عزيزي مفكر سعودي :
الحديث عن الجن والسحرة وباقي الاساطير هو منتشر " تقريباً " في كل ديانه من البوذيين في اقصى الشرق حتى حضارات الإنكا والمايا في مجاهيل الغرب ، وتسمى بعالم ما ورى الطبيعية ، واي شيء ورى الطبيعية يعني انه لم يتم توثيقه علمياً او على الاقل مادياً ، لذلك نصيحتي لك ابقه خلف الطبيعة لأنه لا جدوى من البحث وراه ... تعرف قصدي بالتأكيد .
لقد اوقفك شيء هو نفسه اوقفني كثيراً وهو ما يحدث عن الشيوخ والرقاة من امور قد تؤكد هذه الفرضية عند البعض وقد تكون محل برهان عند الكثيرين منهم ، ولذلك ومن هذا المنطق انا اعتبر " سيجمون فرويد " شيخ راقي ومن الطراز الرفيع ، فلو ان فرويد كان مسلماً وترك النمسا واتى إلينا لكانت له كتب ومجلدات تشارك كتب ابن تيمية وابن القيم الغبار على ارفف المكاتبات ، لماذا ؟ .
سيجمون فرويد كان ابرع طبيب نفسي في تاريخ وكان له بــاع طويل جداً في مجال التنويم الإيحائي يكفيك ان تكتب " التنويم الإيحائي " في قوقل لتستزيد عنه ، كان يستطيع ايضاً ان ينوم مجموعات من الناس وليس اشخاصاً ويتحكم في الحديث الذي يقولونه والافعال ايضاً ( ولكن ليست بالصورة التي تظهرها لنا آفلام كرتون باقز باني ) .
ما علاقة فرويد بالشيوخ والرقاة لدينا ، قبل اي شيء دعنا نمر على المريض وهو اساس المشكلة والمتهم بالتلبس من جني ، ما هو مرضه ؟ ، في الحقيقة ما تشاهده في تلك الفيديوهات ماهي إلا اشكال لأمراض الصرع والهستيريا ولها انواع كثيرة يمكنك البحث عنها في الانترنت بشكل علمي وستجد ان الاعراض ذاتها وهي امراض نفسية معروفة ولها علاجاتها الطبية الحديثة .
نعود إلى الشيوخ والرقاة ، هؤلا المشعوذون الدينيين يمارسون ما يمارسه فرويد ولكنهم يلعبون هذا على خط الإيمان ، الإيحاء الإيماني له قوة كبيرة وتأثير فعال لدرجة ان من خلاله يمكنك ان تجعل شخصاً يقتل نفسه " هل اتحدث عن العراق هنا ؟ " من خلال التعامل مع الإيحاء الإيماني هذا الشيخ او الراقي يتحكم في افكار المريض ويعطيه بيانات يبرمج عليها عقل هذا المريض وهي بالطبع ذاك الحديث المزيف للجني وامره بالخروج او إلعان الإسلام ، هنا سيتقمص المريض المنوّم مسبقاً شخصية الجان ويبداء بتمثيلها حتى ينتهي المشهد بخروج " هاري بوتر " من المريض ، ولكن هل يشفى هذا المريض ؟ ، في بعض الاحيان يشفى لأن اساس المرض نفسي وكما اسلفت الإيحاء الإيماني اقوى بكثير وتعتمد على قوة إيمان هذا الشخص بمعتقداته ، بالنسبة للسحر فالامر مجرد تغيير اسماء .
انا كنت اعيش في جنوب السعودية وهي منطقة مؤبوة بتلك الخزعبلات والاساطير حتى الصميم ولا اعتقد انه توجد منطقة في السعودية تنافسها ، مع ذلك لم ارى اي شيء من تلك الاشياء سوا قصص " يقولون " وشخصياً ومدة 30 عاماً لم التقي بأي شخص حدثت له هو نفسه قصة مع الجن وراها او استشعر وجودها بشكل مادي ، كل ما اسمعه هو قصص " يقولون " " وواحد من الناس " بشكل يجعلني اتسأل لماذا حياة المجهولين اكثر إثارة من حياة الناس الذين نعرفهم ؟ .
تحياتي ؛؛