حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: الليبرالية ....بين السماء و الأرض . (/showthread.php?tid=23280) |
الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - فرعون مصر - 06-28-2006 العزيز بهجت:redrose: اقتباس: لن تجد على سبيل المثال أي تركيز على إقتصاديات السوق فلست أراها جوهرا ليبراليا في مجتمع ما زال فقيرا في حاجة للرعاية اعتقد بالاضافة الى ما ذكرت عن الليبرالية انها تركز وبشدة على أقصى حرية اقتصادية وعلى حرية حركة السوق بل ان الحرية الشخصية والحرية الاقتصادية هما دعائم الفكر اليبرالى حتى ان هناك من يدعو من المفكرين الليبراليين إلى الالغاء الكامل للضرائب التى يرى الليبراليون انها تصرف على الكسالى وتشجع على زيادة الفقر. ربما لا نتفق مع هذا الطرح أو ذاك الا أن الليبرالية كفكر متحرك تسمح لنا دائما بحدود أوسع للحركة والقبول والرفض فكما تفضلت فهى ليست ايديولوجية ثابتة جامدة تحصرنا فى قوالب ،فنحن فى سعينا نحو التحديث والرفاهية وسعادة الانسان والتطور من المفترض ان ننتقى ما يحقق فى النهاية ما نرى انة يدعم هذة المبادئ والاهداف فكل شئ قابل للنقاش والتطور والتغير بما يحقق الاهداف والمرامى التى نسعى اليها وبما يصب فى مصلحة الانسان وتطور وتنمية المجتمع فالانسان والحضارة هما الهدف. ودمت بكل خير الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - بهجت - 06-28-2006 إن الطيور التي نطلقها الآن سوف تظل تدور و تعبر سماوات عدة حتى بعد أن نمضي ،و لكنها في النهاية ستهبط على أبعد أحلامنا المستحيلة .بهجت . حسان المعري .(f) اقتباس: حسان المعري كتب/كتبت دعنا نعيد طرح السؤال ليكون كيف تقيم نتائج التجربة الديمقراطية في العراق ؟، فلا يوجد ليبرالية في العراق كي نتحدث عنها سواء في الماضي أو الآن . هذه القضية كانت مجالا للحوار بيني و بين نخبة من الزملاء في هذا النادي و في أكثر من شريط خاصة شريط طرحته بعنوان ( مستقبل الليبرالية في العالم العربي) [URL= هنـــــــــــــــــا]http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...ــــــــا[/URL][/url] إن الليبرالية السياسية ( الديمقراطية ) لن تكون فعالة دون أن تمارس في سياقها الطبيعي كتتويج لليبرالية الثقافية التي يجب أن تتأصل في الجماهير أولا ، إن الانتخابات الحرة في الدول الاستبدادية ستأتي بقوى شعبية جديدة إلى السلطة ، هذه القوى الجديدة يجب أن تكون أكثر تطورا و كفاءة من السلطات التقليدية الحاكمة ، هذا ما حدث بالفعل في أوروبا الشرقية عندما تكونت تجمعات ليبرالية نشطة داخل هياكل المجتمع المدني كالجامعات و النقابات و الجمعيات بل داخل الأحزاب الشيوعية أحيانا . تلك القوى الليبرالية الشعبية تسلمت السلطة خلال الانتخابات و أسست مجتمعات حرة جديدة . في المقابل سيكون الأمر كارثة لو لم تكن هناك مثل تلك التجمعات الليبرالية ، كما هو الحال في أكثر المجتمعات العربية ، فالقوى البديلة غالبا هي قوى أصولية أو ديماجوجية متطرفة أو منعزلة ،وهي غالبا أيضا تفتقد لمراحل التهذيب و التأقلم التي مرت بها السلطات القائمة في تعاملها مع المجتمع الدولي ( حماس بديلا لفتح كمثال ) !. كي لا يكون الأمر مجرد نسخة جديدة من المساجلات الطائفية و كي نقيم الإنتخابات العراقية بشكل موضوعي علينا أن ننظر إليها في سياقها الإقليمي .. لدينا الآن تجارب انتخابية في أكثر من مجتمع عربي يمكننا أن نقيمها و نخرج بالدروس .. انتخابات الجزائر التي ألغاها العسكر و انتخابات مصر و العراق و فلسطين الأخيرة . إن شعوبنا العربية تمارس حقوقها السياسية كالقاصرين ، وكلما كانت الانتخابات أكثر شفافية كانت النتائج أكثر سوءا ،و كلما تعالت الشكوى من نتائج تلك الانتخابات !. نعم نتائج الانتخابات العربية الحرة كانت غالبا كارثية ، فالجزائريون انتخبوا جبهة الإنقاذ الإسلامية بأغلبية ساحقة ،و عندما ألغى العسكر نتائج الانتخابات انفجر الإرهاب الإسلامي الأصولي ، و من المدهش أن الجزائريين أنفسهم و بأغلبية ساحقة أيضا انتخبوا بعد ذلك العلمانيين سواء لمنصب الرئاسة ( الأمين زروال ثم عبد العزيز بوتفليقة ) أو للمجلس النيابي!. نفس هذا التناقض مارسه الفلسطينيون و بشكل أكثر غرابة فهم ينتخبون مهندس أوسلو رئيسا و بأغلبية 65 % و بعد عام واحد ينتخبون و بنسبة مناظرة من يرفضون أوسلو بل و العملية السلمية كلها ، هم إذا يفوضون وفي انتخابات نزيهة و شفافة لا غبار عليها دعاة السلام و أعدائه في نفس الوقت ، ثم يطالبون العالم بقبول خيارهم بدون تردد دون أن يعرف أحد ما هو خيارهم بالضبط .. السلام تحت قيادة الرئيس أو الحرب تحت قيادة الحكومة . المصريون أيضا يشاركون في الكوميديا الديمقراطية العبثية فينتخبون مبارك بأغلبية ساحقة تصل إلى 90 % ،و لكنهم وبعد شهرين فقط ينتخبون 70 % من مرشحي الإخوان في الدوائر التي ترشحوا فيها ، وفي الحالتين لا يذهب سوى 25 % ممن لهم حق الانتخاب لممارسة واجبهم الإنتخابي . أما عن العراق فقد شهدت أول انتخابات ديمقراطية شاملة بعد انهيار الدكتاتورية ، جاءت الانتخابات ناجحة وشفافة لا يدانيها عربيا سوى انتخابات السلطة الفلسطينية ، وكانت النتيجة هي أغلبية ساحقة للأصوليين الشيعة و أعدائهم السنة الأصوليين ، بينما فقدت القائمة العلمانية اليتيمة معظم الأصوات التي حازتها العام الماضي ، كي تكتمل المهزلة فإن الناجحين ممثلي الشعب لم يحرزوا هذه الصفة التمثيلية نتيجة برامج سياسية بل نتيجة مباركة المرجعيات الدينية الشيعية و السنية ، تلك المرجعيات الدينية التي فقدت اتصالها بالعالم منذ 1200 عام ،و النتيجة أن العراق اليوم أبعد عن الليبرالية من أي فترة في تاريخه الحديث . ألا تشير تلك الانتخابات – باستثناء الجزائر - إذا وضعناها في سياقها السياسي إلى فشل مشروع بوش لنشر الديمقراطية في الشرق العربي ( الفوضى الخلاقة ) ، هذا المشروع الذي تبناه بوش و فرضه فرضا على العراق و مصر و الفلسطينيين معتقدا أنه بذلك سيقضي على الإرهاب الأصولي فعمقه و دعمه ، وبدلا أن يتحمل مسئوليته كمخطط استراتيجي فاشل و كارثي راح يشكو من النتائج و يعاقب الضحايا !. إن مجتمعاتنا لم تترك أبدا الدولة الدينية على الأقل ثقافيا ، لهذا فما نراه ليس انتصار الدولة الدينية بل فشل العرب في أن يتطورا بالديمقراطية بدلا أن ينتكسوا بها . و السؤال الذي يجب طرحه هو لماذا فشل العرب و لم يتحضروا منفردين في ذلك عن شعوب العالم أجمع ؟. إذا فشل الطالب الخامل في الإجابة على أسئلة الامتحان لا يعني هذا أن المقرر كان سيئا أو أن الامتحان كان ظالما ،و لكنه يعني أن علينا أن نحسن إعداد هذا الطالب قبل أن يذهب إلى الامتحان . لو سألت الفرنسي منذ 250 سنة هل تفضل المسيحية أم الديمقراطية لأجابك المسيحية ، لأنه لم يكن يدري وقتها أن هناك خطأ منطقيا في السؤال ، فالأديان ليست سياسات ولا مذاهب اقتصادية ، هذا السؤال الغبي هو ما نفعله تماما . نحن نعيش حالة عقلية متخلفة بحوالي 200-300 سنة عن عصرنا الحالي ، فنحن نطرح الدين كسياسة أمام شعوب تضربها الأمية و الفقر و الأمراض و الطغيان ، فهل تتوقع أن تحسن الاختيار بل حتى أن تعرف ماذا تفعل ؟. المشكلة ليست عيوبا في المذاهب السياسية و الاقتصادية و لكنها في العقول التي لا تميز بين حلقات الذكر و الأحزاب السياسية ، و في الأنظمة التي تسمح بوضع اسم الله في تذاكر الانتخاب كما لو كان مرشحا للرئاسة ، وهذا ما فعلوه تماما في العراق و فلسطين و مصر . على المثقفين التنويرين أن يعيدوا طرح قضايانا بعقل واقعي جديد ،و أن نعيد ترتيب الأسبقيات و نقييم جدوى الديمقراطية الغربية في ظروف الشعوب العربية الحالية ، حيث الفقر و الجهل و الإحباط يضرب المجتمعات العربية بعنف . إن الليبرالية هي ثقافة أولا ثم سياسة ، علينا أن ندقق في أهدافنا قبل أن تجرفنا الشعارات ، وعلينا أن نتذكر ان التنوير و الحداثة كانا أسبق من تشكيل الأحزاب و تفعيل آليات الانتخاب .إننا في حاجة حقيقية إلى تحديث المجتمع و تطويره و ربطه بالتقدم العالمي ، في حاجة لجعل مجتمعاتنا جزءا من صحة العالم و ليس من مرضه ، لا نريد أن نبقى إلى الأبد جزءا من مشكلة الشرق الأوسط و تخلف المسلمين و إرهاب الأصوليين . هل نحن بالفعل في حاجة الآن للديمقراطية الشكلية كمطلب أساسي ، بل هل يمكن أن نمارس الديمقراطية بوضعنا الحالي ؟. ألا نحتاج أولا لنشر قيم التنوير و الحداثة ، ألا نحتاج للثقافة الليبرالية و تعميق الإحساس بالحرية ، ألا نحتاج إلى تكثيف الجهود في القضاء على الأمية و تحسين نوعية التعليم ومضمونه ، ألسنا في حاجة إلى إعادة تنظيم حياتنا السياسية على أسس جديدة ، ألا نحتاج إلى حسم قضية فصل الدين عن الممارسات السياسية ،و تجريم التوظيف المغرض للعقائد الدينية من أجل إحراز أهدافا سياسية و اقتصادية ، ألا نحتاج إلى إعادة بناء الوحدة الوطنية و تجريم الطائفية ، إلا نحتاج أولا إلى إعلاء قيم المواطنة و مشاعر الوطنية ، ألا نحتاج أولا إلى تربية أولادنا على أن الدين لله و الوطن للمواطن ،و أن الوحدة الوطنية و التنوير و الحداثة هي الحل ؟. . الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - بهجت - 06-30-2006 [SIZE=4]إن الليبرالية التي حررت الإنسان و وهبته الرفاهية و التقدم و السعادة أعطته في الوقت ذاته حافزا قويا للدفاع عن حضارته ضد أعدائه الشموليين عزيزي فرعون مصر .:97: يسعدني دائما مشاركتك و إهتمامك . أتفق معك بلا تحفظ أن الليبرالية ارتبطت في البداية بمفهوم السوق الحرة ، و نظرية ( دعه يمر ) ، و تقليل تدخل الدولة في المجال الاقتصادي ، و بالتالي ترسيخ الاعتقاد في أن الليبرالية هي التعبير الأيديولوجي عن الرأسمالية الغير مقيدة ،و لكن هذا المفهوم انقلب لاحقا في القرن 19 مع ظهور ( الليبرالية الجديدة ) ، بأفكارها حول الإصلاح الاجتماعي و التشريعات الخاصة بالرفاهية ، و كلا المدرستين الفكريتين مازالتا موجودتين في الجدل الحضاري المعاصر ، فهناك من يتبنى المفهوم القديم للاقتصاد الكلاسيكي الحر ،و هناك من يتبنى الاقتصاد المختلط و دولة الرفاهية ، و بالرغم من اختلاف المدرستين اقتصاديا فهما متفقتان حول قضايا الليبرالية الثقافية في تدعيم الحريات الفردية في مواجهة قهر الدولة و المجتمع و قيادة المطالب بحكومة دستورية ، و ترسيخ حقوق الإنسان ، هذا الخلاف أدى إلى ظهور تعبير جديد هو الليبرتاري libertarian ، و حتى عام 1870 كان الليبرالي liberal و الليبرتاري يعني نفس الشيء ، فكلاهما كان محبذا للفردية و لا يثق في سلطة الدولة ، ومؤيدا للسوق الحرة ،ومعارضا للامتيازات الإقطاعية ، و لكن حدثت المفارقة بينهما اعتبارا من ذلك العام ، فمع ظهور التجمعات السكانية الكبيرة ، أصبح من الضروري في وجهة نظر الليبراليين أن توضع بعض التنظيمات الضرورية لتوجيه المجتمع ، ينما كان الليبرتاريون يرون أن أي تنظيم للمجتمع يولد المزيد من الأخطاء ، أما في الجانب الاقتصادي فيرى الليبراليون أن الحرية المطلقة للسوق تؤدي إلى الاستغلال المنتظم ، و لهذا من الضرروي فرض بعض التنظيم الضروري ، بينما يرى الليبرتاريون ترك السوق وفقا لقانون العرض و الطلب ، و هكذا تضافرت جهود المحافظين المحبذين لنظرية السوق الحرة الرأسمالية مع الليبرتاريين في المجال الاقتصادي بينما ظلا متباعدين في المجال الاجتماعي . و اسلم لمودة خالصة . ............................................ الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - بهجت - 06-30-2006 [SIZE=4] رغم أن الآراء تتباين في ماهية الليبرالية و أبعادها الإفتصادية و جدواها إلا أن هناك اتفاق على اعتبارها فلسفة سياسية ذات أبعاد إنسانية بالأساس، و بالرغم أن البعض ظل يعتقد أن الليبرالية بانسانيتها الواضحة هي مذهب يدعم الضعف و ضد الذكورة و الشهامة العربية الشهيرة في العالم كله ! ، دعونا نرى أن المجتمعات التي تتبنى الأفكار الليبرالية هي التي خرجت منتصرة في ثلاث حروب عالمية متتالية في القرن العشرين و كلها ضد شموليات ذكورية تتشابه مع الفاشية الإسلامية في التعصب و المذهبية و التخلف المعرفي ، نعم رغم ان القرن الماضي هو أكثر حقب التاريخ عنفا و تعصبا ، فهو أيضا الذي شهد تتويج الفكر الليبرالي الهيوماني ( الإنساني ) ليكون أهم و أقوى الأيديولوجيات التي تؤثر على الفكر الإنساني في تاريخه كله ، بل هناك من يراه تتويجا لبحث الإنسان عن ذاته، إن الليبرالية التي حررت الإنسان و وهبته الرفاهية و التقدم و السعادة أعطته في الوقت ذاته حافزا قويا للدفاع عن حضارته ضد أعدائه الشموليين !. . الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - بهجت - 06-30-2006 اقتباس:هل حدث أن رأيت قاربا جانحا في الطين ؟ تلك هي حال الجيل كله ، ذلك الجيل الملتصق بطين العقل، ولا أحد يحزن عليه ،ولن تجد فيه إلا غرورا ورضا ينبعان دائما من خطايا العقل " كيركجارد .الزملاء . تحية . من يتابع الكتاب العرب في الدوريات التي تمولها الحكومات العربية الشمولية أو الأصولية الوهابية دون فهم حقيقي لطبيعة الجدل الغربي و مفاتيحه سوف يسقط في تخبط كامل ، فهو من جانب يجد كتابات هامة تتحدث عن تفوق النموذج الديمقراطي الغربي الذي يستلهم القيم الأساسية للثقافة الهيومانية و الحريات الليبرالية ،و لكنه سيجد أيضا نقدا حادا لليبرالية الأمريكية و اتهامات تكال لها ليس أقلها الإفلاس و الفشل ، و سرعان ما يغرق كتابنا الكبار في ترجمة تلك الدراسات و المقالات و نقلها إلى العربية في تملق واضح للإسلاميين الأصوليين ،وهي غالبا لصالح المؤسسات الإعلامية الخليجية أو الممولة من سعوديين ، ومنها على سبيل المثال مقال د/ أحمد أبو زيد في مجلة العربي الكويتية عدد أغسطس 2005 ، و الذي كان على الأقل صادقا و أشار إلى مصدره فيها و هي نشرة أصدرها معهد لوكرسميث من تحرير إيمي ستورجيس بعنوان ( قيام و تدهور ثم بزوغ الليبرالية الكلاسيكية من جديد ) ، هذه الكتابات تهدف إلى إعطاء انطباع خاطئ للغاية بل لا عقلاني ، فلو كانت الليبرالية قد انهزمت في الغرب فمن الذي انتصر ؟، هل الفاشية أو النازية أو الشيوعية أو الأصولية الوهابية – الإخوانية أو محاكم التفتيش الكاثوليكية ؟، القضية أبسط و أوضح كثيرا ، فقيم الحداثة التي نتعارف على كونها ليبرالية و التي نحاول التبشير بها بديلا عن الأصولية الإسلامية أصبحت اليوم ثوابتا بين كل الإتجاهات السياسية في العالم المتقدم بما في ذلك اتجاهات كانت معادية لليبرالية تاريخيا مثل الأحزاب الشيوعية ، حتى في المجتمعات ذات الميول الأصولية مثل الهند و تركيا فإن أنظمة الحكم أصبحت علمانية بشكل نهائي لا لبس فيه ، إن انتصار القيم الليبرالية و على رأسها درتها الغالية (العلمانية) هو انتصار نهائي و حاسم و يشكل المعلم الأساسي في عالم اليوم ، و النتيجة أن استخدام وصف الليبرالية أخذ في الإنحسار ليطلق على الجزء من التيار الليبرالي الذي ينفرد بالساحة بلا منافس ، وفي الولايات المتحدة تحديدا يطلق صفة الليبرالي على مجموعة محددة من السياسات ، و لكن ذلك لا يعني ان التيارات الأخرى ليست علمانية او إنسانية أو تنتمي للقيم الليبرالية الأساسية ، توصيف الليبرالية الأمريكية يطلق حاليا على السياسات التي تحبذ تدخل الدولة و تأمين حقوق الأقليات وتطالب بعدالة توزيع الثروة و زيادة الإنفاق العام و رفع فائدة البنوك و الموافقة على الإجهاض و الزواج المثلي و حماية البيئة و رفض حكم الإعدام و رفض الحروب بما في ذلك استخدام القوة لحماية المصالح الأمريكية ، في مجتمعات غربية أخرى فالليبرالية تعني العكس تماما فهي بالأساس إطلاق قوانين السوق بلا قيود او بالحد الأدنى منها و خفض الإنفاق الحكومي ... الخ ، أما في دولة كاليابان فالليبراليون ينظر إليهم كوطنيين متشددين يحبذون عودة العسكرية اليابانية !، هذه الخلقية ضرورية لمن يتابع الجدل الغربي حتى لا يسقط في أوهام انتصار الأصوليات و الآلهة الميتافيزيقية و انهزام الحرية و العدالة و حقوق الإنسان كما يأمل حكامنا الأميون و فقهاؤنا المعادون للبشرية .و في ضوء تلك المقدمة أعرض كتابا هاما عن الليبرالية الأمريكية . الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - هاله - 06-30-2006 استاذ بهجت تحية و سلمت الايادي على هذا الجهد المعتبر .. و لدي كم نقطة ان أمكن: ألا تلاحظ أن الليبرالية نشأت في دول مستقلة و ذات اقتصاد منتج و على أيدي قوى أجتماعية اقتصادية لا يمكن لمصالحها أن تأخذ ابعادها الا في هكذا مناخ ؟ أين نحن من ذاك الوضع أولا و ثانيا ألا نكون عندما نرى أن الليبرالية هي الملجأ و المنقذ كمن يتسوق أفكارا أو يستوردها مرة أخرى .. أفكار لن تجد ساقين تقف بهما على أرض الواقع؟ ألا يشبه ذلك غزلنا المحموم في الديمقراطية و أغلبية شعوبنا غير معنية بها و لا معني الا قلة المثقفين ؟ فأين القوة الاجتماعية التي ستحمل المشروع الى النور؟ و ثالثا ألا تلاحظ أن العقل العربي مشطور و شيزوفريني ما بين السلفية و الحداثة و لم تأت ظاهرة تحجب الفنانات من لاشئ و كذلك ارتفاع يافطة "يد الله فوق ايديهم" فوق مقر الحزب الشيوعي العراقي و عودة خريجي الغرب الى التدين و مطالبة المسلمين في كندا بمحاكم و قانون اسلامي ... الخ . أعني أنه حتى ليبراليتنا ستكون مبرقشة و مشوهة ما دامت تأتي خلال عملية "تبني" و ليس نتاجا لواقع موضوعي داخلي أو وطني. و بالتالي فان الأولوية لا بد أن تكون لمهمة تغيير هذا الواقع و هو السابق و الرحم المولد للجديد من الافكار و النظريات.. نحتاج رحما ولودا لا عاقرا .. رحما ينتج ما نأكل و نلبس و نحتاج من أساسيات على الاقل و بعده تتوالى الحاجات من مادية و فكريا في تربتها. و بناء عليه ألا تكون ديكتاتورية وطنية أكثر ضرورة لنا من ليبرالية و ألا يكون وجود سوق وطنية هو السابق على مطلب حرية السوق ؟ مجرد تساؤلات و طابت أوقاتك بكل جمال الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - نسمه عطرة - 06-30-2006 ألا تلاحظ أن العقل العربي مشطور و شيزوفريني ما بين السلفية و الحداثة و لم تأت ظاهرة تحجب الفنانات من لاشئ و كذلك ارتفاع يافطة "يد الله فوق ايديهم" فوق مقر الحزب الشيوعي العراقي و عودة خريجي الغرب الى التدين و مطالبة المسلمين في كندا بمحاكم و قانون اسلامي .. ......................... يا هالوووو ما ذكرتيه هو ما أردده أن من هاجر وبالذات في العقدين الاخيرين حملو ا كل ما ورثوه سواء جيد او تافه مع حاجاتهم في شنطة الهجرة ولقد ذكرت هذا التعبير قبل فترة الى الزميل حسام راغب الاقتصاد ثم الاقتصاد هو ألف باء الاستقلال ثم التطور ... كل ما ذكرتيه أوافقك عليه بل هو ما يدور في خلدي فشكرا على نقل أفكاري ... ولك ولبهجت ولكل المشاركين تحية عطرة :97: الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - محارب النور - 06-30-2006 في كتاب الانسان الاخير ..المؤلف فوكوياما ..ذكر مثل رائع ..عن ترابط القوي بين الاقتصاد واليبرالية ..تكلم عن وزير الاقتصاد في عصر فرنكو ..الذي فكر في تصنيع البلد ..انشاء المصانع ..وتحفيز القرويين على الهجرة الى المدن ..وبشكل تلقائي مع تحلق العمال الجدد حول المصانع ..وقلة الولادت ..والجيل الجديد الذي يعيش في بيئة نظيفة ودرس دراسة جامعية راقية ..وانشاء النقابات ..وهذة الاشياء تأتي بشكل تلقائي مع التصنع والعيش في جو مفعم بالافكار والحوار ..طبيعي يدخل البلد الى عصر الحداثة ..وقفزت اسبانيا من دولة شبة بدائية الى عملاق مجمل صادرتة يوازي انتاج كل الوطن العربي .. ولكن في نفس الكتاب يتكلم عن الاعتقاد الذي يرجع الناس الى الوراء ..مثل كميات الذهب المهولة الغير مستعملة في الهند ..وسبب هو الاعتقاد الهندوسي يتقديس هذا المعدن ..يحرم البلد من رقم فلكي من الدولارات ..كذلك الابقار التي تتبختر في شوارع . يعني عوامل التخلف هي كثيرة ..الاعتقاد ..الاديان السائدة ..ومن الممكن ان يكون الدين ايضا عامل للتطوير ..مثل البروتستانتية ..خاصة في فكرة الخلاص عن طريق العمل فقط العمل ..وفي نفس الهند نجد طائفة متفوقة وهم "السيخ" لايمانهم ان العمل شي مقدس ..خاصة العمل المشرف ..ان تكون مالك ارض ..او صاحب مهنة رفيعة في الجيش .. الاعتقاد دفع طائفة تشكل 2 بالمائة من الشعب الهندي ان تكون ذات نفوذ هائل واقتصاد قوي جدا. المهم غير ما في العقول تحصل على شي جيد . محارب النور (f) الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - حسان المعري - 07-01-2006 لم أنس ردك يا بهجت ولم أهمله ، بل قرأته باهتمام بالغ بالاضافة إلى بقية الدراسة التي أشكرك فعلا على بسطها لنا (f) لي عودة مفصلة ان سمح لي الوقت لمناقشة اجابتك على سؤالي ، وأرجو أن أتمكن من ذلك قريبا .. احترامي (f) الليبرالية ....بين السماء و الأرض . - بهجت - 07-01-2006 الزميلة المحترمة هاله . مرحبا بك .. سيدتي .(f) ما تطرحينه من تحفظات على فرص الليبرالية في العالم العربي هو بالتحديد ما دفعني لطرح شريط مستقل كدراسة حالة عن الليبرالية في العالم العربي بعنوان ( مستقبل الليبرالية في العالم العربي) ، من أجلك و الزملاء المهتمين بهذا الموضوع قمت بتنشيط ذلك الشريط كي يكون متاحا ، سيسعدني أن تراجعيه أولا ولو بشكل سريع ثم استمع لتعليقك بعد ذلك ، أقترح عليك ذلك الشريط ليس فقط للجهد المبذول فيه من جهتي بل بالأساس للجهد الكبير الذي بذله زميلي وليد و مجموعة من المشاركين الجادين في النادي ، ولو لم يتوفر لديك الوقت فأرجوا مراجعة المداخلة رقم (44 ) من ذلك الشريط فهي تلخص وجهة نظري في هذه القضية دون أن تغطي كامل الموضوع بالطبع . نعم نشأت الليبرالية في الغرب كتتويج لعملية استنارة و بعث تاريخية ، و لكنها نمت بعد ذلك وفقا لقانونها الخاص و صارت إرثا إنسانيا مشتركا مثل العلم و الحرية و العدالة ، إنني لا أتحدث عن مذهب سياسي ضيق و لكن عن ثقافة .. فالليبرالية قد تعني شيئا شبيها بالإشتراكية للأمريكي و لكنها للعربي تعني حزمة القيم و المبادئ المؤسسة للحداثة ، عندما ننتقد استنساخ الجدل الغربي لا نطالب بعزله و لكن بفهم عميق للقيم التنويرية العالمية و تبنيها بل و تمثلها داخل أبنيتنا المنطقية بديلا عن الفكر الخرافي و المغيبات ، إننا على سبيل المثال نأمل الولوج إلى عالم الحداثة فلم التحاور عن قيم ما بعد الحداثة؟ ، هذا كل ما هناك . إن تبني القيم الليبرالية الأساسبة لم تعد اختيارا ترفيهيا بل هي استحقاق وشرط مبدئي للتقدم بل حتى لمجرد البقاء ، حسنا من يرفض هذا المنطق عليه أن يخبرنا ما هو البديل المتاح لديه غير غزوات بدر التي تتحول دائما إلى أحد ، ليس أمامنا سوى الفكر الأصولي أو الحداثة فلا بديل آخر . هذا يقودني إلى التوقف عند الطرح الأصولي لقضية الليبرالية و محاولات تضليلية لخلط المواقف السياسية لبعض الأجنحة الليبرالية بقيم الحداثة ، سوف أقرر ( من الآخر ) على رأي المصريين أن الأصوليات الشيعية و السنية -و ليس العلمانيين - كانت دائما تفتقد الحد الأدنى لقيم الوطنية و كانت دائما خلف جذب التدخلات الغربية و الأمريكية خاصة إلى المنطقة ، بالله من تحالف مع الغرب و أمريكا ضد التجربة الناصرية القومية و الوحدة العربية ، من تحالف مع أمريكا ضد الشيوعية و عمل وفقا لأجندتها الخاصة ، من يشكل الحكومة في العراق الليبراليون أم الأصوليون ؟ ، من قدم للأمريكيين القواعد و الدعم و الإغراء إدوارد سعيد الليبرالي أم قادة الإسلام و خدام الأماكن المقدسة ؟!. تحياتي . الزميلة المحترمة نسمه (f) شكرا للمرور الغالي . محارب .(f) اقتباس:في كتاب الانسان الاخير ..المؤلف فوكوياما ..ذكر مثل رائع ..عن ترابط القوي بين الاقتصاد واليبرالية.هذا بالتحديد يا أخي المبدع هو جوهر الشريط الذي أشرت اليه عن مستقبل الليبرالية . حسان المعري (f) يسعدني ان أسمع تعليقك ، فلم تكن الحقيقة أبدا وليدة اتفاق بل هي الإبنة الحصرية للخلاف الموضوعي . |