![]() |
التخلف المقدس - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: التخلف المقدس (/showthread.php?tid=38511) |
RE: التخلف المقدس - tornado - 08-22-2010 الزميل بهجت المسألة شديدة التعقيد و موضوعك اشبه بالتباريح اكثر من كونه طرح متماسك وهذا بسبب حماستك الزائدة لذا نجد ان تعقيبك على بعض الردود في طول الموضوع الاساسي مع الاستغرق في الكتابة عن جزئية ما ثم الدخول في جدل طويل حولها. ان لست في وارد كتابة تحليل موضوعي محكم حول مسألة التخلف و لايوجد فرد في العالم يستطيع ذلك لاسباب موضوعية بل ان مصطلح التخلف لايمكن استخدامه في توصيف كل حالة فالحرية الفكرية افضل حالاً في العصر العباسي منها الآن لكن ربما مصطلح متأخر rear ادق. و كما قلت الموضوع اكبر من يحبط به فرد والموضوعية مطلوبة بشكل اكبر و من ذلك ان تطور المجتمعات عملية تفاعل طويلة جداً ولايمكن ان تحدث بين يوم وليلة وخاضعة لظروف عديدة لتسريعها او ابطائها . و من اهم العوامل في نظري هي سلاسة انقياد العوام للنخبة اكثر منه تميزها عن العوام في مجتمع آخر ونجد ذلك مثلاً حين نقارن بين الشعبين الماليزي وبين الشعب الافغاني وحتى في المجتمعات الغربية الاسكندنافيون كمجتمعات اكثر تطوراً من اقرانهم جنوب رغم ان الاخيرين هم تاريخياً اميز بكثير مقارنة مع احفاد الفايكنج واكثر ذكاء. الشرق الاوسط الحالة اكثر تعقيداً والكل ممسك بتلابيب الكل عوام وطبقة حاكمة و (نخب مثقفة) فاكبر طاغية يستطيع قتل الآلف وسجن مئات الآلف ولكنه لايستطيع ان يجاههر بشرب كاس خمر واريدك ان تحلل سبب ذلك. RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-22-2010 الزميل المحترم تورنادو . يسعدني أن تشارك بما تشاء من تعليقات و نقد . من حقك أن ترى الموضوع غير متماسك ،و من حقي أن أرى هذا الرأي مرتجلآ يعبر عن تحيزات شخصية ، و ليس رأيا موضوعيا مبنيا على أسس ، فلست أرى أن الموضوعية هي التسرع في الحكم على موضوع في بدايته !. لي رؤية خاصة حول الفرق بين الشريط الحواري و المقال أو المدونة ، فالشريط الحواري هو شراكة بيني و بين الزملاء ،و بالتالي فلا أضع قيودا عليه ، فقط أحدد إطارا لما أريد التوجه إليه ، لهذا وارد جدا أن يشمل الشريط تفريعات متعددة يطرحها الزملاء ،و سيكون أمامي إما تجاهلها و المضي في طريقي أو التجاوب معها ، في الحالة الأولى سيكون من الأفضل أن أكتب مقالآ أو مدونة ، و لكني اخترت شكل الشريط الحواري خصيصا كي أتواصل مع جيل جديد من المفكرين التنويرين ،و أن أتبادل معهم الأفكار أؤثر فيهم و أتأثر بهم وهذا هو هدفي الأساسي . إني في هذا أقرب لسقراط من أفلاطون ، أطرح القضايا التنويرية و التحديثية كي أثير الفكر و الحوار حولها ، ثم أترك للآخرين الوصول لقناعاتهم الخاصة . إننا كما أعتقد أمام شكل جديد من التعبير هو الشريط الحواري ،و مازلنا نسكتشف به و معه صيغة جديدة أكثر حرية و مرونة لنقل الأفكار ، أليس هذا هو هدفنا في النهاية ؟. يبقى أنني أسعى لهدفين متعارضين من الصعب التوفيق بينهما ، الأول هو الطرح العميق لقضايا ثقافية تعلو على اهتمام الإنسان اليومي الشائع ، أي طرح قضايا كما أفكر فيها و ليس كما هو معتاد في نوادي الحوار ، و الثاني أن تحظى تلك الموضوعات بنسبة متابعة عالية . عادة لا تتجاوز القراءات للموضوعات الأولى حاجز 200او 300 قراءة ، فالقراءات و المساهمات الكبيرة تكون في الموضوعات البسيطة و الطائفية التي تميل للشتائم و التهريج و التعليقات العابرة السطحية . كي أحقق هذه المعادلة الصعبة -و التي اعتقد أني نجحت في تحقيقها إلى الآن- فإني أجعل من الشريط مائدة مستديرة أدعوا إليها كل زملائنا المتميزين في النادي ،و الذين يتضائلون باستمرار !. أن تكون القضية معقدة سبب كي نطرحها لا كي نتحاشاها كما تريد ، هذا ليس الشريط الأول الذي طرحت فيه الوجه الثقافي للتخلف العربي ،و لكني حاولت الولوج للمشكلة من مقتربات متعددة ، أحدها مقترب الهوية التي تناولتها في 4 او 5 شرائط مختلفة ، هناك مقترب الأسطورة التي تناولتها في شريط ناجح عن الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية ، هناك أيضا الجانب الثقافي المباشر الذي تعرضت له في شرائط مختلفة . هذه بالفعل قضية محورية و كغيرها من القضايا المشابهة ستجدها متعددة الأوجه ، لهذا فلن يتسع مقال او كتاب او شريط واحد لها . في هذا الشريط أضع معايير للتخلف الثقافي النوعي ، هذه المعايير ليست خاصة بالثقافة الإسلامية ، بل هي معايير تصلح للحكم على أي ثقافة ، ثم أخضعت الثقافة الإسلامية المعاصرة لتلك المعايير كدراسة حالة ، و أفردت مداخلة او اكثر لكل عنصر من عناصر التخلف و مدى تحققه في الثقافة الإسلامية ،و أعتقد ان هناك جهد مكثف و أصيل مبذول في هذه الدراسة المختصرة ،ولو تابعتها بتركيز بعيدا عن التحيزات المسبقة و التعصب الديني ربما وجدت ما يستحق التعليق تأييدا أو نقدا أو تصحيحا . لا أعتقد الحماس شيئا معيبا ، إن القضايا العظيمة تخلق في الإنسان مشاعرا سامية تشع خلال الحوار كله ، هذه الحقيقة ليست مقصورة على تناول القضايا الإنسانية بل حتى العلمية . للراحل " كارل ساجان " كتابا عظيما بعنوان" رومانسية العلم " يتحدث فيه بشكل عاطفي أخاذ عن حقائق علمية ، تلك خاصية لأصحاب القضايا الكبرى التي تشغل عليهم حياتهم و تمتلك مشاعرهم ، سواءا كانت قضايا وطنية في زمن التحرر السياسي ، او قضايا فكرية و ثقافية و علمية في زمن التحرر الفكري و الإنطلاق للحاق بركب الحضارة . RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-23-2010 ““Women's chains have been forged by men, not by anatomy,” by Estelle R. Ramey.
" إن أغلال النساء لم يصنعها علم وظائف الأعضاء ، و لكن صنعها الرجال " ايستل أر رامي .قمع الإناث ( 1 من 3 ) لو أردنا أن نختار معيارا واحدا فقط للحكم على حضارة ما لكان هذا المعيار هو وضع المرأة و مدى تمكينها من الحصول على حقوقها الإنسانية على قدم المساواة مع الرجل ، ولو بحثنا عن صفة مشتركة للشعوب الراقية التي تحيا حياة إنسانية كريمة لوجدنا أنها كلها تتميز بمكانة ممتازة للمرأة .إن حقوق المرأة ليست هبة من الرجل أو من الآلهة ولا من رجال الدين ، و لكنها كلها حقوق طبيعية لا تقبل التجزئة ولا المساومة تكتسبها المرأة من كونها إنسانا . هناك مقياس عالمي تعتمده منظمة الأمم المتحدة لقياس درجة رقي المجتمعات البشرية ، هذا المقياس ابتكره اقتصادي باكستاني هو " محبوب الحق" ،و طوره العالم الهندي الكبير حائز جائزة نوبل في الإقتصاد " " أمارتيا صن " ، و منذ 1990 أصبح هذا المقياس يستخدم لترتيب الدول وفقا لدرجة تطورها الإنساني ، هذا المقياس هو مؤشر التنمية البشرية . HDI) Human Development Index )، اضغط هنا و تقسم الدول بناء على هذا المقياس إلى دول شديدة التطور ،ودول متطورة ،و دول نامية ،و دول متخلفة . هذا المقياس يعتمد على البيانات الخاصة بالصحة و التعليم و متوسط دخل الفرد ، بناء على صيغة رياضية خاصة . عندما نشاهد القائمة سنجد أن أعلى الدول على هذا المؤشر هي دول ما يعرف بدول منظمة التعاون الإقتصادي و التنمية OECD، وتشمل دول غرب أوروبا و أمريكا الشمالية و اليابان و كوريا و استراليا و غيرها .و على مستوى الدول سنجد أن أعلى الدول على هذا المؤشر هي النرويج و استراليا وأيسلندا و كندا و ايرلندا و هولندا و السويد و فرنسا وسويسرا و اليابان و لوكسمبورج و فنلندا و الولايات المتحدة و النمسا و إسبانيا و الدنيمارك و بلجيكا و إيطاليا و ليخشتين و نيوزلندا و المملكة المتحدة و ألمانيا و سنغافورة و هونج كونج و اليونان و كوريا الجنوبية و إسرائيل و اندورا وسلوفينيا .... .سنتوقف هنا و نذهب إلى بيانات أخرى تكشف لنا عن وضع المرأة في تلك الدول خاصة ما يطلق عليها " دول شديدة التطور " "Very High Human Development". سنجد أن كل هذه الدول بلا استثناء تحظى المرأة فيها بحقوقها كاملة ، و تمارس المساواة الكاملة بينها و بين الرجل ، وبعض هذه الدول تحكمها سيدات مثل أيسلنده و ألمانيا . ![]() نبدأ بأيسلنده لنجد هناك رئيسة للوزراء و 3 وزيرات مقابل 4 وزراء من الرجال أي بنسبة 50% ، في النرويج التي تحظى بالمرتبة الأولى في معظم السنوات هناك حاليا 10 وزراء مقابل 10 وزيرات بنسبة 50% أيضا ، أما في السويد تدور نسبة الوزيرات حول 50 % من إجمالي التشكيل الوزاري منذ عام 2000 ، في هولنده تدور النسبة حول 40-50 % خلال السنوات العشر الأخيرة ، في سويسرا النسبة 45% ، في النمسا النسبة من 40-50 % خلال السنوات 10 الأخيرة ، في الدانيمارك من 40-45 % ، في ألمانيا من 30-35 % بما في ذلك المستشارة السيدة " ميركل " ، في المملكة المتحدة 33% من الوزراء و نوابهم من السيدات ،و نتذكر بالطبع السيدة الحديدة "مارجريت تاتشر" أهم رئيس وزراء لبريطانيا منذ عهد ونستون تشرشل ،و تدور مختلف الدول الأوروبية المتقدمة حول نفس النسبة . هذه البيانات يجب أن نعيها جيدا ، لأنها تقول لنا أنه في الدول الأغنى و الأرقى في العالم تحتل النساء المناصب العليا في الدولة بالمساواة مع الرجل ، مع ملاحظة أن نسبة النساء في تلك المناصب تصاعدت بمعدلات قياسية خلال السنوات ال20 الأخيرة ،و هي مستمرة في التصاعد ،وفقا للتريند trend الحالي ، فستشغل المرأة ما يعادل نصف المناصب العليا في باقي الدول الغنية مثل فرنسا و بريطانيا و إيطاليا . مفهوم الحضارة المعاصرة للمساواة بين الجنسين تختلف عن توفير بعض الحقوق للمرأة ،و لكنها تعني المساواة التامة في الحقوق و الواجبات . هذه المساواة تحقق للمرأة فرصتها لأداء دورها في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل .العلمانية الحديثة لا تعترف بحصر دور المراة داخل الأسرة كنواة للمجتمع ، بل ترفض أن تكون تلك الأسرة النواة nuclear family غطاءا لقهر المرأة و تبعيتها للرجل . هذه الرؤية تتناقض كلية من رؤية بعض الثقافات للمرأة ككائن تابع غير مستقل ، و تسعى جميع الدول المتحضرة إلى ترسيخ هذا المبدأ و تجسيده في الدساتير و غيرها من الوثائق . هذا حادث بالفعل في أوروبا حيث وقعت كل الدول على معاهدة رفع كل صور التمييز ضد المرأة . The Convention on the Elimination of All Forms of Discrimination against Women (CEDAW)), و تضمينه في دساتيرها و قوانينها المعمول بها . الحضارة الإنسانية المعاصرة تقر بلا تردد حق المرأة في امتلاك جسدها و السيطرة عليه مثلها في ذلك مثل الرجل ، كذلك يجب ألا يؤثر دور المرأة في الإنجاب على حقوقها في العمل ، كما يجب اتخاذ قرار الحصول على أبناء بشكل توافقي بين الزوجين ، على أن يكون للمرأة القرار الأخير فيما يخص صحتها و خصوبتها . RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-24-2010 قمع الإناث ( 2 من 3 ) إذا كانت تلك هي الأفاق التي تفتحها الحضارة العلمانية الحديثة للمرأة ، فماذا تخبأ الثقافة الإسلامية لها من خير عميم يتناسب مع ما يدعيه المتأسلمون من خلافة الأرض و التعبير الحصري عن الذات الإلهية ؟. ![]() ![]() زاد من حدة الثقافة القمعية للإناث في الإسلام تأثر النبي و الفقهاء المسلمين بأسطورة الغواية الأبدية التي لازمت المرأة في العقيدتين اليهودية و المسيحية ،وكلاهما مصدر رئيس للعقائد الإسلامية ، هذه الأسطورة قرنت الحضور الأنثوي بالشر المستطير المتأصل في صميم وجودها ، و جعلتها على النقيض من الرجل في صفات الكمال . هذه الأسطورة أنزلت المرأة منزلة الأفعى ، التي أخرجت آدم و ذريته من الجنة ، ووصمتها باللعنة الأبدية ، هذه اللعنة التي تتوارثها كل أنثى لاحقة عن كل أنثى سابقة . ![]() RE: التخلف المقدس - ابن نجد - 08-24-2010 (08-21-2010, 04:12 AM)بهجت كتب:(08-19-2010, 06:01 AM)ابن نجد كتب: ................ انا لن ادافع عن النظام في السعودية ولست مهووسا بالدفاع عن الانظمة ولا عن التيارات التي تتقرب لتلك الانظمة بدعوى صحة الموقف الحضاري او الفكري او كلاهما ، لكن الحوار حول نزعة كل دولة لنشر ايديولوجيتها كثير بالنادي وخارج النادي . لو كنت تتابع مايحدث بالسعودية سترى عيانا بيانا ان النظام السعودي يودعك السجن فورا لو تبرعت لجهة غير رسمية ولن تخرج من السجن بسهولة؛ فذريعة " الارهاب " اصبحت سيف دولي وبطاقة تأييد لاي نظام لزج "أي مشبوه" بالسجن ، وفتاوي القتل لم تصل عندنا لقتل فعلي لكاتب او مفكر حتى الآن وان كنت تملك حالة فاذكرها لو سمحت . ربما انت تقصد الفتاوي الطائفية وهي ليست محصورة بالسعودية ففتاوي القتل الطائفي منتشرة تاريخيا وفقهيا حتى الان و لمن يريد ان يعرفها ومع ذلك توقفت ومنعت وتم التحكم بها بالسعودية . لا اعرف لماذا تطلق حكم شامل ومطلق ونهائي على كون السعودية تقود الظلامية وعلى اي اساس واي دراسة او اي مرتكز يعتد به . هناك من يتهم السعودية بنشر التهتك والرقص ودعم الفن من خلال مئات القنوات التي تقدم الفنون . هناك من يتهم السعودية بتنفيذ مشاريع تمكين المرأة بكل قسوة وعشوائية . هناك من يتهم السعودية بتبذير اموال وميزانيات على الكرة ومشاريع الرياضة . هناك من يتهم السعودية بمد يدها للانظمة العلمانية كـ ( زيارات الامير نايف الطويلة والكثيرة لتونس) وتقريبه لوزراء داخلية مصر السابقين ، وبرلمانات شمال اوروبية ( زيارات رؤساء الشورى المتكررة ) . هناك من يتهم السعودية بتغريب عدد هائل من الجيل الجديد من خلال برنامج البعثات الضخم . هناك من يتهم السعودية بمنع الجهاد واغلاق الحدود وملاحقة عناصر الجهاد بشكل صارم . اضف اليها تهمتك وحكمك المتكرر والذي تمزجه بكل موضوع تطرحه كامتياز مخصص للسعودية وسنكون بذلك امام معضلة كبرى . ولا ادري هل تدهور التعليم باغلب دول المنطقة مسؤولية السعودية؟ وهل تخلف الصناعة وضمور المشاريع التنموية باغلب دول المنطقة مسؤولية السعودية الناشئة حديثا مقارنة بدول عمرها الاف السنين الحضارية ؟ وهل تدهور الديموقراطية ونشوء ورثة سياسيين جدد في دول تتظاهر بالوعي السياسي سببه نشاط السعودية الظلامي ؟ وهل تفوق اسرائيل ( اشهر دولة نصية دينية ) سببه فتاوي القتل الصهيوينة والقتل الفعلي المستمر ام سببه تفوق رجال السياسة الصهاينة ؟ واعتذر لك عن طرح نقاط بعيدة عن موضوعك نوعا ما ولكن الحوار ذو شجون ! تحياتي . RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-24-2010 قمع الإناث ( 3 من 3 ) Nobody will ever win the Battle of the Sexes. There's just too much fraternizing with the enemy. ~Henry Kissinger
"لن يستطيع أحد أن يكسب الحرب بين الجنسين ، فهناك الكثير من مشاعر المحبة بين الأعداء " هنري كيسنجر.أخطر ما أفرزته آلية التخلف الحضاري الإسلامي هو أن قيم هذا التخلف تأسلمت و أصبحت دينا ، هذه الأسلمة أسلمننا إلى ميراث تقليدي جامد و سقيم لا يزال مهيمنا علينا بنزعته المتخلفة ، وهو ميراث ما يزال ينظر للمرأة على أنها ناقصة عقلآ و دينا ، مستندا إلى مرويات نقلية تراثية متيبسة ، و إلى نظرة ماضوية متعصبة تقدس التخلف و تؤسلمه . هذه المرويات غزيرة لا يمكن حصرها في حيز صغير ، وهي مازالت فاعلة في الوعي الجمعي المتأسلم على أكثر من مستوى بما في ذلك الموقف التشريعي ،و ما زالت قضية نكوص مجلس الدولة المصري عن تعيين الإناث حية ساخنة ، وهي فضيحة حضارية و ثقافية من العيار الثقيل ، شعارها " إذا تأسلمت فافعل ما شئت ، فليس على المتأسلم حرج في مصر " . و يكفي في هذا المقام الإشارة إلى الأقوال التي تضرب المثل بالمرأة في انعدام الحكمة و ضعف الرأي ، ومن ذلك ما يوصف بأنه ((رأي نساء ))،و ما جاء في الأمثال (( شاورهن و خالفهن )) و (( لا تثق بإمرأة )) و (( من أطاع عرسه فقد أضاع نفسه )) ، (( ذل من أسند أمره إلى إمرأة )) ، (( من اقتراب الساعة طاعة النساء )) ،(( إياك و مشاورة النساء فرأيهن إلى أفن )) ، (( لا تطلعوا النساء إلى حال و لا تأمنهون على مال )) ، ((اعص النساء وهواك و افعل كما شئت )) ، ((هن عوادي يوسف )) ، (( كرامة النساء دفنهن )) ، ((إن المرأة تلقن الشر من المرأة كما أن الأفعى تأخذ السم من الأصلة )) ،و ينسبون إلى الشيطان قوله : ((سهمي الذي رميت به ولم أخطئ : النساء )) . لم يتخلف الشعر العربي عن لعن المرأة و تحقيرها . لا تأمنن إلى النساء .... ولا تثق بعهودهن . فرضاؤهن و سخطهن..معلق بفروجهــن يبدين ودا كاذبا ......و الغدر حشو ثيابهن. بحديث يوسف فاعتبر..متحذرآ من كيدهن . أو ماترى إبليس أخ....رج أدما من أجلهن . ![]() مشكلتنا مع الإسلاميين بما في ذلك النساء هي مشكلة معرفية و ليست دينية بالأساس ، فعندما نتحدث مع أحدهم عن حقوق المرأة فنحن نتحدث عن شيئين مختلفين تماما ، هو يتحدث عن حقوق شرعية و يرى أن الإسلام أعطاها للمرأة وهذا طبيعي لأن نظرته لتلك الحقوق هي من منظور الإسلام نفسه و من الطبيعي أن يتسق الإسلام مع منتجاته هو !.أما نظرتنا لحقوق المرأة فهي نظرة الثقافة الإنسانية المعاصرة وهي نظرة تختلف عن النظرة الإسلامية بالكلية ، بل أن حقوق الرجل و الإنسان بشكل عام أيضا مختلفة في الثقافتين الإسلامية و الليبرالية المعاصرة . عندما أقرأ في التراث مثلا أن عمر بن الخطاب كان يرى أن حق الابن على أبيه أن يحسن تسميته و أن يعلمه أشياء تافهة جدا لا تستغرق سحابة نهار مثل ركوب الخيل و أقارنها بحقوق الأبناء في حضارتنا المعاصرة أجد الفرق هائلا ، فالابن صار ملكا متوجا يحميه العرف و القانون حتى يكتمل نموه ، و بالتالي أيضا تضاعفت مسئوليات الإنسان المعاصر في المقابل . نحن إذا نتحدث عن منظومتين مختلفتين من الحقوق و الواجبات ، مختلفتين ليس فقط في المدى بل بالأساس في النوعية و الفلسفة . إن حقوق الإنسان – و ليس فقط المرأة -غير ثابتة بل هي في تطور مستمر مع تطور الحضارة و نمو المعرفة و تهذيب الإنسان ، فحقوق الإنسان منذ 1400 عام لا ترقى لحقوق الحيوان في العالم المتحضر اليوم ، إنه حتى أشد المجتمعات تخلفا لا يمكنها الصمود طويلا لرياح الحرية ، لهذا فنظرة المجتمع للمرأة تطورت بشكل جذري حتى صارت هناك قطيعة معرفية بيننا و بين عصر النبي ، فالمرأة لم تعد وعاء للمتعة و بيتا للشيطان ، بل هي رفيقة للرجل في مشوار الحياة .إن نظرتنا للمرأة تطورت بالأساس مع تطور فهمنا للعلاقة الجنسية فلم تعد تلك العلاقة مجرد إفراغ لشهوة الرجل بل شراكة كاملة بين متساويين لتبادل المتعة ، و الرجل العصري لم يعد يبحث عن بهيمة لمعاشرتها سويعات معدودة ثم يلقي بها حتى تفيض شهوته مرة أخرى ،و لكنه يبحث عن شريك متفهم عاقل ، شريك يتكامل معه جسمانيا و أيضا روحيا و عاطفيا و فكريا . لماذا إذا لا نغلق بواب الجحيم و نترك الإسلام في مكانته كعقيدة و نعيش حياتنا العصرية وفقا لقيم عصرنا الإنسانية ، على أن نحسن الفرز فلا نقبل من حضارة العصر إلا ما هو جميل و إنساني وعادل . إن أفكار النبي محمد التي استقاها من بيئته الصحراوية المنعزلة منذ 1450 سنة ليست صالحة لإقامة حضارة معاصرة من أي نوع ، فهل يفيق المغيبون ؟. RE: التخلف المقدس - observer - 08-24-2010 رائع اشكرك على هذا المجهود الضخم ![]() RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-24-2010 (08-24-2010, 06:56 PM)observer كتب: رائعالأخ أوبزرفر . أشكرك و كل من شارك في هذا الشريط ، فهذا دليل على أن هناك بعض من الحياة في النادي ، و أن التفاهة و السطحية لم تعد شرطا وحيدا للحوار . سوف استغل هذه الفرصة لأخاطب زملائنا من غير المسلمين ،وأقول أن انقاذ المسلميين من التخلف هو واجب إنساني و ليس فقط واجب المثقف المسلم ، و أن مساعدة المرأة المسلمة على كسر قيود العبودية و التحرر من النقاب و حتى الحجاب هو أيضا واجب إنساني .ليس من الحرية القضاء على الحرية ،و ليس من التسامح التسامح مع عدم التسامح . حتى لو ارتضي إنسان ما العبودية هذا لن يجعلها أخلاقية أو قانونية ، هذا يجعل من يرتضى العبودية مريضا في حاجة إلى علاج . ![]() ![]() RE: التخلف المقدس - علي هلال - 08-25-2010 والله البنت وشها منور بالحجاب ما شاء الله تبارك الله عليها النوعية من الصور دي يا استاذ بهجت بتعمل لي نوع من inspiration اشكرك عليها بشدة بدل الاشكال اللي بنشوفها من اصاغر المسلمين وسفهائهم . تحياتي RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-25-2010 (08-25-2010, 02:39 AM)علي هلال كتب: والله البنت وشها منور بالحجاب ما شاء الله تبارك الله عليها النوعية من الصور دي يا استاذ بهجت بتعمل لي نوع من inspirationيا صديقي . وشها منور بالحجاب .. سيكون بغيره أكثر إنارة . هلا فكرنا ان الله لو كان يفضلها بحجاب ألم يكن قادرا على أن يخلقها بقطعة قماش على رأسها ؟. يا صديقي .. لو ربينا البنت على أنها عورة ، و زرعنا في روعها هذا منذ الطفولة لن تصبح إنسانا بل عورة بالفعل ؟. هل جرب أحد من الفقهاء أن يلبس حجابا في حر يوليو و أغسطس في القاهرة ، هل سيتحمل هذا الهلاك ، لم لا نفكر ان الإناث يعانون أيضا ، ام هل خلق الله لهم جهازا عصبيا من السيلكون ؟. لم أجد فارقا بين الصورتين ،من وضع الحجاب على وجه طفلة بريئة و من وضع طوقا على رقية كلب مسكين ، كلاهما يعد هدفه للعبودية . الحرية للمرأة المسلمة .. لنكن رجالا حقيقيين و نرحمهم من هذا التخلف . |