بخصوص ما تفوه به علي نور والمغالطات التي حواها رده فسأفصلها بما يلي :
أولاً : الجيش السوري دخل لبنان بناءً على الحرب الأهلية الناجمة هناك وليس بسبب هجمات الإخوان المسلمين ، وأولى خطوات الجيش السوري كانت تتمثل بضرب منظمة التحرير وكذلك جميع القوى والفصائل الوطنية اللبنانية ووقف حينها مع الفصائل المسيحية اليمينية - والتي طعنته في النهاية وتحالفت مع إسرائيل ضده وضد المنظمة والفصائل اليسارية - لأن نظام حافظ الأسد كان يريد طي القضية الفلسطينية تحت جناحيه وهذا ما رفضته منظمة التحرير بقيادتها التاريخية أنذاك ، وحصار طرابلس يندرج تحت هذا العنوان الذي يهدف لتقزيم وتقليم أظافر منظمة التحرير الفلسطينية ، ولذلك الحصار كان موجهاً للمنظمة ولطردها من لبنان ولذلك الحصار السوري لطرابلس كان برفقة أحمد جبريل وغيره من بيادق النظام السوري ، ودعم المنظمة وكذلك بعض فصائل اليسار لأنشطة جماعة الإخوان كان رداً على أفعال النظام السوري ضد هذه الجماعات بعد تدخله في لبنان ، أي أن الدعم - مع أنه كان محدوداً جداً - لم يكن كفعل مجرد بقدر ما هو ردة فعل على سياسة النظام الإجرامية ، ولو كنت محقاً في دعواك لكان من الأفضل للنظام السوري أن يضرب ويحصار ويجتاح العراق لأنه كان هو الداعم الأول والأكبر والأكثر لتيارات الإخوان المقاتلة والكثير من اذاعات الاخوان وقواعد تدريبهم كانت في العراق ولكن النظام السوري طبعاً لم يفتح فمه بنصف كلمة أمام النظام العراقي لأنه يدرك ماذا سيفعل به النظام العراقي لو تجرأ ونفذ أي عمل عدائي ضد الأراضي العراقية ، ولكن العكس تماماً هو الذي حصل في لبنان .

ثانياً : بخصوص العداء لإسرائيل ، فقبل كل شيء يجب أن تدرك بان المقاومة الفلسطينية كانت هي أول من اشعلت هذه المقاومة وهي من وسعتها وكبدت إسرائيل خسائر فادحة جداً قبل أن يولد حزب الله وقبل أن تولد أمل ، والكثير من قيادات حزب الله وقيادات أمل تدربو في قواعد المنظمة حتى أكبر قيادات الحزب التاريخية عماد مغنية كان مقاتلاً في حرس " 17 " الفلسطيني ، وبعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان واندلاع الثورة الايرانية ودعمها لحزب الله من الطبيعي أن يرث الحزب مسيرة الكفاح لتحرير الأراضي اللبنانية ، ولذلك لا تلعب هذا الوتر وتتحدث عن عداء إسرائيلي للشيعة بينما عكسه للسنة ، فالسنة لا يمثلهم أحمق مثل الحريري أو غيره من توافه الرجال ، صحيح أن السنة وجدوا أنفسهم في النهاية مضطرون للتخندق في اصطفافات ما كان لهم أن يتخندقوها ولكن هذا فرض عليهم فرضاً بعد اغلاق جميع المنافذ في وجوههم وبعدما قام النظام الإجرامي السوري باغتيال جميع القيادات الوطنية السنية .

ثالثاً : دعم الثورة السورية واجب خلقي وأخلاقي ، ويجب على كل شريف دعم هذه الثورة بالمال والبنان والسلاح ، وأنا أتفهم الحالة الهستيرية التي يعيشها الحزب فيما يتعلق بنجاح الثورة السورية والتي ستعمل على تقزيم نفوذه في نهاية المطاف وخصوصاً بعد موقفه " المخزي " منها ، لكن أن تدين السنة وتياراتهم لأنهم يدعمون الثورة وتصفهم بدعم الارهاب وغيرها فهذا مجرد ترقيع لموقف الحزب ولموقف النظام القمعي من بعده .

أخي فارس اللواء أكثر من يتخوف من الحراك السني الآن والذي بدأ يفرز قيادات جديدة شابة وطموحة ووطنية أيضاً هي قيادات المستقبل والقيادات التي تدعي تمثيل الطائفة السنية ، هذه القيادات هي أكثر المتضررين من الحراك السني الآن الذي سيزبلها وياتي بقيادات جديدة وطنية وأخلاقية ولا تتنازل عن أي حق من حقوق أهل السنة ، وهذا ستدركه في الأيام القادمة .