حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب (/showthread.php?tid=41963)

الصفحات: 1 2 3 4 5


الرد على: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - بسام الخوري - 02-27-2011








انتفاضة 17 فبراير 2011- لنجعله يوم للغضب في ليبيا
هذا هو الحاج محمود محامي يقول كلمته لشباب الزنتان , الحاج محمود هو احد الطلبة الدارسين مع معمر القذافي , فقتل القذافي اخوه في قضية بوسليم ,نعم هذا هوا الوفاء هذي هي هدية الزميل لزميله نعم هكذا تكون هدايا السفاحين من امثال معمر القذافي وما ادراك ما معمر القذافي والفيديو خير دليل ....اخوكم على الدوام اسير الذكريات الجزء الاول

http://www.facebook.com/#!/video/video.php?v=114980118576614&oid=197898230226131&comments


الرد على: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - خالد - 02-27-2011

أنا أعرف بكل ألم رجلا من الذين أجبروا على الحضور ليشهد إعدام أخيه، لكنه غير مصرح لي من قبله أن أذكر اسمه أو اسم أخيه اليوم، لعله يمكن بعد سقوط الطاغية، فلعل الشخص هذا يخشى على بعض أهله هناك.

سؤال، هؤلاء المقتولين بدم بارد، وبكل وحشية، هل يعرف أحد عن خلفياتهم السياسية أو الفكرية شيئا؟

يعني ترجمة لهم، لنعلم سبب الحقد الشديد الفائق للعادة... هل هناك ما يعارض "فكر" القذافي، إن جاز أن نسمي التقيؤ الذي يطلقه القذافي فكرا، أم أنهم مجرد أناس استحضروا عن غير علم لديهم في استحضروا، واعدموا لمجرد إرهاب الغير، من باب "اضرب البريء حتى يرتدع المجرم" حسب زعم القذافي نفسه!


الرد على: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - بسام الخوري - 02-27-2011

كاليغولا الليبي
طباعة أرسل لصديق
نبيل صالح- موقع الجمل
27/ 02/ 2011

مجنون متألِّه وكائن متعدد الشخصيات بعدد الأزياء التي يغيرها كل يوم، فتارة بزي شرقي وأخرى غربي وثالثة عسكري ورابعة قبائلي وخامسة من مسرح العبث وسادسة من المدرسة السوريالية.. فتارة معمر وأخرى مدمِّر، وقد فاقم المنافقون العرب في جنونه، مثقفين ومستثمرين وسياسيين مروا على خيمته متسولين.. جنون أفريقي مستعر كذلك هو معمر القذافي الذي هدم ليبيا في ستة أيام ثم استوى على برج الرؤوس منتظراً تصفيق الموتى في زمن يقظة الأحياء..
لقد عشنا حتى رأينا حميراً تطير مغادرة سماء تونس ومصر، لكن البغل الليبي يرفض الطيران حتى الآن، لأنه إذا طار فلا برٌّ يقيه ولا بحر.. لا أحد سيرضى بإيوائه بمن فيهم أولئك الذين كانوا يصطفون في خيمته طلبا لحسناته منتظرين أن ينهض من قيلولته التي كانت تستمر ساعات وأياماً: صحفيين لبنانيين وانفصاليين سودانيين ومثقفين سوريين وروائيين مصريين.. ثوار إسبان ومافيات إيطالية ويونانية.. أربعون عاماً والقذافي يبعثر أموال الليبيين في أربعة أنحاء الأرض دون عائدات تذكر.. والآن انقلب الجميع ضده بعدما صمتوا على جرائمه كل الوقت!!
إنه نموذج كاليغولا ممزوجاً مع الملك لير مع إضافة شيء من الخراء البدوي.. وللواقع فإن جلَّ القادة والعسكريين الشرقيين يخفون بداخلهم قذافي صغير ويمنعهم نصف العقل الذي يمتلكونه من إظهاره، ولولا القذافون الصغار لما تمكن المجرمون العرب الكبار من الوصول إلى كرسي العرش الذي لا راد لقضائه سوى النفاق لبطشه وثرائه و.. خرائه الأخضر..


• الأسماء الحسنى للقذافي: الأخ- العقيد- الزعيم- قائد الثورة الليبية- أمين القومية العربية- عميد الحكام العرب- رئيس الاتحاد الأفريقي- ملك ملوك أفريقيا- قائد الطوارق- رئيس تجمع دول الساحل والصحراء- قائد القيادة الشعبية الإسلامية- إمام المسلمين- وأخيراً: هادم اللذات ومفرق الجماعات..عزرائيل..
http://all4syria.info/content/view/39949/81/


RE: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - بسام الخوري - 02-27-2011

جنون العظمة ...عنــد سيــف وأبيـــه معمـــر..
2011-02-23 |
صوت للمقال
| التعليقات

حين خلع الشعب التونسي طاغية بحجم بن علي، خرج علينا «ملك ملوك إفريقيا» و«القايد والزعيم» (الثائر) بنص ينتمي إلى عصر ما قبل التاريخ العربي الحديث.. الكل شاهد ذاك الانفعال على خلع «الزين» وهدد الشعب التونسي بما لا يليق بثورة التونسيين.

كان يظن البعض أن هذا «القايد» يتحدث حرصاً على شعب تونس، بلغة استعمارية استعلائية تعتقد أن شعوبنا قاصرة ولا تستطيع تسيير حياتها من دون وجود هؤلاء الطغاة الديكتاتوريين الذين أصابتهم لوثة الجنون في الركون إلى صبر الجماهير العربية تاريخاً طويلاً على القمع والإذلال وامتهان الكرامة.. لم يعتقد هؤلاء أن الشعب العربي ما عاد يقدر على النظر حتى إلى صور هؤلاء الذين ينهبون البلاد ويتحالفون بالمال مع مرتزقة المصالح في الغرب والجنوب والشرق والغرب لمصالح تقابلها شلالات الدم العربي على امتداد معتقلات المسالخ باسم تحالف محاربة «الإرهاب» وإخراس الأفواه عبر جيش من العسس.. عليه كتبت فور أن خرج القذافي يعلق على ثورة تونس بأن «الرجل يقول الحقيقة» الحقيقة التي أصابت هؤلاء برعب ما زال مسلسله مستمراً.. فهذا البلد غير ذاك.. وهكذا قال كل من تحسس رأسه وهو يحتقر العقول والقيمة الإنسانية للعرب..

خرج مساء الأحد/فجر الإثنين وريث «القايد» بخطاب أجوف عبر شاشة الجماهيرية ليزيد الصورة وضوحاً.. سيف الذي رأى رؤية أبيه في تكرار قراءة القيمة الإنسانية لشعبه والشعوب العربية القريبة.. لم يجد هذا الشاب لغة أخرى سوى لغة أبيه في احتقار شعبه واتهام شبابه الثائر بالمخدرات والمسكرات والعمل لأجندات خارجية واللعب على وتر القبيلة والعشيرة والسلاح والنفط والإسلام والمرتزقة.. خلط عجيب لمن دفع أبوه مليارات الدولارات لتبرئته من حادثة لوكوربي والذي قدم أوراق اعتماده لواشنطن بعد غزو العراق على حين شعبه الذي يستحق كل الكرامة وكل الحياة جرى إهماله بما ينم عن علاقة شاذة بين رئيس أساء للفكر الثوري بادعاء الثورية..
لا أفهم كيف لشاب أن يطرق على الطاولة ويرفع إصبعه بوجه شعبه متوعداً ومهدداً بإعادة بلده إلى عصر ما قبل التاريخ لمجرد أن هذا الشعب كما بقية الشعوب العربية أرادت لمرة واحدة أن تغير أنظمتها التي صارت محل تندر واستهزاء بنا عند غيرنا حتى جنوب الصحراء الكبرى.. التافه في كل الأمر أن يتهم هذا الشاب مرتزقة أتى بها الشعب من الخارج، وهو انتقاص من رجولة وقدرة الشعب نفسه، ليخربوا بلدهم حسب ادعاء كاذب كذباً صريحاً وواضحاً، بل هو بنفسه يعرف أن أباه، صديق العجوز المتصابي بيرلسكوني، ظل يكيل الاهانة تلو الاهانة لشعبه بعارضات أزياء وحراسات نسائية وممرضات من أوكرانيا وغيرها.. وما فضحته الصور من مرتزقة يستخدمهم النظام لارتكاب مجازر بحق شعبه واضحة وجلية..
هل فعلاً اعتقد سيف بأنه يمكن أن يرث أباه في حكم أحفاد عمر المختار لمجرد إتقانه جنون العظمة ولوثة السلطة واللعب على عواطف الجماهير والشعب والقبائل بإعادة الخطاب إلى عصر ما قبل الدولة الحديثة في المنطقة؟.. ربما اعتقد بأن الاستعانة بربطة عنق ولباس غربي.. على عكس خيمة أبيه.. ورفع الإصبع بوجه الشعب يمكن أن تجعل منه قائداً ملهماً كما ظن «أمين القومية» قبل أن يصبح «ملك الملوك»..
هذه السلالة من أبناء الطبقة الحاكمة في بلاد العرب تعتقد بشكل جاد أن هزليتها مقبولة فرضاً وبالقوة على شعب يعيش فوق بحر من النفط وهو لا يلمس تطوراً في حياته وبناه التحتية منذ 4 عقود.. هذه البطانة ممن يراد لها أن ترث الأوطان تتعامل مع الشعب وكأنه ملك لإقطاعيات الآباء والأقارب، وهي بطانة تقطر فساداً وفجراً وفسوقاً على حين تبيعنا شعارات عن الفضيلة وعن الدين..
الكلمة التي أذهلتني، لأنها المرة الأولى التي أسمع صوت هذا الشاب، حملت قطيعة أبدية بين الدم الليبي وكرسي الحكم الذي كان يعد نفسه له.. فهو أيضاً وبلا أي أدب في الحديث عن العرب راح يكيل الاتهامات شرقاً وغرباً ويصيب الفلسطينيين بهذيان لا يحتمل.. ربما العزاء الوحيد في كل هذا المشهد العربي الهادر أن شعوبنا ما عادت تصدق صناديق الأكاذيب التي تنتقل عبر العواصم وما عادت لعبة القطرية تنطلي على أحد فما بالنا أمام خطاب يهدد بالنار والدم والإفقار وكأن سيفاً وأباه هما من يمنحان ويقبضان على الموت والحياة لشعب تخطى كل خطوط الاستهبال..
كم مرة كرر سيف جملة «احنا مش تونس ومصر»؟ وكم مرة هدد بالحلف الأطلسي وواشنطن؟.. يا للتفاهة فعلاً حين نعيش زمن الرويبضات والسفاهة بعينها..
لقد لعب القذافي سابقاً على لعبة استعداء شعبه لإخوانهم العرب بالإيحاء بأن أموال النفط تذهب نحو فلسطين وغيرها.. قبل أن يتبين أحفاد المختار أن هذا الذي وصفته المفكرة العربية نهلة الشهال بما يستحق ليس إلا حالة أخرى من حالات الجنون عند «زعامات» تترنح تحت قبضات الثائرين في هذه الأمة..
من يستخدم كل أنواع الأسلحة وكل المرتزقة لسحق شعبه، ومن يستغفل العقول ويهدد بالخارج ويخيف الخارج من شعبه ومن يحاول تأليب أبناء شعبه باسم القبيلة على بعضهم بعضاً.. ومن يشتر النفاق الدولي والغربي تحديداً بأموال نفط الشعب الليبي ليصمت على جرائمه ووحشيته، ومن يقل ما قيل بحق الشعب المصري والتونسي والفلسطيني وبقية العرب.. لا يستحق سوى أن يُخلع وهو يحاول بالدم إيقاف الزمن وإعادته إلى مربع المزايدة الأولى ولسان حاله يقول: إما أنا وإما الخراب!
هل يستحق الشعب الليبي «قائداً» يضع من لا يعجبه في أساسات البناء ويصب عليه الإسمنت (البيتون)؟ ويخطف ويذيب بالأسيد من يعارضه ويخفي خلف الشمس حتى زواره العرب، ثم ينصب «خيمة عربية» ليتشدق بعروبة مطعون عنده بها بالأساس؟
أي جنون هذا الذي يمارسه «زعيم العروبة» وهو يرمي الفلسطينيين إلى الصحراء بعد اتفاق أوسلو، ثم يطرح فكرة تسفيه الحق الفلسطيني بـ«إسراطين» والبحث الدائم عن نيل إعجاب ورضا الغرب؟
أي نوع من الرئاسات التي تحكم وكأن الأوطان عبارة عن مزارع تخصهم وأولادهم وعائلاتهم وزبانيتهم واللعب على وتر استعداء الشعوب لبعضها البعض بسبب كرة قدم وتنافس فارغ على تقديم أوراق الطاعة والولاء لأسيادهم في الغرب؟
هذه هي النوعيات من الحكام العرب الذين يقبضون على كراسي المافيا والفساد في الحكم، ولمن يسأل عن الحال العربي المتأخر في معظم القضايا فعليه أن يمعن وينصت إلى هذه النوعية لنفهم أي مستقبل كان يعمل عليه هؤلاء الحكام المرتعدون من قيام الثورة العربية لتكنس مدنها من عار يتحرك باسم العرب الذين يشعرون بالخجل من أن يولى عليهم مثل هؤلاء الذين ينفخ فيهم الغرب روحاً فاسدة وصمتاً مريباً على مجازرهم..
لكن كل هؤلاء سيعلمون حين تصل إليهم قبضات الشعب العربي أي «حب» يكنه لهم الغرب بنفاقه الذي بان من تجربة بن علي وبعده مبارك بنسق لا يختلف الواحد فيه عن الآخر.. ولا شك في أن هذا الغرب المنافق والممارس لكل الازدواجية في معايير الحرية والعدالة والديمقراطية يزرع المزيد من الوعي في صفوف الشباب العربي الذي يراه من واشنطن حتى فرنسا عارياً تماماً ولن تمر مواقف هؤلاء مستقبلاً من دون أن تدفع الثمن الباهظ لنفاقها.. عندها فليسأل هؤلاء: لماذا يكرهوننا؟ لكنهم يعرفون الأجوبة من الآن..
لثورة الشعب العربي في كل مكان سلاماً.. والعار كل العار على حكام وزبانية الفساد والمافيات!


http://www.alwatan.sy/dindex.php?idn=96576





RE: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - بسام الخوري - 02-28-2011

القذافي.. من كتابه الأخضر إلى «هيئة الأمر بالمعروف».. آراء متطرفة لا تعرف الاعتدال

وزير سعودي راحل يدون تجربته مع العقيد ويتنبأ بتطرفه منذ 32 عاما
جنود تابعون للعقيد القذافي يسيطرون على مداخل أحد الطرق بين مدينة الزاوية والعاصمة طرابلس (رويترز)
الرياض: فيصل آل مغثم
في الوقت الذي لا يزال فيه العقيد معمر القذافي يظهر على شاشات التلفزيون المختلفة بأسلوبه المتطرف، فإن هذا الأسلوب كان هو ديدنه منذ أمد بعيد.. فالكثير من مواقفه طيلة سنوات حكم نظامه التي جاوزت الأربعين عاما، شهدت سياساته وتصرفاته فيها مع دول عدة الكثير من علامات التعجب والاستفهام، حول طبيعة شخصيته المتطرفة، التي كانت دائمة التأرجح بين العنف الحاد، والتصالح الحميم، في تعامله مع الدول، قبل أن تظهر الشخصية ذاتها في تعامله مع شعبه الليبي.

الوزير السعودي الراحل، الدكتور غازي القصيبي، لخص في كتابه الذي أصدره قُبيل وفاته، طبيعة شخصية العقيد القذافي في تعامله الدولي بقوله «لا يكاد العقيد يعترف إلا بنوعين من أنواع التعامل الدولي: الوحدة الفورية، أو الحرب المسلحة».

الدكتور القصيبي كان قد رافق القذافي في مناسبات مختلفة، منذ دخوله العمل الوزاري عام 1975، ودوّن تجاربه الشخصية مع العقيد في أحد فصول كتابه «الوزير المرافق»، متحدثا عن عدد من المواقف التي شهدها مع القذافي، والتي تكشف التناقضات والتقلبات التي يعيشها العقيد.

وأشار الراحل القصيبي إلى أن «شخصية العقيد لا تعرف الاعتدال، فهو إما في حالة عشق عنيف أو كره صاخب، مع مصر، مع السودان، مع مالطا، مع تشاد، مع فرنسا، مع إيطاليا، باختصار مع الجميع»، مشيرا إلى أن علاقة العقيد مع السعودية غريبة ومعقدة، فكلما ساءت جاء بنفسه أو أرسل وفدا لتحسين العلاقات، وكلما وصلت العلاقات إلى درجة معقولة من الود، عاد ونسفها بنفسه وأعادها إلى حالة الفتور، مستشهدا بما قاله العقيد القذافي في حق الملك فيصل، حيث هاجمه بشكل صارخ، ثم جاء بنفسه إلى السعودية ليعتذر ويطلب العفو من الملك السعودي، قبل مقتل الملك فيصل بأشهر، حيث بثت حينها جميع إذاعات الدول العربية القرآن الكريم ما عدا إذاعة ليبيا، ولم يكتف القذافي بهذا فقط، بل صرح مستنكرا الضجة التي صاحبت مقتل الملك فيصل لمجرد أن «تاجر بترول» - على حد وصفه - قد مات.

وبعد إعلان «الجماهيرية» وتشكيل اللجان الشعبية، ومنح السلطة للمؤتمرات الشعبية، وتحويل الوزارات إلى أمانات في ليبيا، تخلى حينها العقيد عن كل ألقابه، مكتفيا بمسمى «قائد الثورة»، الأمر الذي جعله في حل عن المراسم البروتوكولية، حيث لم يصبح منذ حينها ملزما باستقبال أحد أو توديعه أو حتى لقائه، في الوقت الذي كانت فيه لدى القذافي عقدة من الألقاب، حيث كان ينادي «الملك خالد» من دون إضافة، في الوقت الذي تقتضي فيه البروتوكولات الرسمية إضافة لقب «جلالة»، كما أثار ثائرة الملك الحسن الثاني، ملك المغرب الراحل، في أول لقاء يجمعهما في قمة عربية، حين ناداه «يا أخ حسن».

ومما سجله الراحل القصيبي، في كتابه، حول أغرب ما لاحظه خلال إحدى زياراته لليبيا، هو افتقار العقيد القذافي إلى الشعبية بين الجماهير - على عكس ما كان يظهر أو يصوره العقيد - مشيرا إلى أن الوجوه التي تحيي الهتافات للعقيد، والشعارات التي ترفع لأجله، دائما ما تتكرر في مواقع مختلفة، وعلى الرغم من أن الوفد السعودي قطع مع العقيد مئات الكيلومترات، فإنه لم توجد أي جموع أو جماهير.

العقيد القذافي تصرفاته المتطرفة لم تكن على مستوى الدول فحسب، بل حتى مع معاونيه ورفاقه من أعضاء مجلس القيادة التاريخية للثورة الليبية، وفي إحدى الرحلات التي أعدها العقيد القذافي للوفد السعودي الذي زار ليبيا برئاسة الملك خالد، كان الوفد السعودي مستقلا حافلة مع العقيد القذافي لأكثر من 3 ساعات، وكان القذافي قد بدأ رحلته بعدد من الأوامر المتلاحقة للرائد عبد السلام جلود، وهو رفيقه في السلاح، والرجل الثاني في ليبيا حتى منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي، وهذه الأوامر التي تلقاها جلود، كانت - بحسب القصيبي - بلهجة جارحة لا يستطيع الرجل المهذب أن يستخدمها مع خادم في منزله، حيث كان يأمره قائلا «عبد السلام، دير (صُب) قهوة وشاهي»، «عبد السلام، أخبر الشرطة ألا يسرعوا»، «عبد السلام، ما قلت لك دير قهوة وشاهي؟».
103
وعلى الرغم من أن العقيد القذافي كان يعلن أن الثورة الليبية التي قادها، والثورة الإيرانية، أختان شقيقتان، وكان خلال الحرب الإيرانية العراقية يزود إيران بكميات هائلة من المعدات العسكرية، فإن المفاجأة التي سمعها القصيبي كانت إجابة القذافي عن سؤاله المتعلق بالخميني وثورته في إيران، حيث قال العقيد «الفرس كلهم مجوس، شعوبيون ومجوس، كانوا وما زالوا. والخميني لا يختلف عنهم».

الكتاب الأخضر، الذي ألفه العقيد القذافي، ويحوي ما سماه «النظرية العالمية الثالثة»، والتي تأتي بعد الشيوعية والرأسمالية اللتين وصفهما القذافي بأنهما أفلستا وانكشف إفلاسهما، يستعرض أفكاره حول أنظمة الحكم وتعليقاته حول التجارب الإنسانية كالاشتراكية والحرية والديمقراطية، حيث يعتبر هذا الكتاب بمثابة كتاب مقدس عند معمر القذافي، وذكر العقيد ذات مرة في حديث على مسمع القصيبي، أن نظريته (النظرية العالمية الثالثة)، هي طريق المستقبل، لا للعرب والمسلمين فحسب، بل للعالم الثالث كله، وللبشرية كلها. وأضاف «الشيوعيون أدركوا أن الماركسية مقضي عليها بالفناء، وأنها ستنتهي على يد نظريتي، وستثبت الأيام لكم ذلك».

وكان القذافي قد نظم مؤتمرا في ليبيا حضره مندوبون من مختلف أنحاء العالم لمناقشة الكتاب الأخضر، دعا إليه العشرات من الأساتذة الجامعيين والصحافيين والكتاب، ليقضوا أسبوعين يبحثون النظريات التي تضمنها الكتاب، حتى فاجأهم العقيد ليلا ليقول لهم جميعا «أنتم في واد، والكتاب الأخضر في واد»، وأعلن حينها أنه سيتولى شرح الكتاب بنفسه ولن يعتمد على أحد.

الراحل الدكتور القصيبي اعتبر في كتابه أن إيمان القذافي بكتابه الأخضر هو ظاهرة تستحق العجب والرثاء معا، مشيرا إلى أن العقيد قال ذات مرة «سمعت أن الناس في السعودية يتخاطفون الكتاب الأخضر، عشرات الآلاف من الناس، وأكثر من يطلبه الفتيات».

ويذكر القصيبي في كتابه أحد النقاشات التي دارت بين الوفد السعودي الذي زار ليبيا برئاسة الملك خالد، والعقيد القذافي، ودارت حول سبب اتخاذه تأريخا مختلفا عن العالم، حيث غير التاريخ الإسلامي وجعله يبتدئ بوفاة الرسول عليه الصلاة والسلام، بدلا من هجرته، وبرر العقيد ذلك بأن «لكل إنسان حدثين تاريخيين رئيسيين، ميلاده ووفاته، وما عدا ذلك لا يهم، وقد أرخ المسيحيون بميلاد المسيح، فينبغي علينا أن نخالفهم فنؤرخ بوفاة الرسول»، ومع احتدام النقاش حول هذه القضية، أضاف القذافي «من أرخ بالهجرة؟ هل هناك نص من القرآن؟ إنه اجتهاد من عمر بن الخطاب، مجرد اجتهاد. وعمر حاكم مسلم، وأنا حاكم مسلم، وله اجتهاده ولي اجتهادي».

وهنا ذهل الملك خالد، وسأل القذافي «أنت مثل عمر بن الخطاب؟»، ليجيب العقيد «الأيام بيننا، سوف ترون، خلال 10 سنوات لن يكون هناك إنسان في العالم الإسلامي يأخذ بالتاريخ الهجري، سوف يتبع جميع المسلمين تقويمي».

وفي الوقت الذي كانت فيه علاقة ليبيا بالسعودية تمر بحالة من الفتور عام 1979، قرر العقيد القذافي زيارة السعودية ودول الخليج، طلبا لفتح صفحة جديدة ونسيان الماضي، وفي أثناء زيارته للرياض كانت زوجة العقيد وعدد من مرافقاتها، يرغبن في زيارة إحدى أسواق الرياض، وأصر الليبيون على أن تتم الزيارة من دون حراسات وترتيبات أمنية، وتصادفت الزيارة مع مرور «هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، الذي يعملون على مكافحة ما يعتبرونه مخلا بالآداب والفضيلة.

وكانت إحدى مرافقات زوجة العقيد ترتدي ثوبا قصيرا بعض الشيء، الأمر الذي أدى في آخر المطاف إلى إثارة الجو بحالة من العنف كادت تصل إلى التشاجر اليدوي، وغضب العقيد حينها من هذا التصرف بعد أن ورده الخبر، معتبرا إياه إهانة مقصودة، وأصر على أن تستعد طائرته للإقلاع الفوري، وسمع الراحلان الملك خالد والملك فهد - الأمير فهد حينها – بالحادثة، وقدما اعتذارهما للضيف، وبعد أن رفض العقيد أن يرضى أو يقتنع، قال له الملك خالد إن الشامت الأكبر من فشل الزيارة سيكون أنور السادات، وهنا اقتنع العقيد بالبقاء في الرياض، بعد أن طلب حضور رئيس الهيئة، ليحاوره عن نظرة الإسلام عن المرأة والحجاب، ويدخلا في جدل زاد على الساعة.


الراحل القصيبي، الذي سرد في أحد فصول كتابه قصته مع القذافي، أشار إلى أن هناك مفتاحا أساسيا للدخول إلى شخصية القذافي بكل تعقيداتها ومتناقضاتها وأبعادها، هو الطموح والطموح المخترق والطموح الأعمى والطموح غير المحدود.. الطموح هو الذي يتحكم في تصرفات العقيد ويدفعه إليها، ويتناقض مع نفسه بدافع منه.

لكن ما هو طموح العقيد؟ هنا يذكر القصيبي بأنه وببساطة «يريد أن يكون زعيم العالم الثالث كله، لا زعيمه السياسي فحسب، بل معلمه الروحي والفكري»، معللا ذلك بحرصه على التدخل في أوغندا وتشاد وآيرلندا، وفي شؤون الهنود الحمر أيضا. ويختم القصيبي سيرته مع القذافي، متسائلا «ألا يعتبر الطموح، عندما يصل هذا الحد من العنف، أخطر أنواع الجنون؟».
242424















خطابات القذافي.. ذكريات يصعب أن ينساها العالم

أشهرها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة
دبابة بوسط مدينة الزاوية بعد أن سيطر مسلحون يعارضون حكم العقيد القذافي على المدينة الواقعة على بعد نحو 50 كيلومترا غرب العاصمة طرابلس أمس (رويترز)
جدة: خديجة حبيب
منذ انقلابه الشهير على الملك محمد إدريس السنوسي، عام 1969م، برز العقيد معمر القذافي كزعيم يبحث عن التميز، سواء في أدائه السياسي، أو في خطاباته الشهيرة، التي اعتاد من خلالها الخروج عن البروتوكولات المتعارف عليها بين الزعماء السياسيين، وكان المكان الأبرز لهذه الخطابات هو الجامعة العربية وقممها التي شهدت نوعا من الإثارة كان بطلها الوحيد العقيد معمر القذافي.

وربما لن ينسى العالم خطاب القذافي الشهير الذي ألقاه، خلال اجتماعات الجمعية العامة في سبتمبر (أيلول) عام 2009م، ورميه لميثاق الأمم المتحدة من فوق المنصة أمام العالم بشكل مثير، وسط ضحكات الزعماء والدبلوماسيين في القاعة الدولية، وخلال القمة العربية عام 2009 في الدوحة، منح القذافي نفسه عدة ألقاب، منها عميد الحكام العرب، وملك ملوك أفريقيا، وإمام المسلمين، وإصراره الغريب على أن أوباما عربي، وأن اسمه «أبو عمامة».

ولم تكن خطابات القذافي سوى تعبير عن اقتراحاته حول القضايا التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، حيث كانت أبرزها إنشاء دولة فيدرالية تضم اليهود والفلسطينيين تحت مسمى «إسراطين»، وتفسيره للديمقراطية بـ«ديمومة الكراسي»، وأنها تعني أنه عندما يجلس الحكماء على الكرسي، بل ذهب إلى أبعد من ذلك في تحليله وتعريفه للأمور، حيث دون في كتابه الأخضر، وقال: «سمي المصريون هكذا لأنهم من مصر، كذلك لبنان والسودان وتركيا وإيران؛ إذن ليس من الغريب أن يسمى الليبيون ليبيين لأن الليبي مولود في ليبيا».

وليس هذا وحسب، فهناك الكثير من السقطات اللغوية غير المنطقية للقذافي، معظمها ورد في كتابه «الأخضر» الذي ألفه عام 1975، أي بعد انقلابه على النظام الملكي بسبع سنوات، وعرض فيه أفكاره وتعليقاته حول أنظمة الحكم والتجارب الإنسانية كالاشتراكية والديمقراطية والحرية.

وللعالم والعرب خاصة ذكريات مع خطابات القذافي، حيث كان الزعيم الليبي يتخذ من جلسات قمم الجامعة العربية منصة لنقد السياسات العربية تجاه قضايا المنطقة، وكانت أبرزها هجومه على السعودية، ومنها ملاسنته الشهيرة مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، في القمة التي انعقدت بشرم الشيخ قبل الغزو الأميركي للعراق، وعلى أثرها انفض الاجتماع العربي، وقد أسكته حينها خادم الحرمين الشريفين ومنعه من الاسترسال في الهجوم على السعودية والافتراء عليها، وخاطبه بعبارته الشهيرة: «الكذب إمامك.. والقبر قدامك».

وعلى الرغم من الأحداث الدامية التي تشهدها ليبيا، فإنها كانت فرصة جيدة للبعض في التعرف على مصطلحات ومفردات ليبية جاءت بحتة على لسان «القائد الأممي»، كما يحلو له وصف نفسه، ومن أشهرها مفرداته «زنقة زنقة»، التي أطلقها في خطابه قبل أيام، حتى باتت مصطلحا تهكميا بين الشباب.

وفي الوقت الذي يترقب فيه العالم بمختلف جنسياته وميوله خطابات الزعيم معمر القذافي وأبنائه، باتت تلك البيانات مجالات خصبة للنكات، من خلال توظيف تصريحاته في تلك النكت، مثل قوله: «تظاهروا كما تشاءون، ولكن لا تخرجوا إلى الشوارع والميادين»، وقوله: «أظل في ليبيا إلى أن أموت أو يوافيني الأجل»، وأيضا: «إن الذين ماتوا في المظاهرات سوف يندمون أشد الندم»، وعندما انتشر حرق المواطنين لأنفسهم في مصر وتونس أصدر القذافي قانون بأنه سوف يحكم على من يقوم بحرق نفسه بالسجن 5 سنوات.

ولا نستطيع أن ننكر مدى دعم العقيد، معمر القذافي، للمرأة في جميع المجالات والقطاعات بعبارات هي أقرب للسخرية منها للجدية، وذلك حين قال: «للمرأة حق الترشح سواء كانت ذكرا أو أنثى»، وعندما تعالت أصوات تفرق بين المرأة والرجل قال: «الفرق بين المرأة والرجل هو أن المرأة أنثي، والرجل ذكر!».

وفي محاولة منه لحث شعبه لحب وطنهم وتذكيرهم بالنعم التي يعيشون فيها، قال: «لست ديكتاتورا لأغلق الـ(فيس بوك)، لكني سأعتقل من يدخل عليه»، وفي أحد تصريحات سابقة للقذافي من أجل ترشيد استهلاك الكهرباء قال: «لولا الكهرباء لشاهد الشعب التلفاز في الظلام».

واختلف الجميع في تحليل شخصية القذافي، إلا أنهم أجمعوا على غرابة وطرافة طباعه التي أثارت استهجان العالم منذ توليه الحكم منذ أربعة عقود، بينما وصفه بعض علماء النفس بأنه شخصية نرجسية وغير سوية، إلا أنه استطاع توظيف جميع الظروف المحيطة به، مستغلا انعزال شعبه عن العالم بسبب سياساته المتهورة.


242424


الرد على: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - بسام الخوري - 02-28-2011








الهوني: توزعنا الأدوار وحددنا الساعة الصفر وكانت كلمة السر «القدس» (3)
الجمعة, 25 فبراير 2011
ابو بكر يونس.jpg
لندن - غسان شربل

بلداننا مأساة كاملة. يستولي رجل على السلطة فيعتقد انه كل شيء. انه البداية والنهاية. والآمر الناهي. ومنهم من يذهب بعيداً. يعتقد انه اخترع البلاد التي يحكمها. وأن الشعب يقيم في ضيافته. وأن من حقه شطب من يجرؤ على رفع سُبابته. انه القضاء والقدر معاً. لا مكان الا لحملة المخابر. لا مكان لنصف ولاء. مصير المشككين معروف. تقتلهم امراض غريبة. او رصاصات «طائشة». تدهسهم سيارات متهورة. او تتعفن اجسادهم في السجون. هذا مصير «الجواسيس». هذا ما ينتظر»عملاء السفارات». الأدلة جاهزة سلفاً في أدراج المخابرات ولا ينقصها غير تعبئة اسم من حل عليه الغضب.

بلدان لذيذة. لا يحق للولد ان يسأل من قتل والده ولماذا. واجبه ان يمتدح هذه العدالة المقززة. واجبه ان يشيد بحكمة القائد. لا يحق لمن اختفى شقيقه ان يسأل عن مصيره. سؤاله يشكل خدمة للإمبريالية والصهيونية ويسيء الى الانجازات الثورية ويورده التهلكة. ليست دولاً. انها زنزانات معتمة لا يعكرها غير سعال السجناء وضحكات الجلادين.

في مكتبي في لندن راجعت الاثنين الماضي مع عبدالمنعم الهوني بعض الاغتيالات الشهيرة في ليبيا. تساقطت الجثث. تذكرت يوم راجعت مع حازم جواد الذي قاد البعث الى السلطة في العراق في 1963 ابرز الاغتيالات في «عهد صدام حسين» الذي بدأ قبل ان يعيّن نفسه رسمياً رئيساً للبلاد. يومها ايضاً انهمرت الجثث بغزارة. بلداننا مأساة.

اتمنى احياناً لو كنت محرراً لشؤون السينما او المنوعات لأكتب للقارئ عن اشياء جميلة او ممتعة. إنها الصدفة شاءت ان أنقّب في مناجم القساة. وأن اتسبب احياناً من دون قصد في ايقاظ جراح قراء معنيين مباشرة بالاحداث وذكريات تؤلمهم او في إحراجهم لعدم القدرة على البوح بما يعرفون.

تلقيت رسالة من الدكتور عبداللطيف اليازجي شقيق المقدم الطيار نجم الدين اليازجي الذي قال الهوني انه كُلف نقل جثة الإمام موسى الصدر لدفنها في منطقة سبها. قال انه ليس على علم بمهمة من هذا النوع كلف بها شقيقه الذي فقدت طائرته بعد ثلاث دقائق من إقلاعها من مطار معتيقة الدولي في طرابلس سنة 1982 واستغرب قول الهوني ان الاسرة كانت على علم بالمهمة. وقال ان العائلة لا تعرف سبب اختفاء ابنها ومن اين جاء الهوني بهذه «المعلومة المغلوطة». هاتفت الدكتور عبداللطيف المقيم في طرابلس وشعرت بشيء من الحرج، فظروف طرابلس معروفة.

بعد الحديث مع الهوني عن الوضع الحاضر في ليبيا والاغتيالات البارزة، سألته إن كانت الظروف تغير شيئاً من روايته عن حركة «الفاتح من سبتمبر» التي كانت نشرت في «الوسط» وأعطيته النص، فقال انه يتمسك بكل ما قال، فقررت العودة الى ظروف ولادة نظام القذافي.

وهنا الحلقة الثالثة:

> هل كان القذافي رئيساً للجنة المركزية لتحرككم؟

- نعم، وكنا نحن نتصرف على انه في هذا الوضع باعتباره صاحب المبادرة الاولى، وكنا نعتبره الاكبر سناً. لكنه قال لاحقاً انه الاصغر. كنا نعتبر انه الاكبر سناً ويأتي بعده محمد المقريف وكان معظم الباقين من مواليد السنة نفسها تقريباً.

في الاسبوع الاخير من آب (اغسطس) جاء القذافي الى طرابلس واتصل بعبدالسلام جلود الذي كانت وحدته متمركزة هناك. فوجئت بهما امام منزلي من دون انذار سابق. دخلا وبدأنا الحديث وقالا لا بد ان نتحرك وستذهب انت الى بنغازي. عقد في منزلي اجتماع لاعضاء اللجنة التنفيذية الموجودين في طرابلس وحدد الشكل النهائي لتنفيذ الحركة العسكرية وتوزيع المسؤوليات والهدف الذي ستسيطر عليه كل وحدة. واتفقنا على ان اكون انا في بنغازي مع معمر. وتقرر ان يسيطر عبدالسلام جلود على الاذاعة ومبنى الاتصالات الهاتفية واللاسلكية. وطلب من الخويلدي الحميدي ان يسيطر على قصر ولي العهد وان يقبض على الرجل ويقتاده الى معسكر التوقيف. كذلك حدد هدف لعمر المحيشي، في حين كانت مهمة مصطفى الخروبي في بنغازي. وكان دور معمر السيطرة على الاذاعة في بنغازي.

ولم يكن عمر المحيشي حاضراً الاجتماع لأنه كان يقدم امتحاناً في كلية الحقوق في بنغازي وكان القروي في اجازة. لهذا كنا في الاجتماع معمر وعبدالسلام وابو بكر يونس والخويلدي الحميدي وأنا. وحين عاد معمر الى بنغازي طلب من عمر المحيشي الرجوع الى طرابلس واذكر انه كان فيها في 30 آب. وكانت مهمتي ان اسيطر على اذاعة بنغازي. اتفقنا في 30 آب واتصلنا ببنغازي على اساس ان ابقى انا في طرابلس لاننا لم نكن على ثقة بأن عمر سيصل في اليوم نفسه، ثم ان مختار كان في اجازة وكان لا بد من وجود شخص مع ضباط المدفعية. كانت وحدة المدفعية مهمة جداً بالنسبة الينا اذ كان المطلوب منها ان تتخذ مواقع في غابة شرق تاجوراء لضرب قاعدة ويلس اذا استخدمت القاعدة ضدنا. طبعاً كان الملك غائباً في زيارة لتركيا وكانت مهمة الخويلدي الحميدي ان يعتقل ولي العهد ويأتي به الى معسكر باب العزيزية الذي حددناه معتقلاً لضباط الجيش والقيادات السياسية في النظام الملكي مع الفصل بين الاثنين.

«الرجل سيتزوج»

في 30 آب - كما قلت - اتصلنا ببنغازي وكان لا بد من التحدث بالرموز. قلنا لهم مثلا ان الرجل سيتزوج وان الرفاق يجب ان يحضروا الفرح واذا تعذر على عمر الحضور فسأحضر انا مكانه. هكذا بقيت في طرابلس وصارت مهمتي انا وعبدالسلام السيطرة على الاذاعة. كنا اتفقنا على ان لا يحصل اي تحرك في طرابلس الا بعد تلقي امر انذار من بنغازي. واتفقنا ايضاً على ان يصدر الامر في الساعة الثانية من فجر اول ايلول (سبتمبر)، وان اكون انا شخصياً امام جهاز الاتصال الذي يتلقى برقيات مكتوبة (تلكس).

في الساعة الثانية توجهت الى مقر جهاز الاتصال في معسكر باب العزيزية واعتقلت الجنديين الموجودين هناك تحت الطابق المخصص لمكاتب رئاسة الاركان. دخلت دخولاً طبيعياً وسألت عن مكان الجهاز وقلت انني اريد ان ارسل برقية الى سلاح الهندسة في بنغازي. ولم يكن بوسع جندي الاعتراض على دخول ضابط فأرشدني الى مكان الجهاز ولم اكن اعرفه فانتزعت سلاحه واعتقلته مع الجنديين. سألوني 250282a.jpg عن السبب فقلت لهم ان رئاسة الاركان قد تعلن حال الاستنفار.

> انتظرتم البرقية ولم تصل ماذا فعلتم؟

- انتظرت قرب الجهاز حتى الثانية والنصف ولم يصل شيء. اقتدت الجنود واقفلت الباب وتوجهت الى معسكر باب العزيزية من الجهة الثانية. التقيت عبدالسلام جلود وابلغته ان البرقية لم تصل. وأكدت ضرورة ان نتحرك سريعاً حتى من دون البرقية لئلا نخسر كل شيء. كان عبدالسلام جهز الجنود والسيارات. وفي اللحظة التي كنا نصعد فيها الى السيارات وجدنا الخويلدي الحميدي امام المعسكر. سألت الخويلدي: اين ولي العهد فقال: «لم اجده». فقلت: «كيف لم تجده! لقد استطلعنا المكان البارحة».

الحقيقة ان النظام كان بسيطاً وكان في استطاعة مواطن عادي ان يسأل عن ولي العهد وان يطلب مقابلته. دخلت انا والخويلدي الحميدي واستطلعنا وقمنا بجولة حول القصر وحددنا المكان الذي يمكن ان يقفز منه وجلسنا على السور. وقلت له حين تأتي بالسيارة العسكرية لن تحتاج الى من يساعدك على التسلق. كان معنا ابو بكر يونس لكنه لم يكن مكلفاً هذه المهمة.

نفذ الخويلدي ما اتفقنا عليه ودخل باحة القصر فرأى الباب الحديد مقفلا. اطلق النار من رشاشه فتحطم الزجاج ولم ينفتح الباب. هرب حراس القصر واتصلوا بقيادة الشرطة وابلغوها حصول اطلاق نار في مقر ولي العهد الذي اتصل بدوره بقيادة الشرطة. لم يستطع الخويلدي الدخول. جال حول المقر فلم يعثر على حراس، عندها رجح ان لا يكون ولي العهد موجودا وظن انه في قصر ثان، أي قصر الضيافة. بعدها جاء الخويلدي مع الجنود الى باب العزيزية والتقيناه عند الباب. وسألني ماذا نفعل فقلت نذهب لاحتلال الاذاعة باعتبار ذلك هدفاً مهماً. وصلنا فرأينا حراس الاذاعة في حالة استنفار بعد تلقيهم اتصالاً من قيادة الشرطة. نزلنا من السيارات فشهر الحراس اسلحتهم ورد الجنود باطلاق النار فسقط ثلاثة قتلى وجريح. وكان هذا الصدام المسلح الاول في «حركة الفاتح». الصدام الآخر حصل في رئاسة الشرطة المدنية.

اعتقال ولي العهد

نجحنا في احتلال الاذاعة. ووصل عمر الحريري، وكان في كتيبة مدرعات، فركبت في مدرعته واتجهنا الى منزل عبدالعزيز الشلحي الذي كان يفترض ان يعتقله ابو بكر يونس ويأتي به الى باب العزيزية وقد استطلعنا معا منزله. ذهب ابو بكر الى المكان لكنه حاول الدخول بواسطة المدرعة فراح يناور. ايقظ صوت المدرعة الشلحي الذي سارع الى الفرار الى المزرعة الملحقة بمنزله.

الحقيقة ان الخويلدي وابو بكر قاما بخطوة مفيدة، وهي انهما تركا جنودا في المكانين حين تعذر عليهما تحقيق الهدف. وبعد وقت حاول الشلحي العودة الى منزله ولم يتنبه الى وجود الجنود فقبض الرقيب عليه واحضره في سيارة مدنية الى باب العزيزية. لم تكن عملية احضار ولي العهد من مهمة عمر الحريري، ولكن لدى مروره في الطريق قال له الجنود هناك ضوء في قصر ولي العهد. دخل عمر القصر وقبض عليه وجاء به الى باب العزيزية.

> ماذا قال ولي العهد لحظة دخول الحريري؟

- سأله «هل انتم من جماعة الشلحي»؟ لا بد ان اذكر هنا ان الخطة كانت تقضي بأن لا نتحرك من الاذاعة في طرابلس قبل ربطها باذاعة بنغازي، وهكذا بدأنا ببث الاناشيد العسكرية. اتصلنا ببنغازي فرد علينا محمد المقريف، رحمه الله، فأبلغناه السيطرة على الاذاعة وسألناه عن معمر القذافي فقال انه لم يصل. وانتظرنا وصول معمر من الرابعة الى السادسة صباحا. ووصل في حوالي السادسة وكنا ربطنا الاذاعتين بفضل تعاون الفنيين الذين نبهونا الى اهمية السيطرة على مراكز الارسال فارسلنا عسكريين الى تلك النقاط.

معمر يتأخر

> معمر حضر في السادسة؟

- كان المطلوب من معمر ان يتقدم وسط مدينة بنغازي وتحديداً عبر شارع جمال عبدالناصر وكان اسمه شارع الاستقلال. وكان الهدف الايحاء بالسيطرة على المدينة. كانت هناك طريق اقصر للوصول الى الاذاعة وهي طريق البحر وتستغرق المسافة عشر دقائق. لكن الخطة نصت على اجتياز قلب بنغازي في اتجاه معسكر بركة والاذاعة لردع اي مجموعات عسكرية اخرى عن التحرك. نفذ مصطفى الخروبي ومحمد المقريف الخطة ووصلا الى الاذاعة من خلال وسط المدينة.

سألت مرات عدة عن معمر الذي كان يفترض ان يكون اول الواصلين. في السادسة الا عشر دقائق جاء من معسكر قار يونس. البيان الاول كان متفقاً عليه فقد جاء به معمر الى طرابلس وقرأناه واتفقنا عليه لكن نقطة اضيفت اليه لاحقاً وهي المتعلقة بالاجانب. قال معمر انه تنبه الى هذه النقطة وأراد طمأنة الاجانب المقيمين في ليبيا الى ان احداً منهم لن يتعرض لهم. هذه الفقرة اضيفت فعلاً، لكن هل كانت كتابتها تستلزم كل هذا التأخير. أنا سمعت من الضباط انهم عندما انتظروه ولم يأت رجع احدهم الى معسكر قار يونس فوجده مستلقيا على السرير يستمع الى الاناشيد العسكرية وقد وضع رجلا على رجل وكان يكتب هذه الفقرة. في السادسة بدأت الاذاعة بثها العادي بالبيان الرقم واحد.

> هل صحيح ان كلمة السر في الانقلاب كانت القدس؟

- نعم وقد تقرر ذلك في اجتماع سرت. واتفق ايضا على النص المكتوب لأمر التحرك. واصرارنا على ذلك مرده الى رغبتنا في توثيق مجريات الاحداث.

تنسيق مع القاعدة الاميركية

> نجحت الحركة فماذا فعلت؟

- حوالي الخامسة صباحا ذهبت الى السفارة المصرية وأبلغتهم نجاح الحركة، والامر نفسه بالنسبة الى السفارة العراقية. نسيت ان اذكر ان سيارة شرطة عسكرية اميركية من قاعدة ويلس حضرت بعد سيطرتنا على الاذاعة بدقائق معدودة، وعلى رأسها ضابط. وأبلغوني ان الجنود اوقفوا ضابطاً اميركياً. خرجت وسألته عن وجهتهم فقال انهم كانوا في طريقهم الى حي الاندلس لاحضار ضابط زميل حان موعد خدمته. شرحت له ان الجيش سيطر على السلطة وقلت له: ليس مسموحاً لك بالتحرك خارج القاعدة. عد الى قاعدتك وأبلغ قيادتك هذا الكلام.

وقفل الضابط الاميركي عائداً الى قاعدته. بعدها بنحو ساعة اتصل بنا ضباط من سلاح الجو الليبي الذي كان جزء الهوني في صورة من بداية الثورة.jpg منه يعمل من قاعدة ويلس. وخلال الحركة كانت هناك تعليمات باعتقال اي ضابط برتبة مقدم وفوق فورا وارساله الى معسكر باب العزيزية. اعتقل ضباط من سلاح الجو وكنا نعرف تعاطفهم مع الحركة من دون ان يكونوا اعضاء في التنظيم. طلبنا من هؤلاء الاتصال بالاميركيين وابلاغهم ان القوات المسلحة انهت النظام الملكي وسيطرت على ارجاء البلاد المختلفة وان يطلبوا تشكيل لجنة مشتركة ليبية - اميركية للاتفاق على اي تحرك اميركي سواء داخل القاعدة او خارجها. تجاوب قائد القاعدة وكان كولونيلا اسود، وشكلت لجنة مشتركة. وكان هناك تعاون جيد ولم تحدث اي مشكلة.

> هل تعتقد انه لم تكن هناك اي مساعدة خارجية؟ وهل تعتقد انه لم تكن اي جهة خارجية على علم بحركة الفاتح من سبتمبر؟

- انا سألت اللواء محمد احمد الذي كان سكرتيرا لعبدالناصر: هل طلب منكم عمر الواحدي ان تلتقوا عنصراً من عناصر تنظيم ليبي موجود في القاهرة فنفى. انا كنت في المخابرات وسألت المخابرات العامة المصرية فقالت انها لم تكن على علم. انا اعتقد ان معمر كان الوحيد الذي لديه امكان لايصال معلومات من هذا النوع الى مصر عن طريق المركز الثقافي العربي في طرابلس وكان مديره مصرياً ومن العناصر الناشطة جداً في المخابرات المصرية. وكان مدير المركز الثقافي في بنغازي قوياً ومحترماً وكان معمر يزوره في بيته. وبعد نجاح الحركة ونقل مدير المركز في بنغازي طلبه معمر بالاسم فعاد الى ليبيا وعمل معنا في الاتحاد الاشتراكي.

ورقة التنازل

> هل وقع ولي العهد على ورقة تنازل؟

- اعتقل عمر الحريري ولي العهد وجاء به الى معسكر باب العزيزية وترك اولاده وزوجته في القصر. وبعد زيارتي للسفارتين المصرية والعراقية وابلاغهما ما حدث عدت الى باب العزيزية فوجدت ولي العهد معتقلاً في الغرفة نفسها مع عبدالعزيز الشلحي. وطلب ولي العهد مني ان يكون وحيدا في غرفة وان لا يكون خصوصاً مع الشلحي. وقال انه صلى ركعتين وحمد الله لأن الشلحي لم يكن على رأس الحركة العسكرية لأنه لو كان لاستهدف حياته. قلت له ان في امكاننا فصله عن الشلحي في النوم لكن السجن يضم اربع غرف وصالة جلوس وبالتالي فلا بد من ان يلتقيا خلال النهار.

منذ اليوم الاول كانت زوجة الشلحي معه. لكنها اعيدت لاحقاً الى منزلها. وطلبت من ولي العهد ان يسجل بصوته التنازل عن العرش فقال: هاتوا اي ورقة وانا مستعد للتوقيع عليها ما دام الشلحي ليس على رأس هذه الحركة.

> ألم تصوّبوا المسدس الى رأسه كما تردد؟

- لم يصوب المسدس الى رأسه ولم يُستخدم العنف. لو رفض التنازل ربما كانت استخدمت معه وسائل اخرى، لكنه بدا مستعداً كأنه متطوع. نحن كنا كتبنا صيغة التنازل، وبمجرد ان قال اكتبوا اي شيء وانا مستعد للتوقيع عليه اعطيناه الورقة فوقعها. وأبلغني ان زوجته واولاده لا يزالون في البيت فركبت سيارة ميكروباص وتوجهت الى قصره واصطحبت السيدة حرمه والاولاد والمربيات الاسبانيات وطلبت من زوجته ان تصطحب معها كل ما يخصها من مجوهرات واوراق ووقفنا خارج البيت وكنا نحدثها بواسطة احدى العاملات، ومن وقت الى آخر كانت حرم ولي العهد تكلمني من الطابق العلوي، وهي من اسرة وطنية نكنّ لها احتراماً شديداً. وقلت لها انها اذا كانت تريد نقل الامتعة فنحن على استعداد لمساعدتها. غبت نحو ثلاث ساعات وحين عدت كانت استكملت جمع حوائجها فنقلناها الى منزل والدها وبقيت فيه الى ان خرج ولي العهد الى الاقامة الجبرية فالتحقت به. لقد عوملوا معاملة انسانية واخلاقية.

> هل كان هناك قرار بعدم قتل ولي العهد؟

- كان هناك قرار من اللجنة التنفيذية بعدم اراقة الدماء في الحركة العسكرية. كل الضباط اصروا على ان تكون الحركة بيضاء. كل الذين سقطوا لا يتجاوز عددهم 15 بعضهم بسبب اخطاء.

> هل كان الجيش متعاطفاً لحظة الحركة؟

- قبل ان نشرع في تنفيذ الاهداف جمعنا الجنود وقلنا لهم ان الجيش سيخلص البلاد من النظام القائم وكان التجاوب كبيراً. كان في معسكر باب العزيزية مركز للبحرية الليبية التي لم يكن معنا في التنظيم سوى ضابط واحد منها واسمه سالم ولم يحضر في الساعة المحددة للتحرك. ورفض الضابط المناوب في مركز البحرية الانضمام الى الحركة لكن العسكريين انضموا حين ايقظناهم واعتقلوا الضابط ثم جاء سالم وشارك. وكانت قيادة الشرطة في سيدي عيسى اول من استنفر بعد اتصال ولي العهد. حاولنا اعتقال رجالها، وحصلت مقاومة فأصيب خليفة حنيش في الاشتباك لكنهم استسلموا بعدما ردت القوات عليهم بنيران كثيفة.

معمر يطلق النار

> ماذا كانت رتبكم انت ومعمر لحظة تنفيذ الحركة العسكرية؟

- كنت برتبة نقيب ومعمر برتبة ملازم اول. كنا جميعاً نقباء باستثناء معمر وأبو بكر والمحيشي. كان معمر نقيباً لكن محكمة عسكرية قضت بتأخير ترقيته ثلاثة اشهر بسبب اساءة معاملة عسكري كان في وحدته. كانت في صفوف الضباط الاقدم منا انتقادات لمعمر، وكنا نعتبر ان هذا الكلام يستهدف التنظيم وكنا ندافع عن تصرفات معمر ونعتبرها من مبالغات المثالية.

> لماذا لم يذهب معمر الى الاذاعة كما كان مقرراً؟

- يقول الضباط انهم جمعوا الجنود للانطلاق وان معمر القى خطبة ثم تناول رشاشاً واطلق طلقات عدة فحصلت فورة حماسة كبيرة وصعد الجميع الى السيارات بمن فيهم معمر. وعندما تخرج من معسكر قار يونس يفترض ان تسير نحو اربعة كيلومترات ثم تنعطف يميناً للدخول الى وسط البلد. ويقول الضباط ان معمر انعطف شمالاً بدل الانعطاف الى اليمين ثم تذكر ان عليه ان يمر في وسط بنغازي فرجع للحاق بالقوة فاكتشف انها سبقته. ثم تذكر البيان الذي نسي ان يحمله معه فعاد الى المعسكر. هذا ما يقوله هو. انا يقيني انه اتخذ قرارا بعدم التحرك قبل التأكد من نجاح العملية لئلا يتحمل المسؤولية في حال الفشل.

في اجتماع اوائل آذار (مارس) الذي حضره عدد كبير من عمر المحيشي.jpg ضباط منطقة الشرق نوقش موضوع شكل السلطة بعد نجاح الحركة. وظهر اجماع على نقطة هي ضرورة ان يعود العسكريون الى المعسكرات. وتسليم البلد الى القوى الوحدوية العربية النظيفة، وكان المقصود بذلك اعضاء مجلس النواب وبعض القيادات في الاحزاب. وكان هناك تركيز على جمعية عمر المختار في بنغازي وعناصر حزبية وعناصر من حزب المؤتمر في طرابلس.

كانت هناك حياة برلمانية في ليبيا واتخذت شخصيات كثيرة مواقف ضد القواعد وضد عدوان 1967 وقادت الحركة الشعبية ضد النظام. ويسجل لهؤلاء اننا اتصلنا بهم ولم يفشوا الاسرار واظهروا مستوى عالياً من الاخلاق. اذاً كان القرار تسليم السلطة الى المدنيين.

> هل عارض احد؟

- لم يعارض احد. في اليوم الثاني للاجتماع صعدنا الى سيارة معمر وكان يقودها بنفسه وكان معنا محمد نجم ومصطفى الخروبي ورحنا نناقش عملية التنظيم وهل نعلن قيام حكومة مدنية فور قيام الجمهورية ونشكل رئاسة اركان للجيش ونعود الى المعسكرات ام ننتظر اسبوعاً او عشرة ايام. وكان الاتفاق على ان لا تزيد الفترة اللازمة لتسليم المدنيين السلطة على شهر واحد وان يرجع العسكريون الى وحداتهم.

وكانت الحركة العسكرية منسجمة مع هذا الخط، ومنذ اليوم الاول طرحت فكرة تشكيل حكومة مدنية وتردد اكثر من اسم لرئاستها. واقترح عمر المحيشي اسم محمود المغربي، وكان هذا في السجن وقد تعرف معمر اليه اثناء زيارة للاخوة القوميين العرب وبينهم الضباط الذين فروا الى الجزائر في احداث 1967 مثل ابن طاهر والشارف، وكان بين السجناء شقيق احد الضباط المنضوين في التنظيم. المهم انهم تعرفوا الى المغربي في احدى الزيارات. وقد تشكلت الحكومة في اليوم الثامن لنجاح الحركة.

> اين كان عبدالحميد البكوش آنذاك؟

- كان سفيراً في باريس وجاء الى البلاد واعتقل. اما رئيس الحكومة قبل حركة الفاتح فكان انيس القذافي. اعتقل البكوش مثل كل المسؤولين السابقين، وكان من مؤيدي صفقة التسليح التي كنا نعارضها خوفاً من ان تكون مدخلاً لحصول المسؤولين على عمولات. كان اعداد الضباط يتم بطريقة غريبة. اقاموا دورة لمدة شهرين لتعليم الضباط الانكليزية ثم ارسلوهم لتلقي التعليم بالانكليزية. كيف يمكن ان يستوعب هؤلاء الضباط الذين اوفدوا؟ كانوا يكتبون لنا ويقولون: لا نفهم ماذا يقول الضباط الانكليز خصوصاً ان المصطلحات الفنية والتقنية تحتاج الى امتلاك اللغة. شكوا لقيادة الاركان والمسؤولين لكن الهمّ كان تمرير الصفقة ومرت.

الحكومة الاولى

> متى اجتمعتم بعد حركة الفاتح؟

- اجتمعنا في اليوم الرابع. جاء معمر وآخرون الى طرابلس واتفقنا على اسم محمود المغربي. كان اول اسم طرح اسم علي الفقيه حسن وهو رجل فاضل ووطني وارسلنا في طلبه وتحدثنا معه. خرجنا بانطباع اننا لن نستطيع التعاون معه اولا بسبب فارق السن فهو تجاوز السبعينات وكنا نحن في العشرينات. ثانياً ان الرجل حاسم وعنيف، وآراؤه قاطعة في كل شيء. ثالثاً شعرنا بأن موقفه هو التالي: انتم قدمتم ما عليكم والآن يجب ان تذهبوا وان مهمتكم انتهت بسقوط الملكية. طبعاً ارفق كلامه بالثناء والشكر على ما قمنا به، لكنه كان واضحاً وقاطعاً لجهة اعتقاده ان دورنا انتهى بمجرد سقوط النظام القائم.

اجرينا معه حواراً عاماً فاكتشفنا ان كل الاسماء التي يقترحها هي اسماء من جيله في حين كنا نحن نريد جيل الشباب. كان معمر حاضراً في هذا الاجتماع. امضينا يومين في اجتماعات متواصلة في طرابلس ثم عدنا الى بنغازي وشكلت الوزارة. فكرنا في محمود وبشير المغيربي ثم وجدنا في الدكتور محمود المغربي ضالتنا فهو رجل عروبي وقومي وصاحب خبرة وتاريخ سياسي ورجل عملي، وهو غير حزبي، ولا يرتكز على قبيلة بمعنى ان ليس لديه ما يثير المخاوف من احتمال تفرده بالسلطة. حضر المغربي واتفقنا على الاشخاص. لم يكن يعرف الناس كثيراً لانه لم يكن عاش طويلاً في البلد. طرحنا اسماء فقبل بعضها ورفض بعضها الآخر. وفي النهاية توصلنا الى تشكيلة واعلنت. وكنا نحن اعلنا قيام مجلس قيادة الثورة من الاسماء الـ 12 المعروفة. كنا نحن في الداخل نعتبر معمر رئيساً للمجلس وكان يوقع بهذه الصفة.

في الحكومة اعطيت وزارة الداخلية لموسى احمد ووزارة الدفاع لآدم الحواز. وكنت اعتبر موسى احمد من تنظيم الضباط الاحرار في حين ان آدم الحواز لم تكن له علاقة بالتنظيم، وكان حتى آخر يوم رأيته فيه يصر على انه الأب الروحي للتنظيم. اعتقد انني زرته في السجن اواخر 1973 ووجدته يصر على انه الأب الروحي للتنظيم.

ترقية القذافي الى رتبة عقيد

> من منح القذافي رتبة عقيد؟

- ارفع رتبة بين الضباط الاحرار كانت رتبة مقدم وهي لموسى احمد وكان لا بد من اعتباره من التنظيم على رغم انضمامه الى تنظيم عبدالمطلب عزوز ومكي ابو زيد (الناصريين) لكننا اعتبرناه من الضباط الاحرار لانه لعب دوراً اساسياً في الحركة، إذ تحرك على رأس كتيبته من درنة وسيطر على نقاط حساسة ومهمة تابعة لقوات الشرطة. كان لا بد من ان يمنح معمر رتبة اعلى. اعطي رتبة عقيد وهكذا انتقل دفعة واحدة من ملازم اول الى عقيد. نحن كنا ضد الرتب الكبيرة وكانت الرتبة في الواقع تنظيمية اكثر منها عسكرية، وقررنا ان تكون ارفع رتبة في الجيش رتبة عقيد.

تسليم السلطة الى المدنيين

> كيف كان الجو في الايام الاولى بعد حركة الفاتح؟

- في الايام الاولى كانت فكرة تسليم السلطة الى المدنيين واردة وظلت كذلك في الشهور الثلاثة الاولى. وكان معمر يستخدم هذه الورقة حين نصطدم معه اذ كان يقول: سنسلم السلطة الى المدنيين وسنعود الى المعسكرات. استخدم هذه الورقة كثيراً بغرض تمرير مواقف معينة وقرارات معينة، ولكسب المزيد من الصلاحيات. وتأكد لنا لاحقاً انه لم يكن في وارد تسليم السلطة الى المدنيين.

قدم احد اعضاء مجلس قيادة الثورة وهو محمد نجم اقتراحاً لتوسيع المجلس عن طريق ضم الحكومة اليه لتصبح السلطتان الاشتراعية والتنفيذية سلطة واحدة كمرحلة اولى. قدم محمد نجم اقتراحه واستقال. وللتاريخ يجب عبد السلام جلود.jpg ان نقول ان اول من طالب بالديموقراطية واعادة الحياة البرلمانية هو الرائد محمد نجم. وآخر ما فعله كانت محاكمته للتنظيم الذي يتزعمه موسى احمد واصدر على المتهمين بالمشاركة في المحاولة الانقلابية احكاماً مخففة. اعتقل المتهمون في اليوم الذي كان مقرراً ان يقوموا بمحاولتهم، ولو لم يضبطوا لكان هناك احتمال نجاح هذا الانقلاب ذي الاتجاه الناصري. وكانت هذه المحاولة الانقلابية الاولى واعتقل اصحابها في 24 ديسمبر (كانون الأول).

كان هناك اذاً اقتراح بتوسيع مجلس قيادة الثورة. اما الاقتراح الآخر فكان الدعوة الى انتخابات حرة وديموقراطية وكانت امامنا تجربة انتخابات الاتحاد الثلاثي الذي ضم سورية ومصر وليبيا. هكذا ظهر في 1972 اصرار على اجراء انتخابات وان يسمح بحرية الصحافة. لكن كل هذه الاحلام دفنت.


















الهوني: انتظرنا ان يعلن القذافي استقالته ففاجأنا بإعلان الثورة الشعبية (4/4)
السبت, 26 فبراير 2011
القذافي مع ياسر عرفات.jpg
لندن - غسان شربل

هذا ما تفعله السلطة المطلقة بمن يلتهمها بالقوة ثم يمارسها في غياب الضوابط والمؤسسات ويقع في عبادة صورته ويتفرغ لمخاطبة التاريخ بدل الاستماع الى شعبه. السياسيون العراقيون الذين عرفوا شاباً اسمه صدام حسين قالوا انه كان خجولاً ومنضبطاً ومتحمساً وشجاعاً مع ميل الى القسوة. وعبدالمنعم الهوني الذي عرف معمر القذافي باكراً قبل ان يلتقيا على مقاعد مجلس قيادة الثورة يقول ان الاخير كان شاباً مثالياً شديد التأدب ويكره البهرجة.

انها قصة عادية في منطقتنا المنكوبة. ينقض فريق على السلطة ثم تفوح الشهوات. يبرع واحد في المناورة او التآمر او الاستقطاب فيلتهم الحزب او الثورة او الانقلاب ودائماً يلتهم رفاقه.

كان العمل مع القذافي صعباً في الداخل والخارج. يريد ان يكون القائد بلا شريك. وأن يرصد حركات رفاقه. وإذا رفضوا الانصياع سارع الى اتهامهم بالعمالة. وفي الزيارات الخارجية لم يكن يتردد في قول ما يحرج مضيفيه. تساعد رواية الهوني على قراءة الرجل الذي يعاند العاصفة الآن ويدمي بلاده.

وهنا نص الحلقة الرابعة والاخيرة:

> لم تسمحوا للاحزاب بالعمل؟

- اكذب اذا قلت لك ان اتجاهاً ظهر بين الاعضاء لاطلاق عملية الحياة الحزبية. الموقف البارز المؤيد لاعادة الحياة الديموقراطية والبرلمانية كان موقف محمد نجم.

> هل كان داخل المجلس تيار مؤيد لذلك؟

- نعم.

> ماذا كان موقف القذافي؟

- كان معارضاً وكان يقول عن البرلمان والحياة البرلمانية ما يقوله عنهما الآن. كان يعتبر ذلك هرطقة وان الساعين هم طلاب سلطة يظهرون كوطنيين ثم يتبدلون بعد وصولهم ويتحولون موظفين وانتهازيين همهم الفلوس.

> كيف كان القذافي يدير اجتماعات مجلس قيادة الثورة؟

- الاجتماعات الدورية والعادية كانت تعقد في النهار. اما الاجتماعات المهمة التي تتخذ فيها القرارات فكانت تعقد بعد الثانية فجراً.

> هل كانت تحصل خلافات؟

- نحن عندنا مثل يقول نبتدئ بلا وننتهي بنعم (يضحك).

> أليست لكم ملاحظات على اسلوب العقيد؟

- لم تكن هناك ادارة بالمعنى المتعارف عليه، كان يلجأ دائماً الى مجموعة الضغط المؤيدة له. اسلوبه غريب في الضغط على الاعضاء. كان اول ما فعلناه - وهذه مسألة انهت مجلس قيادة الثورة بعد خلافات شديدة معه - اننا كنا متمسكين بأن يكون المجلس مجلساً بالفعل وان يمثل سيادة البلد وأن يأخذ اي موضوع يطرح حقه في الدراسة والنقاش والمشاورات مع الناس المعنيين بهذه القرارات وان لا تأتي هذه القرارات جاهزة. كان معمر يطرح فكرة مع وزارة معينة ثم يأتي القانون جاهزاً الى المجلس ولا نعرف نحن عنه شيئاً. كنا نرفض هذا الاسلوب ونقول انه عندما يتعلق الامر باصدار قوانين او اعداد قوانين او قرارات تمس مصلحة الناس ومصلحة المجلس لا بد من ان نعرف ونعطى فرصة للمشاركة في التشاور، وان نرجع الى من يعرف الموضوع قبل ان يبت. هذه الاقتراحات لم تكن تروق له. كان يحب المجيء بالاشياء جاهزة وقد حصلت في المجلس صدامات كثيرة.

> هل تبلور وجود مجموعتين داخل مجلس قيادة الثورة؟ ومن كان يؤيد دائماً ومن كان يعارض دائماً؟

- الحقيقة ان مواقف الاعضاء كانت متقاربة، وكثيراً ما كان التأييد يأتي من اجل وحدة المجلس وتفادي الانقسامات والانشقاقات. لهذا، حرصاً على المجلس جاءت التنازلات في الغالب من جانبنا نحن. مرات كثيرة جوبه اسلوب القذافي بالرفض وحدث ان رفضت اقتراحات له.

> ماذا كان يفعل في هذه الاحوال؟

- من ضمن القضايا التي شهدت خلافات موضوع الوحدة مع مصر ومع السودان ومع مالطا وتونس وغيرها. كان هناك اجماع في المجلس على ان الوحدة ليست قضية معمر القذافي وحده بل قضية كل الليبيين وانه لا بد من ان يتخذ بشأنها قرار شعبي وليس قراراً سيادياً. وحتى لو اتخذ قرار شعبي يجب ان تتم الوحدة وفق خطوات بطيئة وهادئة. وكان بعض الاعضاء يتحدث عن فترة عشرين سنة.

كان همّنا الاول بعد وصولنا الى السلطة تنفيذ افكارنا في ما يتعلق بتطوير ليبيا وبناء نهضة فيها واعتبرنا ان الاولوية يجب ان تعطى لهذا الهدف وهو تحسين وضع شعبنا اقتصاديا وانسانيا وثقافيا، وان يترافق ذلك مع بحث في وضع العلاقات مع الاشقاء للدخول في كونفيديرالية معهم. وكان هناك شبه اجماع على ان ليس هناك ما يدعو الى الدخول في وحدة تؤدي الى تذويب شخصية هذا البلد او ذاك فلكل بلد خصائص لا بد من المحافظة عليها، ومن شأن القفز فوقها تعريض اي وحدة للخطر. طبعاً كان هناك اتفاق كامل على عدم التأخر في الوحدة العسكرية، اي وضع القوات العسكرية في البلدان العربية في اعلى درجات التنسيق بينها دفاعاً عن المصلحة القومية اي الوحدة العسكرية ورفع درجة التنسيق السياسي على طريق وحدة القرارات. لم يكن هناك خلاف على الحسابات الاستراتيجية لجهة ضرورة الدفاع عن قضايا الامة العربية ومصالحها.

معمر يستقيل

> هل حصلت صدامات بينك وبين القذافي؟

- نعم اول استقالة لمعمر كانت بسبب صدام بيني وبينه.

> متى ظهر اول خلاف حاد في الرأي؟

- في اوائل السبعينات. استقال القذافي بسبب صدام حصل بيننا وتضامن الاعضاء معي. اختلفنا على اللباس العسكري. كان المطلوب ان يرتدي كل اعضاء مجلس قيادة الثورة الزي العسكري ومعه المسدس. رفضت وقلت ان علينا ان نكف عن التصرف كعسكريين وان نبدأ بالتحول الى الحياة المدنية، واعتبرت ان اللباس العسكري يخلق نوعاً من الحاجز مع المدنيين ونوعاً من الرهبة يمنعانهم من التحدث معك بحرية.

جئت الى اجتماع مجلس قيادة الثورة بالثياب المدنية فقال معمر: اما ان يخرج الهوني واما اخرج انا. لم اغادر انا فغادر هو وتعاطف الاعضاء معي. وقد اجتمعنا بعد اسبوع وعيّنا ابو بكر يونس رئيساً لمجلس قيادة الثورة بعدما ارسلنا مرات عدة نطلب من القذافي الحضور. ارسلنا اليه في النهاية انك اذا لم تأت فسنجتمع في غيابك، واقنعت الزملاء بأن البلاد يجب ان لا تتوقف لأن القذافي غائب في سرت. اجتمعنا واصدرنا اول قرار لخطة التنمية باسم ابو بكر يونس كرئيس لمجلس قيادة الثورة. وحين سمع القذافي وهو في سرت ان قراراً صدر عن رئيس مجلس قيادة الثورة في غيابه طلب السيارة وجاء بسرعة مذهلة وبعد ثلاث ساعات كان في طرابلس ودعا الى اجتماع. قال القذافي لأبو بكر يونس: لقد ضحكوا عليك وارادوا استخدامك ضدي. قال له كلاماً قاسياً. واعتقد ابو بكر، ويا للأسف، اننا خدعناه وعاتبنا. بعدها اجتمعنا واستثنيت انا من قصة الثياب العسكرية.

> هل حصلت صدامات بين القذافي وجلود؟

- حصلت. ذات يوم قررنا ان يركب كل اعضاء مجلس قيادة الثورة سيارات فولكسفاغن وان يحصلوا على المرتب نفسه وان تكون لهم الامتيازات نفسها. كلف القذافي سرية الامن بأن ترافق سيارة منها سيارة كل عضو من اعضاء المجلس سواء في التحركات داخل ليبيا او خارجها. شعرنا نحن بأن هذه المرافقة هي لرصد تحركاتنا وليست لحمايتنا. كان جلود بين الذين اعتبروا ان سيارة المواكبة هذه مهمتها مراقبة الشخص. اجتمعنا وحصل خلاف مع معمر الذي قال: اذا كانت لديكم شكوك في أحد فالحل هو ان يختار كل واحد منكم حرسه. هكذا اخترنا حراساً من الجنود الذين كانوا معنا في السابق. لعب جلود دوراً في انتزاع هذه المسألة.

بعد بضعة اشهر قال القذافي: هؤلاء الذين يحرسونكم يجب ان يخضعوا لدورات تدريب وبالتالي لا بد من ان تكون هناك وحدة عسكرية تجمعهم فألحقوا بما كان يعرف بسرايا الامن. وهكذا عاد الحراس بيد الامن. وبصفتي مديراً للمخابرات اضطررت الى رصد مكتب القذافي ومكان اقامته والاستراحة وكشفت تلك التسجيلات وقائع كثيرة.

> هل سحبت مسدسك ذات يوم؟

- لا، ولكن حصلت خلافات كثيرة اجتماع مشترك لمجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء برئاسة القذافي.jpg بيننا. لم نكن نقبل بمرور الاشياء. في الفترة التي كان فيها المجلس موجودا كان البلد يسير في شكل منظم. في 1972زار القذافي مصر وكان مستقيلا بعدما اختلفنا معه على مسائل داخلية. اخذ اسرته وسافر. لم نعرف بذلك الا وهو في المطار. قال للرئيس السادات: انا جئت لاقيم عندكم كمواطن عادي. فتح له السادات باب الاتحاد الاشتراكي والوسط الثقافي وهيئة تحرير «الاهرام» و«الاخبار» و«روز اليوسف» ومختلف المنابر واجرى حوارات.

حاول القذافي ان يدرس اوضاع مصر وكان السادات يريد ان يدرس اوضاع القذافي كشخص. بعد 15 يوماً فوجئنا به يرجع وظلت العلاقة باردة. دعونا الى اجتماع موسع حضره كل الاعضاء بمن فيهم محمد نجم الذي كان قد ترك المجلس. قبلنا استقالة معمر فرد بالقول: للأسف انتم لستم منتخبين لأقدم استقالتي اليكم، انتم فرضتم انفسكم على الشعب بقوة الكلاشنيكوف. قلنا له انت ايضاً لست منتخباً فرد بالقول: انا املك تأييداً شعبياً واريد ان اقدم استقالتي الى الشعب. كانت هناك ورقة استقالة في يده فقلنا له اعطنا اياها ونحن نقرأها في الاذاعة او تقرأها بصوتك ان شئت فقال: انا سأقدمها مباشرة الى الشعب.

خطاب زواره

هكذا اتفقنا على ان يعقد مؤتمراً شعبياً في زواره لمناسبة ذكرى المولد وان يعلن فيه استقالته. لم يحضر احد من اعضاء المجلس باستثناء مصطفى الخروبي ووزير الصحة مفتاح الاسطى عمر. نحن كنا في القيادة باعتبار انه سيستقيل. الخروبي ذهب وربما كان اكثر ذكاء منا في فهم شخصية معمر.

وبدل ان يقدم استقالته قدم القذافي في زواره النقاط الخمس التي تعني الغاء الدستور والقوانين، اي الغاء السلطة التشريعية التي كان يمثلها مجلس قيادة الثورة. كنا نحن توزعنا المسؤوليات للسيطرة على الموقف في حال حصول مظاهرات اذا اعلن استقالته. وكان جلود معنا في هذا الموقف. اقول ذلك بأمانة. انتظرنا استقالته واذ به يعلن الثورة الشعبية الثقافية. وحضر من زواره الى مقر القيادة العسكرية وعقد اجتماع للمجلس. سألناه عن الاستقالة فبدأ باقناعنا بأهمية الثورة الشعبية لتحرير الشعب من مشاعر الذل والهوان التي رسختها الحكومات الاجنبية. وقال ان هدف الثورة هو تشجيع الشعب على مناقشة السلطة وانتقادها.

قبلنا الفكرة، ووزع معمر المهمات وقال ان كل عضو سيتولى شؤون محافظة لعقد اجتماعات واعداد الكوادر والاشراف على برنامج التصعيد وعمل لجان التوعية الشعبية. في تلك المرحلة كانت تجرى انتخابات بلدية واخرى على مستوى المحافظة واذكر ان الفائز في محافظة الزاوية التي كلفت بها كان عنصراً قيادياً في حزب البعث وقد دعمناه كسلطة وكان شخصاً جيداً.

دمشق اوصت بجبريل

> هل شعرتم في تلك المرحلة ببدء علاقات بين النظام والحركات المتهمة بممارسة الارهاب؟

- في تلك الايام لم نكن نعتبر هذه الحركات ارهابية بل كنا نعتبرها حركات ثورية. انا شخصياً وعلى رغم انني توليت رئاسة المخابرات لم اعرف كارلوس او ابو نضال. انا تعرفت الى ياسر عرفات وابو اياد واحمد جبريل ونايف حواتمة وجورج حبش. بعد حركة الفاتح كان النظام يعترف بمنظمة فلسطينية وحيدة هي منظمة «فتح» وهذا يرجع في جزء كبير منه الى نشاط ممثلها في طرابلس سليمان الشرفه (ابو طارق) الذي كان نشيطاً الى ابعد الحدود. كنا نراه في اي وقت وفي كل مكان. اقنع الشرفه مجلس قيادة الثورة بأن المنظمة الوحيدة التي تقاتل وتكافح هي حركة «فتح». في الايام الاولى ارسلنا مجموعة من الضباط وتطوعوا في صفوف «فتح». وشارك هؤلاء في عمليات ولكن خارج الاراضي المحتلة، اي في جنوب لبنان.

عندما رجع هؤلاء الضباط الى ليبيا قالوا ان الثقل العسكري محصور بـ «فتح» وتأتي بعدها «القيادة العامة» التي يتزعمها جبريل ثم «الجبهة الشعبية». من هنا جاءت فكرة دعوة جبريل الى ليبيا لتقديم الدعم والعون اليه. وللامانة اقول ان الاخوة السوريين اوصوا خيراً به ونحن اخذنا رأيهم في الاعتبار. قدمت الى جبريل مساعدات عسكرية ولم يكن يحصل في تلك المرحلة على اموال. وكانت حركة «فتح» تحصل على مساعدات عسكرية ومالية.

كان هذا القرار من مجلس قيادة الثورة. وهنا حصلت حادثة: جاء جورج حبش واطلق الفلسطينيون حملة للتبرع لـ «الجبهة الشعبية» وعندما علم القذافي امر بطرد الذين تبرعوا. واعتقد بأن اكثر من مئتي فلسطيني طردوا بعضهم نقل بثياب النوم الى المطار. في تلك المرحلة كانت لدى القذافي حساسية تجاه الماركسيين.

> كيف كانت علاقة القذافي بعرفات؟

- كانت سلسة. الصدامات كانت مع ابو اياد. كان القذافي يحب ان يأخذ الآخرون برأيه سواء كان رأيه سياسياً ام عسكرياً. ابو اياد كان صدامياً ويعارض. ابو عمار سياسي وديبلوماسي يسمع ثم ينفذ لاحقاً ما يعتقده لمصلحة شعبه لا ما سمعه. ابو اياد كان يعترض على آراء معمر في بعض الفلسطينيين وعلى تقويمه لبعض التنظيمات الفلسطينية. لم يكن القذافي مثلاً معجباً بجورج حبش ونايف حواتمه. كان يقول لأبو اياد ان حواتمه اردني وليس فلسطينياً وان حبش وحواتمه من الملحدين. ولم يكن ابو اياد يسكت. كان يسارع الى الحديث عن وطنية الرجلين ويقول نحن الفلسطينيين ادرى بأوضاعنا.

> ما هي اهم الزيارات التي رافقت القذافي فيها؟

- في تلك المرحلة رافقته في معظم زياراته. في 1975، وقبل اجتماع قمة منظمة الوحدة الافريقية في كمبالا، طلب ان ارافقه انا وعمر المحيشي وعمر الحريري وبشير هواري، اي كل الذين يشك في احتمال قيامهم بحركة ما. انا كنت مريضاً ولست متمارضاً. رفضت بشدة فشكا امام اعضاء مجلس قيادة الثورة وقال كيف امشي الى مؤتمر من دون وزير خارجيتي. كنت حددت موعداً لدخول المستشفى خارج ليبيا. بعد الحاحي وافق وقال تستطيع البقاء في البيت ولكن لا تدخل المستشفى قبل عودتي.

حتى في كمبالا كان يراقب الذين رافقوه وحصل على تسجيل لحديث بين المحيشي والحريري وهو حديث عادي وطبيعي ان يتناول الحديث بينهما الشؤون الليبية. اعتبر القذافي الكلام دليلا على التنسيق بينهما. انا لم اعرف انني مراقب الا حين اصرّ على اصطحابنا الى كمبالا. من الملاحظ حالياً انه يصطحب معه مصطفى الخروبي وليس غيره، ربما لأن معمر يصطحب دائماً من يخاف انهم قد يقومون بشيء ضده في غيابه.

> ألم تكن هناك حركة ما من قبلكم؟

- كانت هناك حركة رفض عسكرية لاساليب القذافي وهي تشمل معظم ضباط الجيش. من ضمن الصدامات مع القذافي كانت مسألة التسليح، خصوصاً الاتفاقات التي ابرمها مع الاتحاد السوفياتي وفرنسا.

اعود الى قصة العلاج. جلست في طرابلس في البيت، وبعد يومين من عودة القذافي من كمبالا سافرت الى ايطاليا ودخلت المستشفى. وخلال وجودي فيه اتصل بي وقال لي هناك مؤامرة ويجب ان تأتي الى البلاد وقد ارسلت اليك طائرة. اتصلت باعضاء آخرين وعرفت أن عشرات الضباط اعتقلوا (نحو 60)، وان المحيشي وصل الى تونس وان الحريري معتقل.

والحقيقة انني كنت افكر في العودة الى ليبيا ليس بناء على طلبه، وعلى الفور، بل لدى انتهاء العلاج، اصررت على ان اتابع برنامج العلاج كما هو مقرر. وبما انني كنت وزيراً للخارجية ابلغني بعض السفراء - ولا داعي لذكر اسمائهم - انهم سمعوا عن اتهامات موجهة اليّ مفادها انني متورط في مؤامرة ضد النظام. شعر السفراء بالحرج فقد كان مقرراً ان امر على بعضهم فهل يستقبلونني وبأي صفة.

حسب البرنامج كان يجب ان اغادر ايطاليا الى المانيا فبريطانيا ثم المانيا واستقل طائرة «لوفتهانزا» الى بيرو حيث كان يعقد مؤتمر عدم الانحياز. رجعت الطائرة التي ارسلها القذافي الى طرابلس. خرجت من المستشفى واتصلت بعبدالسلام جلود وقلت له انني سأستمر في برنامجي المقرر سابقاً ولن اعود الآن الى طرابلس. اتصل بي عدد من الضباط الذين كانوا قيد العلاج في الخارج وراحوا يستفسرون مني عن الوضع في ليبيا فحدثتهم بأمانة عما اعرفه. مع صدام حسين.jpg رجع هؤلاء باستثناء واحد منهم. وحكى الذين رجعوا انني اخبرتهم عن حصول اعتقالات واشاعات.

ذهبت الى بيرو ثم الى نيويورك حيث حضرت افتتاح دورة الجمعية العمومية للامم المتحدة. كان منصور الكيخيا مندوبنا هناك فطلبت منه ان ينظم لي برنامجا للتعرف الى اميركا فزرت ولايات عدة وقمت بجولة بعدما ابلغت منصور بطريقة غير مباشرة أنني قد لا اعود الى ليبيا. وعندما رجعت الى ايطاليا بدت الصورة اكثر وضوحاً.

اعود لاقول كان هناك رأي عام رافض لاساليب القذافي لكن احداً لم يتحدث عن مسؤولية محددة في خطة سواء بالنسبة الي او بالنسبة الى عوض حمزة وبشير هواري والمحيشي والحريري الذي كان اميناً لرئاسة مجلس الوزراء.

هناك نقطة لا بد من الاشارة اليها: حصلت بيننا وبين معمر صدامات كثيرة وكان هو الوحيد الذي ينقل الى الضباط ما يجري في مجلس قيادة الثورة وكان ينقل وفق روايته ويصفنا بأننا بمثابة عصي في الدواليب. وبعد الاجتماع الذي اخترنا فيه ابو بكر يونس رئيساً لمجلس قيادة الثورة بدأنا نحن بنقل اجواء مجلس قيادة الثورة الى الضباط. نقلنا الى الضباط الخلاف في وجهات النظر على صفقات التسلح. اشترينا من فرنسا اكثر من مئة طائرة ولم تكن لدينا القدرة على استيعابها واضطررنا الى الاتيان بطيارين غير ليبيين.

كان هناك داخل المجلس اعتراض على عدد الطائرات وكنا نصر على ان لا تزيد الصفقة على سربين اي 24 طائرة وفي الحد الاقصى 30 طائرة على ان نستعد لاستيعاب المزيد من الطائرات. كان القذافي ينقل هذا الموقف كأننا ضد المعركة القومية. الصفقة الاخرى كانت مع الاتحاد السوفياتي وهي اكبر بكثير من قدرة الجيش الليبي على الاستيعاب. وعقدت ايضاً اتفاقات مع تشيكوسلوفاكيا وبولندا.

موعد مع السادات

> نريد ان نعرف متى توقفت علاقاتك مع السلطات في ليبيا؟

- كما، قلت رجعت الى ايطاليا وبقيت فيها حتى 18 سبتمبر (ايلول) وسافرت الى مصر. في اليوم الثالث التقيت الرئيس انور السادات وشرحت له الموقف كما وصلني، وطلبت منه ان لا يلبي اي طلب من معمر للتدخل من اجل اقناعي بالعودة الى ليبيا، والطلب الثاني ان اعامل كأي مصري من دون اي ميزة. والحقيقة ان الرئيس السادات كان في غاية الشهامة. كان دستور الاتحاد الثلاثي ينص على معاملة الليبي كالمصري والسوري. وعدني ان لا يتدخل احد في قراري وقال تستطيع ان تعتبر نفسك ابناً لي. وهكذا جلست في مصر.

لقاءان مع القذافي

> كم مرة التقيت القذافي بعد اقامتك في مصر؟

- التقيت القذافي مرتين بعد مغادرتي ليبيا واحدة في الجزائر واخرى في مصر. في 1987 في الجزائر وفي 1990 في مصر.

> لماذا التقيته؟

- في 1987 كانت حساباتي خاطئة في الواقع. لقد تصورت ان معمر لا بد بعد الهزيمة في تشاد، ان يعيد حساباته وترتيب اوراقه وان يعيد النظر في كل شيء. كانت تشاد هزة كبيرة. ارسل اكثر من شخص يطلب عقد لقاء ويطلب الرجوع الى ليبيا. طبعا رفضت فكرة الرجوع ما لم يسبقها اتفاق على نقاط محددة. لم اكن ضد اللقاء وان لم اعلق عليه آمالاً كبيرة. تدخل الرئيس الشاذلي بن جديد ووجه الي دعوة وقال انه لم يلمس ان القذافي يسعى الى اللقاء من اجل ايقاعي في شرك. وأكد لي انه سيسعى لدى معمر لتوفير ضمانات في حال قررت العودة الى ليبيا. وقال: الاكيد انه لن يتعرض لك على الاقل في الشهور الاولى. تمسكت بموقفي وهو ان العودة يجب ان يسبقها اتفاق.

التقينا في قصر الرئاسة في الجزائر ودام اللقاء نحو 3 ساعات. كنا لوحدنا وكان مدير المخابرات الجزائرية العقيد الاكحل المجذوب في المكتب الملاصق للصالون. بدأ القذافي اللقاء بدعابة وبعتاب اخوي قال: انت عبدالمنعم، مش ممكن، تعال كي اشوفك كويس». فرددت: انت معمر مش ممكن تعال كي اشوفك اذا كنت مسلحا. وضحكنا. تكلمنا في كل المطالب. قال لي: الاعلام الغربي شوش افكارك وغسل دماغك. كان اقترح عليّ العودة وفي اي موقع اختار من دون ان يحدد. فقلت له انني سأرجع واعمل في السياسة اذا اعدت الديموقراطية والانتخابات. انا ارجع الى السياسة من خلال البرلمان واعارضك. فقال: لو سمع الشعب الليبي افكارك هذه لضاع اهلك.

بعد ذلك هاجم القذافي الاحزاب والحزبية. اصر على ان اذهب معه الى ليبيا وان احمل من هناك رسالة الى الرئيس حسني مبارك. رفضت الذهاب الى ليبيا وقلت له» حتى ان كنت انت لا تبيت شيئاً ضدي فأنا لا اثق بالذين حولك، قد اتعرض، وانا خارج من عندك، لحادث في الطريق. ولنفترض انك اصدرت قراراً بمنع خروج الليبيين فأين هي المؤسسات التي يمكن اللجوء اليها؟ وأي محكمة يمكن ان تنصف الليبي؟ قال: انا موجود وأنا احميك. فأجبت: وحين لا تكون موجوداً. تناقشنا طويلاً في هذه النقطة وقلت له ان الحماية تأتي من القانون ومن القضاء.

استوقفتني في اللقاء في الجزائر مسألة اذ قال لي القذافي: اريد ان اسألك عن علاقتك بأحداث 1975 وعمر المحيشي. اجبته: هذه الاحداث وقعت قبل فترة طويلة ثم انت الذي يجب ان تقول لي ما هو هذا الموضوع وما هي علاقتي به فأنت اطلعت على التحقيقات وانا ليست لدي فكرة عن الموضوع وقد نسيته تماماً.

> وفي القاهرة؟

- كان اللقاء محدوداً واستغرق نحو 40 دقيقة كان طلبه الوحيد ان اعود الى ليبيا. وقال لي صراحة: لو كنت عاوزك لاخذتك. ويقصد انه قادر على احضاري بالقوة. وقال لي: الاتيان بعمر المحيشي كلف 200 مليون دولار وانت حتروح فين لو كنت انا اريدك. اجبت: انت تستطيع ان تأخذني كما اخذت عزت المقريف وجاب الله مطر (اختفيا في القاهرة في بداية التسعينات) فقال: لا عزت وجاب الله ما فيش انا طلبتهم من السلطات المصرية ورفضت ان تسلمهم.

خلال اللقاء حمل بعنف على محمد المقريف (الامين العام للجبهة الوطنية لانقاذ ليبيا) وقال ليس بيني وبين المقريف وسأل عن اشخاص من دون ان يلفظ كلمة معارضة في وصفهم. قال: بشير الرابطي ماذا فعلنا له. كان رئيساً للمجلس الاتحادي وعاش معززاً مكرماً. طلب الذهاب سائحاً الى ايطاليا وهرب منها الى مصر.

وقال القذافي ان ليس لديه مانع من اللقاء مع هؤلاء كأشخاص ليبيين، اي انه يرفض اعطاء اللقاء معهم طابع الاجتماع مع المعارضة. ونحن كنا نريد ان نلتقيه كمعارضة، اي لماذا لا يسمع افكار المقريف او احد العناصر المؤيدة له؟ هاجم هذه التنظيمات بعنف واتهمها بـ «العمالة» و«الجاسوسية».

لمح القذافي الى معلومات يملكها عن علاقة قال انها بيني وبين وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (السي.آي.إي). وقال لي ما معناه انهم سيستخدمونني ثم يرمونني كورق التواليت. وقال لي: الحوار والكلام معك في ليبيا ويجب ان تأتي الى طرابلس.

> لنعد الى الرحلات التي رافقته فيها؟

- في 1971 كان صالح بويصير قد ترك الخارجية وتوليت انا الاشراف عليها قبل تعييني رسمياً. خلال تلك الفترة حضر الى طرابلس وزير المال الكويتي العتيقي حاملاً رسالة الى معمر من امير الكويت. دخل الوزير وصافح معمر فبادره الاخير بالقول: «ميزانية امير الكويت 14 مليون دينار. هذا المال للشعب الكويتي». صدم العتيقي ورد: «سيادة الرئيس ان امير الكويت يأخذ 14 مليون دينار بقرار من مجلس الامة الكويتي لكن هناك رؤساء يأخذون ميزانيات الشعوب من دون ان يحاسبهم احد». والآن من يستطيع ان يعرف اين تذهب ميزانية ليبيا ومن يعرف الكمية التي يتصرف بها معمر؟

زار معمر المملكة العربية السعودية في مارس (آذار) 1974. وخلافاً للأعراف التي تقضي بأن تعد وزارة الخارجية بالاتفاق مع البلد المعني جدول اعمال المحادثات ومشاريع الاتفاقات اتصل وقال انا سأذهب غداً الى السعودية 260200.jpg فأبلغوهم. ذهبنا الى جدة واعتمرنا وعلى رغم اننا كنا في مناسك دينية فانه كان يطوف ويسعى مهتماً بالتفاف الناس حوله.

ذهبنا الى قصر الضيافة وجلسنا في صالون وشن معمر هجوماً عنيفاً جداً على مصر والفراعنة وقال انهم تاريخياً يتجهون الى الشرق حين يشعرون بالقوة. وتحدث عن ابراهيم باشا ومحمد علي باشا والحملات القديمة. وتحدث ايضاً عن الفراعنة. وقال ان جمال عبدالناصر اخذ اليمن وكان يريد ان يأخذ غيرها وكرر تعابير قاسية نقلت عن عبدالناصر.

فوجئنا بالملك فيصل ينهض ويعتذر بلباقة قائلاً: «انا رجل كبير السن وأتناول ادوية ولا استطيع احتمال اجتماعات طويلة، سنتركك مع الشباب امثالك»?

ذهبنا ايضاً الى بغداد. تحدث معمر محرضاً الرئيس احمد حسن البكر على نائبه صدام حسين كما حرض الثاني على الاول.



RE: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - بسام الخوري - 02-28-2011

هل سيحرق ويفجر القذافي آبار النفط قبل سقوطه كما فعل صدام في الكويت ....أعتقد ذلك وأعتقد أنه هدد بذلك ...وعندها سيتسبب بأزمة كساد عالمية وانهيار أسواق الاسهم كما حدث في إيلول 2001


الرد على: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - بسام الخوري - 02-28-2011

سميح القاسم: رفضت دعوة القذافي
الشاعر الفلسطيني سميح القاسم أدان ما يرتكبه النظام الليبي حيال شعبه (الجزيرة نت- أرشيف)

عاطف دغلس-نابلس

أدان الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم ما يرتكبه النظام الليبي من "قمع ومجازر" ضد مواطنيه وحقهم في حرية الرأي والتعبير، كاشفا أنه رفض زيارة الجماهيرية بناء على دعوة شخصية وجهها له الزعيم الليبي معمر القذافي قبل أسابيع قليلة.

وقال القاسم في حديث خاص للجزيرة نت إنه المثقف العربي الوحيد الذي كان واضحا منذ البداية بموقفه من هذه الأنظمة، لافتا إلى أنه دعا القذافي عبر مقالات وكتابات له وغيره من القادة العرب بضرورة وقف القمع ضد شعوبهم، "ولا بد من تداول سلمي للسلطة" والعمل بالتعددية والديمقراطية وحرية الرأي والتعبير.

ورأى أن قتل شخص واحد كقتل ألف، وقال إنه لا يجوز "من حيث المبدأ" أن يمس النظام أيا كان أمن المواطنين أو يتطاول عليهم.

وأكد القاسم أنه رفض دعوة شخصية وجهها له الزعيم الليبي عبر سفير ليبيا بالأردن قبل شهر ونيف "لأنني لا أقر العلاقة مع الأنظمة القمعية" مشيرا إلى أنه يزور الجماهير ويلتقيهم، ولكن الأنظمة القمعية "لا يمكن أن أكون ورقة توت أو تين للتغطية على مسلكيتها المفروضة".

واسترسل الشاعر الفلسطيني بالحديث عن توقعه لمثل هذه الأحداث في الأنظمة العربية، وبين أنه نصح قبل عقود هذه الأنظمة بضرورة احترام شعوبها، وأنه وتحديدا قبل عام تقريبا توجه لهذه الأنظمة بضرورة التعددية وضمان الحريات والديمقراطيات، مضيفا أنه توقع هذه الأحداث "فأنا تجولت بمعظم دول شمال أفريقيا وتوقعت بانتفاضة عربية قادمة ضد الأنظمة والزعماء".


مطلب تاريخي
ولفت إلى أن هذه الانتفاضات أصبحت تتعدى مطالبها تلك الأمور المتعلقة بلقمة الخبز وحرية الرأي إلى مطلب عربي تاريخي يتمثل بالوحدة. وقال إن الانتفاضة تتعدى المطالبة بلقمة الخبز وحرية الرأي إلى أكثر من ذلك، فهناك مطلب عربي تاريخي متمثل بالوحدة العربية، مشيرا إلى أنه مطلب أساسي "ولن تقوم قائمة للأمة بدون تحقق شكل من أشكال الوحدة".

ولم يبرر القاسم للنظام الليبي تحديدا ولغيره من الأنظمة العربية أي عمليات قمع ضد شعوبها، وقال إنه وبظل المتغيرات العربية الجارية لا يلام الشعب فيما يقوم به من ثورات هنا وهناك، وأكد أن الشعوب بحالة دفاع عن النفس.
وأضاف "مرة تدافع عن نفسها بمواجهة احتلال وعدوان أجنبي، ومرة أخرى تدافع عن النفس بمواجهة أنظمة الاستبداد والدكتاتورية".

وشدد الشاعر الفلسطيني على أن دور المثقف فلسطينيا كان أو عربيا لم يغب عن أرض المعركة في مواجهة هذه الأنظمة وبكافة الأشكال، وكان له دور مميز في التنوير والتثوير من أجل التغيير وبإظهار التكافل والتضامن، "وأنا أتحدث باسم قصيدتي".

إلا أنه لم يخف أن هناك مثقفين عربا "مرتزقة"، غنوا وطبلوا للأنظمة وهؤلاء "فئة ضالة انتهازية لا تحسب على قوى التنوير والتطوير والتغيير".


RE: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - أبو نواس - 03-01-2011

اقتباس:إلا أنه (سميح القاسم) لم يخف أن هناك مثقفين عربا "مرتزقة"، غنوا وطبلوا للأنظمة وهؤلاء "فئة ضالة انتهازية لا تحسب على قوى التنوير والتطوير والتغيير".



كما في كل زمان ومكان.. ولهذا فإن وزارات الإعلام، التي يحتلها هؤلاء المرتزقة، هي من الوزارات "السيادية" في الأنظمة القمعية.

ولهذا يتوجب على أي نظام ديموقراطي عربي قادم أن يلغي وزارة الإعلام، مأوى هؤلاء المرتزقة.



الرد على: أخبار متفرقة عن معمر القذافي دراكولا العرب - بسام الخوري - 03-01-2011

http://www.bbc.co.uk/news/world-africa-12603259