تجبرني للرد رغماً عني لكونك تحاول ان تستغبيني وتستغبي القراء ولكن لا بأس :
أولاً : انت تفهم من فوق ولا من تحت ؟ حماس لم تظهر فرحتها ولم تكتب اي بيان سواء بالسلب أو بالإيجاب ، يعني التزمت الصمت ، وهذا لا يسمى تقية ، التقية ان تظهر عكس ما تبطن ، وهذا ليس متحصلاً في موقف حماس ، إلا ااذ كنت تفهم من مؤخرتك - وعذراً على اللفظ - .

ثانياً : بخصوص الرزقاوي فقد تبناه بن لادن بعد 3 سنوات من الجهاد العراقي تقريباً في رسالة ارسلها أبو مصعب لأسامة بن لادن وقبلها بن لادن بعد ذلك ، والعمليات استهدفت الشيعة بعد عمليات التطهير العراقي التي مارسها الشيعة ضد أهل السنة في بغداد ، والا فأنت مطالب بأن تأتي بدليل واحد فيه عملية قبل تفجير مرقدي الامامين يطلب فيه ابو مصعب قتل الشيعة الأبرياء أو خطاب واحد من بن لادن يجيز فيه قتل الشيعة الأبرياء ، باستثناء قتل رموز الخيانة الذين جائوا على ظهر الدبابة الأمريكية وأعلنوا دخولهم في العملية السلمية وغيرها ، عموماً حتى تلك العمليات التي استهدفت الشيعة بالعموم ، هل تحضر لي دليلاً أو عدد تلك العمليات مع بيانات القاعدة الرسمية حول تبنيها ؟
فالمقدسي نفسه - وهو منظر الزرقاوي - انتقد الزرقاوي بشدة بسبب توسعه في قتال الشيعة - الموالين للتدخل الأمريكي في العراق - فرد عليه الرزقاوي بأن أفعالنا ما جائت الا بعد قيام هؤلاء باغتيال كوادرنا وشبابنا .

ثالثاً : بخصوص الفتاوي ، فلا داعي للتدليس يا زميلي بهذا الشكل الفج ، أنت مطالب - رغماً عنك - بإظهار الفتاوي التي تعلن الجهاد ضد أمريكا ، او خطابات مرجعية تطلب من عموم الشيعة الجهاد ضد أمريكا ، وإلا لماذا توجد فتاوي للجهاد في لبنان ولا توجد فتاوي للجهاد في العراق " أحيني " أما ان تقولي بديهيات وما بديهيات فهذا كلام لا يدخله عقل ، فحتى الشيعة الذين قاوموا الإحتلال ينتمون للبعث - وقد صفت معظمهم منظمة بدر - او يرفعون شعارات قومية ، أما جيش المهدي والصدر فأظنك لم تذكر بأنه في النهاية سلم سلاحه بعد معركة تافهة في النجف وباع سلاحه في مهزلة - اول مرة اسمع بمقاوم يسلم سلاحه ويبيعه بثمن بخس - وكلنا رأينا على شاشات التلفاز هذه المهزلة ، ودخل العملية السياسية .

رابعاً : لقد جئت لك بتصريحات لخاتمي وأبطحي ، يذكرون فيها دورهم في اسقاط النظام العراقي السابق وتعاونهم مع امريكا في هذا المجال ، وهذا ليس مستبعداً فما تعليقك عليها ؟ أم أن هذه الأمور من بديهيات الشيعة أيضاً ؟

خامساً : بخصوص أهل السنة والشيعة ، فإن الخيانة لا دين لها ولا مذهب ، فالخائن سيتواجب لدى السني ولدى الشيعي ولدى المسيحي ولدى البوذي ، ولكن القضية فيمن ينبذ الخائن ويسجله في مزابل التاريخ ، ان المتتبع لتاريخنا يجدنا أول من طرد الخونة ، واول من سجلهم في مزابل التاريخ بدون رحمة ، بعكس من يعتبر الطوسي وابن العلقمي من ائمة وكبار المذهب ، ومن يعتبر السيستاني وال الحكيم والصدر من كبار الرموز الشيعية المحترمة ، لك ان ترجع لتاريخكم في افغانستان ودور الشيعة الهزارة في اسقاط طالبان والوقوف بجانب - الشيطان الأكبر - ضد طالبان ، ولا تقلي انظر للحركات السنية الأخيرة فأغلبها حركات خائنة تقاتلها طالبان بجانب القوات الأمريكية ، ولك ان ترجع لتاريخكم في الهند وفي كشمير وغيرها ، مواقف لا احب ذكرها لأنني هنا لست في وارد تناطح عقيم معك وخصوصا أنك طائفي لا يوجد لك مبادئ إلا ما تقول به طائفتك فقط .

سادساً : للمرة الثانية أؤكد لك يا زميل ، بأنكم كنتم جزءً بسيط من التاريخ الذي صنعه أهل السنة في النهاية ، وأنكم بكامل تاريخكم وبطولاتكم وتضحياتكم لا تساوون جزءً بسيطاً من بطولات وتضحيات وتاريخ أهل السنة والجماعة ، فحتى الملحدين أو العلمانيين يدركون هذه النقطة ، ففارس قديماً ايران حاليا وصلها الإسلام عن طريق - النواصب - كما وصل مصر والشام والمغرب واوروبا واسيا وافريقيا ، ومن صاغ النظريات الإسلامية وصنع الجهاد في كل مرحلة من مرحل الأمة ، سواء في مرحلة التأسيس أو في مرحلة الدفاع أو في مرحلة التحرر - الجهاد ضد الصليبيين ثم المغول ثم الاستعمار الحديث - هم أهل السنة والجماعة ، وأنتم كنتم مجرد هوامش أو جزءً عادي من هذا التاريخ المصنوع .

عموماً في كل فترة أيقن تماماً بأنكم تتعلقون بأنصاف المبادئ وتجزئونها وفق مذهبكم ، وإلا ما رأيك في حافظ الأسد المجرم وأفعاله بحق الفلسطينيين ؟ وما رأيك ببشار ابنه ؟ وما رأيك بحركة أمل التي ارتكبت المجازر بحق المخيمات الفلسطينية - رغم انها تدربت على يدي منظمة التحرير - ؟ والآن تنفي ارتكاب جيش المهدي والأحزاب الشيعية للجرائم المذهبية في العراق ؟
أكيد انت بتمزح ؟
لا انت بتمزح ؟
قول انت بتمزح بس ؟
خلاص يا اخوة علي يمزح .
شكراً لمزاحك يا علي ولا تكثر منه في المرات القادمة .


وسلاما من رب غفور رحيم .

أخي فلسطيني كنعاني لا يجوز حصر القضية بهذا الشكل وقياس حبي وكرهي لأي شخص من خلال قياس المصالح والمفاسد المترتبة على أفعاله .
فأمريكا وأوروبا كانت ستستعمر البلاد الإسلامية وستسفك الدماء وسترهب من الإسلام والمسلمين ، سواء كان بن لادن موجوداً أم لا ، والإرهاب سيبقى سواء كان بن لادن موجوداً أم لا ، لأن مصدر الإرهاب موجود وهي أمريكا وقد قال ابو القاسم الشابي ذات مرة :
لا عدل إلا اذا تعادلت القوى *** وتصادم الإرهاب بالإرهاب .

فإرهاب أمريكا وجرائمها المستمرة في كل بلاد ، وارهاب اوروبا ، سيواجه بالإرهاب ، وسيخرج جيلاً متشدداً من المسلمين سيواجه ارهاب هذه الأنظمة والدول ، وقد كان الحبيب الوطار يرفض تسمية القاعدة وافعالها بالارهابيين ، بل يسميها بالإرهاب المضاد .

لقد أشارت الوثائق التي نشرت بعد عملية 11 سبتمبر بأن امريكا كانت تخطط لإحتلال أفغانستان والعراق قبل عمليات البرجين ، وأنها أرادت أن تقوم بعملية عسكرية واسعة في افغانستان قبل عملية البرجين بأسبوعين ولكن أجلت العملية لأسباب واقعية استجدت عليها في تلك الفترة ، وكره المسلمين وكره الإسلام لم يكن منفياً في اوروبا بل كان موجوداً وبكثرة ، فأمريكا دولة عنصرية لم تتخلص من عنصريتها ضد السود - فما بالك في الاسلام - ؟ ولكن زادت هذه الكراهية بعد عمليات البرجين بسبب زيادة التركيز الإعلامي على الإسلام وزيادة العنصرية ضد الإسلام والمسلمين .

بن لادن والقاعدة فكرة يا صديقي ، فكرة قاتلت أمريكا في افغانستان وقاتلتها في العراق وضربت مصالحها في كثير من البلدان ، كما أنها ضربت مصالح اسرائيلية كذلك ، وضربت مراكز استخبارية في العديد من الدول العربية والإسلامية ، وها هي الشعوب تثأر من جديد وتفعل ما كانت تطالب به القاعدة ولكن بطريقة أخرى وهي الطريقة السلمية .

فإذا كانت الشعوب كسرت حاجز الخوف امام الحكام ، فصدقني القاعدة كسرت حاجز الخوف من أمريكا في كثير من البلاد المستعمرة ، ولقنتها دروس تلو الدروس ، ولك ان ترجع للواقع العراقي وما فعلته القاعدة من ضرب وازعاج للقوات الأمريكية ، سحلوا جثث الجنود في شوارع بغداد والموصل ونينوى ، وقطعوا أشلاء الجنود الأمريكان في كل مكان .

في النهاية القاعدة تجربة كاملة ، لها أخطائها ونجاحاتها ، ولا يمكن الحديث عن أخطاء فقط ، ولك في كارلوس الثائر الشيوعي مثلاً ، هذا المقاتل الأحمر الذي ثأر لفلسطين وضرب مصالح اسرائيلية في كثير من البلدان وكان يوقع قتلى مدنيين لا دخل لهم بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي ، وفي النهاية أصبح بطلاً فلسطينياً .

وكذلك بن لادن رحمه الله ، والقاعدة معها ، أبطال لكن في زمان لا يناسبهم ، في زمان الإعلام الذي لم يستطيعو التأثير فيه وبيان رأيهم في الأحداث كما هو حال طالبان التي أفتري عليها افتراءات كثيرة جداً .

فالقضية ليست بالضرر والنفع ، القضية في المبادئ واحترامها ، خطاب وشامل باسييف لهما أخطاء ضاعت الشيشان بسببهما ، ولكن في النهاية أصبحوا رموزاً من رموز الجهاد والتضحية ، قل لي بربك هل يوجد مسلم واحد يكره خطاب أو باسييف ؟ اذا كان الشيوعيين الثوريين يحترمون هؤلاء ، فماذا تريد مني ؟

انتهى النقاش معك يا صديقي ، وفي انتظار موضوعك المزعوم لتكون لنا وقفة فيه ، ولكن من المعيب جداً أن تشتم العلمانيين والشيوعيين والأنظمة البائدة ، وبعد ذلك تنسبها لأهل السنة والجماعة ، فهذا أمر معيب جداً في حقك وفي حق مصداقيتك ، فأنت تدرك تماماً بأن هذه الأنظمة لا تمثل لا أهل السنة والجماعة ولا تمثل حتى أدنى مراتب الشرف والكرامة ، وبما أنك تفتخر بما فعلته المخابرات الباكستانية ، فعليك ان تفتخر أيضاً بما فعلته الحكومة الباكستانية في الشيعة ورموز التشيع في باكستان ، فكما قلت لك المبادئ لا تتجزء .

عدا عن كونك - تخليت عن لغة الأدلة - عندما طلبت منك أسماء العمليات التي تنسبها للقاعدة التي تبنتها رسمياً ، كما أنك تخليت عن - لغة الدليل - عندما طلبت منك تصريحات لأسامة بن لادن يؤيد فيها قتل المدنيين ، وبما أنك تكره الزرقاوي والقاعدة في العراق عليك أن تكره جيش المهدي ومقتدى الصدر ، لأن المبادئ كما قلت سابقاً وأقول الآن وأقول لاحقاً لا تتجزء ، وضع تحت كلمة لا تتجزء مليون خط .

ففرحتك وفرحة الأمريكان سواء ، كما أنك كنت أشد على الرجل حتى من الملحدين واللادينيين والعلمانيين ، وبعد ذلك تحدثني عن الأخلاق والرجولة والأصالة ، على الأقل التزم موقف ايران الرسمي والذي أمسك العصا من المنتصف ، صدقني سقطت يا علي للأبد ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .