حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مُــحَــمَّــدْ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: مُــحَــمَّــدْ (/showthread.php?tid=32213) |
مُــحَــمَّــدْ - ضيف - 02-03-2005 اللهم صل على محمد عدد خلقك ورضا نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك يارب لا تفرق بيننا وبينه حتى تدخلنا مدخله اللهم أجمع بيننا وبينه كما آمنا به ولم نره الله اسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا نظمأ بعدها أبدا مُــحَــمَّــدْ - العاقل - 02-17-2005 (3) ( من الشك ... إلى نشر اليقين ) الشك ... يعمل في النفس عملا عجيبا . ويتمدد داخلها ، ويغمرها تماما . وهو ، حين يفعل ذلك ، يجهد هذه النفس بالتساؤل . والشك ، يكون في البداية : تساؤلا ؛ لكنه تساؤل من ذلك النوع الذي تحمل إجابته تساؤلا آخرا . والعين تصاب بالذهول ، وتكاد تتعطل أعضاء الجسد عن العمل كليا ، ما عدا العقل . هذا الذي يصاب فجأة بمرض : التساؤل ، وكل الأسئلة التي يسألها ، كلها تنتظر إجابة قطعية . أسئلة تبدأ ، بـ : هل ، هذا النوع من الأسئلة الذي لا ينتظر سوى : نعم أو لا ، هذا النوع ، إذا تخالط مع الشك ، كان لا ينتج إلا : لا أدري . وحين تصل النفس ، بعد جهد .. إلى : لا أدري . إما أن تقول : وهل ، في محاولة لبدء دورة جديدة من التساؤل . أو أنها تنظر لذاتها ، تلك النظرة التي لا تحمل إلا معنى واحدا ، معنى يكاد يخرج بين ثنايا تلك النظرة ، معنى يقول : ما جدواك ؟ وحين يصل الإنسان إلى التساؤل عن جدوى وجوده ، طالما أنه عاجز عن الإجابة ، فإنه ... يسعى لتأكيد هذه اللاجدوى . تأكيدها بأن يفني هذا الجسد . وتتعاظم هذه الحال ، بل تصل إلى الذروة ، حين يكون موضوع الشك هو العقل . حين يتسائل العقل عن جنونه ، وصحة ما يراه ويسمعه . وحين يتسائل عن مصيره ، وما يراد منه . حين يكون الشك يدور في تلك الحلقات ، التي بدون ارتباطها ، يكون الإنسان لا شيء .. وإن كان شيئا يسعى لتأكيد بأنه لاشيء ، فيقتل وجوده . كان محمد يمر بهذه الحالة ، عندما توقف ذلك الهاتف عنه ، وكان يسأل ذات الأسئلة ، التي تجعله يحمل نفسه لإلقائها من فوق الجبال . كانت حالته ، من الخصوصية بمكان ، إذ أن شقائه أصبح امتدادا لحالة من التشاؤم والبغض لما عليه قومه ، كان هذا الهاتف عندما جاءه ، لم يأتيه وهو بحالة مستقرة .. بل كان في حالة ، هي للتشاؤم أقرب منها للإستقرار . حتى خديجة ، التي أهمها ما رأته من تغير في زوجها، وتلك الحالة التي تعتريه فجأة . كانت خديجة تحاول ان تفعل كل شيء لتعيده لحالة من الإستقرار والسكون . قالت له ذات مرة .. عندما رات فيه ذلك الشوق .. وذلك الخوف ، ورأت فوق كل ذلك : الأسى .. يكاد يقطر من جبينه ، كما يقطر العرق أو تتساقط قطرات الندى عند اهتزاز الأوراق . قالت له : - ما ارى ذاك الذي يأتيك ، إلا قد قلاك . كانت فكرة ، كهذه ، أن يهجره ذلك الهاتف : أمنية ومصيبة في نفس الوقت . أمنية ، إذ مجرد تلك الحالة التي تعتريه حين يتعض له ، كانت تصيبه بالإرهاق . ومصيبة ، إذا نظر في حاله ، من بعد ذهابها ، حاله .. التي لا تلبث أن تتسارع في هبوطها وانحدارها . وكان كلام خديجة ، الذي يفترض به أن يكون مواسيا ... كان قاسيا عليه . لم تدم هذه الحال طويلا ، ولم تستمر أكثر من أيام وليالي ، وكان هذا الهاتف الذي لا يجده ، إلا عندما يهم بقتل نفسه قائلا : إنك رسول الله . كانت هذه الكلمة ، كالمهدئ ، الذي يعينه على البقاء حيا . وفي ليلة ، عندما بدأ أحد تلك الأسئلة ، التي يسائل بها عقله ، عن احتمالات جنونه ، احس بذاك الثقل ، وكأن شيئا ثقيلا يقع عليه .. وانقطعت عنه كل الأصوات المحيطة به ، فلا يسمع صوتا إلا كصوت صلصلة الجرس . في أثناء هذه الحالة ، وخلال هذا الخضم جاءته الكلمات ، كالماء العذب الذي يتشاقط على الظمآن . [ ن والقلم وما يسطرون ، ما أنت بنعمة بربك بمجنون ، وإن لك لأاجرا غير ممنون ، وإنك لعلى خلق عظيم ] ما كادت تنفك هذه الحالة عنه ، وما كاد يستعيد نور العالم من حوله وأصواته ، حتى انقطع عنها إلى هذا القسم الذي وجده في روعه ، كان القسم يقسم بالقلم ، بأداة العلم ، كان يقسم بالطريق الذي يتحرر الإنسان به من الجهل ، كان يقسم بأنه ليس بمجنون ، ولا يكتفي ، بل يبشره باجر لا يتبع بمنة ، ويمدحه ، يمدح خلقه . ابتسم ، وقد مر عليه زمان لم يبتسم ، كان سعيدا بهذا الذي جاءه . وكان يمشي وهو يكرر هذه الآيات التي أعادت له ثقته بنفسه وعقله . ومع الأيام ، التي كان بها سعيدا .. عاد هذا الهاتف للإنقطاع . كانت أياما أقل بكثير من السابق ، ولكن الشوق يمدد الزمان ، فيجعل ثانية الإنتظار كالسنين الطوال . كان مشتاقا ، وكان بجانب هذا الشوق ، يترعرع مع الإنتظار شيء أشبه بالخوف ، والندم على هذه الفرحة . إذ ظن ان إفراطه بها .. جعل هذا الهاتف يبتعد عنه ، تذكر كلام زوجته السابق . وكانت هذه الفكرة تطغى شيئا بشيئا مع طول الإنتظار . وتتزحزح معه تلك الثقة ، ليحل محلها : الشك الطاغي ، بل اليقين بانه تُرك . واعاد التفكير بهاتف آخر مرة : هل كان توديعا ؟ لم يستطع النوم ، كان الليل طويلا جدا ، ولما لاح الضحى ، وخرج .. وقبل أن يبتعد بخطوات جاءته تلك الحالة ، فسقط ، وتقاطر العرق من جسده كالمطر . وما إن استعاد وعيه حتى وجد لسانه يقول : [ والضحى ، والليل إذا سجى ، ما ودعك ربك وما قلى ، وللآخرة خير لك من الأولى ، ولسوف يعطيك ربك فترضى ، ألم يجدك يتيما فآوى ، ووجدك ضالا فهدى ، ووجدك عائلا فأغنى ، فأما اليتيم فلا تقهر ، وأما السائل فلا تنهر ، وأما بنعمة ربك فحدث ] كما يجد التائه في الصحراء إلى دوحة تترائى له بين الرمال ، فحين يصل إليها ، تتبدد وكانها لم تكن . وكشجرة يكتسحها الخريف فتتعرى عنها الأوراق ، وكالشمس ، بنورها الوهاج ، حين تبدد الظلمة إبان شروقها . كانت هذه الآيات تحطم أركان الشك في قلب محمد ، وتؤسس يقينا ... يقينا صلبا لا يلين ولا ينكسر . تلتها : [ ألم نشرح لك صدرك ، ووضعنا عنك وزرك ، الذي أنقض ظهرك ، ورفعنا لك ذكرك ، فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا ، فإذا فرغت فانصب ، وإلى ربك فارغب ] خديجة ، التي كانت كمرآة لمحمد ، تفرح بفرحه ، وتضيق لضيقه . كذلك ، تيقنت بيقينه ، وآمنت به . كانت تعيش معه رحلة الشك خطوة بخطوة ، وكانت بجانبه تماما حين حط أقدامه على أرض اليقين . وكان إيمانها له وتصديقها .. أكبر عون له في طرده لبقايا الشك في قلبه . وكذلك ، ابن عمه الصغير ، ذاك الذي اختاره محمد ليعوله ، تخفيفا عن عمه . علي ، ابن عشر سنين ، الذي يرى في محمد : مثالا وقدوة ، كان أباه أكثر من أبيه الحقيقي . علي ، المهيأ للإيمان ، إذ أنه تربى في بيت محمد النافر من كثير من عادات قومه ، فلم تكن مسألة الإيمان بمحمد تثيرها كثير من العوائق ، فسارع للإيمان معه . وحالة علي ، كانت مطابقة لحالة زيد ، المولى الذي تبناه محمدا ، زيد الذي رفض أباه ، ليبقى تحت رعاية محمد . طبيعي ، لمن كانت حاله هكذا .. ألا يتردد في قبول ما يدعوه إليه محمد . فأسلم له فورا . ومحمد الذي كان يسر لإيمان اهل بيته بسرعة ، كان واثقا .. أن هذا يعود إلى عدم انخراطهم مع قومهم ، وإلى ما زرعه فيهم من نفور من أكثر عادات قومهم . كانت كلمات ورقة ترن في إذنه : يا ليتني معك حين يخرجك قومك .. وكان يعلم بحجم العناء والعذاب الذي ينتظره ، وجزمه بهذا العلم يعود لعلمه بحجم هذا الذي سيدعوا إليه . فبمقدار ما هو حق ، إلا أنه بحاجة لكثير من الصدق . الصدق ، الذي يتلاشى في نمط المعيشة الذي تحياها قريش . يتبـــع مُــحَــمَّــدْ - shahrazad - 02-18-2005 مجرد اسمه شعر ، شعر أشد ايقاعا ( حين يذكر في مقام يعلم القاريء/القارئة فيه أي محمد هو المقصود ) مما لو ذكر مسبوقا وملحقا بألقاب . ربما لأننا نتوقع عندئذ الحديث عن الرجل من وجهة نظر تاريخية وليس دينية . |