حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
لماذا يستهزأ المسلمين بالرسول؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: لماذا يستهزأ المسلمين بالرسول؟ (/showthread.php?tid=36952) |
RE: لماذا يستهزأ المسلمين بالرسول؟ - بهجت - 04-29-2010 الأخ الكريم هولي مان . 1- يا صديقي .. لأن حديثي عن الإهانات التي توجه إلى المسلمين ، فردي محصور في واقعة بعينها ، رغم هذا ستجد أني أفردت فقرة خاصة هي الفقرة (8 ) أغتنم فيها هذه الفرصة لأذكر المسلمين ( السنة هنا ) بأهمية احترام غيرهم من منتسبي الأديان و المذاهب المخالفة . 2- حتى لا أشغل الشريط بغير ما يخطط له الأخ طريف سردست ، سأضع هنا وصلة بشريط طرحته حول نفس القضية بعنوان " الكاريكاتير .. مجرد رأي هادئ جدا ." ، سبق ان طرحت فيه أفكاري المتواضعة حول القضية في وقتها( 2006 ) . اضغط هنا يا عزيزي .. إن الهجوم على الإسلام و المسلمين لم يتوقف منذ حوادث 11 سبتمبر ، لقد سيطر العداء لكل ما هو مسلم و إسلامي على عقول و قلوب أجهزة الإعلام في الغرب ، و أصبحت صورة المسلم إحدى السيئتين إما صورة أسامة بن لادن القاتل الإرهابي أو صورة هارون الرشيد زير النساء . إن ما ورد في الصحيفة الدانماركية ( يولاندس بوست ) ليس أول و لا أبشع ما تعرضه الصحف الغربية ، بل هو قطرة من محيط ،يبقى أن نسأل لماذا كل هذا الغضب على مجرد رسوم كاريكاتيرية لا تعني شيئا ، بينما لم يتحرك أحد للرد على تصريحات السيناتور الأمريكي عن كولورادو توم تنكريدو التي قال فيها :" سندمر مكة و سنسوي قبلتهم بالتراب "؟ . الأمر كله أشبه بما يسمى بعفريت العلبة يخرجه من يشاء في الوقت المناسب له . نعم هناك عفريت و لكنه موجود دائما و بدلا عن هذا التهريج و دفع الجماهير في الشوارع كالأنعام ، لماذا لا تكون النخب العربية راشدة و تتصدى للظاهرة في أعماقها ،و أن تدير حوارا حضاريا فعالآ مع العالم ،و أن تبدأ بنفسها فتحترم المخالف ،وتتوقف عن التحريض الطائفي ولو بالتغاضي و التساهل . إننا نرتجل المشاكل ارتجالا ثم لا نستطيع حلها و ندفع ثمنا باهظا دائما لأننا فقدنا عادة التفكير و أدمنا الاستمناء الفكري . نثور من أجل صور كاريكاتيرية معتادة في مجتمعات بعيدة لا علاقة لنا بها تقريبا ،و لا نثور من أجل حريتنا و كرامتنا ، بل نخرج في الشوارع نهتف لقيادات فاشية مجرمة لا تتورع عن نهبنا و قتلنا و جعلنا مسخرة للعالم كله . علينا أن ننظر جيدا لأجندة من يشعلون النيران في العواصم العربية ،و تكون النتيجة طرد العرب من أوروبا و ملاحقتهم في أمريكا و وصمهم كهمج و برابرة في العالم كله . إني و ببساطة أتمنى أن يرشد المسلمون تصرفاتهم ،ولا يتوقفون عند ردود الفعل البلهاء ، بل يجب أن يبادروا بمد جسور التفاهم مع العالم ،و ان يتصرفوا معه بآليات الحضارة ، ومن يتضرر من فعل فعليه ان يلجأ إلى القضاء في مجتمعه المحلي ولا يصدر لنا مشاكله ، على المسلم الذي يعيش في الغرب حله مشاكله كمواطن فرنسي أو انجليزي .... الخ كما يفعل اليهودي و البوذي و الهندوسي ... الخ ، إني ضد المركزية في معالجة مشاكل الأقليات المسلمة كما وضحت في الفقرة (2-) . 3- أنت تطرح قضية كبيرة بالفعل.. التفرقة بين نقد العقائد و تحقير منتسبيها .. ، لن يمكن بالطبع تناولها هنا الآن بشكل عرضي ، إني ضد تقديس العقائد ، بل أرى أنها مجرد أفكار تخضع لآلية النقد ،و لكني ضد الحملات المبرمجة لتسفيه عقائد لحساب عقائد أخرى ، أي أن ما يعول عليه هو السياق . ليس نادرا ما انتقد العقيدتين المسيحية و الإسلامية في معرض دفاعي عن العلمانية و حق الإنسان في عدم الإيمان كخيار ديني ،و لكني ضد حملة إزدراء المسيحية التي يمارسها الدعاة المصريون ،و ضد تحقير الشيعة ووصفهم بيهود الأمة ،و ضد الحملات المنهجية التي تستهدف العقيدة الإسلامية و المسلمين في الغرب . 4- عن الحكماء ..قصدي واضح ..فمع ثورة الإتصالات اختلط الحابل بالنابل ، فكل من يمتلك كي بورد يصر على أن نتعلم منه الحكمة ، لا أرى القرضاوي و لا غيره من المنتفعين بالأصولية عقلاء ، فالعقلاء هم من يعتمدون المنطق منهجا ،و الواقع منطلقا و المساومات أداة . الآراء الرشيدة قليلة بالقطع خاصة في هذه القضية ،و لكننا لا نعدمها . قرأت في صحيفة أخبار اليوم القاهرية و أثناء أزمة الرسوم الدانيماركية رأيا لروجيه جارودي ، يوافق عموما ما عرضته سابقا في مداخلتي ، و لكنه يرى أن إدارة جورج بوش خلف الأمر كله حتى يؤكد همجية المسلمين ،و أنه مصيب في سياساته العنيفة ضدهم ،و هو أيضا يطالب برد عقلاني . أيضا سمعت رأيا جيدا لفقيه سعودي شيعي يدعى الصفار في حوار مع تركي الدخيل في قناة العربية ، هو يؤكد على ضرورة حصر القضية مع الصحف المسيئة وعدم توسيعها لتشمل شعوبا أو أديانا بأكملها ، أرى أن هذا الرأي ليس فقط يتفق مع روح العدل التي تحصر الفعل في الفاعل بدون أن تمتد للجميع ،و لكنها أيضا تتفق مع مبدأ هام هو حشد القوى ضد هدف بعينه و عدم إهدارها بالتوسع ضد أهداف لا نهائية ، فكي تحدث أثرا عليك أن تكور قبضك و تصدم بها نقطة محددة في خصمك ،الأحمق فقط من يفتح أصابعه و يضرب بكفه خصمه على كامل جسده ، فلن يفعل شيئا سوى أن يكسر أصابعه دون أن يحدث به مجرد خدش . أليس هذا ما نفعله الآن ؟. RE: لماذا يستهزأ المسلمين بالرسول؟ - السلام الروحي - 05-02-2010 اقتباس:ان فكرة تعليقك القائمة على " المصلحة" وليس المنطق الاخلاقي هي نفس الفكرة التي قدمها مواطن مصري وليس بينكم اختلاف في الفكرة. بل وان اتفاق مواطن مصري مع النقطة السادسة من تعليق الاخ بهجت، واعلاني اتفاقي معها انا ايضا من اجل ايصال الفكرة اليكم (لاحظ الان اننا نحن الاربعة متفقين على النقطة المصلحية ذاتها ) ومع ذلك لم تتغير نقطة الخلاف الرئيسية التي (ترفضون رؤيتها) وهي ان سلوك الاصوليين هو الإستهزاء الحقيقي بالرسول، لانه قائم على تجاهل بديهية سمو الرسول وقبول الاهانة مع مايترتب على ذلك من اسقاط منزلة الرسول حسنا سأبين لك أن الأمر ليس كما تتصور ، وأن تحججك العقلي يمكن دحضه ، أنت هنا تفترض منطقا أخلاقيا وتتوقع من الأصولين أن يعملوا وفقا له ، والأصوليون سيحاججونك عقليا ومنطقيا أن الغضب للإهانة لا يعني بالضرورة قبولها مما يؤدي لسقوط سمعة الرسول لسقوط سموه كما تدعي ، وقد رد عليك كل من الزميلين: احذروا الفتنة و مواطن مصري أن شخصا يسب أهل شخص آخر ويصفهم بالحيوانات فإن غضب المسبوب من الساب لن يعني أن أهله فقدوا إنسانيتهم كما فقد الرسول سموه ، وقد ترد بقولك: ههنا يوجد تساوي ولا يوجد علو ولا دنو بين الساب والمسبوب ، لا بأس ، سنأتي بعد قليل لمعالجة العلو والدنو ولنرى أمثلتك التي عرضتها لتثبيت موقفك: حديثك عن أن آينشتاين لو سبه شخص ووصفه بأنه حمار فسيكون موضع سخرية من الآخرين ومن آينشتاين نفسه ؛ لأن ذلك راجع لأن الشخص الذي وصف آينشتاين هو أدنى منه وآينشتاين أعلى . أليس كذلك؟ دعنا نسأل: لماذا يصف شخص آينشتاين بأنه حمار؟ وكيف قدرت أن الشخص الذي سب آينشتاين هوأدنى منه؟ عندما يكون الشخص الذي يسب آينشتاين ويصفه بأنه حمار في الرياضيات أو في الفيزياء عندها يكون لمثالك معنى ويكون للدونية ولعلو آينشتاين معنى أيضا أما أن يسب شخص آينشتاين بأنه حمار هكذا فلا معنى له ولا معنى لدونية الشخص ولا لعلو آينشتاين معنى هنا أيضا وهذا ينطبق على مثالك اللاحق عن سيبويه كونك وصفته بعلوه في العربية مقارنة بغيره وهذا له معنى هنا حسنا لنرجع الآن لموضوع سب الرسول من قبل شخص لنرى على أي أساس سبه؟ وكيف حكمت على ذلك الشخص أنه أدنى من الرسول والرسول أعلى منه؟ ربما تقول أنه أدنى منه من خلال نظرة أتباع الرسول أو ستقول أن ذلك الشخص أدنى من الرسول كونه ليس نبيا إن قلت أنه أدنى منه نظرا لاعتبارات أتباع الرسول فهذا مقبول إذا كان الشخص الذي سبه مؤمنا به وهذا ممتع ، وإن كان غير مؤمن به فلا يوجد دونية لانعدام المقياس بين الطرفين. بينما لطفل في مثالك عندما يصف رجلا بالحمار تحققت الدونية كونه طفلا لا يعتد به وانعدم المقياس في حين أن وصفه للحاكم العربي بالحمار تحققت الدونية للطفل وتحقق المقياس من خلال العقل الجمعي كون الحكام العرب حمير ولا ريب في هذا الزمن. وإن قلت أنه أدنى من الرسول لاعتبار محمد نبيا وهو ليس بنبي فهذا غير مقبول كون الشخص لا يؤمن بمحمد نبيا ، فلا يوجد دونية ولا يوجد مقياس بين الطرفين كما ورد سابقا مع الحالة الأولى ، هاهنا لديك مشكلتان: دونية الرسام وانعدام المقياس. افتراضك أنه أدني من الرسول لاعتبارات أتباعه واعتبارات غير أتباعه اعتمادا على نبوة محمد لا يلزم منه كون هذا الشخص أدنى من محمد كما بينت لك سابقا لاعتبارات الدونية والمقياس كما أن السمو الذي يحمله محمد لا يقوم على دونية هذا الشخص أو غيره حتى يفقده والتي اعتمدت عليها لتثبيت الإهانة ، بل سموه يعود لذاته فلا يمكن أن يفقد سموه بسبب خارج عن ذاته وقولك أن محمدا فقد سموه بسبب قبول أتباعه لتلك الإهانة هو فرض تحكمي وفي الحالتين فإن مرتكزك القائم على الدونية للساب والعلوية للمسبوب لتتحقق الإهانة في هذه القضية تم دحضه عقلا ومنطقا من عدة وجوه. أما استشهادك عن نهي القرآن عن سب آلهة الكفار حتى لا يسبوا الله فلا معنى له ، لأنه الكفار يعتبرون عبادة آلهتهم صحيحة وعبادة الله باطلة فهو يتعامل معهم بناء على معتقدهم فهناك تساوي وهو ما تطلبه لتحقق الإهانة بين الساب والمسبوب ، وهو يوجه الكلام لأناس يعتبرون عبادة الله صحيحة وعبادة آلهة الكفار باطلة فمبادلة السب بين الفريقين بناء على اعتقادات كل فريق قائمة بذاتها أما مثالك عن القرود لو سخرت من إنسان فليس مدعاة للغضب فهذه شطحة وليست بعقل ولا منطق لدعم حجتك! لاحظ أني جاوبتك بالعقل والمنطق لدحض حجتك وأنت تتحجج بالعقل والمنطق وليس هناك مقياس قاطع لحسم هذا الجدل ومن أجل ذلك طالبتك بمقياس للنتائج المترتبة على هذه التصرفات الاحتجاجية لأن حجتك العقلية والمنطقية غير حاسمة وأنت فسرت هذا الطلب مني أنه أمر مصلحي ولكني طلبته لسببين: أن حجتك العقلية والمنطقية غير حاسمة والأمر الثاني رؤيتي أن القضايا الغيبية لا فائدة من التحجج معها أو ضدها عقلا ومنطقا لأن طبيعتها غيبية وجودية وليست معرفية وفسرت ذلك وكأنه أمر ايجابي للقضايا الغيبية أو يبرؤها من تصرفاتها والحقيقة أنه ليس إيجابي ولا سلبي فعندما أقول أن قضية غيبية ما لا تقبل التحجج العقلي والمنطقي فهذا يعني أنها لا تملك الحقيقة ولا الفرض ولا الإلزام ومن هنا تأتي عملية اختراق الفكر الديني بتعطيله من استخدام التحجج العقلي والمنطقي لأنه غير حاسم وكونه يستند لأمر غيبي بينما طريقتك وياللمفارقة تدعم الفكر الديني دون أن تعلم فأنت تفترض بالأصوليين أن يكون أخلاقيين ومثاليين وهذه مبنية على أمرين: أنك تراهم أخلاقيين مثاليين في حالة عدم الغضب من الإهانة وهذا غير صحيح لأنهم بالتالي أشخاص يعيشون بحياة غير أخلاقية ولا مثالية (وأنت تعرف ذلك جيدا) فكيف تفترض أمرا غير موجود؟! أو أنك تريد أن تلزمهم كي تحرجهم وعندها فعدم غضبهم لا يعدو كونهم خالفوك رأيك! مداخلتك الأساسية بالموضوع تقوم على فكرة الإهانة بين الأدنى والأعلى في عالم المشاهد وببساطة لا يمكن مقارنتها مع عالم الغيب من حيث انعكاس تأثيراتها على المتلقين فالرسول وأن كان بشرا فهو مبلغ للوحي الذي هو أداة غيبية والمتلقين هم جميع من في الأرض وكلهم يعرفون أن النبي محمد نبي ليس مبرمجا ولا عالم رياضيات والإسلام دين ليس برمجة حاسوبية ولا معادلة رياضية وإنما محمد والإسلام يمثلان وغيرهما عبر التاريخ رحلة بحث الإنسان عن معنى وجوده الذي ما زال يصارعه ويجهل الكثير حوله. وأرجع لبعض التعليقات معك اقتباس:كما استغرب ان تكون واثقا ان رسام الكاريكاتور الدانماركي هو " مسيحي"، إضافة الى اني استغرب اعتقادك ان الامر بدأ وانتهى من هذا الدانماركي، على الرغم من ان الشعلة اطلقها آية الله العظمى الامام احمد الخميني على خلفية كتاب الكاتب الباكستاني " المسلم" سلمان رشدي.لقد تكلمت عن ثقافة مسيحية رضعها ولم أحدد معتقده من عدمه كما لا أعلم من أين جئت بقولك عن اعتقادي أن الأمر بدأ وانتهى عند هذا الرسام ، ما قلته أن الآثار على سمعة الإسلام تجلت بشكل أكبر بعد أحداث سبتمبر وهذا الرسام من ذيول أحداث سبتمبر اللاحقة إلا إن كنت ترى أن هذا الرسام فعل فعلته بأثر رجعي لفتوى الخميني وأحداث سبتمبر بريئة براءة قميص يوسف من دم يوسف ولكن الذئب لم يتم العثور عليه! وبما أنك ذكرت تلك النقطة السادسة التي اتفقتم الثلاثة حولها فهي مثيرة للجدل وأنا لا أوافق عليها خاصة ممن يدعي العلمانية واللبرالية كما أني لا أوافق على الغوغائية بالتخريب والتكسير ولكن هذا لا يعني أن ردود الأفعال السلبية المتفرقة بالضرورة تؤدي لنتائج سلبية في مثل هذه القضايا , لا إهانة يمكن أن تلحق بالرسول والإسلام من جراء ردات أفعال غير منضبطة لسبب بسيط أن قولك أن قبول الإهانة من خلال الغضب بسببها يعني سقوط السمعة لسقوط السمو مردود كون هذا السمو غيبيا وكون المتلقين من جموع الناس يدركون أنها تتعلق بقضايا دينية غيبية لا يمكن محاكمتها عقليا ومنطقيا بسبب العجز الإنساني تجاه الوجود فسواء كانت بيئة المتلقين إسلامية او مسيحية فهناك عذر تفرضه الظاهرة الدينية على الجميع. وبالتالي هناك صراع ديني ينفخ فيه الغرب قبل الشرق لا فكاك منه وما يحدث اليوم أن الصراع الإسلامي اليهودي الصهيوني الغربي من ستين عام بدأ يتحول إلى صراع إسلامي صهيوني مسيحي غربي و هذا ما يحتاج البعض تبينه ومواجهته. ثم أنه ليس ميزة تفضيلية للمسيحية الغربية أنها لا ترى غضاضة من التعامل مع غيبها وذلك راجع بسبب أن المعتقد الديني المسيحي أنزل الغيبي المقدس من خلال فلسفة الأقانيم في صورة جسد وهذا الجسد معرض للدنس لاختلاط المقدس الكلي الغيبي مع المدنس الجزئي المشاهد وهذا غير وارد في العقيدة الإسلامية ولا يمكن تفضيل العقائد الدينية لأن مرجعيتها غيبية اقتباس:ان منطقك يعني " اننا لسنا المسؤولين عن تصرفاتنا لانها ظاهرة دينية غيبية"، فهل انت فعلا تتبنى هذا المنطق؟أقول إن التصرفات المسنودة لأمر غيبي لا يمكن محاكتمها عقليا ومنطقيا بحيث يمكن أن تكون لها نتائج معينة لدى جموع الناس المتلقين لها من داخل ذلك الدين أو من خارجه ؛ بمعنى لا يمكن أن تراهن على آثارها على الناس سلبا أو إيجابا بالتحجج العقلي وما سيحكم هو الصراع على الأرض لا غير! وتقبل تحياتي.. RE: لماذا يستهزأ المسلمين بالرسول؟ - طريف سردست - 05-03-2010 عزيزي السلام الرحي تحياتي سعيد للغاية بهذا الرد المفصل والمترابط والذي يوضح لنا فكرتك بصورة واضحة ويعالج نقطة الموضوع بجدية. ولاهمية الامثلة الذي طرحتها في شرحي للفكرة بإختصار ، وتفضلت انت ولفت انتباهانا الى مفاصل معينة فيها، اعيد تناولها من جديد، لنرى معنى الاعلى او الاسمى والادنى وعلاقة البديهية الجماعية في الموضوع. نعود مرة اخرى الى مثال اينشتاين.. عندما نقول ان شخص ما، حاقد على اينشتاين لسبب مجهول، وصف اينشتاين الميت بأنه حمار ، فأينشتاين لم يصبه اذى شخصي، والاساءة لم تتعدى التجريد وموجهة الى وعينا نحن الاحياء. وفي وعينا الجمعي تسود بديهية عبقرية اينشتاين، وان تعبير " الحمار" اشارة للغباء، وبالتالي بعيدة للغاية عن الطعن في بديهية عبقرية اينشتاين لمجرد لفظ صادر عن نكرة. كما ترى فالاهانة لم تتم، طالما انه ليس بها ايمان من المعنيين. بالتأكيد سيتغير المعنى والقبول لو كانت وصف الحمار صادر عن " عالم فيزياء معروف" اطلق الكلمة في معرض تقديمه براهين على اخطاء نظريات اينشتاين ، وظهر ان براهينه كانت من البساطة بحيث انها كانت في متناول يد اي عالم فيزياء من الوزن المتوسط على الاقل.. عندها (قد) يكون مبررا اطلاق الكلمة والايمان بها، على الرغم من ان ذلك يبقى غير واقعي. لنفترض ان الاهانة لم تكن موجهة لعبقرية اينشتاين وانما لاخلاقه، اي في مجال غير معترف له فيه بأنه " الاعلى، المتفوق او الاسمى" بديهيا. مثلا ان يقول عنه انه لوطي. في هذه الحالة، قد يندهش السامعين إذ ان الامر محتمل، ولكن يبقى ان على المُدعي ان يقدم برهاناً، إذا كان ستأخذ إدعائاته على محمل الجد. ولنفترض ان المُدعي قدم الادلة وبرهن على ان اينشتاين كان لوطي.. عندها لن تكون هذه إهانة وانما حدث حقيقي يعكس نمط حياة اينشتاين، بغض النظر عن مواقف الاخرين الاخلاقي من اللواط، إذ ان الممارسات الاخلاقية تختلف حسب البيئة والفرد. مثلا لو ذهبنا الى افراد في قبيلة افريقية لازالوا يعيشون عراة وقلنا لهم انهم ليسوا اخلاقيين، لضحكوا علينا واعتقدوا اننا نهزر. لذلك نجد ان القول ان اينشتاين لوطي، مع حقيقة الحدث لن يكون الامر إهانة. ولكن لنفترض انها غير صحيحة، ايضا ستكون وصمة في جبين القائل وليس اينشتاين، من حيث انه ادعاء بدون برهان. ولنفرض الان ان هناك من قال: ان اينشتاين " خنيث ويمص بظر امه"، فهل يكونوا قد تمكنوا من إهانة اينشتاين؟ والجواب ايضا لا، لان اينشتاين ميت، ولايمكن له ان يتأثر شخصيا بالتجريح، كما ان السامعين الذين يحترمون اينشتاين ويقدروه يعلمون ان مثل هذه الالفاظ تمس التكوين الاخلاقي للقائل بالدرجة الاولى وتعبر عن مستواه الفكري والثقافي، وتؤدي الى الطعن في صورة القائل، ولايصاب اينشتاين بشئ. اسمح لي الان ان اتناول نموذج جديد قبل الوصول الى نموذج النبي الكريم، وهو نموذج المهاتما غاندي. لنفترض ان هناك من رسم المهاتما غاندي بصورة ارهابي ينفجر، فعلى الاغلب لن يعير احد الامر اي اهتمام، بالذات لان هذه الصورة ليست لها اي ارتباط في عالم الواقع، حيث يعلم العقل الجمعي ، الغريب قبل القريب، ان مثل هذه الصورة غير حقيقية ولاتمس الصورة السامية للهاتما غاندي في النظر الجمعي، وفي احسن الاحوال لاتعني اكثر من ان الرسام لربما ينتمي الى المدرسة السريالية او انه عنصري او مجنون، حتى لو كان ليس من اتباع غاندي، بل حتى لو كان ذات الشخص الذي قام بقتل غاندي كراهية له. وكما ترى فالاهانة لا تتم الا في قبول العقل الجمعي لها بالارتباط مع روابط واقعية تشكك بالصورة المثالية عنه (في اذهانهم). لننظر الان الى نموذج النبي الكريم. لو افترضنا ان هناك شخص حاقد قال ان الرسول لوطي، ولايملك دليلا، فلن نعيره اي اهتمام لمعرفتنا ان الرسول كان يدعو الى مكارم الاخلاق وقد رباه ربه فأحسن تربيته، وكان يرفض اللواط. ولو كان النبي لوطي ( بمعنى انه ليس نبيا حقيقيا) لشرع اللواطة وكان الامر سهل عليه في مجتمع كان يقبل وجود اللوطيين بين صفوفه الى ان امر بإخراجهم من البيوت. وبالتالي فمثل هذا الادعاء لن يعيره احد اهتمام ولن يشكك بصورة الرسول في اذهاننا. ولذلك فالاتهام الكاذب يهين صاحبه، من حيث ان الفرق كبير بين التهمة والواقع " البديهي" الذي يجري الطعن فيه. إذن فإن طعن البديهات والتشكيك فيها امر مستحيل وينعكس الى ضده. على العكس، لو قلنا ان الرسول ارهابي، او رسمنا صورة له على شاكلة اصوليين ارهابيين، انطلاقا من تصرفات المنظمات الاسلامية الاصولية ( الفعلية) والتي تبررها بالقرآن والسنة، عندها يصبح لهذه الاتهامات معنى في ضمير غالبية المسلمين لان هناك علاقة مع الواقع المعاش، علاقة مع ممارسة محسوسة من قبلنا جميعا، بغض النظر عن ان القائل غير مسلم، إذ ان دونية القائل تقارن بسمو الصورة في عقل المُتقبل وليس القائل، فالمستقبل للاهانة هو الذي ستحدث لديه المقارنة في نتيجتها تنشأ او تسقط الاهانة بالعلاقة مع نقاط المقارنة. اي لااهمية لكون القائل غير مسلم اساسا، إذ ان الاصل في معنى القول ومدى ارتباطه بالواقع، فإذا كان لاعلاقة له بالواقع، والفرق بين القول والصورة السامية البديهية ( في عقل المُتلقي) بقي كبيرا عندها سيكون القول مجرد هراء على الفور (عند المُتلقي) وردة الفعل لن تزيد عن ابتسامة سخرية. في حين ان ردة فعل جدية تعني ان العصبيين يعترفون بأن الاتهامات لها اساس واقعي، يمكن القياس عليه، وليست محض هراء يتعارض مع البديهيات، ومن هنا صرخة الالم. وردود الافعال الاصولية على الادعاءات يذكرنا بالمثل العراقي القائل: "اللي في بطنه عظام بتكركع"، ويعني ان المصاب بالعلة سيعتقد ان كل ذم يمسه وقيل في حقه، حتى لو كان القائل لم يقصده. اكتفي بعالم الواقع واتجاوز عن دخول عالم الغيب، لعدم الرغبة في التوسع.. اشكرك للغاية على اضافتك وجهودك التي اقدرها تماما، واتمنى ان اكون قد فهمتك بشكل صحيح وان تكون فكرتي قد اصبحت اوضح.. خالص الود |