة ‏ ‏أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه قلت وما ذاك يا رسول الله قال جاءني ‏ ‏رجلان ‏ ‏فجلس أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي ثم قال أحدهما لصاحبه ما وجع الرجل قال ‏ ‏مطبوب ‏ ‏قال ومن طبه قال ‏ ‏لبيد بن الأعصم ‏ ‏اليهودي من ‏ ‏بني زريق ‏ ‏قال فيما ذا قال في مشط ‏ ‏ومشاطة ‏ ‏وجف طلعة ذكر قال فأين هو قال في ‏ ‏بئر ذي أروان ‏ ‏قال فذهب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في أناس من أصحابه إلى البئر فنظر إليها وعليها نخل ثم رجع إلى ‏ ‏عائشة ‏ ‏فقال والله لكأن ماءها نقاعة الحناء ولكأن نخلها رءوس الشياطين قلت يا رسول الله أفأخرجته قال لا أما أنا فقد ‏ ‏عافاني الله وشفاني وخشيت أن أثور على الناس منه شرا وأمر بها فدفنت. (صحيح البخاري .. كتاب الطب .. باب السحر)


[CENTER]الرد

السحر هنا هو مرض التخييل. وهو أن يقوم الرسول بالاغتسال ظنًّا منه أنه أتى نساءه وفي الحقيقة انه لم يفعل ذلك. والتخييل لا يضر الرسالة ولا الوحي لأن سيدنا موسى تعرض لهذا المرض والخداع فما ضره كرسول صاحب رسالة أداها بالكامل:

{قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى } (66) سورة طـه

42- الإسلام يحلل نكاح الرجل ابنته من الزنى أو أخته من الزنى أو بنت ابنه من الزنى

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (الفرقان 54).

النَّسَب وَالصِّهْر مَعْنَيَانِ يَعُمَّانِ كُلّ قُرْبَى تَكُون بَيْن آدَمِيَّيْنِ . قَالَ اِبْن الْعَرَبِيّ : النَّسَب عِبَارَة عَنْ خَلْط الْمَاء بَيْن الذَّكَر وَالْأُنْثَى عَلَى وَجْه الشَّرْع ; فَإِنْ كَانَ بِمَعْصِيَةٍ كَانَ خَلْقًا مُطْلَقًا وَلَمْ يَكُنْ نَسَبًا مُحَقَّقًا , وَلِذَلِكَ لَمْ يَدْخُل تَحْت قَوْله : " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتكُمْ وَبَنَاتكُمْ " [ النِّسَاء : 23 ] بِنْته مِنْ الزِّنَى ; لِأَنَّهَا لَيْسَتْ بِبِنْتٍ لَهُ فِي أَصَحّ الْقَوْلَيْنِ لِعُلَمَائِنَا وَأَصَحّ الْقَوْلَيْنِ فِي الدِّين ; وَإِذَا لَمْ يَكُنْ نَسَب شَرْعًا فَلَا صِهْر شَرْعًا فَلَا يُحَرِّم الزِّنَى بِنْت أُمّ وَلَا أُمّ بِنْت , وَمَا يَحْرُم مِنْ الْحَلَال لَا يَحْرُم مِنْ الْحَرَام ; لِأَنَّ اللَّه اِمْتَنَّ بِالنَّسَبِ وَالصِّهْر عَلَى عِبَاده وَرَفَعَ قَدْرهمَا , وَعَلَّقَ الْأَحْكَام فِي الْحِلّ وَالْحُرْمَة عَلَيْهِمَا فَلَا يَلْحَق الْبَاطِل بِهِمَا وَلَا يُسَاوِيهِمَا . قُلْت : اِخْتَلَفَ الْفُقَهَاء فِي نِكَاح الرَّجُل اِبْنَته مِنْ زِنًى أَوْ أُخْته أَوْ بِنْت اِبْنه مِنْ زِنًى ; فَحَرَّمَ ذَلِكَ قَوْم مِنْهُمْ اِبْن الْقَاسِم , وَهُوَ قَوْل أَبِي حَنِيفَة وَأَصْحَابه , وَأَجَازَ ذَلِكَ آخَرُونَ مِنْهُمْ عَبْد الْمَلِك بْن الْمَاجِشُونِ , وَهُوَ قَوْل الشَّافِعِيّ , وَقَدْ مَضَى هَذَا فِي " النِّسَاء " مُجَوَّدًا. (تفسير القرطبي - الجامع لأحكام القرآن)

[CENTER]الرد

مرة أخرى يؤكد الزنديق على تعمده التدليس والكذب. فالعنوان يختلف اختلافًا تامًّا مع الموضوع. ففي الموضوع نقرأ أن الفقهاء اختلفوا في ذلك وفي العنوان نقرأ أن الإسلام أحل ذلك. أقول إن زواج الرجل من ابنته في الزنى وكذلك زواج المرأة من ابنها في الزنى حرام. ذلك لأن القرآن الكريم في الآية أعلاه قال " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتكُمْ وَبَنَاتكُمْ..." عامة دون تخصيص. وكذلك هو حرام من الناحية الأخلاقية والاجتماعية.

43- زواج المتعة
وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَنْ تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (النساء 24). (تفسير الطبري - جامع البيان في تأويل القرآن)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ (الممتحنة 11). تفسير القرطبي - الجامع لأحكام القرآن)

[CENTER]الرد

أراد الزنديق أن يوهم المسلم أن تعبير "تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُمْ" أي الزنى بأجر. ونسى أن ذلك باطل لوجود قوله تعالى "مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ" أي متزوجين وليس زنى. ومن هنا فمعنى "أموالكم" هي المهور التي يدفعها المسلمون عند الاتفاق على الزواج. نقرأ في تفسير الألوسي:

" { أَن تَبْتَغُواْ } مفعول له لما دل عليه الكلام أي بين لكم تحريم المحرمات المذكورات وإحلال ما سواهن إرادة ، وطلب أن تبتغوا والمفعول محذوف أي تبتغوا النساء ، أو متروك أي تفعلوا الابتغاء { بأموالكم } بأن تصرفوها إلى مهورهن ، أو بدل اشتمال من { مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ } بتقدير المفعول ضميراً . وجوز بعضهم كون { مَا } عبارة عن الفعل كالتزوج والنكاح ، وجعل هذا بدل كل من كل ، والمروي عن ابن عباس تعميم الكلام بحيث يشمل صرف الأموال إلى المهور والأثمان { مُّحْصِنِينَ } حال من فاعل { تَبْتَغُواْ } ، والمراد بالإحصان هنا العفة وتحصين النفس عن الوقوع فيما لا يرضي الله تعالى { غَيْرَ مسافحين } حال من الضمير البارز ، أو من الضمير المستكن وهي في الحقيقة حال مؤكدة ، والسفاح الزنا."

نلتقي غدًا إن شاء الله



وإنك لعلى خلق عظيم - zaidgalal - 05-05-2006

44- آيات شيطانية في القرآن و الشيطان يتكلم على لسان محمد و يتدخل في وحيه و محمد يسجد للأصنام
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (الحج 52).

"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رَسُول" هُوَ نَبِيّ أُمِرَ بِالتَّبْلِيغِ "وَلَا نَبِيّ" أَيْ لَمْ يُؤْمَر بِالتَّبْلِيغِ "إلَّا إذَا تَمَنَّى" قَرَأَ "أَلْقَى الشَّيْطَان فِي أَمْنِيَّته" قِرَاءَته مَا لَيْسَ مِنْ الْقُرْآن مِمَّا يَرْضَاهُ الْمُرْسَل إلَيْهِمْ وَقَدْ قَرَأَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سُورَة النَّجْم بِمَجْلِسٍ مِنْ قُرَيْش بَعْد : "أَفَرَأَيْتُمْ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَنَاة الثَّالِثَة الْأُخْرَى" بِإِلْقَاءِ الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه مِنْ غَيْر عِلْمه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهِ : تِلْكَ الْغَرَانِيق الْعُلَا وَإِنَّ شَفَاعَتهنَّ لَتُرْتَجَى فَفَرِحُوا بِذَلِكَ ثُمَّ أَخْبَرَهُ جِبْرِيل بِمَا أَلْقَاهُ الشَّيْطَان عَلَى لِسَانه مِنْ ذَلِكَ فَحَزِنَ فَسُلِّيَ بِهَذِهِ الْآيَة لِيَطْمَئِنّ "فَيَنْسَخ اللَّه" يُبْطِل "مَا يُلْقِي الشَّيْطَان ثُمَّ يُحْكِم اللَّه آيَاته" يُثَبِّتهَا "وَاَللَّه عَلِيم" بِإِلْقَاءِ الشَّيْطَان مَا ذُكِرَ "حَكِيم" فِي تَمْكِينه مِنْهُ بِفِعْلِ مَا يَشَاء

[size=5][CENTER]الرد[/CENTER][/size]

القصة باطلة وساقطة ومردودة دون أن أكلف نفسي إظهار فساد سندها فضلًا عن متنها. والسبب بسيط هو أن الآية:

قال تعالى: (وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) [سورة: الحج - الأية: 52]

هي آية مدنية لا علاقة لها بالآية المكية:

(أَفَرَأَيْتُمُ اللاّتَ وَالْعُزّىَ. وَمَنَاةَ الثّالِثَةَ الاُخْرَىَ) (النجم 19، 20)

فلو وقعت هذه الرواية المتهافتة في مكة أثناء تلاوة سورة النجم لعقب الله على ذلك على الفور بوحي مكي أيضًا. ومن ثم فالدليل المكاني والزماني يجعلان الرواية هباءً منثورًا. ويبقي شيء واحد، هو: ما معنى الآية:

وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ وَلاَ نَبِيّ إِلاّ إِذَا تَمَنّىَ أَلْقَى الشّيْطَانُ فِيَ أُمْنِيّتِهِ فَيَنسَخُ اللّهُ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ ثُمّ يُحْكِمُ اللّهُ آيَاتِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ...............؟
(لّيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشّيْطَانُ فِتْنَةً لّلّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنّ الظّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ. وَلِيَعْلَمَ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ أَنّهُ الْحَقّ مِن رّبّكَ فَيُؤْمِنُواْ بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنّ اللّهَ لَهَادِ الّذِينَ آمَنُوَاْ إِلَىَ صِرَاطٍ مّسْتَقِيمٍ) [الحج 53، 54]

وتمنى: كذب، وتمنى الكتاب: قرأه، وتمنى الحديث: اخترعه، وافتعله. (القاموس المحيط)
نسخه، كمنعه: أزاله، وغيره، وأبطله، وأقام شيئا مقامه، وـ الشيء: مسخه، وـ الكتاب: كتبه عن معارضة، كانتسخه واستنسخه، والمنقول منه: النسخة، بالضم. (المصدر السابق)

فيكون المعنى: يا محمد ما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا قرأ رسالاتنا مخاطبًا بها قومه. فيلقي الشيطان .....
يلقي ماذا؟
ومتى؟
ولمن؟

يلقي بوساوسه وبالشك في قلوب وصدور المستمعين.
متى؟: في (أثناء) خطاب النبي من أنبياء الله قومه برسالات الله إليهم.
فينسخ (يُبْطِل) الله ما يلقي الشيطان في قلوب المؤمنين من المستمعين.
وذلك بإجلاء الأمور لهم عن طريق تنزيل آياته المحكمة على هذا النبي إلى أن تكتمل رسالته ويؤدي أمانته ومهمته التي كلفه الله بها. فيزداد الذين آمنوا إيمانًا ويزداد الذين كفروا كفرًا على كفرهم.


45- محمد الشكاك يشك في الوحي (حتى بعد مرور 14 سنة من رسالته)

الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (البقرة 147).
فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (يونس 94).

‏حدثنا ‏ ‏أحمد بن صالح ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏يونس ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏وسعيد بن المسيب ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏نحن أحق بالشك من ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏إذ قال رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ‏ويرحم الله ‏ ‏لوطا ‏ ‏لقد كان يأوي إلى ركن شديد ولو لبثت في السجن طول ما لبث ‏ ‏يوسف ‏ ‏لأجبت الداعي. (صحيح البخاري .. كتاب أحاديث الأنبياء .. باب ‏قوله عز وجل ونبئهم عن ضيف إبراهيم)‏

[CENTER]الرد[/CENTER]

إِنْ كُنْتَ ... فَاسْأَلِ....
الشرط وجواب الشرط. وإذا استخدمت "إن" تدل على استحالة حدوث الشرط أساسًا. ومن ثم فهي على سبيل الافتراض والجدل. مثل:
{قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ} (81) سورة الزخرف

فهذا أسلوب إذا خوطب به النبي قُصِدَ به من خلفه من أمته أو قُصِدَ به الناس كافة.

لذلك قال الرسول: والله لا أشك ولا أسأل.

أما قوله: "نحن أولى بالشك من إبراهيم" فهذا قاله لمن اتهم سيدنا إبراهيم بالشك عندما قرأ آية "ليطمئن قلبي" وفهمها خطأً. فقال له الرسول ذلك على سبيل الجدل. والمعنى "لو كان إبراهيم أبو الأنبياء وإمام الناس يشك، إذن فأنا أولى منه بالشك". والمعنى كما هو واضح: إن إبراهيم لم يشك ولا أنا ولا نحن معشر الأنبياء لأن ما يجري على واحد منا يجري على جميعنا لأننا أنبياء الله ورسله وصفوة خلقه.

46- دعارة في المسجد على زمن الرسول

وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ (الحجر 24).

عَنْ اِبْن عَبَّاس رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا قَالَ كَانَتْ تُصَلِّي خَلْف النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِمْرَأَة حَسْنَاء قَالَ اِبْن عَبَّاس لَا وَاَللَّه مَا رَأَيْت مِثْلهَا قَطُّ وَكَانَ بَعْض الْمُسْلِمِينَ إِذَا صَلَّوْا اِسْتَقْدَمُوا يَعْنِي لِئَلَّا يَرَوْهَا وَبَعْض يَسْتَأْخِرُونَ ; فَإِذَا سَجَدُوا نَظَرُوا إِلَيْهَا مِنْ تَحْت أَيْدِيهمْ فَأَنْزَلَ اللَّه " وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ " وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمَد وَابْن أَبِي حَاتِم فِي تَفْسِيره وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ فِي كِتَاب التَّفْسِير مِنْ سُنَنَيْهِمَا وَابْن مَاجَهْ مِنْ طُرُق عَنْ نُوح بْن قَيْس الْحُدَّانِيّ وَقَدْ وَثَّقَهُ أَحْمَد وَأَبُو دَاوُدَ وَغَيْرهمَا. (تفسير ابن كثير - تفسير القلرآن العظيم)

[CENTER]الرد[/CENTER]

تعالوا نقرأ في تفسير ابن كثير لنرى مدى التدليس والتزوير:

قال ابن عباس، رضي الله عنهما (1) المستقدمون: كل من هلك من لدن آدم، عليه السلام، والمستأخرون: من هو حي ومن سيأتي إلى يوم القيامة.
وروي نحوه عن عكرمة، ومجاهد، والضحاك، وقتادة، ومحمد بن كعب، والشعبي، وغيرهم. وهو اختيار ابن جرير، رحمه الله (2)
وقال ابن جرير: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل (3) عن مَرْوان بن الحكم أنه قال: كان أناس يستأخرون في الصفوف من أجل النساء فأنزل الله: { وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِينَ مِنْكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَأْخِرِينَ } (4)
وقد ورد في هذا حديث غريب جدا، فقال ابن جرير: (ثم يذكر الرواية المتهافتة)
وكذا رواه أحمد وابن أبي حاتم في تفسيره، والترمذي والنسائي في كتاب التفسير من سننيهما (6) وابن ماجة من طرق عن نوح بن قيس الحُداني (7) وقد وثقه أحمد وأبو داود وغيرهما، وحكي عن ابن معين تضعيفه، وأخرج له مسلم وأهل السنن.
وهذا الحديث فيه نكارة شديدة

إذن فهي رواية منكرة وموضوعة. لذلك خلت منه كتب السنة الصحيحة. وهذا يؤكد قولنا أن الحديث أو الرواية لا تؤخذ من كتب التفسير والتاريخ والسيرة. وإنما تؤخذ بسندها ومتنها من كتب الحديث الصحيحة.



وإنك لعلى خلق عظيم - zaidgalal - 05-06-2006

47- محمد يصلي على حمار

‏1036 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا حَبَّانُ قَالَ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ سِيرِينَ قَالَ اسْتَقْبَلْنَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
حِينَ قَدِمَ مِنْ الشَّأْمِ فَلَقِينَاهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ وَوَجْهُهُ مِنْ ذَا الْجَانِبِ يَعْنِي عَنْ يَسَارِ الْقِبْلَةِ فَقُلْتُ رَأَيْتُكَ تُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ فَقَالَ لَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَلَهُ لَمْ أَفْعَلْهُ
رَوَاهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ حَجَّاجٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (صحيح البخاري .. كتاب الجمعة .. باب صلاة التطوع على الحمار)


الصلاة على الدابة لا شيء فيه. والدابة تساوي وسائل المواصلات لدينا في عصرنا هذا كالسفينة والطائرة والأتوبيس في السفر الطويل. ولا تفهم أن الصلاة على الدابة تكون بركوع وسجود وحركات كاملة كما هي في الصلاة العادية. إنما تتم بالإيماءة فقط. وقد كان النبي يصلي على ناقته إيماءةً في أسفاره فقاس سيدنا أنس هذا بهذا. فالصلاة على الدابة (ووسائل المواصلات) إيماءة في السفر الطويل لا شيء فيه خاصة إذا خاف فقد دابته إذا نزل للصلاة. أما إذا كان معه من الوسائك ما يكفل الحفاظ على دابته فعليه أن ينزل من عليها ويصلى على الأرض. ونستفيد من هذا أن نصلي في وسائل المواصلات كالطائرة والباخرة والأتوبيس إيماءة أو صلاة بركوع وسجود وحركات كاملة، كل حالة حسب الوسيلة المستخدمة. يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر. كما نستفيد أن وضع الإنسان في الصلاة ما دام بعيدًا بجسمه عن النجاسة فصلاته صحيحة.


48- محمد يصلي إلى مؤخرة الحيوانات

حدثنا ‏ ‏محمد بن أبي بكر المقدمي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏معتمر ‏ ‏عن ‏ ‏عبيد الله بن عمر ‏ ‏عن ‏ ‏نافع ‏ ‏عن ‏ ‏ابن عمر ‏‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنه كان ‏ ‏يعرض ‏ ‏راحلته ‏ ‏فيصلي إليها قلت أفرأيت إذا ‏ ‏هبت ‏ ‏الركاب ‏ ‏قال كان يأخذ هذا الرحل فيعدله فيصلي إلى آخرته أو قال مؤخره وكان ‏ ‏ابن عمر ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏يفعله. (صحيح البخاري .. كتاب الصلاة .. باب ‏الصلاة إلى الراحلة والبعير والشجر والرحل)‏


الرد: قوله : (( يعرض راحلته )) بكسر الراء - أي : ينيخها ، معترضة بينه وبين جهة القبلة .
وقوله (( هبت الركاب )) ، معناه : قامت الإبل للسير - : قاله الهروي وغيره .
وقوله : (( يأخذ الرحل )) : رحل البعير ، هو : ما على ظهره مما يركب عليه ، والراحلة : هي ما يرتحل الرجل - أي : يركبه في ارتحاله ، بعيرا كان أو ناقة - : قاله الأزهري وغيره .
وقوله : (( فيعدله )) - بفتح الياء ، وكسر الدال .
قال الخطابي : أي يقيمه تلقاء وجهه .
و (( آخرة الرحل )) - بكسر الخاء - : هي الخشبة التي يستند إليها الراكب على الرحل.
ويقال في آخرة الرحل : مؤخرة الرحل .
وقال بعضهم : المحدثون يروونه بتشديد الخاء، والصواب : آخرة. (فتح الباري لابن رجب)

وبهذا فلا شيء في الحديث أن يصلي الرجل على الجزء الأخير من سرج راحلته. وقد شرحنا طريقة الصلاة على الراحلة ووسيلة المواصلات.


49- محمد كان ينافق و يرائي المشركين بالحجر الأسود
1502 - حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
قَالَ لِلرُّكْنِ أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لَا تَضُرُّ وَلَا تَنْفَعُ وَلَوْلَا أَنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَلَمَكَ مَا اسْتَلَمْتُكَ فَاسْتَلَمَهُ ثُمَّ قَالَ فَمَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا بِهِ الْمُشْرِكِينَ وَقَدْ أَهْلَكَهُمْ اللَّهُ ثُمَّ قَالَ شَيْءٌ صَنَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا نُحِبُّ أَنْ نَتْرُكَهُ. (صحيح البخاري .. كتاب الحج .. باب الرمل في الحج و العمرة)


الرد: قَوْله : ( أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ لِلرُّكْنِ )
أَيْ لِلْأَسْوَدِ ، وَظَاهِره أَنَّهُ خَاطَبَهُ بِذَلِكَ ، وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ لِيُسْمِع الْحَاضِرِينَ .
قَوْله : ( ثُمَّ قَالَ )
أَيْ بَعْدَ اِسْتِلَامه .
قَوْله : ( مَا لَنَا وَلِلرَّمَلِ )
فِي رِوَايَة بَعْضهمْ " وَالرَّمَل " بِغَيْرِ لَام ، وَهُوَ بِالنَّصْبِ عَلَى الْأَفْصَح ، وَزَادَ أَبُو دَاوُدَ مِنْ طَرِيق هِشَام بْن سَعْد عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ " فِيمَ الرَّمَل وَالْكَشْف عَنْ الْمَنَاكِب " الْحَدِيث ، وَالْمُرَاد بِهِ الِاضْطِبَاع ، وَهِيَ هَيْئَة تُعِين عَلَى إِسْرَاع الْمَشْي بِأَنْ يُدْخِل رِدَاءَهُ تَحْت إِبْطه الْأَيْمَن وَيَرُدّ طَرَفه عَلَى مَنْكِبه الْأَيْسَر فَيُبْدِي مَنْكِبه الْأَيْمَن وَيَسْتُر الْأَيْسَر ، وَهُوَ مُسْتَحَبّ عِنْدَ الْجُمْهُور سِوَى مَالِك قَالَهُ اِبْن الْمُنْذِر .
قَوْله : ( إِنَّمَا كُنَّا رَاءَيْنَا )
بِوَزْنِ فَاعَلْنَا مِنْ الرُّؤْيَة ، أَيْ أَرَيْنَاهُمْ بِذَلِكَ أَنَّا أَقْوِيَاء قَالَهُ عِيَاض ، وَقَالَ اِبْن مَالِك : مِنْ الرِّيَاء أَيْ أَظْهَرْنَا لَهُ الْقُوَّة وَنَحْنُ ضُعَفَاء ، وَلِهَذَا رُوِيَ رَايَيْنَا بِيَاءَيْنِ حَمْلًا لَهُ عَلَى الرِّيَاء وَإِنْ كَانَ أَصْله الرِّئَاء بِهَمْزَتَيْنِ ، وَمُحَصَّله أَنَّ عُمَر كَانَ هَمَّ بِتَرْكِ الرَّمَل فِي الطَّوَاف لِأَنَّهُ عَرَفَ سَبَبه وَقَدْ اِنْقَضَى فَهَمَّ أَنْ يَتْرُكهُ لِفَقْدِ سَبَبه ، ثُمَّ رَجَعَ عَنْ ذَلِكَ لِاحْتِمَالِ أَنْ تَكُون لَهُ حِكْمَة مَا اِطَّلَعَ عَلَيْهَا فَرَأَى أَنَّ الِاتِّبَاع أَوْلَى مِنْ طَرِيق الْمَعْنَى ، وَأَيْضًا إِنَّ فَاعِل ذَلِكَ إِذَا فَعَلَهُ تَذَكَّرَ السَّبَب الْبَاعِث عَلَى ذَلِكَ فَيَتَذَكَّر نِعْمَة اللَّه عَلَى إِعْزَاز الْإِسْلَام وَأَهْله .
قَوْله : ( فَلَا نُحِبّ أَنْ نَتْرُكهُ )
زَادَ يَعْقُوب بْن سُفْيَان عَنْ سَعِيد شَيْخ الْبُخَارِيّ فِيهِ فِي آخِره " ثُمَّ رَمَلَ " أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيقه ، وَيُؤَيِّدهُ أَنَّهُمْ اِقْتَصَرُوا عِنْدَ مُرَاءَاة الْمُشْرِكِينَ عَلَى الْإِسْرَاع إِذَا مَرُّوا مِنْ جِهَة الرُّكْنَيْنِ الشَّامِيَّيْنِ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا بِإِزَاءِ تِلْكَ النَّاحِيَة ، فَإِذَا مَرُّوا بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ مَشَوْا عَلَى هَيْئَتهمْ كَمَا هُوَ بَيِّن فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس ، وَلَمَّا رَمَلُوا فِي حَجَّة الْوَدَاع أَسْرَعُوا فِي جَمِيع كُلّ طَوْفَة فَكَانَتْ سُنَّة مُسْتَقِلَّة ، وَلِهَذِهِ النُّكْتَة سَأَلَ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر نَافِعًا كَمَا فِي الْحَدِيث الَّذِي بَعْده عَنْ مَشْي عَبْد اللَّه بْن عُمَر بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ الْيَمَانِيَّيْنِ فَأَعْلَمَهُ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يَفْعَلهُ لِيَكُونَ أَسْهَلَ عَلَيْهِ فِي اِسْتِلَام الرُّكْن ، أَيْ كَانَ يَرْفُقُ بِنَفْسِهِ لِيَتَمَكَّن مِنْ اِسْتِلَام الرُّكْن عِنْدَ الِازْدِحَام . وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ نَافِع إِنْ كَانَ اِسْتَنَدَ فِيهِ إِلَى فَهْمه فَلَا يَدْفَع اِحْتِمَال أَنْ يَكُون اِبْن عُمَر فَعَلَ ذَلِكَ اِتِّبَاعًا لِلصِّفَةِ الْأُولَى مِنْ الرَّمَل لِمَا عُرِفَ مِنْ مَذْهَبه فِي الِاتِّبَاع. (فتح الباري لابن حجر)


50- محمد مبتكر سكوك الغفران

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن إسمعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الحسن بن واقع الرملي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ضمرة بن ربيعة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن شوذب ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله بن القاسم ‏ ‏عن ‏ ‏كثير ‏ ‏مولى ‏ ‏عبد الرحمن بن سمرة ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن سمرة ‏ ‏قال ‏‏جاء ‏ ‏عثمان ‏ ‏إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بألف دينار ‏ ‏قال ‏ ‏الحسن بن واقع ‏ ‏وكان في موضع آخر من كتابي في كمه ‏ ‏حين جهز جيش العسرة فينثرها في حجره قال ‏ ‏عبد الرحمن ‏ ‏فرأيت النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقلبها في حجره ويقول ‏ ‏ما ضر ‏ ‏عثمان ‏ ‏ما عمل بعد اليوم مرتين. (سنن الترمذي .. كتاب المناقب عن رسول الله .. باب في مناقب عثمان بن عفان رضي الله عنه)


الرسول يقبل النفقات في سبيل الله. ولم يكتب هنا ولا في أي مكان أي صك بمبلغ معين بالمال مقابل مساحة معينة في الجنة. الرسول أمر بناء على وحي من الله بالإنفاق في سبيل الله والإسراع في طاعة الله وعبادته وطاعته ووعد من يفعل ذلك بالمغفرة والرحمة ودخول الجنة. وهذا شيء طبيعي أن العاقبة للتقوى وليس للزندقة والكفر بالله عز وجل والشرك به.


51- محمد يحتقر العميان و يعبس في وجوههم

عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (عبس 1-3).

أَقْبَلَ اِبْن أُمّ مَكْتُوم وَالنَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُشْتَغِل بِمَنْ حَضَرَهُ مِنْ وُجُوه قُرَيْش يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّه تَعَالَى , وَقَدْ قَوِيَ طَمَعه فِي إِسْلَامهمْ وَكَانَ فِي إِسْلَامهمْ إِسْلَام مَنْ وَرَاءَهُمْ مِنْ قَوْمهمْ , فَجَاءَ اِبْن أُمّ مَكْتُوم وَهُوَ أَعْمَى فَقَالَ : يَا رَسُول اللَّه عَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَك اللَّه , وَجَعَلَ يُنَادِيه وَيُكْثِر النِّدَاء , وَلَا يَدْرِي أَنَّهُ مُشْتَغِل بِغَيْرِهِ , حَتَّى ظَهَرَتْ الْكَرَاهَة فِي وَجْه رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَطْعِهِ كَلَامه , وَقَالَ فِي نَفْسه : يَقُول هَؤُلَاءِ : إِنَّمَا أَتْبَاعه الْعُمْيَان وَالسَّفَلَة وَالْعَبِيد ; فَعَبَسَ وَأَعْرَضَ عَنْهُ , فَنَزَلَتْ الْآيَة . قَالَ الثَّوْرِيّ : فَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْد ذَلِكَ إِذَا رَأَى اِبْن أُمّ مَكْتُوم يَبْسُط لَهُ رِدَاءَهُ وَيَقُول : "مَرْحَبًا بِمَنْ عَاتَبَنِي فِيهِ رَبِّي." (تفسير القرطبي - الجامع لأحكام القرآن)


الرد: الرسول لم يحتقر الرجل. هناك فرق كبير بين أن احتقر أحدًا أو أن أُعْرِض عنه لسبب ما. الرسول أعرض عنه لأنه بين مصلحتين: الإنصات لهذا الرجل الذي ملأ قلبع الإيمان، والإنصات لعظماء قريش الذي ملأ قلوبهم الكفر والكبر. فرأى أن المصلحة الثانية أفضل من الأولى عسى أن يهديهم الله ويكونوا في صفوف المسلمين بدلًا من أن يكونوا ضدهم وتكون عاقبتهم الخسرى في الآخرة. كما أن الرجل الكفيف مؤمن ويمكن للنبي أن يجلس معه في أي وقت. ومع ذلك عاتبه الله أن اختار الصعب وترك السهل. عاتبه إشفاقًا عليه وأن يدع من عميت قلوبهم عن الحق ولو كثروا وأن يرحب بمن آمن بالله وأخبت إليه وإن قلُّوا. وعتاب الله لحبيبه محمد دليل من الأدلة على صدقه إذ لا يعقل أن أحدًا يقوم بتأليف كتاب وأحداث ثم يعاتب نفسه فيها.

بسم الله الرحمن الرحيم
عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ (16) قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ (17) مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ (18) مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ (19) ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20) ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ (21) ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ (22)


52- محمد يطرد الفقراء

وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (الأنعام 52).
قَوْله تَعَالَى : "وَلَا تَطْرُد الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهمْ " الْآيَة . قَالَ الْمُشْرِكُونَ : وَلَا نَرْضَى بِمُجَالَسَةِ أَمْثَال هَؤُلَاءِ - يَعْنُونَ سَلْمَان وَصُهَيْبًا وَبِلَالًا وَخَبَّابًا - فَاطْرُدْهُمْ عَنْك ; وَطَلَبُوا أَنْ يَكْتُب لَهُمْ بِذَلِكَ , فَهَمَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ , وَدَعَا عَلِيًّا لِيَكْتُب ; فَقَامَ الْفُقَرَاء وَجَلَسُوا نَاحِيَة ; فَأَنْزَلَ اللَّه الْآيَة . وَلِهَذَا أَشَارَ سَعْد بِقَوْلِهِ فِي الْحَدِيث الصَّحِيح. (تفسير القرطبي - الجامع لأحكام القرآن)


الرد: ذكرنا من قبل أن الرواية إنما تؤخذ من كتب الحديث الصحيحة. وينظر في الحديث هل ثبتت صحته أم أن في سنده ومتنه شيء. وترفض روايات التفسير والتاريخ والسيرة لانقطاع سندها وفقدها لأهم شرط وهو التوثيق.

وعندما يقول الله لنبيه صلى الله عليه وسلم "وَلَا تَطْرُد الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبّهم"، فليس معناه أنه طرد بالفعل. ولكن المعنى أن الله ينهاه عن اتباع هوى كفار قريش بطرد فقراء المسلمين لتدني مكانتهم الاجتماعية. كذلك هناك من النواهي والأوامر ما يخاطب الله به رسوله ويقصد به أمته:

{وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} (105) سورة يونس

{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا} (105) سورة النساء

{وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ } (95) سورة يونس

{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (65) سورة الزمر


53- يأمر الناس أن يأكلوا جيفة حمار ميت
‏حدثنا ‏ ‏الحسن بن علي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرزاق ‏ ‏عن ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏قال أخبرني ‏ ‏أبو الزبير ‏ ‏أن ‏ ‏عبد الرحمن بن الصامت ‏ ‏ابن عم ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏أخبره أنه سمع ‏ ‏أبا هريرة ‏ ‏يقول ‏جاء ‏ ‏الأسلمي ‏ ‏نبي الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراما أربع مرات كل ذلك يعرض عنه النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأقبل في الخامسة فقال أنكتها قال نعم قال حتى غاب ذلك منك في ذلك منها قال نعم قال كما يغيب ‏ ‏المرود ‏ ‏في المكحلة ‏ ‏والرشاء ‏ ‏في البئر قال نعم قال فهل تدري ما الزنا قال نعم أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا قال فما تريد بهذا القول قال أريد أن تطهرني ‏ ‏فأمر به فرجم فسمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب فسكت عنهما ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله فقال أين فلان وفلان فقالا نحن ‏ ‏ذان ‏ ‏يا رسول الله قال انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا يا نبي الله من يأكل من هذا قال فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل منه والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ‏ ‏ينقمس ‏ ‏فيها. (سنن أبي داود .. كتاب الحدود .. باب رجم ماعز بن مالك)


الرد: مرة أخرى نرى العنوان وكله تدليس وتزوير. فأمر النبي لهم بالأكل من جيفة حمار نتنة لا يقصد منه تنفيذ الأمر. بل يقصد منه إظهار بشاعة الغيبة والخوض في أعراض الناس. وهذا ظاهر في الحديث ولا يحتاج لبيان. أما لفظة "أنكتها" فلنقرأ ما يلي:

6438 حدثني عبد الله بن محمد الجعفي حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي قال سمعت يعلى بن حكيم عن عكرمة عن بن عباس رضي الله عنهما قال لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها ولا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه. (البخاري. ج6. ص 2502)
814 حدثنا محمد بن يحيى وأحمد بن يوسف السلمي قالا ثنا عبد الرزاق قال أنا بن جريج قال أني أبو الزبير أن عبد الرحمن بن صامت بن أخي أبي هريرة أخبره أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول جاء الأسلمي إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم فشهد على نفسه أنه أصاب امرأة حراما أربع مرات كل ذلك يعرض عنه فأقبل عليه الخامسة فقال أنكتها قال نعم قال حتى غاب ذلك منك في ذلك منها كما يغيب المرود في المكحلة والرشاء في البئر قال نعم قال تدري ما الزنى قال نعم أتيت منها حراما ما يأتي الرجل من امرأته حلالا قال فما تريد بهذا القول قال أريد أن تطهرني قال فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم فرجم فسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه يقول أحدهما لصاحبه انظر إلى هذا الذي ستر الله عليه فلم تدعه نفسه حتى رجم رجم الكلب فسكت النبي صلى الله عليه وسلم عنهما ثم سار ساعة حتى مر بجيفة حمار شائل برجله فقال أين فلان وفلان فقالا نحن ذان وقال السلمي ذين يا رسول الله فقال انزلا فكلا من جيفة هذا الحمار فقالا يا نبي الله غفر الله لك ومن يأكل من هذا قال فما نلتما من عرض أخيكما آنفا أشد من أكل الميتة والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها. (المنتقي لابن الجارود. ج1. ص 206)
لابد هنا من اللفظ الصريح المباشر لأن ذلك يتعلق بحياة إنسان. أما الألفاظ الأخر فلها معانٍ شتى. ونحن نستخدم مثل هذا اللفظ الصريح عندما ترفع زوجة طلب الطلاق من زوجها لعدم قدرته على المعاشرة الجنسية. وتعقد لهما جلسة سرية يباح للقاضي فيها حرية استخدام الألفاظ قبل أن يصدر حكمًا لأن ذلك يتعلق بمصير أسرة. واللفظة لغة عربية فصحى ومستخدمة عند العرب. ووقعت الشبهة هنا لأن هذه اللفظة أصبحت عامية منفرة في بعض البلاد مثل مصر، ولكنها غير موجودة في بلاد أخر. وقد أورد لسان العرب هذه اللفظة وتعرض لها بالشرح. نورد منه ما يلي لنر أن لها استخدامات أخر وأنها لفظة عربية مستخدمة:
"تَنَايَكَ القوْمُ: غلبهم النُّعاسُ. وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ: انطبق بعضها على بعض.
الأَزهري في ترجمة نكح: ناكَ المطرُ الأَرضَ وناكَ النعاسُ عينه إِذا غلب عليها."


54- لا يسمح لأحد أن يكلمه إلا بعد أن يدفع له نقود. فلم يدفع له إلا علي بن أبي طالب فنسخ الآية

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (المجادلة 12-13).


الرد: اختلف في سبب نزول الآية. وما دام هناك اختلاف فلا إلزام. وعلينا أن نطرح جميع الروايات جانبًا فكلها متهافت وساقط. ولا يتبقى لنا إلا النظر في الآيتين. في الآية الأولى يأمر الله المسلمين أن يتصدقوا على الفقراء والمساكين كلما أرادوا أن يفوزوا بإجابة سؤال من رسول الله إن كان بإمكانهم ذلك وإلا فإن الله غفور لهم رحيم بهم. وحتى إن كان ذلك بمقدورهم ولم يفعلوا (الآية الثانية) فإن الله يأمرهم بأداء الفرائض وعلى رأسها الصلاة والزكاة. فمن وجد الاستطاعة وقهر الشح في نفسه أخذ بالآية الأولى وقدم الصدقة وهي سنة ونفع الله به فقراء المسلمين وإلا أخذ بالآية الثانية واكتفى بالزكاة وهي الفرض.


55- محمد يغري و يفتن الرجال بالنساء لكي يغزوا

وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (التوبة 49).

حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْل اللَّه : { اِئْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي } قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اُغْزُوا تَبُوك تَغْنَمُوا بَنَات الْأَصْفَر وَنِسَاء الرُّوم " فَقَالَ الْجَدّ : اِئْذَنْ لَنَا , وَلَا تَفْتِنَّا بِالنِّسَاءِ .
حَدَّثَنَا الْقَاسِم , قَالَ : ثنا الْحُسَيْن , قَالَ : ثني حَجَّاج , عَنْ اِبْن جُرَيْج , عَنْ مُجَاهِد , قَالُوا : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اُغْزُوا تَغْنَمُوا بَنَات الْأَصْفَر " يَعْنِي : نِسَاء الرُّوم , ثُمَّ ذَكَرَ مِثْله.


الرد: الرواية ساقطة السند: "عَنْ مُجَاهِد, قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ..." فمجاهد هذا لم يسمع من الرسول ولم يعاصره بل ولم يعاصر الخلفاء الراشدين. فالرواية مرفوضة ومردودة. وهذا هو حال روايات التفسير والتاريخ والسيرة. ولا يبقى أمامنا إلا معنى الآية:

ومن المنافقين من يقول لرسول الله (ص) ائْذَنْ لي في عدم الذهاب للجهاد معكم ولا تفتني بأن تعرضني لأسئلتك التي تكشف عن السبب الحقيقي وراء تخلفي عن الجهاد. فيقول الله: إنهم في الفتنة (أي في الكفر) سقطوا لكذبهم وسوء نيتهم ونفاقهم وكراهيتهم للإسلام ولرسوله. لذلك اختلف المفسرون في تفسير الآية. وما اختلف فيه، لا إلزام فيه:

قوله عز وجل { وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي } يعني في التأخر عن الجهاد .
{ وَلاَ تَفْتِنِّي } فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : لا تكسبني الإثم بالعصيان في المخالفة ، قاله الحسن وقتادة وأبو عبيدة والزجاج .
والثاني : لا تصرفني عن شغلي ، قاله ابن بحر .
والثالث : أنها نزلت في الجد بن قيس قال : ائذن لي ولا تفتني ببنات بني الأصفر فإني مشتهر بالنساء ، قاله ابن عباس ومجاهد وابن زيد .
{ أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ } فيها وجهان :
أحدهما : في عذاب جهنم لقوله تعالى : { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ }
والثاني : في محنة النفاق وفتنة الشقاق . (تفسير الماوردي)


56- يقبلها على الناس و لا يقبلها على ابنته

‏حدثنا ‏ ‏قتيبة ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الليث ‏ ‏عن ‏ ‏ابن أبي مليكة ‏ ‏عن ‏ ‏المسور بن مخرمة ‏‏قال سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول وهو على المنبر إن ‏ ‏بني هشام بن المغيرة ‏ ‏استأذنوا في أن ينكحوا ‏ ‏ابنتهم ‏ ‏علي بن أبي طالب ‏ ‏فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد ‏ ‏ابن أبي طالب ‏ ‏أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم ‏ ‏فإنما هي بضعة مني ‏ ‏يريبني ‏ ‏ما أرابها ويؤذيني ما آذاها هكذا قال. (صحيح البخاري .. كتاب النكاح .. باب ‏ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف)‏

الرد:

4932 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها. (البخاري. ج5. ص 2004)
"سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم فقال إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله أبدا. (البخاري. ج3. ص 1132)
الرسول هنا لا يرضي بزواج سيدنا علي من أخرى. ويخير عليَّ ابن عمه إن أراد ذلك أن يطلق فاطمة. والرسول هنا لا يضع سنَّة ولا يؤسس لتشريع إذ يقول "وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما". فالرجل يتصرف كوالد، كأب، لا كرسول. وفي نفس الوقت يعطي الأطراف حريتهم ولم يفرض على أحد رأيًا. وأبدى الأب تخوفه من تغير حال ابنته وربما وقوع تغير يؤثر في دينها وإيمانها ونفسيتها. وأكد أن هذا ليس تشريعًا.


57- يأمر الناس بالوضوء بلحم الإبل

‏حدثنا ‏ ‏أبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عوانة ‏ ‏عن ‏ ‏عثمان بن عبد الله بن موهب ‏ ‏عن ‏ ‏جعفر بن أبي ثور ‏ ‏عن ‏ ‏جابر بن سمرة ‏‏أن رجلا سأل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏أأتوضأ من لحوم الغنم قال ‏ ‏إن شئت فتوضأ وإن شئت فلا توضأ قال أتوضأ من لحوم الإبل قال نعم فتوضأ من لحوم الإبل قال أصلي في ‏مرابض ‏ ‏الغنم قال نعم قال أصلي في مبارك الإبل قال لا. (صحيح مسلم .. كتاب الحيض .. باب ‏‏الوضوء من لحوم الإبل)


الرد: مرة أخرى الفهم الخاطيء أو بالأحرى المتعمد لأسلوب اللغة. إن حرف الجر "من" يأتي بمعنى "بسبب":

{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (23) سورة البقرة

مما: أي "من ما" وأدغمت الكلمتان فصارتا واحدة هي "مما" وتعني: "بسبب ما" زلنا على عبدنا.

توضأ من لحم الإبل: أي توضأ بسبب أكلك لحم الإبل.

نلتقي غدًا إن شاء الله



وإنك لعلى خلق عظيم - zaidgalal - 05-08-2006

58- محمد تفلي رأسه امرأة

‏حدثنا ‏ ‏عبد الواحد بن غياث ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الواحد بن زياد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏الأعمش ‏ ‏عن ‏ ‏جامع بن شداد ‏ ‏عن ‏ ‏كلثوم ‏ ‏عن ‏ ‏زينب ‏‏أنها كانت تفلي رأس رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وعنده امرأة ‏ ‏عثمان بن عفان ‏ ‏ونساء من ‏ ‏المهاجرات ‏ ‏وهن يشتكين منازلهن أنها تضيق عليهن ويخرجن منها فأمر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أن تورث دور ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏النساء فمات ‏ ‏عبد الله بن مسعود ‏ ‏فورثته امرأته دارا ‏ ‏بالمدينة. (سنن أبي داود .. كتاب ‏الخراج والإمارة والفيء‏ .. باب في إحياء الموات)

الرد:

هذه كانت عادة عربية ولا شيء فيها من ناحية الحرام والحلال. ومن وجد أن الرسول فعل شيئًا محرمًا فليأتنا به.

ولننظر في:
2580 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَطْعَمَتْهُ وَجَعَلَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ قَالَتْ فَقُلْتُ وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ أَوْ مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ شَكَّ إِسْحَاقُ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهمْ فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ فَقُلْتُ وَمَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا قَالَ فِي الْأَوَّلِ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ فَرَكِبَتْ الْبَحْرَ فِي زَمَانِ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنْ الْبَحْرِ فَهَلَكَتْ. (البخاري. الدعاء بالجهاد)
1569- أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ هِيَ أُخْتُ أُمِّ سُلَيْمٍ وَهِيَ خَالَةُ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. (سنن الترمذي. ما جاء في غزو البحر)
2131 - حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْعَتَكِيُّ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ يَعْنِي ابْنَ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ حَدَّثَتْنِي أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ أُخْتُ أُمِّ سُلَيْمٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ عِنْدَهُمْ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ. (سنن أبي داود. فضل الغزو في البحر)

3535 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ إِسْحَقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَدْخُلُ عَلَى أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ فَتُطْعِمُهُ وَكَانَتْ أُمُّ حَرَامٍ تَحْتَ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ فَدَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَأَطْعَمَتْهُ ثُمَّ جَلَسَتْ تَفْلِي رَأْسَهُ فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ قَالَتْ فَقُلْتُ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَرْكَبُونَ ثَبَجَ هَذَا الْبَحْرِ مُلُوكًا عَلَى الْأَسِرَّةِ أَوْ مِثْلَ الْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ يَشُكُّ أَيَّهُمَا قَالَ قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ فَدَعَا لَهَا ثُمَّ وَضَعَ رَأْسَهُ فَنَامَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ قَالَتْ فَقُلْتُ مَا يُضْحِكُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي عُرِضُوا عَلَيَّ غُزَاةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَا قَالَ فِي الْأُولَى قَالَتْ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ قَالَ أَنْتِ مِنْ الْأَوَّلِينَ فَرَكِبَتْ أُمُّ حَرَامٍ بِنْتُ مِلْحَانَ الْبَحْرَ فِي زَمَنِ مُعَاوِيَةَ فَصُرِعَتْ عَنْ دَابَّتِهَا حِينَ خَرَجَتْ مِنْ الْبَحْرِ فَهَلَكَتْ. (صحيح مسلم. فضل الغزو في البحر)

أم حرام بنت ملحان: خالة أنس بن مالك.
تقدم نسبها مع أخيها حرام بن ملحان في الحاءالمهملة من الرجال ويقال أنها الرميصاء بالراء أو بالغين المعجمة كذا أخرجه أبو نعيم ولا يصح بل الصحيح أن ذلك وصف أم سليم. ثبت ذلك في حديثين لأنس وجابر عند النسائي. (الإصابة لابن حجر. ج4. ص 82)
أخبرنا عمرو بن عاصم حدثنا همام حدثنا إسحاق عن أنس أنه حدثهم: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل بيتاً غير بيت أم سليم إلا على أزواجه فقيل له. فقال: أني أرحمها قتل أخوها وأبوها معي.
قلت: والجواب عن دخوله بيت أم حرام وأختها أنهما كانتا في دار واحدة وكانت تغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولها قصصٌ مشهورة منها ما أخرجه بن سعد بسندٍ صحيح أن أم سليم اتخذت خنجراً يوم حنين فقال أبو طلحة: يا رسول الله هذه أم سليم معها خنجر فقالت: اتخذته إن دنا مني أحدٌ من المشركين بقرت بطنه.
وفي الصحيح أيضاً عن أنس أن أم سليم لما قدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: يا رسول الله هذا أنس يخدمك وكان حينئذ بن عشر سنين فخدم النبي صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة حتى مات فاشتهر بخادم النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وروت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث روى عنها ابنها أنس وابن عباس وزيد بن ثابت وأبو سلمة بن عبد الرحمن وآخرون. (الإصابة لابن حجر. ج4. ص 97)

55 - أم سليم الغميصاء * (خ، م، د، ت، س) ويقال: الرميصاء.
ويقال: سهلة.
ويقال: أنيفة.
ويقال: رميثة.
بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جند بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار ; الانصارية الخزرجية.
أم خادم النبي صلى الله عليه وسلم: أنس بن مالك.
فمات زوجها مالك بن النضر، ثم تزوجها أبو طلحة زيد بن سهل الانصاري، فولدت له: أبا عمير، و عبدالله.
شهدت: حنينا، واحدا.
من أفاضل النساء. (سير أعلام النبلاء. ج2. ص 304)
أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام بن جندب الأنصارية.
تقدم نسبها في ترجمة أخيها حرام بن ملحان وهي أم أنس خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اشتهرت بكنيتها. (الإصابة لابن حجر. ج4. ص 96)
أم سليم بنت ملحان بن خالد بن زيد بن حرام الأنصارية، واختلف فى اسمها ، وهى أم أنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم ، وكانت هى وأختها خالتين لرسول الله من جهة الرضاع. (موسوعة الأعلام. وزارة الأوقاف بمصر. ج1. ص 291)


59- تحت سريره قدح يبول فيه بالليل

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن عيسى ‏ ‏حدثنا ‏ ‏حجاج ‏ ‏عن ‏ ‏ابن جريج ‏ ‏عن ‏ ‏حكيمة بنت أميمة بنت رقيقة ‏ ‏عن ‏ ‏أمها ‏ ‏أنها قالت ‏‏كان للنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه بالليل. (سنن أبي داود .. كتاب الطهارة .. باب ‏في الرجل يبول بالليل في الإناء ثم يضعه عنده)‏

الرد: سفيان بن قيس: بن أبان الثقفي. ذكره الطبراني وغيره في الصحابة وأخرج من طريق عبد ربه بن الحكم عن أميمة بنت رقيقة عن رقيقة قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف يطلب النصر من ثقيف فدخل علي فسقيته سويقاً فشرب وقال: " لا تعبدي طاغيتهم ولا تصلي إليها " (الإصابة لابن حجر. ج1. ص 449)

نعلم من ذلك أن أم الراوية وتسمى "رقيقة" كانت تعيش بالطائف وماتت هناك أيضًا كما يقول باقي الحديث. ومن ثم هي بعيدة عن بيت الرسول وعن مدينته. فإذا علمنا أن الرسول لم يكن له سرير البتة علمنا مدى تهافت الرواية.

5975 - حَدَّثَنِي أَحْمَدُ ابْنُ أَبِي رَجَاءٍ حَدَّثَنَا النَّضْرُ عَنْ هِشَامٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَدَمٍ وَحَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ. (صحيح البخاري)

وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عكس هذا:

2516 - " لا ينقع بول في طست في البيت، فإن الملائكة لا تدخل بيتا فيه بول، ولا يبولن في مغتسل". (السلسلة الصحيحة للألباني)


60- محمد يشتهي طفلة فوق الفطيم

‏ 25636 - حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِي عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ قَالَ وَحَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ مَوْلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ عَبَّاسٍ وَهِيَ فَوْقَ الْفَطِيمِ قَالَتْ فَقَالَ لَئِنْ بَلَغَتْ بُنَيَّةُ الْعَبَّاسِ هَذِهِ وَأَنَا حَيٌّ لَأَتَزَوَّجَنَّهَا. (مسند أحمد .. باقي مسند الأنصار .. حديث أم االفضل بن عباس و هي أخت ميمونة رضي الله عنهم)

الرد: النبي هنا يمزح. أليس من حقه كإنسان أن يمزح مع أقربائه وأهله؟! وإني أفعلها عند زيارتي أصدقائي فيدور حوار بيني وبين طفلة صديقي بحضوره وهو يضحك:

زيد: ازيك يا عسل
أمورة: كوسية يا عمو ازيك انت
زيد: مش أوي
أ: ليه
ز: إنتي مخطوبة
أ: لا
ز: متجوزة
أ: لا
ز: حلو أوي. كده حظي حلو يبقى أنا كويس والحمد لله.

61- الرسول يمص لسان علي بن أبي طالب و يغذيه من ريقه المبارك

وفي خصائص العشرة للزمخشري أن النبي صل الله عليه وسلم تولى تسميته بعلي وتغذيته أياما من ريقه المبارك بمصه لسانه فعن فاطمة بنت أسد أم علي رضي الله تعالى عنها أنا قالت لما ولدته سماه عليا وبصق في فيه ثم إنه ألقمه لسانه فما زال يمصه حتى نام قالت فلما كان من الغد طلبنا له مرضعة فلم يقبل ثدي أحد فدعونا له محمدا صلى الله عليه وسلم فألقمه لسانه فنام فكان كذلك ما شاء الله عز وجل هذا كلامه فليتأمل. (السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون .. باب أول الناس إيمانا به صلى الله عليه و سلم)

الرد: الزمخشري لم يعاصر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعاصر الصحابة ولا التابعين. فالرواية باطلة وساقطة.

62- محمد يلبس مرط عائشة وهو مضطجع كاشفا فخذيه

‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏ ‏ويحيى بن أيوب ‏ ‏وقتيبة ‏ ‏وابن حجر ‏ ‏قال ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏و قال ‏ ‏الآخرون ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إسمعيل يعنون ابن جعفر ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن أبي حرملة ‏ ‏عن ‏ ‏عطاء ‏ ‏وسليمان ابني يسار ‏ ‏وأبي سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏أن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏مضطجعا في بيتي كاشفا عن فخذيه ‏ ‏أو ساقيه ‏ ‏فاستأذن ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فأذن له وهو على تلك الحال فتحدث ثم استأذن ‏ ‏عمر ‏ ‏فأذن له وهو كذلك فتحدث ثم استأذن ‏ ‏عثمان ‏ ‏فجلس رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وسوى ثيابه ‏ ‏قال ‏ ‏محمد ‏ ‏ولا أقول ذلك في يوم واحد ‏ ‏فدخل فتحدث فلما خرج قالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏دخل ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فلم ‏ ‏تهتش ‏ ‏له ولم ‏ ‏تباله ‏ ‏ثم دخل ‏ ‏عمر ‏ ‏فلم ‏ ‏تهتش ‏ ‏له ولم ‏ ‏تباله ‏ ‏ثم دخل ‏ ‏عثمان ‏ ‏فجلست وسويت ثيابك فقال ‏ ‏ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة.

‏حدثنا ‏ ‏عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبي ‏ ‏عن ‏ ‏جدي ‏ ‏حدثني ‏ ‏عقيل بن خالد ‏ ‏عن ‏ ‏ابن شهاب ‏ ‏عن ‏ ‏يحيى بن سعيد بن العاص ‏ ‏أن ‏ ‏سعيد بن العاص ‏ ‏أخبره ‏ ‏أن ‏ ‏عائشة زوج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وعثمان ‏ ‏حدثاه ‏‏أن ‏ ‏أبا بكر ‏ ‏استأذن على رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وهو مضطجع على فراشه لابس ‏ ‏مرط ‏ ‏عائشة ‏ ‏فأذن ‏ ‏لأبي بكر ‏ ‏وهو كذلك فقضى إليه حاجته ثم انصرف ثم استأذن ‏ ‏عمر ‏ ‏فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته ثم انصرف قال ‏ ‏عثمان ‏ ‏ثم استأذنت عليه فجلس وقال ‏ ‏لعائشة ‏ ‏اجمعي عليك ثيابك فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت فقالت ‏ ‏عائشة ‏ ‏يا رسول الله مالي لم أرك ‏ ‏فزعت ‏ ‏لأبي بكر ‏ ‏وعمر ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏كما ‏ ‏فزعت ‏ ‏لعثمان ‏ ‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن ‏ ‏عثمان ‏ ‏رجل حيي وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلي في حاجته. (صحيح مسلم .. كتاب فضائل الصحابة .. باب من فضائل عثمان بن عفان رضي الله عنه)

الرد:

في الرواية الأولى نرى الراوي غير متأكد فيتحرز قائلًا: "كاشفا عن فخذيه ‏ ‏أو ساقيه". ومن ثم نتأكد أن الرسول لم يكن كاشفًا عن فخذيه بالكامل. بل جزء منهما ظاهر ولا شيء في هذا. ولا يوجد ما يحرم هذا. لذا لم يفتِ أحد بحرمة شورت لاعب كرة القدم. أما أن الرسول كان يرتدي مورط السيدة عائشة فإن هذا اللباس يصلح للرجل والمرأة:

م ر ط: المِرْطُ بكسر الميم واحد المُرُوطِ وهي أكسية من صوف أو خز كان يُؤتزر بها و تَمَرَّطَ شعره أي تحاتَّ و المُرَبْطَاءُ بوزن الحُميراء ما بين السُّرة إلى العانة ومنه قول عمر رضي الله تعالى عنه لأبي محذُورة حين أذَّن ورفع صوته {أما خَشِيت أن تنشَقَّ مُرَيْطاؤك}. (مختار الصحاح)

63- محمد عريان و يحضن و يقبل الرجال
‏حدثنا ‏ ‏محمد بن إسمعيل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏إبراهيم بن يحيى بن محمد بن عباد المدني ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبي يحيى بن محمد ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن إسحق ‏ ‏عن ‏ ‏محمد بن مسلم الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏عروة بن الزبير ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏ ‏قدم ‏ ‏زيد بن حارثة ‏ ‏المدينة ‏ ‏ورسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في بيتي فأتاه فقرع الباب فقام إليه رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عريانا يجر ثوبه والله ما رأيته عريانا قبله ولا بعده فاعتنقه وقبله ‏‏‏قال ‏ ‏أبو عيسى ‏ ‏هذا ‏ ‏حديث حسن غريب ‏ ‏لا نعرفه من حديث ‏ ‏الزهري ‏ ‏إلا من هذا الوجه. (سنن الترمذي .. كتاب الإستئذان و الآداب عن رسول الله .. باب ما جاء في المعانقة و القبلة)

الرد:

أخرج الترمذي عن عائشة قالت قدم زيد بن حارثة المدينة ورسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي فقرع الباب فقام إليه النبي صلى الله عليه وسلم عريانا يجر ثوبه فاعتنقه وقبله قال الترمذي حديث حسن وأخرج قاسم بن اصبغ عن أبي الهيثم بن التيهان أن النبي صلى الله عليه وسلم لقيه فاعتنقه وقبله وسنده ضعيف. (فتح الباري. ج11. ص 60)

64- محمد يأكل لحم الميتة

‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن محمد النفيلي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏زهير ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو الزبير ‏ ‏عن ‏ ‏جابر ‏ ‏قال ‏‏بعثنا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وأمر علينا ‏ ‏أبا عبيدة بن الجراح ‏ ‏نتلقى عيرا ‏ ‏لقريش ‏ ‏وزودنا ‏ ‏جرابا ‏ ‏من تمر لم نجد له غيره فكان ‏ ‏أبو عبيدة ‏ ‏يعطينا تمرة تمرة كنا نمصها كما يمص الصبي ثم نشرب عليها من الماء فتكفينا يومنا إلى الليل وكنا نضرب بعصينا ‏ ‏الخبط ‏ ‏ثم نبله بالماء فنأكله وانطلقنا على ساحل البحر فرفع لنا كهيئة ‏ ‏الكثيب ‏ ‏الضخم فأتيناه فإذا هو دابة تدعى العنبر فقال ‏ ‏أبو عبيدة ‏ ‏ميتة ‏ ‏ولا تحل لنا ثم قال لا بل نحن رسل رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وفي سبيل الله وقد اضطررتم إليه فكلوا فأقمنا عليه شهرا ونحن ثلاث مائة حتى سمنا فلما قدمنا إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ذكرنا ذلك له فقال ‏ ‏هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا منه فأرسلنا منه إلى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأكل. (سنن أبو داود .. كتاب الأطعمة .. باب في دواب البحر)

الرد:

الجميع يأكل من سمك البحر وبالطبع وهو ميت. فأسماك البحر تموت بعد وقت قليل من خروجها من الماء. ولا يقول بحرمتها إلا جاهل متعمد بشريعة الإسلام وبالعلم الحديث.

65- محمد يقول لأميمة بنت النعمان هبي لي نفسك

‏حدثنا ‏ ‏أبو نعيم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرحمن بن غسيل ‏ ‏عن ‏ ‏حمزة بن أبي أسيد ‏ ‏عن ‏ ‏أبي أسيد ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏‏خرجنا مع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى انطلقنا إلى ‏ ‏حائط ‏ ‏يقال له الشوط حتى انتهينا إلى ‏ ‏حائطين ‏ ‏فجلسنا بينهما فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اجلسوا ها هنا ودخل وقد أتي ‏ ‏بالجونية ‏ ‏فأنزلت في بيت في نخل في بيت ‏ ‏أميمة بنت النعمان بن شراحيل ‏ ‏ومعها دايتها حاضنة لها فلما دخل عليها النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال هبي نفسك لي قالت وهل تهب الملكة نفسها للسوقة قال فأهوى بيده يضع يده عليها لتسكن فقالت أعوذ بالله منك فقال ‏ ‏قد عذت بمعاذ ثم خرج علينا فقال يا ‏ ‏أبا أسيد ‏ ‏اكسها ‏ ‏رازقيتين ‏ ‏وألحقها بأهلها. (صحيح البخاري .. كتاب الطلاق .. باب ‏من طلق وهل يواجه الرجل امرأته بالطلاق)‏

الرد:

الرسول هنا يطلب الزواج بهذه السيدة. ولا شيء في هذا. فرفضته السيدة، وهذا من حقها وهذه هي الحرية التي كفلها الإسلام للمرأة. فشتمت الرسول عليه الصلاة والسلام. هذا ذنبها إن شاء الله عذبها به وإن شاء هداها وغفر لها. ولا يتحمل الرسول أي خطأٍ هنا. بل إنه وضع يده الشريفة عليها لتسكينها وتهدئتها، وليس لضربها كما يكذب الزنادقة موهمين القاريء بكلمة "فأهوى يده عليها" دون أن يكملوا الحديث. وإذا أكملوه حرفوا كلمة "لتسكن" إلى "لتسكت" ليوهموك بالشروع في الضرب بالفعل. لقد هدأ الرسول من ثورتها وأعطاها من كرمه وردها إلى أهلها معززة مكرمة.



وإنك لعلى خلق عظيم - zaidgalal - 05-08-2006

نلتقي مع الجزء الأخير غدًا إن شاء الله


وإنك لعلى خلق عظيم - zaidgalal - 05-10-2006

66- محمد كان يبول جالسا أم واقفا ؟؟

‏أخبرنا ‏ ‏علي بن حجر ‏ ‏قال أنبأنا ‏ ‏شريك ‏ ‏عن ‏ ‏المقدام بن شريح ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت ‏‏من حدثكم أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بال قائما فلا تصدقوه ‏ ‏ما كان يبول إلا جالسا

سنن النسائي .. كتاب الطهارة .. باب البول في البيت جالسا

‏حدثنا ‏ ‏محمد بن عرعرة ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏شعبة ‏ ‏عن ‏ ‏منصور ‏ ‏عن ‏ ‏أبي وائل ‏‏قال كان ‏ ‏أبو موسى الأشعري ‏ ‏يشدد ‏ ‏في البول ويقول إن ‏ ‏بني إسرائيل ‏ ‏كان إذا أصاب ثوب أحدهم ‏ ‏قرضه ‏ ‏فقال ‏ ‏حذيفة ‏ ‏ليته أمسك أتى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏سباطة ‏ ‏قوم فبال قائما

صحيح البخاري .. كتاب الوضوء .. باب البول عند سباطة قوم

‏حدثنا ‏ ‏عثمان بن أبي شيبة ‏ ‏قال حدثنا ‏ ‏جرير ‏ ‏عن ‏ ‏منصور ‏ ‏عن ‏ ‏أبي وائل ‏ ‏عن ‏ ‏حذيفة ‏ ‏قال ‏‏رأيتني أنا والنبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏نتماشى فأتى ‏ ‏سباطة ‏ ‏قوم خلف حائط فقام كما يقوم أحدكم فبال ‏ ‏فانتبذت ‏ ‏منه فأشار إلي فجئته فقمت عند عقبه حتى فرغ

صحيح البخاري .. كتاب الوضوء .. باب البول عند صاحبه و التستر بالحائط

الرد: رواية النسائي ضعيفة لوجود شريك. وباقي الروايات تشير إلى حدوث الحدث والنبي واقف. ولم يكن هذا من عادته.

67- مزمار الشيطان عند محمد ؟؟

‏حدثنا ‏ ‏إسماعيل ‏ ‏قال حدثني ‏ ‏ابن وهب ‏ ‏قال ‏ ‏عمرو ‏ ‏حدثني ‏ ‏أبو الأسود ‏ ‏عن ‏ ‏عروة ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏رضي الله عنها ‏‏دخل علي رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وعندي ‏ ‏جاريتان تغنيان بغناء ‏ ‏بعاث ‏ ‏فاضطجع على الفراش وحول وجهه فدخل ‏ ‏أبو بكر ‏ ‏فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأقبل عليه رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال ‏ ‏دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا قالت وكان يوم عيد يلعب ‏ ‏السودان ‏ ‏بالدرق ‏ ‏والحراب فإما سألت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏وإما قال تشتهين تنظرين فقالت نعم فأقامني وراءه خدي على خده ويقول دونكم ‏ ‏بني أرفدة ‏ ‏حتى إذا مللت قال حسبك قلت نعم قال فاذهبي. (صحيح البخاري .. كتاب الجهاد و السير .. باب الدرق)

الرد: يحتجون بغناء جاريتين في بيت الرسول. نقول إنهما ليستا مطربتين. إنما كان هذا على سبيل الترفيه واللعب واللهو في يوم العيد. وهذا حلال على المسلم ما لم ينطق بإثم، وحلال على المسلمة كذلك مع الحفاظ على مظهرها محتشمًا حتى لا تكون فتنة. والدف ليس بحرام. أما ما وردت فيه عبارة "تحت إستها" فحديث غريب في صيغته هذه فلا يؤخذ به. وقد كره الرسول الغناء ولكنه ترك الجاريتين حفاظًا على مشاعرهما وفرحتهما بالعيد، وهذا دليل على الإباحة. كذلك سمح لجارية أن تحتفل بالنصر ورجوعه سالمًا مع كراهته لذلك. وقوله: "إن الشيطان يخاف منك يا عمر" لا يدل على تحريم ذلك، وإنما يدل على تشجيع الرسول لأحد صحابته بذكر ميزة امتازه الله بها، لذلك كررها الرسول في موقف آخر. فهو لَهْوٌ مباحٌ إلا أنه لا يليق بمقام الأنبياء والرسل:

892 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو أسامة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا. (صحيح مسلم. ج2. ص 607)
عن عبد الله بن بريدة رضي الله عنه قال سمعت أبي يقول خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت جارية سوداء فقالت يا نبي الله كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف فقال إن كنت نذرت أن تضربي وإلا فلا فدخل أبو بكر وهي عملا ثم دخل عمر فألقت الدف تحتها ثم قعدت عليه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الشيطان ليخاف منك يا عمر. (نوادر الرسول في أحاديث الرسول. ج1. ص 231)

3779 حدثنا علي حدثنا بشر بن المفضل حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ قالت ثم دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني علي والحاصل على فراشي كمجلسك مني وجويريات يضربن بالدف يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر حتى قالت جارية وفينا نبي يعلم ما في غد فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تقولي هكذا وقولي ما كنت تقولين. (البخاري)

1597 أخبرنا أحمد بن حفص بن عبد الله قال حدثني أبي قال حدثني إبراهيم بن طهمان عن مالك بن أنس عن الزهري عن عروة أنه حدثه أن عائشة حدثته أن أبا بكر الصديق دخل عليها وعندها جاريتان تضربان بالدف وتغنيان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مسجى بثوبه وقال مرة أخرى متشح ثوبه فكشف عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر إنها أيام عيد وهن أيام منى ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ بالمدينة. (سنن النسائي)

68- كان يتنخم والناس يأخذون نخامته ويدلكون بها وجههم وجلودهم
وكان ‏ ‏المغيرة ‏ ‏صحب قوما في الجاهلية فقتلهم وأخذ أموالهم ثم جاء فأسلم فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أما الإسلام فأقبل وأما المال فلست منه في شيء ثم إن ‏ ‏عروة ‏ ‏جعل يرمق ‏ ‏أصحاب النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بعينيه قال فوالله ما تنخم رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له فرجع ‏ ‏عروة ‏ ‏إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على ‏ ‏قيصر ‏ ‏وكسرى ‏ ‏والنجاشي ‏ ‏والله إن رأيت ملكا قط يعظمه أصحابه ما يعظم ‏ ‏أصحاب ‏ ‏محمد ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏محمدا ‏ ‏والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وإنه قد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها.... (البخاري)

الرد: المغيرة الذي يقول هذا كان من الكافرين وأراد أن يبالغ في حب صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم للرسول فقال ما قال ليميل قومه إلى الموافقة على الصلح.

69- محمد يصلي بالنعلين !!

‏حدثنا ‏ ‏يحيى بن يحيى ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏بشر بن المفضل ‏ ‏عن ‏ ‏أبي مسلمة سعيد بن يزيد ‏ ‏قال قلت ‏ ‏لأنس بن مالك ‏‏أكان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يصلي في النعلين قال نعم ‏
‏حدثنا ‏ ‏أبو الربيع الزهراني ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عباد بن العوام ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سعيد بن يزيد أبو مسلمة ‏ ‏قال سألت ‏ ‏أنسا ‏ ‏بمثله. (صحيح مسلم .. كتاب المساجد و مواضع الصلاة .. باب جواز الصلاة في النعلين)

الرد: الصلاة في النعلين لا شيء فيها ما دام النعلان طاهران.

70- حلال على محمد و حرام على الناس

وَأَمَّا مَا أُحِلَّ لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجُمْلَته سِتَّة عَشَرَ : الْأَوَّل : صَفِيّ الْمَغْنَم . الثَّانِي : الِاسْتِبْدَاد بِخُمُسِ الْخُمُس أَوْ الْخُمُس . الثَّالِث : الْوِصَال . الرَّابِع : الزِّيَادَة عَلَى أَرْبَع نِسْوَة . الْخَامِس : النِّكَاح بِلَفْظِ الْهِبَة . السَّادِس : النِّكَاح بِغَيْرِ وَلِيّ . السَّابِع : النِّكَاح بِغَيْرِ صَدَاق . الثَّامِن : نِكَاحه فِي حَالَة الْإِحْرَام . التَّاسِع : سُقُوط الْقَسْم بَيْن الْأَزْوَاج عَنْهُ , وَسَيَأْتِي . الْعَاشِر : إِذَا وَقَعَ بَصَره عَلَى اِمْرَأَة وَجَبَ عَلَى زَوْجهَا طَلَاقهَا , وَحَلَّ لَهُ نِكَاحهَا......( تفسير القرطبي لسورة الأحزاب 50)

الرد: الذي يحلل للرسول ويحرم عليه هو الله عز وجل الذي لم يرد في قرآنه الكريم أن المرأة التي يقع بصر النبي عليها وجب على زوجها طلاقها ليتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم. ويقول التفسير ليثبت نظرته الخاطئة:

"قال أبن العربي: هكذا قال إمام الحرمين، وقد مضى ما للعلماء في قصة زيد من هذا المعنى."

فهذا الفهم الخاطيء استنبطه من الفهم الخاطيء للآيات التي عالجت موضوع زيد بن حارثة وقد تعرضنا لها بالشرح والبيان.

هذا وبالله التوفيق والسلام عليكم
ورحمة الله وبركاته