حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60) +--- الموضوع: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته (/showthread.php?tid=37005) |
RE: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - عاشق الكلمه - 05-07-2010 محيط ـ عادل عبد الرحيم جاءت الحادثة الإجرامية البشعة بتعذيب وقتل والتمثيل بجثة الشاب المصري محمد مسلم على أيدي المئات من سكان قريا كترمايا لتطرح تساؤلات خطيرة حول ملابسات وقوعها على هذا النحو غير المتصور الذي يفوق جرائم التتار والصليبيين بحق المسلمين. فبدءا من الملابسات المشبوهة لإجراءات توقيف السلطات اللبنانية للشاب المصري بعد ساعات فقط من وقوع جريمة قتل بالقرية راح ضحيتها شيخان وطفلان ينتميان لأسرة فتاة كان الشاب المصري يريد الارتباط بها في حين رفض أهلها، وكانت هذه هي القرينة الوحيدة التي استندت إليها الشرطة اللبنانية لاتهام الشاب المصري وإلقاء القبض عليه. وبسرعة صاروخية لم نر مثلها من قبل أكدت لبنان أن "مسلم" اعترف بجريمته بحجة الانتقام رغم أن ليس من بين القتلى أخ أو أب للعروس المزعومة، وكذلك فمما يثير الشكوك أيضا هو السرعة الرهيبة التي تمت بها عملية اقتياد المتهم لموقع الحادث تحت ذريعة تمثيل ارتكابه للجريمة بعد ساعات قليلة على دفن جثث حادثة القتل رغم أنه من المتعارف عليه أن هذه الخطوة تتم بعد انتهاء التحقيقات وتجديد حبس المتهم وجمع الاستدلالات. لكن أن تتم هذه المراحل كلها في غضون 24 ساعة فهذا ما يفتح المجال للشك في اتجاهات أخرى ربما تصل إلى اعتبار واقعة قتل الشاب المصري والتمثيل بجثته هي خطوة للتغطية على مرتكب الجريمة الأصلي، وكيف لا وهو الآن في ذمة الله لا يستطيع إثبات براءته. كذلك إذا استسلمنا لفرضية اعتراف المتهم فهل من المتصور أن ينتزعه الأهالي من بين أيدي الشرطة اللبنانية على هذا النحو المشار إليه ثم تعذيبه وتمزيق جسده ثم تنتزعه الشرطة وتذهب به للمستشفى فيقتحمها الأهالي ويخطفون ما تبقى من جسده ليجهزوا عليه بالسكاكين والطوب لتهشيم رأسه ثم يقررون سحله بهذه الطريقة الشيطانية الوحشية حتى يصلون للقرية ليكملوا باقي مشهد الانتقام والتشفي. فيربطون عنقه في بار حديدي ويرفعونها مشنوقة على نحو تترفع عنه الحيوانات ثم يعلقونها على أحد أعمدة القرية وكل هذا باشتراك جميع أهالي القرية وتحت سمع وبصر بل وربما استمتاع السلطات اللبنانية التي حاولت الظهور بمظهر المغلوب على أمره على طريقة "انا هاعمل إيه ماهو الشيطان هو اللي كتفني"، كل هذا ولا أحد يتدخل حتى لقول أنه لا يجوز التمثيل بجثث حتى الأعداء. أم أنه لأنه ليس من الأعداء أو لأنه بالتحديد مصري فيمكن عمل ما يحلو لنا فيه لأن بلاده لن تتدخل خوفا من ترحيل العمالة المصرية وإذا تحركت فستكتفي بإبلاغ اعتراضها للسفير وكفى الله المؤمنين القتال، وقد كان لهم في الجزائر تجربة لا تقل خزيا، فلم يحركوا ساكنا سوى الشفتين اللتان تكتفيان بألفاظ الشجب والعتاب ليس إلا. فلنا أن نتصور لو أن هذا الشاب الذي مثلوا بجثته، ليكون عبرة ليس لكل مجرم وإنما لكل مصري، لنا أن نتصور ماذا كان سيحدث لو أنه أمريكيا أو إسرائيليا واتهم في قضية حتى أخطر من هذه، من الطبيعي كانت الصورة ستكون مختلفة تماما حيث سيسلكون الإجراءات الشرعية وسيؤمن موكب المتهم حتى تثبت براءته وستبذل لبنان قبل أمريكا كل الجهود لإثبات براءته من دم ابن يعقوب. وخلاف هذا كله هل نسي اللبنانيون أن مصر هي التي كانت تلملم جراح لبنان عقب كل عدوان إسرائيلي إجرامي ويكفي أن نعرف عدد مرات إعادة الكهرباء للبنان بأيدي المصريين والمستشفيات الجوية وجسور الإنقاذ المتنقلة التي ترسلها مصر للبنانيين، فهل كل هذا لم يكن يحتم على اللبنانيين احترام مصر أم أن كرامة المصريين ستبقى مستباحة أبد الدهر. نعم إن الجريمة بشعة وإن الأمر لخطير ويستدعي إرسال فريق تحقيق مصري على أعلى مستوى للتثبت مما حدث وتوقيع أقصى عقوبة على المتورطين في الجريمة البشعة الذين طبقوا شريعة الغابة وانتهكوا حرمة إنسان وطبقوا عليه أقذع جرائم التمثيل على نحو انتقامي لم نر له مثيلا من قبل. RE: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - قطقط - 05-07-2010 http://www.alarabiya.net/articles/2010/05/07/107910.html RE: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - Basic - 05-07-2010 الجريمتان ثابتتان، وكلتاهما أبشع من بعض. الحمض النووي لدم الضحايا والاعتراف هما أكثر أهمية من وجود سكين. وبالخروج من النطاق الأصغر، إلى العمالة العربية الداخلية، وأعني بها الهجرة المؤقتة للعرب من بلدانهم إلى بلدان عربية أخرى للعمل (كعمال أو كخبرات ..الخ). عوامل كثيرة تتحكم بمصائر هؤلاء المهاجرين ومنها قوانين العمل في بلد الوجهة، البروتوكولات الديبلوماسية، الأحداث السياسية وتوابعها، وآخِراً يأتي العامل الشخصي المتعلق بطبيعة وأخلاق العامل وصاحب العمل معاً. لا ينبغي أن نحكم على قضية واحدة باستقلال عن شبيهاتها، فأنا لا أميز بين قضية "المسحول" وبين قضية المبعدين اللبنانيين من الإمارات، أو المبعدين الفلسطينيين من الإمارات، القضايا ذاتها وإن اختلفت نتيجة كل منها (الموت في قضية المسحول). 200 من اللبنانيين تم إبعادهم من الإمارات، هذا يعني قطع أرزاق 200 عائلة لبنانية، والمثل يقول (قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق). وأعتقد أن المصريين لم ينسوا بعد قضايا العمال المصريين في العراق. لم توقف الإمارات إبعاد الفلسطينيين إلا بعد أو وصلها تهديد مبطن بلجوء الفلسطينيين إلى أسلوب (أبو نضال). لقد تأكد اللبنانيون من أن الأحداث المشابهة يتم طيها بلا محاسبة ودليلهم على ذلك هو قضية قتل سوازان تميم، وتمييع النتيجة وتبرئة المتهمين. كما أن قضية قتل الأقباط ليلة عيد الميلاد في نجع حمادي يبدو أنها في طريقها للتمييع أيضاَ. وهنا، لدينا عامل مصري واحد تم قتله في لبنان لأسباب أخلاقية وبعد اقترافه عدة جرائم، إن طريقة قتله بحد ذاتها جريمة شنيعة تستحق تسجيلها في كتاب غينيس على أنها الجريمة التي تفوق قضية (صحن الحمص) الذي يناطح اللبنانيون لتسجيل حقهم بامتلاكه. حسنٌ ... هناك المئات من العمال السوريين تم قتلهم في لبنان بدون أن يقترفوا أي ذنب، قتلوا بيد اللبنانيين. ماذا عنهم؟! القضية إذن ليست فردية، وليست خاصة بالمسحول، فلا تحولوها إلى حساسية إقليمية يرحمكم ويرحمنا الله العربي! RE: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - أبو خليل - 05-07-2010 أعتقد ان النزعة القطرية بدأت تتغلغل و تتفاقم في الشارع العربي, لا ادري ان كان ذلك نتيجة الانفلات و الفلشان الاعلامي , ام هو صراع الحمير بين الانظمة العربانية, و استخدامها خطابا غير مألوف و اعتمادها على ديوك الصحافة الاغبياء... تم منذ مدة اعتقال لبناني متهم بالشعوذة اثر دخوله السعودية لاداء العمرة, و هو على وشك الاعدام, و أخذت القضية في لبنان منحى قطري بغيض, و صدرت مطالبات بمعاملة السعوديين المتهمين بالارهاب في لبنان بالمثل و اعدامهم بدل ترحيلهم الى السعودية الخ.... قضية مباراة داحس و الغبراء السخيفة بين مصر و الجزائر, و انعكاسها حتى على النادي هنا, اصبح كل مشكل فردي او محدود مؤهلا لكي يصبح ازمة حقيقية بين البلدان... كنا لنتفهم ذلك لو كانت تلك الدول تقيم وزنا لمواطنيها كما الدول الغربية, فتتحرك بكل قدراتها كلما مس احدهم سوءا, لكن المضحك هو ان دولنا التي لا تقيم وزنا لشعوبا باكملها تزمجر و تكشر في مواضع معينة تفيدها في أهداف تريد تحقيقها.... RE: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - قطقط - 05-07-2010 هم قالوا إن نفس القرية حصلت فيها عمليات الإعدام بهذه الصورة فى يساريين من فترة ، فهم كرروا الجريمة لكن المرة دى الصورة إتنشرت عالمياً RE: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - أبو خليل - 05-08-2010 مهرجان كترمايا: إشعاع ونور وسحل إيمان منصور، زوجة محمّد مسلم، خلال تشييعه في القاهرة الخميس الفائت (أ ف ب) ليس صحيحاً أن لبنان لم يدخل كتب التاريخ. لقد دخلها، من باب صغير. منذ القرن التاسع عشر على الأقل (لأن لا شيء كان اسمه لبنان بالرغم من عيش مجموعة من الفئات والشعوب المُتقاتلة على أرض ما يُعرف اليوم بلبنان، كما يقول فيليب حتي في تاريخه عن قطعة أرض تأبى أن تصبح وطناً ـــ لحسن الحظ)، لاحظت الدول الكبرى أن شعوباً في جبل لبنان تهوى وتحترف وتتقن التناحر والصراعات. لكن دخول لبنان في باب التاريخ العريض تمّ في القرن العشرين عندما سجّلت شعوبه أرقاماً قياسيّة (ولبنان يهوى الأرقام القياسيّة في كل شيء كما هو معروف) في المجازر الطائفيّة وفي الحروب الأهليّة الضروس أسعد أبو خليل* ما حدث في كترمايا ليس منعزلاً عن السياق العام لتاريخ مسخ الوطن لبنان وحاضره. ويمكن تحليل ما حدث على أكثر من صعيد. ولكن في البداية لا بدّ من تسجيل بعض ردود الفعل. وزير الداخليّة في لبنان «أسف» لعمليّة القتل الجماعي، فيما استنكر الحزب التقدمي الاشتراكي قتل «الجاني». رئيس الجمهوريّة تأسّف هو الآخر وأبدى قلقه من الإساءة إلى «صورة لبنان». ووزير العدل اللبناني الذي أمضى سنوات الحرب عضواً في المكتب السياسي لحزب الكتائب (الذي يتحمّل أكبر مسؤوليّة في اندلاع الحرب الأهليّة وفي استمرارها) أبدى حرصاً على «صورة لبنان في العالم». وهل سمع العالم بلبنان إلا من خلال أخبار حروبه الأهليّة وأخبار صحن الحمص العملاق؟ حتى السفارة المصريّة في لبنان اعتبرت أن مشهد جريمة قتل المواطن المصري «يتنافى مع الوجه الحضاري للشعب اللبناني الشقيق». أما المدير العام لقوى الأمن الداخلي، الذي لا يزال يصرّ على أن الاتفاق الأمني الذي وقّعه مع السفارة الأميركيّة في بيروت ليس اتفاقاً أمنياً لأنه «هبة» مثلما تسمّي إسرائيل اجتياحاتها وعدوانها بأسماء مثل «سلام الجليل»، فقد أصدر بياناً في اليوم التالي يدعو فيه قوى الأمن لحماية المحكومين أو المتهمين. أي إن بيانه مهم، وإن تأخر يوماً واحداً لا أكثر. كتلة الحريري أبدت تفهّماً لأهل كترمايا واصفةً عملهم بـ«الثورة والغضب» لكن لم تقل الحق في السحل، للإنصاف. والأصوات لا تستنكر، إذا استنكرت، من دون أن تستلحق بكلام عن حضاريّة لبنان ذي الوجه المُشرق، وكلام آخر عن لبنان كبلد الإشعاع والنور رغم الأزمة الكهربائيّة المزمنة. والذين (واللواتي) يستعينون بتشبيه طائر الفينيق، مرّات ومرّات، أو بأغنية «راجع راجع يتعمّر، راجع لبنان» لا يلاحظون السمات التدميريّة والتخريبيّة لشعب البلد المضياف لأمراء الخليج ولبعض الجيوش الأجنبيّة إذا أتت لحماية طائفة ضد أخرى، بالتناوب. إذا كان محمد سلام بالفعل سوسلوف الحريريّة فإن الإعداد للحرب الأهليّة يجري على قدمٍ وساق الذي حصل في كترمايا ليس طبعاً ظاهرة استثنائيّة محصورة بلبنان أو بأي بلد عربي. والخيال الاستشراقي يُسارع في كلامه عن العراق مثلاً إلى الحديث عن تاريخ «السحل»، وكأن السحل لم يسجّل إلا في العراق، يكفي الاستشهاد بخطبة الحجّاج بن يوسف، كما فعل المراسل الأميركي، طوني شديد (وهو من أفضل المراسلين الأميركيّين في الشرق الأوسط) أخيراً في الـ«نيويورك تايمز» للتدليل على وحشيّة أهل العراق. (هذا لا يقلّل من وحشيّة الحجّاج، طبعاً، الذي ترك وراءه سجن الديماس والذي حاصر في أسواره عشرات الآلاف ـــــ يُراجع كتاب هادي العلوي «من تاريخ التعذيب في الإسلام»، ص. 13). لم يلاحظ شديد أن قدرة (وممارسة) جيش الاحتلال في العراق على ارتكاب الجرائم وعلى القتل تفوق بأضعاف قدرة الشعب العراقي، وأن أعمال العنف في العراق ازدادت باطراد بعد وصول المُحرّر الأميركي. لهذا، يجب ألا ننساق وراء رغبة المُشاهد الغربي كي نقع في حبائل الاستنكار المُصطنع للرجل الأبيض وهو يلقي عظاته من على دبّابة مُتعجرفة تحميها من فوق طائرات حربيّة تتساهل في رمي حممها على من يبدو من الجو مشبوهاً. والذي حصل في كترمايا مألوف في التاريخ العالمي، والأوروبي خاصة. إنه يوصف في أميركا بـ«اللينشنغ» ـــــ وهناك جدال حول أصل الكلمة لكنها تعود لاسم شخص. غير أن الكلمة تصف جريمة يرتكبها بعض العامّة ضد رجل أو امرأة من مجموعة ما، ومن دون محاكمة، أو خلافاً لمحاكمة، ويصاحب جريمة القتل تمثيل بالجثّة. ويُقدّر عدد السود الذين ذهبوا ضحيّة الـ«لينشنغ» في أميركا في القرن التاسع عشر فقط بخمسة آلاف. وهناك كتاب حديث صادر عن الموضوع يظهر أن الجريمة من قبل العامة لم تكن فرديّة: لا من حيث المرتكبون والمنفّذون أو المتفرّجون، ولا من حيث الضحيّة والمقصودون. فـ«اللينشنغ» في أميركا توخّى إحداث سلطة قمع نافذة من قبل البيض للسيطرة على مجمل السود بعد نهاية الحرب الأهليّة على غير ما اشتهى عتاة العنصريّين البيض. وجريمة الشنق والتمثيل بجثة الضحيّة الأسود كانت (كما درس فوكو في ما بعد) مهرجاناً بحد ذاته. كانت النسوة يصطحبن الأولاد مع سلال من الطعام لقضاء وقت في الهواء الطلق كما كان الناس يشاهدون عمليات صراع الأسُود مع البشر في العصر الروماني القديم. هناك صور تذكاريّة معروضة في متاحف تاريخ السود في هذه البلاد من تلك الحقبة. وكان يمكن ميشال فوكو في كتابه الفذ «عاقب وراقب» أن يدرس حدث كترمايا بتمعّن شديد، وهو الذي درس التاريخ الأوروبي للعقاب الجماعي أو الحكومي الفظيع. والعقاب كان يجب أن يكون مهرجاناً معروضاً. الطبيب الفرنسي «غيوتين» ساهم في اللجنة التي استحدثت المقصلة بعد بدء الثورة الفرنسيّة. والهدف كان الرحمة بالضحيّة، لا الوحشيّة، لأن وسائل القتل السابقة (من قطع الرأس بالفؤوس وما شاكل) كانت فظيعة. غير أن تأريخ المرحلة يذكر أن العامّة لم تستسغ مشهد المقصلة لأن القتل كان سريعاً (ورحيماً بالنسبة للسيّد «غيوتين»). مشاهد الإعدام كان يجب أن تكون عامّة وقاسية ومعروضة وممتدّة ومشوّقة للمشاهدين والمشاهدات. والأنظمة العربيّة الحديثة (وخصوصاً البعثيّة) اشتهرت ليس فقط بتعليق المشانق بل بترك المشنوقين متدلّين للاتعاظ. أي إن الهدف من الشنق كان مزدوجاً: الاقتصاص والتخويف أو الترهيب. والترهيب يفعل فعله. ميشال فوكو يرى أن عمليّات القتل والعقاب والتعذيب جزء من جهاز السيطرة: للدولة أو للسلطة التي تتجاوز الدولة. أما أن يأخذ العامّة بمقدّرات العقاب والثواب، فليس أمراً غريباً البتّة لأن «عدم الشرعيّة عميق التجذّر» وضروري في سيطرة الطبقات كما يقول فوكو. وبعض أهل كترمايا قاموا بالفعلة بترتيب وتنظيم دقيق. تقاسموا الأدوار ولم يتركوا فرصة للتأمل أو لإعادة النظر. الأمر كان لافتاً في ضبطه عمليّةَ القتل والتعذيب، وقد يزيد من القيمة الانتخابيّة للبلدة في حسابات تيّار المستقبل الطائفي ـــــ المذهبي. ويرتبط قمع الناس والسيطرة عليهم بمزيج من التسلّط والعنف المحض، بالإضافة إلى نشر أفكار السيطرة والتسلّط، وهي أجدى وأذكى في نظر فوكو. لهذا، فإن الأخير يميّز بين العقاب الفظيع وما يسمّيه «العقاب اللطيف»، في إشارة إلى وسائل قمع وسيطرة خفيّة (على الفرد، لا على السلطة). القمع الليّن هو أن ينبري عضو في تيّار فريق الحريري المتحالف مع الحكم السعودي في مبادرة لإصلاح السجون. القمع الليّن هو في إيهام الفرد أن الزعيم الطائفي هو حامي الطائفة الأوحد، فيما تمشي الطائفة الهوينا إلى المقصلة وهي تظن أن حفلة سمر تنتظرها. ولكن من الخطأ النظر إلى جريمة كترمايا بعين طائفيّة أو مناطقيّة. نشطّ لو نفعل كما فعلت سعدى علّوه في «السفير» عندما ذكّرت بتاريخ النضال ضد إسرائيل في البلدة، وكأن الواحدة تشفع بالأخرى، أو تغطّي عليها. قد تحاول طائفة من الطوائف أو بلدة من البلدات في لبنان النظر باستعلاء إلى كترمايا في محاولة للبوس زيف ادعاء «لبنان الحضاري» أو قبس من «الإشعاع والنور» ـــــ من أين، لا ندري بعد. كل الكليشيهات عن لبنان تُردّد بلا تفسير، وما على المرء إلا أن يُردّد الترداد ويطرَب. عندما غطّت حنة أرندت محاكمة «ايخمان» لمجلّة «النيويوركر» (ونشرتها في ما بعد في كتاب أحدث ضجّة فكريّة بعنوان «ايخمان في القدس») استحدثت مصطلح «اعتياديّة الشرّ». العبارة أزعجت كثيرين لأنهم أرادوا أن ينزعوا عن الشعب الألماني صفة «الاعتياديّة». هي لم تقلّل من وحشية النازيّة، وقد درستها بعناية فائقة، لكنها قالت إن شعوباً أخرى في ظروف مشابهة قد تقوم بالأفعال نفسها. لم تقل إن رنا أبو مرعي تبكي ابنتيها في كترمايا (علي حشيشو ــ رويترز)ايخمان لم يكن شرّيراً بل قالت إن شرّه كان بيروقراطيّاً. لم يكن ذلك الكلام رائجاً أو مقبولاً، لا في حينه ولا اليوم في الكثير من الأوساط. وآلة الحرب الأميركيّة ـــــ الروسيّة ـــــ البريطانيّة في الحرب العالميّة الثانيّة أرادت أن تعوّل على فصل أخلاقي جذري بين أعمالها الحربيّة الوحشيّة وأفعال النازيّة، وإلا فإن الحكم الأخلاقي قد يرسم علامات تشكيك فوق، مثلاً، التدمير المنهجي لـ«دريسدن» أو لـ«طوكيو» (هذا ما عناه الجنرال الأميركي «لومان» عندما أخبر مساعده، روبرت مكمنمارا، وهما يقرّران أن قسماً من مدينة طوكيو يجب حرقه بالكامل في تلك الليلة، بـ«إننا سنُحاكم كمجرمي حرب لو انهزمنا»، على ما روى الأخير في فليم «ضباب الحرب»). وجريدة «الأوريان ـــــ لو جور» لم تفوّت الفرصة ـــــ بالفرنسيّة طبعاً ـــــ لإصدار حكم «زمن الهمجيّة»، وخصوصاً أن الصحافة الفرنسيّة في لبنان نشأت على فكرة تصنيف الناس إلى حضاري وهمجي، متخلّف ومتمدّن. جريدة «الأوريان ـــــ لو جور» تحبّذ التطبيع مع إسرائيل في تهليلها لـ«هضامة» جاد المالح، وتفعل ذلك من باب الحضاريّة والإشعاع. وهي تؤيّد حركة الأمير مقرن في لبنان من باب تصنيف اللبنانيّين إلى حضاريّين ومتخلّفين. والذين يتحدّثون بلغة الرجل الأبيض هم دائماً أكثر حضارة من غيرهم. لم تعنوِن «الأوريان ـــــ لو جور» عن «زمن الهمجيّة» عندما ارتكبت الدولة اللبنانيّة مجزرة مخيّم نهر البارد. كانت مثلها مثل كل جرائد لبنان، باستثناء واحدة، تهلّل لتدمير المخيّم. لم تستفظع الجريدة الحضاريّة السمجة مقتل العمّال السوريّين في بقع مختلفة من لبنان. لكنها فرصة ذهبيّة للمجتمع البورجوازي في لبنان لإصدار أحكام ضد أهل الريف الدونيّين. القتل في كترمايا يرتبط بالتحريض الطائفي المتفلّت الذي أطلقه رفيق الحريري وابنه من بعده برعاية الأمير مقرن وجهازه وأمواله الكثيرة التي تشتري وتلغي أي انتخابات في أي بلد عربي. إن الطلاء الديني وصيحات التكبير التي صاحبت القتل والتمثيل هي جزء من التسويغ الطائفي ـــــ الديني الذي صاحب مهرجان الحريريّة بعد اغتيال مؤسّسها. والتسويغ الديني (الذي لا علاقة له بالدين) نتيجة طبيعيّة لمصنع التطرّف الديني الإرهابي الذي شاركت في صنعه هيئة كبار العلماء في السعوديّة بالاشتراك مع الأمير تركي في حقبة الحرب في أفغانستان خدمة للمصالح الأميركيّة في الحرب الباردة. لعلّ الجمهور المحتشد في كترمايا تناسى حديث عمران بن حصين (أخرجه أحمد بن حنبل في «المسند»): «ما قام فينا رسول الله خطيباً إلا أمرنا بالصدقة ونهانا عن المُثْلَة». لكن هذا لا يعفي التاريخ العربي ـــــ الإسلامي (مثله مثل التاريخ الأوروبي) من مسؤوليّة حوادث تعذيب وتمثيل، كحالة ابن أبي الفوارس القرمطي كما أوردها الطبري: «قُلعت أضراسه أولاً. ثم خُلعت إحدى يديه بشدّها إلى بكرة متحرّكة. وعُلّقت بالأخرى جندلة وتُرك على حاله تلك من نصف النهار إلى المغرب. ثم قُطعت يداه ورجلاه في الصباح وقُطع رأسه على حاله وصُلب في الجانب الشرقي ـــــ من بغداد ـــــ وحُملت جثته بعد أيّام إلى محلّة تُدعى الياسريّة كانت تُعلّق فيها جثث القرامطة ليُصلب معهم». (ج. 8). ويمكن الاستزادة من مشهد إعدام الحلاّج الوحشي الذي أعاد تركيبه بإتقان دقيق المُستشرق المُتخصّص لوي ماسينيون. ومن التجربة الحريريّة، استقى أهل كترمايا، أو من شارك منهم في القتل والتمثيل، تجربة إصدار الحكم والإدانة بلا محاكمة. محمّد الحجّار وقف قبل قتل المُشتبه فيه وطالب بإعدامه في ساحة البلدة أمام الناس. في أي بلد آخر، يمكن أن يتحمّل الحجار ـــــ نائب مسخ الأمة ـــــ مسؤوليّة معنويّة في استثارة غرائز العامّة. وترجع إلى مهرجان الأرز البذيء بعد اغتيال الحريري: زها مرّة واحد من أصحاب الشركات الإعلانيّة بتحضير صور للمنفّذين المُفترضين لجريمة اغتيال الحريري قبل أن تُشكل محكمة للنظر في الاغتيال. وقد سكّ الجهاز الإعلامي لآل الحريري عبارة «الاتهام السياسي» الذي يناقض كل الأعراف القانونيّة في الدول ذات الحد الأدنى من الديموقراطيّة. اليساري السابق إلياس عطا الله الذي يرتبط باليسار مثلما يرتبط محمد دحلان بمقاومة الاحتلال، كان يكيل المديح إبان ثورة جيفري فيلتمان لـ«حدس» الناس في اتهامهم من دون دلائل لقَتَلَة فقيد عائلته. الياس عطا الله في كلامه عن «حدس» جماهيري بالاتهام والإدانة (وإن لم يتكلّم عن حدس في تنفيذ العقوبة) كاد أن يتنبأ بجريمة كترمايا. أي إن المُشتبه فيه محمد مسلّم (وهو مُشتبه فيه، كما ذكّرهم عمر نشّابة في «الأخبار») يصبح مُداناً إذا حصل تبلور لـ«حدس» الجماهير المحتشدة التي عرفت هويّة قاتل الحريري من دون انتظار تشكيل تلك المحكمة «الكانغاروويّة»، التي يتكفّل الشعب اللبناني ـــــ لا آل الحريري ـــــ تسديد نصف نفقاتها وكأن جريمة اغتيال الحريري تفوق في فظاعتها أي جريمة اغتيال أخرى، بما فيها جرائم حرب إسرائيل في لبنان، التي لم تطالب الحكومة اللبنانيّة بعد بمقاضاتها على حرب تمّوز، ربّما لأن حسابات الطامح للرئاسة، شارل رزق، تعارضت مع ما يسمّيه الجهاز الإعلامي لآل الحريري «المجتمع الدولي». يستطيع كوميسار كتلة حلف وارسو السابق، وكوميسار حلف الأمير مقرن حاليّاً، أن يجعل من «حدس» الجماهير بديلاً من الجهاز القضائي برمّته، وخصوصاً أن بعض الشعب في لبنان أظهر استعداداً ليس فقط للانخراط في برامج تحريض طائفي، بل لبيع النفس في مواسم الانتخابات. طبعاً، من الظلم تحميل أهل كترمايا وحدهم المسؤوليّة، أو حتى بعضهم. الجو العام في البلاد، بالإضافة إلى الثقافة السياسيّة السائدة في لبنان، هي المسؤولة. قوى الأمن الداخلي هي المسوؤل الأول. لعلّ هبة أميركيّة أخرى تصلح الأمر. كما أن السلطة السياسيّة هي المسؤولة إذا تخلّفت عن معاقبة المسؤولين في قوى الأمن، على أن يتمّ اختيارهم وفق التوزيع الطائفي، التماساً للعدل والوفاق، كما نص ميثاق مسخ الوطن. لكن العنصريّة لعبت لعبها في جريمة قتل المُشتبه فيه. ماذا لو كان المُشتبه فيه عاملاً سوريّاً، مثلاً؟ من المؤكّد أن عدداً من العمال السوريّين كان سيُعلّق شنقاً في أكثر من منطقة من لبنان. وقتل العمّال السوريّين في لبنان، والاعتداء عليهم (تقوم مراسلة أجنبيّة في لبنان بتصوير عمّال سوريّين يتجوّلون في أنحاء مختلفة وهم مصابون برضوض وحروق من جرّاء اعتداءات مختلفة عليهم، ولقد أرتني بعض تلك الصور الفظيعة، ولكنهم يتمنّعون عن تقديم الشكاوى لأن الشرطة اللبنانيّة لا تنظر في أمرهم) لا يحظى بنقاش في تلك اللجان اللبنانيّة ـــــ السوريّة المشتركة. هناك ما هو أهم، على ما يبدو. ماذا لو كان المُتهم فلسطينيّاً؟ هل كان الأهالي سيقومون بإحراق مخيّم فلسطيني؟ وماذا لو كان سريلانكيّاً؟ أما لو كان سعوديّاً، فكان سيُخطف على الأرجح، وتُطالَب دولته بفدية محترمة. أما لو كان أوروبيّاً أبيض، فقد كان سيترك في حال سبيله ويقدّم إلى سفارته مُكرّماً. أي إن جنسيّة المتهم ساهمت في استسهال عمليّة السحل والقتل والطعن. إن الحشد الكترماوي وجد أن ضحيته سهلة التعذيب والقتل والتمثيل. محمد سلام، الكاتب في موقع «ناوليبانون» (الحريري الآن، وغداً) أعاد رسم الصورة سياسيّاً. أراد أن يقول إن المشهد في كترمايا لا يتنافى مع الحضاريّة، واستشهد بوجود فرق موت (هكذا) من محامين وأطباء ومهندسين ومصرفيّين في أميركا. محمد سلام يستقي معلوماته عن أميركا من أفلام تشارلز برونسون وكلينت إيستوود، على ما يبدو. لكن سلام يقول ـــــ في ما يقول ـــــ إن قتل المُشتبه فيه هو «تطبيق مباشر للعدالة». وإذا كان سلام هو عن حق «سوسلوف» حركة الحريريّة، فإن الإعداد للحرب الأهليّة يجري على قدم وساق ـــــ يصح الاستنتاج. فرصة ذهبيّة للمجتمع البورجوازي اللبناني كي يصدر أحكامه ضد أهل الريف الدونيّين التطبيق المباشر للعدالة قد ينتشر، وهو يرتبط برأي سلام في... سلاح المقاومة. (يساري سابق على الموقع ذاته رأى الحل في عودة حبيبته دولة آل الحريري إلى الحكم المنفرد). والطريف أن محمد سلام في دفاعه المبطّن عن فعلة بعض العامّة في كترمايا يستنجد بصفة «المجتمع» و«المواطن» لإضفاء طابع ديموقراطيّ على الفعلة. إنه حكم الشعب، أراد أن يقول (وهذا كان دفاع الأقليّة البيضاء عن أفعال الـ«لينشنغ» في «عمق الجنوب» في الولايات المتحدة في القرنيْن التاسع عشر والعشرين). ويجاري فارس خشّان سلام بالقول إن جريمة الانتقام الشنيعة «مفهومة». الحكومة المصريّة تتصنّع الوقار وتلتزم الهدوء، فقط لأنها لا تريد إزعاج حلفائها في لبنان. هي الحكومة نفسها التي كادت أن تشعل حرباً ضد الجزائر بسبب مباراة كرة قدم. والبعض على الإنترنت يريد بصورة مشبوهة أن يسعّر حدّة الكره الشوفيني بين العرب، فيشعل نار الكراهية بين كل شعب مصر وشعب لبنان. لكن الذي حصل يثير تساؤلات فظّة: ماذا لو كان الجاني شيعيّاً، مثلاً؟ ألم يكن فريق الأمير مقرن قد صاح بضرورة نزع سلاح المقاومة لأنها أصل البلاء؟ ألم يكن إعلام آل سعود وآل الحريري سيُجمع أن سلاح المقاومة هو الذي دفع الأهالي لارتكاب جريمتهم العلنيّة؟ يستطيع شعب لبنان أن يتشدّق بكلام عن حضاريّته، ويستطيع زعماؤه من مختلف الطوائف إقناع القطعان بأن بلدهم ديموقراطي. رئيس الجمهورية قال إن لبنان أرقى من السودان (في كلامه عن الكوتا النسائيّة). لكن مهرجان كترمايا هو الوجه الحقيقي للبنان، لا الاستثنائي. هناك من يردّد قولاً فارغاً أن لبنان هو أكثر من وطن، إنه «رسالة» (لا ندري ما هي الرسالة). قد يكون هذا صحيحاً: لبنان هو رسالة كترمايا. * أستاذ العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا http://www.al-akhbar.com/ar/node/188773 RE: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - بسام الخوري - 05-08-2010 أغلب المستنكرين لجريمة كترمايا سواء أفراد أوجماعات أو إعلام كانت عناصر حزب الله للاستشراف على سنة كترمايا ..!!!..متناسين خطف طفلين هم الزيادين وقتلهم والتمثيل بهم والقتلة لايزالون طلقاء أحرار.....كل حدث بلبنان يتمذهب بين سنة وشيعة ...استنكار الشيعة للجريمة مبالغ به وتبرير السنة للجريمة مبالغ به ....هذا هو لبنان للأسف ... http://www.daralhayat.com/portalarticlendah/138435#new غريبة تغطية الأخبار المستمرة والمستفيضة للحادثة بعد أسبوعين على وقوعها ....شو هالإنسانية ورقة القلب ... RE: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - بسام الخوري - 05-08-2010 النخب المثقفة تستهجن العمل وتبحث أسبابه سحل الجثث.. من كترمايا إلى العراق واليمن والصومال عدنان أبو زيد GMT 18:00:00 2010 الجمعة 7 مايو عدنان أبو زيد : طرحت عملية القتل الجماعي لشاب مصري في قرية كترمايا اللبنانية، وسحل جثته، وتعليقها بخطاف قصاب، أسئلة كبيرة عن قدرة الفعل الجماعي على القتل تحت أضواء عدسات الموبايل والكاميرات الرقمية، ناقلة تفاصيل القتل الجماعي لحظة بلحظة، لتنتشر في أرجاء العالم انتشار النار في الهشيم، حتى أن عربا في هولندا شاهدوا "اللقطات" قبل ان يراها لبنانيون كثيرون خارج كترمايا. وما نود الإشارة اليه أولا، هو قدرة الميديا اليوم على صنع الحدث اليومي بشكل تلقائي من دون تدخل أحد، وثانيا احتفاء جمهور عريض من أهالي القرية بالحدث حتى بدا عرسا، لا حفلة قتل اشترك فيها جمع كثير. وربما لم يكن ما حدث هو الأفظع عبر التاريخ، لكن تناول تفاصيله عبر الميديا ووصول تفاصيل القتل موثقة رقميا إلى ابعد نقطة على وجه البسيطة جعل منه متفوقا في تفاصيله على فظائع أخرى بسبب ذلك التوثيق، فما وصلنا من فظائع الحرب العالمية الثانية كان عبارة عن لقطات فوتوغرافية وتلفزيونية قليلة وثقت لنتائج الأعمال الفظيعة وليس تفاصيلها لكنها وصلت الينا حين مضى على الحدث زمن طويل. أسامة الرنتيسي.. بربرية وبحسب الكاتب العربي أسامة الرنتيسي فان ما شهدته القرية اللبنانية من بربرية يندى لها الجبين، أعادتنا الى أيام قبل دخول الإنسان عصر المدنية، لكن ما حصل هو نتيجة طبيعية لانتشار ثقافة الطائفية واخذ الثأر بالسيف لا بالقانون. ويضيف الرنتيسي.. ما مارسه شبان كترمايا من أعمال وحشية في جثة الشاب محمد سليم المتهم في قضية قتل وحشية، يكشف ضعف بنيان الدولة المدنية وتواطؤها في لبنان، وعودة إلى حياة الجاهلية. ويرى الرنتيسي أن الأيام المقبلة سوف تكشف حجم التوحش المزروع في عقولنا، بفعل الانحياز الى الطائفية التي تنتشر في دولنا كانتشار النار في الهشيم. رشيد الخيون.. "سحل الجثث " ظاهرة ليست جديدة غير أن الكاتب العراقي رشيد الخيون لا يرى في " سحل الجثث " ظاهرة جديدة، فقد شهدت بغداد العباسية سحل العديد من جثث مَنْ يحكم عليهم بأمر خطر ما، ومنهم وزراء، أي تسلم الجثة إلى العوام، الغوغاء، وأولئك، ربما لم يعرفوا مَنْ هو المسحول، وإنما يصبح فعلا جمعيا يؤديه هؤلاء بلا روية وعقل. ويضيف الخيون..لقد حصل أن أُخفي جثمان المؤرخ والمفسر محمد بن جرير الطبري(ت 310 هـ) ودفن ليلاً، في بغداد، خشية من فتك العامة، وهم حنابلة بغداد آنذاك، بالجثمان، بعد أن اختفى مدة طويلة عن أعينهم، والتهمة أنه قال الإمام أحمد بن حنبل محدث وليس فقيهاً. وشهدت بغداد المعاصرة – والكلام لرشيد الخيون - أبشع حالة سحل وهي عِقب ثورة تموز 1958، والمسحولان كانا: الوصي عبد الإله ورئيس الوزراء نوري السعيد، حتى شهود عيان قالوا: إن نوري السعيد لم يبق من جثته سوى عظم العصوص! وعلق أحد القصابين لحم عبد الإله نكاية به.وعلى الرغم من محبة الناس لوداعة الملك فيصل الثاني إلا أنه لو سُلمت الجثة للغوغاء لسحلوها من دون أن يعلموا مَن المسحول. تلك كانت ممارسة أثارتها السلطة الجديدة في حينها، فالغوغاء سمعوا خطاباً من الإذاعة لنائب رئيس الوزراء آنذاك ووزير الداخلية، أي الرجل الثاني، اسحلوهم! فنفذوا صوت السلطة!. ويؤكد الخيون : لا بد من متنفذ وراء سحل المواطن المصري، ليس بالضرورة أن يكون سلطة سياسية ربما سلطة حزب أو جماعة. هذا بالنسبة ل"السحل "، أما "التمثيل" بالجثث فأمره آخر بحسب الخيون. الجدير بالذكر أن بغداد شهدت منذ عام 2003 عشرات من أعمال سحل الجثث والتمثيل بها في أتون حرب طائفية أفقدت العراق الآلاف من شبابه. وما يثير في حرب العراق الطائفية أن الكثير من الأحداث الدموية وثقت رقميا أيضا، حيث تعج مواقع الانترنت بالعشرات من فيديوات القتل والسحل وقطع الرؤوس. وفي أحد الأفلام التي تتداولها منتديات الانترنت، لقطات لرجل يمسك سكينا ويحز به رأس ضحاياه ثم يمثّل بالرؤوس. وإذا كان التوثيق الرقمي قد نجح إلى حد كبير في نقل وقائع مجزرة كترمايا ومجازر حرب العراق فانه أتاح أيضا توثيق عملية سحل جندي أميركي في الصومال بالحبال وسط هياج جمهور ضم أطفالا ونساء، وكان الجندي ضمن جيش قرر الرئيس الاميركي جورج بوش الأب إرساله ويضم 21 الف جندي اميركي عام 1992 تحت شعار رفع المجاعة في الصومال في عملية أطلق عليها اسم « أعادة الأمل».. وقد منيت القوات الأميركية بخسائر متعددة ما اجبرها الإعلان عن انسحابها في آذار عام 1994. احمد عبد الملك.. جزء من ثقافة العنف ينظر الكاتب احمد عبد الملك في قضية سحل المواطن المصري في لبنان كجزء من ثقافة العنف التي تتوالد في العالم العربي نتيجة غياب الديمقراطية ومؤسسات المجتمع المدني وسيطرة روح الكراهية ضد الآخر. وهي ثقافة يرفضها العقل والمنطق وتخرج عن تعاليم الأديان والمواثيق الدولية ( انتهى كلام عبد الملك). "سحل" في الفلوجة ولعل من أشهر حوادث ( سحل الجثث ) ما حدث في الفلوجة غرب العراق يوم 31/3/2004 ونقل صورها الإعلام العالمي والتي أظهرت بعض أهالي الفلوجة وهم يسحلون أربعة رجال أعمال أميركيين في شوارع الفلوجة وتعليق جثثهم وهي محترقة في أعلى جسر المدينة. بصيرة الداود.. بربرية - وحشية وتصنف الأكاديمية السعودية والكاتبة في صحيفة الحياة الدولية بصيرة الداود " عمليات السحل " كأفعال بربرية - وحشية لا يمكن أن ترقى إلى السمات البشرية التي وهب الله لها العقل ليميزها عن سائر مخلوقاته الأخرى..ومع الأسف فإن عالمنا العربي شهد تاريخه حدوث مثل هذه الظاهرة البربرية في بعض دوله وعلى مختلف مراحل تغيير السلطات السياسية واليوم نرى هذه الظاهرة تمتد على المستوى الاجتماعي. وتضيف الداود.. كان من الأفضل لسكان هذه القرية اللبنانية انتظار نتائج التحقيق من أجل أن تأخذ العدالة مجراها.ولكي لا يمتد خطر تقليدها مستقبلاً بحيث تصبح ظاهرة إجتماعية فوضوية تسود المجتمعات العربية في ظل غياب تطبيق العدالة بحق المجرمين ومن تسول له نفسه العبث بأمن وسلامة المجتمعات.( انتهى كلام بصيرة الداود ). ليس العرب وحدهم.. على أنه لا يمكن النظر الى أحداث " السحل " العربية منفصلة عن العالم، فقد " سحل " غير العرب خصومهم ايضا، ومثلوا بجثثهم، كما حدث في الحرب العالمية الثانية، حيث التمثيل والحرق بعد التجويع لليهود. وفي عام 1945 عرفت المجندة "Irma Grese" وهي حارسة في معسكرات الاعتقال النازية، على 30 ألف سيدة يهودية من المسجونات، بقسوتها مع ضحاياها بتعريضهم للكلاب المدربة الجائعة لينهشوا أجسادهن، وإطلاق النار عليهم، وسحلهم بالحبال أو بأسنان الكلاب. وفي عام 1956 سحلت كاثرين زوجها "John Charles Thomas " حتى الموت ثم قامت بسلخه وطبخ رأسه في حلة الخضروات مع ترك رسالة بذلك لأولاده. إدوارد وونغ.. "السحل " لغة عراقية وبحسب الكاتب الاميركي إدوارد وونغ في مقال له نشرته "واشنطن بوست " فان للعراقيين عبر تاريخهم كلمة واحدة تعني "هزم وإهانة" شخص ما عن طريق "سحل" جثته في الشوارع. ويكتب وونغ في مقاله : إنها كلمة «سحل»، وهذه تساعد على فهم الكثير مما شاهدت خلال ثلاث سنوات ونصف من تغطية الحرب في العراق. إنها كلمة فريدة بالنسبة للعراق حسبما قال صديقي رزاق؛ فخلال تاريخ العراق تبدلت السلطة من يد إلى أخرى عبر عنف شديد، حينما يتم هزم الزعيم تماما ودماره يصبح موضوعا للعرض كي يشاهده الجميع. وفي التأريخ العراقي فإن أكثر الأحداث شهرة هي تلك التي وقعت لنوري السعيد رئيس الوزراء الأسبق الذي حاول الهرب بعد انقلاب 14 تموز العسكري عبر شرق بغداد، حين ارتدى ملابس نسائية. فأطلق الرصاص عليه وسقط مقتولا. فأخرجت جثته من القبر وقطِّعت وتم سحل أجزاء منها في شوارع بغداد، وبعد سنوات قام صدام حسين وحزب البعث بتدمير أعدائهم بالطريقة نفسها من القسوة. ( انتهى كلام وونغ ). لكن العراقيين لم يتمكنوا من جثة صدام حسين لكنهم تمكنوا من تمثاله في 2003، فحينما أسقط الأميركيون التمثال في ساحة الفردوس سحله العراقيون ومنهم أطفال عبر شوارع بغداد. وبدا ذلك كأنه «سحل» في وقته بحسب وصف النيويوك تايمز. و تشاوشيسكو ديكتاتور رومانيا سحل أيضا من استديو رقم 4 الى ساحة القصر ليغرق وزوجته ببرك الدماء. على ان بعض الشعوب ترى في طقوس "سحل الجثة " وتركها في العراء للجوارح أمرا مقدسا يقرب الضحية من الله، وهذا ما يفعله سكان التيبت و الهملايا، فيقطعون الجثة ويعملون فيها فتحات وتوضع على قمة الجبل، لتاكلها الجوارح في طقوس يطلق عليها اسم (Wylie bya gtor) وتعني " الزكاة للطيور". ومن حوادث السحل السياسي ما حدث في اليمن، ووثقه فيديو وزع على نطاق واسع ويظهر سحل جثة القيادي في الحراك الجنوبي "علي صالح الحدي" عقب مقتله و اقتحام منزله بعد قرابة ست ساعات من اشتباكات بين "الحدي" وقوة أمنية.واظهر الفيديو أصوات من قاموا بعملية التمثيل والسحل وهم يشتمون القتيل ويسخرون منه. خيرالله خيرالله : ما العمل ؟ وعودة إلى ما حدث في كترمايا، فقد رآه الكاتب اللبناني خيرالله خيرالله ظاهرة غير مقبولة بأي شكل ودليل على ضعف الدولة في لبنان. لكن خير الله يتساءل.. ما العمل ؟.. عندما تكون هناك "مربعات امنية" يسيطر عليها حزب مسلح يهزأ بمؤسسات الدولة وكل ما يفترض ان تمثله على الصعيد الوطني. راجح الخوري.. الوحش الكامن في الغريزة ويرفض الشاعر والكاتب في جريدة "النهار" اللبنانية وعضو المكتب التنفيذي في الهيئة الوطنية للأونيسكو راجح الخوري، إسباغ صفة الثقافة على "سحل الجثث"، لأن الأمر هنا يتصل بالوحش الكامن في الغريزة البشرية الأقرب الى البربرية. يقول الخوري لإيلاف : الحروب الأهلية وما تلفظه من الفظاعة والدموية والعنف الأعمى، تسقط عند تخوم الحس الإنساني مشاعر لها أنياب وغضباً له مخالب، ويكون العار عندما يتوارى الإنسان ويتقدم الوحش. في كل عملية سحل ضحيتان: المقتول والجماعة القاتلة القتيل. خالد الجابر.. ردة جاهلية لكن الباحث الإعلامي والأكاديمي والكاتب في جريدة الشرق القطرية خالد الجابر يفسر ما يحدث من أعمال عنف غوغائية، يقودها بعض الرعاع، في غيبة القانون، في البلاد العربية، بمثابة ردة جاهلية و تخلف ورجعية. يقول الجابر ل:إيلاف ": إن القتل والتدمير والحرق والسحل والتمثيل بالجثث مهما كانت مبراراته واسبابه، منافٍ لكل الشرائع الربانية والقيم الإنسانية والقوانين الدولية. للأسف نجد في الكثير من الأحيان ان قوانين الغابة أكثر إنسانية من قوانين بعض الدول العربية. جميل الذيابي.. العنف المفرط في الشخصية العربية غير ان الكاتب السعودي جميل الذيابي يرجع الأمر في بعض تفاصيله الى ثقافة عربية استمدت الكثير من مكوناتها من الصعوبة والخشونة اللتين ترافقان مجابهة البقاء في بيئة صحراوية وتداعياتها، تقوم على الضرب والعدائية، وهو ما يؤكده الكثير من شواهد التاريخ العربي، مثل الحروب التاريخية التي امتدت لسنوات طويلة (داحس والغبراء)، وحفلت بالكثير من نماذج العنف المفرط، ما يجعل الشخصية العربية تميل إلى عدم احترام القوانين والتشريعات ونظم الحياة الحديثة . يضيف الذيابي في حديثة ل"إيلاف ".. لهذا ظهر في الشارع العربي أشخاص يفضلون الهمجية والوحشية واخذ الحقوق بالقوة، والتباهي بالقدرة على إظهار القوة وسحل الجثث، ما يشير إلى قصور العقل العربي عن اللحاق بركب الحضارة والمدنية، والالتزام بنظمها وتشريعاتها وقوانينها. RE: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - قطقط - 05-08-2010 عاوزين يقولوا إنها حاجة عادية !!؟؟ RE: اللبنانيين يقتلون مصريا ويمثلون بجثته - إبراهيم - 05-08-2010 في منطقة الأغور بالأردن .. الأغوار الشمالية حكى لي الأردنيين قصص متنوعة عن سلوك المصريين في الغربة وكم أن شعار "البلد اللي ما يعرفكش فيها حد....." هو ما يحكم تصرفاتهم. تأذيت جدًا. تذكرت مقولة والدي قبل وفاته وهو يعلمنا فنون الفهلوة المصرية "نيـ$$$$ وما توريهش ز*&^ــك". وربنا يتولانا. |