نادي الفكر العربي
التخلف المقدس - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: التخلف المقدس (/showthread.php?tid=38511)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12


RE: التخلف المقدس - tornado - 08-22-2010

الزميل بهجت

المسألة شديدة التعقيد و موضوعك اشبه بالتباريح اكثر من كونه طرح متماسك وهذا بسبب حماستك الزائدة لذا نجد ان تعقيبك على بعض الردود في طول الموضوع الاساسي مع الاستغرق في الكتابة عن جزئية ما ثم الدخول في جدل طويل حولها.

ان لست في وارد كتابة تحليل موضوعي محكم حول مسألة التخلف و لايوجد فرد في العالم يستطيع ذلك لاسباب موضوعية بل ان مصطلح التخلف لايمكن استخدامه في توصيف كل حالة فالحرية الفكرية افضل حالاً في العصر العباسي منها الآن لكن ربما مصطلح متأخر rear ادق.

و كما قلت الموضوع اكبر من يحبط به فرد والموضوعية مطلوبة بشكل اكبر و من ذلك ان تطور المجتمعات عملية تفاعل طويلة جداً ولايمكن ان تحدث بين يوم وليلة وخاضعة لظروف عديدة لتسريعها او ابطائها .

و من اهم العوامل في نظري هي سلاسة انقياد العوام للنخبة اكثر منه تميزها عن العوام في مجتمع آخر ونجد ذلك مثلاً حين نقارن بين الشعبين الماليزي وبين الشعب الافغاني وحتى في المجتمعات الغربية الاسكندنافيون كمجتمعات اكثر تطوراً من اقرانهم جنوب رغم ان الاخيرين هم تاريخياً اميز بكثير مقارنة مع احفاد الفايكنج واكثر ذكاء.

الشرق الاوسط الحالة اكثر تعقيداً والكل ممسك بتلابيب الكل عوام وطبقة حاكمة و (نخب مثقفة) فاكبر طاغية يستطيع قتل الآلف وسجن مئات الآلف ولكنه لايستطيع ان يجاههر بشرب كاس خمر واريدك ان تحلل سبب ذلك.


RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-22-2010

الزميل المحترم تورنادو .
يسعدني أن تشارك بما تشاء من تعليقات و نقد .
من حقك أن ترى الموضوع غير متماسك ،و من حقي أن أرى هذا الرأي مرتجلآ يعبر عن تحيزات شخصية ، و ليس رأيا موضوعيا مبنيا على أسس ، فلست أرى أن الموضوعية هي التسرع في الحكم على موضوع في بدايته !.
لي رؤية خاصة حول الفرق بين الشريط الحواري و المقال أو المدونة ، فالشريط الحواري هو شراكة بيني و بين الزملاء ،و بالتالي فلا أضع قيودا عليه ، فقط أحدد إطارا لما أريد التوجه إليه ، لهذا وارد جدا أن يشمل الشريط تفريعات متعددة يطرحها الزملاء ،و سيكون أمامي إما تجاهلها و المضي في طريقي أو التجاوب معها ، في الحالة الأولى سيكون من الأفضل أن أكتب مقالآ أو مدونة ، و لكني اخترت شكل الشريط الحواري خصيصا كي أتواصل مع جيل جديد من المفكرين التنويرين ،و أن أتبادل معهم الأفكار أؤثر فيهم و أتأثر بهم وهذا هو هدفي الأساسي . إني في هذا أقرب لسقراط من أفلاطون ، أطرح القضايا التنويرية و التحديثية كي أثير الفكر و الحوار حولها ، ثم أترك للآخرين الوصول لقناعاتهم الخاصة . إننا كما أعتقد أمام شكل جديد من التعبير هو الشريط الحواري ،و مازلنا نسكتشف به و معه صيغة جديدة أكثر حرية و مرونة لنقل الأفكار ، أليس هذا هو هدفنا في النهاية ؟. يبقى أنني أسعى لهدفين متعارضين من الصعب التوفيق بينهما ، الأول هو الطرح العميق لقضايا ثقافية تعلو على اهتمام الإنسان اليومي الشائع ، أي طرح قضايا كما أفكر فيها و ليس كما هو معتاد في نوادي الحوار ، و الثاني أن تحظى تلك الموضوعات بنسبة متابعة عالية . عادة لا تتجاوز القراءات للموضوعات الأولى حاجز 200او 300 قراءة ، فالقراءات و المساهمات الكبيرة تكون في الموضوعات البسيطة و الطائفية التي تميل للشتائم و التهريج و التعليقات العابرة السطحية . كي أحقق هذه المعادلة الصعبة -و التي اعتقد أني نجحت في تحقيقها إلى الآن- فإني أجعل من الشريط مائدة مستديرة أدعوا إليها كل زملائنا المتميزين في النادي ،و الذين يتضائلون باستمرار !.
أن تكون القضية معقدة سبب كي نطرحها لا كي نتحاشاها كما تريد ، هذا ليس الشريط الأول الذي طرحت فيه الوجه الثقافي للتخلف العربي ،و لكني حاولت الولوج للمشكلة من مقتربات متعددة ، أحدها مقترب الهوية التي تناولتها في 4 او 5 شرائط مختلفة ، هناك مقترب الأسطورة التي تناولتها في شريط ناجح عن الأساطير المؤسسة للأصولية الإسلامية ، هناك أيضا الجانب الثقافي المباشر الذي تعرضت له في شرائط مختلفة . هذه بالفعل قضية محورية و كغيرها من القضايا المشابهة ستجدها متعددة الأوجه ، لهذا فلن يتسع مقال او كتاب او شريط واحد لها .
في هذا الشريط أضع معايير للتخلف الثقافي النوعي ، هذه المعايير ليست خاصة بالثقافة الإسلامية ، بل هي معايير تصلح للحكم على أي ثقافة ، ثم أخضعت الثقافة الإسلامية المعاصرة لتلك المعايير كدراسة حالة ، و أفردت مداخلة او اكثر لكل عنصر من عناصر التخلف و مدى تحققه في الثقافة الإسلامية ،و أعتقد ان هناك جهد مكثف و أصيل مبذول في هذه الدراسة المختصرة ،ولو تابعتها بتركيز بعيدا عن التحيزات المسبقة و التعصب الديني ربما وجدت ما يستحق التعليق تأييدا أو نقدا أو تصحيحا .
لا أعتقد الحماس شيئا معيبا ، إن القضايا العظيمة تخلق في الإنسان مشاعرا سامية تشع خلال الحوار كله ، هذه الحقيقة ليست مقصورة على تناول القضايا الإنسانية بل حتى العلمية . للراحل " كارل ساجان " كتابا عظيما بعنوان" رومانسية العلم " يتحدث فيه بشكل عاطفي أخاذ عن حقائق علمية ، تلك خاصية لأصحاب القضايا الكبرى التي تشغل عليهم حياتهم و تمتلك مشاعرهم ، سواءا كانت قضايا وطنية في زمن التحرر السياسي ، او قضايا فكرية و ثقافية و علمية في زمن التحرر الفكري و الإنطلاق للحاق بركب الحضارة .


RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-23-2010

““Women's chains have been forged by men, not by anatomy,” by Estelle R. Ramey.
" إن أغلال النساء لم يصنعها علم وظائف الأعضاء ، و لكن صنعها الرجال " ايستل أر رامي .


قمع الإناث
( 1 من 3 )



لو أردنا أن نختار معيارا واحدا فقط للحكم على حضارة ما لكان هذا المعيار هو وضع المرأة و مدى تمكينها من الحصول على حقوقها الإنسانية على قدم المساواة مع الرجل ، ولو بحثنا عن صفة مشتركة للشعوب الراقية التي تحيا حياة إنسانية كريمة لوجدنا أنها كلها تتميز بمكانة ممتازة للمرأة .إن حقوق المرأة ليست هبة من الرجل أو من الآلهة ولا من رجال الدين ، و لكنها كلها حقوق طبيعية لا تقبل التجزئة ولا المساومة تكتسبها المرأة من كونها إنسانا .
هناك مقياس عالمي تعتمده منظمة الأمم المتحدة لقياس درجة رقي المجتمعات البشرية ، هذا المقياس ابتكره اقتصادي باكستاني هو " محبوب الحق" ،و طوره العالم الهندي الكبير حائز جائزة نوبل في الإقتصاد " " أمارتيا صن " ، و منذ 1990 أصبح هذا المقياس يستخدم لترتيب الدول وفقا لدرجة تطورها الإنساني ، هذا المقياس هو مؤشر التنمية البشرية . HDI) Human Development Index )،
اضغط هنا
و تقسم الدول بناء على هذا المقياس إلى دول شديدة التطور ،ودول متطورة ،و دول نامية ،و دول متخلفة . هذا المقياس يعتمد على البيانات الخاصة بالصحة و التعليم و متوسط دخل الفرد ، بناء على صيغة رياضية خاصة .
عندما نشاهد القائمة سنجد أن أعلى الدول على هذا المؤشر هي دول ما يعرف بدول منظمة التعاون الإقتصادي و التنمية OECD، وتشمل دول غرب أوروبا و أمريكا الشمالية و اليابان و كوريا و استراليا و غيرها .و على مستوى الدول سنجد أن أعلى الدول على هذا المؤشر هي النرويج و استراليا وأيسلندا و كندا و ايرلندا و هولندا و السويد و فرنسا وسويسرا و اليابان و لوكسمبورج و فنلندا و الولايات المتحدة و النمسا و إسبانيا و الدنيمارك و بلجيكا و إيطاليا و ليخشتين و نيوزلندا و المملكة المتحدة و ألمانيا و سنغافورة و هونج كونج و اليونان و كوريا الجنوبية و إسرائيل و اندورا وسلوفينيا .... .سنتوقف هنا و نذهب إلى بيانات أخرى تكشف لنا عن وضع المرأة في تلك الدول خاصة ما يطلق عليها " دول شديدة التطور " "Very High Human Development". سنجد أن كل هذه الدول بلا استثناء تحظى المرأة فيها بحقوقها كاملة ، و تمارس المساواة الكاملة بينها و بين الرجل ، وبعض هذه الدول تحكمها سيدات مثل أيسلنده و ألمانيا .
[صورة: 1_888513_1_34.jpg]

نبدأ بأيسلنده لنجد هناك رئيسة للوزراء و 3 وزيرات مقابل 4 وزراء من الرجال أي بنسبة 50% ، في النرويج التي تحظى بالمرتبة الأولى في معظم السنوات هناك حاليا 10 وزراء مقابل 10 وزيرات بنسبة 50% أيضا ، أما في السويد تدور نسبة الوزيرات حول 50 % من إجمالي التشكيل الوزاري منذ عام 2000 ، في هولنده تدور النسبة حول 40-50 % خلال السنوات العشر الأخيرة ، في سويسرا النسبة 45% ، في النمسا النسبة من 40-50 % خلال السنوات 10 الأخيرة ، في الدانيمارك من 40-45 % ، في ألمانيا من 30-35 % بما في ذلك المستشارة السيدة " ميركل " ، في المملكة المتحدة 33% من الوزراء و نوابهم من السيدات ،و نتذكر بالطبع السيدة الحديدة "مارجريت تاتشر" أهم رئيس وزراء لبريطانيا منذ عهد ونستون تشرشل ،و تدور مختلف الدول الأوروبية المتقدمة حول نفس النسبة .
هذه البيانات يجب أن نعيها جيدا ، لأنها تقول لنا أنه في الدول الأغنى و الأرقى في العالم تحتل النساء المناصب العليا في الدولة بالمساواة مع الرجل ، مع ملاحظة أن نسبة النساء في تلك المناصب تصاعدت بمعدلات قياسية خلال السنوات ال20 الأخيرة ،و هي مستمرة في التصاعد ،وفقا للتريند trend الحالي ، فستشغل المرأة ما يعادل نصف المناصب العليا في باقي الدول الغنية مثل فرنسا و بريطانيا و إيطاليا .
مفهوم الحضارة المعاصرة للمساواة بين الجنسين تختلف عن توفير بعض الحقوق للمرأة ،و لكنها تعني المساواة التامة في الحقوق و الواجبات . هذه المساواة تحقق للمرأة فرصتها لأداء دورها في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل .العلمانية الحديثة لا تعترف بحصر دور المراة داخل الأسرة كنواة للمجتمع ، بل ترفض أن تكون تلك الأسرة النواة nuclear family غطاءا لقهر المرأة و تبعيتها للرجل . هذه الرؤية تتناقض كلية من رؤية بعض الثقافات للمرأة ككائن تابع غير مستقل ، و تسعى جميع الدول المتحضرة إلى ترسيخ هذا المبدأ و تجسيده في الدساتير و غيرها من الوثائق . هذا حادث بالفعل في أوروبا حيث وقعت كل الدول على معاهدة رفع كل صور التمييز ضد المرأة . The Convention on the Elimination of All Forms of Discrimination against Women (CEDAW)), و تضمينه في دساتيرها و قوانينها المعمول بها . الحضارة الإنسانية المعاصرة تقر بلا تردد حق المرأة في امتلاك جسدها و السيطرة عليه مثلها في ذلك مثل الرجل ، كذلك يجب ألا يؤثر دور المرأة في الإنجاب على حقوقها في العمل ، كما يجب اتخاذ قرار الحصول على أبناء بشكل توافقي بين الزوجين ، على أن يكون للمرأة القرار الأخير فيما يخص صحتها و خصوبتها .


RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-24-2010

قمع الإناث
( 2 من 3 )


إذا كانت تلك هي الأفاق التي تفتحها الحضارة العلمانية الحديثة للمرأة ، فماذا تخبأ الثقافة الإسلامية لها من خير عميم يتناسب مع ما يدعيه المتأسلمون من خلافة الأرض و التعبير الحصري عن الذات الإلهية ؟.
[صورة: %D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%A8.jpg]
في الواقع ما لدى المشروع الإسلامي للمرأة أسوأ من أسوأ الكوابيس . إن القراءة التقليدية للإسلام تسلب المرأة مكانتها الإنسانية و تلحقها بالممتلكات ، هذه القراءة تضع المرأة في مكانة يأباها الخلق القويم ، و يرفضها الرجل المتحضر لأمه و ابنته و أخته . إن موقف الإسلام الأصولي من المرأة هو أحد الموضوعات التي طال حولها الحوار و الجدل ، فهناك عشرات المقالات و الكتب التي دبجها الدعاة المعروفون ، ولم يكونوا صادقين لا مع أنفسهم و لا مع دينهم ،و عمدوا إلى تجاهل الكثير من النصوص القاطعة و الصحيحة ، و حاولوا لي أعناق الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية حتى تتوافق مع ادعاءاتهم ، و هرعوا إلى حكايات فردية ضخموها عساها أن تسعفهم للتدليل على وجهة نظرهم التي يوقنون قبل غيرهم أنها غير صحيحة !. نظرة الثقافة الإسلامية إلى المرأة تتطابق مع تعديل طفيف مع نظرة المجتمع الجاهلي ، و التي ترى الرجل بعلا ( الذي يعني ربا في لغة اليمانية ) ، و المرأة حريما و مبعولة !. ومن لديه أدنى شك فليفسر لنا تفسيرا علميا ،و بدون تلاعب لفظي النصوص الآتية : ببساطة : (( ما أفلح قوم يلي أمرهم إمرأة )) " رواه البخاري في صحيحه ،و (( النساء ناقصات عقل و دين )) ، وذكر القرطبي في تفسير سورة الصافات حديثا مرفوعا للرسول محدثا عن ربه(( لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها )) . وماذا يعني أن شهادة المرأة - ولو كانت من حملة الدكتوراه في الفقه الإسلامي - نصف شهادة الرجل - ولو كان أميا – و نص الآية معروف : (( فان لم يكونا رجلين فرجل و امرأتان ممن ترضون من الشهداء )) البقرة الآية 282 . أما نصيب الابنة في التركة ولو كانت بارة بوالديها نصف تركة الابن و لو جحدهما !، ونص الآية معروف )) يوصيكم الله في أولادكم فللذكر مثل حظ الأنثيين )) النساء /11 ، و بنفس القدر للأخت نصف نصيب الأخ . كما أقر الإسلام قوامة الرجل على المرأة ،ووضح الفقهاء حدود تلك القوامة ، فمنهم من جعلها قريبة من سيادة الرجل و منهم من جعلها نوعا من عبودية المرأة للرجل )) الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض (( النساء /34 . جعل الإسلام للرجل حق تأديب زوجته ، وهذا التأديب له حدود و منهاج و هو التوبيخ و التأنيب و حرمانها من العلاقة الجنسية و أخيرا الضرب ، و النص مشهور: )) فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن )) النساء /34 ،و لمن يتحدث عن الضرب الخفيف اللذيذ ( ضرب الحبيب مثل أكل الزبيب ) ، عليه أن يأتينا بما يقيد هذا الضرب فلا يجعله بالسوط و الحذاء مثلآ ، الأمثلة عديدة و إذا كان البعض يحاول أن يقفز على النصوص ، فهي محاولات فاشلة ، لأن النصوص الدينية تحدد مسارا عاما سار عليه السلف (الصالح !) بما في ذلك الصحابة كلهم بدقة متناهية ، و لا تستطيع تلك المحاولات مهما أوتى أصحابها من بلاغة و ذلاقة لسان أن يغيروا شيئا من المسار العام !.رغم ذلك هناك جماعات أصولية لا ترضى عن تلك المحاولات التجميلية ، و تتمسك دون لف و دوران بظاهر النصوص القاطعة ، و لا تبهرها دعاوى الحداثة و تعتبر ذلك انهزامية و خضوعا للغرب .هذه الجماعات تجهر بالموقف الصحيح و الحقيقي للفقه الإسلامي ،و لكنها جاهلة أو متجاهلة لا تقول شيئا عن مقاربة ذلك الموقف للنظرة العربية السابقة للنبي محمد ،و أن رؤية النبي للمرأة هي نتاج ثقافة عصره وقومه .
[صورة: 22-12-2009-2-46-15453.jpg]
هكذا نجد أن الثقافة العربية الإسلامية تتوارث اضطهاد الأنثى و قمعها كأحد أهم صفاتها الذكورية ، هذه الثقافة لا ترى في الذكر أبعد من الفحولة ( machismo) ، و تضع الأنثى في موضع قمعي ، يمارس فيه الذكر فعله ،ولا حيلة لها سوى الإستجابة خانعة مذعنة ، على نحو لا يختلف عن استجابة العبد لسيده ،و التابع لرئيسه . هذه الثقافة تضع الذكر فوق الأنثى في كل الأحوال ،و تنزل المرأة منزلة التابع الخانع المطيع دائما . هذه العلاقة تعبر حاجز الزمان و تتحدى الحضارة خلال أبنية التقاليد الإجتماعية التي نتوارثها ، و تفرض قيمها على الجميع بما في ذلك – بل على رأس ذلك – النساء أنفسهن ، فتقول عائشة زوج النبي محمد )) يامعشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن ، لجعلتن المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بِحُرِّ وجهها ))! ، و لا يتخلف عمر بن الخطاب عن هذا الركب فهو يقول في هذا المضمار عن النساء : ((جنبوهن الكتابة ،ولا تسكنوهن العلالي ،و استعينوا عليهن بلا ، فإن نعم تضريهن في المسألة )) أي أكثروا لهن من قول لا ، فإن نعم تغريهن على المسألة ، حتى علي بن أبي طالب يقول (( إن النساء نواقص الإيمان ،نواقص الحظوظ ، نواقص العقول )) ثم يردف في خطبة له : (( فاتقوا شر النساء ،وكونوا من خيارهن على حذر ،ولا تطيعوهن في المعروف حتى لا يطمعن في المنكر )) ، بينما يقول ابن عمه عبد الله بن عباس " "حبر الأمة " : ((لا تسكنوا النساء العلالي ،ولا تعلمهن الكتابة )) ! .
زاد من حدة الثقافة القمعية للإناث في الإسلام تأثر النبي و الفقهاء المسلمين بأسطورة الغواية الأبدية التي لازمت المرأة في العقيدتين اليهودية و المسيحية ،وكلاهما مصدر رئيس للعقائد الإسلامية ، هذه الأسطورة قرنت الحضور الأنثوي بالشر المستطير المتأصل في صميم وجودها ، و جعلتها على النقيض من الرجل في صفات الكمال . هذه الأسطورة أنزلت المرأة منزلة الأفعى ، التي أخرجت آدم و ذريته من الجنة ، ووصمتها باللعنة الأبدية ، هذه اللعنة التي تتوارثها كل أنثى لاحقة عن كل أنثى سابقة .
[صورة: 1218738623.bmp]



RE: التخلف المقدس - ابن نجد - 08-24-2010

(08-21-2010, 04:12 AM)بهجت كتب:  
(08-19-2010, 06:01 AM)ابن نجد كتب:  ................
لدي سؤال بسيط :
من الذي خذل الجابري وابو زيد وبدوي وتشومسكي ، الخ ؛ هل هي الثقافة ام السياسة ؟

من الذي ابتكر التعذيب والسجون بعصرنا العربي المتأخر وزج بها كل اصناف التيارات والمعارضين هل هم الايديولوجيون ام السياسيون ؟

من الذي ابتكر ركوب الموجات واستغلال الافكار والاديان للوصول للحكم اليسو السياسيون ؟
لدي يقين شبه قطعي ان السياسي هو المسؤول الأول عن تخلف الاقتصاد والثقافة والفكر والصناعة والتنمية وانه راس الثعبان التي تعلم الآخرين احتذاءها كشرط وحيد وحصري للبحث عن رائحة أمل .

* مثال : ماذا كان يلقب جمال عبدالناصر قبل ان ينخرط عمليا بالسياسة ؟ 15
الم يكن اخوانيا متطرفا حتى بلقبه الشهير بـ " اسد الفلوجة " 24؟

طيب سؤال آخر :
من هي الفئات التي تنفذ مشاريع الغرب ببلادنا منذ سقوط الخلافة العثمانية ؟
التاريخ طويل ومعقد لكنه يرد على هذه الاطروحات المتكررة بكل سهولة ، وان كانت الاديان ذات دور وآخر بالتخلف فان المحرك والمتحكم بهذا الدور هو السياسي نفسه ، والذي يعتبر الدين اداة مهمة باي وقت لاستغلالها ، وانه رصيد مؤجل وكنز لازماته ، وشماعه لاسقاطاته ، وحصان لدعاياته وايمانه .


الدين مثله مثل اي ثقافة اجتماعية يمكن تطويره ويمكن بعثرته ويمكن استغلاله فهو وسيلة لهدف ، فلنفتش عن هدف السياسي هنا قبل ان نفتري ونفتل عضلاتنا ونتكالب على المجتمع ودينه كموضة ومشروع وحيد للكتابة .

ان تطوير العادات والدين والافكار هي هدف عامة الناس اما المطالبة باسقاط الاديان فقد عجز عنه امهر السياسيين وعتاة الديكتاتورية ، مع ان حذف الاديان بغمضة عين لن يحل المشاكل الاقتصادية والتنموية لان العلة تكمن بمكان آخر يعرفه الروس اكثر من سواهم .
....................

الزميل المحترم ابن نجد .
يا صديقي .. سمك .. لبن ..تمر هندي .
مزيج من هذا كله لن يصنع فكرا متماسكا .
أشعر بتعب من متابعة مداخلتك ، فمن الواضح ان رسالة هذا الشريط لم تصلك حتى ترفضها أو تقبلها ، ولو جاز لي أن أعيد تدقيق مداخلنك في نقاط محددة لكانت .
1- أنت ترفض أن تكون هناك مشكلة ثقافية ،و أن مشاكل المنطقة نتيجة الساسة .
2- أنت ترى أن جمال عبد الناصر كان إخوانيا متطرفا ،و لهذا اسموه أسد الفلوجة !.
3- أنت ترى ان الدين وسيلة لهدف و يمكن تطويره .
4- أنت تتهمنا بأننا نفتل عضلاتنا ونفتل عضلاتنا ونتكالب على المجتمع ودينه كموضة ومشروع وحيد للكتابة.
5- ترى أن تطوير العادات والدين والافكار هي هدف عامة الناس .
6- تعتقد أن هناك من يريد اسقاط الدين ،و أن امهر السياسيين وعتاة الديكتاتورية حاولوا ذلك و فشلوا .
7- ترى ان حذف الاديان بغمضة عين لن يحل المشاكل الاقتصادية والتنموية ، و ان المشكلة تكمن بمكان يعرفه " الروس" اكثر من سواهم!.
المشكلة الثقافية . أعتقد أن هناك سوء فهم للمقصود بالثقافة ،و بالتالي تنكر ان هناك مشكلة ثقافية ملحة . في عام 1952 كان هناك أكثر من 200 تعريف للثقافة حصرها الفريد كروبر و كلايد كليخوهن و كل منها يعكس نظرية مختلفة أو معايير متفاوتة لتقييم و لفهم السلوك الإنساني ، وحتى لا نغرق في التفاصيل ففي عام 2002 وصفت هيئة اليونسكو الثقافة بأنها حزمة واضحة من السمات الروحية و المادية و الفكرية و العاطفية للمجتمع أو للجماعة الإجتماعية ، وهذا يشمل بالإضافة للفن و الأدب أشياء مثل أساليب العيش المشترك و نمط الحياة ، الأنظمة القيمية ، التقاليد و المعتقدات .وعموما يمكن أن نعرف الثقافة بأنها نمط الحياة للمجتمع ككل ، و بهذا هي تشمل قواعد السلوك ، الملابس ، اللغة ، الدين ، الصيغ الكلامية ، أنظمة المعتقدات .. الخ . بينما تركز معظم التعريفات على المنتج النهائي الذي تحققه ثقافة ما مثل القيم ونوعية الحياة و الرموز و المنتجات و الفنون ، فإن دراسة الثقافة تهتم أيضا بالبحث عن الآلية التي تنتج هذه المنتجات و الموارد التي تم استخدامها لذلك . هناك عالم هو يوكول كيم يعرف الثقافة كونها " الإستخدام الكلي للموارد الطبيعية و البشرية من أجل تحقيق أهداف بعينها ، و بالتالي فالتنوع في الثقافات ينتج عندما يبحث الناس عن أهداف مختلفة ، بإستخدام أساليب مختلفة أو موارد مادية و بشرية مختلفة ، و على النقيض فالتشابه الثقافي ينتج عندما تسعى المجتمعات إلى نفس الأهداف مستخدمة ذات الوسائل و الموارد المادية و البشرية . هكذا فإن الثقافات تختلف في إهتماماتها أكثر من نوعيتها ، فكل ثقافة تقوم بتطوير و تهذيب مجموعة من الموارد البشرية و الطبيعية التي تلائم أفراد المجتمع ، و تركز المعتقدات على كيفية تحقيق النتائج و المعاني و القيم المضافة لمنتج و الأساليب و الموارد المتاحة من أجل الحصول على نواتج إيجابية و تفادي المنتجات الضارة .
المكونات الأساسية للثقافة .
كي نفهم الثقافة بشكل مبسط يمكن أن نراها مكونة من أربع عناصر رئيسية تنتقل من جيل لآخر عن طريق التعليم وهي : القيم و المعايير و المؤسسات و المصنوعات الفنية .
1- القيم values:تتكون من الأفكار حول الأشياء الهامة في الحياة ، وهي تقود باقي عناصر الثقافة .
2- المعايير norms: توضح ما هو متوقع من سلوك الناس في المواقف المختلفة ،و لكل ثقافة طريقتها في فرض معايرها عن طريق المحظورات و العقوبات ، و تختلف العقوبة حسب أهمية المعايير ، أما المعاير التي يفرضها المجتمع بشكل رسمي فتكون هي القوانين .
3- المؤسسات institutionsهى : هي المنشآت المجتمعية التي تنتقل خلالها القيم و المعاير .
4- المصنوعات artifacts: وهي الأشياء المادية الحضارية المستمدة من القيم و المعاير الحضارية .
بشكل عام يركز علماء الآثار ,archaeologistsعلى الثقافة المادية بينما يركز علماء الأنثروبولوجيا الثقافية cultural anthropologists على الثقافة الرمزية ، بالرغم من هذا التنوع فكلا الفرعين يركزان على العلاقة بينهما ، علاوة على ذلك فعلماء الأنثروبولوجيا لا يركزون فقط على استهلاك البضائع بل على الآليات العامة التي تنتجها ، كذلك على العلاقات الإجتماعية و الممارسات التي تتجسد خلالها تلك الأشياء و العمليات .
الثقافة هنا هي بمعناها الواسع ، أي الأطر و القياسات و المعتقدات التي يفكر بها الناس و نظرتهم للكون و للعالم .
الفكرية المحورية التي أتبناها في كل كتاباتي تقريبا هي أن المشكلة الأساسية التي نعاني منها ،و التي انبثق عنها مختلف صور التأزمات الأخرى هي التخلف الثقافي ، هذه الفكرة سبق أن أثرتها في أكثر من شريط منها " صدمة الحداثة " ، و " زمن المثقف الأخير" و " غيبوبة المثقفين الجدد" . في هذا الشريط اعود إلى مشكلة التخلف الثقافي تحديدا ،و أضع عناصر هذا التخلف و أدرس الثقافة الإسلامية السائدة كحالة تطبيقية"case Study" عن مدى تغلغل تلك العناصر في ثقافة ما حتى تدمرها تدميرا .
إني غير معني بنقد العقيدة الإسلامية و تحليلها و إطلاق أحكام دينية ، هذا كله خارج دائرة اهتمامي و حتى رغبتي ، و لكني مهتم فقط بنقد النموذج الأصولي الوهابي السائد ، ليس كعقيدة و لكن كحالة ثقافية مرضية و عملية تخريب مدبر للوعي ، و لأن الأمر جد خطير فلن توجد موائمات أو تردد في كشف الخلل و المطالبة بعلاجه .
أنت تعيش ككثيرين من الشباب المسلمين تحت تأثير الفكر الوهابي و بالتالي تتشرب وهم المؤامرة التي تستهدف تدمير الإسلام . هذه " الهستيريا " التي يغرقون بها المنطقة مقصودة لذاتها لأنها أداة القوى الأصولية و الجهادية من أجل السيطرة على الجماهير التي يجري تغيبيها و تجيشها تحت وهم الدفاع عن الإسلام . لا أحد عاقل يطالب بالغاء الإسلام أو أي دين آخر ، ما نطالب به هو ما حدث في كل المجتمعات المتحضرة في العالم " فصل الدولة عن الدين " .
لست أدري كيف وصلت إلى نتيجة أن تطوير العادات والدين والافكار هي هدف عامة الناس ، أين يحدث هذا ، ألا تلاحظ حقا أن ما يحدث في كثير من أقطار العالم العربي هو إنتكاسة حتى على القدر الضئيل الذي أمكن تحقيقه من التطور و الحداثة ،و ألا تدرك حقا أن السعودية هي التي تقود الحركة الظلامية في المنطقة و تغذيها بالمال و الأفكار و أيضا بفتاوى القتل . إننا نحن الذين نتصدى لآليات التظليم و استلاب الوعي بجهودنا الفردية ،و لكننا في النهاية نمثل نضال الإنسان العربي من أجل الحرية و العلم و الإستنارة و في هذا عزاء لنا .
ما دخل جمال عبد الناصر في هذا الحوار الثقافي ، لست معنيا بالدفاع عنه أو غيره عندما يتعلق الأمر بعملية تنوير تاريخية ندعوا إليها و نبذل غاية جهودنا من أجلها .
فليكن عبد الناصر إخواني او شيوعي هذا جزء من التاريخ ،و لكن هذا الشريط مخصص للمستقبل .

انا لن ادافع عن النظام في السعودية ولست مهووسا بالدفاع عن الانظمة ولا عن التيارات التي تتقرب لتلك الانظمة بدعوى صحة الموقف الحضاري او الفكري او كلاهما ، لكن الحوار حول نزعة كل دولة لنشر ايديولوجيتها كثير بالنادي وخارج النادي .

لو كنت تتابع مايحدث بالسعودية سترى عيانا بيانا ان النظام السعودي يودعك السجن فورا لو تبرعت لجهة غير رسمية ولن تخرج من السجن بسهولة؛
فذريعة " الارهاب " اصبحت سيف دولي وبطاقة تأييد لاي نظام لزج "أي مشبوه" بالسجن ، وفتاوي القتل لم تصل عندنا لقتل فعلي لكاتب او مفكر حتى الآن وان كنت تملك حالة فاذكرها لو سمحت .

ربما انت تقصد الفتاوي الطائفية وهي ليست محصورة بالسعودية ففتاوي القتل الطائفي منتشرة تاريخيا وفقهيا حتى الان و لمن يريد ان يعرفها ومع ذلك توقفت ومنعت وتم التحكم بها بالسعودية .

لا اعرف لماذا تطلق حكم شامل ومطلق ونهائي على كون السعودية تقود الظلامية وعلى اي اساس واي دراسة او اي مرتكز يعتد به .

هناك من يتهم السعودية بنشر التهتك والرقص ودعم الفن من خلال مئات القنوات التي تقدم الفنون .
هناك من يتهم السعودية بتنفيذ مشاريع تمكين المرأة بكل قسوة وعشوائية .
هناك من يتهم السعودية بتبذير اموال وميزانيات على الكرة ومشاريع الرياضة .
هناك من يتهم السعودية بمد يدها للانظمة العلمانية كـ ( زيارات الامير نايف الطويلة والكثيرة لتونس) وتقريبه لوزراء داخلية مصر السابقين ، وبرلمانات شمال اوروبية ( زيارات رؤساء الشورى المتكررة ) .
هناك من يتهم السعودية بتغريب عدد هائل من الجيل الجديد من خلال برنامج البعثات الضخم .
هناك من يتهم السعودية بمنع الجهاد واغلاق الحدود وملاحقة عناصر الجهاد بشكل صارم .

اضف اليها تهمتك وحكمك المتكرر والذي تمزجه بكل موضوع تطرحه كامتياز مخصص للسعودية وسنكون بذلك امام معضلة كبرى .

ولا ادري هل تدهور التعليم باغلب دول المنطقة مسؤولية السعودية؟
وهل تخلف الصناعة وضمور المشاريع التنموية باغلب دول المنطقة مسؤولية السعودية الناشئة حديثا مقارنة بدول عمرها الاف السنين الحضارية ؟
وهل تدهور الديموقراطية ونشوء ورثة سياسيين جدد في دول تتظاهر بالوعي السياسي سببه نشاط السعودية الظلامي ؟
وهل تفوق اسرائيل ( اشهر دولة نصية دينية ) سببه فتاوي القتل الصهيوينة والقتل الفعلي المستمر ام سببه تفوق رجال السياسة الصهاينة ؟

واعتذر لك عن طرح نقاط بعيدة عن موضوعك نوعا ما ولكن الحوار ذو شجون !

تحياتي .


RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-24-2010

قمع الإناث
( 3 من 3 )


Nobody will ever win the Battle of the Sexes. There's just too much fraternizing with the enemy. ~Henry Kissinger
"لن يستطيع أحد أن يكسب الحرب بين الجنسين ، فهناك الكثير من مشاعر المحبة بين الأعداء " هنري كيسنجر.


أخطر ما أفرزته آلية التخلف الحضاري الإسلامي هو أن قيم هذا التخلف تأسلمت و أصبحت دينا ، هذه الأسلمة أسلمننا إلى ميراث تقليدي جامد و سقيم لا يزال مهيمنا علينا بنزعته المتخلفة ، وهو ميراث ما يزال ينظر للمرأة على أنها ناقصة عقلآ و دينا ، مستندا إلى مرويات نقلية تراثية متيبسة ، و إلى نظرة ماضوية متعصبة تقدس التخلف و تؤسلمه . هذه المرويات غزيرة لا يمكن حصرها في حيز صغير ، وهي مازالت فاعلة في الوعي الجمعي المتأسلم على أكثر من مستوى بما في ذلك الموقف التشريعي ،و ما زالت قضية نكوص مجلس الدولة المصري عن تعيين الإناث حية ساخنة ، وهي فضيحة حضارية و ثقافية من العيار الثقيل ، شعارها " إذا تأسلمت فافعل ما شئت ، فليس على المتأسلم حرج في مصر " . و يكفي في هذا المقام الإشارة إلى الأقوال التي تضرب المثل بالمرأة في انعدام الحكمة و ضعف الرأي ، ومن ذلك ما يوصف بأنه ((رأي نساء ))،و ما جاء في الأمثال (( شاورهن و خالفهن )) و (( لا تثق بإمرأة )) و (( من أطاع عرسه فقد أضاع نفسه )) ، (( ذل من أسند أمره إلى إمرأة )) ، (( من اقتراب الساعة طاعة النساء )) ،(( إياك و مشاورة النساء فرأيهن إلى أفن )) ، (( لا تطلعوا النساء إلى حال و لا تأمنهون على مال )) ، ((اعص النساء وهواك و افعل كما شئت )) ، ((هن عوادي يوسف )) ، (( كرامة النساء دفنهن )) ، ((إن المرأة تلقن الشر من المرأة كما أن الأفعى تأخذ السم من الأصلة )) ،و ينسبون إلى الشيطان قوله : ((سهمي الذي رميت به ولم أخطئ : النساء )) .
لم يتخلف الشعر العربي عن لعن المرأة و تحقيرها .
لا تأمنن إلى النساء .... ولا تثق بعهودهن .
فرضاؤهن و سخطهن..معلق بفروجهــن
يبدين ودا كاذبا ......و الغدر حشو ثيابهن.
بحديث يوسف فاعتبر..متحذرآ من كيدهن .
أو ماترى إبليس أخ....رج أدما من أجلهن .
[صورة: _new_%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%A8_390_310_.jpg]
تمشيا مع النظرة الدونية تجاه المرأة ، و التي مازالت تسود الفكر الإسلامي في العصر الحديث ، رفض المرشد العام الأسبق للإخوان المسلمين في مصر تولي المرأة المناصب القيادية كذلك تولي منصب القضاء ، أما بعض الشيوخ المعتدلين فجعل مصافحتها للرجل و تعطرها زنى لا أقل ( فتوى الشيخ عطية صقر ) !. لاشك أن تعدد الزوجات بهذا الشكل غير المقيد ( سوى بأربع زوجات في وقت واحد ) ، ساهم في دونية النظر إلى المرأة ، فنجد أن كل من عمر بن الخطاب و عثمان بن عفان و علي ابن أبي طالب مثلا تزوج 9 نساء ، و نجد رجلا مثل الحسن بن علي كان يتزوجهن أربعا و يطلقهن أربعا ، حتى نهى علي أصحابه عن تزويج الحسن فأبوا إلا النسب الكريم ! ، ذلك كله دون أن نعدد ملك اليمين و الجواري . ما زالت تلك الظاهرة تمارس بتوسع بالغ في الجزيرة ،و لن أعدد حكاما يبدلون النساء كما يبدل غيرهم الأحذية و لا يجدون فقيها واحدا يراجعهم بأن ذلك يخالف الإسلام ، رغم أن هؤلاء الفقهاء يتوعدوننا بالجحيم لأننا لا نطلق اللحية و لا نحف الشارب !.هل نتحدث عن الجواري وكل تاريخنا عن فلان الذي يمتلك عشرات الجواري ، وفلان الذي يتسابق مع الآخرين على ملكية الأجمل من النساء إلى آخر تلك المهازل التاريخية . والغريب أن الدعاة الإسلاميين يتعاملون مع فكرة الرق وكأنها حق لا يقبل النقاش ، فهم يذهبون في تفسير فروعه كتفسير مظهر الجارية وملابسها ووضعها في العلاقة الجنسية مع مالكها وتحديد الفرق بينها وبين الحرة في تلك الأوضاع كما في كتاب حجاب المرأة ولباسها في الصلاة – وهو من كتب التراث التي أعادت الجماعات الإسلامية طباعتها من جديد : " الحجاب مختص بالحرائر دون الإماء ، كما كانت سنة المؤمنين في زمن النبي وخلفائه ، أن الحرة تحتجب والأمّة تبرز ، وكان عمر إذا رأى أمّة مختمرة ضربها وقال أتتشبهين بالحرائر أي لكاع ! . نذهب إلى النصوص الإسلامية التي تتحدث عن اشتغال المرأة بالعمل ، فنلاحظ أن القاعدة الصلبة التي يحاول الدعاة الإسلاميون التأكيد عليها هي تحريم عمل النساء وأن " البيت هو مثابة المرأة التي تجد فيها نفسها على حقيقتها كما أراد الله تعالى – غير مشوهة ولا منحرفة... " تلك القاعدة الصلبة ليست هي النهاية، ذلك أن كل النصوص بعد تجريمها لعمل المرأة تفتح ثغرة واضحة تشير إلى إمكانية عمل النساء مع إحاطة تلك الثغرة بشروط ، فسيد قطب يقول : " إن خروج المرأة لتعمل كارثة قد تتيحها الضرورة " . ( سيد قطب – السلام العالمي والإسلام ص54 ) ، " لا تنزل المرأة إلى ميدان العمل من أجل الرزق إلا في أضيق الظروف والحالات الضرورية . " ( د. محمد البوطي – إلى كل فتاة تؤمن بالله ) وحسن البنا يحرم عليها " حقوق الانتخاب والاشتغال بالمحاماة " والفقهاء يجمعون على عدم توليها المناصب الهامة . وقد يهلل بعض الإصلاحيين ويتخذ من تلك النصوص دليلاً على تسامح أيديولوجيا للجماعات الإسلامية وأنها لم تسد الطريق تماماً أمام عمل النساء ونحن نقول لهم : نعم أنهم يسمحون بعمل المرأة ، حتى هؤلاء المتشددين من أمثال أبو الأعلى المودودي وابن تيمية ، وحتى لدى أكثر الجماعات تشدداً من فريق الجهاد وغيره ... نعم يسمحون بعمل المرأة ولكن بعد ماذا؟ .. بعد تجريدها من الحقوق السياسية كحق الانتخاب والترشيح وحقوق الترقي حتى المناصب القيادية . وبعد تجريدها من الأسلحة التي يمكن أن تدافع بها عن شروط أفضل للعمل كحق الإضراب والتظاهر، فإذا كانوا يحظرون تلك الحقوق على الرجال فما بال موقف النساء إذن ... ؟ . إنهم يصفون النساء المشتركات في أي تظاهر أو إضراب بالسافرات الفاجرات كما رأينا من قبل ، ثم يسمحون بعمل المرأة بعد تحديد وظائف بعينها للنساء ، كطب النساء والتمريض والتدريس والحياكة والتطريز ، ولا يخفي على أحد أن تلك الأعمال ذات طابع خدمي وهي تصنف في أدنى السلم الاجتماعي ، فإذا كانت تتطلب قدراً من التعليم فهو تعليم نوعي يختلف عن نوع التعليم الذي يتلقاه السادة الرجال ، ولذلك نجد أن حسن البنا يطالب بـ " إعادة النظر في مناهج تعليم البنات ووجوب التفريق بينها وبين مناهج تعليم الصبيان في كثير من مراحل التعليم ، ونوع التعليم المفضل هو الذي يؤهل بعض النساء لأن يكن خياطات زوجات الزعماء وهوانم الإسلاميين ولأن يكن طبيبات وممرضات هؤلاء النسوة . وكان من آخر تقاليع الجماعات الإسلامية إنشاء مستشفى لعلاج المسلمات فقط " محظور دخولها على الرجل الطبيب أو الممرض الرجل ، أو حتى الطبيبة إذا كانت بغير نقاب أو حجاب … " .
مشكلتنا مع الإسلاميين بما في ذلك النساء هي مشكلة معرفية و ليست دينية بالأساس ، فعندما نتحدث مع أحدهم عن حقوق المرأة فنحن نتحدث عن شيئين مختلفين تماما ، هو يتحدث عن حقوق شرعية و يرى أن الإسلام أعطاها للمرأة وهذا طبيعي لأن نظرته لتلك الحقوق هي من منظور الإسلام نفسه و من الطبيعي أن يتسق الإسلام مع منتجاته هو !.أما نظرتنا لحقوق المرأة فهي نظرة الثقافة الإنسانية المعاصرة وهي نظرة تختلف عن النظرة الإسلامية بالكلية ، بل أن حقوق الرجل و الإنسان بشكل عام أيضا مختلفة في الثقافتين الإسلامية و الليبرالية المعاصرة . عندما أقرأ في التراث مثلا أن عمر بن الخطاب كان يرى أن حق الابن على أبيه أن يحسن تسميته و أن يعلمه أشياء تافهة جدا لا تستغرق سحابة نهار مثل ركوب الخيل و أقارنها بحقوق الأبناء في حضارتنا المعاصرة أجد الفرق هائلا ، فالابن صار ملكا متوجا يحميه العرف و القانون حتى يكتمل نموه ، و بالتالي أيضا تضاعفت مسئوليات الإنسان المعاصر في المقابل . نحن إذا نتحدث عن منظومتين مختلفتين من الحقوق و الواجبات ، مختلفتين ليس فقط في المدى بل بالأساس في النوعية و الفلسفة .
إن حقوق الإنسان – و ليس فقط المرأة -غير ثابتة بل هي في تطور مستمر مع تطور الحضارة و نمو المعرفة و تهذيب الإنسان ، فحقوق الإنسان منذ 1400 عام لا ترقى لحقوق الحيوان في العالم المتحضر اليوم ، إنه حتى أشد المجتمعات تخلفا لا يمكنها الصمود طويلا لرياح الحرية ، لهذا فنظرة المجتمع للمرأة تطورت بشكل جذري حتى صارت هناك قطيعة معرفية بيننا و بين عصر النبي ، فالمرأة لم تعد وعاء للمتعة و بيتا للشيطان ، بل هي رفيقة للرجل في مشوار الحياة .إن نظرتنا للمرأة تطورت بالأساس مع تطور فهمنا للعلاقة الجنسية فلم تعد تلك العلاقة مجرد إفراغ لشهوة الرجل بل شراكة كاملة بين متساويين لتبادل المتعة ، و الرجل العصري لم يعد يبحث عن بهيمة لمعاشرتها سويعات معدودة ثم يلقي بها حتى تفيض شهوته مرة أخرى ،و لكنه يبحث عن شريك متفهم عاقل ، شريك يتكامل معه جسمانيا و أيضا روحيا و عاطفيا و فكريا .
[صورة: filemanager.php?action=image&id=1023]
إننا لم نعد نربي بناتنا لخدمة الرجل وطاعته بل لتحقيق ذواتهن في الحياة مثلهن مثل الرجال تماما ،و لن تقبل الفتاة التي تنشأ في الأسر البرجوازية المسلمة في القاهرة أو دمشق و أنقرة أن يضربها بعلها أو يهجرها في المضاجع ، بل ستطالبه بثقة بحقها في الارتواء الجنسي أو تسحبه إلى الطبيب ثم إلى المحكمة ، أما الضرب فلحسن الحظ لا يعترف القانون به – حتى الآن - كوسيلة للتفاهم بين الزوجين !.
لماذا إذا لا نغلق بواب الجحيم و نترك الإسلام في مكانته كعقيدة و نعيش حياتنا العصرية وفقا لقيم عصرنا الإنسانية ، على أن نحسن الفرز فلا نقبل من حضارة العصر إلا ما هو جميل و إنساني وعادل . إن أفكار النبي محمد التي استقاها من بيئته الصحراوية المنعزلة منذ 1450 سنة ليست صالحة لإقامة حضارة معاصرة من أي نوع ، فهل يفيق المغيبون ؟.


RE: التخلف المقدس - observer - 08-24-2010

رائع
اشكرك على هذا المجهود الضخم
97


RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-24-2010

(08-24-2010, 06:56 PM)observer كتب:  رائع
اشكرك على هذا المجهود الضخم
97
الأخ أوبزرفر .
أشكرك و كل من شارك في هذا الشريط ، فهذا دليل على أن هناك بعض من الحياة في النادي ، و أن التفاهة و السطحية لم تعد شرطا وحيدا للحوار .
سوف استغل هذه الفرصة لأخاطب زملائنا من غير المسلمين ،وأقول أن انقاذ المسلميين من التخلف هو واجب إنساني و ليس فقط واجب المثقف المسلم ، و أن مساعدة المرأة المسلمة على كسر قيود العبودية و التحرر من النقاب و حتى الحجاب هو أيضا واجب إنساني .ليس من الحرية القضاء على الحرية ،و ليس من التسامح التسامح مع عدم التسامح . حتى لو ارتضي إنسان ما العبودية هذا لن يجعلها أخلاقية أو قانونية ، هذا يجعل من يرتضى العبودية مريضا في حاجة إلى علاج .

[صورة: 5678.imgcache.jpg]
انظر إلى هذه الطفلة وهم يخنقونها بالحجاب ، هل هناك فرق بينها و بين وضع الطوق في رقبة الجرو صغيرا حتى يعتاده ؟.
[صورة: PomeranianWDTo_ApF6.jpg]
من أجل هذه الطفلة و غيرها من ضحايا التأسلم يجب ان تتضافر جهودنا جميعا كي ننقذها .. جميعا مسيحيين و مسلمين و هندوسا و لا دينيين .. هذا واجب إنساني في المحل الأول .


RE: التخلف المقدس - علي هلال - 08-25-2010

والله البنت وشها منور بالحجاب ما شاء الله تبارك الله عليها النوعية من الصور دي يا استاذ بهجت بتعمل لي نوع من inspiration

اشكرك عليها بشدة بدل الاشكال اللي بنشوفها من اصاغر المسلمين وسفهائهم .

تحياتي


RE: التخلف المقدس - بهجت - 08-25-2010

(08-25-2010, 02:39 AM)علي هلال كتب:  والله البنت وشها منور بالحجاب ما شاء الله تبارك الله عليها النوعية من الصور دي يا استاذ بهجت بتعمل لي نوع من inspiration

اشكرك عليها بشدة بدل الاشكال اللي بنشوفها من اصاغر المسلمين وسفهائهم .

تحياتي
يا صديقي .
وشها منور بالحجاب .. سيكون بغيره أكثر إنارة .
هلا فكرنا ان الله لو كان يفضلها بحجاب ألم يكن قادرا على أن يخلقها بقطعة قماش على رأسها ؟.
يا صديقي .. لو ربينا البنت على أنها عورة ، و زرعنا في روعها هذا منذ الطفولة لن تصبح إنسانا بل عورة بالفعل ؟.
هل جرب أحد من الفقهاء أن يلبس حجابا في حر يوليو و أغسطس في القاهرة ، هل سيتحمل هذا الهلاك ، لم لا نفكر ان الإناث يعانون أيضا ، ام هل خلق الله لهم جهازا عصبيا من السيلكون ؟.
لم أجد فارقا بين الصورتين ،من وضع الحجاب على وجه طفلة بريئة و من وضع طوقا على رقية كلب مسكين ، كلاهما يعد هدفه للعبودية .
الحرية للمرأة المسلمة .. لنكن رجالا حقيقيين و نرحمهم من هذا التخلف .