![]() |
فجيعة أخرى - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: فجيعة أخرى (/showthread.php?tid=2755) |
فجيعة أخرى - هاله - 10-21-2008 ... * "الكوليرا" تجتاح "بلاد الرافدين", وأنا متأكد ان للجرثومة "شهادة منشأ" حسب الاصول, وهناك "ورشات محلية" تستقبل الوباء لتوزيعه في بلد ظل نظيفا منذ ان نزل "جلجامش" الى الماء القراح ليستحم, وهذه حكاية, فقد حصل "جلجامش" من السماء على عشبة تُعيد له شبابه كلما شاخ, ولكنه فقد هذه العشبة عندما نزل الى الماء ليستحم: كان وضعها على ضفة الماء, فأكلتها أفعى.. * هذه جرثومة لها "شهادة منشأ". وللأفعى "شهادة منشأ" أيضاً. م. طملية فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-22-2008 كل الشكر لمن مر هنا ، والشكر لمن يضع مقالة أو جزءاً من مؤلفاته ، هذا الصعلوك الوفي ، مخزن الألم والحزن يجترها على شكل سخرية ضاحة باكية ، هذا الذي تنطبق حياته الخاصة تماماً بما يبوح به . في بداية مرض السرطان الذي أصاب فمه ولسانه ، أجمع الأطباء على قطع جزء من لسانة ، فرفض ساخراً وقال كل الحكومات والمخابرات لم يستطيعوا ايقاف هذا اللسان عن عمله وسيبقى رغم أنف السرطان ، ووفى بوعده كعادته فسخر من المرض وسخر من الموت سأتابع وضع مقالات سابقة كتبها حياً ليحيا بها بعد موته الي أن يجيء يوم يعرف فيه الناس كم كانت حجم الخسارة فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-22-2008 هذا مقال كتبه غداة قتل رضيع فلسطيني على ايدي قوات الإحتلال -------------------------------------------------------------------------------- محمد طمليه الطفل والشظيّة (3/3/2008) يحدث أن يسقط فطيم مضرجاً بالحليب... * أراد هذا الطفل الفطيم ان يجاري الكبار, وأن يبلغ سنّ الرشد دفعة واحدة, وأن يحصل على طلقة خاصة, ونزيف خاص: نوع عجيب وغير مألوف من الموت, وعلى الأمهات أن يتفهمن هذا التطور في الاداء: والمقصود هنا ان معدات الطفولة توسعت ولم تعد مجرد "حفائظ", و"رضاعة", وأغنية قبل النوم: نحن أمام نهج جديد من الطفولة, نادر وثوري. * هل أوجعته الشظيّة? * مثل وخزة الابرة لدى تناول مطعوم "شلل الأطفال", أو "الحصبة" في المركز الصحي, ونحن لا نعتبر الشظية تجاوزاً في ايقاع الطفولة الفلسطينية, بدليل أن الطفل أدخلها في جسده بمعرفة العائلة, وصار شهيداً بمعرفة العائلة: الخطوات إذن مشروعة منذ البداية, وكل ما فعله صاحبنا أنه أجرى تعديلاً جوهرياً على مفهوم "الأمومة والطفولة", وهذا التعديل ينص على ان بقاء الطفل في حضن الأم لا يلائم الطفل الفلسطيني. فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-22-2008 محمد طمليه نساء و"بقدونس" (14/2/2008) * »عيد الحب«: بصراحة, هذا عيد أهبل, ومرتبط بشريحة معينة من النساء, فهو لا يشمل »أم العبد«, حتى أنه لا تشمل هذه المخلوقة أعياد أخرى مرتبطة بالمرأة من مثل »عيد الأم« و »يوم المرأة العالمي«: هذه أعياد تخصّ سيّدات من النوع المفتون بالعمل التطوعي والمعاقين و»الأرجيلة« و »المعجنات« والتبرّع لجهات نصّابة. * ونجد في المقابل »تجمعات نسوانية« موازية يكون الجلوس فيها أرضياً على عتبات البيوت, فيدور حديث ساذج وعميق عن الأعراض الجانبية للترمل المبكر, وعن »الكوسا خرِِط« و »حبال الغسيل« و »مسامير اللحم« في قدميّ »أبو العبد«... * نساء راسخات: محض أمومة وطبيخ ودموع/ طاعنات في »ربّ البندورة« والطحين. لهن هيبة في سوق الخضار, ولا يوجد في هذا السوق ورد أحمر: كل ما يتوفر هنا ورد رمادي و»بقدونس«, و »باذنجان« لإعداد »مقلوبة« في كل البيوت: يقلبون الطنجرة , مع أنها مقلوبة أصلاً. فجيعة أخرى - بسمة - 10-22-2008 بسمة النسور الوغد الذي رحل.. 22/10/2008 في وداع محمد طمليه منذ ما يقارب العامين أقمنا له في حديقة بيت تايكي التابع لأمانة عمان الكبرى حفلا تكريميا استباقيا، في محاولة لكسر القاعدة المتفق عليها ضمنا بتكريم الغائبين حصريا؛ وكأن وجودهم فوق هذه البسيطة يعرقل الاعتراف بمنجزهم، لذا فإن عليهم الموت أولا كشرط أساسي للحديث عن مناقبهم والتغني بمآثرهم، كونهم لم يعودوا قادرين على تفنيد أو تأكيد أي من الاختلاقات التي قد يقدم عليها أحياء تحت وطأة ألم الفراق، أو بهجته الدفينة في أحوال كثيرة! فيصبح "المغدور" عرضة لأشكال الافتراء كافة غير المنصوص على أية عقوبات رادعة ضد مقترفيها! في ذلك اليوم غص الدوار الثالث في جبل عمان وشارع سمير الرفاعي المؤدي إلى بيت تايكي، بجمهور غير مسبوق من حيث العدد ومقدار التنوع: مثقفين، وعامة، وبرجوازيين، وطلاب، ومعدمين، ووزراء عاملين وسابقين، وسفراء، وإعلاميين، وفنانين..، والكثير الكثير من الصبايا اللواتي كان يصفهن بالمخدوعات بضرورة الفن. وكانت حليمة، أمه الراحلة قبله، في مقدمة الحضور بثوبها الفلاحي كثير التطريز، وتلك الزغرودة التي أطلقتها في خطوة غير متوقعة، زهوا بفتاها المفضل. محمد اعتبر "التأبين" كلاسيكيا مضافا إليه تفصيل إجرائي بسيط أن "المتوفى مع وقف التنفيذ" كان بين الحضور. واجهنا نحن منظمي الحفل صعوبة جمة في ابقائه جالسا برصانة واتزان بحسب ما يقتضيه البروتوكول بالقرب من راعي الحفل فيصل الفايز، المشهود له باعتنائه الحثيث بمحمد من موقعه كرئيس للوزراء، فكل من يعرف طمليه يعرف كم كان نزقا سريع الملل، نمرودا رافضا لكل ما هو تقليدي. في ذلك الحفل، غير المهيب، ألقيتُ كلمة، اتفقت مع محمد على نشرها إذا ما ظل مصرا على فكرة الموت، ويا أصدقاء ومحبي ذلك الوغد الجميل، كنت أتمنى لو ظل محمد بيننا، وظل الوعد معلقا؛ ولكن تاليا الكلمه اياها: بعد أن تناول جرعة أخرى من الكيماوي ها هو محمد طمليه آت من المدينة الطبية مباشرة إلى بيت تايكي، إلينا جميعاً محبي هذا الصعلوك الأصيل، لنتلقاه معاً بجرعة أخرى ليست لها أية أعراض جانبية، سوى طاقة هائلة من الدفء نحيط بها ارتجافة روحك الفذة وبضعة اقتراحات: عليك يا محمد بمزيد من العناد والتشبث، نطالبك بمزيد من السخرية على اختلاف ألوانها، فأنت عرابها وأنت من كرستها سوداء ناصعة كبياض حضورك في قلوبنا. جرعتنا هذه أكثر جدوى من كيماويات الدنيا، فقط لو أدركت جيداً كم نحبك، وكم نكترث، وكم نحزن لو أنك قررت الكف عن نزقك الجميل متذرعاً بحجة واهية كسرطان عارض! أنت بالضرورة أكثر قوة وأخف ظلاً منه، وإن كنت تشبهه من حيث قدرتك الاستثنائية على التفشي في وجدان كل من عرفك، بفارق بسيط جدا، هو أن أحداً لن يفكر قط بمكافحتك أو الحد من أسباب انتشارك، ولن تلزم وزارة الصحة أحداً بوضع صورك على علب السجائر، ولن تسبق اسمك إشارة خطر الحب التي تم تجاهلها بكل إصرار وترصد من قبلنا جميعاً، فلا تقابل يا ابن حليمة محبتنا لك وحرصنا على استبقائك إلا برغبة خالصة في دحر عدوك الغاشم، والحد من مطامعه التوسعية، ولتعلن روحك منطقة منزوعة من اليأس، وخالية من أسباب التراجع الشامل. لا تقلق كثيراً بسبب تساقط شعرك، فلم يكن ليضيف شيئا، وقد غزاه الشيب، ولن يكون بإمكانك أن تنافس أحداً في حقل الجمال. وإنْ شئت صراحة أكبر، علينا أن نعترف، أيها الصديق، أن الوسامة ليست من أهم صفاتك، وذلك لم يحل يوماً دون وسامة روحك المشربة عشقاً للحياة التي ستستطيع إليها سبيلا، محفوفا بصلواتنا أن يظل قلمك شاهد عيان على الآتي من أحلامنا، ولتظل علامة فارقة في فضاء الإبداع كقاص لم تلد الأمهات منه الكثير، وحين يحكى عن كتّاب تمكنوا من اقتناص أوجاع المعذبين، ستكون كبيرهم الذي علمهم السحر. ..أما عباءتك، يا طمليه، فلن يخرج منها إلا كل ما هو مدهش وأصيل. basma.alnsour@alghad.jo http://www.alghad.jo/?article=10820 فجيعة أخرى - بسمة - 10-24-2008 محمد .. خططت بدقة لساعة الرحيل احمد طمليه لم يمت دفعة واحدة ، بل مات بالتقسيط ، خطوة.. خطوة ، وكأنه كان يخشى علينا من صدمة فقدانه فجأة ، فأراد أن يجرعنا الصدمة. جرعة .. جرعة ، وأن يستمر في ذلك إلى أن تفقد الصدمة وقعها ، فإذا قيل: مات محمد ، نطرق برؤوسنا ، وتنحبس دمعة بين جفوننا ، وهو لا يريد اكثر من ذلك ، فهذا يخفف عليه فجيعتنا برحيله. قال لشقيقته هيفا: أنا أشفق عليك ، وتوسل أن لا يضغط على شقيقه رياض بحضور مراسم الدفن أو دعوته للوقوف في العزاء ، فرياض حسب رأيه مسكين ، لا يقوى على الوقوف ، ودعانا جميعا أن نواسي "خولة" فهي "البكر" ، هي صوت المولود الأول الذي ملأ على أمي وأبي البيت أول مّرة ، وكان دائم السؤال عن "علي" الشقيق الوحيد الذي لم يتزوج بعد. كان يفكر برويّة في الأمر ، يتمنى لو يقدر له ان يهرب من النافذة ويريحنا ويريح نفسه من كل من سيلي رحيله او يتخلله ولكن ، هيهات فما أن وصل إلى تلك اللحظة حتى كانت الفأس قد وقعت في الرأس واصبح جسده هزيلا ، هشا ، لا حول له ولا قوة بين يدينا ، اللهم إلا من نظرتين شاخصتين فينا ، وحركة بأطراف أصابع يديه ، مع ابتسامة تكشف عن حسرته ، وإيحائه بالعجز عن فعل شيء إزاء ما يجري. كان يخطط للأمر ، اراده أن يمر بلمح البصر ، وبأقل الخسائر الممكنة ، حتى انه فكر بالمكان الذي سوف يلفظ أنفاسه الأخيرة فيه ، ليس لسبب محدد ، إنما خشية وتعاطفا مع صاحب المكان. أصيب بالهلع حين تركناه ضيفا معززا مكرما عند شقيقته "جهاد" ، هاتفني يومها بصوت مرتجف ، مرعوب ، وقال لي آمراً: احضر فورا. كانت الساعة الثامنة صباحا رأيته عندما وصلت يحبو على ركبتيه أمام عتبة الدار ، وما أن رآني حتى طلب مني أن انقله من هنا فوراً ، حدث ذلك في منطقة أبو نصير ، وفي تلك المنطقة لنا أكثر من بيت لشقيق أو شقيقة ، قلت له: نذهب إلى بيت رياض ، هزّ رأسه بالنفي ، قلت: إذاً بيت فهيمة ، أو هيفا ، كاد أن يصفعني لحظتها من شدة انفعاله ، وطلب أن اذهب به إلى شقته الخالية في الجبيهة. أكثر ما كان يؤرقه أين سوف يموت ، في أي مكان سوف يلفظ أنفاسه الأخيرة ، على أي سرير سوف يغفو غفوته الأبدية ، ومن سوف يكون إلى جواره حين يقول: الوداع. ولعله اعتقد أن بيتي ، بيت احمد ، أو "بيت أبو العبد" ما كان يطيب له أن يسميه هو الأنسب ، ولعله ظنّ أنني الأكثر تماسكاً ، والأكثر قدرة على استيعاب اللحظة واحتواء الموقف. فاستقر عندي ينتظر ، ورحت أتلهى معه بالانتظار ، ولكنه العبث ، فنحن في نهاية المطاف ننتظر ماذا؟ ننتظر من؟ هو يرمقني بنظرة ، على غفلة مني ، يشفق بها عليّ ، وأنا أرمقه بنظرات ، على غفلة منه ، أشفق بها عليه ، وحين تلتقي نظراتنا فجأة ، أو رغماً عنّا ، نفتعل ابتسامة بلهاء ، ونستمر في حوارنا الصامت: هو يسأل إن كنت أنا جاهزا أو غدوت مستعداً؟ وأنا أسأل إن كان هو قادراً على الصمود ، والنجاة هذه المرّة؟ أسئلة مضمرة ، ولكنها معلنة بالنظرات التي كنا نختلسها ، وبالابتسامات البلهاء التي كنا نتبادلها على مدار الساعة. أسئلة تحمل معها اجاباتها ، فلا أنا جاهز ، ولا هو قادر على الصمود هذه المرّة ، وكلانا يعرف في قرارة نفسه ذلك ، فكيف له أن يجرؤ على مجرد التفكير في الأمر بحضوري ، وكيف لي أن أجرؤ على إيقاف إحساسي بانسحابه من بين يدي؟ هو يعرف وأنا أعرف. والليل معتم ، والفجر يوشك على البزوغ ، والسماء نهار اليوم لن تكون صافية والجو غائم جزئي ، وخولة أعدت وجبة الإفطار ، ومحمد يواسيها بادعاء رغبته بالأكل ، ولكن الأكل يهضم بالمعدة ولا يمضغ فقط يا محمد ، وكبسولة الدواء تبلع مع جرعة ماء ، ولا تخفى تحت اللثة أو بين الأسنان ، فيعتذر محمد ويلوذ بالصمت. خير وسيلة للدفاع هي الهجوم ، هذا ما أدركناه متأخرين ، أو بالأحرى بعد فوات الأوان ، فشرعنا ندب الصوت وكاد محمد أن يشاركنا في ذلك ، وحدثت انتفاضة على صعيد الاهتمام بصحة محمد ، فزارنا أمجد العضايلة ومفلح العدوان من الديوان الملكي ، وتم الإيعاز بنقله فوراً الى مدينة الحسين الطبية ، وكتب طاهر العدوان مقالته "محمد طمليه الذي لم يكن حاضرا». لقد ظن الجميع في تلك الفترة أننا نبحث عن مخرج ، حتى لو كان الأخير ، نعيد به محمد معافى مجدداً إلى الحياة ، ولم يعرف أحد أنني كنت شخصياً امتثل لرجاء محمد بأن أبحث له عن مخرج مناسب من الحياة ، ولا يوجد مخرج أفضل من غرفة عناية حثيثة ، فلقد كان محمد يفكر في المكان الذي سوف يتواجد به ، قبل أن يفكر بماذا سوف يفعل ، فلكل مكان طقوسه ، حسب رأيه ، وإذا كان قد تعذر عليه أن يغيب خلسة دون أن يحس به أحد ، أو أن يغادر من الباب الخلفي ، فالأجدى أن يغادر من مكان متعارف عليه ، ولا يوجد مكان أصلح من غرفة عناية حثيثة ومركزة ، فهذا هو المكان الوحيد المتعارف عليه ، ومحمد لم يمكث لحظة طوال حياته في مكان ليس مكانه ، أو في مكان ليس متعارفاً عليه بالنسبة له، ہ كاتب من أسرة الدستور Date : 24-10-2008 فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-24-2008 المتحمسون الأوغاد كانت مجموعة من النمل تعمل بدأب في نقل حبوب القمح المتناثرة هنا وهناك، إلى مقر "بيت" النمل الذي تم اختياره في جذع شجرة قديمة. كان أفراد البيت مهتمين بتخزين ما يكفي من المؤن للشتاء القادم. وهي مهمة مقدسة أخذها الخلف عن السلف. فإذا كان مسموحا لجماهير النمل أن تبدي رأيها في كثير من أمور الحياة. فإن مسألة العمل لا يمكن الجدل حول أهميتها. إلا أن نملة صغيرة أبدت في يوم من الأيام تذمرها من هذه المهمة الفارغة، وقالت لرفيقتها: - "هراء أن تكون حياة النمل مقتصرة على نقل أشياء سخيفة". فسألتها النملة الرفيقة بكثير من الدهشة: - "ماذا تقولين؟ كيف نعيش من غير طعام؟". فأجابتها النملة الأولى بلا مبالاة: - "إننا سنموت على كل حال. يكفي أن يعبث بخليتنا طفل بريء، أو تدوسنا في الطريق أقدام ضخمة، أو يحرقنا رجل محبط لمجرد أنه ضجر ويريد أن يتسلى". فقالت الرفيقة : - إن البشر يموتون أيضا، لقد علمت أن جميع الكائنات تموت مثلنا تماما، ومع ذلك فهي لا تتوقف عن القيام بشيء ما. إنه الواجب المقدس". أجابت النملة الضجرة : - "الحقيقة هي أنني مللت هذا الأمر الذي تسمينه مقدسا، لقد فقدت عنصر الدهشة في حياة رتيبة لا جديد فيها. إن حبوب القمح متشابهة حتى ليخيل إليَّ أنني نقلت حبة قمح واحدة طوال حياتي". قالت النملة الرفيقة : - "إن المصلحة العامة تقتضي أن أقوم بكتابة تقرير مفصل عن نواياك السيئة هذه". وهرعت الرفيقة لمقابلة النملة قائدة الفصيل. جلست النملة الضجرة في ظل أعشاب جافة، وأخذت تفكر : "إنهم مجانين. يعملون ليل نهار وكأنهم خالدون إلى الأبد، إنهم يزدادون سمنة فحسب، ومع ذلك فالموت يبتلع الجميع أخيرا". انتشر خبر النملة الضجرة في أوساط النمل، وصار الجميع ينظر إليها بعين الشماتة والازدراء. حتى أن إحدى النملات المدللات قالت وهي تمر من أمامها : - "تلك هي النملة الساقطة، كم أرجو لو يسمحون لي بدق عنقها". وقالت نملة مدللة أخرى : - "ينبغي أن لا تظل هذه النملة الفوضوية بيننا بعد الآن". أشاحت النملة المتمردة بوجهها وهي تقول: - "هؤلاء المتحمسون الأوغاد". فجيعة أخرى - بسمة - 10-24-2008 اليوم بينما كنت أقرأ ما كتبه الزميل "أحمد طمليه" أخ محمد طمليه، وكنت قد سبق وقرأت أسماء أخوات وأخوة محمد طمليه، شعرت أنني فرد من هذه العائلة. بات أحمد وعلي وهيفا ورياض، وجهاد، أخوة وأخوات لنا، يتحركون أمامنا في خدمة الأخ الجميل المريض بحزن شديد، حين ماتت الأم على رأس عملها، شعرت بحزن، وحين أضاع أحمد موبايله وبكى عليه لأنه يحوي على فيلم صغير للأم التي تجلس على عتبة البيت، حزنت بحزن أحمد. الكلمات ضاعت، لهم الصبر، ولنا فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-24-2008 الأربعاء,شباط 21, 2007 النوافذ أمي امرأة غير رؤوم: طردتني من »بيت الاسرة« - المكان الذي بقيت أنمو وأترعرع فيه اكثر من اربعين سنة. انا بلا زوجة, وبلا متاع. نسيت ان اقترن, فيما انشغلت طوال هذه المدة ب¯ »شيء ما« - ليتني اعرف ما هو. أقمت منذ مطلع هذا الشهر في غرفة ومنافع على سطح بناية من اربعة طوابق. بلا مصعد. وصاحب البناية منحط وبخيل: أنت تتعثر وتقع على الدرج لدى الصعود والهبوط اذا اظلمت. ذلك ان الانارة في هذا الموقع مصممة كهربائيا بحيث تضيء برهة فقط. نمت عدة ليال على البلاط. ثم اتيح لي ان اشتري »فرشة وغطاء«. واجريت حركات على الحيطان بمثابة ديكور. لغرفتي نافذة أرى من خلالها اسطحاً عديدة, ونوافذ, وشرفات لجيران اعتادوا ان يتركوا الستائر مرخاة, وهذا يغيظ: لون ستائرهم لا يناسبني. و»مداميك الطوب« التي تحيط بالاسطح غير كافية وتوحي ان الاطفال يمكن ان يسقطوا اذا لعبوا هناك بعد عودتهم من الرياض. و»خزانات الماء« غير موحية, و»حبال الغسيل« تحمل غيارات ذات الوان متنافرة مثل »الرايات الوطنية« للدول النامية: هذا لا يعجبني, بل يوترني, ثم ان الواجب يحدوني ان اتصرف. وفكرت هكذا: ازورهم في بيوتهم, واحاورهم. قرعت باباً. مساء الخير. انا جاركم الجديد. اقمت هنا مؤخرا, واتابعكم من نافذتي العالية. وبصراحة, ستائر نوافذكم قبيحة. انا لا احب اللون الازرق. ماذا يقول المارة عنكم? مهلاً, لكم »حبل غسيل« على السطح. صدقوني, هذا الحبل جزء لا يتجزأ من الأثاث, ولا يجوز ان ينفر عن السياق. مسألة ذوق. ولكن السيدة اغلقت الباب في وجهي. ساءني ذلك. لا بأس, فالاهانة لا تكون جارحة اذا صدرت عن امرأة غير محتشمة: حتى ان قميص نومها لم يعجبني. ما هذا?. هبطت الدرج على مهل, ومع حنق - القيت تحية بلا مردود على فتاة جامعية تقيم مع اسرتها في واحدة من شقق الطابق الثالث - كانت تصعد. انا اعرف الفتاة جيدا, وأراها تقف كل مغربية, في شرفة منزلهم حيث تتعرض لتلويحات بالايدي تبدر عن شاب في مثل عمرها يقف في شرفة مقابلة. ويظل الموقف هكذا طويلا: هذا نمط مألوف من الايجاب والقبول. وانا لا اتحفظ عليه, ولكني اتساءل: لماذا لا يلتقي الطرفان ميدانيا في أي مكان طالما ان الفتاة تخرج يومياً بحجة الدراسة في الجامعة? من المؤكد أنهما التقيا مراراً وتكراراً, وهنيئاً لهما. ولكني احب ان اتخيل المجريات ضمن حدود: من الضروري ان يبقى في الدنيا نفر من العشاق المتخلفين/ الرجعيين - من شأن هذا ان يحافظ على رونق اللوعة. صرت في مدخل البناية, وابهجني انني عثرت على الحارس في غرفته. استقبلني الرجل بحفاوة. وقال: انا جاهز, لقد اشتريت كل المعدات اللازمة: الاسمنت والطوب والستائر الزرقاء. سوف نبني »سور حماية« بمقدار اربعة مداميك حول سطح تلك البناية, ونعيد النظر في الوان الملابس المنشورة على »حبال الغسيل«. فجيعة أخرى - jafar_ali60 - 10-24-2008 الثلاثاء,شباط 20, 2007 طريق بلا انارة دماغي »بيض أوملت«/ »عجّة«/ »مقلوبة باذنجان« - »مقلوبة« بالفعل. أتذكر ان أمي اخذتنا رحلة الى »وادي شعيب«, وطبخنا هناك »ملوخية«, وكانت »بتسيّل«: أكلناها على أي حال. وعدنا في »البك أب«. ولكن, لماذا أعترف بمعلومات مخجلة? قلت ان دماغي »بيض أوملت«, و»المقلوبة مخبصة«. قلت لفتاتي: »لك نكهة مختلفة, كما لو أنك مطبوخة بمكعب ماجي«. هل اعترف بفضائح أخرى? فقدت توازني في الآونة الاخيرة, وارتكبت حماقات, وأخجل من نفسي. وكما قلت مراراً وتكراراً: أنا الأضحية الوحيدة التي اخذها ملحدون الى حج مرفوض سلفاً - وأنا »الملوخية« التي »بتسيّل«, وأنا العريس الذي ذهب في رحلة »شهر عسل« بمفرده. وأنا الجندي الذي مات برصاصة اطلقوها احتفالا بوقف اطلاق النار. وأنا »شاخصة مرور« لتحديد السرعة في طريق زراعي تعبره الدواب فقط: طريق بلا انارة: أنا العتمة هناك. وأنا »قشة« يتعلق بها »غريق في شبر ماء«. وأنا الموفد اذا اقتضت الهزيمة ان أستسلم: خذوا دروعي وتروسي... كافة اسلحتي. وخذوني اسيراً. هل اعترف بفضائح اخرى? أنا الريق اذا جف الضرع. وأنا السنبلة عندما لا يكون هناك زرع. وأنا ... صدقاً لا أدري. |