نادي الفكر العربي
بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63)
+--- الموضوع: بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. (/showthread.php?tid=5785)

الصفحات: 1 2 3 4


بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - خوليــــو - 04-07-2008

العزيز آورفاي .. أعتذر على تأخري في الرد ..

Arrayبل من المعروف تماما ، هو ان القبائل في كل انحاء العالم كانت تضطهد و تحتقر من يتزوج من خارج القبيلة [/quote]
السرد الآنف .. كان حول "قبائل الطوطم" .. ويمكن العودة لهذه النقطة في الرد رقم 14 .. الذي يناقش الأهمّية التاريخيّة والثقافيّة لهذه القبائل ..

Arrayولو عدنا بضعة آلاف سنة او اكثر ، الى الوراء لوجدنا ان الزواج من الاخت كانت له الافضلية ايضا ، و مثالا على ذلك زواج قابيل من اخته ، حسب الاسطورة الاسلامية ، و من ثم زواج الاخوة و الاخوات الفراعنة من بعضهم البعض [/quote]
أرجو العودة للمشاركة رقم 17 التي تناقش هذه الأسطورة ودلالاتها ..


Arrayاعتقد ان مسالة الانوثة و الذكورة ليست مسالة نفسية بل بايولوجية واضحة !!!![/quote]
لا أعتقد ذلك .. بل إنّ الذكورة والأنوثة مفاهيم ثقافيّة وقد أوفى "فوكو" هذا الموضوع دراسة وتمحيصا .. وبالطبع فإنّ هناك ترابط كبير بين "الثقافة" وبين "المسألة النفسيّة" .. كما هناك ترابط نفسي بيولوجي psychosomatic ..
حينما نتحدّث عن مجتمعات "أموميّة" .. مجتمعات "أبويّة" .. إلخ .. فنحن نتحدّث عن مواقع جنسانيّة مختلفة .. تكوين سايكولوجي مختلف لمفاهيم الأنوثة والذكورة ..
على كلّ .. هذا الموضوع بالذات موضوع جميل وشائك .. لكنّه يحتاج لإفراده صفحات منفردة .. لكثرة ما قد يناقش به .. والكتب "النفسيّة" و"البيولوجيّة" و"الاجتماعيّة" و"الفلسفيّة" كثيرة جداً في مناقشته .. مما يجعل الخوض فيه يحتاج لتفرّغ أكبر ..

Arrayليس تعميم هذه الحالات هو الذي يؤدي الى امراض نفسية بل ان ما نسميه بالامراض النفسية هي التي تدفع اولئك الذين يخترقون تابو ممارسة الجنس مع المحارم ، لقيام بسفاح القربى ![/quote]
هاهاها .. أعجبني هذا التعليق ..
وفيه وجهة نظر .. لكنني أقصد أنّ اتجاه البشريّة نحو "إباحة المحارم" بعد "تحريمها لها" (وهو افتراض تخيّلي طبعاً) .. لن يمرّ دون أتاو "عصابيّة" .. فاعتباري أنّ شهوة المحارم "غريزيّة" .. لا يعني أنّها المنشودة .. أو السليمة نفسياً ..


وArray لماذا هذه الحتمية ؟ لماذا يكون " منع زنا المحارم هو أوّل تشريع أخلاقي إنساني تمّ وضعه" ارى هنا بعض التشنج في هذه المسالة ، فان احترام الاقوى ، تحت اسم احترام الكبير ، ربما اكن اول قانون اخلاقي تم وضعه ![/quote]
"احترام" الأقوى .. أم "الخضوع" للأقوى .. !!!

Arrayاعتقد بان فريزر هنا قد جانب الصواب اذ تجاهل ان قانون مع سفاح القربقى او الزنى بالمحارم ، لم يوضع الا للحفاظ على الملكية الخاصة . فالعالم فريزر على ما يبدو لم يطلع على الفكر الاشتراكي و انجازاته بهذا الشان ![/quote]
جملة فريزر التي تنتقدها .. اقتبسها فرويد لتعتبر من "بنيان" مدرسة التحليل النفسي في دراساتها التحليليّة للمثولوجيا الإنسانيّة .. لذلك أتمنّى منك التوسّع في النقد إن كان لك وجه نظر معيّنة عن الموضوع .. لأنني لم أفهم نقدك بهذه العبارات المختزلة ..


وردة لك :redrose:

خوليو






بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - خوليــــو - 04-07-2008

Array
حتى لو كانت هذه الشهوة غريزية وعلى الرغم من تحريم الاديان لها فهو لم يقضى عليها
بل اعتقد ان الاديان زادت منها حيث ان الممنوع مرغوب
واكثر ديل على ذلك السعودية
أكثر البلاد تمسكا بالشريعة وأكثرها علاقات المحارم
[/quote]

هل هناك أي نوع من الدلائل على استشهادك "بالسعوديّة" .. !!
إحصائيّات .. حوادث فرديّة .. إلخ .. !!

خوليو


بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - ابن سوريا - 04-07-2008

عزيزي خوليو؛

في البداية، فلقد أطربني وأشجاني حديثك المفصل حول الموضوع، رغم أني أطمع بالمزيد، ولكن ومع ذلك الطرب والشجون، فإن أمراً ما يقض مضجعي ويجعلني أشعر بوجود ثغرة في التحليل إن نظرنا إليه بكليته أو النظرة العامة له.
فإن كنت أتفق مع ما ذكرته من ناحية التفصيلات وأرى أن المنطق الداخلي للتفسيرات التي أدرجتها متماسكة فإنها تسقط لدي في غموض و لنقل في وشوشة فكرية من ناحية التفسير الشامل النفسي الذي يجعل (ربما) من الإنسان في تكونه النفسي استثناءً أو (نيئة عن الخليقة). ذلك الشيء الذي لا يمكنني أن أفهمه وهو لماذا لدى بعض الثدييات ومنها بعض أنواع القردة وغيرها من الثدييات (سأعود لموضوع رددت عليه مرة وذكرت بضع أنواع منها)، أقول بعض الثدييات التي تتصرف بنفس الهستيريا حول تحريم "جنس المحارم". أي كيف لذلك أن يحدث رغم أنها لا تمتلك نفس المقومات النفسية التي يتميز بها الإنسان وبنو البشر؟ وهو الشيء الذي يقودني للاعتقاد بأن هذه القاعدة "الأخلاقية" أعم وأعمق بيولوجياً.

ما رأيك؟
(f)


بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - shaytan_el3alam - 04-07-2008

Array
هل هناك أي نوع من الدلائل على استشهادك "بالسعوديّة" .. !!
إحصائيّات .. حوادث فرديّة .. إلخ .. !!

خوليو
[/quote]
مثال بسيط

أدخل على اى منتدى جنسى وابحث عن القصص الجنسية فرع المحارم وانت تعرف



بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - طريف سردست - 04-07-2008

قرأت منذ فترة مقالة في احدى المجلات العلمية تشير الى ان من اسباب التعفف الجنسي بين الاخوة والاخوات ظاهرة نفسية جرى ملاحظتها، ان الاشخاص الذين يلتقون ببعضهم يوميا او كثيرا من النادر ان تنشأ بينهم علاقة جنسية. هذا الامر يلاحظ حتى بين طلاب الصف الواحد (في الغرب)، حيث غالبا تنشأ العلاقات العاطفية بين الطلاب والطالبات من صفوف مختلفة. كما يشير الى ان احتمالات العلاقة العاطفية تتزايد اذا جرى التعبير عن الاعجاب في اللقاء الاول او الثاني، في حين تقل كلما ازدادت اللقاءت دون التعبير عن اعجاب.. للتحول الى روتين.

الشئ ذاته يمكن قوله عن المجتمعات البدائية الاولى ، حيث القرى كانت عوائل كبيرة.. ولهذا السبب كانوا يتزوجون من القرى المجاورة..
وعند القبائل المتنقلة كان من مصلحة القبيلة تأخير العلاقة الجنسية قدر الامكان لكون الولادة تعيق التنقل.. لهذه الاسباب كانت القواعد الاخلاقية صارمة في القبائل المتنقلة عما هو الحال في القرى المستقرة.. هذا الامر قد يفسر اسباب تنوع القواعد الاخلاقية لدى القبائل العربية القديمة، التي وبالرغم من ان الكثير منهم قد تحولوا الى الحياة الثابتة الا ان رواسب اخلاقهم القديمة بقيت حية.

تحياتي، وشكرا لخوليو على موضوعه الغني




بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - خوليــــو - 04-08-2008

التفسير "البيولوجي" لتجنّب زنا المحارم .. بوجه التفسير التحليلي النفسي "لعيون طارق القدّاح" .. "وفيه شيء للعزيز طريف"


مقدّمة لا بدّ منها ..
بالطبع .. فإنّ هنالك تفسيرات "بيولوجيّة" لموضوع تجنّب زنا المحارم .. تأخذ بعين الاعتبار المشاهدات المستقاة من عالم الحيوان .. "الشمبانزي" خصوصاً .. وهي المشاهدات التي تبدو للوهلة الأولى تنقض كلّ ما ذُكر أعلاه .. عن النظرة "الفرويديّة" لهذا الموضوع ..

هذه "التفاسير" البيولوجيّة تمّ إحياؤها خلال العقدين السابقين .. مع تطوّر ما يسمّى "علم النفس التطوّري" Evolutionary psychology .. وهو علم يستند على مبادئ "تطوّريّة" بيولوجيّة في تقديم تفسيرات سايكولوجيّة .. يتعامل مع موضوع "النفس" بشكل مبسّط جداً بحيث تبدو وكأنّها "لحاء" أو "قشرة" تتنعزل عن المؤثّرات الماديّة والاجتماعيّة المحيطة .. وتتبع لمصطلحات "الوراثة" و"الطفرة" و"الاصطفاء الطبيعي" .. ورغم الأهميّة الكبيرة لعلم كهذا .. إلّا أنّه ينزع صفة التميّز (التي يمقتها طارق) عن الحياة النفسيّة الإنسانيّة .. لدرجة أن يصل بعض "الدارونيين" إلى اعتبار أنّ التظاهرات الثقافيّة على مدّ التاريخ الإنساني منفصلة عن تطوّر التظاهرات النفسيّة .. وهنا كان من الطبيعي أن ينأى هذا العلم عن الاستخدام "الأنتربولوجي" وعن تقديم تفسيرات معرفيّة للتظاهرات الثقافيّة الإنسانيّة .. فليس فيه ما يُغري بذلك ..

لا أحد يمكن أن ينكر أهميّة ومنجزات هذه المدرسة .. لكن هناك إشكاليّة كنت أتمنّى أن أجد من هو أكفأ منّي في معالجتها .. وهي إشكاليّة تتمثّل في "الإقصائيّة" التي تتبادلها علوم النفس فيما بينها (على سبيل المثال .. هذه المدرسة همّها التهكّم على "فرويد" .. والمدارس الفرويديّة تردّ الصاع صاعين بالمقابل:)) .. بينما تشعر أحياناً أنّه بإمكانك أن تأخذ من كلّ بستان زهرة .. لتكوّن "دزّينة" فوّاحة ..

سأعرض فيما يلي الرأي التطوّري بموضوع تجنّب زنا المحارم .. وأقدّم بعض الملاحظات النقديّة .. وسأقدّم اعتذاري من الآن بحال وجود بعض الأخطاء في تعريب بعض المصطلحات الطبيّة والبيولوجيّة .. لأنّي غير معتاد على التعامل مع المصطلحات الطبيّة العربيّة ..


عودة لموضوع تجنّب "زنا المحارم"
تفترض هذه المدرسة .. وجود آليّة تطوّريّة ما .. عند الإنسان ونظائره من الثديّات المتطوّرة تجعله :
أوّلاً : يميّز المحارم .. بوسائل خاصّة تتصّل بالمراكز "الشميّة" و"السمعيّة" و"البصيريّة" ..

ثانياً : يتجنّب زنا المحارم .. "بوساطة شعور "القرف" .. أو "الإشمئزاز" .. disgust .. وطبعاً .. فإنّ لهذا الشعور أهميّته التطوّريّة .. حيث تقترن اللذّة "بالمفهوم النفسي التطوّري" بالمنفعة .. والألم بالمضرّة .. فالإنسان "مثالاً" يقرف ويشعر بالألم من الروائح والأطعمة الضارّة .. ويشعر بالسعادة من ممارسة ما هو نافع ومفيد ..
يقول "هربرت سبنسر" : (إذا استبدلنا بكملة لذّة قولنا أنّها حالة نسعى لإحداثها وإبقائها في الشعور .. واستبدلنا بلفظ ألم قولنا أنّه حالة نسعى لإبعادها عن الشعور وانتزاعها من النفس .. وكانت الحالات الشعوريّة التي يسعى الموجود الحي لإبقائها مناسبة للأفعال الضارة .. وكانت الحالات التي يسعها لإبعادها مناسبة للأفعال النافعة .. كان هذا الموجود الحي هالكاً لا محالة)


لماذا تعتقد هذه "المدرسة" بوجود آليّة كهذه !!
بسبب الأمراض التي يتسبب بها نتاج هذا الزواج .. وذلك لآليّات مختلفة تتعلّق باختصار بما يلي ..
1- سبب جيني .. حيث تزيد نسبة الطفرات القاتلة والممرضة الناتجة عن هذا الزواج .. بسبب ميكانيزميّة جينيّة لا أجد داع لشرحها هنا .. إلا بحال الطلب ..
2 سبب يتعلّق بالبكتيريا الممرضة pathogens .. التي تسبب أضراراً أكبر في الأطفال الناتجين عن تزاوج القربى .. وأيضاً يمكن التوسّع بشرح الأسباب بحال الطلب ..

النقطة التي تهمّ الموضوع في ذلك .. أنّ هذه المدرسة تفترض وجود آليّة تطوّريّة اصطفائيّة أدّت إلى تطوير هذه "الميكانيزميّة" النفسيّة التي "تقرف" الاقتران من الأقارب .. لكن توصف هذه "الميكانيزميّة" بأنّها غير ملزمة ولا تسير على قانون "الكل أو اللاشيء" .. فحينما يكون "الاختيار" بين "نكاح المحارم" أو "اللانكاح" على سبيل المثال .. يتم اختيار نكاح المحارم .. أي أنّها ميكانيزميّة تتعلّق بالخيارات "المتاحة" والظروف المحيطة إلخ ..


نقد لما سبق :
النقد البيولوجي لما سبق هو التالي : تعترف هذه الدراسات بأنّ مصدر "الرفض" لزنا المحارم هو "الأنثى" لا "الذكر" .. أي أنّ "أنثى الشامبانزي" على سبيل المثال هي التي تبحث عن "الزواج الخارجي" من مجموعة خارجيّة .. لا "الذكر" .. أي أننا نتحدّث هنا عن "ميكانيزميّة نفسيّة" خاصّة بالإناث أكثر منها بالذكور .. تفتقد لمبرّرات التعميم بهذا الشكل الفج .. خصوصاً وأنّ المدرسة تطبّق هذا المثال على الإنسان أيضاً وتجد أنّ الميل نحو تجنّب المحارم أنثوى أكثر منه ذكري .. ثمّ تعوّل على إمكانيّة أنّ تحريم "نكاح المحارم" قد تمّ سنّه تاريخياً بناءً على النزول عند رغبة المرأة .. وهذا تفسير مرفوض برأيي في حال ملاحظة الحالة الاجتماعيّة للمرأة (الممنوعة من الاقتراب من الأدوات المقدّسة !!) في أغلب قبائل الطوطم .. كما أنّه لا يقدّم تفسيراً مقنعاً لهذا المنع "الهستيري" لاقتران المحارم ..

ثانياً .. أثبتت بعض الأبحاث أنّ "زواج الأقارب" بين جماعات الشامبانزي لا يؤدّي لتشوّهات وراثيّة مميتة كمثيلتها عند الإنسان (على سبيل المثال .. يمكن مراجعة الدراسة المنشورة في مجلّة International Journal of Primatology في عددها الصادر في ديسمبر 2005 ) .. وهذا يعني أنّ "الداعي" لوجود هذه الميكانيزميّة التطّورّية الاصطفائيّة يفتقد لمبرّر وجوده عند "الشامبانزي" .. !!!!!!!!

النقد "النفسي" لما سبق : شعور "الاشمئزاز" أو "الألم" الإنساني لا يرتبط فقط بميكانيزمات "تطوّريّة" .. بل له صلة وثيقة بعناصر "ثقافيّة" بشريّة .. وهذه نقطة قد تُحسب لصالح "تميّز" الإنسان عن غيره من الكائنات البعيدة عنه في السلّم التطوّري .. لذا فالشعور بالـ"ذنب" .. "دونيّة" .. "قرف" .. إلخ .. من زنا المحارم .. يصنّف في "التحليل النفسي" تحت بند "المقاومات" .. مقاومة الرغبة اللاشعوريّة ..وهو شكل من أشكال "مقاومة" همجيّة الغريزة أمام الحضريّة الإنسانيّة (الثقافة) ..



كيف يميّز الإنسان "البدائي" والثديّات المتطوّرة .. محارمه .. !!
تقترح هذه "المدرسة" آليّات مختلفة في هذا الموضوع ..

1- Mager histocompatibility complex .. MHC
لا أدري ما هو التعريب الدقيق لهذا المركّب الكيماوي .. لكنّه بالمختصر بروتين موجود على غشاء الخليّة cell surface protien .. يلعب دوراً في تمييز الجهاز المناعي للجسيمات الذاتيّة أو الخارجيّة .. أي في تمييز الذات عن الخارج self/non-self discrimination of immune system ..
تنوّع الجينات التي تنتج هذا البروتين يؤدّي إلى اختلافه بين كائن وآخر .. لكن اقتراب النسب وما يحويه من تماثل وراثي بنسبة كبيرة يؤدّي لتشابه بنية هذا البروتين .. (في الأسرة الواحدة على سبيل المثال)
هذا البروتين يعطي بتفككه رائحة خاصّة .. في حالات "التعرّق" أو "التبوّل" مثلاً .. لذا أثبتت التجارب أنّ الطفل يميّز أمّه بالاعتماد على احساسه برائحة تفكك هذا المركّب .. كما الأم تميّز ابنها بذات الطريقة ..

2- رائحة الجسد .. الطفل يميّز رائحة "الأم" أو "المربيّة" ..
تثبت التجارب أنّ الطفل يميّز "أمّه" من رائحة جسدها .. لذا حاولت بعض الأبحاث أن تقارن بين بين قوّة تأثير "رائحة الجسد" والـ"MHC" السابق ذكره .. فتم جمع عدد من الأطفال الذي نشؤوا علي يد "مربيّة" ليست بأمّهم الحقيقيّة .. ووضعوا أمامهم "حمّالات صدر" لأمّهم الحقيقيّة وللمربيّة .. فلاحظوا انجذاب الأطفال لكلي "الحمّالتين" (بحاسّة الشم) وعدم تفضيلهم واحدة على أخرى .. (دراسة Macfarlane )..
بينما في حالة تماثل الأم والمربيّة .. فإن الولد يميّز "حمّالة صدر أمّه" بين ملايين الحمّالات الأخرى :10:

3- بوساطة المركز البصري .. ولا تلعب هذه "الحاسّة" أهميّة كبرى في تمييز الأم لطفلها بسبب التغيّر السريع في هيئة الطفل (على مستوى الإنسان البدائي والشامبانزي) .. بينما قد تلعب أهميّة في تميّز الطفل لأمّه كما تمّ إثباته عن طريق تجارب قامت على "الإنسان" .. ولا أعلم عن تجارب قامت على الشامبانزي في هذا المجال ..

4- الصوت .. صوت بكاء الطفل .. أو "صريخ" الأم :D


نقد لما سبق ..
أثبتت هذه الآليّات في التعرّف على المحارم .. فعّالة بين الطفل وأمّه بدرجة كبيرة .. لكنّها غير فعّالة بين "الأب" و"أطفاله" .. أو "بين الأخوة" .. أو "أولاد العم" إلخ ..
عامل الـ MHC .. لم ينجح في الدراسات على تعرّف "الأب" على "طفلته" .. أو "الطفله" على "أبيها" .. أو "الأخ" على "أخته" .. لذا لا يمكن التعويل على هذه الآليّات المفترضة في تجنّب نكاح الأخ لأخته .. أو الأب لابنته .. أو العم لابنه أخيه ..

بالإضافة إلى ذلك .. فإن الإعتماد على هذه الآليّات .. لا يفسّر "كما أرى" ميل انثى "الشمبانزي" على التزاوج من جماعات أخرى تماماً .. حيث أنّ هذه "الميكانيزميّة" النفسيّة المفترضة (القرف من المحارم) لم تعد متّجه فقط نحو من تستطيع تمييزهم كمحارم .. بل نحو القبيلة بكلّيتها ..



لماذا قرف المحارم !!
هذه المدرسة تفترض وجود هذه "الميكانيزميّة" بناء على تطوّر اصطفائي طبيعي .. لم يجد طريقة للتعبير عن ذاته إلا بشكل شبيه للميكانيزميّة التي يكره بها الحيوان الاقتراب إلى النار .. أو الابتعاد عن الأطعمة الضارة به ..
لكن لجأت هذه المدرسة لتغطية تناقضاتها بالعودة إلى مبدأ "ويسترمارك" .. الذي يفترض أنّ النشأة الطفليّة المشتركة (أي الوجوه التي يعتاد عليها الأطفال أثناء طفولتهم) تؤدّي آلياً إلى "قرف" جنسي من تلك الشخصيّات .. (بالصدفة هي ذات الميكانيزميّة التي تحدّث عنها الصديق طريف في ردّه الذي وجدته الآن وأنا أدرج ردّي هذا)


نقد نهائي
في النهاية .. أقول "جازماً" .. أنّ الدراسات "البيولوجيّة" لم تشيّد لليوم بناءً يقف على "قدمين" .. بل إنّها تناقض نفسها في أكثر من موقف .. وتعود لإحياء فرضيّة "ويسترمارك" .. التي شيّد "فرويد" بناءه النفسي على أنقاضها .. وهي فرضيّة لا تناقض في صميمها مبادئ التحليل النفسي .. ولا تودي إلى نتائج مختلفة .. فكلا الفرضيّتين تتحدّثان عن ميكانيزميّات "نفسيّة" تحتّم "النفور الجنسي من المقرّبين" .. وتختلف طبيعة هذه "الميكانيزميّات" إلا أنّها تؤدّي الغرض ذاته .. وهنا يبدو أنّ التعارض بين المدرستين تعارض وهمي .. بل أفترض أنّنا بشكل أو بآخر يمكن أن ندمج بشكل أو بآخر بين نظريّة "التحليل النفسي" ونظريّة "علم النفس التطوّري" .. فلا أحد يهمل الترابط النفسي البيولوجي .. والتأثير المتبادل بينهما .. وبالتأكيد فإنّ التغيّر النفسي يؤدّي لتغيّر بيولوجي .. والعكس بالعكس ..
كما أنّنا لا نعلم جيّداً الآليّات "النفسيّة" التي تحكم "الشمبانزي" (كمثال وُضع لنقد نظريّة التحليل النفسي) .. والتي قد تبلغ من التطوّر ما لا نتوقّعه ..


ورغم كوني أدرس "الطب" .. إلا إنّني لا أخجل من الاعتراف أنّ النظريّة البيولوجيّة الأقرب لمجال دراستي تعاني من عيوب كثيرة أهمّها :
- عدم قدرتها على تفسير التاريخ الثقافي الإنساني .. من تمثيلات "دينيّة" و"أخلاقيّة" و"ثقافيّة" ..
- عدم قدرتها على تفسير التعامل "الهستيري" للقبائل البدائيّة مع قضيّة المحارم .. لدرجة الحكم بالموت لمن يذكر "اسم" اخته .. أو "يصادفها" .. وذلك حتّى لو افترضنا صحّة النظريّة التطوّريّة .. فهي لا تفسّر كلّ ذلك ..
- تناولها لموضوع "النفس الإنسانيّة" كعامل "ثانوي" في الحياة الإنسانيّة ..
- فرضيّاتها النفسيّة غير متينة .. وفرضيّاتها "البيولوجيّة" تحوي تناقضات لم تجد حلاً لها بعد ..

خوليو


بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - خوليــــو - 04-08-2008

Array
قرأت منذ فترة مقالة في احدى المجلات العلمية تشير الى ان من اسباب التعفف الجنسي بين الاخوة والاخوات ظاهرة نفسية جرى ملاحظتها، ان الاشخاص الذين يلتقون ببعضهم يوميا او كثيرا من النادر ان تنشأ بينهم علاقة جنسية. هذا الامر يلاحظ حتى بين طلاب الصف الواحد (في الغرب)، حيث غالبا تنشأ العلاقات العاطفية بين الطلاب والطالبات من صفوف مختلفة. كما يشير الى ان احتمالات العلاقة العاطفية تتزايد اذا جرى التعبير عن الاعجاب في اللقاء الاول او الثاني، في حين تقل كلما ازدادت اللقاءت دون التعبير عن اعجاب.. للتحول الى روتين.

الشئ ذاته يمكن قوله عن المجتمعات البدائية الاولى ، حيث القرى كانت عوائل كبيرة.. ولهذا السبب كانوا يتزوجون من القرى المجاورة..
وعند القبائل المتنقلة كان من مصلحة القبيلة تأخير العلاقة الجنسية قدر الامكان لكون الولادة تعيق التنقل.. لهذه الاسباب كانت القواعد الاخلاقية صارمة في القبائل المتنقلة عما هو الحال في القرى المستقرة.. هذا الامر قد يفسر اسباب تنوع القواعد الاخلاقية لدى القبائل العربية القديمة، التي وبالرغم من ان الكثير منهم قد تحولوا الى الحياة الثابتة الا ان رواسب اخلاقهم القديمة بقيت حية.

تحياتي، وشكرا لخوليو على موضوعه الغني
[/quote]

العزيز طريف سردست ..
يسرّني وجودك دوماً .. (f)

ناقشت في آخر ردّي السابق نظريّة "ويسترمارك" التي يعوّل عليها كثيراً في الأبحاث الجديدة .. رغم أنّ هذه النظريّة أقدم من نظريّة فرويد بذاته ..
من أحد الجوانب .. لا أجد هذه النظريّة تناقض النظريّة الفرويديّة كثيراً .. بل هي قريبة لها وقد استدلّ فرويد بها حسبما أذكر أكثر من مرّة .. لكنّها نظريّة مبهمة لا تحوي الإيضاحات التي أضافها فرويد على الموضوع .. ولا الميكانيزمات النفسيّة الدقيقة التي تؤدّي إلى تجنّب الإنسان من اتخاذ من عاش معهم طفولته "مواضيعاً حبيّة" ..
بينما فرويد يطرح عدّة ميكانيزمات تتعلّق بـ"عقدة أوديب" .. "عقدة الخصاء" .. "عقدة اشتهاء القضيب" .. "التحويل" ..



ومن جانب آخر .. هذه النظريّة لا تقدّم أبداً إضاءة لموضوع تجنّب زنا المحارم في الفبائل البدائيّة .. فهي :
- لا تفسّر تابّو المحارم الهستيري .. الذي لا يقتصر على منع الزواج .. ولا يقتصر على "عادات قبليّة" .. بل إلى تحريمات تتدخّل بأصغر تفاصيل الحياة .. (قد أقوم في ردّ قادم بعرض هذه التحريمات) .. قد تصل كما أسلفت إلى منع الأخ من ذكر اسم "أخته" أو "أمّه" .. كما الأمر بالنسبة إلى اللقاء بهما ..
- تطبيق هذه النظريّة على "القبائل البدائيّة" في تفسير حالة تجنّب المحارم يحوي ثغرة كبيرة .. لأنّ ثقافة التحريم "الهستيري" لم تمكّن "الأخوة" والأقرباء من العيش حياة مشتركة .. إلا لفترات قصيرة جداً أثناء الطفولة ..


تحيّاتي ..

خوليو


بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - طريف سردست - 04-08-2008

الغالي خوليو
سرني للغاية اضافتك القيمة الاخيرة.. وسأعمل على ترتيب الموضوع لاعادة نشره في موقع الذاكرة، اذا لم يكن لديك مانع بالطبع.

احب ان اشير الى ان مااسميته نظرية ويسترمارك، جرى استنتاجه من سلوك الانسان الحالي، ولااعتقد انه من المناسب معارضته بسلوك القبائل البدائية، لكون هذه القبائل التي تشير اليها لم يكن سلوكها ينطبق على سلوك كافة القبائل البدائية وانما قطرة منها. ماهو الباعص على هذا السلوك قد يكون لاعلاقة له ببحثنا.. ولكن المؤكد ان مثل هذا السلوك لم يكن طابع عام للقبائل البدائية، وبالتالي من الممكن تماما ان يكون سببه محلي وخاص.

في احدى جزر المحيط الباسفيكي عثر في القرن الثامن عشر على جزيرة صغيرة يعيش عليها شعب منعزل.. من سلوك هذا الشعب الصغير ان الابن / البنت الاولى هم الذين يرثون الارض، ويتزوجون في حين ان الاخوة والاخوات الاصغر عليهم ان يسبحوا في اتجاه واحد، بعد مباركة الكهنة بالطبع.. هذا السلوك فرضته ضرورة المحافظة على التوازن في الجزيرة الصغيرة التي لاتحتمل زيادة في عدد السكان. كما ترى فإن هناك الكثير من القضايا التي يمكن ان تواجه البشر القدماء وتفرض عليهم سلوكا متميزا.. مالذي خلق هذا السلوك لدى هذه القبائل البدائية الى هذه الدرجة من التطرف امر يحتاج الى اجابة ولكن لايجوز تعميمه وكأنه سلوك نمطي، عليه يقف حل معضلتنا.

تحياتي




بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - خوليــــو - 04-10-2008

Arrayسرني للغاية اضافتك القيمة الاخيرة.. وسأعمل على ترتيب الموضوع لاعادة نشره في موقع الذاكرة، اذا لم يكن لديك مانع بالطبع.[/quote]

الزميل العزيز "طريف" .. يسعدني ذلك وليس عندي أدنى مانع بالطبع .. (f)


قد يكون لي عودة للتعليق على بعض الأمور .. من ضمنها ما أسلفت بذكره عزيزي ..


خوليو


بل إنّ شهوة "المحارم" غريزيّة .. - الصفي - 04-10-2008


http://www.shortnews.com/start.cfm?id=69828

http://www.news.com.au/dailytelegraph/stor...5001028,00.html

[صورة: 0,,5973141,00.jpg]