![]() |
|
فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! (/showthread.php?tid=41275) |
الرد على: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - طنطاوي - 01-15-2011 سيانريو تحول تونس لامارة اسلامية ممكن جدا ومن يتعجب عليه تذكر وضع العراق العلماني كثيرا ابان عهد الرئيس صدام حسين رحمه الله ، لم نسمع ابدا عن اخوان عراقيين وفوجئنا بغرق العراق كله في قبضة الاسلام الارهابي المسعور الفوضي تخرج اوسخ ما بالبنيادم والاموال ستتدفق حتما علي عملاء داخليين عداك عن احتما تسللل وتسرب حثالات الشعوب من دول الجوار وتونس تجاور برميل تطرف كبير اسمه الجزائر اتمني ان يحكم الجيش قبضته الحديدية علي الامور وكل سنة وانتم طيبيين وكفاية كده تمليصة ودان للحكام العرب ومن يضربون عشرة وفرحون بما حدث ويقارنون الامر بالثورة الفرنسية فتذكروا انه بعد اقتحام الباستيل ساد عصر الارهاب لعشرين سنة كاملة ولم ينتهي الارهاب الا بقبضة حديدية ديكتاتورية وعاشت تونس و عاش اهلها ولنتمني ان يتعافوا مما هم فيه سريعا واتركوهم بقي في حالهم فهم غير مطالبين بتحقيق كل امانيكم عن الثورات الانتقامية من النظام لاتسقطوا عليهم امنياتكم كما فعلتم وتفعلون مع فلسطينيي غزة والبنانيين الذين وكلتم اليهم مهمه عويصة ليسوا باهل لها وهو قتال اسرائيل RE: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - بهجت - 01-15-2011 و الله يا أخ بسام و يا أخ طنطاوي أنا متفق معكما ، بل أكثر من ذلك أرى أن بقاء كل الحكام العرب الفاسدين أفضل من حكم الإسلاميين لبلد مثل تونس ، فذلك سيكون ضربة قاضية لأي مشروع تحديث عربي حتى في المستقبل . لا يمكن مقارنة ثورة العاطلين في تونس بثورة الجياع في فرنسا ، فالزمن مختلف كلية . ربما أفهم ان يقارنها البعض بالثورات المخملية في أوروبا الشرقية ،و لكن حتى هذه المقارنة غير صحيحة ، فهذه الدول كانت قد استكملت مقومات الدولة الوطنية ،و لم تكن هناك اتجاهات دينية قوية تسعى لقلب الدولة كلها من أجل إقامة سلطة كهنوتية ، كما حدث في إيران و السودان . في تلك الدول الأوروبية كانت هناك قوى سياسية ديمقراطية بديلة جاهزة لإستلام الحكم ، تلك القوى كان لديها مشروعها العلماني الديمقراطي ،و بمجرد إزاحة الديكتاتورية استمرت الدولة بكيانها و مؤسساتها المدنية . فهل هناك في تونس مثل هذه القوى ؟. ليت يكون بيننا من يملك معلومات ( حقيقية ) عميقة عن تونس لشرح البدائل الواقعية هناك ، بدلآ من تلك الحماسيات الإحتفالية ، التي تصلح فقط ليلة العرس ، و لكنها ستكون عديمة الجدوى مع صباح اليوم التالي . RE: الرد على: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - thunder75 - 01-15-2011 (01-15-2011, 03:16 PM)طنطاوي كتب: سيانريو تحول تونس لامارة اسلامية ممكن جدا ومن يتعجب عليه تذكر وضع العراق العلماني كثيرا ابان عهد الرئيس صدام حسين رحمه الله ، لم نسمع ابدا عن اخوان عراقيين وفوجئنا بغرق العراق كله في قبضة الاسلام الارهابي المسعور أنتم تهولون الامر كثيرا اي طنطاوي ، هذه الفوضى سوف تنتهي بأيام معدودات على الارجح وربما خلال ساعات وسوف تعود كل مؤسسات الدولة للعمل كالمعتاد وممارسة دورها الطبيعي ، المقارنة بما جرى بالعراق مقارنة ليست في محلها فما جرى في العراق هو تفكيك وحل جميع مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية (شرطة ، جيش ، مخابرات) والتي عمرها من عمر الدولة العراقية وهي جريمة كانت في منتهى الانحطاط الأخلاقي من قبل الامريكان بحق الشعب العراقي وتدل على حقد دفين تجاه الشعب العراقي. بمعنى آخر ما جرى في العراق ليس إسقاط نظام بل تفكيك للدولة بسائر مؤسساتها العسكرية القتالية والامنية والمدنية. مخاوفي الآن هي عكس مخافك انت وبهجت بالضبط فانا أخشى من انتخاب عسكري رئيسا وبالتحديد رئيس الاركان رشيد عمار الذي بدأت قطاعات شعبية بالدعوة لانتخابه رئيسا بعد 60 يوم وهو يحظى بشعبية لأنه نأى بالجيش وهاجم بن علي قبل ايام وتم اقالته وأخذ صف الشعب ، فالجيش برأيي نادرا ما يخرج حكام ديموقراطيين. وأنا لا اعتبر هذه الحملة بريئة. ![]() http://www.facebook.com/pages/ma-ghda-llmnadat-basm-rshyd-mar-ryysa-arkani-aljyshryysa-lljmhwryt/144312405626423 مرة أخرى تحية للشعب التونسي البطل الذي صنع أول ثورة شعبية في التاريخ العربي المعاصر والذي دشن لحقبة عربية جديدة بدماء ابنائه وبناته الزكية الرد على: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - بهجت - 01-15-2011 يا ريت يا ثندر تكون تخوفاتي مبالغ فيها . و لكن كتر النواح يعلم البكى كما يقولون . تحمسنا بقوة لثورة إيران و كنا نراها ثورة عالمية تقدمية ، و أن الشعب يفرض إرادته في مواجهة الطغيان ... الخ ، و كانت النتيجة كما نعرفها جميعا ، شعب بأكملة يدخل السجن ليس بإرادته فقط بل بتضحيات كبرى ، لا يمكن مقارنة تضحيات التونسيين بها ، بالرغم طبعا من تقديرنا لتلك التضحيات التونسية . تحمسنا لثوار الخرطوم ضد نميري ،و جعلنا سوار الذهب بطلآ قوميا ، و النتيجة ماثلة للعيان ، دولة يرأسها مجرم دولي ،و ثلثها الغني ينفصل عنها ،و حكومة أصولية تجلد مواطناتها في الشوارع لإرتداء البنطلون !. تابعنا بحماس ثورة الأرز في لبنان ،و هناك من اشترى الأعلام اللبنانية ووضعها على سيارته و منزله ، و النتيجة معروفة للجميع ، فثوار الأرز سرعان ما قبضوا ثمن إنضمامهم إلى ثوار المهلبية ( عون و جنبلاط ) ، أو فقدوا حياتهم و الفاعل مجهول معلوم !. تابعنا بترقب و سعادة الفلسطينيين في ثورتهم الديمقراطية الشفافة ، ففوجئنا بأنهم يضعون مشعوذين على رأس حكومتهم المنتخبة ، ثم يطالبون العالم بتحريرهم من ممثليهم الشرعيين !. باختصار .. أرى أننا في حاجة لبعث ثقافي جديد ، في حاجة للحداثة و جرعات متوالية من التسامح و التعددية ، في حاجة للتثقيف العلماني و الحضاري ، و لكني أتخوف من أن نسلم مقودنا للغوغائية الإسلامية تقودنا إلى سجون جديدة، و مذابح جديدة ،و سياط جديدة ، و ساحات جديدة للرجم الرحيم !. و لتتلطف المقادير بالشعب التونسي الحبيب . RE: الرد على: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - عاشق الكلمه - 01-15-2011 (01-15-2011, 04:20 PM)thunder75 كتب: مخاوفي الآن هي عكس مخافك انت وبهجت بالضبط فانا أخشى من انتخاب عسكري رئيسا وبالتحديد رئيس الاركان رشيد عمار الذي بدأت قطاعات شعبية بالدعوة لانتخابه رئيسا بعد 60 يوم وهو يحظى بشعبية لأنه نأى بالجيش وهاجم بن علي قبل ايام وتم اقالته وأخذ صف الشعب ، فالجيش برأيي نادرا ما يخرج حكام ديموقراطيين. وأنا لا اعتبر هذه الحملة بريئة. بالعكس يا ثندر ... حاله الفوضى والانفلات الأمنى التى تشهدها تونس الأن فى حاجه الى قائد عسكرى يكبح جماحها حتى يعيد الأمور الى نصابها الطبيعى , ليس بالضروره أن يكون الحاكم العسكرى ديكتاتورا وخصوصا أنه جاء بعد ثوره شعبيه مظفره , فى الحاله السودانيه عندما ثار الشعب على حكم جعفر نميرى تولى مقاليد الحكم المشير عبد الرحمن محمد سوار الذهب وزير الدفاع فى ذلك الوقت , وقام بتسليم السلطه للحكومه الجديده المنتخبه بعد عام واحد فقط واعتزل العمل السياسى تماما وتفرغ لأعمال الدعوه الاسلاميه من خلال منظمه العمل الاسلامى كأمين عام لمجلس الأمناء . نحن نهنىء ونبارك للشعب التونسى أن أمتلك هو مبادره الثوره على الخلاص من الفساد والظلم والطغيان , حيث كنا قد فقدنا الأمل فى أن يكون فى تلك المنطقه من المحيط الى الخليج رجال أو حتى أشباه رجال , فبعد أن كان توريث الحكم هو المثل والنبراس جاءت الثوره الشعبيه التونسيه بتداعياتها لتعيد الأمور الى نصابها الصحيح وليعلم كل طاغيه أنه وأسرته ليسوا بمنأى عن هذا المصير , لكن ليس لأحد وليس لأصحاب أى تيار سياسى أن يفرضوا رؤيتهم وتوجهاتهم على الشعب التونسى , الشعب التونسى هو من ضحى وهو فقط من له الحق فى حصد ثمار تضحياته وبالطريقه التى يراها مناسبه . الرد على: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - the special one - 01-15-2011 بغض النظر عما ياتي بعد , تونس 2011 مختلفة تماما عن تونس السابقة , لا اعتقد ان اي دكتاتور جديد سوف يجرؤ على العبث بمصير الشعب التونسي اللذي اثبت لبقية العالم انه لايرضى الذل وان العرب لسه فيهم من يعقل ويحسن التصرف .هذا الشعب الواعي والمثقف واللذي يعطي مثلا اعلى لبقية العربان حتى يسيروا على خطاه .والله لو ملانا المنتدى صفحات شكر و مباركات ما اعطينا هذا الشعب البطل حقه .. RE: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - خاليد - 01-15-2011 كل التخوفات مشروعة لكني أجدني متفائلا بأن تونس لن تُجهض ثورتها ،إنها تربية بورقيبة اشتغلت في الظل و ستستمر في العمل ،لقد صنعت أول شعب مسلم علماني في الوطن العربي.هذه العلمانية المستعصية على المسلمين،يحاربها الحكام و الفقهاء على السواء. لعل علمانية تونس عرجاء لكنها اشتعلت فجأة بشعر الشابي الذي يسكننا جميعا و جسد البوعزيزي المحترق. أخيرا آمن شعب شقيق أنه لا بد لليل أن ينجلي فاستحق أن يحيا الحياة. لا الخطب السياسية الحماسية ألهبت الجماهير و لا خطب الجمعة هيّجت الشعب .وحدها التربية فعلت فعلها .يوجد احتمال كبير أن تنتقل تونس من نظام مستبد يحكم شعبا مسلما ،لكن مؤمن بالعلمانية و بالكرامة ،إلى أول نظام علماني حقيقي في الوطن العربي. RE: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - بهجت - 01-15-2011 (01-15-2011, 06:55 PM)خاليد كتب: كل التخوفات مشروعة لكني أجدني متفائلا بأن تونس لن تُجهض ثورتها ،إنها تربية بورقيبة اشتغلت في الظل و ستستمر في العمل ،لقد صنعت أول شعب مسلم علماني في الوطن العربي.هذه العلمانية المستعصية على المسلمين،يحاربها الحكام و الفقهاء على السواء. لعل علمانية تونس عرجاء لكنها اشتعلت فجأة بشعر الشابي الذي يسكننا جميعا و جسد البوعزيزي المحترق.أخ خاليد . ما تقوله هو " السبناريو المتفائل " أي أفضل التوقعات ، لو تحقق فستكون قفزة حقيقية بالعالم العربي ، أي علمانية شعبية لأول مرة في تاريخ المنطقة بعد العديد من العلمانيات المزروعة أو المفروضة ، induced secularism التي سرعان ما تنهار ، كما حدث في مصر والعراق و اليمن . فقط أريد أن نتذكر التجربة الأصولية الخطيرة في تونس المتمثلة في حزب النهضة ( إخوان تونس ) بقيادة شخصية ظلامية هي راشد الغنوشي .ماهو الموقف الأصولي في تونس اليوم ، و هل هناك ضخ من المال البترولي أم لا ؟ . ماهو موقف الأحزاب التونسية الرئيسية؟ ، هل هي قوية متماسكة أم هيكلية مثل أحزاب المعارضة المصرية ؟. أسئلة تحتاج خبيرآ في الشان التونسي . شخصيا أعتقد ان البديل العسكري هو الأقرب للتصور ،و لكن من يدري ؟. RE: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - عاشق الكلمه - 01-15-2011 جزء من مداخله سابقه لى فى أحد الموضوعات .... (12-19-2010, 07:43 PM)عاشق الكلمه كتب: طبعا ضياع الوقت والمجهود فى مناقشه قضايا تافهه كتلك فى الوقت الذى مر فيه حدث كالانتخابات البرلمانيه المصريه على نادى الفكر مرور الكرام ولم يتعرض له أحد بموضوع واحد سواء بالنقد أو التأييد , ولم يخرج مواطن واحد الى الشارع للتظاهر معترضا على التزوير الذى تم سالبا ارادته فى اختيار من يعبر عن طموحاته وتطلعاته لمستقبله ومستقبل أبناؤه , ورضوخ الجميع واستسلامهم للأمر الواقع الذى يرسخ الديكتاتوريه ويمهد للتوريث , هذا أمر مستفز لمن يعتقد أنه ينتمى الى منتدى حوارى فكرى يناقش القضايا المصيريه التى تتعلق بمستقبل الشعوب وطموحاتها , اذ يجد أن ما يناقشه من يعتقدون أنهم النخبه ويشغل اهتماماتهم لا يختلف عما يناقشه العامه ويشغلهم , لكن يختلف التناول ما بين مؤيد ومعارض ولا يخلو الأمر من مزايدات سخيفه وكلام فارغ . بصراحه أنا أشعر بالغيره أن يكون الاخوه التوانسه هم الحجر الذى يحرك الماء الراكد فى هذا المحيط العربى , وكنت أتوقع أن ينطلق هذا الحجر من مصر ليكون لها السبق والرياده فى هذا الأمر كما كانت دائما , وكان يمكن ان يحدث هذا فى اكثر من مناسبه منها مظاهرات 6 ابريل التى انطلقت بمدينه المحله الكبرى عام 2008 والتى دعت لها الطالبه اسراء عبد الفتاح وسوندت فى باقى المحافظات المصريه بالاعتصام مما وضع قوات الأمن المصريه فى حاله استنفار أمنى الا أن الأمور لم تتطور عن ذلك . وكان يمكن لحادث التفجير الأخير الذى طال كنيسه القديسين بالاسكندريه أن يكون سببا فى هذا الحراك المأمول , حيث أن الانفجار الشعبى يحدث فى لحظه ولأى سبب , وكان يمكن للمظاهرات التى قام بها أقباط مصر للنديد بحادث التفجير والمظاهرات الحاشده المؤيده لها فى المدن والمحافظات المصريه أن تكون هى البدايه لو أنها وجدت قياده تحسن استغلالها وتوجيهها فبدلا من أن تصبح انتفاضه طائفيه كان يمكن أن تتحول الى انتفاضه شعبيه لا تهدأ قبل أن تحقق أهدافها , الا أن ذلك لم يحدث ! ورغم ذلك فأنا أتقدم بخالص التهنئه للاخوه التوانسه على ما أحيوه فينا من معان مثل العزه والكرامه كادت أن تموت , وكلى أمل أن تكون تلك الثوره المظفره هى الوحى والالهام الذى يدغدغ أرواح شعوبنا . الرد على: فعلها التونسيون ...وهرب الرئيس !! - أبو نواس - 01-15-2011 للأسف فإن العديد من الزملاء يتناول الثورة التونسية من وجهة نظر "القوميين" أو "اليساريين" العرب.
هؤلاء فشلوا في التنظير لمجتمعاتهم في اللحظة المناسبة وهذا أحد أسباب عزلتهم عنها، وهم يفشلون اليوم في التنظير للمجتمع التونسي "المختلف" جدا عن المجتمع "المشرقي" العربي. (ولا غرابة في هذا الفشل) الاختلاف الأساسي بين المجتمع التونسي و المجتمعات المشرقية هو أن مجتمعات المشرق العربي، من ليبيا باتجاه الشرق وصولا إلى قطر، تعاني من الاستبداد الاستبداد الديني المتحالف، سرا أو علنا، مع الاستبداد السياسي. وهذه "الخلطة" الاستعمارية التي تدعمها إسرائيل، تجعل من أي "ثورة" في هذه المجتمعات ثورة "ملتبسة" يمكن أن ينقض عليها الكهنة أو العسكر أو الإثنان مجتمعان. (كما حدث في جميع ما سمي، زورا، ثورات شعبية وهو في الحقيقة مجرد انقلاب عسكري) في حين أن المجتمع التونسي نجا من الاستبداد الديني حين رفع الحبيب بو رقيبة، قبل أكثر من نصف قرن، كأس العصير، في اليوم الأول من رمضان، وشرب منه قائلا: من شاء أن يصوم فهذا شأنه. أما أنا، والدولة، فلسنا صائمين. وهذا الشهر لا تغيير فيه مثله مثل بقية الشهور. وصفق له جمهور الحاضرين. بهذا أسس بو رقيبة لنظام حكم "علماني" يفصل الدين عن الدولة بموافقة الأغلبية الساحقة للمجتمع التونسي، فتخلص المجتمع تدريجيا من الاستبداد الديني.(لعل هذا يفسر ابتعاد التونسيين عن الارهاب الأصولي) كي يفهم المنظرون العروبيون واليساريون إن ما يجري في تونس اليوم هو معركة شعبية شاملة ضد الاستبداد السياسي، لا صراعا على السلطة بين أحزاب و جماعات سياسية وعسكر وكهنة، عليهم أن يجيبوا عن السؤال التالي: - هل يقبل "الشارع العربي" في المشرق العربي من حاكمه أن يتشبه ببورقيبة، قبل أكثر من نصف قرن، فيرفع كأس العصير ويشرب منه في اليوم الأول من رمضان ويقول: من شاء أن يصوم فليفعل أما أنا، والدولة، فلسنا صائمين ؟؟ الإجابة عن هذا السؤال هي المدخل "الصحيح" لفهم الثورة التونسية اليوم. وليس تلك التنظيرات "العنينة" التي لا تستطيع الفكاك من أسر الايديولوجيا الدينية. باختصار يجب فهم هذه الثورة من خلال سعي الشعب التونسي لتطوير نظامه العلماني إلى نظام ديموقراطي. وهو سيفعل، فالتاريخ لا يعود إلى الخلف إلا حين يفقد الشعب العنفوان. وشعب تونس لم يفقده. |