حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
فيصل القاسم - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83) +--- الموضوع: فيصل القاسم (/showthread.php?tid=34832) |
RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 07-10-2010 هذا المقال سيفرح فيصل القاسم ويؤيد طريقته نهاية عصر النبلاء في برامج الحوار التلفزيونية بعد خروج لاري كينغ من محطة «سي إن إن» لاري كينغ («نيويورك تايمز») واشنطن: توم شايلز* لن نرى بعد اليوم السادة «اللطفاء» - هذا هو المتوقع في عالم ما بعد كينغ – ونقصد هنا بالطبع لاري كينغ الذي شهدت شعبيته انحدارا كبيرا هذا العام، والذي أعلن مؤخرا تقاعده ووقف برنامجه الحواري الشهير على محطة «سي إن إن». هذا الخروج حدث قريبا تماما مثل الإعلان الصادر عن مسؤولي الشبكة الأميركية التنفيذيين الشهيرة عن البديل الذي سيحل محل كينغ. هذا البديل – المتوقع أن يكون المذيع البريطاني الشهير بيرس مورغان – الذي ربما يكون أفضل أو أسوأ من كينغ فيما يتعلق بإجراء المقابلات لكنه لن يكون لطيفا ومهذبا مثل كينغ. «سي إن إن» لا تريد محاورين يتسمون باللطف بعد ذلك. فالشبكة تريد محاورين حادين وغليظين وسليطي اللسان كهؤلاء الموجودين في البرامج الحوارية على محطات الكابل الأخرى. وكتب أحد كتاب الأعمدة في صحيفة «هوليوود ريبورتر» معلقا على ذلك: «البديل للاري كينغ لا بد أن يكون لديه توجه» وكلمة توجه هنا غالبا ما تترجم «خبيث». سنفتقد لاري كينغ ليس فقط بسبب شخصيته الخاصة والفريدة – وهيئته التي تشبه دمون رانيون ورفضه ارتداء المعطف حتى عندما يجري مقابلات مع رئيس الولايات المتحدة، وزمجرة صوته – لكن أيضا لما يمثله. فقد أصبح برنامج لاري كينغ على نحو متزايد المظهر الوحيد الذي يحترم العقلية الإنسانية في وسط حديقة حيوانات نتنة مليئة بالمتهورين وسلطاء اللسان والبلهاء ومختلي العقل. فقد دفع كينغ أسلوب الخطاب والبرامج الحوارية الخفيفة في الولايات المتحدة إلى الأمام وإلى أعلى. وكان الاتجاه الذي لا مفر منه الآن والذي يتبنى التطرف الحاد غالبا ما كان يرفضه. صرخات الإنذار لا تفيد كثيرا، ولكن لا بد من التنبيه على أي حال، وإعلان كينغ التقاعد، والذي لم يكن متوقعا، يدعونا إلى إعلاء صوتنا بهذه الصرخات التنبيهية. بالإضافة إلى ذلك، فإن هناك سببا وجيها للوم الآخرين غير كينغ على هذا التراجع والسقوط. لم يكن كينغ يفعل شيئا مختلفا عما فعله على مدار 25 سنة من النجاح على شبكة «سي إن إن»، لذلك فلماذا كانت شعبيته تتراجع؟ ربما لأن عدد الضيوف على برنامجه أصبح غير عملي، ولأن المديرين التنفيذيين في الشبكة لم يكونوا على استعداد لمساندته والتمسك به حتى تتعقد الأمور. استغرب الكثير من المشاهدين لبرنامج كينغ في ليلة 18 مايو (أيار) – وهي الليلة التي أعلن فيها النتائج الأولية لانتخابات مهمة ورئيسية في جميع أنحاء البلاد - عندما كان ضيف لاري كينغ من المفترض أن يكون شخصية سياسية بارزة ومحترمة، لكن ماذا كان اختياره؟ ميك جاغر الذي ظهر في كل برامج المدينة للترويج لإعادة إصدار الألبوم الشهير «إكزايل أون مين ستريت»؟ وكانت ليلة الانتخابات التمهيدية ليلة عظيمة وغريبة للحصول على إجازة من السياسة في برنامج «لاري كينغ لايف»، وهو البرنامج الذي يعتمد إلى حد كبير على سمعة الشخصيات السياسية البارزة التي جاءت للحديث مع كينغ وإظهار احترامهم له على مدار السنوات الخمس والعشرين الماضية. ويقول بعض المطلعين إن ظهور جاغر السخيف كان دلالة على الارتباك في الإدارة العليا لشبكة «سي إن إن» وتحول تركيز الشبكة بعيدا عن الأخبار. أما التوجه الذي ربما نلحظ مزيدا منه الأسابيع والأشهر المقبلة فهو الاعتماد على الخطاب النقدي والجدلي على غرار ما هو سائد في المحطات المنافسة مثل «فوكس نيوز» و«إم إس إن بي سي»، والتي يقف على مقدمتها شخصيات مثل بيل أورايلي وكيث أولبرمان (اللذين يعتبران وجهين لعملة واحدة). وكان كينغ يواجه انتقادات على مر السنين لإلقائه أسئلة «خفيفة» على الضيوف. وقد كان الضيوف المثيرون للجدل يحبون الظهور في برنامج كينغ أكثر وقبل أي برنامج آخر لأنهم، كما قيل، لا يتوقعون أسهل منه. ولكن لماذا يتعين على مقدمي البرامج مهاجمة الضيوف بأسئلة حادة؟ إن كينغ يسمح لضيوفه أن يقولوا ما يريدون. ولهذا السبب حظي كينغ بضيوف عظماء، على الأقل في الفترة التي شهدت تألقه الطويل والسعيد. فأنت تعرف أنك تستطيع المشاركة في برنامج كينغ وتستطيع أن تحاول شرح موقفك والدفاع عن نفسك، إذا لزم الأمر. الآن شبكة «سي إن إن» تسير على منهاج مختلف في الواقع - مع مضيفين لديهم الكثير من الشرح والدفاع، أو أحد الأمرين على الأقل: إليوت سبيتزر، حاكم نيويورك السابق الذي استقال بعد فضيحة الرقص مع مومسات. هل هذا نوع من المزاح، الجمع بين سبيتزر وكاتبة العمود كاثلين باركر الحائزة على جائزة بوليتزر، والتي ذاع صيتها عندما وصفت الرئيس أوباما في أحد أعمدتها بـ«أول رئيس امرأة»، وذلك في البرنامج الجديد الذي سيذاع الساعة 20:00. هذه الشهرة، بطبيعة الحال، تبدو جيدة بشكل كاف في وقتنا الراهن. الشهرة وسوء السمعة بات من الصعب التمييز بينهما، وهو أمر لم يعد يثير الدهشة. كيف حدث ذلك؟ من الذي أتى بهذه الموجة من الغلظة والكذب الذي أشبع الخطاب العام في القرن 21 حتى الآن؟ يعتبر الإنترنت، بقواعده العشوائية والغوغائية ومنتدياته المفتوحة على كل نوع يمكن تصوره من الحمقى أحد الأسباب الرئيسية لهذا ورفع الخطاب المبتذل إلى مستوى تعليق منشور لمجرد أنه أصبح هناك مساحة لذلك هنا وهناك وفي كل مكان. ربما لا يكون بمقدور لاري كينغ النجاح أو حتى الاستمرار في عالم أصبحت فيه قواعد الحوار هي الصراخ والعنف وحتى اغتيال الشخصيات. أراد كينغ أن يكون محبوبا وأن لا يخشاه الناس بل يعجبوا به. ولا ينبغي أن يندم المحاور المخضرم على ذلك. لمدة 25 عاما، قدم برنامجا مشابها للبرامج الإذاعية على شاشة التلفزيون. وربما الآن ينتظرنا القبح، وخاصة إذا حاولت «سي إن إن» المنافسة والتغلب على المحاورين الذين يتسمون بالغلظة وعدم الفهم في القنوات الأخرى مثل «فوكس نيوز» و«إم إس إن بي سي». ليس كل من يدير برنامجا حواريا على هذه الشبكات متورطا في جريمة جعل الخطاب حادا. لكن الضوضائيين الكبار، وهم الشخصيات الأكثر بروزا وهم الأكثر حدة وعدوانية. هم يضعون القواعد الرئيسية والفرعية والتي ربما تكون موجودة بالفعل. وما يحدث في التلفزيون حتما يؤثر، وفي بعض الأحيان يلوث، الحياة والسلوك والأعراف الأميركية. في مارس (آذار)، صدم عضو الكونغرس الديمقراطي عن ولاية جورجيا جون لويس من سخرية وهجوم المعارضين للإصلاحات على قانون الرعاية الصحية عليه. فخلال مظاهرة لهم أمام الكونغرس هتفوا ضده مستخدمين أبشع الأوصاف العنصرية. وقد علق لويس على هذا قائلا: «لقد صدمت. هؤلاء الناس سلطاء اللسان للغاية ولا يمكن نتشارك معا في حوار ومناقشة متحضرة». لكن لو كان لويس يشاهد الكثير من محطات الكابل التلفزيونية، ربما كان وقع الصدمة أخف على نفسه. * خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط» RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 07-11-2010 من قال إننا لسنا أمة عربية واحدة؟ 2010-07-11 مخطئ تماماً من يعتقد أنه لم يعد هناك جامع يجمع العرب، ويوحدهم وحدة لا نظير لها عالمياً في عصر الفرقة والتشرذم والتناحر وملوك الطوائف. على العكس من ذلك، فإن الروابط المشتركة التي تجمع العرب أكثر بعشرات المرات مما يفرقهم. دعك من التاريخ المشترك والدين الواحد واللغة الواحدة التي يحاول العرب التبرؤ منها يوماً بعد يوم، فهناك روابط توحد العرب من المحيط إلى الخليج أكثر من كل الشروط الألمانية لصناعة الأمة. قلما تجد أمة في هذا العالم متجانسة في تخلفها وتصرفاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية والإعلامية كما هو الحال بالنسبة للعرب. فعلى صعيد أنظمة الحكم مثلاً، قلما تجد أي فرق بين الأنظمة الحاكمة، مما يجعلها تقريباً نسخة كربونية عن بعضها البعض. فربما بدافع تحقيق الوحدة العربية وجعل كل الحكومات من طينة واحدة، انبرت الأنظمة الجمهورية إلى اللحاق بركب الأنظمة الملكية الوراثية، بحيث لم يعد هناك فرق بين النظام الجمهوري العربي والنظام الملكي سوى الاسم فقط. لكن ليس العبرة في التسمية، بل في طبيعة النظام الجمهوري الذي غدا جملكياً خالصاً، حسب توصيف أخينا الدكتور منصف المرزوقي. فكما أن أولاد الملوك يصبحون أولياء عهد بشكل أوتوماتيكي، فإن أولاد الرؤساء العرب غدوا بدورهم ورثة طبيعيين لآبائهم. ولا يشذ عن هذا التقليد الجملكي حتى الآن أحد، لا بل إن أحد الرؤساء رفع من شأن المرأة في بلده بشكل مثير للاستغراب، مما جعل الجميع يثني على غيرته على الجنس اللطيف دون أن يدروا أنه كان يريد من وراء ذلك توريث الحكم لزوجته، لولا أن الله رزقه مولوداً ذكراً على مشارف السبعين من العمر، مما يعني أن الطفل سيرث أباه يوماً. باختصار فقد توحد نظام الحكم العربي بشكل واضح، مما يجعل جامعة الدول العربية الأكثر انسجاماً وتجانساً من حيث طبيعة الأنظمة المنضوية تحت لوائها. وهو أمر لن تجده في أي تكتل سياسي آخر، لا في أوروبا ولا في آسيا ولا في أفريقيا، فالاتحاد الأوروبي مثلاً أقل توحداًً من الجامعة العربية، سيما وأنه يضم الرؤساء والملوك المختلفين سلطوياً، بينما باتت جامعتنا الغراء تضم صنفاً واحداً لا شريك له من أنظمة الحكم. ولو نظرت إلى أبناء الزعماء في الجملكيات والملكيات العربية لما وجدت فرقاً واحداً، فالجميع متحد على تبذير ثروات البلاد والتصرف بمقدراتها كما لو كانت ملكه الخاص. ما حدا أحسن من حدا، فكما أن الأبناء والأقارب في الأنظمة الملكية يستحوذون على الأرض وما عليها، فإن نظراءهم في الأنظمة الجملكية يستأثرون بالجمل وما حمل. فمن المستحيل مثلاً أن تذهب وكالة دسمة خارج الدوائر الضيقة. وقلما تجد شركة تبيض ذهباً خالصاً في طول العالم العربي وعرضه لا يملكها أولاد الزعماء أو أقرباؤهم، مما جعل بعض أبناء الرؤساء والمقربين يصبحون من أصحاب المليارات بسرعة البرق، لا بل إن الشعب يتندر في أحد البلدان العربية بأن ابن الرئيس سيشتري شقة في مدينة ساحلية وشقة أخرى في مدينة نائية جداً، وسيفتح الشقتين على بعضهما البعض. باختصار لم يعد هناك فرق بين ابن الملك وابن الرئيس، فالاثنان غاية في الوحدة والاتحاد والانسجام من حيث النهب والسلب. وحدث ولا حرج عن الوئام الأمني منقطع النظير بين الأنظمة الملكية والأنظمة الجمهورية العربية المزعومة، فوزراء الداخلية ورؤساء أجهزة الأمن من كلا الجانبين لا يفوتون اجتماعاً واحداً في تونس الخضراء للتنسيق فيما بينهم، مما يجعلهم الأكثر اتحاداً وتوافقاً، وكأنهم عائلة واحدة لا يأتيها الخلاف لا من بين يديها ولا من خلفها كي تكون دائماً بالمرصاد لكل من ينبس ببنت شفة ضد هذا النظام أو ذاك. وبالتالي فإن هذا الاتحاد الأمني الرهيب لا بد أن يخلـّف شعوباً من طينة واحدة ديدنها المشترك الانبطاح والرضوخ الكامل، وهذا بدوره يجعل الشعوب العربية الأكثر وحدة وانسجاماً من حيث الركوع والاستكانة، بحيث لا تجاريها شعوب أخرى حتى في أفريقيا. ولنتذكر كيف أحرق الشعب الكيني الأخضر واليابس احتجاجاً على تزوير الانتخابات بنسبة خمسة بالمائة، بينما لا تحرك الشعوب العربية ساكناً احتجاجاً على تزوير إرادتها مائة بالمائة. زد على ذلك أن تلك الشعوب العربية يجمعها عامل مشترك قوي جداً، ألا وهو أنها جميعاً تعاني الفقر والفاقة وحتى الجوع أحياناً، فأينما وليت وجهك ستجد اختلالاً رهيباً في توزيع الثروة بين أنظمة متخمة وشعوب لا تجد قوت يومها إلا بصعوبة فائقة. وكل ذلك بفضل الاتحاد الأمني العظيم الذي يجعل أجهزة الأمن الجمهورية والملكية على قلب رجل واحد يحمي الفساد والاستبداد بأسنانه. وهذا بدوره يجعل كل الدول العربية تقريباً مستقرة استقرار القبور. هل شاهدت حراكاً شعبياً في البلدان العربية إلا ما ندر. الاستقرار يعم العالم العربي من المحيط إلى الخليج خالقاً وحدة عربية لا مثيل لها في العالم. الجميع مستقرون لكن طبعاً في القاع، وذلك بفضل الاتحاد الأمني العربي منقطع النظير. وأتحدى أن يكون هناك تنسيق أمني بين أجهزة الأمن الأوروبية التي تنضوي تحت لواء اتحاد لطالما عيّر العرب بعضهم البعض به. لكن لا، فنحن أمنياً أكثر وحدة واتحاداً من أعتى الاتحادات في العالم. ويسألونك عن الوحدة العربية. وعلى الصعيد السياسي قلما تجد اندفاعاً مشتركاً لدى زعماء أي أمة من أمم الأرض للتسبيح بحمد أميركا وإسرائيل كما هو الحال لدى الزعماء العرب، ولا فرق هنا بين نظام ملكي ونظام جملكي. فالكل متحد على التودد لتل أبيب والسير على الصراط الأميركي المستقيم، إلا ما رحم ربي. أما إعلامياً فإن وسائل الإعلام العربية الرسمية تعطيك الانطباع أن لها رئيس تحرير واحداً لا شريك له، فهي نسخة مكررة عن بعضها البعض إلى حد التماثل والانصهار. هل تريدون وحدة إعلامية أقوى من هذه الوحدة التي يذوب فيها الكل في الكل؟ فلو غيرت اسم الزعيم في بداية نشرات الأخبار العربية الحكومية لوجدت أن الكليشة ذاتها تتصدر كل النشرات دون استثناء. إنها الوحدة في "أرقى" صورها الاندماجية. ومن الناحية الاقتصادية قلما تجد دولاً تحارب التقدم العلمي والتكنولوجي والصناعي كما تفعل الدول العربية، فكلها مجمعة ومتحدة على إبقاء بلدانها وشعوبها في أسفل السافلين. يا إلهي كم أشعر بالتضامن مع الإخوة العرب في كل بلد عربي أذهب إليه، فالكل يتحدث عن هموم ومشاكل واحدة ومتطابقة بشكل عجيب. ولو غيرت اسم البلد لوجدت أن ما ينطبق عليه ينسحب بدقة متناهية على بقية البلاد العربية دون استثناء، وكأن هناك إستراتيجية رسمية عربية موحدة في تعميم التخلف والفساد والاستبداد. بربكم، من قال إنه نحن العرب ليس بيننا وحدة حال؟ من قال إننا لسنا أمة عربية واحدة؟ عاشت الوحدة العربية، تعيش، تعيش، تعيش! By: د. فيصل القاسم 2010 © Al Sharq . All Rights Reserved RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 07-26-2010 http://www.al-sharq.com/articles/writer.php?wId=20 ما أكثر المال وما أقل الاستمتاع! 2010-07-25 صدق من قال إن المال لا يصنع السعادة، وشتان بين أن تكون سعيداً وأن تكون ثرياً. لكن بالرغم من اقتناعنا بهذه المقولات التي لا نطالع جريدة إلا ونقرأها، ولا نتابع إذاعة إلا ونسمعها، إلا أننا نمضي مجاهدين ومصارعين للحصول على المال ظناً منا أنه وحده لا شريك له هو القادر على إسعادنا. إنها عملية خداع يمارسها الكثيرون على أنفسهم ربما بسبب سطوة المال على الحياة الحديثة وتحريكها وجعلها مرتبطة ارتباطاً دائماً ووثيقاً بالفلوس، مما يجعلنا بدورنا مهووسين دائماً بطريقة الحصول عليها وتكديسها. وتمضي بنا الأيام لنكتشف أننا أضعنا حياتنا في اللهاث وراء المادة دون أن نكون قادرين حتى على الاستمتاع بما يمكن أن توفره لنا من ملذات. كم حزنت عندما أخبرني ذات مرة رجل ثري قائلاً: "لقد عملت المستحيل لبناء قصر منيف وشراء سيارات فارهة وألبسة فاخرة وملء المخازن في المنزل بما لذ وطاب من طعام وشراب، لكنني ها أنا الآن لا أستمتع إلا بالقليل مما جنيته من ثروة. فمن شدة لهفتي اليومية على متابعة أخبار البورصة وتذبذبات الأسهم ارتفاعاً وهبوطاً، فقلما أجد الوقت حتى لتناول وجبة شهية، ففي معظم الأحيان ألتهم سندويشة بسيطة بسرعة البرق، لا بل إنني لا أتمكن أحياناً من هضمها بشكل جيد لأن كل تفكيري محصور في حركة الأسهم وإدارة الأموال. وحتى عندما أذهب إلى البيت، فقلما أمضغ طعامي جيداً، فينزل الطعام إلى المعدة غير مهضوم، مما يجعلني لاحقاً أشعر بألم في البطن وتلبك معوي. وحدث ولا حرج عن قيادة السيارة، ففي كثير من الأحيان أقودها بقليل من الوعي، لأن يدي على المقود، وعقلي مشغول في مكان آخر تماماً. ولولا ضرورة الظهور بمظهر جيد لربما ارتديت الألبسة ذاتها يوماً بعد يوم، لأنه وبالرغم من امتلاء الخزانة بعشرات البزات والقمصان والربطات الغالية، إلا أن الأمر ينتهي بي إلى ارتداء قميص أو قميصين دون غيرهما. وكم اشتريت أحذية جديدة وظلت قابعة في علبها، وكذلك الأمر بالنسبة للقمصان والسراويل. وكم اكتشفت أنني اشتريت ألبسة، ووضعتها في مكان ما من البيت حتى وجدتها بالصدفة بعد عدة أشهر في إحدى زوايا البيت المهجورة". لعل صاحبنا أعلاه يصغي للقصة القصيرة التالية التي يتم تداولها بشكل واسع على البريد الإلكتروني بين الأصدقاء ربما أعاد النظر في طريقة حياته، فكثرة المال هذه الأيام تودي بأصحابها إلى المرض والتعاسة أكثر منها إلى السعادة والاستمتاع بالحياة. تقول القصة إن قارباً رسا في قرية صيد صغيرة بالمكسيك، فامتدح سائحٌ الصيادين المحليين في جودة أسماكهم، ثم سألهم كم احتاجوا من الوقت لاصطيادها، فأجابه الصيادون بصوت واحد: "ليس وقتا طويلاً". فسألهم السائح: "لماذا لا تقضون وقتاً أطول وتصطادون أكثر؟"، فأوضح له الصيادون أن صيدهم القليل يكفي حاجتهم وحاجة عائلاتهم. لكن السائح سرعان ما سألهم عما يفعلون ببقية أوقاتهم. فأجاب الصيادون "ننام إلى وقت متأخر، نصطاد قليلاً، نلعب مع أطفالنا ونأكل مع زوجاتنا. وفي المساء نزور أصدقاءنا، نلهو ونلعب بالغيتار ونغني بعض الأغنيات..... نحن نعيش حياتنا". فقال السائح مقاطعاً: "لدي ماجستير إدارة أعمال من جامعة هارفرد، وبإمكاني مساعدتكم! عليكم أن تبدأوا في الصيد لفترات طويلة كل يوم، ومن ثم تبيعون السمك الإضافي بعائد أكبر، وتشترون قارب صيد أكبر مع القارب الكبير، وتستثمرون النقود الإضافية في شراء قارب ثان وثالث، وهلم جرا حتى يصبح لديكم أسطول سفن صيد متكامل. وبدل أن تبيعوا صيدكم لوسيط، ستتفاوضون مباشرة من المصانع، وربما أيضاً ستفتحون مصنعاً خاصاً بكم، وسيكون بإمكانكم مغادرة هذه القرية والانتقال لمكسيكو العاصمة، أو لوس أنجلوس أو حتى نيويورك! ومن هناك سيكون بإمكانكم مباشرة مشاريعكم العملاقة". فرد الصيادون على الاقتراح بسؤال: "كم من الوقت سنحتاج لتحقيق هذا؟" فأجاب السائح: "عشرون أو ربما خمس وعشرون سنة". "وماذا بعد ذلك؟" سأل الصيادون، فقال السائح: "بعد ذلك؟ حسناً أصدقائي، عندها يكون الوقت ممتعاً حقاً. وعندما تكبر تجارتكم سوف تقومون بالمضاربة في الأسهم وتربحون الملايين". فتساءل الصيادون: "الملايين؟ حقاً؟ وماذا سنفعل بعد ذلك؟"، فأجاب السائح:"بعد ذلك يمكنكم أن تتقاعدوا، وتعيشوا بهدوء في قرية على الساحل، تنامون إلى وقت متأخر، تلعبون مع أطفالكم، وتأكلون مع زوجاتكم، وتقضون الليالي في الاستمتاع مع الأصدقاء". فما كان من الصيادين إلا أن ردوا عليه بصوت واحد للمرة الثانية: "مع كامل الاحترام والتقدير يا سعادة السائح، ولكن هذا بالضبط ما نفعله الآن، إذن ما هو المنطق الذي من أجله نضيع خمسة وعشرين عاماً نقضيها شقاءً؟" ليتنا نتعلم من الصيادين المكسيكيين الحكماء، ونستمتع بما توافر لنا من أرزاق، فاللحظة الراهنة لا يمكن أن تعود، والوقت لا ينتظر أحداً. لنستمتع بالورود تحت نافذة الغرفة التي ننام فيها بدل أن نحلم بتلك الحدائق البعيدة. ولنحدد إلى أين نريد الوصول في حياتنا، فلعلنا هناك فعلاً. By: د. فيصل القاسم 2010 © Al Sharq . All Rights Reserved محنة الرأي الآخر في بلاد العم سام 2010-07-18 صحيح أن هناك في أميركا أكثر من عشرة آلاف صحيفة ومجلة ومئات الإذاعات والتلفزيونات، إلا أنها تبدو للخبراء الإعلاميين كما لو أن لها رئيس تحرير واحداً لا شريك له. بعبارة أخرى، علينا أن لا نـُخدع أبداً بهذا الكم الهائل من وسائل الإعلام الأميركية، وألا نعتبرها بأي حال من الأحوال نوعاً من الديموقراطية والتعددية الإعلامية. فالعبرة ليست أبداً في العدد، بل في المحتوى. فلو استمعت ذات مساء لنشرات الأخبار في عشرات القنوات الأميركية المحلية لأخذت فعلاً انطباعاً بأنها خارجة من مطبخ تحرير واحد. صحيح أن بعض القنوات قد تبدأ نشراتها بأخبار مختلفة، لكن ذلك ليس مؤشراً على تنوع الرؤى والتوجهات الإعلامية، بل مجرد تلاعب مفضوح في ترتيب الأخبار لا أكثر ولا أقل. بعبارة أخرى، فإن الاختلاف في العناوين الرئيسية هو لذر الرماد في العيون، لأن الأخبار في كل القنوات تقريباً هي نفسها مع وجود بعض التعديلات في الأولويات. أما المحتوى فهو ذاته تقريباً، لأن الذين يمسكون بخناق هذا الكم الرهيب من وسائل الإعلام يعدون على الأصابع، إلى حد أن بعض خبراء الإعلام يجزم بأن عدد العائلات المتحكمة بالإعلام الأميركي لا يتجاوز أربع عائلات، وبالتالي، فلا عجب أبداً أن يكون هناك ضبط محكم للمواد الإخبارية والإعلامية بشكل عام. وبالتالي فإن ما يسمى بالديموقراطية الإعلامية في بلاد العم سام مجرد ضحك على الذقون، وأن الرأي الآخر يكاد يكون شبه غائب في الإعلام الأميركي. ولو أحصينا عدد الأصوات الإعلامية المعارضة في الولايات المتحدة لما وجدنا أكثر بضعة أصوات، لا بل إن أحدها وهو ديفيد ديوك لم يستطع العيش داخل بلاده بسبب الضغوط والتهديدات فاضطر للهرب إلى خارج أميركا. هل يعقل أن السواد الأعظم من الصحفيين والإعلاميين الأميركيين ينتمون إلى ما يسمى بإعلام الـ Main Stream؟ فلا تغرنكم الشعارات الأميركية البراقة، فهي مجرد خدع ينبهر بها فقط الشعب الأميركي الذي يعتبر من أكثر شعوب العالم جهلاً بالسياسة والقضايا العالمية. وبالتالي يجب ألا نتعجب عندما نستمع إلى رجل أعمال أميركي وهو يجزم بأن صحراء نيفادا موجودة في الباكستان، مع العلم طبعاً أنها صحراء أميركية تجري فيها التجارب النووية. ولو تابع المرء وسأل ذلك الرجل الأميركي أين تقع الباكستان لربما قال في أستراليا. باختصار فإن غالبية الأميركيين لا يميزون "كوعهم من بوعهم" عندما يتعلق الأمر بالإعلام والسياسة والمعلومات العامة، فهم شبه معزولين عن العالم، وغالبيتهم لا يمتلكون جوازات سفر لأنهم يقضون معظم حياتهم داخل الولايات الأميركية. مع ذلك فلو سألت أحدهم عما إذا كانت وسائل إعلامهم ديموقراطية وتعددية لأجابوا بالإيجاب، لأن معرفتهم باللعبة الإعلامية الأميركية ضحلة جداً. هل سمع الأميركيون بخبرين مهمين للغاية دحضا تماماً خرافة الديموقراطية الإعلامية الأميركية التي يتشدقون بها؟ بالطبع لا، وحتى لو سمعوا لربما وصلتهم المعلومة مجتزأة أو محوّرة أو مغلوطة عمداً، فالإعلام الأميركي، كما أسلفت، محكوم بضوابط سياسية صارمة للغاية والويل كل الويل لمن يحاول تجاوزها. قبل أسابيع فقط تعرضت أشهر صحفية أميركية للطرد من منصبها كأقدم مراسلة تغطي أخبار البيت الأبيض لأنها عبرت عن رأي خاص أظهرت فيه تعاطفها مع الشعب الفلسطيني، وطالبت بأن يعود اليهود إلى أوروبا موطنهم الأصلي. فثارت ثائرة البيت الأبيض ومعظم المؤسسات الإعلامية الأميركية، فاضطرت السيدة توماس ذات الأصل العربي السوري (هيلين طنوس) إلى الاستقالة تحت وابل الانتقادات والتهديدات. ولم يشفع لها عملها في الميدان الإعلامي لأكثر من أربعين عاماً، ولا خبرتها الإعلامية ولا مواكبتها لعشرة رؤساء في البيت الأبيض من الانقلاب عليها فجأة بعد إدانتها للاحتلال الإسرائيلي والتسارع إلى الإعلان عن التخلي عنها رغم وصفها بسيدة البيت الأبيض الأولى. لماذا؟ لأنها حادت عن الخط السياسي المرسوم للإعلام والإعلاميين الأميركيين. وها هي شبكة "سي إن إن" تطرد الإعلامية أوكتافيا نصر لنشرها رسالة تعرب فيها عن إعجابها بشخصية العلامة الراحل حسين فضل الله، فقد قررت الشبكة الإخبارية الأمريكية طرد الإعلامية الأمريكية من أصل لبناني رئيسة قسم الشرق الأوسط في الشبكة بسبب رسالة إلكترونية نشرتها وضمنتها رأياً إيجابياً بالعلامة الراحل محمد حسين فضل الله، مما يفضح حرية التعبير المزعومة التي تتغنى بها مواقع القرار السياسي والإعلامي في الولايات المتحدة الأمريكية. قرار الطرد الذي أصدرته الشبكة بحق نصر استند إلى رسالة إلكترونية بسيطة كتبتها على موقع تويتر أشادت فيها بالعلامة الراحل فضل الله وعبرت عن حزنها العميق لتبلغها نبأ وفاته واحترامها الجم لشخصيته. ورغم أن نصر أوضحت أن إعجابها بالعلامة فضل الله نابع عن مواقفه وتصريحاته الداعمة لحقوق المرأة ودعواته المستمرة لعدم التمييز ضدها إلا أن باريسة خوسرآفي نائبة رئيس القسم الدولي في الشبكة قالت إنها بحثت الأمر مع نصر وقررت أن عليها أن تغادر المحطة معتبرة أن تعليقها خلق ردود فعل كثيرة وأن مصداقيتها كصحفية متخصصة بشؤون الشرق الأوسط قد اهتزت. كيف نلوم الحكومات العربية عندما تطرد إعلامياً أو صحفياً من عمله عندما يحيد عن الخط السياسي العام بعد أن رأينا بأم أعيننا طرد صحفيتين أميركيتين من عملهما لمجرد أنهما عبرتا عن رأي مختلف للرأي السياسي السائد في الأوساط الإعلامية الأميركية؟ أليس حرياً بنا أن نتوقف عن تعيير حكوماتنا بديموقراطية العم سام؟ هل كانت شبكة "سي إن إن" ستطرد أوكتافيا نصر لو أنها عبرت عن إعجابها بنتنياهو؟ قال ديموقراطية قال! By: د. فيصل القاسم 2010 © Al Sharq . All Rights Reserved RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 08-01-2010 أرباب إسرائيل يدقون ناقوس الخطر! الشرق القطرية GMT 0:48:00 2010 الأحد 1 أغسطس فيصل القاسم قلما نسمع زعيماً أوروبياً يدافع عن إسرائيل بتلك الفجاجة والحرقة التي أظهرهما رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه ماريا أزنار في مقاله الأخير والمثير الذي نشره في صحيفة التايمز البريطانية تحت عنوان:"ادعموا إسرائيل لأنها إذا انهارت أنهار الغرب". ليس هناك أدنى شك بأن القادة الأوروبيين دون استثناء يتهافتون عادة على إظهار تأييدهم ودعمهم اللامحدود للدولة العبرية بطريقة مذلة، كما لو كانوا مجرد موظفين صغار لدى الدولة الإسرائيلية. لكن، مع ذلك، نادراً ما يطل علينا رئيس وزراء أو رئيس أوروبي عبر الصحافة الغربية ليبارك السياسة الإسرائيلية أو للدفاع عن إسرائيل على رؤوس الأشهاد بالحدة التي أبداها أزنار، فمن عادة القادة الأوروبيين أن يقتصدوا في دفاعهم عن الدولة العبرية في العلن، مع العلم أنهم مستعدون لتقبيل أيدي القادة الإسرائيليين في السر. لكن يبدو أن ما دفع رئيس الوزراء الإسباني السابق إلى نشر مقاله على صفحات إحدى أكثر الجرائد المؤيدة لإسرائيل في الغرب لصاحبها التايكون الاسترالي الشهير روبرت ميردوك أن وضع إسرائيل قد بدأ يتدهور فعلاً بحيث أصبحت بحاجة للدعم المباشر دون لف أو دوران. وإلا لاكتفى أزنار وأمثاله بتقديم فروض الطاعة لتل أبيب بالطرق الغربية المعهودة. إن أزنا من خلال مقاله أعلاه يدق ناقوس الخطر لكل أرباب إسرائيل وحماتها في الغرب كي لا يتباطؤوا لحظة واحدة في دعم الدولة العبرية، خاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها. ولو كان أزنار وأمثاله متأكدين من قوة إسرائيل وسلامة سمعتها على الساحة الدولية لما راح ينظم شعراً في مدحها على صفحات التايمز ويحث المجتمع الأوروبي، لا بل يحذره من مغبة انهيار إسرائيل. ومما يؤكد وجهة نظر أزنار أن الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز نفسه عبر عن شعور مشابه حيال تردي وضعية دولته عالمياً، فقد نقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية، عن مصادر مقربة من الرئيس الإسرائيلي أن الأخير أصبح يشعر في الفترة الأخيرة بالقلق والخطر على مستقبل إسرائيل بسبب تدهور الوضع السياسي وتدني منزلتها في المجتمع الدولي. ووصفت الصحيفة وضع الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز بالـ "كئيب جدا" في الفترة الأخيرة بسبب التدهور السريع في مكانة إسرائيل بين دول العالم.وتابعت الصحيفة أن "بيريز يشعر بالقلق أيضا من إمكانية أن تتحول المقاطعة التلقائية لإسرائيل إلى مقاطعة اقتصادية منتظمة". البعض يقول إننا يجب أن نكون أكثر حذراً في قراءة ردود الفعل الإسرائيلية، فطالما هللنا وطبلنا وزمرنا لتدهور إسرائيل عالمياً لنتفاجأ لاحقاً بأن الدولة العبرية تزداد بأساً وقوة، وبالتالي يجب أن لا تنطلي علينا حيل التمسكن الإسرائيلي التي يمارسونها علينا وعلى العالم منذ نشوء الكيان. فمعروف أن إسرائيل تتظاهر دائماً بأنها دولة مسكينة يحاصرها الأعداء والإرهابيون من كل حدب وصوب كي تبقي على الدعم الغربي والعالمي لها حياً. وهذا الرأي لا شك صحيح، وعلينا دائماً أن لا نقلل من قوة إسرائيل على كل الأصعدة، لكن الزمن الأول بدأ فعلاً يتحول. وهناك الآن على الأقل على الصعيد الشعبي تململ عالمي ضد تل أبيب. لقد كانت مثلاً الجامعات الغربية في السابق وكراً لداعمي إسرائيل حيث كان الطلبة يستميتون في الدفاع عن السياسات والمواقف الإسرائيلية في وجه أي محاضر يأتي إلى الجامعات لينتقد الدولة العبرية. وكم كنا نشاهد مئات الطلبة في الحرم الجامعي ينتظرون المتحدثين كي يرشقوهم بالطماطم ويرددون شعارات معادية لهم لمجرد أنهم معروفون بانتقادهم للسياسات الإسرائيلية. أما الآن فقلما تجد طلاباً في الجامعات الأوروبية ينتظمون للدفاع عن إسرائيل، فقد خبا حماسهم، بينما تعزز على العكس من ذلك وضع الطلبة المعارضين والمعادين للسياسات الإسرائيلية في الجامعات. وحسب المتحدثين المؤيدين لإسرائيل الآن أن ينجو من غضب الطلاب ومظاهراتهم الصاخبة التي تنتظر كل من يحاول أن يدافع عن إسرائيل. وقد شاهدنا الأمر ذاته حتى في الجامعات الأميركية التي بدأت بدورها تتحرر من قبضة جماعات الضغط الصهيونية. فقد تعرض السفير الإسرائيلي قبل مدة إلى هجوم عنيف أثناء إلقاء محاضرة في جامعة كاليفورنيا الشهيرة، فما أن بدأ يتكلم حتى راح الطلاب يقاطعونه ويصرخون في وجهه متهمين دولته بأنها دولة قتل وتدمير. فما كان من مدير المحاضرة إلا أن تدخل مرات ومرات كي يسكت الطلبة الذين خرج معظمهم أثناء المحاضرة احتجاجاً وازدراء. وقد شعر السفير كما لو كان في جامعة عربية لشدة السخط عليه. وفي جامعة أخرى احتج الطلبة الذين يستعدون لحفل التخريج ضد قيام السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة لإلقاء كلمة رئيسة في الحفل. وردد طلاب جامعة برانديز عبارة تقول إن السفير الإسرائيلي هو "لسان حال دولة مارقة". وأدت دعوة سفير إسرائيل إلى خلق أجواء مشحونة في أوساط الطلبة. وفي السويد تعرض سفير إسرائيل أثناء إلقاء محاضرة في جامعة استوكهولم للضرب بالأحذية على طريقة منتظر الزيدي. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن بيني داجان كان يلقي محاضرة عن الانتخابات المقبلة في إسرائيل عندما ألقيت تلك الأشياء عليه من قبل الحاضرين البالغ عددهم نحو خمسين شخصاً. قد يستخف البعض بالمظاهرات والاحتجاجات التي تشهدها الجامعات الغربية ضد زوارها الإسرائيليين. وقد يعتبرها البعض الآخر نوعاً من الديمقراطية والتعددية في الحرم الجامعي. وهذا، حسب معرفتي الوثيقة بالجامعات الأوروبية، ليس صحيحاً أبداً، فقد كانت الجامعات الغربية بمعظمها في السابق معاقل للجماعات المؤيدة لإسرائيل. لا عجب إذن أن بدأ حماة إسرائيل في أوروبا يطلقون صرخات ذعر كالتي أطلقها أزنار. فقد ذكــر أزنار في مقالته الأوروبيين بأن إسرائيل دولة غربية قلباً وقالباً في محاولة منه لتجييش المشاعر لصالح إسرائيل. ناهيك عن أنه لجأ إلى الخدعة الصهيونية المعهودة التي تصور إسرائيل على أنها بلد مسالم يحيط به الأعداء والإرهابيون من كل حدب وصوب، ويريدون إزالته من الوجود. كما تعجب أزنار من هذا التردد المتزايد داخل أوروبا في الدفاع عن الدولة العبرية. وتعجب من ذلك الصمت الذي يلف الغرب منذ سنوات فيما يخص الموقف من إسرائيل. لا بأس أن نكون حذرين، لكن الزمن الأول فعلاً تحول، وعلينا أن نستغل التحول، فهل نفعل؟ RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 08-08-2010 http://all4syria.info/content/view/30370/161/ فيصل القاسم: الإعلام العربي في حاجة إلى مناطحة طباعة أرسل لصديق ايلي هاشم - الحياة 07/ 08/ 2010 فيصل القاسم اسم جمع الآراء المتضادة حوله فكُتَب عنه وعن برنامجه «الاتجاه المعاكس» عشرات المقالات التي تنتقده بشدّة وعشرات المقالات التي تهنئه وتمتدح أداءه. القاسم الذي يقدّم «الاتجاه المعاكس» عبر شاشة الجزيرة هل يعتبر أنّه يسير في الإعلام في الاتجاه المعاكس؟ يقول: «أعتقد أنّ الإعلام العربي الآخر بكل أشكاله هو الذي يسير في الاتجاه المعاكس في حين أن برنامجي يتقدّم بالاتجاه الصحيح لأنّ الإعلام أن لم يكن معاكساً ليس إعلاماً»! عند الاستفسار عن معايير الإعلام الذي يسير بالاتجاه الصحيح بحسب رأيه يوضح القاسم أنّ الإعلام في الغرب يُسمّى السلطة الرابعة، ويشير إلى أنّ هذه التسمية باتت ظالمة اليوم لأنّ الإعلام يجب أن يُدعى «السلطة الأولى» فهو الذي يصنع الرأي العام ويصنع السياسيين وكذلك السياسات، «ومن هنا فمن ميزات إعلام الاتجاه المعاكس هو أنّه يفضح، يقتحم، يكشف، يستفز، يحرّض... وإن لم تكن تلك مهمات الإعلام فعلى الإعلام السلام»! المستغرب أنّ الصفات التي تؤخذ على القاسم من استفزاز وتحريض يعتبرها هو من صفات الإعلام الصحيح، ويبرر ذلك بقوله إنّ الإعلام إن لم يقم بمهمة التنوير والتحريض الإيجابي، وحتّى الاستفزاز، يكون ناقصاً، «وما العيب في ذلك؟» يسأل، «ما العيب في أن تحرّض الشعوب على التحرّر، على التمسك بحقوقها والنضال من أجلها، على المطالبة بالديموقراطية وتحصيل الحقوق؟ وهل استفزاز الحكومات الطاغية والأنظمة الشمولية أمر سلبي؟» لكن هل يفوت فيصل القاسم أنّ ما قد يعتبره مخطئاً يمكن أن يُعتبر صحيحاً من وجهة نظر الآخرين؟ ألا يمكن أن تكون مساعدته للآخر بحسب منطقه هجوماً عليه بحسب منطق هذا الآخر؟ ألا يرى كلّ إنسانٍ الأمور من منظاره الخاص؟ على هذه الأسئلة يجيب: «حين نهاجم تيارات أو سياسات معينة لا نهاجمها من منطلق أنّ رأينا صواب ورأيها مخطئ، نحن نهاجم على أساس أنّ هذه السياسات في رأي الشعوب والإعلام والعالم من حولنا خاطئة ولا بد من استفزازها لتغييرها، نحن لا ننطلق من أساس أنّ في الأمر رأيين». فخ ما... لفيصل القاسم مؤلفات عديدة أحدها كتاب «الحوار المفقود في الثقافة العربية»، وانطلاقاً من هذا العنوان تجدر الإشارة إلى أنّ أكثر ما يؤخذ عليه هو مقاطعته الدائمة لضيوفه مع العلم أنّ الاستماع للآخر هو من القواعد الأساسية للحوار، فهل يُعقَل أن يكتب أحدهم كتاباً كاملاً حول الحوار ويقع في فخ عدم احترام أبسط قوانينه؟ قبل الإجابة عن موضوع المقاطعة يشير إلى مدى حاجة الشعوب العربية إلى الحوار، «نحن في حاجة إلى الحوار والمشاكسة والمناطحة في الإعلام العربي في شكلٍ خاص وفي الحياة العربية في شكلٍ عام، السياسية منها والثقافية والاجتماعية»، ويتابع «نحن أمّة تعيش منذ قرون عدة على مبدأ «احفظ واخرس» (وهو عنوان كتاب آخر له)، نحن أمّة تعيش على التلقين ولا تعرف الأخذ والرد»... ولكن ماذا عن مقاطعة الضيوف ومنعهم من إكمال فكرتهم ما دامت كلّ هذه الأمور واضحة عنده؟ يرد: «صحيح أنني أقاطع المتحدثين أحياناً، ولكن ليس من أجل المقاطعة بل يحصل هذا الأمر كجزءٍ من الحوار وجزء من عملية الأخذ والرد، أضف إلى أنّ البرنامج التلفزيوني لا يحتمل شخصاً يتحدّث لدقائق ودقائق من دون أن يتوقف لأنّ المشاهد سيمَل». ويفرّق القاسم بين مقاطعته هو للمتحدثين التي تتم وفقاً لتقنية مدروسة وبين مقاطعة الضيوف لبعضهم التي غالباً ما يكون هدفها التشويش ومنع الرأي الآخر من الظهور، «فيتحوّل الأمر إلى ما يشبه حديث الطرشان»! هنا لا بد من التساؤل: أليس الاستفزاز الذي يولّده المقدّم هو ما يدفع الضيوف للتحدّث بانفعال والانفعال يؤدّي إلى الصراخ والصراخ إلى حديث الطرشان؟ يميّز فيصل القاسم بين أنواع الانفعالات وتنوّع الضيوف، «أحياناً يؤدي ذلك إلى حوار الطرشان ولكن في أحيان أخرى إلى حوار ساخن يضع الإصبع على الجرح ويسمّي الأمور بأسمائها فيكون مفيداً للمشاهدين». ويتحدّث عن دراسة أجراها أحد الأساتذة السعوديين عن البرنامج أثبتت أن تسعين في المئة من الحلقات ساخنة ولكن هادئة، في حين أنّ عشرة في المئة فقط يتم فيها الصراخ، «ولكن للأسف، تلك الحلقات القليلة تعلق في الأذهان أكثر وتعطي الانطباع أنّ كلّ الحلقات مليئة بالصراخ». شخص هادئ فيصل القاسم يشير إلى أنّه إنسان هادئ لذلك فلا يجب أن يؤخذ عنه انطباع أنّه يشبه في الواقع شخصية المقدّم على التلفزيون، «أنا أحب السكينة وأكره المدينة والضجيج وأفضّل الابتعاد عن الأضواء والصخب». ويفصح أنّه خطر في باله أن يكون المشاهدون قد ملّوا من برنامجه ومن الحوارات الساخنة ومن الصراخ أحياناً، ولكن كلّ تلك الأفكار سقطت حين أوكلت قناةُ «الجزيرة» شركةَ «نيلسون» العالمية للإحصاءات بتقييم وضع البرامج في «الجزيرة» في 17 بلداً عربياً فكانت النتيجة أنّ «الاتجاه المعاكس» هو الأول في كلّ أنحاء الوطن العربي، وأن نسبة مشاهدته تفوق نسبة مشاهدة كلّ البرامج مجتمعة ويبلغ عدد مشاهديه نحو 80 مليون مشاهد! انطلاقاً من هذه الأرقام يجيب القاسم على موضوع الانتقادات الكثيرة التي يتعرّض لها فتلامس أحياناً حدود القدح والذم قائلاً إنّ الانتقادات السلبية مهما كثرت تبقى أقل من التعليقات الإيجابية الداعمة له وللبرنامج. ويوافق على الوصف الذي أطلقته عليه المجلة الأميركية «نورث أتلانتك» بأنّه «أكثر الإعلاميين العرب إثارة للاحترام والاحتقار في آن» مركّزاً على فكرة أنّ الاحتقار يأتي من الأقلية التي ينتقد البرنامج تصرفاتها وأنظمتها وسياساتها في حين أنّ الاحترام ينبع من قلوب المشاهدين الكُثر. بعد الاتجاه المعاكس، إلى أين يتّجه فيصل القاسم؟ «حالياً أجد نفسي متابعاً في الاتجاه نفسه بخاصّة أنّ نسبة المشاهدين عالية، وأؤكّد أنّني حين ألاحظ أنّ هذا الخط الإعلامي لم يعد مقبولاً سأنسحب وأبحث عن خط آخر». ماذا قد يكون هذا الخط الآخر؟ يقول: «لدي أفكار أقوى بكثير من برنامج «الاتجاه المعاكس» وأكثر حساسية، ولكن أعتقد أنّني لن أتمكّن من تقديمها إلا حين يفتتحون قناة فضائية في المريخ»! RE: فيصل القاسم - بسام الخوري - 08-08-2010 خذوا الحقيقة من فم أزنار! 2010-08-08 كم أشعر برغبة شديدة للضحك عندما أسمع زعيماً عربياً أو الجامعة العربية جمعاء وهي تستنجد بالاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأمريكية لردع إسرائيل أو معاقبتها. لا أدري أبداً لماذا يضحكون علينا منذ عقود وعقود بالزعم أن إسرائيل مجرد كيان يمكن مقاومته على انفراد! لا أدري أبداً لماذا تحاول الأنظمة العربية الفصل تعسفياً بين الدولة العبرية والغرب، وبالتالي تقبل بالوساطات الأمريكية والأوروبية بيننا وبين إسرائيل. لا داعي طبعاً لتكرار شطر الشعر الشهير الذي ربما مل الكثيرون من سماعه في هذا الشأن، لكن لا بأس من التذكير به لعل الذكر ينفع يوماً: "فيك الخصام وأنت الخصم والحكم". نسوق الشطر أعلاه بمناسبة المقال الصارخ الذي كتبه مؤخراً رئيس الوزراء الإسباني الأسبق خوسيه ماريا أزنار في صحيفة التايمز البريطانية ليس ليقرأه عرب التبعية، فهم يعرفون منذ البداية أن إسرائيل والغرب كل لا يتجزأ، وبالتالي فإن موالاة إسرائيل من موالاة الغرب، بل ليقرأه الجيل الصاعد كي يطلع بالنتيجة على مدى عمق التحالف بين معظم النظام الرسمي العربي والدولة العبرية، خاصة أن الكثيرين من هذا الجيل يعتقد أن هناك عداء بين الأنظمة العربية وإسرائيل، وهو بالطبع محض خرافة. فالارتباط العربي الوثيق بعواصم القرار في واشنطن وأوروبا هو بالنتيجة ارتباط عضوي بإسرائيل. فلا يغرنك الخطاب الإعلامي العربي الذي يتظاهر بمعاداة إسرائيل، فهو لمجرد ذر الرماد في العيون للتغطية على التحالف الوثيق بين معظم النظام الرسمي العربي والمشروع الغربي- صهيوني. يقول أزنار "إن الغضب الغربي إزاء ما تفعله إسرائيل في غزة يجب ألا يكون أكثر من مجرد شعور عابر، فإسرائيل هي أفضل حليف للغرب في ذلك الجزء المضطرب من العالم". ويمضي أزنار منتقداً الغرب لأنه أصبح يتردد في الآونة الأخيرة في الدفاع عن إسرائيل، خاصة بعد حادث الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية. لا بل يدعو أزنار أبناء جلدته في القارة الأوروبية إلى عدم الانجرار وراء الغضب مما فعلته إسرائيل، وبالتالي على الغرب أن يكون حكيماً في نظرته إلى إسرائيل. وهذه الحكمة تقتضي أن يعي الجميع أن إسرائيل جاءت إلى الوجود بقرار من الأمم المتحدة، وهي بالتالي دولة شرعية مائة بالمائة حسب أزنار، ناهيك عن أنها قامت على أسس ديمقراطية ثابتة، واستطاعت أن تخلق مجتمعاً مزدهراً ثقافياً وعلمياً وتكنولوجياً. وبناء على ذلك، والكلام لأزنار، فإن إسرائيل تعتبر دولة غربية بامتياز. ويشير أزنار في مقالته المفعمة بالتعاطف مع إسرائيل والاستماتة في الدفاع عنها إلى أن هذه الدولة كانت عرضة للهجوم من قبل جيرانها، ثم تلا ذلك استهدافها بأعمال إرهابية تتوجت بموجات متتالية من الانتحاريين. وآخر الحروب التي تستهدف إسرائيل، حسب قوله، هي حملة نزع الشرعية عنها في المحافل الدولية والأوساط الدبلوماسية. وأكد أنه رغم مرور ستين عاما على إقامة دولة إسرائيل فإنها ما زالت تخوض الحرب دفاعاً عن وجودها في وجه الصواريخ التي تطلق عليها من الشمال والجنوب والتهديدات بالإزالة من الوجود من قبل إيران التي تسعى للحصول على السلاح النووي. واعتبر أزنار أن عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ليس له علاقة بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية ورفضها الاعتراف بالحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، بل مصدره صعود التطرف الإسلامي الذي يرى أن إزالة إسرائيل من الوجود واجب شرعي، وإيران التي تطمح إلى الهيمنة على المنطقة. وهذان الأمران ليسا خطراً على إسرائيل وحدها بل على العالم الغربي والعالم برمته. واعتبر أزنار أن نظرة الغرب مشوشة وغير صائبة إلى الأوضاع في الشرق الأوسط. وحذر أزنار الغرب من التراجع عن دعم إسرائيل وتركها تواجه مصيرها وحدها في هذه الظروف، وشدد على أن إسرائيل جزء أساسي من العالم الغربي الذي يعود بالأصل إلى جذوره المسيحية اليهودية، وإذا غاب المكون اليهودي من هذه الحضارة واندثرت إسرائيل فمصيرهم الضياع لأن مصيرهم متداخل بشكل لا فكاك منه. باختصار فإن إسرائيل، حسب رئيس الوزراء الإسباني السابق، هي خط الدفاع الأول للغرب. ليس هناك أدنى شك في أن معظم الأنظمة العربية لم تكن تريد أن تسمع هذا الكلام المباشر جداً من أحد أعمدة القيادة في أوروبا، خاصة في هذا الوقت بالذات. فمثل هذا الكلام يزيد في إحراج دول التبعية العربية أمام شعوبها، سيما أن بعضها يزايد على إسرائيل في ذبح الفلسطينيين ومحاصرتهم. لكن لا بأس في أن يصل هذا الخطاب الأوروبي الصريح إلى أسماعنا وأسماع اللاهثين وراء سراب السلام لعلهم يتقون، وبالتالي يتوقفون على الأقل خجلاً عن إيهامنا بما يسمى باللجنة الرباعية التي وللمفارقة كان قد أطلقها أزنار نفسه في عام 2002 تحت زعم التوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين. ويا سلام على هكذا وساطة بعد أن كشر أزنار عن أنيابه، وكشف لنا مدى ارتباطه العميق بالدولة العبرية كغيره من قادة الغرب دون استثناء. لا شك أن كلام أزنار أعلاه قد لا يبدو مثيراً جداً بالنسبة للكثيرين وأنا منهم، لكنه جيد لكونه يفضح أولئك الذين يوهمون شعوبهم ويخدعونهم بنزاهة الدور الأوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط. فإذا كان الوسطاء الأوروبيون في الصراع العربي الإسرائيلي من طينة خوسيه ماريا أزنار وتوني بلير فأبشري يا إسرائيل بطول العمر، وانتظروا يا عرب إلى ما شاء الله كي تسترجعوا حقوقكم المغتصبة من حبيبة أزنار. إن مثل العرب في تعاملهم مع إسرائيل والغرب هو كمثل الذي يضرب البردعة ويترك الحمار. ولا أقصد بهذا الكلام شن حروب على الغرب راعي الدولة العبرية، فهذا محض هذيان، بل على الأقل الضغط على أرباب إسرائيل، بشرط طبعاً أن تكون هناك رغبة عربية حقيقية في تحصيل الحقوق المغتصبة وتحرير الأراضي المحتلة. وهو أمر مشكوك فيه كثيراً. وطالما أن العواصم الأوروبية والأمريكية هي مربط خيل العديد من القادة العرب، فلا بأس أن يتحول المربط إلى تل أبيب جهاراً نهاراً، فلا فرق بين فروع الأشجار إذا كان الجذر واحداً. أليست هذه نصيحة أزنار ومن قبله كل الرؤساء الأمريكيين للعرب؟ إلى كل الحائرين من أبناء جلدتنا: خذوا الحقيقة من فم أزنار! ألم يقل لكم: الغرب ينهار بانهيار إسرائيل؟ By: د. فيصل القاسم 2010 © Al Sharq . All Rights Reserved |