حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
زمن المثقف الأخير. - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: زمن المثقف الأخير. (/showthread.php?tid=15398)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12


زمن المثقف الأخير. - مالك - 08-31-2006

اريد ان اسأل:
بماذا تختلف "الثقافه" عن "المعرفه"؟
وجمله من التحيات للمشاركين :97:


زمن المثقف الأخير. - رحمة العاملي - 08-31-2006

اقتباس:  مالك   كتب/كتبت  
اريد ان اسأل:
بماذا تختلف "الثقافه" عن "المعرفه"؟
وجمله من التحيات للمشاركين :97:

سؤال جميل اخ مالك
وكي لا يأتي من يحشد لك النصوص.. ويهلفط وما تفهموش
باختصار شديد جدا
الفرق هو بالدور
كل ثقافة بحاجة الى معرفة وليس العكس
الثقافة ناظرة إلى الداخل والى الذات
والمعرفة نتاج خارجي كسبي يكتسبه المرء من خارج ذاته وداخله من التاريخ من التراث من الاديان من العلوم من الفلسفة بغض النظر عن طبيعة المعارف وتقدمها وصحتها من عدم صحتها اي ما يدخل ضمن النظريات الغير مثبتة
وللتوسع راجع كتاب مالك بن نبي (مشكلة الثقافة )





زمن المثقف الأخير. - مالك - 08-31-2006

اقتباس:الفرق هو بالدور
زميله رحمه مرحبا:
ان سؤالي كان في سياق المطروح في الشريط لا منفصلا عنه.
كنت قرات كتاب( مشكله الثقافه) و الظاهره القرانيه.
ولكن سؤالي تحديدا : اننا اذا قمنا بدراسه او تحليل او الكتابه عن
الثقافه كموضوع وجب علينا تحديد موضوع نقاشنا اولا وفصله عن الدوائر المحيطه به وهذا هو الصعب في الثقافه.
ولما غدا النقاش يميل الى التعميم شعرت انه دخل مع اشياء اخرى
كالمعرفة واصبح التمييز بينهما صعبا في ضوء المكتوب.
ولهذا طرحت السؤال .


زمن المثقف الأخير. - بهجت - 09-01-2006

هذه الثقافات الأحدث الحاوية ليست فقط أرقى من الأقدم بل هي تنسخها كمنتج منتهي الصلاحية
تحية لجميع الزملاء .(f)
أرحب بمداخلة العزيز محارب النور ، فهو منور كالعادة ،و أشكر العزيز فرعون مصر على إعادة مداخلته ، أعتذر عن تأخري في الرد بسبب الحزن الذي خيم على مصر كلها بوفاة ابنها البار و مبعوثها إلى الخلود نجيب محفوظ .. فعذرا .
ما قصدت أن يطول الحوار حول الثقافة إلى هذا الحد ، فتعريف الثقافة هو فقط مدخل للشريط ، و لكن ما طرحه الزملاء لا يمكن عبوره سريعا فبعضه هو في اعتقادي جوهر الأزمة الثقافية التي تمر بها المنطقة و تضعنا في مواجهة العالم كطرف أضعف وجاهل -مرتهن لقبوره و عمائمه- في أول حرب عالمية ثقافية .
عودة لمتابعة فكرة النسبوية الثقافية ، وليد في مداخلته الغنية التي تثير عددا من القضايا الهامة و الأفكار الأصيلة يرفض القبول بالنتائج السلبية لنظرية الأطر الثقافية و التي تعني القبول بكل الثقافات على قدم المساواة ،وهو يرى أن هناك أداة للمقايسة بالفعل وهي ما أطلق عليه المشترك الإنساني .
اقتباس:على العكس مما قد نعتقد - يوجد الكثير المشترك بين بني الإنسان - و على العكس مما قد نعتقد بأن هذا المشترك غير ذا أهمية نسبة للتناقضات الهائلة بين الأيديولوجيات و العقائد و الميتافيزيقيات - لكن هذا المشترك الذي قد نقلل من شأنه - يحمل في طياته صفات قاهرة للتفكير الإنساني بوصفه يعمل على أساس الفكر و قواعده Infrastructure. من الإنسان البدائي و حتى علماء الذرة.
إنني أرفض أيضا توظيف نظريات ما بعد الحداثة لتبرير القبول بالثقافات كلها على قدم المساواة ، هذه الأفكار تجد مفاتيحها في الثقافات الغربية وليدة مرحلة التنوير التأسيسية أو عنق الزجاجة كما عبر وليد بعمق ، و لكن هذه النظريات ستكون مجرد هذيان عندما تبرر ثقافة الزرقاوي في الذبح الأصولي وتضعها على قدم المساواة مع الثقافة الهيومانية ( الإنسانوية ) ، إنني لا أملك الكثير لأقوله حول طرح وليد و الذي أراه أداة جيدة لرفض النسبوية الثقافية المطلقة ، و أتمنى لو توفر له الوقت لمزيد من الإيضاح ، هناك مقترب آخر أراه صحيحا للتفاضل بين الثقافات المتتالية تاريخيا ،سوف أعرضه الآن بشكل مبدئي و سأرحب بأي نقد جاد له . هذا المقترب يمكن أن نطلق عليه نظرية الدوائر الحاوية و ليس الجزر المنعزلة ، هذه الدوائر الثقافية بعضها داخل بعض ، بحيث تحتوي الثقافات الأحدث الثقافات الأقدم المتوالدة عنها ، هذه الثقافات الأحدث الحاوية ليست فقط أرقى من الأقدم بل هي تنسخها كمنتج منتهي الصلاحية ، هذا شيء أشبه بالمنطق الهيحلي القضية و نقيضها و نقيض النقيض ، علينا أن نرى المثقف نفسه جزءا من القضية ، فالأمر كله يتوقف على مكانه ، في أي دائرة يقف ليرى المشهد ، لو أخذنا مثالا نموذج الكون الذي ضربناه سابقا ،سيكون لدينا دوائر ثلاث أو حتى أربع أو خمس دوائر بعضها داخل بعض ، الدائرة الأولى هي النموذج الأسطوري للديانات الشرق أوسطية ( عالم ثابت على قرن ثور ... الخ ) ، و النموذج الثاني هو نموذج أكثر معقولية هو نموذج أرسطو ( الشمس تدور حول الأرض ) يحيطهما معا دائرة نموذج جاليليو و يحيط الجميع دائرة نموذج أينشتين و ربما يحيط الدائرة الأخيرة دائرة نموذج ستيفن هوكينج و هكذا ، الأمر كله يتوقف عليك و أين تكون ، من يوجد داخل دائرة الأساطير الدينية (التوراة و القرآن) أو دائرة أرسطو لن يرى سوى دائرته و بالتالي لن يعرف شيئا عن النماذج الأخرى و سيرفضها كلية كمجرد ثرثرة قارغة ( هل يذكرنا هذا التعبير بالبعض فعلا ) و لكن داخل دائرة جاليلو سترى دائرة النموذج الأسطوري ( الديني ) و دائرة أرسطو و جاليلو أي الدوائر الثلاث معا و بالتالي لن تكون دائرتي الأساطير الدينية و أرسطو مجهولتين لديك و لكنك ستراهما في مكانهما الحقيقي كنماذج تاريخية تكشف كيف كان الناس يفكرون قديما لا أكثر ، نعم هي ثقافات أو أطر مستقلة و لكن فقط لمن يكون داخلها ، الأمر ذاته لمن يقف داخل دائرة أينشتين أو هوكينج ، هذه النظرية تنطبق أيضاعلى مثال جقل حول السحر و الطب التي يراها ثقافات لا متفاضلة ، فالسحر دائرة و الطب دائرة أشمل تحوي السحر ، من يوجد في دائرة السحر لن يعرف أبدا شيئا عن الطب و لكن في دائرة الطب سترى السحر كبدايات بدائية للتداوي و الطبابة ، فالسحر جزء من تاريخ الطب ، في كل تلك الحالات لم تكن هناك قطيعة معرفية سوى من جانب واحد فقط من الأدنى للأعلى و ليس من كل الأطراف ، بالطبع ستكون النتيجة نفسها و هي استحالة الحوار أو صعوبته البالغة حتى لا نغضب كارل بوبر ، و لكن ليس لأن الطرفين لا يفهمان بعضهما بل لأن (أحد الطرفين ) هو الذي لا يفهم الآخر لقصور منهجي و معرفي في ثقافته هو .
ماذا عن الثقافات الغير متصلة تاريخيا أو (غير متناسلة ) أطرح مقتربا آخرا مستمدا من العقلانية العلمية للتغلب على فكرة الثقافات متساوية القيمة ، أرى أن هناك بالفعل نوع من الحوار يمكن أن يمدنا بحل لتوفير أسس منطقية للتعامل مع الثقافات الغير متجانسة ، ذلك هو الحوار المستمد من مناقشات العلوم الطبيعية ، هذا النوع من المناقشات النقدية التي تحاول اختبار الثقافة أو المبادئ محور النقاش عن طريق ما إذا كانت منتجاتها أو عواقبها consequences أو أثارها المنطقية مقبولة أو غير مرغوبة ،وهذا يجعلنا قادرين على تمييز ثقافة ما كونها خاطئة أم صائبة . فالحوار المجدي هو الذي يتبع منهجا نقديا يقوم على المقارنة بين منتجات الثقافات المختلفة و بالطبع يمكن أن نقول الأطر المختلفة ، و يحاول أن يكتشف أي الثقافات أو النظريات لها منتجات أو عواقب نراها أفضل لنا ، هذا المنهج سيكون منهجا محايدا يعلو فوق الأطر الثقافية المختلفة لأنه سيراها جميعا تقبل الخطأ و الصواب ، فهو منهج على وعي حقيقي بإمكان السلبيات الكامنة في كافة الثقافات و الأطر ، و يسعى أن يستبدل بكافة الأطر الثقافية التي نناقشها أطرا أفضل ، أما المناقشات الفاسدة أو الخاطئة فهي تلك التي تبدأ من السؤال التقليدي وهو كيف يمكن أن نبرر أو نؤسس أطروحاتنا أو نسوق نظرياتنا و منتجاتنا الثقافية ، فهذا المقترب يؤدي آليا إلى الدوجمائية أو الارتداد اللانهائي إلى التعريفات الأساسية المختلف حولها ، هذه الدوجمائية سوف تقودنا مرة أخرى إلى مبدأ النسبوية المنادي بحتمية الأطر العقلية الخاضعة للامقايسة ، تلك الظاهرة التي تتراكم و تؤدي إلى صدام الحضارات .
لا أريد أن أخدع أحدا بهذا الحل ، لأن هناك على الطريق عقبة نظرية لا يستهان بها فهناك من سيرى أن هذا المنهج النقدي الصائب الذي نجح في العلوم الطبيعة لن يصلح في مجال بشري مغاير فهو لن يتيح لنا التحرر أبدا من سجن الإطار الثقافي ، ذلك أن حكمنا على المنتجات الثقافية و العواقب بأنها الأفضل سيكون فقط من وجهة نظرنا نحن ، و لن يراها كذلك من ينتمي لإطار ثقافي مخالف الذي يمكن أن يرى تلك العواقب نفسها من رؤية مختلفة و أنها سلبية !.، أي أن تلك الرؤية للعواقب ستكون جزءا أو امتدادا لثقافتنا نحن ، وهذا يعني أنه سيكون لدينا نموذج جديد للتبرير الذاتي و ليس منهجا نقديا يعلو على الأطر الثقافية كما توخينا في البداية .
إن الالتزام بهذا المنهج الذي نفترضه وهو ( النقاش النقدي ) هو مهمة عسيرة جدا و رغم أنها ليست حلا جذريا لمشكلة الإطار الثقافي لكنها جديرة بالمحاولة ، بل و يمكن أن تقدم لنا خطوة جيدة في اتجاه الحل ، لأنه لو حاولنا أن نحدد لنا أهدافا خارج الثقافات المختلفة نتشارك فيها مع الآخرين مثل جعل العالم أكثر أمنا أو أن نحصل على فهم أفضل للعالم الذي نتشارك فيه ، كذلك لو سعينا للاتفاق مع الآخرين حول وضع قواعد منهجية و مقاييس جديدة للتفسير ، يمكننا أن نكون على عتبة جديدة للسلام بيننا و بين أنفسنا و مع العالم أيضا .
بالطبع يمكننا ألا نفعل أي شيء من ذلك كله و أن نظل على التصاقنا بكل القيم و الأهداف و الأفكار التي نجترها داخل الإطار الثقافي الديني الذي نفكر و نعيش فيه ،و بهذا لن نتعلم شيئا من أخطائنا ولا من الآخرين ولن نستكشف أفاقا جديدة ، و سيضيق علينا هذا الإطار باستمرار و سيتحول إلى سجن يزداد انغلاقه علينا حتى نختنق و نتعفن داخله .



زمن المثقف الأخير. - بهجت - 09-01-2006

المثقف هو الإنسان الملتزم الذي يقع خارج أبنية السلطة في المجتمع و يعبر عن رأيه بإسم مبادئ أخلاقية و قيم ثقافية عليا \" راسل جاكوبي .
أرى أنه من الضرورة التوقف قليلا عن مناقشة الثقافة كي نضع تعريفا للمثقف ، هذا التعريف نفسه ربما يوضح الكثير مما يلتبس و يتيح لنا مناقشة التعريفات التي قدمها الأصدقاء للمثقف .فقط أريد ان أذكر الزملاء أن هدفي من هذا الشريط و غيره ليس الوصول إلى اتفاق فهذا سيكون فشل تام للشريط و لكن الهدف هو طرح أفكارنا بأكبر قدر من الدقة و الموضوعية كي نكون أقرب ما يمكن من الحقيقة التي أعتقد انها موجودة في مكان ما بيننا ، و أنها ليست بحوزة أحدا بذاته ولا استثني نفسي .
تعريف المثقف intellecatual .
هناك عدد كبير من التعريفات للمثقف و هي أيضا تعكس مدارس و مقتربات مختلفة ،و لكن يمكن تمييز ثلاث مجموعات من التعريفات أراها الأكثر شيوعا ، هذا يفتح الباب على مصراعيه لتعريفات مختلفة جذريا يطرحها من يشاء من الزملاء ، التعريف الأول هو أكثرها مباشرة و يعرف المثقف كونه الإنسان الذي يبدى تكريسا للأفكار و الكتب و الحياة العقلية ،و ثانيا التعريف الماركسي للمثقفين كطبقة وظيفية مميزة تتكون من المدرسين و المحاضرين و المحامين و الصحفيين و ما أشبه من أصحاب الياقات البيضاء كما وصفهم الماركسيون أيضا ، أما التعريف الثالث للمثقفين يراهم أولئك الذين يحوزون تجاربا مميزة في الفنون و الآداب و الثقافة عموما تتيح لهم سلطة ثقافية معنوية تمكنهم من مخاطبة الجموع حول القضايا العامة . و لكنني أفضل تعريف خاص للمثقف كما أراه وهو تعريف قرأته للدكتور راسل جاكوبي أورده في كتابه الهام ( The End Of Utopia ) و هذا التعريف مع بعض التعديل يرى أن ( المثقف هو الإنسان الملتزم الذي يقع خارج أبنية السلطة في المجتمع و يعبر عن رأيه بإسم مبادئ أخلاقية و قيم ثقافية عليا) انتهى الاقتباس ، هذا التعبير الثقافي يجب أن يكون حرا دون اعتبار للحقائق السوقية و القوى الرسمية و الشعبية ، و يرتبط مصير الأحلام العظمى بمصير المثقفين ،فإذا كانت المبادئ السامية قد وجدت مأوى فهي بين المفكرين الأحرار ، لذلك يجب أن يظل المثقف كما أراه على درجة عالية من الولاء للأفكار العالمية عن الحقيقة و العدالة وعدم الاقتصار على الولاء لطبقة أو شريحة محددة ، إن أدوات المثقف الحقيقي هي العقل و التسامح والإنسانية و ليس الإنتماء لعقيدة أو قومية بالتحديد .
هناك مفهوم مشتق من المثقفين هو مفهوم الثقافوية Intellectualism عامة .
همناك مصطلح آخر مرتبط بالمثقفين هو مصطلح الإنتلجتسيا Intelligentsia أو طبقة المثقفين [/COLOR]
هذا التعبير له وقع خاص في أذن أبناء جيلي الذين تفتحت مداركهم العقلية على المصطلحات الماركسية حيث كانت هي الثقافة المهيمنة ، مهيمنة إلى الحد أن باقي الثقافات كانت تعبر عن نفسها بنفس المصطلحات الماركسية كما يعبر القوميون اليوم عن أفكارهم بمصطلحات فقهية !، هذا المصطلح مشتق أصلا من الكلمة اللاتينية intelligentia ،ثم انتقل إلى روسيا وبولندا – كانت جزءا من الإمبراطورية الروسية المقدسة وقتها – ليستخدم بتوسع و يعني طبقة إجتماعية من الناس القائمين بالأعمال العقلية المركية و العمالة الخلاقة الموجهة لنشر و تطوير الثقافة ، و تشمل أيضا المثقفين و الجماعات الإجتماعية القريبة منها مثل المدرسين و الفنانين ، هذه الكلمة منقولة من اللغة الروسية أو البولندية حيث شاع استخدام هذا المصطلح مبكرا ،رغم انه بالأساس منقول مباشرة عن الكلمة الفرنسية intelligence ، و لكن هذا المصطلح أصبح له معنى ضيق بناء على تعريفات خاصة وضعها المثقفون الروس أنفسهم ، إن فكرة تفرد طبقة مميزة للمثقفين هي قكرة قديمة تعود إلى أيام جمهورية أفلاطون و الملوك الفلاسفة ، و الرهبان في أوروبا العصور الوسيطة الذين ينظر إليهم الآن كونهم حراسا للتاريخ و الثقافة أكثر من كونهم حماة للمسيحية .
أضع هذا الجهد بين يديكم للمناقشة ، فقط سيكون لي عودة لبعض التعليقات على المداخلات السابقة .



زمن المثقف الأخير. - بهجت - 09-01-2006

إنك لو كتبت قصائدا تمدح بها الملك فسوف تكافئ ،ولكن لو كتبت قصائدا من أجل تحرير الناس فسوف تسحق . فولتير

الأخ المحترم .رحمة العاملي : (f)
اقتباس:( فاذا لم يكن المثقف على علاقة بالسياسة والمجتمع فهوم اما جاهل او متغافل.) .
لا أوافقك نهائيا ، فالثقافة هي الأصل ثم تأتي السياسة لاحقا أو لا تأتي، أرى أنه لابد أن نتفق على تعريف ودور المثقف لأننا ربما كنا مختلفين في هذه النقطة المفصلية ، أريد أن أفرق بداية بين المثقف المنتج للأفكار و السياسي المستهلك لها ، فالأول لا ينتمي بالأساس لمجتمعه بل للإنسانية و الثاني محلي ، وعندما يلعب المثقف دورا سياسيا فهو يقوم بدور في نسق مجتمعي وظيفي آخر بصفته مواطن مثل غيره من المواطنين ، المثقف كما أراه و كما أوضحته في التعريف الذي عرضته للمثقف : " هو الإنسان الملتزم الذي يقع خارج أبنية السلطة في المجتمع و يعبر عن رأيه باسم مبادئ أخلاقية و قيم ثقافية عليا ، دون اعتبار للحقائق السوقية و القوى الرسمية و الشعبية ..... يجب أن يظل المفكر على درجة عالية من الولاء للأفكار العالمية عن الحقيقة و العدالة .... ليس الإنتماء لعقيدة أو قومية بالتحديد" .
فعندما يشارك المثقف مثلا في نقاش سياسي أو يذهب للإنتخابات الدستورية ، لا يفعل ذلك خلال ثقافته بل خلال موقفه السياسي الذي لا يختلف كثيرا عن غيره من طبقته الإجتماعية ،.
اقتباس:فاما انك تسعى للبروز الذي قد يضفي عليك أحسن الأوصاف الفكرية سواء فهم المجتمع خطابك ام لم يفهمه
أفهم أنك تتحدث عن نموذج المثقف الذي شرحته و ليس بهجت الذي لا يدعي بداية أنه مثقفا بالمعنى الحقيقي . حسنا علينا أن نعرف ان الثقافة العالمية الجديرة بهذه الصفة لا تخاطب العامة حتى في أرقى المجتمعات المتقدمة ،و لكنها تخاطب النخب - التي أشار اليها فرعون مصر–
اقتباس:الدائرة الثالثة هى دائرة النخبة والصفوة التى حملت مشعل الحضارة على مر العصور وكانت أفكارها وثقافتها هى محرك هذة الحضارات هذة النخب التى تستوعب الافكار والثقافة العالمية ليست منفصلة عن واقعها ولكنها لا تستطيع الاتصال بالثقافة الشعبية مباشرا.
بل هذه الثقافة لا تخاطب تلك النخب جميعها سوى بمنتجاتها النهائية كالديمقراطية و الحرية و أنماط الحياة المتحضرة و أساليب التفكير و مناهج العمل و البحث ... الخ ، فقط هناك أعلى مستويات النخب التي تكون مهيأة للتعامل مع الثقافة مباشرة ، إن الثقافة المعاصرة أصبحت شديدة التطور إلى الحد أن توقف الأفراد عن انتاج الثقافة و الأفكار لأنها أصبحت منتجات جماعية مؤسساتية .فالمثقف الحقيقي المستقل نادر للغاية و لكنه هو وحده أداة الحقيقة و العدل و الجمال .
اقتباس:وحتى تصدق ما عليك الا ان تذهب الى اي عينة من مجتمعك وقل لهم اننا قررنا كمثقفين متنورين ان نستبدل لكم منتج (الصلوات الخمسة) ب منتج اكثر رقيا وهو (رقصات مختارة من بحيرة البجع )وبدل القرآن والانجيل اخترنا لكم كتاب الجريمة والعقاب لدوستويفسكي
...:lol::lol::lol:
جزاك الله خيرا .. كل خشيتي أن يعتقد من يشاهدني الآن أقرأ عبارتك مقهقها أني فقدت عقلي .:asmurf:
أنت بالقطع تتسرع في الرد دون قراءة ، لقد شرحت مرات أن الثقافات الشعبية لا علاقة لها بالثقافة كمنتجات عقلية و وجدانية ، تلك ليست بدائل بل معاني مختلفة تماما و لكنها تشترك في الكلمة المعبرة عنها للأسف ،وكي نكون واضحين سأقول لك أن بديل الثقافة الإنسانوية ( الهيومانية ) هو مثلا ( الثقافة الإسلامية ) أو ( الثقافة الكونفوشيوسية ) ، فيمكن للمثقف (الهيوماني العالمي) مثلا أن يمارس الصلاة و يتزوج وفقا للشريعة الإسلامية و يرتدي الجلباب عندما يزور أباه العمدة في شرمساح و أن يحجب إمراته في شوارع القاهرة منعا للإزعاج ،و لكنه يتبنى الأفكار الأساسية للمثقف العالمي ، حول حرية العقيدة و حرية التفكير و التعبير و السلام العالمي و التطور و المحافظة على البيئة و العلمانية و تقدير الفنون الراقية و الإلمام المناسب بالعلوم الطبيعية و ...... ، بينما المنتمي للثقافة الإسلامية ربما يعيش في فرنسا كفرنسي من حيث الملبس و المأكل و أساليب المعيشة بل و حتى اللغة ، و لكن سيكون لديه منهج و منتجات مختلفة تماما ، فهو يخضع لسلطة النص المقدس من قرآن و سنة ،وهو يرفض المساواة بين الأديان ، و يرى أن واجبه محاربة الشرك و أن الجهاد و الشهادة ( القتال و الموت ) هي أنبل الغايات و هو لا يؤمن بالتطور بل بنظرية الخلق الخاص و يرفض تحديد النسل و ... الخ ، أتمنى أن تكون هذه الفكرة واضحة .
واسلم لكل خير.
.....................................................
الأخ المحترم خالد .(f)
أشكرك على تعليقك حول الثقافة الإسلامية ، و يمكن لمن شاء ان يضعها في مقابل الثقافة العالمية . رغم هذا لا أوافقك على كثير مما جاء في شرحك لآلية تكوين الثقافة و أن هناك مثلا ما يطلق عليه ثقافة شيوعية ، فالشيوعية و الإشتراكية و الليبرالية كلها منتجات ثقافية للحداثة .أيضا العلمانية Secularism ليست أيديولوجيا بل هي " رفض الصيغ والممارسات الدينية و المقدسة عند التعاطي مع السياسة أو الفكر ، وذلك لصالح الأسلوب العقلاني في التفكير من أجل إطلاق الملكات المبدعة الخلاقة للإنسان ، و لكي يمارس وجوده متحررا من الخوف و العبودية . و أن تساس الدولة بالعقل بدلا من التقاليد و الشعارات ( الدوجمائية )" ، و هكذا يمكن أن نقول أن الثقافات الغربية كلها علمانية دون أن تكون هناك ثقافة علمانية خاصة.

حين نسمي الثقافة الغربية بالثقافة الانسانية، والحضارة الغربية بالحضارة الانسانية، نسقط ضمنا وضرورة الصفة الانسانية غن باقي الثقافات والحضارات، وكأن من صنعها هو فصيلة من النعام أو الدجاج أو القرود على أحسن تقدير
أعتقد أن هناك التباس ما .. الصفة هي إنسانوية ( هيومانية ) وهي غير صفة إنسانية ، فالانسانوية أو الهيومانية Humanism فلسفيا هو الموقف attitude ( هي دون أن تكون مذهبا فلسفيا ) الذي يؤكد على كرامة و أهمية الفرد و يجعله محورا للكون و لكن ( لا توجد نظرية منهجية تحمل هذا الاسم بل مجرد موقف من الحياة ، فكل ثقافة ترى أن الإنسان هو محور الكون أو أنه المصدر الأساسي للقيم يمكن أن تسمى هيومانية ، و الفكرة الأساسية في هذا الموقف هو أن البشر كائنات عاقلة و يمتلكون داخل أنفسهم القدرة على الصدق و الخير . و هذا المصطلح يستخدم بالأساس لوصف الحضارة الإغريقية الرومانية ( الحضارة الهيلينية ) ، كما يمكن أن نصف بها الثقافة الإنسانية المعاصرة في الغرب باستثناء الأصولية المسيحية .
لقد بدأت الحركة الهيومانية الحديثة في إيطاليا في نهاية العصور الوسيطة على يد كتاب إيطاليا الكبار دانتي اليجيري و بوكاشيو و فرانسيسكو بترارك ، ومع سقوط القسطنطينية عام 1453 وانتقال الكثيرين من البيزنطيين إلى إيطاليا تدفقت دماء جديدة في هذه الحركة ، كما ساهم اختراع الطباعة في المزيد من نشر الكلاسيكيات الهيلينية ،و بالتالي تنمية الحركة الهيومانية.
إن العلاقة بين الهيومانية و الأديان هي علاقة مركبة ،و لكن يمكن بشكل عام القول أن الهيومانية تتعارض مع الأديان السامية فالهيومانية تؤمن بكمال الإنسان و هذا يتعارض مع مبدأ الذنب الأولي المسيحي و فكرة الإسلام عن البشر الخطائين واردي النار كلهم ! ، و في هذا المجال فالهيومانية ترتبط مع الفردية individualism التي ترى أن الهدف الأسمى للإنسان أن يحقق ذاته ، مع الاعتقاد بإمكانية التقدم الاجتماعي .
و اسلم لمودة صافية .



زمن المثقف الأخير. - Waleed - 09-02-2006

نسبية الثقافة

يحدث أحيانا أن نتمسك بأفكار و نصل في تسلسلها لنتائج تخالف الواقع - حينئذ - يجب أن نستقرئ الواقع.

الزميل المحترم / بهجت ,,
الزملاء الأفاضل ،،

وجب أولا أن نحدد أن ما نقصده بالثقافات هو مصطلح Cultures بما يحتويه من مختلف منظوماته و بنياته الفكرية معرفية أو أخلاقية و قانونية و إجتماعية شاملا كذلك منتجاته الفنية و المعمارية .. إلخ في إطار يحتوي كافة تلك المنظومات المتجانسة بالضرورة - لكي يسمى إطار ثقافي.

في قلب أي إطار ثقافي يتمركز مجموع (أو كم) المعارف الخاصة بهذا الإطار الثقافي و المصدر الشرعي لهذه المعارف (الكيف).
أي إجمالي ما يعلمه المنتمون لهذا الإطار عن أنفسهم و العالم من حولهم بظواهره الطبيعية و قوانينه و تفسيراته (كم المعارف و المعلومات) - ثم المصدر الذي يستقي منه هؤلاء تلك المعارف (الكيف).

غني عن الذكر إرتباط معارف البشر بمصالحهم المباشرة مدفوعة بغريزة أساسية هي حب البقاء. و غني عن الذكر إرتباط تلك المعارف المباشر بالعالم الخارجي من حيث تداخلها المباشر مع الإنسان و مصالحه.

الأصل دائما - كان و لازال - في المعارف المستقاة مباشرة من العالم الخارجي - بالحواس أولا - ثم التجربة المباشرة - لكي تنتقل تلك المعلومات - بواسطة اللغة ثم التدوين لكي تكون الخلفية المعرفية لذلك الإطار الثقافي.
كانت و لازالت تلك المعلومات المباشرة من العالم - و بواسطة الحواس البشرية (و إمتداداتها الصناعية) هي ما يمثل القواعد الأساسية Infrastructure لكامل صرح المعلومات لأي إطار ثقافي.
و هي معرفة تتميز بأنها مكشوفة دائما للتجربة Exposed (للنقض أو التأييد) و بواسطة الكل.و هي لا تنقض إلا من ذاتها و بنفس وسائلها (الحواس و إمتدادها و التجريب) - و لا توجد سلطة أخرى لنقضها. و لو وجدت فجهودها مآلها الفشل و على مر التاريخ يمكننا مراجعة تجارب أي سلطة روحية في محاولات نقض معرفة من هذا القبيل و لو حتى بالقتل و الدم.

شاب دائما و على مر العصور نوع آخر من مصادر المعرفة - و هو المصدر الميتافيزيقي - و الذي ارتبط دائما و أخذ دوره فقط - بتفسير ما صعب أو إستحال تفسيره من الظواهر الطبيعية و هذا نسبة لإمكانات إطار ثقافي ما في عصر ما. و تباعا أيضا محاولات التأثير على تلك الظواهر أو تحاشيها.
لم يقتصر الدور الميتافيزيقي على ذلك - بل تداخل أيضا في المنظومة الأخلاقية و القانونية للمجتمع صاحب هذا الإطار الثقافي - مدعوما أساسا بدوره المرتبط بالطبيعة و ظواهرها و الخوف منها و الطمع فيها - لكي يتحول لسلطة إجتماعية دافعة و منظمة و يمثله طبقة شرعية من الحكام و الكهنوت.

لكن و على قدر سلطة ذلك المصدر الميتافيزيقي - لم يكن أبدا بمقدوره نقض أي معرفة أو معلومة و لو صغر قدرها - من المعارف الأولية ذات المصدر الخارجي و بوسائلها الطبيعية (الحواس و إمتدادها و التجريب).
بل العكس هو الصحيح على طول الخط - فلو حدث أن علم الإنسان بطريقة مباشرة أو بواسطة معلومة منقولة مشمولة بإمكانية التجريب للجميع - ما يتعارض مع معلومة مصدرها السلطة الميتافيزيقية - النتيجة كانت دائما نسخ المعلومة الميتافيزيقية نهائيا و تعديل النسق الميتافيزيقي لصالح المعرفة المباشرة.
ففي الأصل كانت المرونة - عملية حيوية تهدف لصالح المجتمع.
و هذا التعديل المرن لم يقتصر على المنظومة المعرفية - بل شمل أيضا تعديل المنظومة الأخلاقية القانونية - بما قد يتناسب مع الظروف المستجدة للمجتمع.
و يمكن لدارس حضارة مجتمع ذو تاريخ طويل مثل الحضارة الفرعونية - أن يلاحظ هذا التعديل المرن على مر الزمن.
بل و في حالات أخرى - ستلاحظها في مدد زمنية شديدة القصر - مثل زمن تكون الدين الإسلامي.

لم و لن توجد إذا أطر ثقافية منعزلة - تمثل جزرا لا تتلاقى. ليس لكون هذا الطرح ذو نتائج مدمرة - بل لكونه يمثل إستحالة و تناقضا مع الطبيعة البشرية من أصله.

فمن الإستحالة بمكان أن يظل شخص ما - و إن أراد ذلك - على الإعتقاد بأن الأرض مسطحة - بعد أن درس و رأى بأم عينه الأرض من مراكب الفضاء - أو أن يظل أتباع إطار ثقافي ما يعتقدون بأن حيوانات تحمل الأرض .. إلخ.
إن مجرد رؤية الأرض في هذه الحالة هو وضع مدمر تماما لمعلوم أساسي في إطار ثقافة ما.
كيف يمكن تطبيق نظرية النسبية الثقافية على تلك الحالات؟؟ و هل تباعا يجب تطبيقها على المفصومين و مرضى العقل؟

التغيير في المنظومة المعرفية أو الأخلاقية لإطار ثقافي ما بما يناسب معطيات مستجدة هو وضع طبيعي جدا و إلا و صلنا لحالة تناقض عقلاني صارخ - يستحيل أن يعيش الإنسان في ظله.

و من إطار ثقافي لآخر - سيختلف الأمر و سهولة التغيير على مستوى منظوماته - متوقفا على العديد من العوامل - مثل مدى تغلغل الجانب الميتافيزيقي في المنظومة المعرفية و القانونية - و مدى مرونة أي من تلك المنظومات للتغيير أو تيبسها (حال وجود نصوص مقدسة مثلا و مدى شموليتها).

و ما حدث أنه و في بعض الأطر الثقافية - تم إعتماد سلطة ميتافيزيقية ثابتة النص و الذي ينسب كمصدر واحد مقدس لكل منظومات تلك الأطر - لا يمكن تغييره أو نقضه من ناحية و تركه للأخرى - أي لا يمكن إسقاطه مثلا كمصدر للمعلومات الطبيعية - و إعتماده كمصدر للقوانين الأخلاقية - أو حتى لمجرد الإشباع الروحي - حيث أن نقض أي جزء فيه و لو على صغره - سيعود على ذات المصدر بالنقض التام.

هذه الأطر المتيبسة - و مع تراكم التناقضات - أصيبت بحالة من الفصام الحاد - لكن حتى للمنتمي لها - لن يمكن تطبيق نسبية الثقافة أبدا - فلا هو سيستطيع تصديق تفسيرات كتبه المقدسة أمام رؤية عينه و لا هو سيستطيع منع المعلومات من التدفق على عقله المسكين.
الجزيرة المنعزلة هنا هي مجرد حالة من الفصام العقلي - أو رفض تام لواقع قاهر - و من طرف واحد فقط - مثل النعام يدفن رؤوسه في الرمال - فهل تختفي الوحوش من حوله حقيقة؟؟
و هل من يتبنى نظرية نسبية الثقافات يؤمن بإمكانية تسطح الأرض أو تكورها - أم بإمكانية أن تحمل الحيوانات الأرض؟؟

الزميل العزيز بهجت - أرجو ألا أكون قد تداخلت في غير الهدف الأساسي لهذا الشريط الممتع - و لي عودة للتعليق على مدخل الدوائر الثقافية.

تقبل كامل إحترامي ,,




زمن المثقف الأخير. - مالك - 09-02-2006

اقتباس:ما قصدت أن يطول الحوار حول الثقافة إلى هذا الحد ، فتعريف الثقافة هو فقط مدخل للشريط ، و لكن ما طرحه الزملاء لا يمكن عبوره سريعا فبعضه هو في اعتقادي جوهر الأزمة الثقافية التي تمر بها المنطقة و تضعنا في مواجهة العالم كطرف أضعف وجاهل -مرتهن لقبوره و عمائمه- في أول حرب عالمية ثقافية .

ارجوا من الزميل بهجت ان نتوقف قليلا هنا ليتسنى لنا فهم اعمق ونقاش اكثر اثراءا


زمن المثقف الأخير. - رحمة العاملي - 09-02-2006

اقتباس
وحتى تصدق ما عليك الا ان تذهب الى اي عينة من مجتمعك وقل لهم اننا قررنا كمثقفين متنورين ان نستبدل لكم منتج (الصلوات الخمسة) ب منتج اكثر رقيا وهو (رقصات مختارة من بحيرة البجع )وبدل القرآن والانجيل اخترنا لكم كتاب الجريمة والعقاب لدوستويفسكي

...
جزاك الله خيرا .. كل خشيتي أن يعتقد من يشاهدني الآن أقرأ عبارتك مقهقها أني فقدت عقلي .
أنت بالقطع تتسرع في الرد دون قراءة ، لقد شرحت مرات أن الثقافات الشعبية لا علاقة لها بالثقافة كمنتجات عقلية و وجدانية ، تلك ليست بدائل بل معاني مختلفة تماما و لكنها تشترك في الكلمة المعبرة عنها للأسف ،وكي نكون واضحين سأقول لك أن بديل الثقافة الإنسانوية ( الهيومانية ) هو مثلا ( الثقافة الإسلامية ) أو ( الثقافة الكونفوشيوسية ) ، فيمكن للمثقف (الهيوماني العالمي) مثلا أن يمارس الصلاة و يتزوج وفقا للشريعة الإسلامية و يرتدي الجلباب عندما يزور أباه العمدة في شرمساح و أن يحجب إمراته في شوارع القاهرة منعا للإزعاج ،و لكنه يتبنى الأفكار الأساسية للمثقف العالمي ، حول حرية العقيدة و حرية التفكير و التعبير و السلام العالمي و التطور و المحافظة على البيئة و العلمانية و تقدير الفنون الراقية و الإلمام المناسب بالعلوم الطبيعية و ...... ، بينما المنتمي للثقافة الإسلامية ربما يعيش في فرنسا كفرنسي من حيث الملبس و المأكل و أساليب المعيشة بل و حتى اللغة ، و لكن سيكون لديه منهج و منتجات مختلفة تماما ، فهو يخضع لسلطة النص المقدس من قرآن و سنة ،وهو يرفض المساواة بين الأديان ، و يرى أن واجبه محاربة الشرك و أن الجهاد و الشهادة ( القتال و الموت ) هي أنبل الغايات و هو لا يؤمن بالتطور بل بنظرية الخلق الخاص و يرفض تحديد النسل و ... الخ ، أتمنى أن تكون هذه الفكرة واضحة .
واسلم لكل خير.
..................................................

بهجت (f)

طبيعة تعقيبي غير متأتية من تسرع بالقراءة وان اخذت شكل التهكم

بل هي بناء على شكل قراءتك الخاصة وخلطك بين منتجات الحداثة ومنتجات الثقافة وبين ما هو معرفي وما هو ثقافي واصرارك على تحقيب صورة الانسان المؤمن وحصره بنموذج (يا خيل الله اركبي )
فضلا عن خلطك المقصود ايضا بين ما هو تقاليد شعبية وبين ما هو عقائد دينية
هذا خداع وتلفيق مشوه متعمد غير بريء لان الثقافة شيء والايدويلوجيا شيء آخر يا عزيزي
فلا تطنن انك تخاطب فقط جلساء صالونك المختارين وتمارس عليهم صياغة الثنائيات وانتاج المفارقات بطرق شتى تكسيها باقنعة لفظية لا تفضي الا الى غموض في مدلولاتها
لانك تصنف الناس على اساس رؤيتك الخاصة لا على اساس ما هم عليه واقعا من اختلاف وتباين واتفاق وتطابق وتتعامل مع الموروث الثقافي تبعا لاتجاهاتك
وهذا نفس ما يقوم به السلفيين الاسلاميين او المسيحيين من محاولة ترسيخ الجزمية واليقين على اساس نتائج ومواقف محددة سلفا
وبالتالي لم نعد نجد فرقا بين رؤيتكم كمحترفي نقد متفلت غير موضوعي وبين مراهقي امارات الجماعات الاسلامية وزغاليلهم




زمن المثقف الأخير. - بهجت - 09-03-2006

كيف نفرق بين راهب بوذي و بين فولتير ، أعتقد ان احدهما عليه ان يتخلى عن هذا المصطلح للآخر.
الأخوة الأعزاء .
بعض التعليقات حول مفهوم المثقف .
هذه بعض التعليقات حول مساهمات الزملاء مع حفظ كل عبارات الإحترام .
1- زياد .
اقتباس:(المثقف هو تعبير طبقي توصف به طبقة من المنعزلين عن المجتمع و غالبا ما ينظر لمجتمعه "غير المثقف" نظرة فوقية) .
هناك بالفعل ( ثقافة معادية للمثقف) و تتعامل معه بشكل عدائي أو هزلي ،و لكن هذه المواقف تكون انطباعية عادة ، فالإنسان العادي يشعر داخله بتفوق الصفات العقلية و الروحية للمثقف ، هذا لا يمنعنا من توجيه النقد للثقافة المخادعة أو الخداع الذي تمارسه أحيانا الثقافة الجادة كمنتج ثانوي لا يمكن تلافيه أحيانا .
2- مالك .
اقتباس:( ارى ان من المجدي التفرقه بين
نوعين من المثقفين:
-المثقف بوصفه اكثر علما واللماما بعناصر ثقافته هو الثقافه التي
ينتمي اليها سواء كان الالمام بطريقه علميه تاصيليه او طريق التجربه
واكتساب الخبرات-
-المثقف بوصفه باحثا عن معنى, معنى الوجود , معنى اللغه ,معنى القيم,معنى الجمال ,معنى ان تسقط التفاحه باتجاه الارض ولا تطير باتجاه
اخر-كما حصل مع نيوتن-.
هنا ينبغي التاكيد على ان النوع الثاني من المثقفين غالبا ما يخرج
من اطار ثقافته الام -الثقافه الشعبيه-ويصتدم بثقافتات اخرى في  
رحلة البحث عن معنى-00 كما يحصل مع المثقفين العرب بوجه عام
اليوم فهو اما يمارس عميله بحث وتثاقف في الثقافه الغربيهاو ينكص الى قرون خلت الى الثقافه
الاسلاميه الكلاسكيه.-) .
أرى أن التعريف الذي قدمته أنت للمثقف أوسع و أكثر شمولا من التعريف الذي قدمته _ بهجت - سابقا ، إننا لن نختلف حول المثقف المشتبك بالثقافة المعاصرة ،و لكننا نختلف حول المثقف المحلي ،لا يوجد مثقف في الثقافة الإسلامية بالمعنى الشائع الذي نفهمه من كلمة مثقف و لكن يوجد لدينا الفقيه أو العالم الديني الخبير بالنص الديني و مفاتيحه و رموزه و معانيه ، لن يوجد المثقف المستقل الذي يفكر (في النص) بمنهج مخالف و لكن يوجد الفقيه الذي يفكر ( بالنص) في كل شيء آخر ، هناك سلم من المعرفة الدينية ، فليس كل دارس للدين فقيه ، سيكون هناك المريد و الدارس و المجتهد و العالم و الفقيه و حجة الإسلام و ..... و لكن كلها درجات في المعرفة الدينية و ليست مستويات ثقافية كما أن هناك درجات علمية في الطب و الهندسة و غيرها من العلوم ، أما المثقف كما نفهمه من حضارة العصر فشيء آخر .طبعا هذا مجرد رأي و كل شيء يتوقف على اتساع أو انكماش مفهوم المثقف كما نتفق عليه داخل ثقافة بعينها .
3- ليلين .
اقتباس:( أما المثقف فهو كيان حصل على أكثر بكثير من حقه في مجتمعنا، و يجب علينا هدم تلك الأسطورة التي غدت علكة بعدما ظهر المثقف و حتى الإنتليجنسيا في وضعهما الحقيقي في المجتمع لدينا – أفراد)
.. أنت تعلن يا ليلين موت المثقف و ظهور فارس جديد في الساحة هو الناشط ، الناشط السياسي أو الاجتماعي أو الديني ... الخ ، و لعل هذا الناشط السياسي تحديدا هو ما التبس بالمثقف في مداخلة زميلنا رحمة العاملي ،وهذا المفهوم ( الناشط ) يزيل الإلتباس بالفعل ،و لكن ألا ترى أن الناشط رغم أنه يقوم بدور المثقف كمحرض على الفعل إلا أنه لا ينتج الأفكار بل هو مستهلك لها ، فهل ماتت الثقافة أيضا ؟، مبدئيا أتفق معك حول شحوب دور المثقف الفرد و خروجه من التاريخ ،و لعل هذه الفكرة تحديدا خلف عنوان الشريط عن المثقف الأخير ،و لكن هذا لا يعني أن الثقافة تموت ، هي فقط لم تعد منتجا فرديا و لكنها أصبحت منتجا مؤسساتيا ، لم يعد المثقفون ينتجون الثقافة على مقاهي باريس و لكنها أصبحت عمل أكاديمي احترافي ينتجها بيروقراطيون في المراكز البحثية و الأكاديمية ، لم يعد لدينا مثقفون و لكن هناك عاملون في المجال الثقافي ، فما هو رأيك ؟.الفكرة كما ترى محورية و سأفرد لها مداخلة كاملة و أتمنى أن أسمع منك .
4- وليد :
اقتباس:فالمثقف هو لفظ نسبي و يدل على زيادة نسبة المعرفة عن المتوسط - المثقف هو العارف أو الأكثر معرفة - و الثقافة هي المعرفة.لكن لنكن أكثر تحديدا - فالمعرفة التي نتحدث عنها هي أيضا المعرفة الخاصة بهذا المجتمع على وجه التحديد. أو التي تسير في فلكها - أو على أقل الإيمان لا تتعارض معها.
هذا التعريف يجعل المثقف معنى كمي و ليس كيفي ، و هو بهذا يحرم الإنسانية من أعظم رموزها بوذا و سقراط و أخناتون و يسوع و جاليلو و نيوتن و داروين و كل المفكرين المستقلين الذين جسدوا المعرفة و الحس البشري العام المتجرد من تضاريس المجتمع و هواجسه .إن كل مثقف لابد أن يبدأ من مجتمعه و لكن كيف نفرق بين من يبدأ من مجتمعه و ينتهي به و من ينطلق من مجتمعه إلى أفق انساني يحتضن الوجود كله كشيء واحد ، كيف نفرق بين راهب بوذي و بين فولتير ، أعتقد ان احدهما عليه ان يتخلى عن هذا المصطلح للآخر ،و سأكون سعيدا عندما أصحب الراهب البوذي إلى خارج المصطلح بكل وقار و اقتعه بأن يكتفي بتعبير أكثر شاعرية و أقل تحديدا مثل الحكيم أو العارف ببوذا أو ربما حجة البوذية و أن يترك لفولتير المسكين المجرد من حماية الأرباب الميتافيزيقية هذا التعريف المتواضع ( مثقف ) ..
5- رحمة العاملي :
اقتباس:فالمثقف قد يكون له هدف يسعى لتحقيقه وهذا الهدف يصب في صالح المجتمع ومثقف أخر قد يكون له هدف يسعى لتحقيقه ولكنه لا يصب في صالح المجتمع ، والميزان في ذلك (صحة الهدف من عدمه ) هو مراعاة شخصية المجموع الاجتماعي للمجتمع
.نحن نقف على طرفي نقيض ، إن المفهوم الذي تقدمه هو تعريف الناشط كما عرضه ليلين و ليس المثقف المنتمي للبشرية ككل دون بعض مكوناتها كما يكون المثقف الجدير بهذه التسمية حقا .
6- محارب النور :
اقتباس:المثقف هو ميزان او حافظ التوازن للمجتمع هو الملاك الحارس له ,يقف في الوسط وان صحت كلمة مثقف من التثقيف فهو مشذب بوجع مجتمعة ويعرف مشاكلهم , المثقف برأي ممكن يكون رجل أمي لا يعرف القراة والكتابة ولكن يملك لغة عالية مثل شامان للقرية او ساحر في افريقا او رجل له خبرة في الحياة في اي قرية صغيرة ,المهم هو نتاج مجتمعة ويعرف مشاكلهم وينبة عليها ,من شروط يجب ان يكون له لغة قوية وبارع في الخطابة
. هذا تعريف آخر ربما يناسب كلمة cultured و لكن سيبقى المثقف intellectual كما هو متداول مختلفا .فما هو رأيك ؟.

للجميع كل تقدير و امتنان .