حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
المفتي اللبناني قباني يعلن انطلاق شرارة تقسيم لبنان أو حرب أهلية جديدة - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: المفتي اللبناني قباني يعلن انطلاق شرارة تقسيم لبنان أو حرب أهلية جديدة (/showthread.php?tid=5179) |
المفتي اللبناني قباني يعلن انطلاق شرارة تقسيم لبنان أو حرب أهلية جديدة - بسام الخوري - 05-15-2008 وبالنسبة الى لقاء اللجنة العربية جنبلاط، علمت «الحياة» ان حمد بن جاسم أكد له ان الحوار سيلتئم في الدوحة برعاية عربية لمناقشة تشكيل الحكومة الجديدة وقانون الانتخاب تمهيداً للتفاهم على آلية لانتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية. وقالت المصادر ان جنبلاط حمّل اللجنة العربية رسالة الى السيد نصر الله وفيها «ضرورة الاحتفاظ بالاعتدال داخل الطائفة السنية لما فيه مصلحة للبنان، وله ولحزب الله، وأن سعد الحريري وهو الرمز الأول للاعتدال وأن البديل منه التطرف والتشدد». وتضمنت رسالة جنبلاط الى نصر الله إشارة واضحة لجهة ضرورة التنبه الى بيروت، والى أن قهرها بهذا الشكل ليس لمصلحة احد، وأن ما حصل فيها مهين، وكنا في غنى عما حصل في العاصمة والجبل، وأين المصلحة من التقاتل الذي هدد صيغة العيش المشترك بين الطوائف اللبنانية». وسأل جنبلاط، بحسب المصادر، «هل يستحق كل ما حصل احتجاجاً على قرارين صادرين عن الحكومة، وأين المصلحة في استخدام القوة. نحن لا نريد تهديد أمن المقاومة وسلامتها، وكنا في غنى عنه. الجبل وبيروت كانا في أصل المقاومة وانطلاقتها الى الجنوب لأنهما شكلا لها المعبر لتحرير الارض، لكن من حقنا ان نسأل أين تقف حدود الدولة مقابل الدويلات الناشئة وأين علاقة المقاومة بالدولة». المفتي اللبناني قباني يعلن انطلاق شرارة تقسيم لبنان أو حرب أهلية جديدة - بسام الخوري - 05-15-2008 جولة أولى حسان حيدر الحياة - 15/05/08// توحي النتائج الملتبسة أمنياً وسياسياً التي أسفر عنها «الانقلاب» العسكري لـ «حزب الله» بأن المهمة التي بدأها الوفد الوزاري العربي في بيروت أمس قد تفسح في المجال أمام مجرد هدنة في الحرب الأهلية اللبنانية المتجددة، سرعان ما تنهيها جولة جديدة من القتال ربما تستهدف هذه المرة مناطق اخرى غير تلك التي جرى اجتياحها ولا تزال تشكل حلقات ممانعة في وجه فرض شروط المعارضة ووجهة نظرها في رسم دور الدولة ومؤسساتها. وقد لا يغير إقدام الحكومة على الاستجابة لمطلب قيادة الجيش بإلغاء القرارين المتعلقين بشبكة اتصالات الحزب وإقصاء مسؤول أمن مطار بيروت من حقيقة ان الخلل الناتج عن اللجوء الى السلاح لم يصل الى درجة تضع القرار السياسي في البلد بالكامل في ايدي حلفاء سورية وايران وبما يسمح ربما بالتراجع عن قرارات أهم سبق للحكومة الحالية اتخاذها وتتعلق بالمحكمة الدولية وبالقوات الدولية المنتشرة في جنوب لبنان. فبالإضافة الى الشكوك الكثيرة التي باتت تحيط بصدقية «المقاومة» وبالسمعة والصورة اللتين حرصت على اشاعتهما عن نفسها وقياداتها، فتح اجتياح بيروت بقوة السلاح قمقم الفتنة المذهبية الذي يصعب إغلاقه، ولم تنفع التوصيفات «الوطنية» التي أسهب «المنتصرون» في إطلاقها على أنفسهم والاتهامات التي ساقوها ضد تيار «المستقبل»، الممثل الرئيسي للسُنة في لبنان، في حجب الممارسات الكيدية والقهر الطائفي والمذهبي، ولا سيما اغلاق المؤسسات الاعلامية، وهو للمناسبة اجراء لم تقدم عليه حتى قوات الغزو الاسرائيلية عندما اجتاحت بيروت في 1982، كما لم تنجح في مصادرة القرار السياسي للطائفة السنية وإلغاء دورها وتحويلها تابعاً. بل على العكس، فإن قيادات سنية كانت حتى الامس تقف في صف المعارضة وتدافع عنها، اضطرت تحت ضغط الشارع، الى تعديل مواقفها والالتحاق بالمدافعين عن بيروت وأهلها، لا سيما بعد انتفاضة طرابلس وانتصارها للعاصمة الاولى واستعصاء الشمال والبقاع السنِّيين، وربما هذا ما دفع «حزب الله» الى الاسراع في السحب الصوري لمسلحيه من شوارع بيروت والسماح بانتشار أوسع للجيش اللبناني، لامتصاص النقمة. اما الجبل الدرزي، فقد نجح في صد هجوم مقاتلي «حزب الله» وحلفائه، بل يمكن القول إنه ألحق بهم هزيمة، رغم التفاوت الكبير في الامكانات العسكرية. وهنا ايضا لعب الخطأ الذي ارتكبه المهاجمون الدور الاساس في توحيد الدروز خلف زعيمهم الفعلي وليد جنبلاط في الدفاع عن مناطقهم رغم الاختلافات السياسية بين اطرافهم، اذ بدا بوضوح ان الهجوم المفتعل الذي شن على الباروك من منطقة البقاع كان هجوماً شيعياً على طائفة الموحدين وليس صراعاً بين مشروعين سياسيين. لقد فشل «حزب الله» وحركة «أمل» رغم تحالفهما مع ميشال عون ورغم التلوينات الصغيرة الملحقة بهما، في إقناع اللبنانيين والعرب والعالم بأنهما يمثلان مشروعا وطنيا وليس طائفيا، أو بـ «براءة» الدعم العسكري والسياسي السوري والاموال الايرانية التي تُنفق على تسليحهما. ولأن فاقد الشيء لا يعطيه، فلا يمكن لتنظيم قائم على النقاء المذهبي، قيادة وقاعدة، ان يدَّعي امتلاك مشروع وطني شامل. يمكن القول اذا ان المرحلة الاولى من الانقلاب لم تنجح، بل يمكن اعتبار ان قيادة «حزب الله» فشلت في امتحان فهم الصيغة اللبنانية وتاريخها واستيعاب درس عدم قدرة اي طائفة على فرض رؤيتها وبرنامجها على الطوائف الاخرى. لكن لأن الحزب مرتبط بسلة اهداف خارجية تتخطى موقعه الداخلي، فلا بد من توقع ان يكمل محاولة فرض خياراته على سائر اللبنانيين حتى ولو كانت الكلفة إلغاء لبنان نفسه، وربما كان هذا أحد اهدافه. المفتي اللبناني قباني يعلن انطلاق شرارة تقسيم لبنان أو حرب أهلية جديدة - بسام الخوري - 05-15-2008 خالد ضاهر: سورية عمدت إلى تهميش السنة منذ عام 1986 الشيخ بلال دقماق لـ«الشرق الاوسط»: بدون تزويق ولغة دبلوماسية هناك حرب دبرت بليل ضد التيار السني لندن: محمد الشافعي أثارت المشاهد الاخيرة كثيرا من المخاوف على مستقبل الطائفة السنية اللبنانية، بكافة أطيافها بعد انقلاب حزب الله المدعوم من سورية وإيران. ابرز قادة التيار السلفي اللبناني تحدثوا الى «الشرق الاوسط» وقالوا ان الجماعات السنية اليوم مستضعفة، وان هناك حرباً دبرت بليل من حزب الله ضد التيار السني. وقال اسلاميون لبنانيون «منبع التجربة الإسلامية يتمثل في طرابلس (شمال)، وفي مدن صيدا، وبيروت الغربية، وجزء من البقاع اللبناني، وهذه هي الأماكن الأبرز للتمركز السني. وبالنسبة للحركات الإسلامية اللبنانية عامة فهي تعاني من مشكلة أساسية متمثلة في «الضعف التنظيمي»، ذلك أن كثيرا من القيادات والزعامات البارزة كانوا قد خرجوا من فصائلهم وجماعاتهم وعمل كل منهم في مشاريعه الدعوية الخاصة، كبناء المساجد والمستشفيات والمشاريع الخيرية التي كرس نفسه لها، ليترك التنظيم يواجه مشاكل كبيرة في القيادة، وهو ما أثر في قدرة الحركة وفاعليتها بشكل عام. من جهته قال الشيخ بلال دقماق احد قادة التيار السلفي السني المسؤول عن مجموعة «اقرأ» الخيرية ومقرها طرابلس في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان السنة بصفة عامة والتيار السلفي بصفة خاصة مستهدفون. واشار دقماق الى مجموعات سنية ضعيفة انضوت تحت مظلة حزب الله» مشيرا الى ان «صبر السنة قد نفد». وقال ان الواضح للعيان بدون تزويق ولغة دبلوماسية ان هناك حربا تشن ضد السنة. وتطرق الى ان جماعة «فتح الاسلام» كانت سندا للطائفة السنية، الا ان دخولها في معركة مع الجيش اللبناني ادى الى استئصالها وإضعاف السنة في الوقت ذاته. واشار الى ان الضغوط التي مورست على التيار السلفي، فضلا عن الملاحقات الأمنية التي لم تتوقف في إطار حالة الخوف الدولية من التيار الإسلامي، ساهم في كثير من التراجع والتفكك داخل التيار السني. وتساءل ان حزب الله لا يرفع «راية الجهاد» لإعلاء كلمة الله، وقال نحن ندعم الشيخ سعد الحريري، لان المقصود الاعتداء على السنة من خلاله». وقال ان الشيخ سعد الحريري حريص على كل لبنان بكل طوائفه، وهذا ديدن السنة منذ وجود لبنان». وحذر الشيخ دقماق من تعاطي القاعدة مع الشأن اللبناني، وقال «ان القاعدة ستكون كرة نار ستقطف الجميع». ودعا السنة الذين ينفذون اجندة ايران وسورية عن علم او بدونه ان يراجعوا حساباتهم قبل فوات الاوان». من جهته رفض الشيخ كنعان ناجي مسؤول جماعة «جند الله»، الحديث الى «الشرق الأوسط» وطلب الاتصال بالنائب السابق في البرلمان اللبناني خالد ضاهر الناطق الرسمي باسم ما يعرف باسم «اللقاء الاسلامي « والذي يضم نحو 6 الى 7 جمعيات منها « جند الله «، و « تيار العدالة والتنمية «، وعلماء الصحوة « و»اللجان الاسلامية « ، ويتشكل مجلس أمناء اللقاء من 25 شخصية كانت لبعضها تجارب حزبية، فضلاً عن نخبة من رجال الدين والمشايخ المؤثرين والفاعلين في الشمال والبقاع وبيروت وعكار. وقال ضاهر لـ«الشرق الاوسط» «إن ما يمارس اليوم ضد السنة في لبنان هو بالاحتلال والقتل والتخريب والتدمير، ويكفي ان مفتي السنة وزعيم الاكثرية محاصران». واستنكر ضاهر «الإرهاب والإجرام الذي طال الأبرياء في الطريق الجديدة اثناء تشييع الضحايا في الطريق الجديدة»، وشدد على «رفض حصار المرجعيات الدينية والسياسية في بيروت وحصار المفتي محمد رشيد قباني والقصر الحكومي وزعيم الاكثرية النائب سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط واقتحام بيوت النواب والوزراء وترويع المواطنين الآمنين»، مؤكدا ان «أهل السنّة في لبنان سيردون الاعتداء على حرماتهم ومحاولات تهميش دورهم ولدينا كل الامكانات لذلك باذن الله». واوضح ان تهميش السنة بدا قبل سنوات من قبل النظام السوري عام 1986، وهناك عشرات الالاف من السنة الذين اعتقلوا من قبل النظام السوري حتى قبيل اتفاق الطائف. وقال انه شخصيا سجن 6 مرات قبل الان بسبب معارضته للوجود السوري في لبنان. وتطرق الى استباحة ميلشيات امل للسنة عام 1986 ثم ما حدث خلال الايام الماضية. ومن ابرز تيارات السنة على الساحة اللبنانية: * «الجماعة الإسلامية» التي أسسها الداعية الشهير فتحي يكن مع مجموعة الفعاليات الإسلامية مثل عبد الله بابتي وإبراهيم المصري، التي تعد العنصر الرئيس في الحركة الإسلامية اللبنانية، وهي تمثل مدرسة «اخوان لبنان»، وذات حضور واسع في جميع المناطق السنية في لبنان، وهي تحمل مشروعا سياسيا، ولديها سلسلة من المؤسسات التربوية والاجتماعية والثقافية والصحية والشبابية، وكانت لها مشاركة فاعلة في العمل المقاوم إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان، وبقيت هذه المشاركة، لكن بحجم أقل بعد بروز حزب الله الذي تصدر العمل المقاوم في لبنان. * «حركة التوحيد الإسلامية» التي يقودها (الشيخ بلال سعيد شعبان) وهو نجل سعيد شعبان الأب الروحي لحركة التوحيد الإسلامي. وأيضا هناك الشيخ (ماهر حمود) في صيدا. وإضافة إلى «تجمع العلماء المسلمين» ثمة «علاقة وثيقة» تربط حزب الله بحركة التوحيد الإسلامي التي تأسست في طرابلس أوائل الثمانينيات، على يد الشيخ سعيد شعبان، الذي خرج من رحم «الجماعة الإسلامية»، وقد سيطرت حركته على طرابلس بين عامي 83ـ85 وانتهت هذه السيطرة بدخول السوريين والأحزاب التابعة لهم مدينة طرابلس بعد معركة دامية، لكن علاقة الشيخ شعبان مع السوريين ما لبثت أن تحسنت، وأصبحت تجمعه «علاقات وثيقة» مع الإيرانيين وتالياً حزب الله. نهاية التسعينيات توفي مؤسس حركة التوحيد الشيخ سعيد شعبان، فانقسمت الحركة إلى جناحين، جناح بقيادة ولده بلال، وجناح آخر بقيادة الشيخ هاشم منقارة، وكلا الجناحين يتلقى حالياً دعمه من إيران. * «التيار السلفي» أسسه الشيخ سالم الشهال، وقد ظل هذ االتيار موحداً حتى تسعينيات القرن الماضي، في ظل زعامة عائلة «آل الشهال» داعي الإسلام الشهال، وسالم الشهال، وحسن الشهال، وراضي الإسلام الشهال، وهي كتلة أسرية، في ظل صلات عديدة ارتبطت بها مع الخارج وخاصة مع أفراد ومؤسسات في بلدان الخليج العربي. * السلفية الجهادية وقد ظهرت في النصف الثاني من التسعينيات، وتشكلت هذه المجموعة من أفراد تأثروا بتجربة «حركة التوحيد الإسلامي» وأرادوا أن يعيدوا تجربة الإمارة الإسلامية في شمال لبنان. ونفس الهدف كان وراءه مجموعات أخرى من أبرزها المجموعة اللبنانية في فتح الإسلام بقيادة أبي هريرة، وهو الآخر أحد قدماء السلفية. ومن بين تفريعات هذه الحالة ظهرت «حركة التوحيد الإسلامي». ويمكن القول إن السلفية الجهادية في لبنان هي امتداد للتجربة العسكرية «لحركة التوحيد الإسلامي» أكثر مما هي اتجاه نحو العنف عند السلفية العلمية. وغير بعيد عن خارطة الإسلاميين اللبنانيين يبرز دور فصائل الإسلاميين داخل المخيمات الفلسطينية، كـ«جند الشام»، و«فتح الإسلام»، و«عصبة الأنصار»، و«الجهاد الإسلامي»، و«حماس». وبعد اغتيال رفيق الحريري جرى توحيد الطائفة السنية تحت راية «المستقبل» وقد تم ذلك بدعم أغلبية الفاعلين الدينيين من السنة، ومن بينها التحالفات التي تمت مع التيار السلفي، وقد جرى كل ذلك في سبيل «التوحد» تحت لافتة الخطر الذي بات يهدد السنة اللبنانيين بعد اغتيال الحريري؛ إذ لم يكن هناك من تحفظات على قيادة «سعد الحريري» ولا توجهاته خاصة أنه يمول الكثير من أنشطة وتحركات الشخصيات والزعامات الدينية. http://www.asharqalawsat.com/details.asp?s...p;issueno=10761 المفتي اللبناني قباني يعلن انطلاق شرارة تقسيم لبنان أو حرب أهلية جديدة - بسام الخوري - 05-16-2008 شبح 1982 يوقظ هواجس الجبل يطلق قذيفة في الجبل (بلال جاويش)في بلدة عيتات الجبليّة كان للمواجهات العسكريّة معناها في الحفاظ على الخصوصيّة الدرزيّة وأسهمت في نكء جروح قديمة وإبراز العصبيّات المذهبيّة نسرين زهر الدين الزمان: عصر الأحد 11/5/2008. المكان: قرية عين عنوب القريبة من عاليه. أصوات رصاص تخرق هدوءها المعهود، يهرول الشبان نحو مركز الحزب الاشتراكي حاملين أسلحتهم الفردية، بينما تتحدث أنباء عن اشتباكات على أطراف القرية عند جارتها عيتات وحيّ المعروفية الذي يفصلها عن الشويفات. يتنقل شاب في الأحياء حاملاً أخباراً «سعيدة» عن سيطرة «الشباب» على جامع بلدة كيفون الشيعية إلى الأعلى من عيتات، متوعداً من يحاول دخول «منطقتنا» بالندم، بينما تعلو أصوات الأمهات، محاولات إبقاء فتيانهن في المنازل خوفاً عليهم من حماستهم واندفاعهم إلى معركة «ليست معركتنا، فإذا أصاب أولادنا مكروه فلن ينفعنا أحد» على قولهن. ساعات وتتغير ألوان الوجوه، اشتباكات عنيفة في الشويفات، وحديث عن قتلى. يعلو صراخ صبية على الهاتف أثناء تلقيها مكالمة من جارتها الشيعية السابقة: «تريدين الاطمئنان إلى زوجي؟ إنه في المعركة. الشيعة أتَوا لقتلنا. ماذا تريدون منا بعد ما حصل؟ تريدون اقتلاعنا من منطقتنا؟ لن تستطيعوا ذلك». ويجول الشبان على البيوت ناصحين أصحابها بإخفاء الأسلحة قائلين: «الشويفات سقطت، والجيش آتٍ لتسلم المنطقة، وقد يفتش المنازل بحثاً عن أسلحة». الأرض خصبة للشائعات التي تسري كالنار في الهشيم. لم يستطع الدروز استيعاب ما يحصل. الزعيم وليد جنبلاط في انحدار مفاجئ وسريع. تسود حالة غضب شديد حتى توجيه اللوم إلى جنبلاط، فيخاطبه أحد مناصريه قائلاً : «الله يسامحك يا وليد بك، وصلتنا لها المرحلة وبدك منا التراجع والاستسلام قدام هالملتحين؟». فيما يتحدث آخر بفخر عن معركة عيتات: «لقد أوقعنا العديد من الإصابات في صفوفهم. كان هناك مقاتل إيراني بينهم. من يهاجم الدروز فسيدفع الثمن. لا تظنوا أن الجيش آتٍ لحمايتنا. لن يغمض لنا جفن. هؤلاء الغدارون قد يحاولون اللحاق بالجيش والتسلل مجدداً إلينا». العصبية المذهبية تطغى على جانب كبير من نفوس الدروز. تتحدث أنباء عن شعور بعض عناصر الحزب الديموقراطي اللبناني، وهو أحد أطراف المعارضة، بالغضب، ما دفعهم للقتال إلى جانب عناصر الاشتراكي انطلاقاً من شعار «يجب أن لا ندع قدم الشيعة تطأ مناطق الدروز». ويتبين للمراقب مدى الاحتقان المذهبي ضد حزب الله والتعامل مع المسألة كصراع وجود في منطقة يصفها الكثيرون بقلعة الدروز، بينما تغلب أجواء من الإحباط وخيبة الأمل بسبب ما حصل في بيروت متهمة «البيروتيين السنة» بالجبن بسبب عدم تمكنهم من الصمود أمام «العدو»، إضافة إلى لوم جنبلاط حين أصدر التعليمات بتسليم المراكز والسلاح، فيما المزاج العام يميل إلى القتال حتى الرمق الأخير. وتتوالى الأحداث سريعاً، إلى حين قيام جنبلاط بتكليف رجا حرب التنسيق مع الجيش لتسلم مخازن الأسلحة، وهنا يشكك الكثيرون بجدية التسليم حيث الهواجس في ذروتها و«الاحتياط واجب»، لذا تستمر دوريات الحراسة الليلية. ومهما يكن من أمر، فمحاولة فهم الخصوصية الديموغرافية الدرزية تنطلق من مسلمتين: 1 ـــــ الهواجس النفسية التي تتحكم في الأقليات الإثنية أو المذهبية في مجتمع متعدد أو متنوع بشكل عام. 2ـــــ الخوف الدفين الملازم لذاكرة الدروز من تكرار تجربة 1982 عندما دخلت القوات اللبنانية قراهم واستفزتهم إذلالاً وقتالاً. يومها وجد الدروز في وليد جنبلاط القائد الذي دافع عن وجودهم وأرضهم وأعراضهم حين قيل للدروز إن مخطط «القوى الانعزالية» هو تنظيف الجبل من الدروز وطردهم، وزادتهم تصرفات القوات اللبنانية الحمقاء اقتناعاً بهذه الشائعات. بيد أن أصوات بعض العقلاء ممن لا يعميهم التعصب المذهبي تصر على تبديد هذه الهواجس بالتمييز بين القوات في حينها وقوى المعارضة الآن، مبرزة تجربة حزب الله مع الأسرى الإسرائيلين وعملاء جيش لحد ومعاملتهم الأخلاقية لهم عند التحرير عام 2000. والجديد هو توسيع نطاق الهاجس ليشمل الحزب السوري القومي الاجتماعي لجهة وجوده في قرى الجبل، والدرزية منها على وجه الخصوص، فتنطلق قصص مفادها أن «العدو منا وفينا، القوميون الدروز يساعدون الشيعة للسيطرة على الجبل كرهاً بجنبلاط». لا يبدي الشارع في هذه المنطقة وسط الضياع الحاصل أي قدرة على استيعاب ما حصل وتجاوز الصدمة. قد يحتاج الأمر إلى وقت أطول للاحتواء. عدد الجمعة ١٦ أيار ٢٠٠٨ www.al-akhbar.com المفتي اللبناني قباني يعلن انطلاق شرارة تقسيم لبنان أو حرب أهلية جديدة - بسام الخوري - 05-17-2008 نصر الله والعدو السني (2 ـ 2) ربما يهوّن مخططو استراتيجيات حزب الله من غضب السنة العارم بأنه مؤقت، لكن الواضح أن أفعال الجمعة أطلقت شر الفتنة، وشرارة التطرف السني في لبنان نفسه. تذكرون كيف استخف الجيش الاميركي بمتطرفي السنة ثم أنظروا كيف سعى الاميركيون ثلاث سنين يحاولون إصلاح ما افسدوه، عندما أهانوا السنة بطردهم وملاحقتهم. حزب الله تحديدا، لأن بقية الحلفاء لا يستحقون الذكر، يلام على إذلال السنة الذين لم يفعلوا ما يستحق الإساءة وهم الذين ساندوه دائما. ربما ينصح مستشارو السيد بألا يبالي فهو انتصار دائم. فللحزب اليد العليا، بجيش من اربعين الف متمرس ومسلح مقابل ثلائمائة حارس عند سعد الحريري، وان حزب الله مدعوم بأسود المنطقة في ايران المتوثبة وسورية المدبرة، أما داعمو الحريري فهم مجرد كتبة بيانات شجب وإدانة. هذا صحيح مبدئيا انما الخريطة اوسع، واكثر تعقيدا وخطورة مما تبدو عليه في هذه الساعة المشوشة. فالمتطرفون السنة في لبنان لا يقلون شرا، وربما عددا، عن متطرفي الشيعة، إلا أن أشرار السنة قبل يوم انقلاب الجمعة كانوا بلا قضية وتأييد شعبي. كل المؤشرات اليوم تؤكد أن إذلال حزب الله لقادة السنة ومؤسساتهم أخرج العقارب من جحورها في لبنان، الذي عرف فيه السنة مائة عام بأنهم الفريق المسالم دائما. أنتم شاهدتم كيف نجح متطرفو السنة في العراق وخارجه في جذب كل كارهي الاميركيين ليمدوهم بالمال والسلاح والرجال، ونحن نخشى ان حزب الله يأخذ نفس الدور الاميركي المحتل القبيح في العراق. لقد رأينا كيف كانت ردة الفعل الاولية الغاضبة والمتوحشة من السنة في شمال لبنان، حيث هاجم المتطرفون علويين وشيعة وقوميين وكل من ظنوا ان له علاقة بانقلاب الجمعة انتقاما. هذه الكراهية الجديدة يلام عليها حزب الله، الذي أمعن عامين متتالين في التحدي والحصار والسخرية واحتقار الحريري والسنيورة والمفتي وغيرهم. يضاف اليها تراكمات وشكوك حول عمليات الاغتيال التي بدأت برفيق الحريري، الرجل المسالم الذي رعى حاجات الطائفة الشيعية وابتعث آلافا من ابنائهم في الجامعات العالمية. صحيح ان السعودية ليست ايران، ومصر ليست سورية، والأردن وبقية الدول، المحسوبة كأنظمة سنية، تفضل الصبر وتقدم المصالحة وتحاول دائما إصلاح ذات البين لكن الكراهية الشعبية مرض لا يمكن للحكومات علاجه بجلسات رسمية. بقي ان ننصح السيد نصر الله ألا يتكل على بلاغته لأن هذه لن تنفع كثيرا، فاذا كان يملك قرارا عليه ان يفكر جيدا al arshed asharqalawsat |