نادي الفكر العربي
متفرقات شاعرية ... - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: متفرقات شاعرية ... (/showthread.php?tid=25909)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8


متفرقات شاعرية ... - ابن سوريا - 08-16-2005

[CENTER]بعد غياب

إني أتصحرُ من عطشي
تكويني ألسنةُ اللهبِ
عدتُ إليكِ بعد غياب
جودي علي بخمركِ .. جودي
اروي لي عطشي وارتحلي

وفرحتِ طويلاً برجوعي
وأضأتِ بيديك شموعي
فابتعدي

أنا أضحيتُ سراباً
رجلاً عادياً
فانسحبي

لا تختاري عبورَ النارِ
فرّي قبل أن يرميكِ
الموجُ بعيداً
في لُجِّ البحرِ


لكنك لن تسمعينَ
ستحترق أجنحك
بناري
وستبكين كثيراً ..
وستقولينَ :
ليتكَ في الحلمِ
بقيتَ تعيشُ كبيراً

وسأسخرُ من موتكِ علناً
وسأشربُ نخباً في دفنكِ

فأنا يا سيدتي ملاكٌ
طُردَ حديثاً من جنته



مرسيليا - تموز 1994






متفرقات شاعرية ... - ابن سوريا - 08-16-2005

[CENTER] - إعلان حب -

في كلِّ يومٍ يشتدُّ لون الليلِ خبثاً
يسانده العبث
ويعلو صهيلُ الدماءِ بوجدي
ويعلو السؤالُ الجريح
ويدوي على مسمعي
قوياً .. عتياً
يلازمني الأرق
والدمع يسطع في مقلتيَّ
أراني كسيحاً ككل البشر
وزهرة عشقٍ تنادي فؤادي
قبل الذبول الأخير
مازال في الأرض نارٌ
حريقٌ .. رصاصٌ .. شرر
أما أنا، فأنا هنا
أعلن الحبَّ
شهياً مثل عينيكِ

-----------

سألومُ نفسي
وألوم حبِّي
وألوم حتى انتصارَ السفر
لكنني قتيلُ البراءةِ
وعينيكِ

------------

أعلنُ الآن فيَّ حبَّ الغجر
تعالي نسافرُ نحو البداية
واعشقيني كما أنا
أو فاتركيني هنا
أنامُ وأحلمُ
بعينيكِ




متفرقات شاعرية ... - ابن سوريا - 08-17-2005

[CENTER]خواطر

في ظل هذا العالم الحالك الظلام، تبدين ومضة ضوءٍ بانت حيناً واختفت، ذلك الحين الذي ملأني حباً وروعةً وسعادةً وذكريات.
كل ذاكرتي تشعُّ من ذلك "الحين"، تتلخصُ في لحظةِ حبٍّ عشناها.

[CENTER]------------------[/CENTER]

أتتني تحمل قلبها بين يديها، وقالت لي: أقدم لكَ هديةً؛ قلبي، فعدني أن ستحافظُ عليه.
ووعدتها آنذاك آخذاً منها الهدية، فأخذتني النشوةُ والسعادةُ، وطرتُ أحلقُ في سمائها، هائماً غيرَ آبهٍ بالنسور.
وبما أنني كثيرُ النسيان والإهمالِ، فلقد ضيعتُ الهديةَ، سرقها مني لصُّ قلوبٍ؛ أحدُ النسور التي تطير في السماء منتظرةً فريستها بشهوةٍ لتنقضَّ عليها، فتعتدي على عصفورٍ مسكينٍ كان يطيرُ محلقاً بأحلامهِ معتقداً بأن السماء ملكهُ وأن كلَّ من فيها صديقهُ، طيرٌ صغيرٌ لا يملكُ إلا أحلاماً وردية وعشقاً صافياً وحباً لكلِّ شيء، ولكنه بعد أن سُرقت أحلامهُ منهُ وقُصت جناحاه لم يعد يطير.

[CENTER]------------------[/CENTER]

كان دائماً يقولُ لي: قصي هذا الشعرَ قبل أن يقصونه لكِ.
كنتُ أبتسمُ وأعاتبهُ بهدوءٍ قائلةً : هذا الشعر لن يقصّه إلا الذي خلقهُ.
وكنت أستغربُ كثيراً جملته تلك التي كان يرددها على الدوام.
ولكني اليوم فهمت ما كان يقصد، وعرفت أنه كان على حقٍّ، فها أنا اليوم؛ شعري الطويل قد أصبح ذكرى حبيبي الذي أحبني به وأحبه بي.

[CENTER]------------------[/CENTER]

في لحظةٍ واحدةٍ .. تحولَ كلُّ شيءٍ إلى سراب، وفي لحظةٍ واحدةٍ أيضاً عادَ الحلمُ يداعبُ آفاقَ الخيالِ فيصبغ حياتي حركةً وجمالاً من جديد.
وبين هاتين اللحظتين ضاعَ عمرٌ لم يُسجل في الذاكرة، كنت فيه أحيا في العدم.

[CENTER]------------------[/CENTER]

أحتاجُ حبَّكِ؛ حبُّكِ بالنسبة لي هدفٌ استراتيجي، ومبدأٌ أيدولوجي وحاجةٌ ماسة وحيوية لتغذية شراييني بالدمِ اللازمِ لاستمرار الحياة في أعضاء هذا الجسم المادي.
فلا تطلبي مني مالا طاقةَ لي عليه، فأنا سأحاربُ من أجل استمرار حبِّكِ، لكي تستمرَ حياتي، ولن أرضى بمعاهداتِ سلام، ولا اتفاقياتِ هدنة، فالمسألة قضية حياةٍ أو موت.
وأنا لا أطلب الكثير، لا أطلبُ أن تستمري في حبِّي، أو أن تمديني بمساعداتٍ عاطفية، كلُّ ما أطلبه هو أن تدعيني أستمر في حبكِ.

[CENTER]------------------[/CENTER]

روعةُ حبِّكِ، هو أنه لا يتوقف عن مدي بالخيال المتدفقِ الخصب والكلمات المرسلةِ على الورق.

[CENTER]------------------[/CENTER]

لقد قررتُ ألا أنساكِ، فلِمَ أنسى أجملَ صفحةٍ في حياتي، والواحة الوحيدة في رمالِ هذه الصحراء.
لقد صليتُ كي أنساكِ، فكم كنتُ أحمقاً.
فكيفَ أصلي لتحطيمِ زورقِ نجاتي في بحر هذه الحياة،
لقطع الوتر الذي تعزفُ عليه كلماتي سحر الألفاظ المتناغمة،
لإطفاءِ الشمس التي تشرقُ كلَّ صباحٍ في سماء أحاسيسي الهائمة المتلونة بلونك؛ لون قوس قزح.

آهٍ كم كنت جاهلاً، وإني أحمد اللهَ أنه لم يكن راضياً عني ولم يستجب لصلاتيَّ البلهاء.





مرسيليا - 6-2-1994





متفرقات شاعرية ... - ابن سوريا - 08-18-2005

[CENTER]الحب الأول

يخطئ الكثيرون حين يقولون أن الحياةَ فرصٌ فإن لم تصطدها فإنك الخاسر الأكبر.

فهناك في الحياةِ فرصٌ، يُصبح عدم اقتناصها نعمةً، تصبحُ ذكرى فرصةٍ تغذي الخيال رغبةً في تكرارها. فتتحول إلى الأسطورة الأجمل والأسمى.

والحبُّ الضائع، ذكرى الحب الأول، آلامهُ وشجونه، عذوبته وتمرده، وخلجات أصحابه الملتاعة، يصبح الأصل والحدث الأهم، وكل ما بعده استجرارٌ له، أو رغبةٌ في تكرار، تخرجُ عن كونها حدثاً بذاته، بل تصير هوامشاً على صفحات الحبِّ الأول، الذي يحولها ببراعة إلى أجرامٍ تدور في فلكه.

والحبُّ الأول لا يكون أولاً إذا كان وحيداً، ولن يكون له معنى القدسية والسيطرة/الأسطورة لو لم يكن ضائعاً ...

وتمر أيامٌ وسنون بعده، فيصبح كلُّ ما عداه وهماً، ويصبحُ هو بذاته منفصلاً عن وقائعه.
مجرداً من بشريته وطبيعته.
يصبحُ أحاسيساً بحتة، ذكرى خالصةً لا تحمل حقيقة ولا منطقاً ويصبح الطرفُ الآخر غير مهماً لاستمرار الحب.
بل يصبح عدم وجوده وبعده شاحذاً لخيال الأسطورة، وأساساً من أسس استمرارها.

ويبقى أحلى فرصة ضائعة، لكنها حيّةً دوماً.
ترفض الاستكانةَ والخضوع، ترفض الموتَ.
تعيشُ مع كلِّ حبٍّ جديد، جديدةً بجدارة.


مرسيليا / أبريل 1994


متفرقات شاعرية ... - نزار عثمان - 08-18-2005



والحبُّ الأول لا يكون أولاً إذا كان وحيداً، ولن يكون له معنى القدسية والسيطرة/الأسطورة لو لم يكن ضائعاً ...

وتمر أيامٌ وسنون بعده، فيصبح كلُّ ما عداه وهماً، ويصبحُ هو بذاته منفصلاً عن وقائعه.
مجرداً من بشريته وطبيعته.
يصبحُ أحاسيساً بحتة، ذكرى خالصةً لا تحمل حقيقة ولا منطقاً ويصبح الطرفُ الآخر غير مهماً لاستمرار الحب.
بل يصبح عدم وجوده وبعده شاحذاً لخيال الأسطورة، وأساساً من أسس استمرارها.

ويبقى أحلى فرصة ضائعة، لكنها حيّةً دوماً.
ترفض الاستكانةَ والخضوع، ترفض الموتَ.
تعيشُ مع كلِّ حبٍّ جديد، جديدةً بجدارة.



يعجز البيان عن الوصف .. ولا يبقى في الجعبة من دلالة لتعبير سوى وردة خجلة أرفعها تقديرا لما قرأت ..

(f)


تحياتي صديقي






متفرقات شاعرية ... - ابن سوريا - 08-18-2005

غرموش

(f)(f)


متفرقات شاعرية ... - ابن سوريا - 08-18-2005

سيدةُ العشقِ والألم

أمشي .. في خطواتي ضبابُ الماضي
ألمُ الحاضرِ والحلمُ الوردي
الآتي في المستقبلْ

ترميني خطواتُ حنينٍ قاتلْ
في آهاتِ العشقِ
أترصَّعُ ألوناً غجريةْ
في لوحةِ فنانٍ فاشلْ
أنا بعضُ نهاياتِ الرمقِ
آخرُ ترجمةٍ للتعبِ

يا سيدةَ العالمْ ..
علمني غدركِ أن أرحلَ
وحدي ..
أن أُخفيَّ دمعيْ
أن أرجمَ غضبي

حبُّكِ لعنةُ هذا العالمْ
لونُ اليأسِ ووجهُ شتاءْ
علمني حبُّكِ سيدتي
أن أنسى كلَّ الأشياءْ
أن أنسى .. وإليكِ أهاجرْ




متفرقات شاعرية ... - ابن سوريا - 08-18-2005

هذه المحاولة الطويلة نسبياً (أطول ما كتبت)، مؤلفة في الأصل من سبعة أجزاء، ولكني أضعت الجزئين الرابع والسابع :(، لذلك سأضعها على خمسة أجزاء.

بمن أحتمي ...

- 1 -

في البال تبدين حلماً ..
أو حقيقةْ
القلبُ نبضٌ صارخٌ
في ارتعاشاتٍ رقيقةْ

أحتمي إذاً بانتمائي ..
أرددكِ جملاً عذبةً
في الصحو وفي منامي
أمزقُ تأشيرةَ السفرِ .. وأمضي


نمضي جميعاً في الخواءِ ..
نحكي حكايا للصغارِ
وللكبارِ

غيمةٌ أخرى ولا أُحسُّ ..
بأني قلبٌ نابضٌ وحسُّ ..
أتسولُ بعض الرجاءِ
يرتمي في الذاكرةِ صورٌ
عشقٌ قديمٌ ..
عشقٌ جديدٌ
تطاردني دموعٌ وألوانٌ
شاحبةٌ وعرسُ
وصديقةٌ ذهبتْ بلا وداعٍ
وعبارةٌ خرسى في القلبِ ترسو

أحتمي بالعشقِ ..
وأعرفُ مسبقاً أني أحتمي بالهباءْ
وأننا على فراقْ ..
وأنه قد قيلَ لي من يومها وأصدقُ
أنَّ دماءَ الذاكرة فيها تُراقْ
وأصدقُ الحبَّ ..
وأصدقُ ماءَها والإحتراقْ


- 2 -

وندافعُ عن كلِّ شيءٍ ينتهي
يتناثرُ التاريخُ فينا
بُقعاً وأشلاءً فنمضي
وندافعُ عن كلِّ شيءٍ يبتدي
صوتاً دوياً واحتراقْ

حلمٌ قديمٌ ينتهي
حلمٌ جديدٌ في انبثاقْ
وأنا لدفئكِ أرتمي
صوتاً جديداً شاعراً

هل ينبغي أن نعرفَ المنفى
في كلِّ يومٍ
كي نعشقَ منكِ المذاقْ
هل ينبغي أن نُصلبَ
نُكوى لهيبِ العشقِ
ألفَ مرة

نبحثُ عنكِ فينا
يُضاحكنا عبيرُ حلوةٍ نشوى
يُمزقنا الفراق
نداوي جرحاً بالجراحْ
ونُقاسم الخبزَ الجراد
ننسى لمن وكيفَ
يكون الاشتياقْ

قيدٌ يعذبني بليلٍ
قيدٌ يعذبني بصحوٍ
يُصاحبني لحظاتِ عشقي
يُعكرُ لوني
قيدٌ وقيدٌ ولا انعتاقْ

تطاردني الرؤى
وعواصمُ الحزنِ
وصرخاتُ الرفاقْ

تطاردني المعاني
والنقاشاتِ الطويلة
وضحكاتِ الألم
تُطاردني نظراتُ أمي
خوفٌ .. أمانٍ
وفي البدء كانَ الإنطلاقْ

تطاردني البداية
قبلاتُ عشقٍ قاتلٍ في مهجةٍ
وحكايا عبثٍ وانسياقْ

تطاردني النهاية
أملٌ وحبٌّ آخرٌ
ألمٌ وعشقٌ قاتلٌ
وكأنني كفراشةٍ
تهوى الضياءَ
وتنسى الإحتراقْ

- 3 -

أحتمي بأوهامي
أقولُ بأن الطريقَ إليكِ لا يحتوي الأشواكْ
أحتمي إن أردتِ بالأكاذيبِ
وأصدقُ ميلادي الجديد ..
أُنكر هشاشةَ التاريخِ
ثوراتِ الرعاعِ وانتفاضاتِ العبيدْ
ويعيشُ فكري في السراديبِ
وأحبُّه تاريخَنا أن يكونَ
كما أريدْ
لا تظهري هكذا ..
لا تلوثي حُزني النقيَّ ..
بزغرداتِ العندليبِ

أحتمي بالحزنِ إذاً ..
بجراحات الوريدْ


تقولينَ أن الطُهرَ عبثٌ
تقولينَ أنَّ ميلادي الجديدْ
من عيونكِ يبتدي
وبأنه نارٌ وأفراحٌ
حبٌ وأتـراحٌ
وعيدْ
وبأنه أمرٌ رهيبْ
حالاتُ عشقٍ
أيامُ حزنٍ
وانتصاراتٌ وأشواقٌ
وانكساراتٌ وحيرة
وانتكاساتٌ كثيرة
ومعاركُ وأغلالٌ وقيدْ

أحتمي بالهروبِ ..
ببقايا كربلاءْ
أبحث عنها كثيراً في داخلي
عن حسينَ يقول لي: امضِ
أبحثُ فلا أجد غيرَ الهباءْ

بمن أحتمي ..
لم يعدْ هذا زمانُ الاحتماءْ
لم أعدْ قادراً على الاختباءْ
عريتني أمامَ رقصاتِ الولادة
ولدتُ فيكِ من جديدْ
أنتظرك الآنَ في سككِ الحديدْ
سوفَ تأتينَ
ميعادُنا يومٌ قريبٌ أو بعيدْ
قلبي يتابعُ سيرَه نحوكِ
تائهٌ وشريدْ

أنسيتُ ربما في همسِنا
أن أهمسَ:
أحتمي بالعشقِ أنا
في كلِّ ميلادٍ سعيدْ

- 4 -

قولي وقولي مرةً أخرى
كلامكِ المجنونْ
فلقد قررتُ الرحيل
لكنهم يأتونَ يسكبونَ حقدهم
ويعرفونْ
لون سمرتي
وهمسَ رحلتي
لهاتيك العيونْ
يريدونَ دماً في الذاكرة
سلاماً أخرساً
وانبعاثاتِ الشجونْ

تروينَ لي قصصاً كثيرة
عن بساتينِ الورودِ
عن عالمٍ أحلى
عن حلوةٍ تهوى وتعشقُ في جنونْ

أروي لكِ امتعاضَ الشوكِ
تمتاتِ القبورِ
وروايةً عن يوسفَ
ومجازرَ في ميسلونْ

أعذري ذاكرتي ..
ومعاطفَ الخوفِ
وغيومَ طفلٍ جائعِ
وعواصفَ الطاعونْ

لست إليكِ أنتمي ..
فكيف إليكِ أرتمي
وهم يُشعلونْ
مني الذاكرة
يتوافدونَ .. يتدافعونْ

والمهرجانُ منتهٍ منذ البداية
والمجانينُ حضور
والمرايا حاضرة
لكي نتذكرَ العارَ
تفاهةَ الأدوارِ
واحتضار الزيزفونْ

بمن أحتمي ..
وانكسارُ الروحِ كان أسهلَ مما تصورتُ
ومما يتصورونْ

هل أحتمي بالعشقِ
وحبكُ جرحٌ مؤلمٌ
وانطراحاتٌ وقلبٌ في السجون

أحتمي بالشمسِ ساطعةً
تحملني في خيوطِ النور
نحوَ مدى بيتٍ ..
فانبثاق الروحِ آتٍ من هناك
هناكَ دربٌ لا يخونْ

- 5 -

في هذهِ الأرضِ .. أحتمي بالسماءْ
يعيدني الشوقُ نحو مدى ذاكرتي
أستنجدُ بكِ
بألونِ لوحاتي
برسمكِ في مخيلتي
برائحةِ الهواءْ

تحضرينَ مع كلِّ شيءٍ كروحي
يلازمني عشقكِ أرقاً ليلياً
تناجيني لحظاتُ حبِّكِ
صبحاً ومساءْ

تعديني بأشياءٍ كثيرة
أتذكرُ حين تحاكيني
مولدي في صباحاتِ بيروتَ
يعاتبني اللقاءْ

بين باريسَ وبيروتَ
ألفُ سنةٍ من غرامٍ
ألف صوتٍ من ركامٍ
سفرُ رحلةٍ وعناءْ

بيننا كلامٌ كثيرْ
غديرٌ يحاكي غديرْ
مواسمُ للضحكِ
وأخرى للبكاء

يعدي نهرُ أحلامي
فوقَ نخيلِ أوهامي
يدهشهُ التصحرْ
يقلقه الضجر
يمرُّ يُعلمُ روحي
رحلةَ المطر
ويقاومُ الهباءْ

يحتمي هو ببقايا زغرداتٍ من مطر
وأحتمي أنا بالرجاءْ

تسكبينَ مطركِ كثيراً في داخلي
تخربينَ فيه ألوفَ البيوتِ
تعصفينَ طوفاناً رائعاً
فحلماً على الذكريات ..
ففيها كثيرٌ من حياتي
كثيرٌ من وفاءْ

رفقاً فروحي قصيدةُ عشقٍ
يؤذيها الضجيجُ
يؤذيها التدافعُ والسخاءْ

اتركيني أحتمي بتاريخي
أتركيني أحتمي قليلاً بالسماءْ





متفرقات شاعرية ... - ابن سوريا - 08-19-2005

كن بدائياً أيها اللحن

لا تعاتبي قلبي
توحدي والزهر
لتفهمي رائحةَ عشقي
توحدي والطير
ورفرفي مع قلبي

-----

انطلقْ أيها الطائرُ المجنونْ
لا تبقَ أسيرَ الشواطئِ
هاجرْ .. ابتعدْ
واحكِ قصصَ الطيورِ
التي لا تحنُّ إلى أي شيءْ

-----

تداعبني رغبةُ التيهِ
في السماءْ
تعلمني النوارسُ أن أرافِقَها
أراقبُ حزنَ الغروبِ
الذي كانَ ...
وصارَ لعبةَ موجٍ ونورسْ
تفرَّسْ .. وحدِّقْ وطِرْ
كما تشتهي
ولا ترجعْ إليَّ في كلِّ عامٍ
كي لا أملَّ

------

تعالي نرافقُ مدمعي في رحلةٍ
للسقوطِ على الوجناتْ
لكي نتعلمَ فرحاً من نوعٍ آخرْ
نقتبسَ تعاليمَ الشرقِ
من سهرةِ حبٍّ
تعالي نحررُ أجسادَنا
من فتنةِ العقلِ المقدسْ
لكي نستطيعَ المشي سُكارى
خلفَ أنّةِ الناي وصوتِ الكمانْ

كلُّ الطيورِ تغني
فتوحدي والطير
واستمعي لشغافِ قلبي

عربدْ أيها اللحنُ في مسمعي
كن بدائياً كحبي
اخلعْ ثيابكَ كي تستطيعَ السباحةَ
انزعْ فنونَ الحضارةِ
وارتجل قصيدةَ حبِّي




متفرقات شاعرية ... - ابن سوريا - 08-19-2005


ظلال حبي

لا تقولي لي شيئاً آخرَ
لقد اكتفيتُ وتواريتُ
تحت ظلالِ اللوعةِ ..

سئمتُ قصصَ البوادي
واشتقتُ للونِ الشتاءْ
تعالي نسافرُ نحو مدىً
آخرَ
نقسِّمُ العمرَ لمواعيدَ ..
ونواعدُ حلمَ الليلِ

لو تعلمينَ كم حاصرتني
الظلالُ ..
لو تعلمين ماذا اعتراني
هنا في اللحظةِ الأولى
لكنتِ اعترفتِ
بعبيرِ الشوقِ والحبِّ

موعدنا لن ينتهي
أنا أعرفه
سنولدُ من جديدْ
لا تسأليني كيفَ
والفجرُ يسدلُ الأستارَ
ويتوارى الليلُ
تحت ظلالِ حبِّي

أنا الآنَ أهواكِ
وأستردُ المواعيدَ القديمة
بين حزنِ القصيدة
وعذوبة لحنِ الوريد