تصنع لنفسك قيمة وهي لا تستحق ، وتحاول أن ترقع بما لا ينفع معه الترقيع ، فأنا لا أتحدث عن التفصيلات يا متثيقف بل أتحدث عن المبدأ ككل ، فالحذاء البالي يختلف عن الحذاء الإيطالي في الشكل ولكن في المحصلة كلها أحذية ، فعندما أقول بأن فكرك وأفكارك حالها كحال الحذاء الإيطالي الفاخر فهذه ليست مكرمة أو منقبة لك ولا لفكرك .

عدا عن كونك تتخيل أمور غير موجودة كنوع من الهوس والهلوسة الفكرية ، فعبد الباري عطوان _ وليس دفاعاً عنه _ لا يكره الشعب المصري ، ولا أعلم كيف ومتى وأين صرح بذلك ، وكيف ومتى وأين فهمت أنت منه ذلك ، إلا إذا كنت تمارس نوعاً من الإستبطان النفسي _ مرض نفسي _ فتفحص أفكار المرء ومشاعره وقلبه ومن ثم تخرج بنتيجة تبني عليها تحليلك المتهافت ..!

أنا لا أنتظر منك أن توافقني أولا توافقني على كلامي ، فأنا أدرك تماماً بأنك مجرد موتور لا مبدأ لك ولا هدف ولا فكرة ثابتة ومحددة ، إنما محلل مهلوس يعتقد بأن هلوساته هي _ تنوير وحادثة _ عدا عن كوني لا أنتظر من " الكثيرين " أن يروا بأن هذا تخلف وهذا رجعية ، وكلامك عن " الكثيرين " يدلل على أنك تحور رأيك وفق قناعات " الكثيرين " بمعنى أن المبادئ التي لا تباع ولا تشترى بالنسبة الي تصاغ وتحور وفق مبادئ الكثيرين ووفق رأي العالم كما أسلفت سابقاً بالنسبة لك ، كما أنك مجرد متربص طفولي لا قيمة له ، فعندما يختلف معك حمساوي _ وإخلافه معك منقبة لك _ تبدأ بشتم حماس ، وعندما يختلف معك _ مؤيد لحزب الله _ تبدأ بشتم حزب الله وشتمه هو شخصياً ، رغم أنك تكبر فيه أحياناً موقفه من عبد الناصر مثلاً ، ولكن نفسيتك المتدهورة تدخلك في متاهات تناقض فيها متاهاتك السابقة وهذا غير مستبعد على المتثيقفين أمثالك الذين يفعلون هذه الموبقات من باب " إذا خاصم فجر " .

يعني يحق لك أن تكون عربي " ضع تحت كلمة عربي 5 خطوط " تهتم بالشأن العربي كله ، ولا يحق لأبو خليل مثلاً أن يكون عربي يهتم بالشأن العربي كله ولا يحق لي أن أكون عربياً إسلامياً أهتم بالشأن العربي والإسلامي كله ؟

في نهاية المطاف ، دعني أخبرك سراً _ لا تخبر به أحداً _ بأني كلما قرأت لك موضوعاً تدبجه دبجاً بالكلام المنمق والمزخرف _ والذي تخالف مبادئه عند أول امتحان _ اقول كثير عليك وعلى موضوعك حذائي . ، ولك أن تطير فرحاً بهذه الشهادة على قولة المثل الفلسطيني " فوع يا كركوع " .

حبيبي حكيم ، أنا في العادة أحاور الجميع بدون تعالي على أي احد ، وأحبذ الحوار الهادئ والخلوق والذي يلتزم بضوابط الحوار وبضوابط الصداقة وبضوابط الخصومة ، فمن أراد هذا فأهلاً وسهلاً ومن لا يريده فلا يناقش من الأساس .

أما لغة الهجوم والسب والشتم والسخرية والإستعلاء ، فهذه لغة مرفوضة من وجهة نظري ، ومن خلال تجربة في هذا النادي اتضح بأن التجاهل قد يضر أحياناً والسكوت كذلك ، والحل هو الرد بنفس اللغة والأسلوب وإن لم يكن في كل الأحيان ولكنه ينفع في بعضها .

عموماً هذه اللغة هي إستثناء وهي للرد على البعض واللا اشياء ولتبيان قيمتهم الأصلية بينما الأصل هو الحوار بالحسنى وبالتي هي أحسن .