نادي الفكر العربي
تعاسة العرب المعاصرين - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: تعاسة العرب المعاصرين (/showthread.php?tid=34962)

الصفحات: 1 2 3 4


RE: تعاسة العرب المعاصرين - بوعائشة - 01-21-2010

العراق السليب

حافظ الشيخ صالح

سوف يبقى العراق سليباً وفاقد المشيئة الوطنية والاحساس بالكرامة ليس إلى أنْ تزول عن صدره الامبريالية الأمريكية ولكن حتى يتحرر أيضاً، ولو بعد عقود، من آثار الامبريالية الإقليمية الفارسية التي هي أشدّ خطراً وأبلغ في الضمّ والتهديم من عساكر الأمريكان ومن استخباراتهم، فهي هذه تستهدف العقيدة وذات برنامج استراتيجي طويل الأمد يقوم على التبشير وشراء الفقراء واستغلال فاقتهم المدقعة وجهلهم المظلم، على أنحاء ما حدث في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فيومذاك لم تنتشر الصفوية في جنوب العراق إلا في ركام الجهل الأعمى وفي طوايا الفقر المذلّ، وهرباً من التجنيد في جيش الدولة العثمانية، ثم صار الشيء المؤقت شيئاً دائماً وسُنّة حياة وطريقة في التعبد، ومع مرور الزمن ومع الهجرات ومع التكاثر الطبيعي البيولوجي صار ما هو عابر وغير لافت يومذاك لأنظار الدولة العثمانية ومخابراتها، صار حقيقة قائمة على أقدام عقيدية واجتماعية ودموغرافية وجغرافية، وبذلك انشطر المجتمع العراقي إلى شطرين وضربهُ التجزيء.

فالعراق الآن، تحت هيمنة الاحتلال الفارسي، مهدّد في الدرجة الأولى إلى الدرجة المائة بزيادة التبشيرات الممنهجة والمبرمجة بالصفوية، وبزيادة انتشار الصفوية بين السكان، والانتباه لهذا النذير هو واجب دول الخليج والجزيرة العربية، لا واجب العراقيين الوطنيين وحدهم وخصوصاً من أهل السنّة الذين يقودون الآن العمليات الفدائية، كلما سنحت لهم الفرصة، ضد الاحتلالين التوأمين الأمريكي والفارسي.

سوف تطول مسألة العراق السليب ولسوف تتطاول ملحمة التحرير، عقوداً موصولة قادمة على الأرجح، فلن يتمادى صبر سُنة أهل العراق ولكن يبقى على الجيران، خاصة السعودية، نصرتهم.



RE: تعاسة العرب المعاصرين - بوعائشة - 01-22-2010

أمريكا: فظائعها وروائعها

حافظ الشيخ صالح

أمريكا الداخل هي خلطة نادرة من الفظائع والروائع فهنالك الفقر الفريد والبيوت الرثّة والشقق المتهدمة والأحياء التي يتجاور فيها الفقر المدقع مع العنف وتسكنها العصابات والجريمة، وهنالك الذين فقدوا المأوى فهم يباتون في الشوارع وفي الأزقة الجانبية الظلماء، وهنالك "العالم الثالث" يقطن في دواخل أمريكا ويعيش فيها ومعها.

وهنالك أدوات الضبط والربط الرهيبة في أيدي الطبقة العليا المهيمنة تحكم بها الناس وتتحكّم بواسطتها في الطبقات الوسطى وفي الطبقات الاجتماعية السفلى، تقسو عليها في القمع وترتهنها عندها من طريق غسل متأن ومديد لمخاخها، مانعة إياها حتى من التفكير في شيء جذري أو ذي معنى للتغيير نحو الأحسن، ناهيك عن إعادة توزيع الثروة وموارد القوة في البلاد.

وأمريكا هي أيضاً وفي الوقت نفسه بلاد الروائع الفريدة، فليس في العالم كافة مثيل أو شبيه لروائع أمريكا.

إنها بلد برنستون وهارفارد ويييل وكولومبيا وبيركلي، جامعات ذات تعليم نخبوي نوعي رفيع ليس يوجد ما يضاهيها في الدنيا غير أوكسفورد وكمبرج في انكلترا، الحريات فيها ذات ضبط وربط، فهي ليست مطلقة، ولكنها حريات فسيحة ومعقولة تبز نظيراتها في خارج أمريكا.

وأمريكا للأثرياء وللطبقة الاجتماعية الوسطى العالية هي بلد الفرص النادرة وترقية المعيشة وبلد الحياة الهانئة والمطعم الهنيء وبلد المواصلات الميسورة وثورة المعلومات حقبة من بعدها حقبة.

وأهمّ شيء أنها في عمومها بلد الشعب الطيب والسهل الانسجام والمهضوم جدا.