حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+---- المنتدى: تـاريخ و ميثولوجيـا (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=7)
+---- الموضوع: السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" (/showthread.php?tid=33518)

الصفحات: 1 2 3 4 5


السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - الاعصار - 10-04-2006

[CENTER][U][B]الفرعون السوداني الثامن (( تهارقا )): 690-664 ق.م.


كان تهارقا أحد أبناء ( بيَّا ) وغالباً ما كان شقيقاً لـ ( شبتاكا ).
طلب( شبتاكا ) من ( تهارقا ) تولي قيادة الجيش وهو لازال فى سن العشرين. كان تهارقا محارباً عظيماً وخاض غمار العديد من المعارك ضد الأشوريين. وعندما توفى شبتاكا، أصبح تهارقا ملكاً وتم تتويجه فى مصر. ومع أن تهارقا لم ير والدته منذ أن كان صغيراً، لكنه أكد على ضرورة حضورها مراسم تتويجه.

تحصل الآثاريون على الكثير من المعلومات من نقوش حجرية تم العثور عليها فى كل من السودان ومصر. وقد كتب أعداؤه الأشوريون عنه أيضاً، وذكر مرتين فى الكتاب المقدس الذى سماه ترهاقا -وهو النطق الخاطئ الذى نال شيوعاً ووجب تصحيحه كما نوهنا فى الصفحة الرئيسة-..

فى حوالي 684 ق.م. ارتفع منسوب النيل خلال فيضانه السنوي بصورة غير معهودة من قبل. وقد جلب ذلك محصولاً استثنائياً انعكس ايجاباً على ثراء المملكة. أمر تهارقا بتشييد العديد من المشروعات، وأعاد مجدداً بناء العديد من المعابد. كانت السنوات الأولى لحكمه قد شهدت ازدهاراً هائلاً، لكن السنوات الختامية شهدت كوارث. ففى حوالي 671 ق.م. بدأ الأشوريون فى شن الهجمات على مصر بصورة متكررة سنوياً. فى البداية حققت قوات تهارقا انتصاراً فى المعارك، لكن الأشوريون سرعان ما تمكنوا من السيطرة على هجمات القوات (الكوشية - المصرية). احتل الأشوريون "ممفيس" وأسرت قواتهم زوجة تهارقا وابنه. تراجع تهارقا الى نبتة حيث توفى هناك فى سنة 664 ق.م. ودفن فى جدبانة جديدة أنشأها فى نوري. بلغ ارتفاع هرمه 150 قدماً وكان الأكبر من بين الاهرام التى شيدت فى كوش.



# تهارقا ومجد كوش:-
بوفاة شاباتاكا ودفنه فى جبانة الكرو أصبح تهارقا ابن كل من بيَّا وابار ملكاً متوجاً، والأكثر شهرة من بين ملوك الأسرة الخامسة والعشرين. فكما ذكرنا فان تهارقا كان قد تمَّ استدعاءه من كوش الى مصر بجيشه ولم يكن عمره حينها قد تجاوز العشرين. إتجه تهارقا أولاً الى "طيبة" ومنها الى "منف". اللافت للانتباه أننا نعرف الكيفية التى أصبح بها تهارقا ملكاً متوجاً على مصر فى حين نجهل الكيفية التى توج بها فى كوش نفسها. فالواضح أنه عندما غادر "نبتة"، كما يتضح ذلك من مسلته من العام السادس لحكمه، لم يكن ملكاً بعد. بعد اعتلائه العرش فى مصر يبدو أن تهارقا قرر أن تكون إقامته فى الدلتا بمدينة "تانيس" وهو ما يشير الى ظروف فرضت عليه مثل ذلك الخيار. أيضاً يبدو أن تهارقا قرر إتباع سياسة مع حكام الدلتا المتمردين تمثلت فى أخذ زوجاتهم رهائن الى كوش، حيث سجل فى أحد النقوش فى معبد كوة: "جعلت زوجات حكام (أورو) مصر السفلى خادمات فى المعبد".


لا شك أن الحروب والانتفاضات فى الإمبراطورية الآشورية قد ألهت (سنحاريب) ومن بعده (اسارحادون) فى أيام حكمه الأولى عن غزو مصر مما أباح لتهارقا الفرصة للانشغال بالنشاطات المدنية وتمكن من تشييد الكثير من المعابد فى كل من كوش ومصر كما لم يتسن لأسلافه القيام به. تفاصيل تلك الأعمال المعمارية الهائلة لن نخوض فيها حالياً. لكن نقول أنه قياساً بحجم الهدايا والهبات التى قدمها تهارقا لمعبد امون فى كوة، وقياساً بأعمال البناء التى وجه بإجرائها هناك فانه كان يمتلك قدراً هائلاً من الثروة، ثروة توفرت للدولة من الضرائب المفروضة على المواطنين فى كل من كوش ومصر بالإضافة الى العمل المكثف فى مناجم الذهب فى الصحراء الشرقية. وكان من بين الهدايا العديد من المصنوعات والمواد الآسيوية المجلوبة الى كوش من بينها خشب الارز والبرونز الآسيوي، وهى موضوعات غالباً ما يكون قد تم اقتناءها عن طريق التجارة ذلك أن مرتفعات لبنان ما كانت فى تلك الفترة تحت سيطرة الكوشيين.

امتدت حدود مملكة نبته فى عهد تهارقا جنوباً حتى مكان يقال له (رتيهو قابت) (؟)، وفى الشمال حتى مكان فى آسيا يقال له (كبح حور)، ولازال الموقع الفعلى للمكانين غير محدد. فى بداية عهده بلغت المملكة أوج ازدهارها وقوتها، ويحتمل أن تكون أعمال صهر الحديد فى مروى (كبوشية الحالية) قد بدأت فى أيامه حيث فرضت ظروف الصراع العسكري المستمر مع الإمبراطورية الآشورية العمل على تطوير صناعة الأسلحة. وكما هو واضح من النصوص التى تم الكشف عنها فى كوة فان اقتصاد المعابد شهد ازدهارا، وأصبحت المعابد فى كوش، كما هو حالها فى مصر، مراكز علمية، ووجد فى معبد امون بكوة أربعة منجمين استطاعوا تحديد الوقت بحركة الأفلاك بمساعدة أجهزة متخصصة. ويلاحظ أن كل المسلات فى كوة يرجع تاريخها الى العشر سنوات الأولى من عهد تهارقا، أى الفترة من 689 حتى 679 ق.م. هل كان ذلك مجرد صدفة؟ لا نعتقد ذلك إذ أنه بعد مقتل سنحاريب الآشوري فى انقلاب داخل القصر تولى ابنه اسارحادون السلطة فى عام 681 ق.م. وبدأت مجدداً التهديدات الآشورية تطال الممتلكات الكوشية فى مصر مما فرض على تهارقا الاهتمام بحماية حدود مملكته الشمالية فى شرقي الدلتا، وهو ما أدى الى تحجيم الدعم المالى والعينى الذى يقدمه للمعابد. ويبدو أن اسارحادون أدرك أنه طالما بقيت القوة الكوشية مسيطرة على مصر فان سيادة الامبراطورية الأشورية على سوريا وفلسطين لن تستقر، ولذلك قام فى عام 647 ق.م.، بمجرد أن قضى على المقاومة فى سوريا، بمحاولة الهجوم على الكوشيين فى مصر لكنه مُنىَّ بالهزيمة. وعاود الكرة مرة ثانية بعد ثلاثة أعوام فشن هجوماً حقق نجاحاً بفضل المساعدة التى قدمتها له زعامات قبائل البدو ومدَّ جيشه بالجمال تمكيناً له من عبور صحراء سيناء ليصل الى منف ويحاصرها ويحتلها بعد أن أجلى عنها تهارقا الذى خلف زوجاته وأطفاله فى المدينة ليقعوا فى الأسر. أما حكام الدلتا المصريين فقد أعلنوا عن ولائهم للغازي الجديد القادم من الجزيرة الفراتية. ويقول اسرحادون بخصوص نصره: "ضربت الحصار حول مدينة ممبى (منف) المقر الملكى، واستوليت عليها قبل مرور نصف يوم بواسطة الأنفاق الأرضية والثغرات التى فتحت فى أسوار المدينة وسلالم الإقتحام. ونقلت المغانم الى أشور، ومن بينها الملكة وحريم القصر واوشى ناحورو الوريث الرسمي و أبناءه الآخرون وممتلكاته والعديد من جياده ودواب الحمل والماشية والقطعان، وأبعدت جميع الكوشيين الى خارج البلاد ولم ابق على واحد منهم ليقدم لى فروض الطاعة والولاء، وحل محلهم فى ربوع مصر ملوك وحكام وضباط ومراقبو موانئ وموظفون وإداريون جدد.".

خلد اسارحادون انتصاره فى لوحتين الأولى فى (زنجريلى) والثانية فى (نار الكلب)، وصور اسارحادون فى الأولى وهو يقف أمام تهارقا الجاثي على ركبتيه، وفى الثانية أمام ابن تهارقا اوشى ناحورو. إلا أن انتصار اسارحادون لم يدم طويلاً اذ عاد تهارقا مجدداً الى "منف" فى عام 669 ق.م. وهو ما فرض على الملك الآشوري أن يجهز جيشاً لاستعادة مصر لكنه توفى وهو فى طريقه الى هناك وتوقفت تلك الحملة نتيجة ذلك.

فى عام 666 ق.م. قرر ابن اسارحادون الملك (أشور نيبعل) فرض سيطرته على مصر مجدداً مما دفع تهارقا الى التراجع من منف الى طيبة. ومات تهارقا فى عام 663 ق.م. والصراع بين الإمبراطورية الآشورية ومملكة نبتة على أشده للسيادة على مصر. ورغم أن تهارقا كان قد تعرض للهزيمة مرتين وأجبر على التراجع أمام الجيوش الآشورية فان التحدارات التاريخية تنظر إليه واحداً من الملوك الفاتحين العظماء، هكذا نجد أن (سترابو) ذكر تهارقا فى المرتين اللتين تعرض فيهما لأعمال أعظم الملوك الفاتحين فى القدم مشيراً الى أن تهارقا قد وصل حتى "أعمدة هرقل". كما أن نصوص الكهنة المصريين، والتى لم تجد الاهتمام من قبل علماء الدراسات المصرية القديمة، تتحدث عن تهارقا العظيم الذى عدوه ملكاً حتى فى ظل السيادة الآشورية. ولا ننسى أن تهارقا فى السنوات العشر الأولى لحكمه جعل من مصر دولة مزدهرة اقتصاديا وهو ما جعل ذكراه طيبة لدى المصريين".




السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - الاعصار - 10-05-2006

[CENTER][B][U]الفرعون السوداني التاسع (( تانوت أماني )):

(664 - 653) ق.م.



ويسمى أيضاً (تانوت أمن) وقد كان أحد أبناء شباكا. أصبح ملكاً بعد وفات عمه تهارقا.
بعد أن تراجعت أشور عن مصر قام بغزو مصر مجدداً كما فعل والده وجده بيَّا من قبل. وصف الغزو سجل فى مسلة (أى لوح حجري حفر فيه نقش) عثر عليها فى "جبل البركل" وتوجد الآن فى المتحف المصري بالقاهرة. يصف تانوت أماني فى تلك المسلة مراسم تتويجه فى جبل البركل. ويكتب أيضاً عن حلم رآه. فى ذلك الحلم يقول تانوت أماني أنه رأى أفعتين، واقتنع بأن الأفعتين مثلتا أفعتي التاج الملكي لكوش ومصر، واعتقد بأن حلمه يشير الى أنه سيحكم كل من كوش ومصر.. وقد نجح فى تحقيق حلمه ولو أن ذلك كان لفترة قصيرة لم تتجاوز السنتين.

عندما علم الملك الأشوري (أشوربانيبال) بأن الكوشيين أعادوا سيطرتهم على مصر جن جنونه وأرسل على الفور جيشاً جراراً للإنتقام. تراجع تانوت أماني الى كوش فهاجم الأشوريون مدينة "طيبة" فى جنوب مصر وقتلوا العديد من الناس ونهبوا أماكنها المقدسة. بعد ذلك لم تطأ أقدام الملوك الكوشيين مصر.

استمر تانوت أماني ملكاً فى كوش حتى وفاته حيث دفن فى جبانة الأسرة فى الكرو. عثر الآثاريون على حجرات دفن رائعة فى مدفنه. التمثال الوحيد لهذا الملك عثر عليه فى "جبل البركل" ويوجد حالياً فى متحف (توليدو للفنون الجميلة)، ولكن للأسف -بدون رأس-.



# تانوت أمانى وفقدان السيادة على مصر:-
أمر تهارقا بتشييد أهرامه فى "نورى" غير البعيدة عن نبته فى أكثر موقع ارتفاعا، ويبدو أن السبب من وراء ذلك هو عدم وجود مكان مرتفع فى جبانة الكرو على الضفة المواجهة للنيل حيث ترقد رفات أسلافه. والمؤسف أن مدفن تهارقا، مثله مثل مدافن أسلافه، قد تعرض للنهب التام فى القدم، ولم يتبق من جثمان هذا الملك -الذى عمت شهرته الآفاق وورد اسمه مرتين فى الكتاب المقدس- سوى أجزاء من عظام رجليه، ولم يبق من المرفقات الجنائزية فى مقبرته إلا عدد غير كبير من الأواني المصنوعة من الحجر وبعض التماثيل الجنائزية. وكان تهارقا بوقت قصير قبل وفاته، احتمالا فى السنة الأخيرة من عمره، قد عين ابن أخيه (تانوت أمانى) نائباً له، ولازال الاختلاف قائما عما اذا كان الأخير ابناً لـ (شاباكا) أم (شاباتاكا)، إلا أن الباحثين المتخصصين فى دراسة هذه الفترة تحديداً يعتقدون بأنه كان ابناً لشاباتاكا.
عن اعتلاء تانوت أمانى تحدثنا المسلة التى اشتهرت باسم (لوح الحلم) -والذى عثر عليه مع ألواح ملوك كوش الآخرين فى جبل البركل فى عام 1862، ويرجع تاريخ اللوح لفترة بعد اعتلائه العرش-، يشير اللوح الى حلم شاهده الملك: "وفى عام تتويج جلالته رأى فى المنام أفعيين ضخمتين واحدة على يمينه والأخرى على يساره، فاستيقظ جلالته وبحث عنهما دون جدوى. وتسائل جلالته: ماذا حدث؟ فقدم له البعض هذا التفسير: إن البلاد فى قبضتك، وبقى أن تفتح شمالها أنهما السيدتان اللتان ظهرتا فوق رأسك لتمنحاك البلاد دون منازع".

وتشير عبارات اللوح الى أن تانوت أمانى بمجرد سماعه نبأ وفاة عمه تهارقا عاد الى كوش من مصر العليا حيث تم تتويجه ملكاً فى نبتة، وغادر بعد التتويج الى مصر وزار معبد (الإله خنوم) فى طيبة وغادرها متجهاً الى الشمال حيث كانت الأوضاع معقدة، ذلك أن حكام الدلتا بعد أن ذاقوا الأمرين من الحكم الآشوري كرروا، كما فعلوا على أيام تهارقا، طلبهم للملوك الكوشيين أن أنقذونا من الاستبداد الآسيوي، الذى حرمهم من الاستقلال فى إدارة ممتلكاتهم وهو استقلال تمتعوا به فى ظل سيادة الملوك الكوشيين على مصر.


ما حدث فى أعقاب ذلك نعرف عنه من حوليات الملك الآشوري أشور بن بعل الذى أرسل جيشاً لاستعادة سيطرته على مصر وخاض معركة مع الكوشيين فى أطراف منف هُزم فيها الكوشيون وتراجعوا الى طيبة وتتبعتهم القوات الآشورية الى هناك حيث تمكن الأخيرون من دخول المدينة وتدميرها وتراجع تانوت امانى الى كوش. ولم نعد نعرف شيئاً عن سنوات حكمه الأخيرة، وتوفى فى حوالى سنة 653 ق.م. ودفن فى جبانة الكرو، وبوفاته تنتهي السيطرة الكوشية على مصر وتنتهي معها الأسرة الخامسة والعشرين.


ما هى الأسباب التى أدت الى هزيمة الكوشيين فى صراعهم مع الإمبراطورية الآشورية للسيادة على مصر؟؟

1) إن ملوك نبتة الذين عدوا أنفسهم الورثة الشرعيين للتاج المصرى ادعوا أيضاً شرعية سيادتهم على الممتلكات المصرية السابقة فى سوريا وفلسطين وهو ما يفسر التحركات النشطة لشاباكا وشاباتاكا وتهارقا فى مناطق أصبحت تابعة للإمبراطورية الآشورية التى أضحت القوة العسكريَّة الكبرى فى الشرق فى تلك الفترة. إلا أن الملوك الكوشيين لم يمتلكوا لا القوة العسكرية الهائلة ولا الموارد البشرية والماديَّة التى تمكنهم من الصمود طويلاً فى مواجهة القوة الآشورية الضاربة.
2) اضافة إلى أن حكام الدلتا بدلاً عن أن يقدموا الدعم للقوات الكوشية ظلوا على العكس يشكلون مصدر إضعاف لها بدخولهم فى صراعات فيما بينهم انشغل الملوك الكوشيين بالسيطرة عليها طوال الوقت.



[SIZE=5]# مملكة نبتة بعد التراجع من مصر:-
للأسف فان فترة القرنين السابع والسادس قبل الميلاد والتى تمَّ خلالها نقل العاصمة من نبتة الى مروى (كبوشية- البجراوية) لازالت ضعيفة التوثيق لشح المعلومات، معروفة فقط أربعة نقوش ترجع ثلاثة منها الى ملك واحد بالإضافة الى عدد غير كبير من النقوش المصرية المقتضبة. فقط بفضل أعمال التنقيب فى المدافن الملكية فى نبتة ومروى أمكن تحديد تعاقب الملوك الذين أعقبوا تانوت امانى، وبهذا القدر أو ذاك تثبيت تواريخ حكمهم وشجرة نسبهم.

خلف (تانوت امانى) ابن عمه (أتلانيرسا -653–643 ق.م.) الذى أعقبه بدوره ابنه (سنكامانسكن 643–623 ق.م.) ومن ثم اعتلى العرش بالتوالي نجلاه (أنلامانى 623-593 ق.م.) و(أسبالتا 593–568 ق.م.) ورغم فقدان الكوشيين لمصر فان هؤلاء الملوك امتلكوا قوة وثروة هائلة مكنتهم من إنجاز الأعمال الضخمة، فى المقام الأول فى معابد جبل البركل.

شيد (أتلانيرسا) هرماً له بالقرب من هرم والده تهارقا، وكذلك فعل ابنه سنكامانسكن وابناه أنلامانى وأسبالتا فى نورى. من حيث الحجم والمعمار المميز لتلك الأهرام يتضح مدى الثراء والقوة التى تمتع بها أولئك الملوك، وعلى سبيل المثال فان التابوتين الخاصين بالملكين سنكامانسكن وأسبالتا يزن الواحد منهما 15 طناً وغطيا بنقوش رائعة من النوع المميز للطقوس الجنائزية لفترة الأسر العشرين السادسة والعشرين، واحتوت على بعض نصوص اللعنات وعبارات من نصوص الاهرام وكتاب الموتى ونصوص التوابيت.


وبفضل لوحة (أنلامانى) التى تم الكشف عنها فى كوة يمكننا أن نكون صورة عامة عنه وعن نظام الحكم فى عهده. يبدأ أنلامانى نص لوحه، مثله مثل تهارقا، بتقديم امتنانه وعرفانه واحترامه لوالدته (تاسالسى) التى صُورت الى جانبه مرتين فى بداية اللوح، وهو أمر طبيعي علماً بالدور الخاص بالملكة الأم "الكنداكة" فى كوش. ويعبر أنلامانى عن اهتمامه برخاء الشعب وسيادة النظام فى البلاد: "يجب ألا يقتل فى عهدى أى من المواطنين إلا أولئك المارقين وكل من يثير المشاكل، ويجب ألا يُغضب أحد الأرملة، وألا يفترى أحد فى عهدي".
هكذا خاطب الملك المسئولين فى القصر قبيل مغادرته فى مأمورية تفتيشية. ويحتوى النص على معلومات عن الحرب الوحيدة التى خاضها أنلامانى، فقد أرسل تجريدة عسكرية الى بلاد "بيلهى" لمحاربة (البليميين) التى يبدو أنها كانت ذات طابع تأديبي عادى ذلك أنه بعد كل الحديث عن "الضرب المبرح الذى ناله سيئ السمعة هذا" فقد تمَّ أخذ أربعة رجال فقط أسرى.



السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - الاعصار - 10-05-2006

[CENTER][U][B]الفرعون السوداني العاشر (( اتلانيرسا )):-

653- 640 ق.م.



غالباً ما يكون (اتلانيرسا) واحداً من أبناء تهارقا. غير معروف سوى القليل عن فترة حكمه. احتمال كبير أن يكون اتلانيرسا هو ملك كوش نفسه الذى كتب عنه المؤرخ الإغريقي (هيرودوت). فقد تحدث هيرودوت عن ملك حرض جنود الحامية المصرية الليبيين فى جزيرة الفنتين وساعدهم على التخلي عن ملك مصر والهروب جنوباً الى كوش.
وقد وعد الملك الكوشي الجنود بأنه فى حالة نجاحهم فى القضاء على أعدائه فى الأطراف الجنوبية لمملكته، فإنه يحق لهم الإستيلاء على أرضهم والاستقرار فيها. هكذا هرب الجنود الليبيون من مصر وذهبوا للعمل عند ملك كوش، ودمروا أعداءه، واستولوا على أرضهم، وبنوا مدناً لهم فى تلك الأراضي. بعد ستة قرون لاحقة ذكر الكتاب الرومان بأن أحفاد أولئك الجنود لازالو يعيشون فى تلك المدن فى وقتهم، ولهم حكامهم الخاصين التابعين لملك (أو ملكة) "مروى".

اتلانيرسا معروف من تمثاله الضخم الرائع المنحون من الجرانيت والذى عثر عليه فى "جبل البركل"، والموجود حالياً فى (متحف بوسطن للفنون الجميلة).
احتمالاً أنه توفى بصورة مفاجئة ذلك أن كل من معبده فى البركل ومدفنه فى نوري بقيا غير مكتملين عند وفاته
.


السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - الاعصار - 10-05-2006

[CENTER][U][B]الفرعون السوداني الحادي عشر (( سنكامنسكن ))

640 - 620 ق.م



مثله مثل اتلانيرسا، فإن سنكامنسكن معروف فقط من آثاره لكن ليس من نقوش تاريخية. أكمل بناء معبد صغير فى جبل البركل كان قد شرع فى بنائه اتلانيرسا. بالقرب من بوابة المعبد قام سنكامنسكن بوضع تمثال ضخم، ارتفاعه حوالي 4 أمتار، وهو موجود حالياً بمتحف السودان القومي للآثار فى الخرطوم. عثر المنقبون فى جبل البركل على ثلاثة تماثيل أصغر الى جانب أبى هول يمثل الملك. عاشت زوجته الرئيسة، الملكة ناسالا، من بعده. وهى أم أيضاً لابنيه الذين قدر لهما أن يصبحا ملكين.


السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - الاعصار - 10-05-2006

[CENTER][U][B]الفرعون السوداني الثاني عشر (( أنلاماني ))

620 - 600 ق.م.



[SIZE=4]كان أنلاماني شقيقاً لسنكامنسكن. تعرف الآثاريون على أنلاماني من مسلته المنقوشة التى تم الكشف عنها فى كوة (الواقعة على الضفة الشرقية للنيل بمواجهة دنقلا العرضي). تصف المسلة مراسم تتويجه. تحدثنا أيضاً عن قراره الخاص بجعل أربع من شقيقاته "عازفات صلاصل


السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - الاعصار - 10-05-2006

[CENTER][U][B]الفرعون السوداني الثالث عشر (( أسبالتا ))

600 - 580 ق.م.



[SIZE=4]كان أسبالتا شقيقاً لـ (أنلاماني)، وأصبح ملكاً بعد وفاة أتلاماني. طبقاً للأشياء المكتوبة خلال عهده، لم يكن كل شخص يسعد بأن يصبح ملكاً. فى العام الثاني لحكمه، واجه مشاكل مع بعض الكهنة وأمر بقتلهم. بعد ذلك بفترة وجيزة، وتبريراً لقتله الكهنة، قدم هدايا كثيرة للمعبد وشيد مدافن لبعض الرسميين الذين توفوا منذ أزمان طويلة والذين لم تكن لهم مدافن.

فى وقت مبكر من فترة حكمه يبدو أن أسبالتا فكر فى غزو مصر مجدداً. هاجمه الملك المصري (بسامتيك الثاني) بداية. فطبقاً للنقوش المصرية، قام بسامتيك الثاني بغزو "كوش" بجيش مؤلف من المصريين والمرتزقة الإغريق. هزم القوات الكوشية وسار لمهاجمة مدينة تسمى "الجرف" -التى غالباً ما تكون نبتة وجبل البركل". بعد هذه الواقعة، نقل (أسبالتا) فى عام 593 ق.م. عرشه جنوباً الى مروى (البجراوية).
يوجد تمثال ضخم من الجرانيت لهذا الملك حالياً بمتحف (بوسطن للفنون الجميلة)، كما يوجد أبوهول له فى (المتحف القومى للآثار) فى الخرطوم.
هرمه الموجود فى "نوري" يعد من أفضل المدافن والأكثر اكتمالاً من بين المدافن الاهرام الملكية الكوشية، وهو أقلها تعرضاً للنهب. عثر المنقبون على العديد من المجوهرات الرائعة والجرار المصنوعة من الذهب والألباستر فى مدفنه.
تلك المكتشفات موزعة الآن بين متحفي (بوسطن للفنون الجميلة) و(السودان القومى للآثار) بالخرطوم.



السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - الاعصار - 10-05-2006

[CENTER][U][B]الفرعون السوداني الرابع عشر (( يريكي أمانوتي ))

430 - 400 ق.م.



أحد الملوك القلائل المعروفين بعد أسبالتا وهو مشهود بكتاباته. السبب فى ذلك أن القلة من الناس فى كوش، بعد عهده، تذكروا القراءة والكتابة باللغة المصرية. و(يريكي أمانوتي) معروف من النقوش المصرية التى تركها فى أوقات مختلفة من فترة حكمه فى "معبد آمون" بـ "كوة" -الضفة الشرقية للنيل بمواجهة "دنقلا العرضي"-. تخبرنا تلك الكتابات أنه اعتلى العرش عندما كان شاباً (عمره حينها 41 سنة)، وأنه حكم على الأقل لمدة 25 سنة (ما يعنى أنه عاش على الأقل 66 سنة). يقول لنا أنه مباشرة قبل تتويجه رسمياً ملكاً، بدأ البدو الى الشمال من مروى فى الانتفاض وأنه توجب عليه شن الحرب عليهم. فقط بعد ذلك أصبح قادراً على الذهاب الى "نبتة" و"جبل البركل" لمراسم تتويجه.

لاحقاً قام (يريكي أمانوتي) برحلة من نبته بأسفل النهر لزيارة الشمال. فى هذا الوقت، ثارت قبيلة بدوية أخرى تسمى " المدد ". عندها أرسل جيشه للإستيلاء على أراضيهم وأسر أهلهم للعمل خدماً فى المعابد.

يعتقد البعض من الباحثين أن (يريكي أمانوتي) قد يكون ساعد المصريين فى مقاومتهم للغزو الفارسي فى (414 - 413) و(404) ق.م.

شيد هرماً لنفسه فى "نوري"، وهو الأكبر فى تلك الجبانة الملكية.. للأسف لا توجد صور لهذا الملك.



السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - الاعصار - 10-05-2006

[CENTER][U][B]الفرعون السوداني الخامس عشر (( هارسيوتف ))

390 - 350 ق.م



معروف من مسلة منقوشة بالكتابة المصرية وجدت فى "جبل البركل". صنعت هذه المسلة بعد أن حكم (هارسيوتف) 35 سنة -وهى فترة الحكم الأطول المعروفة بالنسبة للملوك الكوشيين-.
يصف النقش أحداث عهده. تكشف عن أنه ظل يحارب بصورة مستمرة سكان الصحراء فى مملكته. يسجل أنه فى فترة ما سيطر البدو على "مروى" -حاضرة عرشه-. يتحدث أيضاً عن الحملات التى يشنها جيشه فى الصحراء، وعن أسر بعض زعماء الصحراء، وتغنيم أعداد كبيرة من المواشي.

أرسل جيشه الى النوبة السفلى ثلاث مرات، احتمالاً فى محاولة لمد امبراطوريته الى الشمال، كما فى الأيام السالفة. يتحدث عن تغطيته للمعابد جزئياً بالذهب، وعن انشاء الحدائق وحظائر المواشي، وعن إعادة بناء القصر الملكي القديم، الذى يقول بأن به 60 غرفة.



السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - الاعصار - 10-05-2006

[CENTER][U][B]الفرعون السوداني السادس عشر ((أركامانى- كو))

270 - 260 ق.م.



أحد ملوك كوش النادرين الذين ذكرهم بالإسم المؤرخون الإغريق. ذكر الكاتب (أجاثارخيد السندوسي) -الذى كتب فى القرن الثاني قبل الميلاد-: \"بأن (أركامانى- كو)، والذى أسماه (ارجمنيس)، عاصر ملك مصر (بطليموس الثاني) 285- 246 ق.م.\"... يشرح (أجاثارخيد) بأنه وقبل أن يصبح أركامانى- كو ملكاً، كان لكهنة آمون دوماً السلطة فى اقصاء الملوك، فكل ما عليهم فعله هو بعث رسالة الى الملك يأمرونه فيها بالإنتحار. وكانت تلك الرسائل تكتب بحسبانها صادرة مباشرة عن الإله. تسلم (ارجمنيس) رسالة من تلك الرسائل، لكنه بدلاً عن الانتحار، زحف بجنوده الى المعبد وقام بقتل الكهنة!

القصة غالباً ما تكون حقيقية، ذلك أن أركامانى- كو كان أول ملك يشيد هرمه فى مروى (البجراوية) لا فى نبتة (أي نوري). العديد من التغيرات وقعت خلال فترة حكمه وبعده. على سبيل المثال، بدأ الكوشيون فى تطوير أساليبهم الفنية والمعمارية الخاصة والتى كانت تختلف عن الأساليب المصرية. واخترعوا الكتابة المروية، والتى حلت محل المصرية فى تلك الفترة. وأصبح الإله المروي الأسد (( أبادماك )) بقوة الإله المصري (( آمون )). ويبدو أن اسم الملك يعني " أركامانى ملك"، ويعتقد العلماء أنه كان مؤسساً لأسرة حاكمة جديدة. ويعتقد بأن حكمه كان بمثابة بداية للعصر المروي.



[SIZE=5]# أركاماني "المؤسس الأول -في العالم- للدولة المـدنيــة":- أحد ملوك السودان القديم النادرين الذين ذكرهم بالاسم المؤرخون الإغريق. فقد ذكر الكاتب (أجاثارخيد السندوسي)، الذي كتب في القرن الثاني قبل الميلاد، بأن أركاماني، والذي أسماه "ارجمنيس"، عاصر ملك مصر بطليموس الثاني. يشرح أجاثارخيد بأنه وقبل أن يصبح أركاماني ملكاً، كان لكهنة آمون دوماً السلطة في إقصاء الملوك. كل ما عليهم أن يفعلوه هو بعث رسالة إلى الملك يأمرونه فيها بالانتحار. وكانت تلك الرسائل تكتب بحسبانها صادرة مباشرة عن الإله. تسلم ارجمنيس رسالة من تلك الرسائل، لكنه بدلاً عن الانتحار، زحف بجنوده إلى المعبد وقام بقتل الكهنة!

وفق رواية (ديدور الصقلي) كان ملك مملكة مروي أركاماني قد أعلن ثورة على الكهنة وقام بمهاجمة معبد (( آمون )) النبتي في جبل البركل حيث كانت تتم عملية تتويج ملوك السودان القديم (كوش)، وأعلن أركاماني الإله الأسد (( أبادماك )) إلهاً رسمياً لمملكة مروي. وكان أركاماني قد نال قدراً كبيراً من التعليم الإغريقي مما دفع ببعض الباحثين إلى القول بأنه سافر إلى مصر طلباً للعلم. لكن الحقائق المتوفرة تشير إلى ازدهار الصلات التجارية بين مملكة مروي وعالم البحر الأبيض المتوسط، وأن الكثيرين من التجار الإغريق والمصريين تواجدوا في أراضى المملكة، بالإضافة إلى المغامرين من الانتهازيين الإغريق الباحثين عن الشهرة، وكذلك العديد من العلماء والرحالة والكتاب الإغريق.
فمن المعلوم، على سبيل المثال، أن العالم الإغريقي (سيمونيد) كان قد عاش خمس سنوات كاملة في مروي ووضع كتاباً كاملاً عن كوش وثقافتها، وهو الكتاب الذي استفاد منه (بليني) واستخدمه مرجعاً له في تناوله لمملكة مروي. الأمر كذلك لا نعتقد بأن أركاماني كان بحاجة إلى الارتحال إلى مصر طلباً للعلم، بل الأغلب أن يكون قد نال معرفته باللغة والثقافة والفلسفة الإغريقية في مدينة مروي (البجراوية). على كل فإن ديدور الصقلي لم يذكر شيئاً بهذا الخصوص، ولو كان أركاماني قد تواجد في مصر لما تجاوز ديدور ذكر مثل تلك الواقعة.


عظمة أركاماني أنه كان الأول من بين ملوك العالم القديم عموماً والسودان القديم تحديداً الذي أعلن ثورة على الدولة الدينية ونادى بفصل الدين عن الدولة، وثبت واقع الفصل بين الممارستين الدينية والسياسية. ما كانت ثورته على الكهنة وتدمير معبد آمون النبتي، مركز سلطاتهم الفعلية، ثورة ضد الدين ديناً، لكنها كانت ثورة للقضاء على ادعاء الطبقة الكهنوتية احتكار السلطتين الدينية والدنيوية، واحتكار الحق في تعيين الملوك وإقصائهم عبر تقاليد الاغتيال الطقوسي للملوك وفق ما يدعونه من حق في تفسير الوحي الإلهي.

وهكذا فإن أركاماني قام بعد القضاء على كهنة آمون النبتي بإصدار مرسوم يحظر ممارسة اغتيال الملك الطقوسي، وألغى دور الإله آمون، راعى هذا التقليد، كإله أساسي للمملكة، وأحل محله الإله الأسد أبادماك راعياً للدولة وسلطتها، معلناً بذلك عن رفضه مقولات عقل الرجعة لبقايا التركيب الاجتماعي العشائري البدائي الذي مثلَّ قاعدة للنفوذ الأيديولوجي والسياسي للطبقة الكهنوتية.
مات أركاماني ليجد جثمانه مثواه الأخير في هرمه الرائع "البجراوية رقم 7" والذي يعكس هو وأهرام خلفائه (أديكالامانى "البجراوية رقم 9")، والملكة (شناكداخيتى "البجراوية رقم 11")، و(باكرينسانا "البجراوية رقم 13")، و(تانيدامانى "البجراوية رقم 20") مدى الازدهار الاقتصادي والتطور الفني والتقني الذي حققته مملكة مروي.


السودان بلد الفرعون الأسود؛ الصحافة السويسرية: "أصل الحضارة الفرعونية في السودان" - الاعصار - 10-05-2006

[CENTER][U][B]الفرعون السوداني السابع عشر (( أمانيسلو \"أموناسرو\" ))

260 - 250 ق.م.



[SIZE=4]أمر (أمانيسلو) ببناء الهرم الثاني فى مروى (البجراوية)، ويمكن أن يكون ابناً لـ أركامانى- كو. كان هو آخر ملك أعاد بناء القصر القديم فى جبل البركل قبل أن يحل محله قصر جديد. اشتهر أمانيسلو لسبب أساسي تمثل فى انه وضع اسمه على تمثالي أسدين فى جبل البركل.
فى عشرينات القرن التاسع عشر حمل مستكشفين بريطانيين التمثالين الى انجلترا حيث وضعا فى المتحف البريطاني. قرأ العلماء اسمه فى البداية "أموناسرو".

عندما كتب الموسيقار (جيوسيبي فيردي) أوبرته الشهيرة " عايدة -عن أميرة كوشية تقع فى غرام أمير مصري- "، فإنه اختار (أموناسرو) اسماً لوالدها!!