حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
العاصفة مرت من هنا - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: العاصفة مرت من هنا (/showthread.php?tid=8114) |
العاصفة مرت من هنا - فضل - 11-12-2007 Array شاهدت بالأمس الفيلم ولقاء مع صائب عريقات لأول مرة أعرف أن الرئيس ياسر عرفات كان له نشاط مقاوم داخل الضفة الغربية ومتى !! بعد حرب 67 مباشرة واحتلال الضفة الغربية وأنه كان يتسلل إلى هناك وينشئ الخلايا المقاومة بنفسه فما أعرفه أن ياسر عرفات كان له نشاط مقاوم وتوجيهي غير مباشر مع الداخل الفلسطيني قبل عودته في منتصف التسعينات وكان له نشاط مقاوم انطلاقا من قواعد الاردن ولبنان فوجئت أيضا أنه عندما كان على فراش المرض وفي أيامه الأخيرة كان مهتما بتأمين الرواتب لمئات الآلاف من الموظفين الحكوميين وأسر الشهداء والمحتاجين وانه كان مشغولا و مهموما بهذا الأمر لأقصى حد وعلى النقيض فإن قادة حماس الذي تسببوا بتجويع الشعب الفلسطيني 10 شهور لم يبالوا بانقطاع الرواتب كل هذه المدة بسبب سياساتهم اللامسؤولة كرفض الاعتراف بالاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير والحكومات السابقة مع اسرائيل مع العلم أن مؤسسات السلطة التي تولوها هي بالأساس منبثقة عن هذه الاتفاقيات. ما قاله صائب عريقات عن الحوار بين عرفات وكلينتون عن المسجد الأقصى والهيكل وتحدي عرفات للرئيس الأمريكي أيضا جعلني أشعر أنني لم أكن أعرف هذا الرجل جيدا [/quote] هناك اشياء كثيرة يا ثندر انا كنت اعتقد انه يفعلها لاهداف اعلامية او ان هناك جهاز اعلامى يحيط به يحاول صناعتها لكن سمحت لى الظروف عندما كنت طالبا فى العام 1982 ونزلنا للتعبئة ان اراه عن قرب شديد جدا بعيدا عن الناس وعن الاعلام وعن كل شىء فقد كنت اعتقد انه يتصنع الزهد لاكتشف فعلا انه كان يعيش حياة ناسك يكتفى بالقليل واى فرد متوسط الحال يعيش افضل منه وكان طوال الوقت يعمل لم يكن يكل ولا يمل ولاحظت ان حاجته للنوم محدودة فاربع ساعات نوم كانت تكفيه ليكون يقظا ونشيطا طوال اليوم وكنت اتصور انه يتصنع التدين مثلا لاكتشف انه فعلا متدين ويصلى وعادة عندما تاخذه الاجتماعات مع ضيوفه الاجانب الكثر فانه يجمع الصلوات بعد ذلك لكنه كان فى منتهى التسامح فيما يتعلق بالقناعات الدينية للافراد لقد كان قادرا على الجمع بين فكرة المتدين والعلمانى فى نفس الوقت لقد كان دافئا من ناحية انسانية ويمتلك مستوا مهولا من الذكاء العاطفى كانت له سيطرة ابوية من الصعب ان تفلت منها وكانت له ذاكرة كمبيوترية ايضا هو فعلا كما يشرح الفيلم اول من بدا العمل الفدائى المقاوم وبنفسه شخصيا فى الضفة وغزة التى دخلها متسللا فى العام 1967 ولم ينتظر احدا هو كان يحب العمل المباشر ويكره التنظير الفكرى الممل وقد غادر الضفة الغربية فى اللحظات الاخيرة وقبل ان يتم القاء القبض عليه بعد ان وصلوا له عدة مرات وكان يهرب فى اخر لحظة و اول من اسماه ان له سبعة ارواح هو مدير المخابرات الاسرائيلية فى ذاك الوقت ( وقد شرحت القصة كيف حضر له هذا الرجل بعد اوسلو يحمل له جهاز ترانزستور كان يستخدمه ابو عمار فى احد البيوت التى اختبا بها فى القدس فى العام 1968 ورفض ابو عمار اخذه منه ) عدا ذلك يشرح الفيلم نقطة مهمة جدا من عقلية ياسر عرفات عندما يلتقى مع كمال النمرى احد قادة حركة القومين العرب التى اصبحت الجبهة الشعبية بعد ذلك كيف ان ابو عمار لم يكن يهتم بتاتا بالولاءات التنظيمية للافراد بل كان مهتما بخلق ديناميكيات عمل يشترك بها الجميع ولم تكن تهمه اصلا قصة التنظيمات ولم يكن متعصبا لشىء حتى لفتح نفسها ابو عمار هو صانع الثورة والظاهرة الوطنية الفلسطينية ليس من موقع القيادى التقليدى او المنظر بل من موقع المشارك الميدانى الاول وبيديه شخصيا فى كل المهام الخطرة وقبل الجميع هو من زار كل قصور الارض ووضعوا له البساط الاحمر فى كل مطارات العالم وهو اكثر زعيم فى العام زار البيت الابيض والكرملين وقصر الاليزيه .. لكنه مات محاصرا لعدة سنوات فى غرفة ونصف و بقى منتصب الهامة.. شهيدا شهيدا شهيدا العاصفة مرت من هنا - فضل - 11-13-2007 نقطة ضوء ما حدث يوم أمس..!! حسن خضر على ضوء ما حدث ثمة أشياء ينبغي الكلام عنها، وحقائق ينبغي تأكيدها: أولاً، بعد خروج ما يصل إلى مائتي ألف من الـمتظاهرين في غزة يوم أمس، ليس من قبيل الـمجازفة القول: إن غزة جوزة صلبة، لن تتمكن حماس من كسرها، بل الأرجح أن ينكسر فك حماس. ثانياً، وعلى ضوء ما حدث يوم أمس، لـم يعد الكلام عن صراع بين فتح وحماس على السلطة منطقياً أو مقبولاً، حتى وإن تجلّت سماته الخارجية بطريقة كهذه. الـمجابهة، في الواقع، بين الوطنية الفلسطينية، وبين جماعة أصولية متطرفة، ذات امتدادات إقليمية ودولية، ألحقت الضرر بالفلسطينيين شعباً وصورة وقضية. ثالثاً، من الـمنطقي تصوّر أن من بين آلاف الـمشاركين في إحياء الذكرى الثالثة لرحيل ياسر عرفات في غزة، من صوّتوا لحماس في انتخابات الـمجلس التشريعي. لكن خروج هؤلاء يوم أمس يعني، ضمن أمور أخرى، أن الصمت إزاء الأخطاء والخطايا لـم يعد ممكناً، وأن الناس بعدما أفاقوا من صدمة الانقلاب، شرعوا في تأمل ما في أيديهم من وسائل القوّة والتغيير. رابعاً، ومن الـمنطقي، أيضاً، تصوّر أن من بين الـمشاركين أشخاص لـم يكونوا من أنصار عرفات، ولا من الـمعجبين بنظامه وسياسته، لكن خروجهم في ذكرى رحيله، يعني ضمن أمور أخرى، الانحياز إلى الوطنية الفلسطينية، رغم ما أصابها من وهن، وما ارتكبته من أخطاء، وما بذلته من وعود لـم تتمكن من تحقيقها. ففي فلسطين، كما في كل مكان آخر، ستنتصر الوطنية على الإسلام السياسي، رغم فداحة الثمن، ومجانية العذاب، وعبث الأقدار. خامساً، وعلى ضوء ما حدث يوم أمس، تبدو القوّة العارية وسيلة حماس الوحيدة لتمكين الانقلاب، والانقلابيين من البقاء على قيد السياسة، والتداول. فسياسة التخوين لـم تعد مقنعة، وشعارات التطرّف لـم تعد مجدية، والكلام عن الحوار لـم يعد مثيراً للاهتمام. القوّة هي البند الوحيد على جدول الأعمال. وهي، دائماً، وصفة مجرّبة للسقوط. خامساً، وإذا ما قرأنا علامات لـمعت هنا وهناك خلال الأشهر القليلة الـماضية، يمكن الاستنتاج بأن البعض في حماس ينتابه قلق على مصير الحركة، ويتحفظ على سياسة الفريق الذي استولى عليها في غزة، وأوصلها إلى صدام صريح مع الوطنية الفلسطينية، إلى حد يستدعي القيام بمحاولات جدية واستثنائية للإنقاذ. سادساً، ما حدث في غزة يوم أمس جريمة، لا تُعالج بالحوار، أو بالكلام عن الوحدة الوطنية، بل بالوسائل القانونية، أي بتشكيل لجان قضائية مختصة، وتكليفها بالتحقيق، ووضع اللوائح الكفيلة بتقديم الـمجرمين إلى العدالة، بصرف النظر عن الفترة الزمنية التي يحتاجها أمر كهذا، والوسائل الـمتوفرة في الوقت الحالي لتحقيق العدالة. سابعاً، وكما في كل الجرائم السياسية، فإن من يطلق النار يتحمّل مسؤولية جزئية، لكن من يصدر الأمر بإطلاق النار يتحمّل مسؤولية أكبر. وبالتالي الجريمة لا تنحصر في، أو تقتصر على، الـمراتب الدنيا في حماس، بل تطال مركز صنع السياسة والقرار. ثامناً، سترد حماس بتظاهرات مضادة للتدليل على شعبيتها، وستراهن على عوامل إقليمية ودولية لإخراجها من الـمأزق، لكن الطريق الـمسدودة كانت واضحة يوم أمس أكثر من أي وقت مضى. http://www.al-ayyam.com/znews/site/templat...Date=11/13/2007 العاصفة مرت من هنا - فضل - 11-13-2007 استعادة عرفات رمزاً.. بقلم : مهند عبد الحميد بعد ثلاثة أعوام من استشهاده استنهض شعبه فعلا وقولا، هذا ما قالته مسيرات الضفة والقطاع. صحيح ان الحشد اصبح يصنع، غير ان هذا النوع من الحشد ارتبط بحرارة واستجابة المحتشدين الخاصة، لقد بدا الحشد الكبير وكأنه يعبر عن حاجة الناس لشيء مفتقد. الناس الذين يشعرون بالقلق على مصيرهم ومستقبلهم، يحاولون استعادة رموزهم والاستقواء بها كشكل دفاعي. الاستفراد الاسرائيلي بالمفاوض الفلسطيني الآن قاد الناس الى الاستقواء بعرفات مفاوض الامس في كامب ديفيد، وللاستقواء وظيفة هي مطالبة مفاوض اليوم التمسك بالثوابت الوطنية بدون تأتأة. فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية الان، دفع الناس الى الاستقواء بعرفات الذي حقق الوحدة الوطنية وصانها طوال الوقت، فخرجوا في الضفة واحتشدوا بأعداد ضخمة في القطاع ليؤكدوا على أهمية الوحدة، وجاءت الذكرى هنا لتوحدهم. الاحتفال الجماهيري الضخم في القطاع كان ملفتا للنظر وذا مغزى كبير، فمن جهة جاء احتجاجاً على الحصار الخانق، وجاء ينشد الوحدة المفتقدة بين شطري الوطن من الجهة الاخرى، ثم جاء بصيغة اعتراض على الانقلاب والتسلط. في يوم 12/11 صوت المواطنون ضد "حماس" وسياستها الانقسامية وتهديدها للديمقراطية وتقويضها للشرعية الفلسطينية، صوتوا ضد سياسة الحزب الواحد والتعدي على الحريات العامة، صوتوا ضد الخطاب التخويني التكفيري، وضد السياسة الهوجاء التي تقدم الذرائع لسلطات الاحتلال العنصري. مئات الالاف نساء ورجالا وأطفالا خرجوا في الذكرى الثالثة لرحيل عرفات وقدموا الرسالة غير الملتبسة الى قيادة "حماس"، وكأنهم يحثونها على مراجعة مواقفها وسياساتها والاستجابة لارادة الشعب بالعودة الى الوحدة الوطنية والشرعية الفلسطينية، وكأنهم يدعونها الى رص الصفوف في مواجهة الاحتلال والحصار والمفاوض الاسرائيلي والانحياز الاميركي. لم تكن "حماس" مستعدة لسماع صرخة الشعب الواحد، فحاولت منع الحشد والتضييق عليه وافشاله، لكن الحشود فرضت حضورها، قالت كلمتها وقدمت رسالتها اخيرا.فماذا كان الرد؟ ردت "حماس" عليها بلغة الرصاص، كانت الاصابع خفيفة على الزناد، فسال الدم الغالي هذه المرة بنيران صديقة، ألا يكفي ما يسفكه العدوان الاسرائيلي من دمائنا يوميا! للاسف لم تكن المرة الاولى ولا الخطأ الاول والثاني والثالث، فما اسهل إطلاق النيران لدى أناس عاهدوا وأقسموا أن لا يحيد رصاصهم عن هدفه!. برر هؤلاء إطلاق النار على إخوة السلاح والإعدامات الميدانية بأن المستهدفين كانوا عملاء للاحتلال وانهم لن يستهدفوا غير الضالعين بالتعاون مع المحتلين والمتهمين بقتل عناصر من "حماس"، لكن رصاصهم حصد مجندين اغرارا وعناصر التحقت بالاجهزة الامنية من أجل لقمة الخبز، وسرعان ما وصل رصاصهم هذا اليوم الى الاطفال وكبار السن والابرياء والمواطنين بشكل عام. قالوا انهم ذهبوا للسيطرة على مقرات الاجهزة التي تنسق مع قوات الاحتلال لضرب المقاومين او لمنعهم من مقاومة الاحتلال بيد انهم لم يتوانوا عن السيطرة على مراكز ومحطات الاذاعة والتلفزيون والنقابات والمؤسسات الصحية والمدنية والمساجد التي لا تخضع لسيطرتهم وصولا الى الساحات العامة. اتدرون لماذا استعدوا نصف الشعب أولا وثلثي الشعب راهناً إضافة لكل الفصائل الوطنية؟ لأن خطابهم يخوّن ويكفر كل من يخالفهم الرأي. ومن السهل بعدئذ اطلاق النار وتكسير أقدام كل هؤلاء. من يجرؤ على وضع أغلبية شعبه في موقع العداء والعقاب؟ من عاقب شعبه غير بول بوت كمبوديا ونيرون روما وطالبان افغانستان؟. الى اين نحن ذاهبون؟ ما جرى في قطاع غزة جد خطير، والخطر ينبع من وجود طرف لا يحترم التعددية السياسية ولا الشرعية وتمثيلها، والاخطر ان هذا الطرف لا يحترم إرادة الشعب ولا مطالبه المشروعة. اطلاق النار وسقوط قتلى وجرحى يوم 12/11 يعني ان "حماس" لا تحترم ارادة مئات الالاف من المواطنين. يعني انها وضعت الديمقراطية في الادراج واكدت المقولة الشهيرة: "ان الاسلاميين يحتاجون الانتخابات لمرة واحدة فقط". عندما لا يتم الاعتراف بالاخطاء وتسدل الستارة على الديمقراطية نكون بصدد شمولية منفصلة عن الحركة السياسية واكثرية الشعب. ان الشمولية كأكثرية مشكلة وتحولها الى اقلية مشكلة ايضا. فهي لا تحترم الاقلية في التعبير عن رأيها ولا تمنحها الحرية من جهة، وهي لا تحترم رأي الاكثرية في الجهة الاخرى وتعطي لنفسها حق النقض والتخريب على سياسة الاكثرية. هل هذا الوضع الشائك يحتمل الرد على الشمولية بالقمع كما حدث في الجزائر مثلا؟ انه الوجه الاخر للشمولية، الوجه الذي يؤدي الى قبر الديمقراطية وسيادة ديكتاتورية البيروقراطية. لا بديل عن الديمقراطية وكسب ثقة الناس من خلال إجراءات وممارسات مقنعة وملموسة. كسب ثقة المزيد والمزيد من الناس هو الذي سيضع الشمولية في موقع ضعيف، موقع يتيح للقوى الديمقراطية القدرة على الزامها بالعملية الديمقراطية. وكسب الثقة لا يتأتى من خلال أخطاء وممارسات الشموليين وحسب بل وعبر عملية الاصلاح الحقيقية لمؤسسات السلطة والمنظمة والمجتمع، وعبر إدخال التعديل الجدي في بنيتها التنظيمية والادارية والمالية. الاصلاح هو نصف العملية الديمقراطية، الفساد اول من سدد اللكمات المؤلمة للديمقراطية، ثم جاءت الشمولية لتكمل تسديد اللكمات القاتلة، واستعادة الديمقراطية وتعزيزها يأتي عبر الاصلاح وعزل الشمولية على قاعدة النضال المتصاعد لانهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة. العاصفة مرت من هنا - فضل - 11-13-2007 أبو عمار: قمر الليالي المظلمة بقلم: رجب أبو سرِّية مع أن ما فعله الراحل أبو عمار في حياته، جعل منه واحداً من أهم رجالات التاريخ المعاصر، وأهّله لأن يكون الفلسطيني الاول والأهم والأعظم عبر حقب تاريخ الفلسطينيين كلها، وأن يحتل مكانة أتاتورك عند الاتراك، وغاندي عند الهنود ومانديلا عند الافارقة، باعث هوية الفلسطينيين ومؤسس قوميتهم ووطنيتهم، إلا أن ما يفعله - بعد رحيله- يكاد لا يقل أهمية، بل يؤكد مكانته الاستثنائية. ها هو في ذكراه الثالثة، يبعث بتراثه الكفاحي الروح في اوصال الفلسطينيين بعد صدمة "الانفصال"، يعيد قوة الدفع في الحركة التي هي عماد القومية الفلسطينية وعمودها الفقري، يتحول الى قوة في غزة قبل رام الله والشتات وكل مكان، يدافع عن الوحدة الوطنية، والى حركة احتواء وتجاوز لحالة الانشقاق والانقلاب، سرعان ما ستأتي أكلها، إن لم يكن اليوم، ففي وقت قريب. ذلك أن مؤسس الوطنية الفلسطينية، الفلسطيني الأول بامتياز، زرع بذور الهوية الفلسطينية، وأسس أول سلطة لها، على طريق الدولة، ما زالت تنبت مريديه في كل مكان يتواجد فيه الفلسطينيون العازمون على الاستمرار في السير على الطريق الى إقامة الدولة، مهما كانت الصعوبات ومهما بلغت التحديات، وتؤكد ذكراه الثالثة، ليس خلوده وحسب، ولكن وجوده كقوة سياسية لا يمكن لأحد أن يوقفها او يمنعها من تحقيق اهدافها، وربما كانت هذه السمة واحدة من أعظم سمات الرجال الذين يصنعون التاريخ، ويبقون حاضرين كقوة تتجدد وتستمر الى أن تتحقق أهدافها. ياسر عرفات الذي لم يكن رجلاً عادياً في حياة الفلسطينيين، ولا في تاريخ المنطقة والعالم، تحول الى ثقافة سياسية، ترسخت في اذهان وذاكرة وفعل الفلسطينيين، ولم تتوقف عند لحظة رحيله، كما توقع بعض المحللين السياسيين الاسرائيليين، وصدقهم بعض مستحدثي السياسة من العاملين في حقلها الفلسطيني، الذين قرأوا نهاية للصراع العربي/ الاسرائيلي بخروج مصر منه في كامب ديفيد العام 1978، ونهاية الصراع الفلسطيني/ الاسرائيلي برحيل ياسر عرفات، بعد ان سعى اليه الاسرائيليون في عهد شارون دون لبس او تورية. الرد على محاولة تغييب برنامج ياسر عرفات السياسي، يجيء بالذات من غزة التي تخرج عن بكرة ابيها، ليس لإحياء ذكراه وحسب، وهذا امر سيكون في كل عام، ولكن لتؤكد هذا العام ردها على الانقلاب على برنامجه الذي اطلقه منذ العام 65، حين اعلن ولادة الهوية الوطنية الفلسطينية برصاصته الاولى، وحين اكده برئاسته لـ "م.ت.ف" العام 1969، وبتأسيسه لأول سلطة وطنية ترأسها شخصياً العام 1994، وقضى على طريق انجازه وهو يتطلع الى القدس واسطة عقد هذا البرنامج. السذاجة السياسية وحدها، هي التي تعتقد انه بغياب أبو عمار الجسدي، تم وضع حد لإرثه الكفاحي الطويل، أو أن هذا الكفاح كان مجرد رصيد شخصي او ما شابه، والأمر أيضاً يتجاوز حدود عاطفة التعلق والتقدير والاحترام لشخص الرجل الذي كان وسيبقى كلمة السر لكل الفلسطينيين على مدى الاجيال المتعاقبة. لسنا بصدد المرور على مآثره ومزاياه وهي تفيض عن المجلدات والمكتبات، لكننا نود ان نؤكد فقط، أن أبو عمار مؤسس البرنامج الوطني، وباعث الهوية الفلسطينية، قام بفعل اطلاقها ورعايتها طوال حياته، وها هي تبقى وتستمر، ليس اخلاصاً ووفاء له وحسب، ولكن تأكيداً على صوابيتها ومكانتها الموضوعية، غير الملفقة او المصطنعة. ومن كان يعتقد انه بغياب او رحيل أبو عمار، تكون القضية الوطنية قد ماتت، او قد اصيبت في مقتل، فإنه واهم، فلا فرصة لنجاح اي برنامج آخر بين الفلسطينيين، غير برنامج ابو عمار في الحرية والاستقلال، وممارسة كل اشكال الكفاح الوطني وصولاً الى تحقيق الدولة والعودة وتقرير المصير، فأبو عمار لم يكن مجرد قائد أو زعيم أو مناضل، بل كان روح الفلسطينيين وما زال يمثل بإرثه وتراثه باعث هويتهم وشعورهم الوطني والقومي، ومن هذه الزاوية بالتحديد، يمكن فهم هذا الاصرار على مواصلة طريقه.. حتى القدس. كل رهان على تجاوز هذه الحقبة من الكفاح الوطني الفلسطيني، التي قادها ابو عمار، والتحول عنها بالدخول الى حقبة مظلمة مغايرة، هو ضرب من الوهم وهو رهان خاسر لا محالة، وما هو إلا فعل ساعة، حتى يتم تصحيح المسار الذي انحرف به بعض الواهمين في غفلة ضعف وفي لحظة وجع، بعد أن رحل الربان. يقيناً أن الجموع الحاشدة، التي خرجت امس وأول من امس لاحياء ذكرى اعز الرجال وأشجع الرجال وأعظم الفلسطينيين، تؤكد خيارها بالسير على طريقه الى لحظة تحقيق ما كان يتمنى ويقاتل من اجله طوال حياته، ان يرى الدولة الفلسطينية الواحدة الموحدة، وعاصمتها القدس، يرفع العلم الفلسطيني عليها بألوانه الاربعة، وليس علم أي فصيل او نظام آخر، شبل أو زهرة من اشباله وزهراته، ابنائه وبناته على مآذن القدس وكنائس القدس. هذا هو طريق الوفاء للرجل الذي بعث في الفلسطينيين روح الحياة والتحدي، والذي تحول بهم من لاجئين الى مناضلين من اجل الحرية والاستقلال، وهذا هو طريق مواصلة الدرب الى القدس، وهذا هو خيار الجموع التي لا تخطئ والتي تتجاوز حسابات الجماعات السياسية التي فقدت البوصلة في لحظة اعتراضية او في ليلة مظلمة. وبقدر ما ادلهمت الظلمة اليوم من حولنا، بعد ان غاب بدر بلادنا، منذ ثلاث سنوات، بقدر ما تبدت الحاجة اليه، ولا خيار للتعويض، سوى استحضار تراثه وإرثه، والتأكيد على نهجه وبرنامجه، وهو كان بدر الليالي المظلمة كلها، الذي لا يكل عن رؤية الضوء آخر النفق، وها هي الجماهير الشعبية تخرج للبحث عن هذا الضوء الذي وعدها به الراحل العظيم، في آخر النفق، نفق الانفصال، لتهتدي به وليس بغيره، نبراساً للخروج من هذا النفق ايضاً. العاصفة مرت من هنا - فضل - 11-16-2007 مهرجان غزة .. قراءة اجتماعية سياسية لما حدث -------------------------------------------------------------------------------- الاخونجية شكلوا للحظة قصيرة جدا حالة شعبوية مندفعة لكن انطفأت جذوتها سريعا جدا فقد كانوا اسرى للايديولوجيا وللكلمات الكبيرة ولاحلام امبراطورية بسيطرة انانية ومظاهر سلوك جماعى فاسد و وقح وعدوانى صادم غير مسبوق فى التجربة وفى العقل الفلسطينى مما احدث سريعا انفصالا بينهم وبين المجتمع لقد اصبحوا هم فى واد والمجتمع فى واد اخر لم ينتخبهم المجتمع ليشقوه ولم ينتخبهم للتشهير وزرع الاحقاد ولم ينتخبهم لادخاله فى حالة جوع غير معروفة اهدافه ونهايته ولم ينتخبهم للقيام بحروب اهلية وقتل الناس وسحلهم وبتر اطرافهم الناس صوتوا لشىء معين و حصلوا على عكسه تماما ولان المجتمع لا يستطيع ان يظل منشقا طويلا والا هلك فانه الان تحدث اصطفافات وديناميكيات اجتماعية فى هذا المجتمع فى غزة والضفة لاعادة توحيد ذاته على اسس اكتشف المجتمع ان الاخونجية لا يوفروها بل هم سبب غيابها وهم سبب المصيبة **************** الناس فى بحثهم عن وحدتهم كمجتمع وكجسد لا يمكن تجزئته اخرجوا من ذاكرتهم و حنينهم صورة رمز كان قادرا على جمعهم كاسرة واحدة الناس اشتاقت لياسر عرفات خلال المهرجان لا اعرف كيف شطح بى الخيال وللحظات تخيلت ان ياسر عرفات يقف على المنصة ملوحا بيده بشارة النصر والتفاؤل صارخا ..على القدس رايحين شهداء بالملايين الابطال والاساطير لا تموت كبقية البشر فهى ليست حالات شخصية لتقبر بل ظاهرة تظل نشطة وفاعلة تدفن ثم تخرج من قبرها ثم تدفن ثم تخرج الى ان تنجز برنامجها كليا والذى لم تستطيع انجازه خلال حياتها ابو عمار كان بالامس كانت تحلق روحه فى عقول مئات الاف البشر الذين خرجوا بذكراه... المجتمع ببساطة يبحث من جديد عن وحدته من خلال الاندماج برمزه انه يقود الواقع من مماته فامثاله فى موتهم خالدون وعادة فان الاساطير والقديسين تنتصر قضيتهم بعد موتهم وذاكرة الشعوب لا تنسى صورة الاب *************** لقد كان المهرجان بذكرى ابو عمار فى غزة حدثا استثنائيا لقد تجمع كم من البشر يفوق ما تخيلنا بل وما اردنا غزة كانت عرفاتية تماما وتعتذر لابيها ابو عمار من انها سمحت بمرور اوضاع لم يكن ليسمح بها ان تمر لو كان حيا غزة اعتذرت لابو عمار فلو صوت نصف من حضروا ليتذكروا ابو عمار فى الانتخابات الاخيرة لتنظيم ابو عمار لكانت النتيجة مختلفة جذريا ولكان مسار الاحداث مختلف جذريا ولما كان الشعب الفلسطينى تعرض لكل هذا التنكيل والماسى والعار المهم ان غزة اليوم ليست هى غزة التى كانت بالامس انه يوم فاصل تماما وما بعده لن يشبه ما كان قبله فقد تغيرت البيئة النفسية تماما *************** لقد كان الحشد غريبا بل وظاهرة كان يصعب توقعها فالناس كانوا مصرين اصرارا عجيبا على الحضور ومنذ ساعات الفجر الاولى وكانوا يخترعوا وسائل التفافية لتجاوز العراقيل والارهاب الذى نشره الاخونجية فى غزة عموما وفى طرقاتها كانوا مصرين على الحضور رغم ما تشكله المعانة ورغم المخاوف من عمل اخونجى همجى لكن لم تخيفهم كل المخاوف ولم تعيقهم كل العوائق كان هناك اصرارا هائلا للحضور الاغلبية العظمى ممن حضروا ليسو من اعضاء فتح ولا نواتها بل كانوا المجتمع الواسع واغلبيتهم ممن صوت للاخونجية فى الانتخابات الماضية لقد كان هذا امتداد للوحة كنت اشرحها لكم عدة مرات خلال الشهور الماضية من متابعة بعض استطلاعات الراى العام التى اثق ببعضها ان الاخونجية انكمشوا فى شرنقتهم من جديد وعادوا لنواتهم الصغيرة ولمجتمعهم الصغير والمنغلق كحالة هامشية لكن ما لم يكن واضحا هو سلوك الكتلة العائمة والتى صوتت للاخونجية فى الانتخابات الماضية لكنه كان من الواضح لنا انها تراجعت عن قرارها مع عدم يقيننا اين اتجهت هل ستبقى لا مبالية ولن تشارك فى اى انتخابات ستقوم بعد الخديعة التى تعرضوا لها ... فى المهرجان عرفنا الجواب فلم تعد هناك كتلة عائمة فلقد اندمج الجميع بياسر عرفات *************** فى غزة ظاهرة جديدة هذه الايام فاينما ذهبت ترى شبابا صغارا وبناتا يضعوا الكوفية ( وهو ما فعلناه نحن صغارا ) انه نوع من التحدى لاثبات فلسطينيتهم و وطنيتهم الفلسطينية التى لن تقهرها اى ايديولوجيات غير فلسطينية ظهرت للسطح فى لحظة شؤم الجيل الجديد مرة اخرى بدا يتدثر من صقيع الحياة بكوفية الاب ابو عمار ويضعها على كتفيه بكل فخر ابو عمار ظاهرة ستحكمنا لالف عام فهو كان التجسيد المادى لعظمة الروح الفلسطينية وفخار الهوية الفلسطينية و الذى سيسرى فى عروق شعبه جيلا بعد جيل صار الفلسطينيين الشباب الان يكتشفوا من جديد فلسطينيتهم .. ولا شىء سيقهر الوطنية الفلسطينية ******************* لقد كانت المعركة هى بين الوطنية الفلسطينية وبين ايديولوجيات فقاعة عابرة للحدود ايديولوجيات تصلح للكيانات السابقة للدولة الوطنية و انتصرت الوطنية الفلسطينية ففى كل مكان تنتصر فى النهاية فكرة الوطن ******************* على فتح ان تكون حذرة وان لا تخذل المجتمع فحضور هذا الكم من البشر الذى لم يسبق لى ان رايته فى حياتى لم يسبق لى قط ان اتخيل رؤية هذا الكم من البشر فى مكان واحد رغم ان الحضور طوعى بل و يعرض صاحبه للخطر كل هذا يشير ان المجتمع يعول على فتح كثيرا وعلى فتح ليس فقط ان تكون شاكرة لهذا المجتمع بل ان عليها اعباءا جديدة اضيفت ببساطة المجتمع يريد فتح ان تخلصه من مصيبته وان يعتذر انه خذل ابيه ابو عمار فى لحظة ضعف شيطانية ******************* ما حدث كان ظاهرة جماهيرية اقرب للعفوية و قام بحصر الظاهرة الاخونجية لاقصى مدى لكنه للاسف ليس كافيا لاسقاطهم فهكذا حركة اجتماعية كافية لان تسقط عدة حكومات لكن المشكلة ان الاخونجية ليسوا سلطة وليسوا حكومة ليتم اسقاطهم انهم حالة غوغاء وعصابات تاخذ المجتمع رهينة هذه هى المشكلة فالتحرك الشعبى فى هذه الحالة وللاسف لا يكفى فالمجتمع امام امام عصابة صغيرة تبلورت كحالة ارهابية ارتزاقية منظمة لديها ما تدافع عليه من مصالح شخصية و وجودية حتى لو كانت معركتهم ضد المجتمع ككل ******************** قطعا سيستميت الاخونجية للقيام بمهرجان كبير ومضاد لكن الوضع اصبح متاخرا كثيرا فلم يعودوا قادرين على حشد المجتمع لقد بترت علاقتهم بالمجتمع و اقصى ما يستطيعوا الوصول له هو حشد نواتهم الصلبة ككل من صغيرها لكبيرها ضمن عملية منظمة واوامر وهى النواة التى بدات تترهل وتعانى من انخفاض معنويات وخيبة امل منقول / عن الملتقى الفتحاوى العاصفة مرت من هنا - فضل - 11-17-2007 خصوبة إنه في يوم الاثنين، في غزة، في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني، للسنة السابعة بعد الألف الثانية، كانت الشوارع مزدحمة بالأولاد.. كلهم ذاهب إلى المسيرة. كانت البيوت يرفرف فوق أسطحتها علم واحد، بألوان أربعة.. وكانت الريح القادمة من البحر تحمل رائحة تنتفض لها أبدان الرجال، في يوم الاثنين، في غزة، أخذ الرجال يرون زوجاتهم بصورة مختلفة.. في يوم الاثنين، في غزة، اكتشف الرجال كم هن جميلات زوجاتهم.. في يوم الاثنين، في غزة، كانت النساء تفوح منهن رائحة الخصوبة.. في يوم الاثنين، في غزة، كان الناس يملأون كل الشوارع، ويزرعون كل الأرض، ويحلمون بورد أكثر احمراراً. في يوم الاثنين، في غزة، كان الناس يلوحون بأيديهم لبعضهم البعض. وقد زينت وجوههم ابتسامات طالما كانت مفقودة. في يوم الاثنين، في غزة، نهض الشهداء من قبورهم ليشاركوا الأولاد في إحياء مهرجان الأرض. في يوم الاثنين، في غزة، زار كل شهيد بيته وقبل يد أمه وداعب شعر أطفاله... ثم ذهب إلى بيعة القائد. 2 انشغال القائد الذي كان راقداً بالأمس في ضريحه، القائد المنتظر حتى الأمس في رام الله، لم يكن يشغل باله سوى شيء واحد: متى يعود إلى بيته في القدس؟.. القائد الذي كانت قد أخذته سنة من النوم، صحا على صوت الأولاد. ورغم كل المحاذير، خرج.. ورغم أنه كان يشعر بشيء من الخجل، كونه لم يتمكن من حبس دموعه، فقد خرج.. خرج القائد من ضريحه في رام الله، وتلقفته أكف الأولاد الصغيرة. ومن هناك، من غزة، من فوق رؤوس الأطفال، رأى القائد بيته الجديد في القدس.. كل ذلك حدث قبل أن يأتي الجنود الملتحون، ويطلقوا النار. لكن القائد لم يمت، لسبب بسيط.. لم يمت القائد، لأن الأولاد أخفوه في قلوبهم، بعيداً عن متناول طلقات الجنود الملتحين. 3 ربما يوم الاثنين، في غزة، في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني، للسنة السابعة بعد الألف الثانية، الجندي المتدين، أطلق النار على والده الذي يمشي مع (العلمانيين). ربما لم يكن متعمداً.. ربما لم يره بوضوح. ربما كانت اللحية الطويلة هي السبب.. فاللحية الطويلة كانت ـ ربما ـ قد ركزت نظراتها على (الراية الجاهلية)، وربما لم تر ما تحتها.. وبما أن اللحية الطويلة ـ ربما ـ لم تعرف هوية الذراعين، التين ترفعان العلم، لذا فقد أفادت الفتوى بأن الولد ـ بالتأكيد ـ لم ير أباه حين قتله.. وقالت الفتوى ـ في حيثيات الشرح ـ بأن مثل هذا حدث في الزمن الماضي.. وقالت الفتوى بأن المجتهد له نصيب من الأجر.. الجندي الملتحي شكر الله آخر الأمر، لأنه سيحصل على عدد هائل من الحسنات، لقاء قتله والده (العلماني). ... في الحقيقة فإن شريحة الـ(هارد ديسك) كانت قد غذيت، الليلة الماضية، بمعلومات جديدة. 4 بعد حيضة واحدة المرأة التي داستها بساطير الجنود الأتقياء، كان عليها أن تحمد الله، في نهاية المسيرة. لقد كان بإمكانها أن تكون سبية حقاً، كما كان بإمكانها ـ بالفعل ـ أن تتهيأ للمسافدة بعد حيضة واحدة، تمهيداً لإنجاب جنود من نوع فريد.. المرأة التي داستها بساطير الجنود الأتقياء، حمدت الله مطولاً، لأنها تمكنت من الرجوع إلى البيت في نهاية الاحتفال، برحم ممزق، وثديين مقطوعين.. المرأة التي داستها بساطير الجنود الأتقياء، أدركت أخيراً ـ لشدة فرحها ـ أنها لن تنجب أولاداً بعد.. 5 لحية الرجل العجوز الذي كان يغذ السير في أعقاب المسيرة، لم يخش الجنود المدججين باللحى والبنادق: ـ أستطيع أنا كذلك أن أطلق لحيتي.. فهل يعني ذلك أنني أستطيع أن أكون مخيفاً إلى هذا الحد؟!. هكذا حدث العجوز قلبه.. حين عندما أوقفه أحدهم، مهدداً بضربه بالعصا الحديدية، أدرك العجوز كيف يمكن للحية أن تكون كئيبة وبشعة وقاسية.. الرجل العجوز، بعد أن عاد إلى بيته، قال لزوجته، وهي تضع على رأسه الضمادة المضمخة باليود الحارق: ـ عليّ أن أحلق لحيتي كل يوم مرتين. 6 تساؤل الأطفال لا يموتون.. تلك حقيقة أزعجت كل أنواع الجنود: جنود يغطون رؤوسهم بالخوذات الحديدية جنود ملتحون، جنود يعتمرون (الكيباه)... كل أنواع الجنود، كانوا مدركين أن الأطفال لا يموتون.. ـ تباً!. كيف يمكن لنا أن ننزل كل هذه الأعلام المرفوعة؟. 7 وفرة في غزة يوجد اليوم كثير من الدخان. في غزة يوجد اليوم كثير من الخبز. في غزة يوجد اليوم كثير من العدل. في غزة توجد اليوم وظائف أكثر من عدد المرشحين. في غزة يوجد اليوم أسمنت وبناء وشقق كثيرة وزواج. في غزة يوجد اليوم قليل من النوم. في غزة يوجد اليوم كثير من اللحى: شيء واحد غير موجود اليوم في غزة: الخوف. 8 ملثمون عصر كل خميس، ينهض الشهداء من الأضرحة، يزورون بيوتهم، يقبلون أيادي أمهاتهم، يطوفون على أطفالهم مطمئنين، ثم يرجعون إلى الجنة. سبعة شهداء لم يستطيعوا الوصول إلى بيوتهم يوم الخميس الماضي، سبعة شهداء، فقد كانت ثمة مجموعة من الملثمين تغلق الشارع. لذا فقد قرروا الرجوع يوم الاثنين الذي يليه: ـ يوم الاثنين كذلك يوم مبارك.. قال الشهداء السبعة لبعضهم البعض. 9 مجدداً سلاماً أيها القائد.. أنت الآن في ضريحك، ونحن في هذا الفضاء المسقوف بالحديد. أنت الآن تتطلع إلى القدس، ونحن نتطلع إلى قليل من الهواء، في هذا الجحر الموبوء بالأفاعي. أنت الآن تلتقي الشهداء في الجنة، والقذائف المكتوب عليها "لا إله إلا الله" ترسلهم إليك تباعا. أنت الآن متلفع بالكوفية، ونحن متلفعون بالجلابيات الباكستانية. أنت وصلت إلى آخر النفق، ونحن دخلناه، ولا نعرف لنا منه مخرجا. سلاماً أيها القائد. إنه في يوم الاثنين، في غزة، في الثاني عشر من شهر تشرين الثاني، للسنة السابعة بعد الألف الثانية، كانت الشوارع مزدحمة بالأولاد.. كلهم كان ذاهباً إلى المسيرة. وكانت البيوت يرفرف فوق أسطحتها علم واحد، بألوان أربعة.. سلاماً أيها القائد لا بد أنك قد عرفت الآن أنك في غزة.[color=darkblue] العاصفة مرت من هنا - فضل - 11-29-2007 العاصفة مرت من هنا": طارق يخلف يلهب مشاعر الحضور في سينماتك القصبة ألهب الفيلم الوثائقي"العاصفة مرت من هنا" مشاعر الحاضرين في سينماتك القصبة بمدينة رام الله الليلة الماضية، وأعاد للبعض ذكريات الماضي الجميل الممزوجة بمشاعرالشباب الثائر. ويلقي الفيلم الذي شاهده عشرات السياسيين والمثقفين والإعلاميين والمهتمين بانطلاقة الثورة الفلسطينية التي فجرتها حركة فتح في مطلع العام 1965، الضوء على حقبة هامة في الثورة الفلسطينية التي أعطاها الرئيس الراحل ياسر عرفات بعدها الوطني والعربي والدولي والإنساني والسياسي في آن واحد. وعلى مدى خمسة وثمانين دقيقة هي مدة الفيلم الزمنية، أمسك المخرج الشاب طارق يخلف، بمفاصل هامة في تاريخ الثورة، منذ الخطوات الأولى التي خطاها الثائر الوطني ياسر عرفات في تكوين الخلايا الأولى لحركة فتح داخل الوطن وخارج الأراضي الفلسطينية المحتله، وتسيير الدورية الأولى التي وحتى مشهد وداع القائد الخالد أبو عمار بعد استشهاده في الحادي عشر من شهر تشرين ثاني/نوفمبر من العام 2004. وما من مشهد كان يطلق فيه الشهيد القائد عبارة أو رصاصة تجاه المحتل، حتى كان يتفجر التصفيق الحار في مختلف أروقة دار العرض، تعبيرا عن مدى تعلق رفاق درب المسيرة والمؤيدين للقائد ياسر عرفات، أو أبو محمد وهو الاسم المستعار الذي استخدمه في البدايات الأولى لتشكيل خلايا المقاومة في جنين ونابلس ورام الله والقدس، ومدن وقرى ومخيمات فلسطينية أخرى. وتناوب عدد من القادة والثوار في سرد متكامل ومتجانس لتاريخ امتد لعشرات الأعوام من المقاومة والكفاح، واصفين مجريات وأحداث تخللتها عمليات بطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي، في لحظة خيم فيها اليأس وروح الهزيمة على العرب، في أعقاب هزيمة حزيران في العام 1967. ويبين الفيلم إصرار مجموعة من الشباب الفلسطينيين الذين تزعمهم القائد ياسر عرفات من على تفجير ثورة أعادت الحياة والروح إلى الجسد العربي الرسمي والشعبي. وفي ذات اللحظات التي سرد فيها الفيلم انطلاقة الثورة الفلسطينية، فقد جسد كذلك بدايات تأسيس حركة فتح، التي أحس كل عربي وكل ثائر العالم في أفريقيا وأمريكا اللاتينية، بأنها ثورته أيضا رغم مسافات الجغرافيا. وتحدث أبطال الفيلم بواقعية عن المحاولات الدءوبة لتقديم أكبر قدر من التضحية لتقديم نموذج القدوة، حيث استطاع عرفات ورفاقه من بناء قاعدة تنظيمية واسعة تشمل جل مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، لتشكل مجموعات فدائية تخوض المعارك ضد مواقع وأهداف إسرائيلية عسكرية واستراتيجية. ويسرد هؤلاء الأبطال الذين اختارهم المخرج الواعد، بأمانة وصدق أدوارهم العسكرية واللوجستيه والسياسية خلال تلك الحقبة، وكشفوا عن سجايا جديدة لياسر عرفات الذي أصبح قائداً تاريخياً، ورمز لحركات التحرر في العالم أجمع وحامل رايتها. وقال مخرج الفيلم طارق يخلف إنه أنجز هذا العمل بناءً على قناعة شخصية وحب لشخصية الشهيد ياسر عرفات، وبتكليف من مكتب الشؤون الفكرية في حركة فتح. وتطرق إلى بعض الصعوبات التي واجهته في السنة التي استغرقها إعداد هذا العمل الكبير، ومنها صعوبة الوصول إلى بعض الأشخاص، فمنهم من استشهد ومنهم من يعرفه الناس الآن باسمه الحقيقي وليس بالاسم الحركي، إضافة إلى المهابة من عظم المسؤولية. وأشار يخلف إلى أن تسعة عشر شخصاً جرى الحديث معهم ومقابلتهم، في محاولة لاستيضاح الحقائق التي عرف قسم منها لأول مرة من خلال الفيلم، مشيراً الى أن خبرته تعاظمت بهذا العمل لتناوله موضوعا هاما ومفصليا في تاريخ الثورة الفلسطينية من كافة الجوانب سواء الفنية أو التقنية. وقال، حاولت من خلاله الحديث عن حالة معينة نفتقد كثيرا من معالمها اليوم، وحتى تعمم أسعى لترويجه داخلياً وخارجياً، وقد تقدمت لعدد من المهرجانات الدولية لعرضه، وكذلك لعدد من الفضائيات بغيه اطلاع أكبر قدر ممكن من الجمهور على أحداثه. واضاف أن الفيلم سيعرض في ذكرى استشهاد أبو عمار في الحادي عشر من شهر تشرين ثاني/نوفمبر القادم. وبدت معالم الفخر بادية على وجه المخرج الشاب عقب الانتهاء من عرض الفيلم، وقال: كنت قبل العرض خائفاً جداً، وما زاد خوفي العدد الكبير من الحضور، ولكن المخاوف تبددت وتحولت إلى شعور بالفخر والاعتزاز، بفعل تعليقات وإشارات الإعجاب التي صدرت عن الحاضرين. وشكر يخلف كل من ساهم في انجاز هذا العمل، وخصوصاً مكتب الشؤون الفكرية بفتح والمفوض العام له يحيى يخلف. وقال أن لهذا الفيلم معنى في هذه الأوقات، التي يعاني منها الوطن والقضية من صعاب، في ظل الهجمة على حركة فتح، ومحاولة البعض الانتقاص من دورها الوطني وتاريخها النضالي المشرف. والمخرج طارق يخلف هو إعلامي واعد يعمل في وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" ونجل وزير الثقافة الأسبق الروائي يحيى يخلف، وتخرج من المعهد العالي للسينما الأكاديمية في القاهرة في العام 2000، وعمل مساعد مخرج في العديد من الأفلام السينمائية في مصر منها: أحلام حقيقية ودم الغزال وعسكر في المعسكر واللبيس وغيرها من الأعمال الفنية والبرامج التلفزيونية لقنوات دريم و "اي آر تي" والفضائية المصرية. |