حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
كتب ل ( اولاد العسال \ ابن العميد \ ابن العبري ) - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+--- الموضوع: كتب ل ( اولاد العسال \ ابن العميد \ ابن العبري ) (/showthread.php?tid=8157)

الصفحات: 1 2 3


كتب ل ( اولاد العسال \ ابن العميد \ ابن العبري ) - يجعله عامر - 07-22-2008

Arrayالحاجة التانية يا سيدنا أني لقيت ميمر نادر قديم لـ ثادوروس أبو قرة.. أو ثيودور أبو قرة وده كان أسقف حران... بس الحق ينقال.. الراجل ده كان بيشاكل دبان وشه.. الإشاعة بأنه كان حاد الطبع وأحيانا سليط.. لسانه كان طويل زي فردة الجزمة ساعات... طلعت صحيح. أنوي تصوير هذا العمل النادر وتوفيره وربما كان مفيد لزملائك الباحثين ولي أنا كمان... نغربل العمل ونخلي الشكل والخناق على جنب.. يخرب بيته.. نفسي انسدت لما شفت سلاطة لسانه.
[/quote]

قطعا ابراهيم هو مفيد
تابعت أكثر من نشرة (تجارية) لميامر أبي قرة ، وللأسف لم أتمكن من الحصول على أية نشرة نقدية لكتابه جامع هذه الميامر ، حتى نشرة لبنان ، فوجئت بـ"طلسقة" المحقق للعمل ، فإن كنت قد حصلت نسخة جيدة ، فمن الرائع العمل عليها ، خاصة إذا مستها يد البطارخ أو شيخو :10:، فقد اهداني صديق كتابا من تحقيقهما أثراني للغاية لما حواه من مقالات نادرة ، ويندر الحصول عليها ، كما ان الاب سباط رحمه الله كان قد نشر مقالة فيما اذكر لأبي قرة ..
هنا مقال من الجيد الاطلاع عليه :

Arrayثاوذورس أبو قره أسقف حران الملكي جسر بين الحضارات والأديان في بلاد الشام والرافدين، في العصر العباسي

بقلم: الأرشمندريت اغناطيوس ديك

طُلب إلي في إطار المؤتمر التاسع للتراث السرياني وموضوعه "السريان نقلة حضارات خبرة بلاط الشام في العصر الأموي" التحدث عن أبي قرّة أسقف حرّان الملكي الذي كان جسراً بين الحضارات والأديان في أواخر القرن الثامن ومطلع التاسع. الحديث عن أبي قرّه يتجاوز قليلاً الإطار الضيق لموضوع المؤتمر ، فأبو قرّة ولد عند أفول الدولة الأموية وعاش وكتب في مطلع العصر العباسي وتردّد على بلاط المأمون وليس على بلاط الأمويّين في الشام إلاّ أنه يسير على خطى القديس يوحنا الدمشقي الذي خدم في البلاط الأموي ثم نسك في دير مار سابا حيث كان ذكره حيّاً لما قصد ثاوذورس أبو قرّة هذا الدير ليترهّب فيه. والملكيّيون وإن كانوا سرياناً أقحاحاً فهم يخرجون عن المفهوم الضيّق لكلمة سريان ولم يعتبروا سريانيتهم قوميّة خاصة وظلوا أمينين لليونانية والسريانية وكانوا أول من أنفتح على العربية. فهم جسر يربط بين هذه الثقافات الثلاث وأبو قرّة كتب باليونانية والسريانية والعربية.
لا بدّ من كلمة تمهيدية مقتضبة عن دور الملكيين في هذه الحقبة، ثم نتطرق إلى شخصية أبي قرّة ملخصين ما آلت الدراسات حوله ونستعرض لائحة مؤلفاته ونشاطه في الحوار بين المذاهب والأديان وملخّص أفكاره.

الملكيّيون في مطلع العصر العربي:

لم يكن الملكيّيون مهمّشين فهم الذين فاوضوا العرب المسلمين إبّان الفتح لتسليم المدن سلميّاً. فالمصادر التاريخية تذكر دور البطريرك الملكي صفرونيوس الذي سلّم مدينة القدس لعمر بن الخطّاب وتذكر دور منصور جدّ يوحنا الدمشقي في تسليم مدينة دمشق سلمياً. وكانت الكاتدرائيّات الكبرى في يدهم. في القدس كنيسة القيامة وسائر الأماكن المقدّسة، في دمشق كاتدرائية القديس يوحنا المعمدان علاوة على الكنيسة المريمية، في حلب كاتدرائية السيدة العذراء الذي بُني بجانبها الجامع الكبير وظلّت بأيدي الملكيّين حتى عام 1124، وفي الرها الكاتدرائية الكبرى التي تحتوي المنديل المقدّس . إلاّ أن الكراسي البطريركيّة ظلّت فترة شاغرة يديرها مدبّرون بطريركيّون أو بطاركة مقيمون في القسطنطينية . ثم سمح الأمويّون للبطاركة أن يقيموا على رأس كراسيهم(بطريرك القدس ابتداء من عام 706، وبطريرك الإسكندريّة ابتداء من عام 727، وبطريرك انطاكية ابتداء من عام 742). ولم يكن الملكيّون منغلقين على أنفسهم وكانوا في شركة مع رومة والقسطنطينية وكان عدد كبير من الملكيّين غادروا إلى إيطاليا على أثر الفتح العربي وأنشأوا لهم هناك أديرة ومن بينها دير تريفونتاني، وارتقى عدد منهم إلى السدّة البابوية في القرن الثامن وكان دير مار سابا مركز الثقافة اليونانية يؤمه رهبان من سائر الشرق ومن العالم البيزنطي، ونشأ فيه لاهوتيّون وشعراء ومرنّمون أغنوا التراث البيزنطي أمثال يوحنا الدمشقي وقزما أسقف مايوما واستفانوس المرنّم وثاوفانوس المنشئ وأخوه ثاوذوروس . هذا علاوة على القديسين مكسيموس المعترف وأندراوس الكريتي وغيرهما الذين هم ملكيون سوريّون وعاشوا في المناطق البيزنطية وأغنوا اللاهوت البيزنطي.
أما معظم الملكيّين فلم يغادروا البلاد واعتبروا أنفسهم من مقوّمات المجتمع العربي. فساهموا في بناء حضارته في المجالات الإدارية والاقتصادية والفكريّة وكان لهم دور مميّز في العصر الأموي، تحوّل إلى غيرهم من المسيحيين لا سيما النساطرة لما انتقل مركز الدولة إلى بغداد.
وكانوا يتقنون اللغات الثلاثة اليونانية والسريانية والعربية وكانوا أول من نقل إلى العربية ليتورجيتهم . ساهموا في تعريب التراث اليوناني الفلسفي والعلمي وألّفوا المقالات اللاهوتية بالعربية فكان لهم الفضل بصياغة التعابير اللاهوتية المسيحية بلغة الضاد.
كانوا يشكّلون الأغلبية من المسيحيّين في جنوب بلاد الشام فلسطين وشرق الأردن وحوران، وأقلّية محترمة في منطقة الجزيرة الرها، وحرّان، والرقّة ويتعادلون مع بقية السريان في سائر المناطق. وكان الحوار لا يزال قائماً بين مختلف الفئات المسيحية ولم يكن الانتقال من مذهب إلى مذهب نادراً.

الدراسات حول أبي قرّة :
لم يكن أبو قرّة معروفاً حتى آخر القرن التاسع عشر إلاّ من خلال المؤلّفات اليونانية التي نشرت في القرنين السادس عشر والسابع عشر وأعيد طبعها في مجموعة الآباء اليونان "مين" المجلد 97. وعام 1897 نشر العالم يوحنا اراندزن أول نصّ عربي لأبي قرّة هو المقال في إكرام الأيقونات مع ترجمته اللاتينية .
وكان الفتح الأكبر نشر الأب قسطنطين باشا لعشر مقالات عربية لثاوذورس أبي قرّة وجدها في مخطوط في دير المخلّص وذلك في بيروت عام1904 وقد مضى مئة عام بالتمام على ذلك .
واهتمّ المستشرق الألماني الأب جورج غراف لأبي قرّة فترجم إلى الألمانية عام 1910 ما نشره أراندزن وما نشره باشا كما ترجم إلى الألمانية عام 1913 المقال في وجود الخالق الذي كان نشره الأب لويس شيخو في المشرق عام 1912، وقدّم غراف نبذة وافية عن أبي قرّة في موسوعته "تاريخ الأدب المسيحي العربي" التي أصدرها عام 1947، المجلّد الثاني ص 7-25.
وأثناء دراستي في جامعة لوفان الكاثوليكية استهوتني شخصية أبي قرّة فنشرت له عام 1959 مقالين في مجلة الموزيون استناداً إلى مخطوطات سينا. وأخذته موضوعاً لأطروحتي التي دافعت عنها عام 1960. ونشرت مقتطفات من نصّ الأطروحة في مجلة الشرق الأدنى المسيحي (1962-1963). ولما ظهرت سلسلة التراث العربي المسيحي نشرت فيها عام 1982 (المجلد 3) الميمر في وجود الخالق والدين القويم مع مقدّمة عامة ومقدّمة خاصة للمقال. ونشرت عام 1986 (المجلد العاشر) الميمر في إكرام الأيقونات. ونشرت في حلب عام 1999 مجادلة أبي قرّة مع المتكلّمين المسلمين في مجلس الخليفة المأمون.
واهتمّ بأبي قرّة المستشرق الأمريكي سيدني غريفيث وخصّه بالعديد من الأبحاث ونشر لـه مقالاً في مجلة الموزيون كما تناول الأب عادل تيودور خوري بالبحث حوارات أبي قرة مع المسلمين المنشورة باليونانية. وإن المنسنيور يوسف نصر الله قدّم له عام 1988 ترجمة مطوّلة وعميقة في موسوعته "تاريخ الحركة الأدبية في الكنيسة الملكية" الجزء الثاني المجلد الثاني ص 104 - 134
وانكبّ على دراسة أبي قرّة شيخ الباحثين في الأدب العربي المسيحي الأب سمير خليل سمير اليسوعي وآخر ما نشره عام 2000 كرّاسان في موسوعة المعرفة المسيحية الفكر العربي المسيحي (دار المشرق، بيروت)، ويحتوي الكراس الأول على بيبليوغرافيا شاملة عن أبي قرّه (127نبذة). وليس الأب سمير خليل مجرّد باحث بل هو داعية يعرّف بالأدب العربي المسيحي العرب وغير العرب ويحثّ الباحثين على دراسته. وبتوجيه منه نشرت Paola Pizzo عام 1995 الترجمة الإيطالية لميمر أبي قرة في إكرام الأيقونات مع دراسة وافية. كما نشرت عام 2002 Paola Pizzi ترجمة إيطالية لميمر أبي قرة في الحرّية مع دراسة شاملة، ويتصدر الكتاب تحقيق جديد للنصّ العربي قام به الأب سمير خليل.
وتعدّى الاهتمام بأبي قرّه حلقة الباحثين في الأدب العربي المسيحي وخصّ الأديب السوري محمد عبد الحميد الحمد كاتبنا في دراسته "التوحيد والتثليث في حوار المسيحيّة والإسلام" (الرقّة 2003) بنبذةٍ مطوّلة مع تفاصيل دقيقة لا ترد عند غيره ولكنّه لا يذكر المراجع التي يعتمد عليها (ص. 255 –269).

سيرته ومؤلفاته:

ناقشت في أطروحتي وفي كتابي ميمر في وجود الخالق والدين القويم لثاوذورس أبي قره الدلائل الواردة في مختلف المصادر العربية واليونانية والسريانية والأرمنية وما يستدلّ عليه من مؤلفاته (ص39-85) وتوصلت إلى النتائج التالية:
ولد حول سنة 750 في مدينة الرها ودرس الطب والمنطق والفلسفة وتضلّع من اللغة العربية. وقصد دير مار سابا قرب القدس للترهب وهو في ريعان الشباب وكان القديس يوحنا الدمشقي قد توفي في هذا الدير منذ زهاء ربع قرن إلاّ أن ذكره ما كان يزال حيّاً. وتضلّع ثاوذورس في علم الكتاب المقدس والآباء. ثم رُقّي إلى كرسي حران الأسقفي أواخر القرن الثامن إذ يقول المؤرخ ميخائيل الكبير إنه كان لفترة قصيرة أسقفا على حرّان ثم عزله البطريرك الأنطاكي ثاوذوريطوس الذي كان بطريركاً من 795 إلى 813. واستعاد حرّيته وقد يكون عاد مجدداً إلى دير مار سابا. ثم قام بنشاط رسولي في سبيل الدفاع عن الإيمان الأرثوذكسي والحوار مع المسلمين قاده إلى مصر وأرمينيا ثم على الأرجح عاد إلى بغداد. وبحسب المؤرخ ميخائيل الكبير بدأ هذا النشاط عام 813. وكان في بلاط أرمينيا عام 815 حيث استمال إلى الإيمان الخلقيدوني الأمير أشوط وناظر هناك العالم السرياني نونوس. ويذكر المؤرخ الرهاوي المجهول أنه أجريت مناظرة بين أبي قره والمتكلمين المسلمين في حضرة المأمون عام 829. فتكون وفاته بعيد عام 830.
نورد هنا ما جاء في عناوين ومطلع بعض مؤلّفاته التي تلقي ضؤاً على مجالات نشاطه والمكان والزمان اللذين كتب فيهما.
المقالة الرابعة من مقالات أبي قرّة في مجموعة الآباء اليونان تحمل العنوان التالي: "رسالة تتضمّن إيضاح الإيمان المستقيم البريء من العيب، مرسلة من البابا المغبوط توما بطريرك أورشليم إلى الأراتقة الذين في أرمينية أملاها بالعربية ثاوذورس الملقب بأبي قرّة، الصائر أسقفاً على حرّان وترجمها الكاهن ميخائيل قيّم الكرسي الرسولي الأورشليمي محتوياً على الإيمان الوحيد والحقيقي حسب تحديد المجمع الخلقيدوني والكلام المحدّد بما يخص الإيمان بالمسيح إلهنا". كان توما بطريركاً على أورشليم من سنة 811 إلى سنة 820. أما ميخائيل قيّم الكرسي الأورشليمي فتذكر سيرته التي نشرها الأب فايّة " Vailhé " أنه كان من رهبان مار سابا وقد انتدبه البطريرك توما ليكون معاوناً لـه. ثم أوفده إلى البابا لاون الثالث مصحوباً برسالة منه ليسويّ الخلاف الذي نشأ مع الرهبان الفرنج في جبل الزيتون بالقدس بخصوص إضافة عبارة " والابن" على قانون الإيمان ومرّ ميخائيل بالقسطنطينية في طريقه إلى رومة ويوافق وصوله إلى العاصمة البيزنطية بدء عام 813 إذ قابل الإمبراطور ميخائيل رانغابي الذي توفي في 10 شباط 813 وعدل ميخائيل عن متابعة سفره إلى رومة. والدلائل التاريخية تشير إلى أن هناك رابطة بين هذه البعثة والرسالة التي بعث بها البطريرك توما إلى الأرمن عن يد ميخائيل نفسه والتي هي بقلم أبي قرة. ولذا يجب تحديد تاريخ كتابة هذه الرسالة بين 811 و813 وهذا يناسب ما يرد لدى ميخائيل السرياني بأن نشاط أبي قرّه برز عام 813.
ويتضح أيضاً ارتباط أبي قرّه بالمحيط الأورشليمي من عنوان ومطلع المقال الثامن الذي ورد في طبعة باشا :"رسالة في إجابة مسألة كتبها أبو قره القديس إلى صديق له كان يعقوبياً فصار أرثوذكسياً عند ردّه عليه الجواب: " إنك ألفيتنا يا أخانا ذا الفضل داود في مدينة القدس لأنا وإياك فيها اجتمعنا بتوفيق الله لنقضي الصلاة في المواضع المقدّسة التي فيها ربّنا يسوع المسيح قضى متجسّداً التدبير الذي كان أعدّه قبل الدهور من أجل خلاصنا.
وينعت ميخائيل الكبير أبا قرّه برجلٍ رهاوي خلقيدوني (مجلد 2 ص 253). ويتضح ارتباطه بالمحيط الرهاوي بما جاء في مطلع الميمر في إكرام الأيقونات إنك أخبرتنا يا أخانا أنبا ينّه المقدس وأنت عندنا بالرها أن كثيراً من النصارى يتركون السجود لصورة المسيح إلهنا الذي أمكن أن يكون له صورة لتجسّده من الروح القدس ومن مريم العذراء برحمته من اجل خلاصنا وصور قدّيسيه الذين تصلبوا بروح القدس فجروا في ميدانه وشاركوه في أوجاعه.. ذلك لأن مخالفي النصرانية ولا سيما من يدّعي أن بيده كتاباً منزلاً من الله يعنفّونهم لسجودهم لهذه الصور وينحلونهم لذلك عبادة الأوثان ومخالفة لما أمر الله به في التوراة والأنبياء ويتهزأون بهم." (ص 87-88) ويسمّي أبو قره الرها " مدينتنا " وضمير الجمع يعود إلى أبي قرّه وإلى الأنبا ينّه الذي يوجه إليه أبو قرّه ميمره: "فأما صورة المسيح إلهنا المتجسّد من مريم العذراء فإنا إياها نذكر من بين الصور هاهنا لأنها تكرّم بالسجود في مدينتنا الرها المباركة خاصة في اوقات وأعياد وحجوج تكون لها (رأس 23/2) ص 208 وإن مقطعاً ورد في الرأس 16 يساعدنا على تحديد زمن تأليف المقال : وقد كان في زماننا هذا شهيد من البرّانيين، من أهل الشرف الأعلى يقال له مار انطونيوس وكان يخبر لكل من لقيه أنه إنما آمن بالنصرانية من عجب رآه في صورة كانت لمار ثاوذورس الشهيد" (ميمر في إكرام الأيقونات، ص 173)، وقد نُفّذ فيه الحكم بالموت في مدينة الرقة بأمر من هرون الرشيد وكان ذلك يوم الميلاد 110 للإسكندر و 183 للهجرة المصادفين 799 ميلادية. فالميمر في إكرام الأيقونات كتب في السنوات الأولى من القرن التاسع، أثناء أزمة الأيقونات في الإمبراطورية البيزنطية.
ويتضح ارتباط أبي قره بالأوساط البغداديّة وبلاط المأمون من عنوان ومقدّمة مجادلة أبي قرّه مع المتكلمين المسلمين في مجلس الخليفة المأمون:
نبتدئ بعون الله سبحانه بمجادلة أبي قرّه أسقف حرّان مع عبد الله المأمون أمير المؤمنين بحضرة متكلّمي الإسلام ممن كانوا في ذلك القصر في مجلس الخلافة الإسلامية وهم محمد بن عبد الله الهاشمي وهارون بن هاشم الخزاعي وسلام الهمزاني وصعصعة بن خالد البصري وجماعة من وجوه قريش. وكان المأمون يحبّ أبا قرّه ويجلسه ويبسط له مجلس الخلافة. واجتمع إليه وجوه قريش وقالوا له : تجلس مع رجل نصراني وتبسط له مجلس الخلافة. فقال لهم المأمون : هذا رجل عالم خبير في دينه ومذهبه. قالوا له: من أين لهذا النصراني دين ولا مذهب؟ فقال لهم المأمون: أشتهي والله أن تناظروه وتوضحوا حقيقة دين الإسلام وتبطلوا ضعف دين النصارى. فقالوا له السمع والطاعة يكون هذا غداً. فلما كان بالغد حضر وجوه قريش ومن له أدب ومعرفة إلى مجلس المأمون .
مؤلفاته: إنّ أبا قرّه كتب بالعربية وباليونانيّة وبالسريانيّة.أما الميامر الثلاثون بالسريانيّة التي يشير إليها في مقاله عن موت المسيح (باشا ص 60-61) وغيرها التي يكون كتبها بتلك اللغة فهي جميعها مفقودة. إنّ المخطوطات حفظت لنا مؤلّفات أبي قرّه بالعربية واليونانية والجيورجية. النصوص الجيورجية جميعها مترجمة، أما اليونانيّة فبعضها مترجم وبعضها موضوع أصلاً في تلك اللغة، والنصوص العربية جميعها أصليّة وهي إمّا مقالات طويلة محكمة أو مجرّد أجوبة على أسئلة تطرح عليه . وقد تطرّقت بإسهاب إلى قائمة مؤلّفات أبي قرّه وتحليلها في كتابي ميمر في وجود الخالق والدين القويم ص 59-92. وفصّلها الأب سمير خليل في كتابه "أبو قرّه 2 المؤلّفات" ضمن موسوعة المعرفة المسيحيّة (دار المشرق).
إن أبا قرّه ضليع في العلوم اليونانيّة القديمة وفي اللاهوت المسيحي وفي الإسلاميات. وإن نشاطه قد تجاوز حدود الكنيسة ولم ينحصر في البيئة المسيحية الضيقة. فقد استفاد من الانفتاح الفكري الذي جاء به الخليفتان العظيمان هارون الرشيد والمأمون. وكان واثقاً من إيمانه ومن قوّة منطقه ومزوّداً بمعرفة كافية لعقيدة الإسلام وضليعاً في مبادئ اللغة العربية. فلم يخش التقرّب من أرقى الأوساط الإسلامية المثقّفة فإن معظم مقالاته العربية موجّهة إلى المسلمين (باشا 1، 2، 4، 5، 6، 7، 10) وإن المحاورات المحفوظة باليونانية مجموعة "مين"، المجلد 97، رقم 3، 8، 9، 18 إلى 22، 34، 35 لا يمكن أن تكون مجرّد ابتكار خيالي وضع داخل مكتب أبي قرّه بل هي صدى للقاءات شخصية واقعية مع أئمّة المسلمين. فقد جاء في تاريخ ميخائيل الكبير عن أبي قرّه " ولما كان فيلسوفاً ويجادل بقياس المنطق مع غير المؤمنين إذ كان يعرف لغة العرب كان يحظى بإعجاب الناس البسطاء " . إن أبا قرّه لا يتصدى مباشرة للإسلام كعقيدة، (ما عدا المحاورات اليونانيّة رقم 18، 19، 20 التي طلب منه المحاور لمَ لا يؤمن بالإسلام) وإن مقالاته هي إيضاح دفاعي للإيمان المسيحي موجّه إلى المثقفين المسلمين وفي محاوراته يجيب على اعتراضات يثيرها بعض المسلمين أمامه عل إحدى نقاط العقيدة المسيحيّة. وإنّ المواضيع التي يطرحها (حريّة الإنسان، خلق كلام الله، وضع الصفات في الله، تشبيه الله أو تنزّهه) ونزعته العقلانية ( ثقته بالعقل وبديانة تتوافق ومعطيات العقل، هذه الأمور كلها توليه وجه شبه عميق مع المعتزلة الذين كانوا يحظون في عهد المأمون بعطف البلاط. ومن المرجح جداً أن يكون التقى في بغداد بأبي هذيل العلاّف (752 – 840) شهير عصره وبالنظام الذي توفي ما بين سنة 835 وسنة 845 واتهم أنه انحاز إلى المسيحيّين في قضية التثليث. وظلّ تأثير أبي قرّه على أوساط بغداد حيّاً بضعة سنين بعد وفاته فالمستشرق البلجيكي ا. آبيل في دراسته حول أبي عيسى الوراق الذي وضع حول عام 860 كتاباً في آراء الناس واختلافاتهم. و"تفنيد المذاهب المسيحية الثلاثة " يسمي أبا قرّه المصدر الأرجح لأبي عيسى ويقول: إنه بالنسبة إلى ما آلت إليه الأبحاث في الوقت الحاضر يبدو أننا نفلح في تحليل جهود أبي عيسى الوراق فيما لو اعتبرنا كتابه شبه حوار مع أبي قرّه وفي الخلفية آراء النظام وأبي هذيل كبار مفكري عصرهم".
وقد ردّ على أبي قرّه المردار، أبو موسى عيسى بن صبيح معتزلي من بغداد توفي حول 840 ، وله كتاب الرد على النصارى وكتاب على أبي قرّه النصراني.
في النصف الأول من القرن التاسع كان هناك حرّية التعبير وتلاقٍ بين الفكرين المسيحي والإسلامي. يورد الأستاذ حبيب زيّات في كتابه الخزانة الشرقية هذا المقطع المأخوذ عن تاريخ الإسلام للذهبي:
ذكر الحميري في ترجمة أبي عمر أحمد بن محمد سعدي الأندلسي الفقيه طامة كبرى قال: سمعت أبا محمد عبد الله بن أبي زيد الفقيه يسأل أبا عمر أحمد بن سعدي المالكي عند وصوله إلى القيروان من بلاد الشام، فقال : هل حضرت مجالس أهل الكلام؟ قال نعم، مرتين ولم أعد إليها. قال : ولمَ ؟ فقال: أما أول مجلس حضرته فرأيته مجلساً قد جمع الفرق من السنّة والبدعة والكفار واليهود والنصارى والدهرية والمجوس. ولكل فرقة رئيس يتكلم ويجادل عن مذهبه. فإذا جاء رئيس قاموا كلهم له على أقدامهم حتى يجلس. فإذا تكلّموا قال قائل من الكفار: قد اجتمعتم للمناظرة فلا يحتجّ أحد بكتابه ولا بنبيّه. فإننا لا نصدّق بذلك ولا نعتدّ به وإنما نتناظر بالعقل والقياس. فيقولون نعم. ولما سمعت ذلك لم أعد. ثم قيل لي : هذا مجلس آخر للكلام. فذهبت إليه فوجدتهم على مثل سيرة أصحابهم فقاطعت أهل الكلام وإنّ أبا قرّه شارك في مثل هذه المجالس وعرض فيها نظرته المسيحية .
هذا التلاقي بين الفكرين الإسلامي والمسيحي كان لـه بعض التأثير على علم الكلام الناشئ فإن مسائل الحريّة القدرية أو الجبرية، وخلق القرآن أو عدمه وتمييز صفات الله عن الله التي عالجها علماء الكلام واختلفوا فيها متأثرة بهذا التفاعل. ويذكر ابن النديم تأثّر ابن كلاّب بالأفكار المسيحية فيقول: له مع عباد بن سليمان مناظرات. وكان يقول إن كلام الله هو الله وكان عباد يقول إنه نصراني بهذا القول. وقال أبو العباس البغوي: دخلنا على فثيون النصراني وكان في دار الروم بالجانب الغربي فجرى الحديث إلى أن سألته عن ابن كلاّب. فقال رحم الله عبد الله، كان يحبني فيجلس إلى تلك الزاوية وأشار إلى ناحية من البيعة وعنّي أخذ هذا القول. ولو عاش لنصّرنا المسلمين. فقال البغوي: وسأله محمد بن اسحق الطالقاني، فقال: ما تقول في المسيح؟ قال : ما يقوله أهل السنّة في القرآن."
علاوة على محاوراته في الأمور الدينية عُرف أبو قرّه في الأوساط البغدادية بترجماته للمؤلّفات اليونانية لا سيما كتب ارسطو. وقد أشار ابن النديم إلى أن أبا قرّه ترجم لأرسطو أحد كتبه المنطقية، الأنالوطيقا الأولى. وعلاوة على ذلك مؤلفين منسوبين خطأ لأرسطو كان طلبهما منه أحد مقرّبي الخليفة المأمون وهو طاهر بن الحسين مؤسّس الأسرة الطاهرية في خراسان وأحد هذين المؤلفين وهو "فضائل النفس" محفوظ في اسطنبول في المخطوط كوبرولو رقم 1608 ص 66 وهذا عنوان النصّ: "كتاب ارسطاطاليس الفيلسوف في فضائل النفس، ترجمة أبي قرّه أسقف حرّان لذي اليمنيين طاهر بن الحسين". ويذكر المؤرخ السرياني ميخائيل الكبير في حوادث سنة 816 م . أن طاهراً كان قد تعب من محاربة المتمرّدين فاستقر في الرافقة ضاحية الرقّة حيث عكف على القراءة والتفسير ومعاشرة الفلاسفة. وقد يكون أبو قرّه تعرّف عليه في هذه الفترة فطلب منه أن يترجم له هذا المقال المنسوب لأرسطو.

ميّزته:
يسير أبو قرّه على خطى الآباء القديسين وآخرهم يوحنا الدمشقي الذي كان ذكره ما يزال حيّاً في دير مار سابا، ويمهد للاهوت الفلسفي المدرسي. وقد كرّس حياته للدفاع عن عقلانيّة الإيمان: إنه لمن المناسب للعقل أن نؤمن. فالإيمان ليس مجرد اختبار أعمى. ولا يستطيع المدافع أن يرغم مستمعيه على الإيمان، إنما دوره جلي الواقع وإزالة العوائق التي تحول دون النظرة المجرّدة للأمور ومساعدة الإنسان على اتخاذ الموقف الذي تتجلى فيه الحقيقة. إن كثيراً من الأمور لا يراها الإنسان إلاّ إذا صوب نظره إليها من الزاوية الملائمة وكذلك في الشؤون العقلية والإيمانية. والمدافع عن الإيمان هو الدليل والمرشد الذي يساعد رفيقه على توجيه نظره إلى حيث تتجلى الحقيقة لكنه لا يستطيع أن يرغمه على النظر.
لقد ناضل أبو قرّه على جبهتين: على الجبهة الداخلية حاول إعادة الوحدة إلى المسيحيين حول تحديد المجمع الخلقيدوني، وعلى الجبهة الخارجية تجاه الدين الإسلامي المنتصر الذي بدأ يضغط اجتماعياً وفكرياً على المسيحيين، حاول إظهار دعائم حقيقة الديانة المسيحية وإيضاح عقلانية معتقداتها. كانت فئة كبيرة من المثقفين المسلمين في ذلك العصر منفتحة ومتشوقة لمعرفة أسس الدين المسيحي، وكانت أيضاً فئة من المفكرين المسيحيين أمثال أبي قرّه ومعاصره أبي رائطة وغيرهما مستعدين دون خوف أو وجل لأن يعطوا "جواباً للرجاء الذي فيهم" .
قد يأخذ البعض على أبي قرّه وأمثاله من الكتّاب العرب النصارى ثقتهم الكبرى بل المفرطة بالعقل. إن العقل هو نقطة التماس المشتركة بين المؤمنين وغير المؤمنين. وإن أبا قرّه لا يستطيع أن ينطلق من غير هذا المنطلق في حواره مع الذين هم خارج الكنيسة. إلاّ أنه يعي تمام الوعي أن الإيمان إنما هو في نهاية الأمر قضية نعمة من الله، وإن كان تحكيم العقل ضرورياً لمعرفة ما إذا كان الإيمان في محله. ويوضح أبو قرّه نظرته في علاقة الإيمان بالعقل في مطلع مقاله " في التوحيد والتثليث "، إن الناس في موقفهم من الإيمان هم ثلاث فئات: منهم من يرفضون الإيمان بما لم يحيطوا بمعرفته شخصياً، ومنهم من يؤمنون بما يقال لهم أنه من الله دون أن يمعنوا النظر ليعرفوا هل هو حقيقة من الله. ومنهم من يؤمنون بعد أن أعملوا الروية وأدركوا صحة نسبة هذا القول إلى الله. ويقول أبو قرّه: إن الذي يرفض أن يؤمن لا بد من أن يبقى جاهلاً لأن هناك أموراً كثيرة لا نصل إليها إلاّ بالشهادة والتصديق. وإذا كان الإنسان يصدق الكثيرين ويطمئن إليهم، فلِمَ لا يصدق من يرسلهم الله؟ أما الذي يؤمن دون أن يُمَحّص هل يقدّم إيمانه لمن هو حقيقة مرسل من الله "فأخلق به أن يكون شبيهاً بمن يغمض عينيه ويمكّن من يده من يهديه في الطريق من غير أن يعلم إن كان هاديه ناصحاً أو غاشاً وهادياً بالطريق أو ضالاً ". وأما الذي يخضع ذهنه للتصديق بالخبر عن الله فيكون عدلاً في تدبير إيمانه إذ يجعله في موضعه".
على الإنسان إذاً أن يفحص هل الدين المعروض عليه هو جدير بالتصديق وأبو قرّه مقتنعٌ بدينه ويدافع عن صحّته . وفي نظره "من بين جميع الناس ليس أحد يقضي له العقل بالرويّة قضية تعدل العيان أنه صار مؤمناً بتدبير عقله إلاّ من اعتقد النصرانية ديناً"، ويسهب أبو قرّه في عدة مقالات في البراهين عن صحة الديانة المسيحية وضرورة تصديق ما جاء به الإنجيل. بيد أنه لا يدّعي أن أسرار الديانة المسيحية تعرف بالعقل . فهو يستند إلى شهادات الكتب. على أن براهينه العقلية موضوعة لدعم معتقد الضعفاء وردّ هجمات المخالفين وإثبات عدم التناقض فيها. أما الإيمان الفعلي فهو بحسب إقراره من عمل الروح القدس. فيقول أبو قرّه مثلاً لمنكري سر الثالوث الأقدس: "فنحن نقول لأصحاب هذا القول: إننا قد أثبتنا لكم في ميمرنا هذا بالإيجاز وفي غيره بتلخيص أنه قد وجب على كل واحد أن يؤمن بالإنجيل وناموس موسى وما بينهما من كتب الأنبياء, وهذه الكتب التي ذكرنا نجدها تذكر أن الآب إله والابن إله والروح القدس إله واحد. ولا تقول ثلاثة آلهة، بل تحذرنا جداً أن نقول غير إله واحد. فنحن نقبل ما قالت هذه الكتب بالإيمان ولو كانت عقولنا لا تجد سبيلاً إلى تحقيق قولها لأن الإيمان هكذا حددناه أنه اليقين بما قد غاب عن المعرفة كما تحيط به المعرفة... فإذا فرغنا من ذلك نقول: إن أنتم قبلتموه بالإيمان كقبولنا إياه، فقد أفضينا إلى الأمر المراد. وإن لم تفعلوا ذلك علمناكم أن الروح القدس قد أقنع عقول النصارى بإشراقه لها عن هذا الأمر وغيره مما دلت أن تقبله من قوله بالإيمان. (باشا، ص 23-25)
وفي المقال ذي الرقم 7 من مجموعة الأب باشا يبرهن أبو قرّه " أن لله ابناً هو عدله في الجوهر ولم يزل معه " فيستند إلى العقل ثم على شهادات الكتاب المقدس، ويقول في الختام : "نحن نسأل كل من لقي كتابنا هذا أن يحمد المسيح ربنا عنا بما وفقنا له من الصواب، ويعذرنا على كل ما فيه من خلل ويدعو لنا روح القدس بإنارة عقولنا وهداية كل من يقرأ كتابنا إلى يقين المعرفة بربوبية المسيح التي لا أحد يستكن قلبه على الإقرار بها إلا بهدايته، كما قال مار بولس". (باشا، ص 106)
يتضح إذاً أن أبا قرّه ليس عقلانياً محضاً بل هو مؤمن صادق إذ أنه يعي حقيقة دور الوحي والنعمة في البلوغ إلى كمال الإيمان. وإنما يثق بالعقل وبالتقائه والإيمان. ولا عجب في ذلك إذ أن الله هو المصدر الواحد للطبيعة وما فوق الطبيعة كما وللعقل والإيمان.
لا نزال نكتشف غنى شخصية أبي قرّه بعد أن خبا ذكره ونأمل أن ينكبّ الجيل الصاعد من الباحثين على دراسة فكره ومؤلفاته فهو مثال لنا بنشاطه وعلمه وانفتاحه في عصر نسعى فيه إلى تلاقي الحضارات والأديان للتعاون والتكامل لتحقيق خير الإنسان الأسمى ولا يزال كلامه بعد مضي اثنتي عشر قرناً يلقى صدى طيباً في قلوبنا. [/quote]
(مصدر)


كتب ل ( اولاد العسال \ ابن العميد \ ابن العبري ) - إبراهيم - 07-22-2008


ألف شكر على ردك مولانا.

تقول:
Arrayفقد اهداني صديق كتابا من تحقيقهما أثراني للغاية لما حواه من مقالات نادرة ، ويندر الحصول عليها ، كما ان الاب سباط رحمه الله كان قد نشر مقالة فيما اذكر لأبي قرة ..[/quote]

ما اسم هذا الكتاب؟

على فكرة أمتعني المقال الذي أوردت متعة لا تدانيها متعة وهو يشرح فكرة المنامة في التصوف. لو أني لم أسمعها من فنسنك لما اهتممت ولكني كغيري عندي عقدة الخواجة كما ترى. كل ما جاء في هذه المقالة عن الملامة جميل وأكثر من جميل. وجب تجهيز دراسة عن الملامة في القرآن وفي التصوف المسيحي عند مار اسحق السرياني وغيرهم.

Arrayكان الفتح الأكبر نشر الأب قسطنطين باشا لعشر مقالات عربية لثاوذورس أبي قرّة وجدها في مخطوط في دير المخلّص وذلك في بيروت عام1904 وقد مضى مئة عام بالتمام على ذلك .[/quote]

هما دول يا أسطى.. وهو ده الكتاب اللي ناوي أعملهولك.

الفتح الأكبر من نصيبك يا حاج. دعواتك.

ما رأيك في أن تتعرف بـ د. مصعب الخير إدريس السيد مصطفى الإدريسي وربما عملت دكتوراة تحت إشرافه؟ أرى أنه فكرياً إلى حد ما قريب منك. يمكن مراسلته وربما الحصول على الدكتوراة من جامعته والانطلاق من هناك.. مجرد فكرة. أتمنى لك كل خير. وألف شكر مرة تانية على مقالة الملامة الجميلة.





RE: كتب ل ( اولاد العسال \ ابن العميد \ ابن العبري ) - إبراهيم - 08-20-2009

المزيد عن الملامتية:

http://www.kasnazan.com/article.php?id=1098

الملامية أو الملامتية

الملامية هم رجال الله الذين نالوا من الولاية الدرجات العالية ، وقد سمو بالملامية لان دأبهم في بداياتهم ملامة النفس في كل الأحوال لانها طريقتهم في تأديبها والأعراض عن العجب والرعونة وحتى لا يشاهدوا محاسنهم ، ولا يعجبوا بأنفسهم ، ولا يقعوا في آفة العجب والكبرياء ، وعلم الله صدق نيتهم وقوة عزيمتهم فسلط عليهم الخلق حتى يطلقوا فيهم ألسنة الملامة ، ومكن في نفوسهم النفس اللوامة كي تلومهم على كل ما يصنعونه ، وقد سئل بعضهم : لم استوجبت النفوس منكم الملامة على دوام الأوقات ؟
فقال : لأنها كف من عجب في قالب ظلمة مربوط بشواهد العامة ، ولأنها كف من جهل في قالب الرعونة مربوط بحبال الأطماع .
فدواؤها : الإعراض عنها ، وتأدبها : مخالفتها ، وصيانتها : ملامتها .
وقد أظهروا للخلق ما يليق بهم من أنواع المعاملات والأخلاق ، وما هو نتائج الطباع ، وصانوا ما للحق عندهم من ودائعه المكنونة أن يجعلوا لأحد إليها نظراً أو للخلق إليها سبيلاً ، أو يكرموا عليها أو يعظموا بها ، ومع ذلك غاروا على جميع أخلاقهم ومحاسن أفعالهم ، فخافوا أن يظهروها ، وعلموا ما للنفس فيها من المراد ، فأظهروا للخلق ما يسقطهم عن أعينهم ، وما يكون فيه تذليلهم وردهم ، وما لا قبول لهم معها ليخلص لهم ظاهرهم وباطنهم . وقد كان لأئمة الصوفية فيهم أقوال تكشف عن علو أحوالهم ومقاماتهم وتميط اللثام عن درجات قربهم من الله وإظهار ما حاولوا إخفاؤه وستره عن الخلق ، فيقول الشيخ أبو حفص الحداد النيسابوري :
« الملامتية : هم قوم قاموا مع الله تعالى على حفظ أوقاتهم ومراعاة أسرارهم ، فلاموا أنفسهم على جميع ما أظهروا من أنواع القرب والعبادات ، وأظهروا للخلق قبائح ما هم فيه ، وكتموا عنهم محاسنهم ، فلامهم الخلق على ظواهرهم ، ولاموا أنفسهم على ما يعرفونه من بواطنهم ، فأكرمهم الله بكشف الأسرار ، والاطلاع على أنواع الغيوب ، وتصحيح الفراسة في الخلق ، وإظهار الكرامات عليهم ، فأخفوا ما كان من الله تعالى إليهم بإظهار ما كان منهم في بدء الأمر من ملامة النفس ومخالفتها ، والإظهار للخلق ما يوحشهم ليتنافى الخلق عنهم ويسلم لهم حالهم مع الله . وهذا طريق أهل الملامة »(1) .
ويقول الشيخ عبد الله بن منازل:
« الملامة : هم قوم لم يكن لهم في الظاهر آيات للخلق ، ولا لهم في باطنهم دعوى مع الله تعالى ، وسرهم الذي بينهم وبين الله لا تطلع عليه أفئدتهم ولا قلوبهم »(2) .
اما الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي فيقول :« الملامتية : هم الذين زين الله تعالى بواطنهم بأنواع الكرامات من القربة والزلفة والاتصال ، وتحققوا في سر السر في معاني الجمع ، بحيث لم يكن للافتراق عليهم سبيل بحال من الأحوال . فلما تحققوا في الرتب السنية من الجمع والقربة والأنس والوصلة ، غار الحق عليهم أن يجعلهم مكشوفين للخلق ، فأظهر للخلق منهم ظواهرهم التي هي في معنى الافتراق من علوم الظواهر ، والاشتغال بأحكام الشرع وأنواع الأدب ، وملازمة المعاملات ، فيسلم لهم حالهم مع الحق في جمع الجمع والقربة ، وهذا من أسنى الأحوال ألا يؤثر الباطن على الظاهر »(3) .
اما عند الشيخ ابن عربي الشيخ الأكبر ابن عربي فهم الصنف الثالث من رجال الله فوق صنف الصوفية ، لا يتميزون عن المؤمنين بشيء زائد من عمل مفروض أو سنة ، انفردوا مع الله راسخين لا يتزلزلون عن عبوديتهم مع الله طرفة عين ، ولا يعرفون للرياسة طعماً لاستيلاء الربوبية على قلوبهم وذلتهم تحتها ، يفتقرون إلى كل شيء ، لأن كل شيء عندهم هو مسمى الله ، ولا يفتقر إليهم في شيء ، وأبقوا لأنفسهم ظاهراً وباطناً الاسم الذي سماهم الله به وهو الفقير ، مكانتهم في الدنيا مجهولة العين (4) .

صفات الملامتية
المتتبع لاحوالهم وصفاتهم يجد عندهم الفخر والعار والمدح والذم سواء ، ورد الناس وعداوتهم لهم او محبة الناس وقبولهم لهم لايزيدهم ولا ينقصهم ، ولا يسمنهم ولا يضعفهم و كل هذه الأضداد من لون واحد .
ويقول الشيخ حمدون القصار : « الملامتي لا يكون له من باطنه دعوى ، ولا من ظاهره تصنع ولا مراءاة ، وسره الذي بينه وبين الله لا يطلع عليه صدره ، فكيف الخلق ؟ ! »(5) .
« سئل بعضهم ما صفة أهل الملامة ؟
فقال : دوام التهمة ، فإن فيها دوام المحاذرة ، ومن قويت محاذرته سهل عليه رد الشبهـات وتـرك السيئـات » (6) .
ومن احوالهم التخفي عن اعين الناس أخفاهم الله إجلالاً لهم كما يصفهم الشيخ الأكبر ابن عربي فيقول :
« وهم رجال الله الذين اقتطعهم إليه وصانهم وحبسهم في خيام صون الغيرة الإلهية في زوايا الكون أن تمتد إليهم عين فتشغلهم ... فحبس ظواهرهم في خيام العادات والعبادات من الأعمال الظاهرة والمثابرة على الفرائض منها والنوافل ، فلا يعرفون بخرق عادة ، فلا يعظمون ، ولا يشار إليهم بالصلاح الذي في عرف العامة مع كونهم لا يكون منهم فساد ، فهم الأخفياء الأبرياء الأمناء في العالـم ، الغامضون فـي النـاس »(7) .
ومن احوالهم ان لا يدركوا للرياضة طعما لاستيلاء الربوبية على قلوبهم تحققاً وعلماً وهم على صلاتهم على أداء الفرائض في الجماعات ، والدخول مع الناس في كل بلد بزي ذلك البلد ، ولا يوطن مكاناً في المسجد ، وتختلف أماكنه في المسجد الذي تقام فيه الجمعة حتى تضيع عينه في غمار الناس ، وإذا كلم الناس فيكلمهم ويرى الحق رقيـباً عليه في كلامه ، وإذا سمع كلام الناس سمع كذلك ، ويقلل من مجالسة الناس إلا من جيرانه حتى لا يشعر به ، ويقضي حاجة الصغير والأرملة ، ويلاعب أولاده وأهله بما يرضي الله تعالى ، ويمزح ولا يقول إلا حقاً ، وإن عرف في موضع انتقل إلى غيره ، فان لم يتمكن له الانتقال استقضى من يعرفه وألح عليهم في حوائج الناس حتى يرغبوا عنه ...
ثم أن هذه الطائفة إنما نالوا هذه المرتبة عند الله ، لأنهم صانوا قلوبهم أن يدخلها غير الله أو تتعلق بكون من الأكوان سوى الله ، فليس لهم جلوس إلا مع الله ، ولا حديث إلا مع الله ، فهم بالله قائمون ، وفي الله ناظرون ، وإلى الله راحلون ومنقلبون ، وعن الله ناطقون ، ومن الله آخذون ، وعلى الله متوكلون ، وعند الله قاطنون ، فما لهم معروف سواه ، ولا مشهود إلا إياه ، صانوا نفوسهم عن نفوسهم فلا تعرفهم نفوسهم ، فهم في غيابات الغيب محجوبون ، هم ضنائن الحق المستخلصون ، يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق مشي ستر وأكل حجاب فهذه حالة هذه الطائفة »(8) .

طريقتهم في التربية
ارتكزت مناهج التربية عند الملامية على أسس كثيرة ولكل شيخ له طريقة في تطبيق هذه الاسس فيقول الشيخ حمدون القصار :
« طريق الملامة : هو ترك التزين للخلق بكل حال ، وترك طلب رضاهم في نوع من الأخلاق والأفعال ، وألا يأخذك فيما لله عليك لومة لائم بحال »(9) .
اما الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي
يقول : « طريق الملامة : هو ترك الشهوة فيما يقع فيه التمييز من الخلق في اللباس والمشي والجلوس والسكون معهم على ظاهر الأحكام ، والتفرد عنهم بحسن المراقبة ، ولا يخالف ظاهره ظاهرهم بحيث يتميز منهم ، ولا يوافق باطنه باطنهم ، فيساعدهم على ما هم عليه من العادات والطبائع ، ولا يخالف ظاهرهم بحيث يتميز »(10) .
ومما تقدم نخلص ان الملامية او الملامتية هم صنف من رجال الطريقة وصلوا الى ما وصلوا اليه من الدرجات العلى والمقامات الرفيعة بسلوكهم منهج فروا به من آفات النفس والشهوات الى خالق الكون والبريات وكان لهذا المنهج التربوي أصول مباديء استمدوها من علوم الحضرة المحمدية ومعارفها من خلال فهمهم لقوله عرف نفسه فقد عرف ربه (11)فخبروا نفوسهم وفتقوا أسرارها وأغلقوا عليها أبوابها وسدوا عليها مراحاتها فأنتج ذلك علوم ربانية ومعارف يقينية ، علموا قيمة ما كسبوا فحاولوا الاحتفاظ بهذا الكنز الرباني بعيدا عن أعين الناس ، فصانهم الله وجعلهم من ضنائنه وخاصته واسدل عليهم ستر الخفاء وآثرهم الله كما آثروه لهذا فهم الأخفياء الأبرياء الأمناء في العالم
الهوامش :
[1] – د . أبو العلا عفيفي – الملامتية والصوفية وأهل الفتوة – ص 89 .
[2] – د . أبو العلا عفيفي – الملامتية والصوفية وأهل الفتوة – ص 90 .
[3] – د . أبو العلا عفيفي – الملامتية والصوفية وأهل الفتوة – ص 86 – 87 .
[4] – الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج 3 ص 34 – 35 ( بتصرف ) .
[5] – د . أبو العلا عفيفي – الملامتية والصوفية وأهل الفتوة – ص 119 .
[6] – د . أبو العلا عفيفي – الملامتية والصوفية وأهل الفتوة – ص 100 .
[7] – الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج1 ص 181 .
[8] – الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – ج1 ص 181 – 182 .
[9] – د . أبو العلا عفيفي – الملامتية والصوفية وأهل الفتوة – ص 90 .
[10] – د . أبو العلا عفيفي – الملامتية والصوفية وأهل الفتوة – ص 103 .
[11] – فيض القدير ج: 5 ص: 50 .
المصدر : موسوعة الكسنزان فيما إصطلح عليها أهل التصوف والعرفان .
لتحميل الموسوعة كاملة:- http://www.kasnazan.com/library.php