حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
الشيطان ؟؟كيف ولماذا - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58)
+--- الموضوع: الشيطان ؟؟كيف ولماذا (/showthread.php?tid=27718)

الصفحات: 1 2 3 4 5


الشيطان ؟؟كيف ولماذا - Abanoob - 06-14-2005

كتب DAY_LIGHT
اقتباس:أول القصيدة ....
يا حبيبي كتابك المقدس حجة على نفسك و بس و ليس على غيره ، فكلامك ليس له وزن و لا معنى
الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذى إذا ذُكر إسمه مجرداً "الكتاب" فالجميع يعرف أنه الكتاب المقدس .. فلا يستحق أن يطلق لفظ "الكتاب" إلا على الكتاب المقدس .. ولا ينتقص من الكتاب المقدس شيئاً أن يتطاول عليه أقزام الفكر والروح .. فالكتاب المقدس على مر العصور ظل شامخاً هادياً لكل النفوس المخلصة المحبة للمسيح الفادى .. وليخسأ الهالكون .

اقتباس:روح يا حبيبي انظر أخواتك و هم يعترفوا أن كتابك به تناقضات و أخطاء في التفاصيل  و أنه ليس صحيح مية في مية ، و تذكر كلمة ( جميع كلامه ) التي كتبتها بنفسك
مش هأروح .. لو قال العالم كله أن الكتاب المقدس فيه إختلاف أو خطأ أو تناقض فأنا ضد العالم ... مع تحيات أبانوب إبن أثناسيوس الرسولى حامى الإيمان .

اقتباس:اقتباس:
--------------------------------------------------------------------------------
Abanoob كتب/كتبت  
وليس من المعقول أن يأتى أحد الأعراب بعد آلاف السنين خارجاً من البادية  
--------------------------------------------------------------------------------


خذ حذرك ستنفجر غيظا  
لكن صحيح جبت ألاف دي منين ؟؟  
يبدو أن أفكارك بها بعض الأخطاء في التفاصيل مثل كتابك
ألا تدرى أن الكتاب المقدس بدأت كتابته منذ أيام موسى النبى وهو قبل مجئ النبى العربى الكذاب بآلاف السنين ... يبدو أنك تعانى من مشكلة فى التاريخ .

اقتباس:بالتأكيد بعد ما يأستم من شرح عقيدتكم الهشة هربتم الى اتجاه أخر ، المسيحي يعتبر قوة دينه في أن كتابه يترجم الى أكثر من لغة  
طبعا لأن ليس له أصل ، فالاناجيل ما هي الا ترجمة لأصل مفقود
هل تعرف الله ؟ من المعروف أن الله رحيم بعباده مهتم بوصول كلامه إليهم فى كل زمان وكل مكان .. فإذا تأملنا فى موضوع إنتشار الإنجيل فى كافة أنحاء العالم وإنتشار القرآن فلن يكون من الصعب أن ندرك أيهما هو كتاب الله .

اقتباس:تصفيق حاد قبل أن نصفعه على قفاه
يهئ لى أن قفاك بيطرقع أحسن .

اقتباس:ليه طيب نجد كبار القساوسة الذين يتبعون يسوعك و يلبسون صليبه و يعيشون في كنائسه يمارسون الجنس مع الراهبات و الأطفال ؟  
يظهر أن الشياطين كانت تضحك على يسوعك و عليكم
إستعد بقفاك ..

المسيح إنتصر على الشياطين أما محمدك فكان مركوباً بهم لأنه كان يُتلبس بهم ويقول عنه أنه وحى .. ولم يكن يعرف إن أتى نساءه أم لا !!! تُرى هل كان يأتيهم أم من كان يأتيهم ؟ هل رأيتم زوجاً لا يدرى هل أتى نساءه أم لا ؟؟ لا شك أنه زوج غافل وخرنج .

هل إستكفى قفاك ؟؟

اقتباس:طيب حتى خلي عندك دم و لا تستعمل عبارات قرأنية و اسلامية في الكلام عن دينك و لا حتى في التوحيد ليس عندكم كلام ؟
أنا أستعمل أى تعابير تروقنى من أى مكان ما دامت لا تتعارض مع إيمانى .. وأنا أستخدمها حتى يفهم بطيئى الفهم الذين لا يفهمون التعابير المسيحية فى التوحيد ... ويا ريت تخلى عندك دم وتجاوب هل ترضى أن يرضع الرجل المسلم من المرأة المسلمة حتى يدخل عليها ؟

اقتباس:تصفيق حاد جدا  
يقول الضرب يقع على الجسد و الروح ، اثبت
أبانوب ضرب المسيحية بالنار ، يعني يسوع لما صلب و تألم وقع الصلب و الألم على اللاهوت و الناسوت و ليس الناسوت فقط
تصفيق حاد على قفا الأغبياء ..

معلهش لسه صغير ومش فاهم الدنيا .. عمو أبانوب هيفهمك .. ما تخافش يا حبيبى ..

الناسوت = جسد + روح .

الألم وقع على الناسوت (الجسد + الروح) ولم يقع على اللاهوت المتحد بالناسوت .

ومعنى أن الألم وقع على الروح أن الجسد قد تألم مادياً بفعل الضرب أما الروح فتألمت معنوياً وشعرت بالإهانة والعار من جراء هذا الضرب ... فالفعل - أى فعل - يقع على الإنسان جسدياً وروحياً (مادياً ومعنوياً) .

أما فى حالة المسيح فاللاهوت المتحد بكلا من الجسد والروح البشريين (الناسوت) لم يتألم ولم يموت لأنه بكل بساطة غير قابل للألم والموت لأنه الله كامل ومنزه عن نقص البشر .


هل فهمت ؟ عمو أبانوب فى الخدمة .



الشيطان ؟؟كيف ولماذا - Abanoob - 06-14-2005


كتب عبد الرحمن ويصا:
اقتباس:ولا تحياتى اليك لانة تكرة سيدك وسيد الخلق محمد (ص)
لا أريد تحياتك يا عبد الرحمن لأنها تزكم الأنوف .

وكراهيتى لسيدك ستستمر وتنمو بإستمرارية ونمو كراهيتى للشيطان .

وهو ليس سيدى .. فليس لى سيد إلا ملك الملوك ورب الأرباب الذى تسجد له جميع الكائنات مما فى السماء وما على الأرض السيد المسيح له كل المجد .





الشيطان ؟؟كيف ولماذا - DAY_LIGHT - 06-14-2005

اقتباس: Abanoob كتب/كتبت
الكتاب المقدس هو الكتاب الوحيد الذى إذا ذُكر إسمه مجرداً "الكتاب" فالجميع يعرف أنه الكتاب المقدس .. فلا يستحق أن يطلق لفظ "الكتاب" إلا على الكتاب المقدس .. ولا ينتقص من الكتاب المقدس شيئاً أن يتطاول عليه أقزام الفكر والروح .. فالكتاب المقدس على مر العصور ظل شامخاً هادياً لكل النفوس المخلصة المحبة للمسيح الفادى .. وليخسأ الهالكون .
كتابك المقدس على نفسك و هو ليس حجة الا عليك و هو ملوش قيمة عندي و عند كل من لا يؤمن به ...مهما قلت فهو بلا قيمة الا عندك و عند من يؤمن به :23:
اقتباس: Abanoob كتب/كتبت
مش هأروح .. لو قال العالم كله أن الكتاب المقدس فيه إختلاف أو خطأ أو تناقض فأنا ضد العالم ... مع تحيات أبانوب إبن أثناسيوس الرسولى حامى الإيمان .
نموذج لاستعمال العقل في المسيحية :no:
خلاص خلاص لا تبكي ، خليك لا تروح ، المهم ما يقوله الأباء و لو العقل و المنطق و حتى بعض المسيحين و العالم كله ضدهم ..خليك ، اوعى تزعل نفسك ، أوعى تشوف الحقيقة بعينيك ، نحن نعلم أن الحقيقة مؤلمة في بعض الأوقات :D

اقتباس: Abanoob كتب/كتبت
ألا تدرى أن الكتاب المقدس بدأت كتابته منذ أيام موسى النبى وهو قبل مجئ النبى العربى الكذاب بآلاف السنين ... يبدو أنك تعانى من مشكلة فى التاريخ .
هل أعجبك الضرب على قفاك فأردت المزيد ؟ :D
خذ ، بين أول أسفار العهد القديم و المسيح _ عليه السلام _ ألف سنة ، و بين المسيح و محمد _ عليهما الصلاة و السلام _ 600 سنة تقريبا ، بحسبة بسيطة حوالي 1600 سنة ، و أنت تقول ألاف ، حلوة الضربة ... لا تبكي
مش قلت لك ، عندك خطأ في التفاصيل مثل كتابك :10:

اقتباس: Abanoob كتب/كتبت
فإذا تأملنا فى موضوع إنتشار الإنجيل فى كافة أنحاء العالم وإنتشار القرآن فلن يكون من الصعب أن ندرك أيهما هو كتاب الله .
:aplaudit: تصفيق حاد للمأسوف لحاله أبانوب
معلومة فقط ، هل المهم الانتشار ولا أن يكون هناك من يقرأه ، على العموم
مجلات الجنس تنتشر ربما أكثر من كتابك المقدس هل هو دليل على أنها مقدسة :D
مش قلت عجزكم عن تبرير العقيدة الهشة جعلكم تلجأون الى استعادة الثقة بحاجات هبلة :23:

اقتباس: Abanoob كتب/كتبت
اقتباس:ليه طيب نجد كبار القساوسة الذين يتبعون يسوعك و يلبسون صليبه و يعيشون في كنائسه يمارسون الجنس مع الراهبات و الأطفال ؟
يظهر أن الشياطين كانت تضحك على يسوعك و عليكم
إستعد بقفاك ..

المسيح إنتصر على الشياطين أما محمدك فكان.. ولم يكن يعرف إن أتى نساءه أم لا !!! تُرى هل كان يأتيهم أم من كان يأتيهم ؟ هل رأيتم زوجاً لا يدرى هل أتى نساءه أم لا ؟؟
هل إستكفى قفاك ؟؟.
قوة الصدمة جعلت أبانوب يتلعثم :23:
:aplaudit: عجز واضح ، فين اجابة اللي قلته :lol:

لماذا لم تبرر عجز يسوعك و صليبك و كنيسة يسوعك عن قهر الشياطين ؟ لماذا لم تبرر أفعال القساوسة الذين يكرزون بيسوعك و يلبسون صليبه و يعيشون في كنائسه و يمارسون الجنس مع الراهبات و الأطفال ؟ هل كنت تكذب علينا يا أبانوب ؟ :D

من الذي طرقع قفاه أيها المأسوف لحاله ؟ :aplaudit:


اقتباس: Abanoob كتب/كتبت
أنا أستعمل أى تعابير تروقنى من أى مكان ما دامت لا تتعارض مع إيمانى .. وأنا أستخدمها حتى يفهم بطيئى الفهم الذين لا يفهمون التعابير المسيحية فى التوحيد
للدرجة دي عقيدتك غامضة مبهمة غير واضحة ، لكن طبعا التعابير الاسلامية واضحة جلية ليست بحاجة لتأليفات و لا اختراع قصص و ناسوت و لاهوت و اتحادات غير ممتزجة و ...و...:23:

[quote] Abanoob كتب/كتبت
معلهش لسه صغير ومش فاهم الدنيا .. عمو أبانوب هيفهمك .. ما تخافش يا حبيبى ..
هدي أعصابك طيب و استعد :10:
اقتباس: Abanoob كتب/كتبت
الناسوت = جسد + روح .

الألم وقع على الناسوت (الجسد + الروح) ولم يقع على اللاهوت المتحد بالناسوت .

ومعنى أن الألم وقع على الروح أن الجسد قد تألم مادياً وشعرت بالإهانة والعار من جراء هذا الضرب ... فالفعل - أى فعل - يقع على الإنسان جسدياً وروحياً (مادياً ومعنوياً) .
تصفيق حاد جدا :aplaudit:
نفتكر أبانوب قال أن الثالوث مثل الجسد+الروح+النفس
لكن الروح غير الجسد زي ما قال :10: فما ينطبق على الجسد لا يمكن تطبيقه على الروح ، و ليسوا واحد ، و تبقى ضربت مثال المسيحية الفاشل لتبرير الثالوث بالنار ، فمثالك عن الثلاثة في واحد فاسد و يجعل الثلاثة الذين تعبدهم مختلفين ، فكل واحد له ظروف لا تنطبق على الأخر
:aplaudit:



الشيطان ؟؟كيف ولماذا - DAY_LIGHT - 06-14-2005

اقتباس: Abanoob كتب/كتبت

[quote]
وهو ليس سيدى .. فليس لى سيد إلا ملك الملوك ورب الأرباب الذى تسجد له جميع الكائنات مما فى السماء وما على الأرض السيد المسيح له كل المجد .
:o

هؤلاء سيحاربون الخروف
:o
:?:
[SIZE=4]حسب كتابك ليس لك سيد الا الخروف !

:aplaudit:


الشيطان ؟؟كيف ولماذا - كمال - 06-14-2005

الاخ Abanoob

اشكرك كثيرا على الرد اللطيف والممتع واتمنى ان نتواصل .

لدي بعض الملاحظات حول الطرح ارجو ان تتقبلها مع التقدير.

قولك ( في سقوط رئيسس الملائكة في خطيئة الكبرياء بمحاولته جعل كرسيه فوق كرسي الله )
نحن نقرأ بان الشيطان قد سقط بسبب كبريائه وتعاليه عن البشر وليس كبرياءه او غيرته ومنافسته لله بل سبب الخطيئة هو الغيرة من المنزلة التي منحها الله للبشر وطلبه من كل المخلوقات الاخرى تقديم الاحترام والتقدير للمخلوق الجديد وكذلك بسبب الحسد من معدن الخلق التي خلق بها الله البشر حيث خلقهم من تراب وخلق الملائكة من نور وخلق ابليس من النار وحسب اعتقاده ( الشيطان طبعا ) ان النار هي افضل من التراب .

قولك ( بسقوط رئيس الملائكة ....وموافقة اتباعه على خطيئته و....)
نفهم من ذلك ان الشيطان لم يكن وحده في تكبره على الله بل كان هنالك اعداد من اتباعه لديهم نفس النظرة والتعالي بجنب الله وعلى بقية الخلق بدليل انهم وافقوه على المعصية .

قولك ( تحول رئيس الملائكة بملائكته الى شياطين وتحولوا .......) .
نفهم من الكلام بأن الشيطان له القدرة على التحول والتغيير من حال الى حال ومن مخلوقات نورانية الى قوات ظلامية اي له القدرة على التغيير المادي وتغيير ما خلق الله من كائنات الى كائنات اخرى لها صفات واحوال تختلف عما شاء الله وان الامر جرى امام الله والملائكة الباقيين ولم يحركوا ساكنا بمنعه .

قولك ( ان الشياطيين منظمين كجيش فهنالك رئيس الجيش و.....)
تشبيه لطيف ومحاولة لفهم الموضوع كأن الشياطين واتباعهم لهم نفس عقلية وتفكير البشر من حيث الترتيب والتنظيم والادارة الا تعتقد معي بان هذه الامور التنظيمية هي من صنع البشر ووضعت من خلال تطور المراحل الزمنية التي مر بها البشر ومن خلال احتياجهم لمثل هذا التنظيم للسيطرة العسكرية على الجند .

قولك ( كلما كان الانسان عملاقا في الفضيلة كان ...... ) .
اذا تتفق معي بان هنالك درجات من الشياطين مصنفين حسب قدراتهم الروحية في التاثير على مختلف مستويات البشر الايمانية .

قولك ( الشياطين مجرد اروح شريرة ليس فيهم الذكر والانثى ..........) .
موضوع ماهو الشر وما هو تعريفة ومستوى قياسه سنناقشه في وقت اخر
اما ليس فيهم ذكر او انثى فكيف يتكاثرون اذا ؟ وهل ان اعدادهم هي نفسها منذ الخليقة ؟؟ ام ان اعدداهم تتغير حسب اعداد البشر .

قولك ( الشاطين هم اروح شريرة ليس فيهم كافر ومؤمن .....).
كيف تحول الملاك الطيب ( رئيس الملائكة ) بين ليلة وضحاها من طيب الى شرير الا تعتقد معي بانه لايمكن ان يحدث هذا التحول فجاة !! بل يجب ان تكون هنالك تراكمات من الحقد والكراهية بحيث تسمح لهذا الملاك ان يغير نظرته او تصرفه وعصيانه ! او يكون خلق هذا الملاك لم يكن تام النقاء والصفاء اي لم يكن من الملائكة الصالحين اصلا وان الكبرياء والخطيئة موجودة في خلقته بحيث انه سقط تلك السقطة المروعة .

قولك ( وكان لهم المعرفة الكاملة والقوة الروحية الهائلة التي تمكنهم من معرفة ردود افعالهم .......) .
اذا كان الشيطان له المعرفة الكاملة بقدرات الله والنتائج التي يمكن ان ينتهي اليها عصيانه الالهي ...واذا كان يعرف بانه بسقوطه فانه سيواجه غضب الله ومصيره ستكون النار الابدية !!!! الاتعتقد معي بان هذا الشيطان على درجة عالية جدا من الغباء والحمق بحيث يقوم بهذه الحركة الرعناء .
او بمعنى اخر الا تعتقد بان الشيطان يعرف اصلا بانه لاتوجد هنالك جنة خلد ونعيم ولا هنالك نار ابدية وعذاب دائم بحيث انه قد اسقط نفسه بهذا المأزق ولم يحاول ان يصلح خطأه بل تمادى اكثر بان تحدى الرب بانه سوف يقوم بافساد المخلوق الجديد وابناءه من بعده .


قولك ( هنالك من البشر الذين من كثرة عبوديتهم ........صاروا مدمنين .....ولايحتاج الشيطان ان يحاربهم ) .

اعتقد ان البشر ليس كالروبوت ! صحيح انهم يصبحوا عبيد الشيطان ومن كثرة اعمالهم السيئة اصبحوا مخطئين ولكنهم يبقون بشر وتبقى فيهم تلك الروح الانسانية التي ترغب في عمل الصالح اما ماهو الصالح ؟ فهو في نظرهم صالحهم الخاص بهم ولاقرب الناس لهم والا فمن غير الممكن ان يوجد هنالك انسان شرير يريد عمل الشر الخالص فقط اي ان يؤذي البشر الاخرين ويؤذي نفسه في الوقت ذاته ، انه يعمل الشر لانه بحسابه الخاص هو خير لذاته . ( بمعنى اخر ان عمله اقرب ما يكون الى الانانية ) .
هل تعتقد ان الشيطان يكف عن محاربة البشر المخطئين ؟ يجوز ان يكون كلامك صحيح ولكني اعتقد انه يجب ان يكون هنالك متابعة مستمرة من الشيطان للانسان المخطئ لانه قد يأتي زمن ويصحا هذا المخطئ على نفسه ويترك طريق الشر ويسلك الطريق الاخر .

تقول ( قصة الراهب في بستان الرهبان ........) .
الا تعقتد ان مثل هذه القصص التي تملأ بطون الكتب هي قصص خيالية وضعت من قبل رجال الدين غايتها النصح والارشاد والوعظ .

تقول ( هنالك تخصصات في عمل الشيطان ) .
افهم من كلامك بان الانسان المسكين محاط بكل هذه الانواع من الشياطين التي ذكرتعا واكيد هنالك شياطين لم تذكرها والتي تغوي هذا الانسان

تقول ( الشطان اكتسب من حربه مع البشر ........) .
من المعلوم ان البشر الاول كان على فطرته لا يعرف الخير والشر الى ان تعرف على الشيطان وقام الشيطان بغوايته فكيف اكتسب الشيطان هذه الخبرة اقصد ان الخبرة التي تكتسب تأتي عن طريق المعرفة والممارسة مع من هم اكثر خبرة اي هل تقصد ان ااشيطان اكتسب الخبرة من البشر اي انه تعلم الشر على ايديهم .

تقول ( ويكفي ان نعرف ان ملاك الرب قد أهلك من جيش أشور مائة وخمسون ........ ) .
الا تعتقد معي ان هذه القصة اسطورة اخرى للدلالة على قوة الرب وضعت من قبل رجال الدين !!! ومن حقنا ان نتسائل لماذا هذا الفعل الدراماتيكي ؟ فاذا كان جيش اشور قوم ظلمة فماذا ذنب الابكار التي هلكت وما هي الجناية التي اوجبت ابادتهم .

تقول ( الشيطان لا ياكل ولايشرب ولا يتزاوج وليس له عمل الا اغواء البشر ) .
كيف يعيشون اذا ؟؟ ماداموا هم محرمون من الرحمة الالهية ولايعيشون في الجنة ولا في النعيم .
ثم لماذا خلقهم الله اصلا اذا كان يعرف بانهم سوف يعصون الرب و يتركون الجنة و يهجرون كل اعمالهم ويتفرغون لغواية البشر المسكين ولا هم لهم ولا غم سوى غواية البشر .
تعتقد بان مثل الامر ممكن او مقبول .

تقول ( الشيطان اذا قدر يقتل ويتملك الانسان ويتلبسه ) .
الا تعتقد بان موضوع تلبس الشيطان للبشر قد اكل عليه الدهر وشرب ! وان حالات التلبس التي يحكى عنها ماهي الا حالات مرضية نفسانية ولا علاقة للشيطان بها ؟؟ وان الناس القدماء لم يكونوا على دراية ومعرفة بموضوع المرض النفساني والحالات المصاحبة له ولما ( وحسب علمهم المحدود ) لم يعرفوا السبب القوا باللائمة على الشيطان المسكين . وان الانسان في ذلك الوقت والمصاب بالمرض النفسي قد نال قسطا كبيرا من العذاب والقهر من اطباء وكهنة وعرافين زمانه من خلال طريقة معالجته الخاطئة .
اما موضوع اخراج الشيطان حاليا في الاديرة والكنائس فاعتقد الموضوع يحتاج الى تقييم ومراجعة للحقائق والنتائج الصحيحة والموثوقة والمثبتة علميا التي خرج منها رجال الدين واحصاء عدد حالات الشفاء فيها والتي اعتقد وكما قلنا وان حصل شفاء للمرضى فانه ليس باخراج الشيطان بل من خلال العلاج و الايحاء النفساني .
نسمع بين الحين والاخر اخبار عن حالات وفيات وحصول عاهات مستديمة لاشخاص قد تعرضوا لعلاج اخراج الشيطان من ابدانهم .


شاكرا مرة ثانية ردك اللطيف وارجو دوام التواصل .




:97:


الشيطان ؟؟كيف ولماذا - أوريجانوس - 06-15-2005

الأخ الكريم "كمال" تحية طيبة.

وبعد،

هناك إختلاف جذري بين المسيحية والإسلام في نقاط، إبليس، الشيطان، الجن، العفريت، التوابع، القرين. لذا يجب ترتيب الأوراق.


شيطان: من مادة "شَطَنَ" أي شذَّ وابتعد.
ويقال: "شطنت داره" أي بعدت إلى مكان منعزل.
ويقال: "بئر شطون" أي بعيدة القعر.

يمكن وصف الإنسان بأنه "شيطان" ويعتبر هذا صحيحاً لوصف إبتعاده وزيغه عن الخير.
حينما نقول: "الشيطان" معرّفة بال التعريف. فالمقصود هنا هو "إبليس".

إبليس: لفظة إبليس، تعني "الضد/الخصم" وهي لفظة اعجمية وافق القرآن ما سبقة من ديانات في إستخدامها.
إبليس فى العهد القديم، والذي يقدم لنا أكثر تفاصيل عنه، هو "كروب ساقط". ( الكروب ( مفرد كاروبيم ) رتبة عالية من رتب الملائكة، مهمتها التسبيح أمام عرش الله. )
إسم هذا الملاك، والذي كان قائد طغمات ( جمع "طغمة" ) من رؤساء الروساء للملائكة، هو: "هيوسفورس" وهي لفظة يونانية تعني: "زهرة بنت الصبح" ( من أين أتيت بـ"سنطائيل" هذا يا أخ أبانوب ؟ )
كان هذا الكروب الساقط، بارع الجمال، ذو صوت موسيقي خلاّب، وقدرات عالية بحكم كونه رئيساً لرؤساء. مما جعله يشعر بالعظمة، فأراد أن يصعد إلى مكان أعلى من عرش الله، ويبني هناك عرشاً لنفسه أعلى منه. فكان من جرّاء ذلك أن تمّ لعنه وسقوطه إلى الأسفل. وكل هذا كان قبل خلق الإنسان.
والرؤية اليهودية السابقة، متوافقة تماماً مع الرؤية المسيحية فلم يضيف العهد الجديد إلا دعم لهذه الميثولوجيا.

هناك جزء فلسفي بهذا الأمر أن أردت سماعه.

"هيوسفورس" لم يكن مصمماً للخطأ ( فهو ملاك )، فكونة تعظّم وتكبّر، هو دليل على تفكير ومعارضة لا تتسق مع طبيعة الملاك "المطيعة دائماً" لذا فهناك علامة إستفهام كبيرة ترسم. ما الذى جعل "هيوسفورس" يسقط لو كان ملاكاً عادياً؟
أعتقد أنه يمكننا الوصول بالرأي، أن هذا الكروب وجنوده، كانوا ملائكة مختلفين في طبيعتهم عن بقية الملائكة ذلك الإختلاف الذي سمح له بكسر عصا الطاعة، ومن ثمّ التكبّر.

ولعل هذا مدخلاً جيداً للولوج إلى إبليس في الإسلام.

فإبليس في الإسلام، تعددت الأقوال حولة، فمنهم من يقول أنه من الملائكة، ومنهم من يقول أنهم من الجن ( مخلوقات من نار ) لكنه كان يسكن مع الملائكة فقط وليس منهم.

بقية الميثولوجيا الإسلامية مختلفة. فخطأ إبليس في الإسلام، هو رفض السجود لآدم ( أى خطأ إبليس تم بعد خلق آدم وليس قبله كما الميثولوجيات اليهودية ). والأمر لا يتوقف عند الترتيب فقط، بل يطرح العديد من علامات الإستفهام حول: كيف يأمر الله بالسجود لمخلوق ( آدم )؟ خاصة أن النظرة الإسلامية تعتبر السجود لبشر هو شرك بالله. فهل يعاقب إبليس على رفضه أن يكون مشركاً؟



العفريت: هو العبقري من جنسه، وهو مسمي شائع - بالخطأ - أنها مخلوقات غريبة. فالقرآن يقول في سورة النمل: "(قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ) فإرتبط في ذهن البعض أن العفاريت نوع من الـ"جن"، بينما الأصح هو كونها العبقري من جنسه. فمعنى الآية اللغوي هو: "قال عبقريٌ من الجن"، ومن البديهي أن التعبير: "عفريت من الجن" يحمل في طياته أن هناك عفريت من غير الجن أيضاً، فيصح قولنا: "أنت عفريت" في وصف العبقري.

هناك رأى آخر يقول بعكس ذلك، فالعبقرية بالأساس، لفظة مستوحاة من "وادي عبقر"، وهو وادٍ تسكنه الجن.

لا توجد مسميات "عفريت" في اليهودية أو المسيحية.


الجن: هو الأمر الخفي الغائب. ومنه الجنون، أى غياب العقل.
والجن في الإسلام، هي مخلوقات خفية غير مرئية. مخلوقة من نار. ويتم وضع إبليس داخل هذا الإطار. فإبليس في الإسلام هو جن.
الجن في الإسلام ثلاثة أنواع منها "مردة الجن" ( الشياطين )، ومنها "الجن الطيّار" الذي له أجنحة يطير بها. ومنها صنف ما هو إلا حيّات وكلاب !!


"الجن ثلاثة أصناف : فصنف لهم أجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون"
الحديث أخرجه ابن حبان والحاكم وأورده السيوطي في الجامع الصغير رقم 365.

كما أن الجن يتزاوج ويأكل ويشرب ! كما أنهم لهم ديانات، فمنهم المسلم والنصراني واليهودي والمجوسي إلخ إلخ ( لا توجد لدي بيانات كافية حول وجود جن "لا ديني" أم لا )

وموضوع الجان في الإسلام يحتاج كتباً لا مجرد مداخلة، ومن أشهر الكتب الإسلامية "لقط المرجان في أحكام الجان" للسيوطي. وأيضاً كتاب " العرائس " لابن الجوزي.

ويبدو أن هذه المؤلفات الإسلامية، هي السبب فيما نسميه اليوم: "معمول له عمل" - "حجاب للتحصن ضد شيء ما" - "الرقي"، نهاية بالأشياء التي يسميها المثقف: "دجل وشعوذة"

http://www.khayma.com/roqia/page24.htm


في المسيحية، لا يوجد ذكر للجن. لكن باليهودية تكرر ذكر هذا اللفظ 9 مرات بدون توضيح لما يعنيه هناك.
ليس لدي معلومات كافية عن النظرة اليهودية للجن، لكن المسيحية تنظر للجن والتابع على أنها مسميات الشعوب لما تسميه هي: "أرواح شريرة" بنفس النمط الذي ذكره الأخ الكريم "أبانوب" لا تتمايز لذكر أو أنثي أو تتخذ ديانات ما، ولا تأكل ولا تتزاوج إلى آخر ذلك.


قد أعود مرة أخري للمناقشة من بعد هذه المداخلة التوثيقية. حسب ظروف سير الحوار.



الشيطان ؟؟كيف ولماذا - Abanoob - 06-16-2005


الزميل كمال .. سعدت بردك وأرجو أن يكون حوارنا مثمراً ..

اقتباس:نحن نقرأ بان الشيطان قد سقط بسبب كبريائه وتعاليه عن البشر وليس كبرياءه او غيرته ومنافسته لله بل سبب الخطيئة هو الغيرة من المنزلة التي منحها الله للبشر وطلبه من كل المخلوقات الاخرى تقديم الاحترام والتقدير للمخلوق الجديد وكذلك بسبب الحسد من معدن الخلق التي خلق بها الله البشر حيث خلقهم من تراب وخلق الملائكة من نور وخلق ابليس من النار وحسب اعتقاده ( الشيطان طبعا ) ان النار هي افضل من التراب .
القصة الإسلامية عن الشيطان غير منطقية فى بضعة نقاط أركزها فى الآتى :

1- ليس من المنطقى أن يخلق الله شيطان وهو رمز الشر ... فالله لا يخلق الشرور ولكن الشرور تتواجد بسبب الإنفصال عن الله أبو كل خير ..

2- ليس من المنطقى أن يطلب الله من الملائكة أو الشياطين أن يسجدوا أو يقدموا الإحترام للإنسان إجبارياً وبهذه الصورة المهينة "أسجدوا للإنسان" .. مع العلم أن مادة خلق الملائكة أرقى من مادة خلق الإنسان .. لأن الملائكة أرواح نورانية أما الإنسان فروح مع جسد ترابى .

3- ليس من المنطقى أن تكون سقطة الشيطان فى تكبره على الإنسان لأن الشيطان أقوى من الإنسان .. ولكن "التكبر" يكون فى فعل الكبرياء على من هو أعظم .. وتكون القصة الإنجيلية هى الأدق فى خطية الشيطان من الكبرياء على خالقه الأعظم :

نقرأ فى سفرى أشعياء وحزقيال قصة سقوط الشيطان .. فى تشبيه ملكى بابل وصور وخطيتهما المشابهة لخطية الشيطان وهى "الكبرياء" نجد وصفاً معجزياً لسقوط الشيطان :


أشعياء 14:
12 كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح.كيف قطعت الى الارض يا قاهر الامم.
13 وانت قلت في قلبك اصعد الى السموات ارفع كرسيي فوق كواكب الله واجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال.
14 اصعد فوق مرتفعات السحاب.اصير مثل العلي.
15 لكنك انحدرت الى الهاوية الى اسافل الجب.


حزقيال 28:
12 يا ابن آدم ارفع مرثاة على ملك صور وقل له.هكذا قال السيد الرب.انت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال.
13 كنت في عدن جنة الله.كل حجر كريم ستارتك عقيق احمر وياقوت اصفر وعقيق ابيض وزبرجد وجزع ويشب وياقوت ازرق وبهرمان وزمرّد وذهب.انشأوا فيك صنعة صيغة الفصوص وترصيعها يوم خلقت.
14 انت الكروب المنبسط المظلل واقمتك.على جبل الله المقدس كنت.بين حجارة النار تمشيت.
15 انت كامل في طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك اثم.
16 بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فاخطأت.فاطرحك من جبل الله وابيدك ايها الكروب المظلل من بين حجارة النار.
17 قد ارتفع قلبك لبهجتك.افسدت حكمتك لاجل بهائك.ساطرحك الى الارض واجعلك امام الملوك لينظروا اليك.
18 قد نجست مقادسك بكثرة آثامك بظلم تجارتك فأخرج نارا من وسطك فتاكلك واصيرك رمادا على الارض امام عيني كل من يراك.
19 فيتحير منك جميع الذين يعرفونك بين الشعوب وتكون اهوالا ولا توجد بعد الى الابد



اقتباس:نفهم من ذلك ان الشيطان لم يكن وحده في تكبره على الله بل كان هنالك اعداد من اتباعه لديهم نفس النظرة والتعالي بجنب الله وعلى بقية الخلق بدليل انهم وافقوه على المعصية .
كما قلنا أن الشيطان كان رئيس رؤساء الملائكة وكان له أرفع منصب ملائكى ويبدو أن الملائكة قد إنقسموا فى الولاء ما بين الله والشيطان (رئيس رؤساء الملائكة) .. وكانت النتيجة أن صار سطانائيل رئيساً للشياطين الذى كانوا ملائكة وإتبعوه .. وأخذ ميخائيل رتبته وصار رئيس رؤساء الملائكة ..

اقتباس:قولك ( تحول رئيس الملائكة بملائكته الى شياطين وتحولوا .......) .
نفهم من الكلام بأن الشيطان له القدرة على التحول والتغيير من حال الى حال ومن مخلوقات نورانية الى قوات ظلامية اي له القدرة على التغيير المادي وتغيير ما خلق الله من كائنات الى كائنات اخرى لها صفات واحوال تختلف عما شاء الله وان الامر جرى امام الله والملائكة الباقيين ولم يحركوا ساكنا بمنعه .
لم يتحولوا بإرادتهم ولكن كعقوبة من الله ومن ناحية أخرى فالله هو أبو الخيرات وأبو الأنوار .. ومن يخالف أبو الخيرات وأبو الأنوار يصير بصورة أتوماتيكية عدماً شريراً مظلماً .. وهذا ما حدث لإبليس وأتباعه من الملائكة الذين سقطوا من طبيعتهم الخيرة النورانية وصاروا بطبيعة مظلمة شريرة عدمية .. كمثل تحولهم من رقم إيجابى الى رقم سلبى .. فإذا إفترضنا أنه كان للشيطان قبل سقوطه قوة 1000 فقد صارت قوته بعد السقوط -1000 ... أى بالسالب .. وهو فى هذا عدماً أو أقل من العدم لأنه أقل من الصفر .


اقتباس:قولك ( ان الشياطيين منظمين كجيش فهنالك رئيس الجيش و.....)
تشبيه لطيف ومحاولة لفهم الموضوع كأن الشياطين واتباعهم لهم نفس عقلية وتفكير البشر من حيث الترتيب والتنظيم والادارة الا تعتقد معي بان هذه الامور التنظيمية هي من صنع البشر ووضعت من خلال تطور المراحل الزمنية التي مر بها البشر ومن خلال احتياجهم لمثل هذا التنظيم للسيطرة العسكرية على الجند .
أنا إستخدمت التعبيرات البشرية لأوضح حقيقة أن إبليس وأتباعه هم جيش شرير يحارب البشر بضراوة ومثابرة عظيمة بغرض إهلاك أكبر عدد منهم كما سقطوا وهلكوا هم أيضاً .. والجيش الشيطانى له تكتيكاته وتنظيماته التى بالطبع نستطيع أن نستنبطها من كلمة الله فى كتابه المقدس :

الشيطان يكثف حربه عندما يشعر أن نهايته قد إقتربت :

رؤيا 12:
12 من اجل هذا افرحي ايتها السموات والساكنون فيها.ويل لساكني الارض والبحر لان ابليس نزل اليكم وبه غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا


وهو شرس فى حربه ولا يشفق :

1بط 5:
8 اصحوا واسهروا لان ابليس خصمكم كأسد زائر يجول ملتمسا من يبتلعه هو.


الشيطان يستخدم فى حروبه الكذب كسلاح رئيسى لأن لا يمتلك الحق :

يوحنا 8:
43 لماذا لا تفهمون كلامي.لانكم لا تقدرون ان تسمعوا قولي.
44 انتم من اب هو ابليس وشهوات ابيكم تريدون ان تعملوا.ذاك كان قتالا للناس من البدء ولم يثبت في الحق لانه ليس فيه حق.متى تكلم بالكذب فانما يتكلم مما له لانه كذاب وابو الكذاب.
45 واما انا فلأني اقول الحق لستم تؤمنون بي.



اقتباس:قولك ( كلما كان الانسان عملاقا في الفضيلة كان ...... ) .
اذا تتفق معي بان هنالك درجات من الشياطين مصنفين حسب قدراتهم الروحية في التاثير على مختلف مستويات البشر الايمانية .
نعم .

اقتباس:قولك ( الشياطين مجرد اروح شريرة ليس فيهم الذكر والانثى ..........) .
موضوع ماهو الشر وما هو تعريفة ومستوى قياسه سنناقشه في وقت اخر  
اما ليس فيهم ذكر او انثى فكيف يتكاثرون اذا ؟ وهل ان اعدادهم هي نفسها منذ الخليقة ؟؟ ام ان اعدداهم تتغير حسب اعداد البشر .
الشياطين لا تتوالد لأنهم أرواح .. والأرواح أجسام إثيرية ليست لها قوانين المادة البشرية ... أعداد الشياطين كثيرة جداً وهم من الكثرة الكافية لحرب مليارات البشر .. فالشيطان ذو طبيعة روحانية خارقة القوة .. فهو يستطيع الإنتقال من مكان الى آخر فى لمح البصر ويستطيع قراءة أفكار البشر وهكذا .. فشيطان واحد يستطيع أن يحارب جيشاً من البشر .
أعداد الشياطين ثابتة منذ سقوطهم وحتى هلاكهم الأبدى فى جهنم .


اقتباس:قولك ( الشاطين هم اروح شريرة ليس فيهم كافر ومؤمن .....).
كيف تحول الملاك الطيب ( رئيس الملائكة ) بين ليلة وضحاها من طيب الى شرير الا تعتقد معي بانه لايمكن ان يحدث هذا التحول فجاة !! بل يجب ان تكون هنالك تراكمات من الحقد والكراهية بحيث تسمح لهذا الملاك ان يغير نظرته او تصرفه وعصيانه ! او يكون خلق هذا الملاك لم يكن تام النقاء والصفاء اي لم يكن من الملائكة الصالحين اصلا وان الكبرياء والخطيئة موجودة في خلقته بحيث انه سقط تلك السقطة المروعة .
لم يكن فى خلقة رئيس الملائكة الذى تحول الى شيطان أى شر أو أى نقص فالله لا يخلق الشرور ولا يبتدعها ... فالشرور فى تعريفها هى الإنفصال والعصيان والتمرد على الله ..

الشر الذى أتى فى رئيس الملائكة الذى سقط جاء من كونه مميزاً بالإرادة الحرة .. فقد ميزه الله بحرية الإرادة وإتخاذ القرار وقد إختار العصيان والتمرد مع مجموعة كبيرة من الملائكة .. وإختارت مجموعة أخرى الخضوع تحت سلطة الله المطلقة .. إذاً جاء الشر ووُجد نتيجة إستخدام نعمة من نعم الله إستخداماً خاطئاً وهذه النعمة هى حرية الإرادة .. وهذا ينطبق أيضاً على سقوط الإنسان .


اقتباس:اذا كان الشيطان له المعرفة الكاملة بقدرات الله والنتائج التي يمكن ان ينتهي اليها عصيانه الالهي ...واذا كان يعرف بانه بسقوطه فانه سيواجه غضب الله ومصيره ستكون النار الابدية !!!! الاتعتقد معي بان هذا الشيطان على درجة عالية جدا من الغباء والحمق بحيث يقوم بهذه الحركة الرعناء .
شهوة العظمة المتولدة نتيجة الكبرياء تُعمى العباقرة عن نتيجة أفعالهم .. وهكذا نجد الكثير من العباقرة والأذكياء عبر التاريخ يرتكبون أخطاء مُهلكة وساذجة نتيجة عماهم الناتج عن الكبرياء وجنون العظمة ..
نعم الشيطان أحمق وغبى وأرعن ... وكذا كل من يتبعه !!

اقتباس:تقول ( قصة الراهب في بستان الرهبان ........) .
الا تعقتد ان مثل هذه القصص التي تملأ بطون الكتب هي قصص خيالية وضعت من قبل رجال الدين غايتها النصح والارشاد والوعظ .
قد يكون هذا صحيحاً فى ديانات أخرى .. ولكن فى الديانة المسيحية نجد أنها مؤيدة ببراهين الروح والقوة بدءاً من معجزات السيد المسيح له المجد وله عليها من الشهود الآلاف المؤلفة .. ورسله ومعجزاتهم .. وأتباعه عبر العصور ومعجزاتهم .. إنبلاج النور من القبر المقدس سنوياً وهو تحت يد من ينكر القيامة من اليهود .. الكفن المقدس .. ظهورات العذراء حول العالم وخاصة فى مصر .. إلخ .


اقتباس:تقول ( هنالك تخصصات في عمل الشيطان ) .
افهم من كلامك بان الانسان المسكين محاط بكل هذه الانواع من الشياطين التي ذكرتعا واكيد هنالك شياطين لم تذكرها والتي تغوي هذا الانسان
هذا الإنسان المسكين يكون بقوة المسيح جبار بأس يسقط عن يساره ألوف وعن يمينه ربوات .. هذه القوة التى إختبرها من عاش فى عشرة حقيقية مع المسيح وإختبر معجزة وقوة روح المسيح فى داخله التى تجعله يغفر للأعداء ويبارك المسيئين .. يعطينا الكتاب المقدس وصفاً للسلاح اللازم لمواجهة جحافل جيوش الشيطان :

أفسس 6:
11 البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تثبتوا ضد مكايد ابليس.
12 فان مصارعتنا ليست مع دم ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين مع ولاة العالم على ظلمة هذا الدهر مع اجناد الشر الروحية في السماويات.
13 من اجل ذلك احملوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا ان تقاوموا في اليوم الشرير وبعد ان تتمموا كل شيء ان تثبتوا.
14 فاثبتوا ممنطقين احقاءكم بالحق ولابسين درع البر
15 وحاذين ارجلكم باستعداد انجيل السلام.
16 حاملين فوق الكل ترس الايمان الذي به تقدرون ان تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة.
17 وخذوا خوذة الخلاص وسيف الروح الذي هو كلمة الله.




اقتباس:تقول ( الشطان اكتسب من حربه مع البشر ........) .
من المعلوم ان البشر الاول كان على فطرته لا يعرف الخير والشر الى ان تعرف على الشيطان وقام الشيطان بغوايته فكيف اكتسب الشيطان هذه الخبرة اقصد ان الخبرة التي تكتسب تأتي عن طريق المعرفة والممارسة مع من هم اكثر خبرة اي هل تقصد ان ااشيطان اكتسب الخبرة من البشر اي انه تعلم الشر على ايديهم .
أقصد أن الشيطان فى حربه مع أصناف كثيرة من البشر تتراوح ما بين البار والفاجر يعرف نوعيات البشر التى يحاربها وصار يصنف البشر وردود أفعالهم فى حروبه معهم وصار يعرف نقاط ضعفهم وقوتهم ويضع له تسلسل حربى بحيث من لا يسقط بهذه الطريقة فله هذه الطريقة ..

مثل أن نقول أن حرب الإستنزاف كانت تطعيماً لحرب 73 .. ففى حرب الإستنزاف تم جس قوة العدو وردود أفعاله .. هذا مجرد مثال للتوضيح .

الشيطان قوى وخبيث ومخادع .. ولكنه فى حربه مع البشر على مر العصور صار أقوى وأخبث وأشرس .

اقتباس:فاذا كان جيش اشور قوم ظلمة فماذا ذنب الابكار التي هلكت وما هي الجناية التي اوجبت ابادتهم .
لا يصح أن تقول الجبلة لجابلها لماذا جبلتنى ..
الكتاب المقدس هو كلمة الله المحيية لمن يؤمن به ويعرف من خلاله عظمة الخالق وقوته وحكمته السرمدية تجاه جنس البشر .


اقتباس:تقول ( الشيطان لا ياكل ولايشرب ولا يتزاوج وليس له عمل الا اغواء البشر ) .
كيف يعيشون اذا ؟؟
يعيشون فى التفكر بالشر والتدبير له وتنفيذه ... يعيشون فى الأماكن الخربة والتى ليس فيها ماء .

متى 12:
43 اذا خرج الروح النجس من الانسان يجتاز في اماكن ليس فيها ماء يطلب راحة ولا يجد.
44 ثم يقول ارجع الى بيتي الذي خرجت منه.فيأتي ويجده فارغا مكنوسا مزينا.
45 ثم يذهب وياخذ معه سبعة ارواح أخر اشر منه فتدخل وتسكن هناك.فتصير اواخر ذلك الانسان اشر من اوائله.هكذا يكون ايضا لهذا الجيل الشرير



اقتباس:اما موضوع اخراج الشيطان حاليا في الاديرة والكنائس فاعتقد الموضوع يحتاج الى تقييم ومراجعة للحقائق والنتائج الصحيحة والموثوقة والمثبتة علميا التي خرج منها رجال الدين واحصاء عدد حالات الشفاء فيها والتي اعتقد وكما قلنا وان حصل شفاء للمرضى فانه ليس باخراج الشيطان بل من خلال العلاج و الايحاء النفساني .
إخراج الشياطين من البشر واقع ملموس فى الأديرة والكنائس والأتوبيسات التى تحمل المحجبات والمنقبات اللواتى يعانين من تلبس شيطانى لا تتوقف على الأديرة والكنائس ..

الطب النفسى لم ينجح حتى الآن فى سبر غياهب النفس وطلاسمها ولم ينجح إلا فى فهم القشور من أسرارها .. ومرض الروح لا يعالجه إلا طبيب روحانى .. ومن هو الطبيب الروحانى إلا من إتصل بأبو الأرواح برابطة قوية من الصلاة والصوم .. كما قال السيد المسيح أن هذا الجنس (الشياطين) لا يخرج إلا بالصلاة والصوم .

ما هى مؤهلات الطبيب النفسى لكى يعالج الروح ؟ هل يعلم ما هى الروح ؟

مهمة الطبيب النفسى مجرد محاولة تكيف الإنسان مع نفسه ومجتمعه وحل المشاكل الناجمة عن تفاعلات خاطئة ما بين الإنسان وبيئته .. أما مشاكل الروح فلا أعتقد أن للطب النفسى أى علاقة بها .

أما عن الدجالين والمشعوذين الذين يدعون إخراج الشياطين من خلال الضرب بالخراطيم وغيره فهذه قصة أخرى تدخل تحت بند أن الشيطان لا يخرج بشيطان .. وقد قرأت مؤخراً حادثة عن موظف فى الإسكندرية يعالج بالقرآن وقد قتل أحد زبائنه من كثرة الضرب لإخراج روح شرير متلبسه .

تحياتى وشكراً على التواصل البناء (f)


الشيطان ؟؟كيف ولماذا - كمال - 06-16-2005

الاخ اوريجانوس المحترم

شكرا لمداخلتك اللطيفة والممتعة

أود ان اعلق بما يلي

صحيح انه يوجد اختلافات في تسمية ووظائف واصل وطبيعة عمل المسميات .. (الشيطان ،ابليس ، الجن ،) في كل الديانات السماوية والوضعية الموجودة حاليا ....، ولكن كل هذه الديانات متفقة ومشتركة على نقطة اساسية واحدة في انها لم تقدم التفسير المقنع والواضح عن اصل وفصل وسبب خلق هذه المخلوقات .
لفظ ابليس قد وضع المفسرون العرب لها اشتقاقا لغويا عربيا اصيلا من كلمة ( الابلاس ) ؟؟ اي اليأس التام من رحمة الله .

ويرى قسم من الباحثون ان الاسم اشتقاق و اختصار للفظ اليوناني (ديا- بليس ) او ( ديا – بوليس ) تطلق على ملك الموت او زعيم الهاوية السفلى .

اللفظة ( هيوسفورس ) ؟؟ غريبة ولم اطلع عليها سابقا .
توجد لفظة ( لوسفير ) اي حامل الضياء لان ابليس كان يعكس الضوء الالهي كالمراة .

ارجو منك ان تعذرني وتبين لي كيف ان هيوسفروس هذا لم يكن مصمما للخطأ !! هل تقصد بانه قد حصل خلل فني في عمل وتفكير هذا الكروب واختلفت برمجته بحيث ادت الى هذا التصرف الذي يدل على الصلف والتكبر ؟؟. ام ان المعارضة كانت من صميم طبيعته وتركبيته !!.

نعود ونستفسر كيف ان طبيعة الملائكة مختلفة علما بانهم مخلوقات نورانية خلقت لكي تحف بالعرش وتسبح بحمد الله ولاعمل لها غير ذلك .

اني استعرب كيف يوصف بان الملائكة مكلفة باعمال في خدمة الرب ....( تحف بالعرش...، تحمل العرش ، تقاتل مع المؤمنين ضد الكفرة و تبيد جيوشهم !! ، هنلك ملاك يقبض الارواح ، وملاك اخر بحرس ابواب الجنة واخر يحرس ابواب الجحيم ، وملاك اخ ينفخ في البوق والخ ) ؟؟ .هل ان الرب ناقص القدرة بحيث انه يحتاج الى معاونين في ادارة الكون ......... انه الله خالق الكون كله بقدرته وحده بدون شريك وعون احد هل يحتاج الى مخلوقات لخدمته وتسيير اعمال كونه !!!!! انا شخصيا لا اعتقد ذلك ...... ان هذه الاشياء قد وضعت من قبل البشر حينما عجزوا عن تفسير امور كثيرة منها قيام الرب بكل هذه الاعمال وحده عندما قاموا بمقارنة الرب مع انفسهم من حيث عجزهم بالقيام ببعض الاعمال الدنيوية فمثلما هم بحاجة الى مساعدين في ادارة اعمالهم تصوروا الرب مثلهم عاجز عن ادارة شؤون الكون فرتبوا لهم مساعدين وملائكة تقوم ببعض الاعمال واعطوا كل واحد مهمة معينة وتخصص في مجال واحد فقط .

( خلقت الملائكة من نور) ... والنور حسب مفهومنا لايمكن لمسه او الاحساس بطعمه او رائحته وليس له صوت خاص به بل يمكن الاحساس به من خلال تاثيره على العين وانعاكسه على الاشياء والمحسوسات البصرية وعند تسلط الضوء على الاشياء فان هذه الاشياء لا تتاثر به اي انليس لها تاثير مباشر على الماديات .
فلماذا اذن لانستطيع رؤيتهم الا اللهم اذا كانوا مخلوقين من نوع اخر من النور التعارف عليه عندنا نحن البشر !!.

( خلقت الجن من نار ) والنار ناتجة من احتراق مواد معينة في ظروف معينة وتصدر حرارة وضوء ودخان ومخلفات بعد انتهاء عملية الاحتراق ............اذا ماهي اصل مادة الجن التي خلقت منها الجان اهي الحطب ام النفط ام الطاقة الذرية ؟؟ . النار ليست مادة يمكن تحويلها الى مادة اخرى بل النار عبارة عن طاقة حرارية وضوئية فلماذا لا نحس بحرارة او ضوء الجن وعندما يتلبس الجن الانسان اليس من المفروض ان يحس الممسوس او المتلبس بحرارة هذا الجن ....!! .

هنالك موضوع الاجنحة للملائكة والجان .......... معلوم ان الاجنحة تستعمل للطيران في الهواء من خلال عملية تحريك الهواء وخلخلة الضغط الجوي مما يؤدي الى ارتفاع جسم الطائر في الهواء.....، اذا لم يكن هنالك هواء فلن يستطيع الجسم الطائر التحليق في الجو . ومعلوم ان الجن والملائكة كائنات غير مادية اذا كيف يستطيع جناح الجن غير المادي الاستفادة من الهواء الجوي المادي في تحرك نفسه ....،.. ثم كيف تستطيع الملائكة الطيران خارج الغلاف الجوي بين السماء والارض حيث لا يوجد هواء .

الا تؤيدني في الرأي بان هذا التصوير الرومانسي للملائكة من حيث امتلاكهم لزوج من الاجنحة وبعض الملائكة مئات من الاجنحة ( لتفسير سرعتهم وتصوير لقدراته الهائلة ) هو من وضع البشر عندما عجزوا عن تفسير مفهوم انتقال الارواح بين السماء والارض او انتقالها من مكان الى اخر .

التصينف الاخر للجن الى حيات وكلاب وقسم من الناس يعتقد بان القط الاسود هو من الجان اعتقد ان الامر يفسر لخبث الحية وارتباطها بالاعتقاد القديم بانها هي التي اغوت حواء بالاكل من الثمرة الخبيثة او ان الشيطان قد استخدمها كوسيط للدخول الى الجنة لاغواء ادم وحواء .

كيف يتلبس الشيطان الانسان ( كيف يستطيع الساحر ان يسخر الشيطان او احد اعوانه من الجان لكي يسيطر على انسان اخر ويتلبسه ؟؟ كيف يدخل الشيطان الى جسم الانسان ؟ هل عن طريق فمه عند التثاؤب كما جاء في احد الاحاديث ؟ ثم اين يستقر في الرأس ام القلب ( الاستقرار في مكان معين للاجسام المادية فقط ) ؟ الايكفي ان يؤثر الشيطان على البشر عن طريق الايحاء والتواصل عن بعد ( علم الخارقية حسب تعبير د. علي الوردي او ما يسمى بعلم الباراسيكولوجي ) .
ان مفهوم معمول له عمل او مسحور او متلبسه الشيطان يدل على جهل اولي العلم في زمانهم بموضوع الامراض النفسية واضطراباتها مما دعاهم الى ابسط الطرق لتفسير الامور ( وتلك الطامة الكبرى في حياتنا ) وهي ارجاع العلة الى الامور الغيبية والروحانية ....وهي السبب في استرزاق اعداد كبيرة من المشعوذين والدجالين على حساب الناس الجهلة بتأييد ومباركة ( ولو بالباطن ) من قبل البعض .
أؤيدك في ما جاء في مداخلتك .

شكرا على المعلومات الجديدة علي .
شكرا مرة ثانية على مداخلتك التي تدل على حسن اطلاع بالموضوع .
:97:



الشيطان ؟؟كيف ولماذا - Abanoob - 06-18-2005


كتب أوريجانوس:
اقتباس:شيطان: من مادة "شَطَنَ" أي شذَّ وابتعد.
ويقال: "شطنت داره" أي بعدت إلى مكان منعزل.
ويقال: "بئر شطون" أي بعيدة القعر.

إبليس: لفظة إبليس، تعني "الضد/الخصم" وهي لفظة اعجمية وافق القرآن ما سبقة من ديانات في إستخدامها.
إبليس فى العهد القديم، والذي يقدم لنا أكثر تفاصيل عنه، هو "كروب ساقط". ( الكروب ( مفرد كاروبيم ) رتبة عالية من رتب الملائكة، مهمتها التسبيح أمام عرش الله. )
إسم هذا الملاك، والذي كان قائد طغمات ( جمع "طغمة" ) من رؤساء الروساء للملائكة، هو: "هيوسفورس" وهي لفظة يونانية تعني: "زهرة بنت الصبح" ( من أين أتيت بـ"سنطائيل" هذا يا أخ أبانوب ؟ )
يا أخ أوريجانوس مرحباً بك .. كيف عدت من القبر ؟ أذكر لنا الطريقة لعلها تُفيدنا فى وقت زنقة .

الإسم "سطانائيل" وهو من مقطعين :

1- سطان = شيطان = كلمة من أصل عبرى معناها الخصم أو المقاوم .

2- ئيل = الله .

فيكون معنى سطانائيل = المقاوم أو الخصم لله .

وللشيطان عدة أسماء .. منها :
* الشيطان، ومعناه خصم أو المقاوم (أي 1: 6 و1أي 21: 1 ومت 4: 10 ولو10: 18). ووردت 54 مرة فى الكتاب المقدس منها 14 مرة فى سفر أيوب
وإبليس، ولم يرد إلا بصيغة المفرد، ومعناه قاذف ومجرِّب والمشتكي والواشى (مت 4) وهى من أصل يونانى ووردت 35 مرة فى العهد الجديد .
والشرير (مت 6: 13)
وأبوليون، باليونانية ومعناه هلاك أي المهلك،
وأبدون بالعبرية بنفس المعنى (رؤ 9: 11)
وبعلزبول وهو في الأصل اسم إله عقرون أعظم آلهة الفلسطينيين (2مل 1: 2 ومت 12: 24)
وبليعال (2كو 6: 15)
و ملاك الهاوية (رؤ 9: 11)
ورئيس هذا العالم (يو 12: 31)
ورئيس سلطان الهواء (أف 2:2)
وأسد زائر (1بط 5: 8)
والذي من البدء يخطئ (1يو 3: 8)
والمشتكي (رؤ 12:
وقتّال الناس، وكذاب (يو 8: 44)
والحية (2كو 11: 3)
والحية القديمة (رؤ 12: 9)
والتنين العظيم (رؤ 12: 3، 9)
وإله هذا العالم (2كو 4:4)
والذي له سلطان الموت (عب 2: 14).

غير أن الشيطان وإبليس أشهرها جميعاً، وقد دُعي بهما في الكتاب نحو تسعين مرة.

أما كلمة شيطان فهي عبرية بصيغة اسم الفاعل، مشتقة من الفعل شطن بمعنى كَمَنَ أو ناقض أو خاصم أو قاوم، فيكون معناها خصماً أو مضاداً. وقد جاءت بالنكرة بهذا المعنى في القول «أقام الرب لسليمان خصماً» (وفي العبرية شيطاناً) (1مل 11: 14)

وقد ورد الفعل في الكتاب المقدس بلفظه فقيل «أراني يهوشع الكاهن العظيم قائماً قدام ملاك الرب، والشيطان (الخصم) قائم عن يمينه ليقاومه» (وفي العبرية: ليشطنه) (زك 3: ا، 3).

ودعا المسيح مرة بطرس «شيطاناً» لأنه وافق مشورة الشيطان وقدمها للمسيح لصالح أهداف الشيطان. وهذا هو المثال الوحيد لاستعمال هذه الكلمة في العهد الجديد لغير رئيس الملائكة الساقطين.

وأما كلمة «إبليس» فهي يونانية معربة أصلها «ديابولوس» ومعناها قاذفٌ أو مشتكٍ، وهي أكثر استعمالاً من كلمة شيطان في العهد الجديد. وقد استُعلمتا معاً في جملة واحدة، فقيل «طُرح التنين، الحية القديمة، المدعو إبليس والشيطان» (رؤ 12: 9). ويراد بها في العهد الجديد العدو الكبير لله وللمسيح ولملكوته وشعبه ولكل الحق، المملوء من الكذب والخبث، الطاغي إلى الشر (مت 4: 1-11 ولو 4: 1 ويو 8: 44 وأع 13: 10 وأف 6: 11 و1بط 5: 8 و1يو 3: 8 ورؤ 12: 9).


وللشيطان تخصصات فى العمل :
1-أرواح شريرة (لوقا 7: 21).
2-أرواح نجسة (متى 10: 1).
3-روح كذب (1ملوك 22: 23).
4-أرواح مضلة (1 تيموثاوس 4: 1) (1 يوحنا 4: 6).
5-روح أخرس (مرقس 9: 17).
6-روح ضعف (لوقا 13: 11).
7-روح عرافة (أعمال 16: 16).
8-جان (لاويين 19: 31).
9-روح غي (إشعياء 19: 14).
10-روح رديء (1 صموئيل15- 16: 17).
11-روح فشل (2 تيموثاوس 1: 7).

الكتاب المقدس يؤكد لنا أن الشيطان شخصية حقيقية لأنه:
-يتكلم (لوقا 4: 3)
-ويفكر (2 كورنثوس 2: 11)
-ويعلم (رؤيا 12: 12)
-ويتكبر (1تيموثاوس 3: 6)
-ويغربل (لوقا 22: 31)
-ويقاوم (يهوذا 9)
-ويمكر (2 كورنثوس 11: 3)
-ويريد (2 تيموثاوس 2: 26)
-ويغضب (رؤيا 12: 12)
-ويلقي في السجن (رؤيا 2: 10)




ملاك التسبيح :
لقد صنع الله التسبيح خصيصاً بنفسه ولنفسه وسلمه لشعبه للكنيسة إكراماً له ، فقد أعطى لنا بحكم صادر من المحكمة العليا لنجر حكم مكتوب على إبليس من الله ( مز 149 : 9 ) وقد جرى هذا الحكم في يوم ما لا نعرفه .

لقد صنع الله في يوم ( لوسيفار ) هذا الملاك الملآن من الحكمة أنظر ما هو الذي وضعه الله حسب ما جاء في حزقيال ( 28 ) تأمل في من أتى هذا الوصف الجميل { خاتم الكمال – ملآن حكمة – كامل الجمال – كل حجر كريم ستارته – عقيق أحمر ياقوت أصفر عقيق أبيض – زبرجد – جزع – يشب – ياقوت أزرق – بهرمان – زمرد – ذهب – ترصيع الفصوص [ صنع الدفوف النايات ]... }.

كأن الله حينما أراد أن يخلق الملاك لوسيفار أبدع فيه بما في الله نفسه ليشبع قلبه أي قلب الله نفسه بما فيه ، فكانت أعضاء لوسيفار أوتار موسيقية كلما تحرك أبدع لحناً جميلاً جذاباً، كما أنه هو الوحيد الكروب المنبسط المظلل.. حز 28 : 14 ، 16 وهو الذي يتمشى بين حجارة النار.

سقوط الملاك الشيطان :
كل هذا ملأ لوسيفار ظلماً كبرياء فظن أنه يستطيع أن يجلس على كرسي مثل الله ، هذا ليس إلا أنه الوحيد الذي يدخل على حضرة الله ويخرج دون الملائكة الأخرى فعرض أمر الكرسي على ثلث من الملائكة التي لا تنظر وجه الله فقبلت الفكرة فكان مصيرهم مصيرُه هو أيضاً (ذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها إلى الأرض و التنين وقف أمام المرأة العتيدة أن تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت... رؤ 12 : 4 ) ، (لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكة قد أخطئوا بل في سلاسل الظلام طرحهم في جهنم و سلمهم محروسين للقضاء... 2بط 2 : 4 ) فأسقطه الرب هو وجنوده وملائكته نتيجة كبريائه ( أهبط إلى الهاوية فخرك رنة أعوادك تحتك تفرش الرمة و غطاؤك الدود..أش 14 : 11) .

نلاحظ في بداية أول عدد في سفر التكوين في البدء خلق الله السموات والأرض ، وهنا تم هبوط لوسيفار للأرض مخرباً إياها ثم خلق الله الإنسان لتأتي لذته منه ( فرحة في مسكونة أرضه و لذاتي مع بني آدم ...أم 8 : 31) ليأتي التسبيح المُمجد من الإنسان الترابي عوضاً عن لوسيفار الروحي وجنوده .

وبالتالي لوسيفار أصبح لا يريد أن يُقدم التسبيح لله انتقاما منه لأنه أسقطه من مكانته العظمى التي كان يتمتع بها في السماء أمام حجارة النار، فيجاهد محارباً الإنسان ليسقطه في الخطيئة لكي لا يقدم هو أيضاً التسبيح لله .

سقوط الإنسان :
نرى ذلك بوضوح في سفر التكوين الإصحاح الثاني حينما سقط الإنسان في معصية الله بإغوائه من إبليس الحية القديمة .

العلاج الإلهي لفشل الإنسان في تحقيق الهدف :
لقد أعاد الله إليه أولاً آلة العود والناي في الإنسان من خلال توبال بن لامك ( تك 4 : 19، 20 ) ، ثم أسس لنفسه شعب خاص من خلاله يرد التسبيح المُميز المختلف، وهذا من ليئة المكروهة فحبلت وولدت أولاً رأوبين أي الله رأى ثم شمعون وتعني أيضاً أن الرب سمع ثم لاوي أي أن الرب أقترن الذي منه أتى نسل الكهنوت وأخيراً وهو ( يهوذا ) أي أحمد الرب ومن هنا أسس الرب شعب يحمده ويباركه ويعظمه.

( فقال لي واحد من الشيوخ لا تبك هوذا قد غلب الأسد الذي من سبط يهوذا اصل داود ليفتح السفر و يفك ختومه السبعة... رؤ 5 : 5 ) ومن هذا العدد نرى أن الله أعاد الإنسان الساقط بموته على الصليب ليعيد له التسبيح.




الشيطان ؟؟كيف ولماذا - Abanoob - 06-18-2005


الملائــــــكة

ذكر الكتاب المقدس درجةً من المخلوقات العاقلة أعلى من الإنسان في الطبيعة والقوة، ولهم علاقات مختلفة بالإنسان في تاريخ الخليقة وأعمال العناية الإلهية ونظام الفداء، يسمّيهم «أرواحاً» و«ملائكة» ويصفهم بسموّ القوة واختلاف الدرجات، ويقول إنهم امتُحِنوا وسقط بعضهم، فانقسموا قسمين: أخيار وأشرار. فالأخيار يخدمون العزَّة الإلهية ويقومون بأعمال العناية، خاصةً ما يتعلق منها بالمقاصد الأزلية في عمل الفداء منذ بدايته على الأرض وحتى نهايته في الدينونة.

1 - ما معنى كلمة «ملائكة» في الكتاب المقدس؟
* معناها الأول واحدٌ في اللغات العبرية واليونانية والعربية وهو «رسول». واستُعملت في الكتاب المقدس لكل ما يستخدمه الله لإجراء مقاصده وإعلان ذاته وقوته، فجاءت فيه بمعنى «رسول عادي» (أي 1: 4 و1صم 11: 3 ولو 7: 24 و9: 52). وجاءت بمعنى «نبي» (إش 42: 19 وحج 1: 13 وملا 3: 1) وبمعنى «كاهن» (ملا 2: 7) وبمعنى «خادم العهد الجديد» (رؤ 1: 20). واستُعملت أيضاً لغير العاقل كعمود السحاب (خر 14: 19) والرياح (مز 104: 4). وسُمّي الأقنوم الثاني من الثالوث الأقدس «ملاك حضرته» و«ملاك العهد» (إش 63: 9 وملا 3: 1). وسُمّيت الأوبئة «ملائكة أشرار» (مز 78: 49) ودعا بولس الشوكة في جسده «ملاك الشيطان» (2كو 12: 7). ولكن كلمة «ملاك» اشتهرت باستعمالها للأرواح السماوية الذين يستخدمهم الله ليُجروا إرادته (مت 25: 31) فعُرفوا باسم «ملائكة الله».

2 - ما هي الأدلة على وجود الملائكة؟
* الاعتقاد بوجود الملائكة مؤيَّد بالدلائل العقلية، ولا يناقض العقل. وقد اعتقد فلاسفة اليونان القدماء كفيثاغورس وسقراط وأفلاطون وأرسطو بوجود درجة أو درجات من الخلائق متوسطة بين البشر والله. ورأى بعض المسيحيين عدم محدودية الله، واتساع الكون بما فيه الكائنات الكثيرة العدد، متدرّجة كدرجات سُلّم، تبدأ من العدم (أي عدم وجود كائن) إلى كائن غير محدود، ولاحظوا أن المسافة بين الإنسان وأدنى المخلوقات مشغولة بدرجات مختلفة من الخلائق، فاستنتجوا من ذلك أن المسافة بين الإنسان والله لا بد تكون غير محدودة، ولا تكون خالية من الخلائق. فإذا ثبت وجود خلائق على درجات مختلفة في هذه المسافة القصيرة بين أدنى المخلوقات والإنسان، فلا بد أن الخالق لم يترك المسافة بينه وبين الإنسان بدون مخلوق. وهذا القول ترجيحي فقط، لأنه لا بد يبقى بين أعلى المخلوقات والله غير المحدود مسافة غير محدودة. ولذلك لابد من إيراد أدلة أقوى من الأدلة العقلية، وهي:

(1) ورود ذكر الملائكة وخدمتهم في العهد القديم وفي عصر المسيح. صحيح أن الصدوقيين أنكروا وجود الملائكة كما أنكروا وجود الأرواح، ولكنهم كانوا مخطئين، فقد ذكرت التوراة الملاكين اللذين زارا سدوم (تك 19: 1) والملائكة الذين لاقوا يعقوب (تك 32: 1) والملاك الذي ضرب أورشليم (2صم 24: 17) والذي مسَّ إيليا (1مل 19: 5) والذي ضرب جيش الأشوريين وأباد جبابرتهم (2مل 19: 35 و2أي 32: 21) والذي أُرسل إلى دانيال وهو يصلي (دا 9: 21). وقيل «إلى ملائكته نسب حماقةً» (أي 4: 18). «لأنه يوصي ملائكته بك» (مز 91: 11) «باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوةً» (مز 103: 20) «سبحوه يا جميع ملائكته» (مز 148: 2).

(2) ذكر العهد الجديد وجود ملائكة، فعلّم المسيح أن الملائكة يفرحون بالخطاة متى تابوا (لو 15: 10) وأنه متى أتى ثانية تصحبه كل الملائكة (مت 25: 31) وأن من أنكره على الأرض قدام الناس ينكره هو في السماء قدام ملائكة الله (لو 12: 9). وفي أقوال الرسل عبارات كثيرة تدل على وجود هذه الطبقة السامية من الكائنات، وتشرح عملها في إجراء العناية الإلهية وفي سر الفداء.

3 - ما هو تعليم الكتاب المقدس في طبيعة الملائكة وصفاتهم؟
* هم أرواح (عب 1: 14) غير ماديين، لا ندركهم بالحواس، ولا خبرة شخصية لنا بوجودهم، لا بحواسنا ولا بمشاعرنا. ولكن ذلك ليس دليلاً على عدم إمكان ذلك. ولم ينكره غير الملحدين، لأنه إذا انتفى وجود الأرواح المجردة المحدودة انتفى أيضاً خلود الإنسان، فيكون موت جسده زوال وجوده نفساً وجسداً. ومن صفات الملائكة:

(1) إنهم أشخاص، لأنهم خلائق متوسطة بين الإنسان والله، أعلى من الإنسان ودون الله، ولهم صفات وقوى شخصية كالعقل والإرادة والعواطف ونحوها.

(2) إنهم أصحاب قوة وعظمة، يقول عنهم الكتاب «باركوا الرب يا ملائكته المقتدرين قوةً» (مز 103: 20). «مع ملائكة قوته» (2تس 1: 7). «حيث ملائكة وهم أعظم قوةً وقدرةً» أي أعظم قوةً وقدرةً من الإنسان (2بط 2: 11). «ورأيت ملاكاً قوياً» (رؤ 5: 2) «ورفع ملاك واحد قوي» (رؤ 18: 21). غير أن قوة الملائكة ليست إلهية بل هي قوة مخلوقة محدودة مستمدة من الله، وغير مستقلة عنه وخاضعة لإرادته.

(3) إنهم يفوقون البشر في القوى العقلية والمعرفة، لقرب مقامهم من الله وخدمتهم له على الدوام وما يفعلونه من الأعمال الرفيعة، وهذا واضح من قول المسيح: «وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بها أحدٌ، ولا ملائكة السماوات إلا أبي وحده» (مت 24: 36). وقول بولس «إن كنت أتكلم بألسنة الناس والملائكة» (1كو 13: 1) ومعناه: إن كنت أتكلم بأبلغ حكمة أو أبلغ فصاحة. ومع ذلك فإن معرفتهم محدودة كقوتهم لأنهم مخلوقون، والمعرفة غير المحدودة خاصة بالله وحده.

هناك تعاليم خاطئة بخصوص الملائكة:

(1) إنهم انبثاقات من اللاهوت، ولو أنها زائلة.

(2) إنهم انبثاقات من اللاهوت باقية، وهو مذهب الغناطسة.

(3) إنهم غير موجودين حقيقة، وإن ما جاء في الكتاب المقدس عنهم هو مجرد تخيّلات شعرية أو من خرافات العامة، نقله الكتبة القديسون مجاراةً لأهل عصرهم. وهذا هو مذهب العقليين وهو باطل، أولاً: لأن المراجع التي يستندون عليها ضعيفة. وثانياً: لأنه يلزم عنه رفض سلطان الكتاب كله، أو اتخاذ مبادئ تفسير تنقض قوته وتنفي أنه قانون الإيمان الوحيد.

ولما لم يكن في الكتاب المقدس نص على أن للملائكة أجساداً كانت أقوال العلماء في هذه المسألة مبنية على الترجيح العقلي، فقال بعضهم إن لهم أجساداً، ونفى غيرهم ذلك. والأرجح أن لهم أجساداً لطيفة جداً مثل النور والهواء لا نقدر أن نراها. فإذا أمكن وجود مادة كالهواء الذي نتنفَّسه ولا نقدر أن نراه، فلماذا لا يكون للخلائق العاقلة السامية أجسادٌ روحية غير منظورة تعمل بها كما يعمل الإنسان بجسده الحيواني الكثيف؟ وقال بولس إنه «يوجد جسمٌ حيواني وجسمٌ روحاني» وأوضح الفرق بينهما (1كو 15: 40-50). فالاعتقاد أن للملائكة أجساداً روحية أفضل من الاعتقاد أنهم جوهر بسيط أو أرواح بالمعنى المفهوم في شأن الله.

وقد اعتقد كثيرون من الآباء أن للملائكة أجساداً روحانية كيوستينوس الشهيد وأثيناغورس وإيريناوس وأكليمندس الإسكندري وترتليان وأغسطينوس. وفي سنة 787م حكم مجمع نيقية الثاني أن للملائكة أجساداً لطيفة من النار أو الهواء استناداً على بعض آيات الكتاب المقدس (مثل: أي 1: 6، 7 و38: 8 ودا 10: 6 ومت 28: 3 ومر 16: 5 ولو 24: 4 وأع 1: 10 و12: 7 و2كو 11: 14 ورؤ 10: 1). وفي سنة 1215م نقض المجمع اللاتراني هذا الحكم ونادى بأن الملائكة بدون أجساد. ووافقه في ذلك بطرس اللمبردي وكثيرون من علماء اللاهوت، وقالوا إن الأجساد التي ظهروا فيها أحياناً غير حقيقية. ولا يزال الاعتقاد أن للملائكة أجساداً روحانية هو الاعتقاد المرجح عند كثيرين.

4 - استنتاجاً من الكتاب المقدس، متى خلق الله الملائكة؟
* ليس في الكتاب المقدس كلام صريح في ذلك، فقال البعض إنهم خُلقوا بعد الإنسان، بدليل أن الله لما أبدع الكائنات الأرضية ابتدأ من الأدنى إلى الأعلى إلى أن خلق الإنسان، ثم تقدم بعد ذلك إلى ما هو أعلى منه فخلق الملائكة. وهذا يخالف نص الكتاب على وجود ملائكة في السماء قبل وجود البشر على الأرض بدليل ما يأتي:

(1) حين خلق الله الإنسان حاول كائنٌ خبيث كان قبله أن يخربه ويبيده (تك 3: 1-7). وكان هذا المخرِّب ملاكاً ساقطاً.

(2) لما أجاب الرب أيوب من العاصفة قال له «أين كنت حين أسستُ الأرض.. عندما ترنّمت كواكب الصبح معاً، وهتف جميع بني الله» (أي 38: 4-7) والتفسير المشهور أن «بني الله» هم الملائكة. فالملائكة كانوا موجودين حين وُضعت أسس الأرض. وأما الإنسان فهو تاج المخلوقات ليس لأنه آخرها!

5 - بحسب الكتاب المقدس، ما هو عدد الملائكة، وماذا عن أمانتهم ودرجاتهم؟
* (1) إذا استنتجنا وجود الملائكة من عدم محدودية الله، ومن اتساع الكون، نستنتج أيضاً أنهم كثيرون. وقد أكد لنا الكتاب ذلك، من قول ميخا بن يملة النبي «رأيت الرب جالساً على كرسيه وكل جند السماء وقوفٌ لديه، عن يمينه وعن يساره» (1مل 22: 19). ولما نزل الله على جبل سيناء ليعطي الشريعة لبني إسرائيل قيل «أتى من ربوات القدس (أي الملائكة)» (تث 33: 2). وفي جثسيماني قال المسيح لبطرس «أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبي فيقدم لي أكثر من اثني عشر جيشاً من الملائكة؟» (مت 26: 53). وكلمة «جيش» في اليونانية (على رأي المؤرخ جيبون) تعني اثني عشر ألفاً وخمس مئة. وقال دانيال «ألوف ألوف تخدمه، وربوات ربوات وقوف قدامه» (دا 7: 10). وقيل أيضاً «وظهر بغتةً مع الملاك جمهور من الجند السماوي» (لو 2: 13) «بل قد أتيتم إلى جبل صهيون.. وإلى ربوات هم محفل ملائكة» (عب 12: 22). «ونظرتُ وسمعت صوت ملائكة كثيرين حول العرش والحيوانات والشيوخ، وكان عددهم ربوات ربوات وألوف ألوف» (رؤ 5: 11). فالقول «ألوف ألوف» و«ربوات ربوات» يدل على أعداد لا تُحصى.

(2) أما عن أمانتهم، فقد غزت الخطية عالم الملائكة كما غزت عالم البشر، فانقسموا إلى قسمين: (أ) الذين ثبتوا على أمانتهم لله وللحق، ولذلك دُعوا «المختارين والمقدسين» (1تي 5: 1 ومت 25: 31). «مختارون» لأن الله اختارهم منذ الأزل وحفظهم من السقوط. و«مقدسون» لأنهم في آدابهم وسيرتهم يشابهون طبيعة الله، ويطيعون إرادته. ولما كان العدد الذي لا يُحصى هم القسم الأعظم من الملائكة، يكون عدد الساقطين قليلاً. (ب) الذين سقطوا ولم يثبتوا على أمانتهم لله وللحق. وفي العهد القديم إشارات جلية إليهم، منها ظهور الشيطان بهيئة حية في عدن ليجرب أبوينا الأوَّلين (تك 3: 1 ورؤ 12: 9) وظهوره ليجرب أيوب (أي 1: 12) ولما قام يهوشع الكاهن العظيم أمام ملاك الرب قام الشيطان عن يمينه ليقاومه (زك 3: 1). وذُكر أنه كان في أفواه الأنبياء الكذَبة أرواح كذب (2أي 18: 21). ويقول العهد الجديد إن إبليس جرَّب المسيح، آدم الثاني (مت 4: 1) وقال بطرس إن الله لم يشفق على ملائكة قد أخطأوا (2بط 2: 4). وتحدث يهوذا عن الملائكة الذين لم يحفظوا رياستهم بل تركوا مسكنهم (يه 6). وفي اليوم الأخير يقول المسيح للذين عن اليسار «اذهبوا عنّي يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدَّة لإبليس وملائكته» (مت 25: 41). ونستنتج من الكتاب المقدس أن عدد هؤلاء الأشقياء قليل بالنسبة إلى عدد الملائكة الأبرار.

(3) درجاتهم: هم متفاوتون في الرتب (أ) فقد قيل عن جبرائيل إنه ميَّز نفسه عن غيره من الملائكة بأنه هو «الواقف أمام الله» (لو 1: 19) مشيراً بذلك لرتبته. وقيل في ميخائيل إنه واحدٌ من الرؤساء الأوَّلين (دا 10: 13) ويؤيد ذلك أيضاً الألقاب المنسوبة إليهم مثل «رئيس الملائكة» و«رؤساء» و«سلاطين» و«قوات» و«سيادات» (أف 1: 21 وكو 1: 6 ويه 6). (ب) ونستدل على ذلك من التفاوت في الدرجات بين الملائكة الساقطين الذين ذُكر أن بينهم رؤساء (مت 9: 34 وأف 2:2). (ج) نستدل على ذلك أيضاً من وجود التفاوت بين البشر وكل الخلائق، فإنه في كل أعمال الله يتغلب وجود الرتب بالتدريج.

6 - ماذا ورد في الكتاب المقدس في شأن وجود رئيس للملائكة؟
* رأينا الملائكة متفاوتين في الرتب والدرجات، وقد وصفهم بولس بقوله «سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين» (كو 1: 16) وقال إنه يوجد رئيس ملائكة (1تس 4: 16) وقال يهوذا «ميخائيل رئيس الملائكة» (يه 9). وخلاصة ذلك نقول:

(1) لم يأتِ لقب «رئيس الملائكة» في العهد القديم إلا في الكلام على ميخائيل أنه واحدٌ من الرؤساء الأولين و«ميخائيل رئيسكم» (دا 10: 13، 21) وقيل أيضاً «ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك» (دا 12: 1).

(2) ورد لقب «رئيس» في العهد الجديد مرتين، في القول «لأن الرب نفسه بهتافٍ، بصوت رئيس ملائكة» (1تس 4: 16) وقال يهوذا «ميخائيل رئيس الملائكة» (يه 9). ففي هاتين الآيتين جاء بصيغة المفرد، في أولهما بالنكرة وفي الثانية معرّفاً. وقال سفر الرؤيا «وحدثت حرب في السماء: ميخائيل وملائكته حاربوا التنين وملائكته» (رؤ 12: 7). فذُكر هنا ميخائيل كقائد للجنود المقدسين، كما ذكر التنين قائداً للجنود الأشرار. ولكن لا يُستفاد من هذا أن ميخائيل هو الرئيس الوحيد للملائكة، لأن جبرائيل أيضاً ذُكر أنه في مقام عال جداً (دا 8: 16 و9: 21 ولو 1: 19، 26) وقيل أيضاً في دانيال إن «ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين» وذلك دليل على وجود رؤساء بينهم.

7 - ماذا قال الكتاب المقدس في الكروبيم والسرافيم؟
* (1) الكروبيم جمع كروب في اللغة العبرية، وكلاهما مستعملان في الكتاب (تك 3: 24 وخر 25: 19، 22 و1صم 4:4 ومز 18: 10 و80: 1 و99: 1 وحز 10: 2، 14) وفي حزقيال سُمّوا حيوانات (حز 1: 5 و13: 15، 20) أي خلائق حية. ونعرف صفات الكروبيم وأعمالهم من الأحوال التي ظهروا فيها والأسباب التي ظهروا لأجلها. واستُخدمت كلمة «كروب» للصورة المؤلفة من الإنسان والأسد والثور والنسر معاً. ولما كان كل كائن من هذه مشهوراً، رجح المفسرون أن مجموعها كناية عن أسمى صور المخلوقات الحية في الكون طبيعة وعملاً، وأن الإشارة فيها إلى أن أسمى قوات الخليقة موضوعة لخدمة الله على الدوام. واشتهر الرأي بين علماء اللاهوت القدماء أن لتلك الخلائق الرفيعة الشأن وجوداً حقيقياً لا وهمياً، غير أنهم أخذوا أشكالاً متنوعة بحسب الحاجة، لأهداف خاصة، كما في خيمة الاجتماع في رؤيا حزقيال (1: 10) ورؤيا يوحنا (رؤ 4) وأن لتلك الأشكال معاني رمزية تشير إلى أن الخليقة مستعدة على الدوام لتتمم إرادة الله بعقل الإنسان، وشجاعة الأسد، وصبر الثور، وسرعة النسر. وقد تساءل المفسرون إن كان وجودهم وقتياً أو دائماً؟ ورجح البعض أنهم من الخلائق السماويين الدائمي الوجود كالملائكة، غير أنهم يمتازون عنهم في المقام والخدمة لأنهم قريبون جداً من عرش الله. وقيل في سفر الرؤيا ما يدل على أنهم أحياء عاقلون، لأنهم يسجدون لله ولا يزالون نهاراً وليلاً قائلين «قدوس قدوس الرب الإله القادر على كل شيء، الذي كان والكائن والذي يأتي» (رؤ 4: 6-8). ويؤيد ذلك ذكرهم أول مرة في الكتاب على أنهم فعلة عاقلون مقدسون ذوو رتب عالية من الملائكة، وربما من أرفعهم (تك 3: 24).

(2) السرافيم. لم يرد هذا الاسم في الكتاب المقدس سوى مرتين في إش 6: 2-6. ويظن البعض أن الكروبيم والسرافيم اسمان لدرجة واحدة من الملائكة. ويؤيد هذا الرأي ما قاله الكتاب عن الفئتين، وأن الفرق بين أوصاف الكروبيم والسرافيم غير جوهري، كما أن المشابهة بينهما جوهرية، فالذين دعاهم إشعياء «سرافيم» دعاهم حزقيال «كروبيم» ودعاهم يوحنا «حيوانات» وأشاروا جميعاً إلى أنهم فعلة أحياء عاقلون، وإلى أنهم خلائق لأنهم يسجدون لله بدون انقطاع. والأرجح أن لهم أعلى رتب الملائكة التي ذكرها بولس في رسائله (أف 1: 21 وكو 1: 16). وعلى ما نستنتج من الكتاب المقدس أن الفرق بينهم وبين الذين يُسمون ملائكة هو في المقام والعمل لا في الطبيعة. فالملائكة يُرسَلون لخدمة ورثة الخلاص، بينما الكروبيم والسرافيم يخدمون يهوه العظيم، ولذلك يلبثون في مجد حضرته وحول عرشه.

8 - ماذا يقول الكتاب المقدس عن عمل الملائكة؟
* يعلّمنا الكتاب أن عملهم هو:

(1) السجود لله.

(2) تنفيذ إرادته.

(3) خدمة ورثة الخلاص.

وقيل أيضاً إنهم يحيطون بالمسيح، وإنهم مستعدون على الدوام ليتمموا كل خدمة تُطلب منهم في تقدم ملكوته. وفي زمن العهد القديم ظهروا تكراراً لخدام الله ليُعلنوا لهم إرادته، وضربوا المصريين، وحضروا مع الله لما أعطى الناموس على جبل سيناء، ولازموا بني إسرائيل مدة سفرهم وأبادوا أعداءهم وعسكروا حولهم، سوراً لهم في وقت الخطر، وأنبأوا بولادة المسيح واحتفلوا بها (مت 1: 20 ولو 1: 31 و2: 13). وخدموه في وقت تجربته وآلامه (مت 4: 11 ولو 22: 43) وبشَّروا بقيامته وأنبأوا بصعوده (مت 28: 5، 6 ويو 20: 12 وأع 1: 10، 11) وخلّصوا بطرس من السجن (أع 5: 19 و12: 7) وهم على الدوام يخدمون المؤمنين (عب 1: 14) ويحرسون الأولاد (مت 18: 10) ويحملون نفوس الموتى إلى حضن إبراهيم (لو 16: 22) وسيرافقون المسيح في مجيئه ثانيةً، ويجمعون شعبه إلى ملكوته (مت 13: 39 و16: 27 و24: 31).

وبالإضافة إلى ما سبق نستنتج من الكتاب المقدس أنهم:

(1) يقدرون أن يُجروا أعمالاً في العالم الطبيعي وخارجاً عنه حسب إرادة الله. ولما كانت طبيعتهم أسمى من طبيعتنا، فإنهم يقدرون أن يجروا أعمالاً تفوق إدراكنا، فقد قتل ملاك واحد منهم كل أبكار المصريين في ليلة واحدة.

وقال قدماء اللاهوتيين إنهم يقومون بأعمالٍ عظيمة جداً في العالم الخارجي، وإن كل التأثيرات الطبيعية ناتجة من خدمتهم، حتى أن النجوم تدور في مداراتها بقوتهم. وهذا قول ينقصه الدليل، ولا يحقّ لنا أن ننسب للملائكة عملاً بدون برهان من الكتاب المقدس.

(2) يقدرون أن يعملوا أيضاً في عقول البشر، فيحركونها لعمل الخير بحسب نواميس طبيعتنا باستعمال الوسائط المناسبة. ويختلف تأثيرهم هذا عن تأثير الله والروح القدس فينا في أنهم يعرضون الحق علينا ويرشدون فكرنا كما يؤثر إنسان في آخر. ويقول الكتاب المقدس إن الله فوّض إليهم أحياناً الإرشاد العام والحماية والتقوية الداخلية والتعزية، فقام ملاك بتقوية المسيح في جثسيماني وهو في كآبته، وهو قادر أن يقوي المؤمنين به أيضاً. وإن كان الملائكة الأشرار يقدرون أن يجربوا الإنسان للخطية، فبالأولى أن الملائكة الأخيار يقدرون أن يستميلوه إلى القداسة. وهم يحفظون المؤمنين من أعدائهم، ويحرسون الأطفال (مت 18: 10) ويساعدون الكبار (مز 34: 7) وينقلون المؤمنين إلى دار الخلود (لو 16: 22). ووعدنا الله بالحماية بواسطتهم «لأنه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك في كل طرقك. على الأيدي يحملونك لئلا تصدم بحجر رجلك» (مز 91: 11، 12) وهو كلام حقيقي لا مجازي بدليل استناد المسيح عليه (مت 26: 53).

(3) يخدمون في تقدم الكنيسة. ففي العهد القديم أُعطيت الشريعة بخدمتهم (أع 7: 53 وعب 2:2) وأوصاهم الله بشعبه (مز 91: 11، 12) وفي العهد الجديد قيل إنهم يحضرون اجتماعات القديسين (1كو 11: 10) وإنهم يحاربون التنين وملائكته (رؤ 12: 7).

وتعليم الكتاب عن خدمة الملائكة يعزي المؤمنين ويفرحهم، لأنه يؤكد لهم أن الملائكة يعسكرون حولهم كجنود العلي نهاراً وليلاً، ويحمونهم من الأعداء غير المنظورين والأخطاء المحيطة بهم على الدوام. غير أننا يجب أن نحترس من الاتكال عليهم ولا يجب أن نطلب منهم المعونة، لأنهم في يدي الله القدير، وهو يستخدمهم لينفذوا إرادته كما يستخدم الرياح والبروق (عب 1: 7) فهم مجرد أدوات في يد الصانع، وليس من الناس من يتكل على الأداة دون الذي يستعملها.

9 - ما هو الرأي الأقرب للصواب في شأن «الملاك الحارس»؟
* قال البعض إن لكل مؤمن ملاكاً حارساً خاصاً، اعتماداً على قول المسيح إن للصغار «ملائكتهم في السماوات كل حين ينظرون وجه أبي الذي في السماوات» (مت 18: 10) وأيضاً على قول المجتمعين في بيت مريم عن بطرس «إنه ملاكه» (أع 12: 7، 15). فنقول إن الآية الثانية لا تثبت أن لبطرس ملاكاً حارساً خاصاً، لأن ما قيل عن «ملاك بطرس» لم يُنطق به بالوحي (ولو أن ذِكْره في الكتاب كان بالوحي). فلا يصح أن نسند إليها تعليماً ما. كل ما هناك أن هذا كان الاعتقاد العام بين المجتمعين في بيت مريم. وأما الآية الأولى فيظهر منها أن للأولاد ملائكة يحرسونهم ويسهرون على مصالحهم وخيرهم، ولكنها لا تُثبت أن لكل ولدٍ أو مؤمنٍ ملاكاً حارساً خاصاً. وقال معظم المفسرين إن الله كلف ملائكة مخصوصين أن يعتنوا بممالك خاصة بناءً على ما جاء في دانيال من ذكر رئيس مملكة فارس ورئيس مملكة اليونان والقول لدانيال : «ميخائيل رئيسكم» (دا 10) وقالوا: بما أن ميخائيل الذي دُعي رئيس العبرانيين لم يكن ملاك العهد غير المخلوق، ولا رئيساً بشرياً بل رئيس ملائكة، لزم أن رئيس مملكة فارس ورئيس مملكة اليونان هما أيضاً ملاكان. وهذا موضع شك بدليل ما يأتي:

(1) لم ترد في العهدين القديم والجديد إشارة في غير هذا المكان إلى أن لكل أمة وثنية في القديم أو الآن ملاكاً حارساً أو روحاً شريراً موكلاً بها.

(2) سُمّيت القوات القائمة قُبالة الملاك الذي ظهر للنبي أيضاً ملوك فارس (دا 10: 13).

(3) جاء في دانيال 11 ذكر ملوك أرضيين بطريقة يُستنتج منها أنهم هم القوات المضادة المشار إليها، وليس الملائكة الأخيار ولا الأشرار.

10- هل تجوز عبادة الملائكة؟
* ظهر اتجاه في الكنيسة لإكرام الملائكة أكثر مما يليق، حتى أن المجمع السابع المسكوني (النيقوي) سنة 787 م حكم بتقديم نوع من العبادة لهم، تكون أدنى من العبادة التي تُقدم لله العظيم، مع أن المجمع النيقوي الأول، وهو من أقدم المجامع وأفضلها قال إنهم مخلوقون. وينهى الكتاب المقدس عن عبادة الملائكة بأمرٍ جاء مرتين ليوحنا: «انظر! لا تفعل. أنا عبدٌ معك ومع إخوتك الذين عندهم شهادة يسوع. اسجد لله» (رؤ 19: 10 و22: 9).

11- ما هي أسماء رئيس الملائكة الأشرار في الكتاب المقدس؟
* الشيطان، ومعناه خصم (أي 1: 6 و1أي 21: 1 ومت 4: 10 ولو10: 18). وإبليس، ولم يرد إلا بصيغة المفرد، ومعناه قاذف ومجرِّب والمشتكي (مت 4: 1). والشرير (مت 6: 13) وأبوليون، ومعناه هلاك أي المهلك، وأبدون بنفس المعنى (رؤ 9: 11) وبعلزبول وهو في الأصل اسم إله عقرون أعظم آلهة الفلسطينيين (2مل 1: 2 ومت 12: 24) وبليعال (2كو 6: 15) و ملاك الهاوية (رؤ 9: 11) ورئيس هذا العالم (يو 12: 31) ورئيس سلطان الهواء (أف 2:2) وأسد زائر (1بط 5: 8) والذي من البدء يخطئ (1يو 3: 8) والمشتكي (رؤ 12: 10) وقتّال الناس، وكذاب (يو 8: 44) والحية (2كو 11: 3) والحية القديمة (رؤ 12: 9) والتنين العظيم (رؤ 12: 3، 9) وإله هذا العالم (2كو 4:4) والذي له سلطان الموت (عب 2: 14). غير أن الشيطان وإبليس أشهرها جميعاً، وقد دُعي بهما في الكتاب نحو تسعين مرة.

أما كلمة شيطان فهي عبرية بصيغة اسم الفاعل، مشتقة من الفعل شطن بمعنى كَمَنَ أو ناقض أو خاصم أو قاوم، فيكون معناها خصماً أو مضاداً. وقد جاءت بالنكرة بهذا المعنى في القول «أقام الرب لسليمان خصماً» (وفي العبرية شيطاناً) (1مل 11: 14) وقد ورد الفعل في الكتاب المقدس بلفظه فقيل «أراني يهوشع الكاهن العظيم قائماً قدام ملاك الرب، والشيطان (الخصم) قائم عن يمينه ليقاومه» (وفي العبرية: ليشطنه) (زك 3: ا، 3). ودعا المسيح مرة بطرس «شيطاناً» لأنه وافق مشورة الشيطان وقدمها للمسيح لصالح أهداف الشيطان. وهذا هو المثال الوحيد لاستعمال هذه الكلمة في العهد الجديد لغير رئيس الملائكة الساقطين. وأما كلمة «إبليس» فهي يونانية معربة أصلها «ديابولوس» ومعناها قاذفٌ أو مشتكٍ، وهي أكثر استعمالاً من كلمة شيطان في العهد الجديد. وقد استُعلمتا معاً في جملة واحدة، فقيل «طُرح التنين، الحية القديمة، المدعو إبليس والشيطان» (رؤ 12: 9). ويراد بها في العهد الجديد العدو الكبير لله وللمسيح ولملكوته وشعبه ولكل الحق، المملوء من الكذب والخبث، الطاغي إلى الشر (مت 4: 1-11 ولو 4: 1 ويو 8: 44 وأع 13: 10 وأف 6: 11 و1بط 5: 8 و1يو 3: 8 ورؤ 12: 9).

12- ماذا يقول الكتاب المقدس في أصل الملائكة الأشرار وسبب سقوطهم؟
* جاء فيه أن بعض الملائكة لم يحفظوا رئاستهم الأولى، وهؤلاء هم الذين أخطأوا، فلُقّبوا «أشرار» و«أرواح نجسة» و«رؤساء» و«سلاطين» و«ولاة العالم.. على ظلمة هذا الدهر» و«أجناد الشر الروحية (الأرواح الشريرة) في السماويات» (لأنهم كانوا من سكان السماء أصلاً. وقيل عن إبليس إنه رئيس سلطان الهواء أف 2:2، لأن قوتهم ليست محدودة بحدود قوة أهل الأرض، وهجومهم غير قاصر على أجساد البشر، بل على نفوسهم الخالدة أيضاً). وجميع هذه الألقاب مع ما تقدم ذكره من أسمائهم وألقابهم تدل على طبيعتهم وقوتهم وصفاتهم. ونرى في الكتاب أنهم خُلقوا أولاً في حالة القداسة ثم سقطوا منها، ولكن لم يعلن لنا فيه شيء عن الوقت الذين سقطوا فيه، ولا المعصية التي سقطوا بها. غير أن علماء الكنيسة قالوا إن خطيتهم الأولى كانت الكبرياء مستندين في ذلك على قول الرسول إن الأسقف يجب أن يكون غير حديث الإيمان «لئلا يتصلَّف فيسقط في دينونة إبليس» (1تي 3: 6). وتفسير هذه الآية أن الدينونة التي استحقها إبليس كانت بسبب خطية الكبرياء كما يُستفاد من القرينة، لأن معنى الفعل تصلف هو «ادَّعى فوق ما عنده إعجاباً وتكبُّراً». وقال البعض إن ما حمل الشيطان على العصيان على الله وإغواء أبوينا الأولين هو الطمع في التسلط على أرضنا وجنسنا. ولكن ليس في الكتاب المقدس ما يؤيد هذا الزعم، لأن الكتاب يذكره أول ما يذكره بصفة ملاك مرتد ساقط، ثم جاء كلام صريح على أنه ملاك ساقط أرفع من رفقائه قدراً وقدرة، وأنه عدو لدود لله وللإنسان، ومضاد لكل خير، ومجتهد في انتشار الشر. أما قول العقليين إن الشيطان كناية عن الشر، فيكون الشيطان أمراً معنوياً، لا شخصاً عاقلاً حقيقياً فيخالف الكتاب المقدس وإيمان الكنيسة، بدليل ما يأتي:

(1) ينسب الكتاب المقدس إليه صريحاً الصفات والأعمال الشخصية، فقد جرَّب آدم الأول وألقاه في الخطية (تك 3: 13، 14) وهجم بكل قواه وخداعه وحيله بهذا القصد الخبيث على آدم الثاني (مت 4: 1-11) وحاول أن يغربل التلاميذ مثل الحنطة (لو 22: 31) ويجول كأسد زائر ملتمساً من يبتلعه (1بط 5: 8) ويشتكي على إخوتنا، ويضل العالم كله (رؤ 12: 9، 10) وأنه منذ البدء كذاب وقتال للناس (يو 8: 44) وله مملكه مؤلفة من فعلة عاقلين يقاومون ملكوت الله (مت 12: 25، 26) وأنه سيُدان في اليوم الأخير ويُعاقب مع البشر الخطاة الهالكين (2 بط 2: 4 ويه 6 ومت 25: 41).

(2) ما جاء في التاريخ يدل على أنه شخص عاقل وله رفقاء ساقطون مثله. ومن ذلك الكلام على قيام حرب هائلة منذ السقوط بين الخير والشر، نشأت عنها طوائف وثنية وأديان خرافية وفلسفات كاذبة ملأت العالم والزمان، وكلها تدل على قوة عقل إبليس الطاغي، سبب الخطية ومصدرها. وخلاصة ما جاء في أسفار الكتاب المقدس التعليمية والتاريخية أن الشيطان شخص عاقل ذو قوة وسلطان ورُسل وأتباع، وأنه يجرب ويقاوم، وسوف يُحاسَب ويُعاقَب. وفي الكتاب المقدس أدلة كافية على شخصية الملائكة والبشر.

وقال البعض إن اعتقاد وجود الشيطان اشتهر بين العبرانيين بعد السبي من مصدر وثني. ولكن هذا يخالف الكتاب الذي يقول إنه هو الذي جرب أبوينا الأوَّلين، وحاول أن يرد أيوب عن الله. وقد جرت هاتان الحادثتان قبل سبي بابل بزمان طويل. وجاء صريحاً في الكتاب أن الشيطان عدو الله، ورئيس ملكوت الظلمة الذي يشمل كل الخلائق الأشرار، وأن الإنسان بارتداده عن الله سقط تحت سلطانه، وأن خلاص الإنسان يقوم بنقله من ملكوت إبليس إلى ملكوت ابن محبة الله.

وقال آخرون إن الذين قيل عنهم إنهم خاضعون للشيطان هم أرواح البشر الساقطون الذين خرجوا من هذا العالم، لا الملائكة الأشرار. وهذا يتضح بطله:

(1) من التمييز بينهم وبين الملائكة المختارين.

(2) من قول يهوذا إنهم لم يحفظوا رياستهم أو حالتهم الأولى.

(3) من قول بطرس «لأنه إن كان الله لم يشفق على ملائكةٍ قد أخطأوا» (2بط 2: 4).

(4) من تلقيبهم بسلاطين وقوات ورؤساء ونحوها من الألقاب التي تدل على أنهم أسمى من الإنسان أصلاً وأشد منه قوة.

13- ماذا ورد في الكتاب المقدس في قوة الملائكة الأشرار وسطوتهم؟
ورد أنهم كثيرو العدد وأقوياء جداً، وأن لهم سلطاناً في عالمنا، ويقدرون أن يؤثروا في أجساد البشر وعقولهم. ومن أمثلة تأثيرهم في الجسد ما جاء من ذكر عملهم مع أيوب (أي 2: 4-7) ومع بعض المجانين والمصروعين (مر 9: 17-26). ومن أمثلة تأثيرهم في العقل ما فعلوه مع حواء (تك 3: 1-6) وأخآب لما أراد أن يصعد على راموت جلعاد (1مل 22: 20-22) وحنانيا وامرأته (أع 5: 3) والجارية التي كان فيها روح عرافة (أع 16:16) وكل المجانين المذكورين في العهد الجديد لأنهم كانوا مصابين في العقل والجسد. غير أن قوتهم محددة من الله، لا يقدرون أن يغتصبوا أحداً. وينجح كل من يحاول أن يخلع نيرهم ويهزمهم بسلاح الله (أف 6: 13 ويع 4: 7). أما الحدود التي تحصرهم فهي:

(1) إنهم تحت سلطان الله، فلا يقدرون أن يعملوا إلا بإذنه.

(2) ينفذون أعمالهم بموجب نواميس طبيعية.

(3) لا يقدرون أن يُبطلوا حرية الإنسان ومسؤوليته. ومع ذلك فقوتهم عظيمة جداً لأنهم يقدرون أن يستأسروا من يريد من الناس أن يسلم نفسه إليهم، وأن يعملوا في أبناء المعصية. ويحذر الكتاب المسيحيين من خداعهم، ويحثُّهم على مقاومتهم بقوة الرب متسلحين بسلاح الله الكامل.

وبالغ البعض في سلطان الأرواح الشريرة، فنشأت عن ذلك شرور كثيرة، إذ نسبوا إليهم كل الكوارث الطبيعية، كالعواصف والحرائق والأوبئة ونحوها، بل اعتقدوا ما هو أفظع من ذلك، وهو أنهم يقطعون عهوداً مع البشر، وأن الإنسان يقدر أن يعقد اتفاقاً مع الشيطان وينال منه قوة فائقة العادة لأجلٍ مسمّى على شرط أن يسلم الإنسان نفسه للهلاك. وفي القرنين 17، 18 حُكم ظلماً على كثيرين ممن اتُّهموا بالسحر والشعوذة والعرافة والكهانة ونحوها مما نُسب إلى عمل الشيطان. وخُدع كثيرون من أهل أوربا بهذه الضلالات واشتركوا في إبادة الذين اتُّهموا بالسحر، وآل ذلك إلى هلاك ألوف لا تُحصى منهم. غير أنه لا يجوز أن نتطرف في إنكار سلطان الأرواح الشريرة في الطبيعة أو في أجساد البشر وعقولهم لنتخلص من الشرور التي تنشأ عن التطرف من الجهة الأخرى. بل يكفي أن نتمسك بتعليم كتاب الله الصريح أن هذه الأرواح لا تقدر أن تعمل إلا بموجب قوانين الطبيعة وحرية الإنسان، وأنه لا يمكن اكتشاف أعمالهم وبيانها بالدليل القاطع أكثر مما يمكن اكتشاف أعمال الملائكة وبيانها. فنحن لا نقدر أن ننسب بالتأكيد إلى فئة منهما تأثيراً خاصاً. فيجب أن نشكر الله لأجل خدمة ملائكة النور غير المنظورة وغير المدركة، وأن نحترس من حيل أرواح الشر ونطلب إلى الله أن يحمينا منها.

14- ماذا يُقال في تجربة الشيطان للمسيح في البرية؟
قال البشيرون إن المسيح بعد معموديته أُصعد إلى البرية من الروح ليُجرَّب من إبليس (مت 4: 1-11). وهناك آراء في كيفية حدوث هذه التجربة:

(1) إنها خواطر جرت على بال المسيح، نشأت في عقله، لكنه لم يخضع لها. وهذا الرأي مرفوض لما يأتي: (أ) لا يمكن أن تنشأ هذه الخواطر من عقل المسيح. (ب) لا يمكن أن هواجس الشيطان تدخل العقل القدوس البريء من الخطأ.

(2) إنها قد جرت في رؤيا. وهذا الرأي مرفوض لما يأتي: (أ) إن خبر الكتاب المقدس لا يدل على شيء من الرؤيا. (ب) إن تفصيل الخبر أكثر مما يلزم للرؤيا. (ج) تم ذلك في مدة أربعين نهاراً وأربعين ليلة، وهي أكثر جداً مما يلزم للرؤيا.

(3) إنها جرت بالفعل، فخرج المسيح إلى البرية بقوة الروح القدس وتكلم الشيطان معه، وهاجم لاهوته مرتين في تجربتين، وحدد له البرهان الذي يثبت به لاهوته. ولما أفحمه المسيح بالدليل الكتابي هاجم إبليس ناسوت المسيح، وحاول أن يحرك فيه الطمع في الشهرة والمجد والقدرة، فأفحمه المسيح أيضا بقوله «مكتوب». نعم جاء الشيطان ليجرب المسيح ولو أن «ليس له فيه شيء» (يو 14: 30).

15- ما معنى سكن الأرواح النجسة في البشر، وماذا يقول الكتاب المقدس في ذلك؟
* معناه حلول روح شرير في الإنسان يُحدث فيه تأثيرات واضطرابات وآلاماً جسدية وعقلية. وكان فعل تلك الأرواح يقتصر أحياناً على العقل كما في أمر الجارية التي كان فيها روح عرافة (أع 16:16). وربما كان من هذا النوع بعض الأنبياء الكذبة والسحرة. وأحياناً يقتصر فعل الروح الشرير على الجسد فقط. وغالباً يعم الجسد والعقل معاً. ولم يكن جنون المجانين المذكورين في العهد الجديد ناشئاً عن مرضٍ، بل من سكن الشياطين فيهم. ويبرهن ذلك:

(1) إن ذلك كان اعتقاد اليهود جميعاً في ذلك العصر.

(2) صدق المسيح وتلاميذه هذا الاعتقاد بدليل قولهم عن هؤلاء المجانين إن فيهم أرواحاً نجسة، وخاطبوا تلك الأرواح كما يخاطبون الأشخاص، فأمروهم بالخروج من الناس. ولا شك أن جميع الذين سمعوا هذا الكلام من المسيح والرسل فهموا هذا المعنى، ولم ينفِ المسيح ذلك، بل أثبته بأن وعد تلاميذه أن يعطيهم سلطاناً أن يُخرجوا الأرواح النجسة، لأن له هذا السلطان، وقد فوَّضه إليهم. وبما أنه قال إنه أتى لينقض أعمال إبليس كانت غلبته عليه وعلى ملائكته تبرهن صدق قوله، وأنه الملك الموعود به والغالب الذي جاء للعالم ليؤسس ملكوت الله الذي لا انقضاء له.

وقال مفسرو الأناجيل عن الذين دخلتهم الأرواح النجسة آراء مختلفة. والأرجح أن أرواحاً نجسة حقيقية سكنت أولئك الناس وفعلت فيهم بقواها كما شاءت لتتمم مقاصدها الشريرة. وقد شاعت في ذلك آراء باطلة منها:

(1) مذهب المجاز، وهو أن أولئك المجانين كانوا مصابين بأمراض مختلفة جسدية وعقلية، وقد قيل مجازاً إنهم مسكونون.

فنجيب: (أ) يميز الكتاب بين الأمراض وسكن الشياطين، فجاء فيه «فأحضروا إليه جميع السقماء المصـابين بأمراض وأوجاع مختلفة والمجانين والمصـروعين والمفلوجين فشفاهم» (مت 4: 24). و«لما صار المساء قدموا إليه مجانين كثيرين، فأخرج الأرواح بكلمة، وجميع المرضى شفاهم» (مت 8: 16). ولما أرسل تلاميذه قال لهم «اشفوا مرضى. طهِّروا بُرصاً. أقيموا موتى. أخرِجوا شياطين» (مت 10: 8) فأعطاهم سلطاناً على عمل أربعة أشياء مختلفة يتميز كل منها عن الآخر. (ب) عرفت الأرواح أن المسيح إله حق، فقال واحدٌ منهم «أنا أعرفك من أنت: قدوس الله» (مر 1: 24) والأمراض الجسدية لا تجعل صاحبها يقول هذا للمسيح. (ج) عاتبت الأرواح يسوع قائلة «ما لنا ولك يا يسوع ابن الله! أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا؟» (مت 8: 29). (د) اختار الأرواح لأنفسهم معاملة خاصة من المسيح، وألحوا عليه أن يفعلها لهم، فطلبوا منه «إن كنت تخرجنا فائذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنازير» (مت8: 31). (هـ) كانت الأرواح تتكلم مع المسيح، وكان ينتهرها «وكانت شياطين أيضا تخرج من كثيرين وهي تصرخ وتقول: أنت المسيح ابن الله! فانتهرهم ولم يدعهم يتكلمون لأنهم عرفوه أنه المسيح» (لو 4: 41). وكل هذا يدل على أن المعنى المقصود حقيقي لا مجازي.

(2) مذهب المجاراة، وهو أن يهود ذلك العصر اعتقدوا بسكن الأرواح النجسة في البشر. ولم يصدق المسيح ذلك، غير أنه جارى أهل عصـره على اعتقادهم، فتكلم وتصرف بطريقة تُثبت تلك الخرافة، فصدق الشعب ما يعرف المسيح أنه باطل.

والرد على هذا المذهب الباطل أنه يعني أن المسيح قاد الشعب ليصدقوا ما يعلم هو أنه خطأ، مع أنه البريء من الخطأ وأنه نور العالم! وكل ما سبق من الأدلة على خطأ مذهب المجاز يصدق على بطل هذا المذهب أيضاً.

ولم يُذكر في العهد القديم سوى قليلين من الذين يُظن أنهم كانوا مسكونين. ومنذ نهاية القرن المسيحي الأول إلى الآن انحسرت هذه الظاهرة، فقام السؤال: لماذا حصر الله تأثير الأرواح النجسة بهذه الكيفية في أول مدة العهد الجديد، خاصة في عصر المسيح، لأنه حيثما ذهب كان يصادفهم؟ وربما كان الجواب الصحيح لذلك هو أن «نسل المرأة» وتلك «الحية القديمة» كانا في حرب شديدة منذ سقوط الإنسان. وبسماح من الله اشتدت الحرب في زمان المسيح، وربح الشيطان سلطاناً واسعاً مخيفاً على البشر، وكانت المظاهر المنظورة لأعمال الشياطين في المجانين وسائل خاصة لإظهار قوة المسيح، وفرصة لبيان طبيعته الإلهية ورسالته وحقيقة نصرته الأخيرة الأبدية، وأن المسيح هو أقوى من الرجل القوي المتسلح، فقد أُظهر لينقض أعمال إبليس (لو 11: 22) ووعد أن يعطي جميع المتكلين عليه هذه النصرة على ذلك العدو.