حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) (/showthread.php?tid=46818) |
RE: الرد على: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) - بهجت - 01-21-2012 (01-20-2012, 11:28 PM)فضل كتب: لم الاحظ يا بهجت فعلا استخدامك لمصطلح بليد .. يبدو ان لدينا اتفاق صامت لم يكن مبارك شعبيا أبدآ في مصر ،و لم يكن مناسبا كرئيس ، و كان الجميع يعتقدون انه سيقضي فترة واحدة و سيمضي و لكنه استمر 30 سنة و هذا خطأ الشعب المصري كله و علينا ألا نبحث عن مذنب خارجي ، المصريون يصبرون صبرآ بليدا ثم يحرقون انفسهم غضبا !،و هذا لايفيد و ليست هكذا الحضارة . إن جريمة مبارك ليست جنائية و لكنها سياسية بالأساس و هذا ما اتفق مع هيكل عليه . لقد أعطاه المصريون ثقة لا يستحقها ،و ساندوه طويلآ بلا مبرر و على حساب حياتهم هم ،و بدون أي استحقاق منه ، و لكنه كان بليدا بالفعل و لم يبد حتى أدنى درجات الإمتنان ، إن الإنسان العادي يفكر في مستقبل اسرته بعده ،و لكنه لم يفكر في مصير 80 مليون إنسان و تركهم للضياع . مبارك هو المسئول الثاني عن الفوضى و الخراب الذي نعيشه ،و مسئول عن وصول الإسلاميين للحكم ، أما المسئول الأول فهو الشعب المصري نفسه الذي ينام عشرات السنين ثم يفيق مذعورا !. إننا نهدهد أنفسنا و نتعامل مع شعوبنا معاملة الأطفال و لا نراها مسئولة عن مصائرها التعسة و هذا خطأ . أما عن هيكل نفسه فقد فوجئت بمعنى الكلمة من تدني شعبيته لدرجة الصفر تقريبا ، ليس هنا فقط بل و كل موقع دخلته على الشبكة ، و بالرغم أنه من الطبيعي ان أشعر بالرضا ان يكون رأيي في هيكل صائبا إلا أن ذلك لم يسعدني ،و هذا يبدو غريبا ،و لكني شعرت أن تجربة عبد الناصر كلها هي المرفوضة و ليس هيكل فقط و هذا بالقطع لا يسعدني ( لم ينل الناصريون ولا مقعد في الإنتخابات النيابية الأخيرة !) . (01-21-2012, 01:17 AM)handy كتب: طالما أننا فتحنا ملف هيكل فهناك نقطة غامضة أطلب من السادة الزملاء المشاركة فى القاءمرحبا يا هاندي . موضوع كبير قائم بذاته . قرات كتاب هيكل عن قضية مصطفى أمين وهو كما اتذكر " يين الصحافة و السياسة " ، كما أن قضية مصطفى امين كانت تعرض في متحف المخابرات كقضية نموذجية ، رغم حكم البراءة الذي حصل عليه مصطفى امين بعد خروجه من السجن . قرأت أيضا رواية مصطفى امين للحداث في كتبه في السجن .. سنة اولى و سنة تانية .... الخ . في هذه القضايا اتبنى القاعدة الذهبية " انس كل شيء عن نفسك .. اعرف كل شيء عن القضية " وهذا ما حاولته وقتها و لدي بالفعل تصور لما حدث ،و لكن القضية تستحق و تحتاج ان تناقش منفصلة بين من لديهم رؤية واسعة و معرفة لبالموضوع و بين من يهتم به . فلم لا تحاول انت ؟. RE: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) - بهاء - 01-21-2012 (01-21-2012, 01:17 AM)handy كتب: طالما أننا فتحنا ملف هيكل فهناك نقطة غامضة أطلب من السادة الزملاء المشاركة فى القاء ليست شفرة ولا حاجة يا مولانا , مصطفى أمين وأخوه كانوا مقربيين جدا من مولانا صانع القرار فى العصر الملكى ولم يكن هيكل يحتاج لكثير من الذكاء ليدرك أن فرعون مصر القادم لابد أنه هيسند على الصحافة. فكان على هيكل أن يزيح غريمه واشهر أعلام فى الصحافة. خصوصا أن مصطفى أمين وعلى أمين كانوا منحازيين لفكر محمد نجيب وضرورة تسليم البلاد للمدنيين وعودة الجيش لثكناته - بينما كان هيكل يستشعر أن مجلس قيادة الثورة ومن معهم شكلهم كده مش هيروحوا بدرى ... دى وجهة نظرى فيما حدث * ما يزعجنى أيضا فى هيكل أنه مفتكر حاله بيساوى شئ , يعنى أم العنترية فى جملة " وأختلفت مع الرئيس السادات فى كيفية أدارة حرب أكتوبر " تحسسك أن هيكل ده منتجمرى ولا مردوخ , اللى بأشارة من أيده ممكن يعمل أكبر حملة تشويه للسادات. بس هنعمل ايه فى جنون العظمة ! RE: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) - بهجت - 01-21-2012 لا أحاول ان أضيع وقتا كبيرا في تعريف المعروف ، هذه مجرد ملاحظة عابرة عن مصداقية هيكل و حتى عن دقته و دقة معاونية . هذه الفقرة من الحلقة الثالثة التي اوردتها في هذا الشريط . اقتباس:واستطرد «أسامة الباز»: ندقق بعض الشيء . هذا اللقاء و الحديث تم عام 1981 ، بعد خروج هيكل من المعتفل مباشرة ،و أسامة الباز يعمل مع مبارك منذ عينه السادات نائبا له في عام 1975 أي أن إجمالي فترة عمل الباز مع مبارك وقتها لم تتجاوز 6 أعوام ، فكيف أصبحت 12 سنة . لو تتبعت كتابات هيكل بالنقد و التحليل سأجد الكثير جدا ،و لكن من يحفل بإليكترا بعد موت أوديب !. RE: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) - jafar_ali60 - 01-21-2012 (01-20-2012, 07:15 PM)العلماني كتب: والله حيرتوني، هو الموضوع عن "رأي هيكل في مبارك وعصره" أم "رأي زملائنا المصريين الحلوين الجدعان" في "هيكل"؟ هلا سندي ، وانا غير مصري هل يمشي حالي ؟ يتصادف يا عزيزي ورب صدفة خير من ميعاد ، ان مبارك يحاكم فعلياً وعملياً امام القضاء وشهود نفي واثبات ودفاع وادعاء وهناك قضاء ولغايته نظن انه سيكون عادل ، يصادف هذا مع نشر حلقات هذا الكتاب التي لا تعدو عن كونها ايضا محاكمة ، وهي ربما اشد من تلك المحاكمة ، فتفاصيل المحاكمة هناك غائبة عن الجمهور بنما هنا الجمهور سيكون قاضيا وداعيا وحكما صامتاً، وايضا ستبقى هذه الماحمة قرون طوال على قيد الحياة الحبرية . ولا يعدو الامر ان امثالي وامثال الاخوة المصريين الذين سميتهم " فلول " لا يعدو الامر عن اننا نشكك بصدقية الكاتب وهو عملياً غير صادق ، وهذا البند اي الصدقية في المحاكم الفعلية هو اول امر ينتبه له المحامون فاذا انتفت الصدقية انتفت كل شهادته ، بل اذا ثبت كذبه يعاقب بتهمة اليمين الكاذب . ولن يشفع للراقصة " اردافها الجميلة" وهي تشتري " ضمة فجل" . تحياتي يا سندي RE: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) - بهجت - 01-21-2012 (01-21-2012, 03:59 PM)jafar_ali60 كتب: ............ يا صديقي .. لست أدري متى ستتوقف الأقدار عن تقاذفي و تتركني أهنأ بحياة المتقاعدين السخفاء ، أضع غطاء الأذن على رأسي و أحتسي الشاي بينما أثرثر مع بعض الأرامل المرحات على الشبكة ،و فقا لكتاب " دع العمل و افضى للنسوان " . قررت منذ أشهر ان أندمج مع مكتبين آخرين و نشكل تحالف مثل تحالف الثورة " يعني من 3 " و هكذا وجدتني دون رغبة مشاركا في نشاط هو social media ، و لأن هذه ليست دعاية فلن أذكر سوى انني أصبحت دون أدنى اختيار شريكا في الإشراف على شبكة إخبارية و بعض المواقع على الفيس بوك !، معظم إن يكن كل " زبائننا " من الشباب و كثير منهم من بتوع هنولعها و ابقوا طفوها بقى ،و أقل تعبيراتهم هي فلول و خونة و عملاء المجلس العسكري و انت طالع .. شغل " ثوار " يعني . في محاولة لتنشيط احد المواقع قمت بدور الأدمن ( طبعا تضاعف 3 مرات في شهرين ) . لو نقلت هنا تعليقاتهم عن هيكل التي اضطر غالبا لمحوها ستعرفت أننا متعاطفين مع هيكل مقارنة بالرأي العام الشبابي . كما ذكرت في تعليقي الطويل عن هيكل إني لست أكرهه و لكني اتمنى ان يتوقف ، فالفارس الذي لا يستطيع حمل رمحه سيضحكنا و يبكينا و كلاهما ( الضحك سخرية و البكاء شفقة ) لا يليق بفارس . ماالداعي كي نطارد الفاتنات و لا طاقة لنا سوى بقبلة المساء !.هذا يذكرني بنادرة الجنرال الإنجليزي التي سمعتها من صديق إنجليزي ، هذا الجنرال كان يصطاد النساء كعادته مذ كان ضابطا شابا ،و لكنه يتركهن وحيدات و يستغرق في النوم ، هو يتصيدهن بحكم العادة التي أصبح أسيرا لها ، و لكنه يتركهن بحكم عوامل التعرية و ينام وفقا لأوامر الطبيب !. RE: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) - العلماني - 01-22-2012 (01-21-2012, 03:59 PM)jafar_ali60 كتب:(01-20-2012, 07:15 PM)العلماني كتب: والله حيرتوني، هو الموضوع عن "رأي هيكل في مبارك وعصره" أم "رأي زملائنا المصريين الحلوين الجدعان" في "هيكل"؟ والله مش انا يا "أبو جعفر"، هذا كبيرنا "بهجت" الذي قرر أن يسكب على "غير المصريين" قطراناً ويجعلهم كالبعران المعبدة ، ويصيح بلسان "الإمام علي"، كرّم الله وجهه: "استفتوني قبل أن تعدموني (أو كما قال ) ... ثم جاء "الواد جورو" الشوفيني ولقب "هيكل" بالمعتوه وأعلن أنه لا يكترث لما أقول لأنني "غير مصري" . لذلك، هرعتُ إلى "الشيخة ماجدة" كي تشفع لي لدى مقام "سيدنا "جورو" علّها تعزيني وتمحو حسناتها شيئاً من سيئاتي. وهأنذا الآن أستغيث "بالأسطه زلطه" (إضغط هنا) وأساعده في تحضير "شوربا الكوارع للمفلسع الخالع" ، علّ مقامات "الفلول" السامية ترضى عن "العبد لله" في السر والعلانية. أما بالنسبة لصاحبنا "هيكل"، فليت الأمر كان "تشكيكاً بالصدقية" (أو بالمصداقية) ولكنه كان "حفلة شتم وسباب" بحق الرجل، يدخل فيها "بعض صبية النادي" (وأنا لا أعنيك لا أنت ولا بهجت بهذا التعبير) كي يبصقوا ويبولوا على الموضوع ثم يخرجون. لذلك رأيتني أهرع إلى "الاعتذار" للكاتب الكبير عن هذا البذاء الذي طاله. فما كان في الأصل "كتاباً لهيكل عن مبارك" أصبح بقدرة قادر موضوعاً لشتم "محمد حسنين هيكل" وليس لنقده ولا للتشكيك بصدقيته، فالنقد ليس تجريحاً ولا شتائماً ولا سباباً ولا اتهامات "اسطى زلطه" ، والتشكيك بالصدقية والمصداقية يجب أن يستند إلى قرائن وشهادات ومقارنات وليس محض اتهامات فجة مباشرة. بالنسبة لي، ما يفعله "هيكل" رائع جداً، وأعتقد أنك أصبت كبد الحقيقة وأنت تتحدث عن "محاكمة سياسية" قد تلتصق "بالفاسد المخلوع" لفترة زمنية طويلة إن لم يكن أبد الدهر. ولقد سبق لكاتبنا أن تحدث عن "الخائن المقبور" في "خريف الغضب"، ولن تجد منذها مؤرخاً جاداً واحداً، يحترم نفسه، يستطيع أن يستثني "خريف الغضب" من "قائمة مراجعه" لو شاء أن يتحدث عن " بطل الكوسا والبيتنجان" ... الصدقية يا صاحبي تتطلب - كما تعلم - ليس "صدق المتحدث" بقدر ما تتطلب "تصديق المستمع". وتصديق المستمع هذا لا يعني أن المتحدث صادق أو كاذب، بل يعني المستمع نفسه. وفي الأثر أن "الأنبياء والمرسلين" جميعهم قد ابتلوا بمن لم يصدقهم، فهل كان المسيح غير صادق لأن أهل الناصرة رفضوه؟ وهل كان محمد غير صادق لأن قريش رفضت تصديقه؟ هذه مسائل فيها نظر. إذا ما كان المتحدث مشهود له بالصدق في حياتنا عامة، فإن السامع يسارع إلى تصديقه، ولكن أمر المحكمة أمر آخر. فالقاضي، حتى لو علم أن فلان أو علان من الناس كاذب في حديثه، فإن همه ينصب على "الصدق في لحظات معينة" تتعلق بالجناية. فالقاضي يعلم أن الكثير من الصادقين قد يكذبون عندما ينتظرهم العقاب، كما أن الكثيرين من الكاذبين قد يصدقون للأمر نفسه. "هيكل" يروي الكثير الكثير، وله عشرات آلاف الصفحات التي يملؤها "بقال لي وحدثني وقلت له وحدثته وقابلته إلخ"، وفي أحيان كثيرة يستعمل "وثائق خطيرة" تنسف شك المتشكك، وهو يجيد استعمالها بشكل منقطع النظير، حيّر معه "الدكتور فؤاد زكريا" في كتابه (الناقد لهيكل) "كم عمر الغضب؟". و"هيكل" ليس معروفاً بالكذب إلا لمن يريد أن يتهمه به، وهذه حكاية أخرى. "هيكل" صحفي كبير خطير عاصر أهم أحداث التاريخ في شرقنا الأوسط، وكان له دور كبير في صناعتها عندما كان مستشاراً لرجل بحجم عبدالناصر: رجل يستطيع أن يحرك العراق والمغرب وهو جالس يستمع إلى أم كلثوم في "منشية البكري". (وهذا ليس مديحاً في عبدالناصر ولكنها مقولة حق يعرفها كل من عاش عصر عبدالناصر وأبى المكابرة والكذب على نفسه). إذاً، فالرجل يواكب الأحداث منذ أكثر من سبعين سنة (بدأ هيكل حياته المهنية سنة 1942)، وعاش فترة طويلة تربو على العقدين في قلبها، واحتفظ بكثير من علاقاته ووثائقه، وعاش متابعاً قارئاً محللاً مفكراً ناصحاً مستشاراً لكثير من الزعماء والسياسيين عقود طويلة. الرجل، من سيرته، رجل علامة في مجاله، وله وجهة نظر من المهم أن نسمعها. بل ان "هيكل" كثيراً ما رأى بعيداً بل بعيداً جداً أبعاد "سياسة الانشكاح الساداتية" التي سوف يرثها "مبارك" ويجعل من مصر "خرابة" (بلسانه حسب "هيكل" ). فهيكل يتحدث في منتصف السبعينيات، مع أوائل عصر "الانشكاح" (الانفتاح) ويقول: "هناك طبقة جديدة بدأت تظهر في مصر، تكدس بسرعة ثروة هائلة، مستفيدة من الظروف الحاصلة، عبر تجارة الأرضي والمضاربات والتلاعب والسرقات". و"هيكل" يحذر "الساداتي" من الاضرار بالقطاع العام والاندفاع في الخصخصات غير المحسوبة، في حين كان "شارل رزق" اللبناني يحذر "السادات" من محاولة حقيقية لإلغاء التصنيع وتفكيك المشاريع العامة لأنها لم تعد بتنمية حقيقية على الأمة، بهدف المضي قدماً لعملية الانفتاح الاقتصادي والسياسي. في نفس الوقت يشير "منصور فوزي" بأن سياسة الانفتاح قد سمحت للبرجوازية الساداتية بنقل الرساميل التي تجمعت في مصر إلى الخارج، وتقول بعض التقديرات بأن قيمة هروب الرساميل تتراوح بين 50 ملياراً و400 مليار دولار (المصدر: محمد حسنين هيكل، استمرارية أم تحول؟ للدكتور جمال الشلبي، ترجمة: حياة الحويك عطية، دار الفارس، عمان، 1999، صفحات: 256 - 260). لا أريد أن أطيل عليك، ولكني أريد أن أقول أن الرجل يعرف عما يتحدث عنه عندما يتعلق الأمر بالسياسة وإدارة الدول. وكتاباته مهمة جداً كشهادة من ناحية وكمعلومات قد تنير بصيرتنا بالنسبة للكثير. إلى هذا "فهيكل" رجل أيضاً، وهو يتحدث عن ذكريات قد تقارب الستين والسبعين سنة أحياناً، وله أن يخطيء وأن ينسى وأن يسهو وأن يحسب شيئاً وهو ليس كذلك. بل له أن يضعف ويكذب وينافق، والذي دون خطيئة منا فليبدأ ويرجمه بحجر. لهيكل إذاً عندي العذر في ألا يكون دقيقاً دائماً، موضوعياً أبداً. ولكن هذا لا ينقص شيئاً من قيمة الرجل وفكره الثاقب ونظرته الشمولية الخطيرة. فللرجل قدرة مخيفة على النظرة بعين النسر إلى الأحداث وجمعها وترتيبها حسب ما هي عليه أو حسب ما يريده، وهو يثبت هذه "الرؤية الشاملة" كثيراً في كتبه الضخمة (ملفات السويس، سنوات الغليان، الانفجار ... إلخ) عندما يضعك دائماً في وضع المشرف معه من عل على ساحة الأحداث، والمميز لكل دور وكل شخصية تلعبه على ساحة الشرق الأوسط في فترة معينة. هذه "النظرة الشاملة" و"عين النسر" لا نستطيع أن ننكرها على الرجل مهما ركضنا خلفه كي نعثر له على كبوة هنا أو نبوة هناك (آخرها الغلطة الحسابية الخطيرة التي اكتشفها كبيرنا "بهجت" قبل قليل ) . وهذه النظرة الشاملة والقراءة الجلية، حتى لو لم تكن صحيحة أحياناً، تمتعني كثيراً وأحب دائماً أن أراها وأسمعها لأن عالم السياسة حولنا بحاجة ماسة دائمة إلى نظرتين: نظرة ترى الجزئيات وتصلها بالكليات، ونظرة تنظر إلى الكليات وتدمج فيها الجزئيات. والويل لمن لا يحسن النظر فيكتفي بواحدة منهما ويهمل الأخرى. بقي أن "هيكل" بالإضافة إلى تمرسه بالسياسة (فهي خبزه وملحه منذ سبعين سنة ولو كره الكارهون)، فهو كاتب خطير يجيد أساليب التشويق ويمتع القاريء أيما امتاع، ويشرح للرجل البسيط ألاعيب السياسة الكبرى بحديث سلس خفيف ظريف، ولعل "طبعات كتبه" تشير إلى إقبال القراء على "شراء فكره ونظراته وآراءه". فكتب الرجل قد تطبع في السنة الواحدة أكثر من ستة مرات (هذا ما حصل مثلاً بكتاب ضخم مثل "المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل" الصادر سنة 1996)، في حين يتراكض الأدباء والشعراء والفلاسفة والعلماء يمنة ويسرة ولا يستطيعون بيع ربع الكتب التي يبيعها "هيكل". لذلك فإنني لا أعلم كيف أستطيع أن أقيم ما يزعمه "عزيزنا بهجت" عندما يقول بأنه اكتشف من خلال "الفيس بوك" بأن "هيكل" غير رائج ومكروه. عموماً، وكما قيل: فعين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السوء تبدي المساويا أخيراً، وأنت تعرفني باسمي وعنواني ورقم هاتفي وصورتي وصوتي، وتعلم بأنني لست مستفيداً بشيء لا من عبدالناصر ولا من هيكل ولا من العالم العربي برمته، وأستطيع منذ الساعة أن أنسى أن هناك على خارطة "شرق أوسط" . ولكني لم أفهم منذ البداية لماذا هذا الهجوم الحاد على الرجل وكأن عليه أن يسكت ويصمت ويخرس، مع أننا نتعلم الكثير منه كلما نطق وقال وحدث وروى. ولم أفهم لماذا الحرص على الذب عن "ديكتاتور فاسد وطاغية مخلوع مثل مبارك"، يستاهل مثل سلفه ألف مشنقة لما جنت يداه على مصر، خصوصاً أنك مثلي تماماً لا ينعكس ما يحدث في القاهرة عليك بصورة مباشرة. أعذر إطالتي واسلم لي العلماني RE: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) - بهاء - 01-22-2012 اقتباس:أما بالنسبة لصاحبنا "هيكل"، فليت الأمر كان "تشكيكاً بالصدقية" (أو بالمصداقية) ولكنه كان "حفلة شتم وسباب" بحق الرجل، يدخل فيها "بعض صبية النادي" (وأنا لا أعنيك لا أنت ولا بهجت بهذا التعبير) كي يبصقوا ويبولوا على الموضوع ثم يخرجون. لذلك رأيتني أهرع إلى "الاعتذار" للكاتب الكبير عن هذا البذاء الذي طاله. فما كان في الأصل "كتاباً لهيكل عن مبارك" أصبح بقدرة قادر موضوعاً لشتم "محمد حسنين هيكل" وليس لنقده ولا للتشكيك بصدقيته، فالنقد ليس تجريحاً ولا شتائماً ولا سباباً ولا اتهامات "اسطى زلطه" ، والتشكيك بالصدقية والمصداقية يجب أن يستند إلى قرائن وشهادات ومقارنات وليس محض اتهامات فجة مباشرة. أنا شخصياً لا أتبول فى المواضيع او شرايط النادى - الحقيقة لو عرفت أزاى ممكن اعمل كده فى المنتدى كنت عملتها , بس خوفى على اللاب توب منعنى. حتى نلخص المواضيع يا أخ علمانى , صاحبك الكاتب الكبير والخطير كاد أن يتبول على نفسه لما تم أستدعاءه من جهات التحقيق ليكشف عن مصادره فى أدعاء أن مبارك يملك ملايين الدولارت فى البنوك الأجنبية. وظهرت مصادر معلوماته الخطيرة والمذهلة " أنه قرأ فى الجرايد كما قرأ الأخرون " وده تقريبا كان أول تحقيق رسمى يخضع له الكاتب الخطير والكبير - على حد تعبيرك - لتأكد من مصادر معلوماته. ولو لم يكن المزاج العام فى مصر ضد مبارك حالياً , كانت قضية صغيرة يجرر فيها كاتبك النصاب على المحاكم ليكشف عن أى مصادر لقصة " سبت المانجة " او حتى يكشف عن الوثيقة التاريخية التى يدعى أنها فى يده وموثقة بخط يد أحد رجال دولة عبد الناصر , لظهرت فعلا مصادر معلوماته الخطيرة والمذهلة. فحتى بحث بسيط للاستاذ بهجت كشف استحالة مقابلة الباز لهيكل فى التوقيت , مابالك بتصديق الرواية أصلا أن يتكلم اسامة الباز عن شخص كمبارك بهذا الأسلوب. الغريبة ايضا أن هيكل نفسه نشر حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة , أن السادات أستدعى الباز وعرفه بمبارك وقاله فيما معنى : تأخد مبارك وتعلمه كل حاجة عن السياسية , وأنت يا مبارك تسمع كلامه واللى يقولك عليه. فحتى , الكاتب الكبير اللى على اقل تقدير لفق القصة , كان عليه ان يستنتج أن أى حمار فى مركز أسامة الباز مش محتاج ماكينة ذكاء عشان يفهم أن هذا هو الرجل القادم لرئاسة , ولم يكن ليتكلم عنه بهذا الشكل. بما أنك بتنفى أنتفاعك بأى شئ من عبد الناصر وهيكل , فأنا شخصياً لا أعلم شخص واحد علق فى هذا الموضوع لم تناوله أذية من نظام مبارك او على الأقل ضرر منه. لكن على الأقل , مبارك - وان كان المصرييين قطعوه نكت - كان ينظر إليه بأعتباره رئيساً لمصر ورجل قادراً على حكمها. وأن كنا اليوم فى 2011 يبدو أن هناك أجماعاً شعبياً على تنحية مبارك , يكفيه أنه كان رجل وطنى خدم مصر من الثمانينات حتى بداية الألفية وحصلت فى عهده أضرابات كثيرة ومشاكل أقليمية أكثر. وأنا وعلى الرغم من كراهيتى ليه وكراهية كل جيلى لكل شئ مبارك وما يمثله , ألا أن شئ مش مستعد أتقبله وهو تزوير التاريخ وثقافة الأنتقام. مصر مش فلسطين يا عزيزى , حيث يختلف الأشقاء فيقسموا البلد وينزلوا الشوارع يقتلوا بعض بالرشاشات. أنا لا أعرف الكثير من المصريين اللى عندهم ثقافة الأنتقام دى ! ومبارك هيطلع براءة RE: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) - عاشق الكلمه - 01-22-2012 (01-22-2012, 03:03 AM)بهاء كتب: صاحبك الكاتب الكبير والخطير كاد أن يتبول على نفسه لما تم أستدعاءه من جهات التحقيق ليكشف عن مصادره فى أدعاء أن مبارك يملك ملايين الدولارت فى البنوك الأجنبية. وظهرت مصادر معلوماته الخطيرة والمذهلة " أنه قرأ فى الجرايد كما قرأ الأخرون " والدليل ,,, قالولوا ... ينصر دينك يا استاذ ,,,, نفيسااااااه RE: مبارك وزمانه .. من المنصة إلى الميدان ( كتاب جديد لهيكل) - K a M a L - 01-22-2012 (01-22-2012, 03:03 AM)بهاء كتب: وده تقريبا كان أول تحقيق رسمى يخضع له الكاتب الخطير والكبير - على حد تعبيرك - لتأكد من مصادر معلوماته. ولو لم يكن المزاج العام فى مصر ضد مبارك حالياً , كانت قضية صغيرة يجرر فيها كاتبك النصاب على المحاكم ليكشف عن أى مصادر لقصة " سبت المانجة " او حتى يكشف عن الوثيقة التاريخية التى يدعى أنها فى يده وموثقة بخط يد أحد رجال دولة عبد الناصر , لظهرت فعلا مصادر معلوماته الخطيرة والمذهلة. الأستاذ الكبير قال أن المعلومات " الموثقة و الأكيدة " التي يملكها عن ثروة مبارك أنها 9 مليار دولار و حين تم استدعاؤه في جهاز الكسب غير المشروع للحصول على هذه الوثائق قال أنه قرأ ذلك بعض الجرائد يبدو أن الكاتب الكبير مثله مثل مرتضى منصور يستوثق بقصاصات الجرائد ---- و يا ريت الكاتب الكبير يقولنا ذات يوم من أين حصل ابناؤه على مليارات الدولارات التي يمتلكونها و كيف استفاد سيادته من الفساد في العهد الناصري و لماذا تم منع ابنه من السفر بعد قيام " الثورة ! " و بمن أتصل و ماذا فعل للطرمخة على الموقف ؟ (مبارك) يريد أن يعرف أكثر عن علاقة (عبد الناصر والسادات) - بهجت - 01-22-2012 مبارك وزمانه من المنصة إلي الميدان (الحلقة الرابعة) .. لقاء الست ساعات! (مبارك) يريد أن يعرف أكثر عن علاقة (عبد الناصر والسادات) آخر تحديث يوم الأحد 22 يناير 2012 - 11:03 ص ا بتوقيت القاهرة محمد حسنين هيكل وصباح يوم موعدنا ــ السبت 5 من ديسمبر ــ وصلت إلى بيته فى الموعد المحدد ــ وعبرت باب البيت من ردهة إلى صالون فى صحبة ضابط برتبة عميد، ولم أنتظر أكثر من دقيقة فى الصالون، حتى دخل «مبارك» مادا يده ومرحّبا بابتسامة طيبة وملامح تعكس حيوية شباب وطاقة!! وقال على الفور وهو ما زال واقفا: «لابد أنك جائع فأنا أعرف أنك تستيقظ مبكرا». وقلت: «بصراحة ــ سيادة الرئيس ــ إننى أفطرت فعلا، ولكنى سوف أجلس معك وأنت تتناول إفطارك»، وضحك قائلا: الحقيقة أننى أيضا أكلت شيئا خفيفا، وقلت له: «إذن فلا داعى لإضاعة وقت على مائدة الإفطار، فلدىَّ الكثير أريد أن أسمعه منك»، وأبدى موافقته بعد تكرار سؤاله عما إذا كنت لا أريد أن آكل أى شىء مما جهزوه لنا، وكررت الشكر، وقال: إذن نطلب فنجانين من القهوة ونجلس. قدم لى الرئيس «حسنى مبارك» دون أن يقصد من ناحية، ودون أن أقصد أيضا ــ مفتاحا لم أتوقعه من مفاتيح شخصيته، ولسوء الحظ فإن ما قدَّمه لى فات علىَّ فى وقته، مع أنه استوقفنى فعلَّقت عليه!! ●●● قلت للرئيس «مبارك» فور أن جلسنا: «إننى فكرت بالأمس أن أطلب مكتبه، راجيا تغيير موعدنا، لأنى قرأت فى الصحف عن مشاورات يجريها لتعديل وزارى أعلن عنه، وقد خطر لى أن موعدى معه اليوم قد يُحدث التباسا وخلطا لا ضرورة له، بين لقاءاته فى إطار التعديل الوزارى، وبين لقاءاته العادية الأخرى وضمنها موعدى معه، وأول الضحايا فى هذا الخلط والالتباس ــ سوف يكون فريق الصحفيين الذين يغطون أخبار رئاسة الجمهورية». ورد «مبارك» وهو يبتسم بومضة شقاوة فى عينيه: - وماذا يضايقك فى ذلك.. «اتركهم يغلطوا!». ولم يتضح لى قصده، وسألته، وجاء رده بما لم أفهمه فى البداية حين قال (يقصد الصحفيين): دول عالم «لَبَطْ»، وأبديت أننى لم أفهم المعنى، واستنكر بُطء فهمى فقال: «لا تعرف معنى «لَبَطْ» ــ هل أنت «خواجة»؟!، وأكدت له أننى أبعد ما أكون، وراح يشرح معنى «لَبَطْ»، ثم واصل شرحه: «اتركهم يغلطوا» حتى يتأكد الناس أنهم لا يعرفون شيئا». ومرة ثانية لم يتضح لى قصده، ومرة ثانية سألته، ورد، وعلى شفتيه ما بدا لى «ابتسامة من نوع ما»: «إن الصحفيين يدَّعون أنهم يعرفون كل شىء، وأنهم «فالحين قوى»، والأفضل أن ينكشفوا أمام الناس على حقيقتهم، وأنهم «هجاصين» لا يعرفون شيئا». قلت: ــ ولكن سيادة الرئيس هذه صحافتك، أقصد «صحافة البلد»، ومن المفيد أن تحتفظ لها بمصداقيتها، ولا بأس هنا من جهد لإبقاء الصحفيين على صلة بالأخبار ومصادرها. ورد بقوله: «الدكتور «فؤاد» (يقصد رئيس وزارته وقتها «فؤاد محيى الدين») يقابل الصحفيين باستمرار، ويطلعهم على الحقائق، لكن بلا فائدة، هم «يخبطوا على مزاجهم» ولا يسألون أحدا!». فؤاد محي الدين وظل على رأيه: «المسألة أنهم لا ينشرون، إما أن لهم مصالح خاصة، وإما أنهم لا يفهمون». وأحس أننى لم أقتنع، وتفضَّل بما ظن أنه مجاملة ــ قائلا: ــ «محمد بيه» أنت تقيس الصحفيين الحاليين بتجربة زمن مضى، ليس هناك صحفى الآن له علاقة خاصة بالرئيس (وكانت الإشارة واضحة)، وقلت إن «جمال عبدالناصر» كان متصلا بكثيرين من الصحفيين، ثم إن هذا لا يمنع قيام صداقة مع أحدهم بالذات، ولكن المهم أن يكون أصبع رئيس الدولة على نبض الرأى العام طول الوقت». وانتقل والدهشة عندى تزيد قائلا: «على فكرة نحن كنا نتصور أنك تجلس على حِجْر الرئيس الرئيس «جمال»، لكنه ظهر أن الرئيس «جمال» كان هو الذى يجلس على حِجْرك، واستطرد: لم أكن أعرف أن العلاقة بينكما إلى هذا الحد حتى شرحها لى (أشار إلى اسم الأستاذ «أنيس منصور)»!! واستهولت ما سمعت، وبان ذلك على ملامحى، وربما فى نبرة صوتى حين قلت له: «سيادة الرئيس أرجوك لا تكرر مثل هذا الكلام أمام أحد، ولا حتى أمام نفسك، أولا لأنه ليس صحيحا، وثانيا لأنه يسىء إلى رجل كان وسوف يظل فى اعتقادى واعتقاد كثيرين فى مصر وفى الإقليم وفى العالم قائدا ورمزا لمرحلة «مهمة» فى التاريخ العربى». أضفت: «فيما يتعلق بى فقد كان يمكن أن يرضى أوهامى أننى كنت «كل شىء» وقت «جمال عبد الناصر»، ولكن ذلك غير صحيح، لأن «جمال عبد الناصر» كان هو «جمال عبد الناصر»، وقد أسعدنى ــ ولا يزال ــ أننى كنت صديقا له وقريبا منه ومتابعا لدوره وهو يصنع للأمة كلها تاريخا يمثل على الأقل لحظة عز وقوة لها فى عالمها وعصرها، وأنا أقول ذلك بعيون مفتوحة، مدركا أن تجربة «عبد الناصر» كانت إنسانية قابلة للخطأ أحيانا كما للصواب، كما أنها ليست أسطورية معصومة بالقداسة، لأن ذلك غير إنسانى، وهذه هى الحقيقة»!. وقاطعنى: ــ «أنا أعرف كم كان الرئيس «جمال» شخصية عظيمة، وما قلته لك كان كلام (أعاد الإشارة إلى اسم «أنيس منصور»!)، وهو لم يقله لى فقط، وإنما نشره أيضا، أما أنا فلم أقل من عندى إلا ما قلته أنت فى وصف علاقتك به، من أنك كنت صديقا له وقريبا منه هذا ما قصدته، وقصدت أنك كنت تعرف كل شىء، بينما الصحفيون الآن لا يعرفون». وقلت: ــ «إن علاقته هو (أى «مبارك») بالصحفيين فى عهده اختياره، وله أن يوصفها كما يرى، لكنى أتمنى لو استطاع أن يسهِّل على الصحافة أن تعرف أكثر، لأن تلك مصلحة الجميع، وأولهم هو شخصيا». وظل على رأيه لم يغيره، وأكثر من ذلك فإن رده علىَّ كان بقوله: «أنه إذا عرف الصحفيون أكثر، فسوف يتلاعبون به». وقلت فى شبه احتجاج: ــ «سيادة الرئيس أنت تسىء الظن بإعلامك، وأنا أعرف بعضا من شيوخ المهنة وشبابها، وأثق أنهم لن يتلاعبوا فى أخبار، فضلا عن أسرار». وشرحت لمحات عن مهنة الصحافة فى مصر وتاريخها ورجالها، ومع أنى أسهبت إلى حد ما فى الحديث عن تاريخ الصحافة المصرية، فقد أحسست أنه يتابع، وكانت له عدة أسئلة واستفسارات عن الأشخاص وعن الوقائع. ثم آثرت أن أنتقل من هذا الموضوع إلى غيره مما يعنينى فى أول لقاء مع رئيس الدولة الجديد فى مصر، وفى ظروف عاصفة يندر أن يكون لها مثيل ــ هبت على مصر نارا ودما!! ●●● وكذلك عُدت بالحديث إلى مدخله الطبيعى، فقلت للرئيس: إننى متشوق إلى سماعه. قاطعنى بسؤال: هل عرفت «سراج الدين» وأنتم فى «طرة»؟!! ــ وقلت: إننى أعرفه من قبل ثورة 1952، وحين كان سكرتيرا عاما لحزب الوفد ووزيرا للداخلية، وقتها (فى أواخر العشرينيات من عمرى) ــ كنت رئيسا لتحرير «آخر ساعة»، ومديرا لتحرير «أخبار اليوم»، وعلى علاقة بمعظم الساسة فى مصر، وكان «فؤاد سراج الدين» من أبرزهم، ولم تتغير علاقتى به أو بهم، بل توثقت مع مرور الأيام، وحتى بعد ثورة يوليو. وقاطعنى «مبارك» بسؤال: هل كان الرئيس «عبد الناصر» يعرف ذلك ويقبل به؟!! ــ قلت له: «جمال عبد الناصر» كان يحب «مصطفى النحاس» مثلا (رئيس الوفد) ويحترمه، وكان يرى مزايا كثيرة لـ«فؤاد سراج الدين»، ويعتبره سياسيا ذكيا مجربا، حتى وإن اختلف معه». وتوقف «مبارك» للحظة مترددا ثم سأل: ــ ولكن ألم يحدث أن الرئيس «جمال» اعتقل «النحاس» (باشا)؟!! وقلت: ــ بالمعنى الحقيقى لم يعتقله، وإنما أصدر قرارا بتحديد إقامته فى بيته، وكان ذلك سنة 1955، وفى الظروف الخطرة على الطريق إلى حرب السويس، وكانت المعلومات وقتها أن الإنجليز يبحثون عن حكومة بديلة لنظام 23 يوليو، وخشى «جمال عبد الناصر» أن يقوم أحد بتوريط «النحاس» (باشا) فى حديث عن حكومة بديلة، خصوصا وأن المعلومات وقتها كانت أن المخابرات البريطانية M.I.6 تقترح إما «النحاس» (باشا)، وإما اللواء «محمد نجيب» لرئاسة حكومة يستطيعون الاتفاق معها، وأظنه أراد حماية «النحاس» (باشا) أكثر مما أراد الإساءة إليه، وأنا أعرف أن الأسلوب غريب فلا أحد يستطيع حماية رجل يحرص عليه بتحديد إقامته فى بيته، لكن «جمال عبد الناصر» وفى الكلام معى أشار إلى هؤلاء الذين ورطوا «النحاس» (باشا) فى حادثة 4 فبراير 1942)، وأتذكر أننى وقتها استأذنته أن أذهب قبل تطبيق القرار بتحديد إقامة «النحاس» (باشا) وأشرح له دواعيه، وأن «عبد الناصر» وافق، وذهبت إلى مقابلة «النحاس» (باشا) بالفعل. وكنت وما زلت حتى الآن على خلاف مع الأسلوب، رغم تفهمى لدوافعه». ●●● ــ وقاطعنى «مبارك»: تريد أن تقول إن الرئيس «عبد الناصر» كان يحب «النحاس»؟!! واستطرد: «لا مؤاخذة ــ الرئيس «أنور» قال لى إن «عبد الناصر» لم يكن يحب أحدا». ــ وابتسمت وقلت: هذا رأى الرئيس «السادات» – بأثر رجعى كما يبدو لى، لأنه هو من وصفه فى كتاب بأكمله بـ «القلب الكبير الذى يتسع لحب كل الناس وللإنسانية كافة». وقاطعنى: ــ «محمد» بيه ــ أنا أحببت الرئيس «جمال» ــ لا تنسى أننى أسميت أحد أبنائى على اسمه». وقلت: ــ وكذلك فعل الرئيس «السادات». وسألنى: هل أسميت أحدا من أبنائك باسم الرئيس «جمال»؟!! ــ وأجبت بالنفى، بل اخترت لأبنائى أسماء عربية ــ تقليدية ــ وسهلة: «على» ــ و«أحمد» ــ و«حسن». ــ وسألنى الرئيس «مبارك»: «حيرتنى علاقة الرئيسين «أنور» و«جمال» ــ لماذا اختلفا معا ــ أنت كنت شاهدا على العلاقات بينهما، وكنت قريبا من الاثنين، حتى وقعت الواقعة بينك وبين الرئيس «أنور». ــ وقلت: «فى علاقتى بالاثنين لم أعرف عن خلاف بينهما، ولم يكن هناك لا موضوع للخلاف ولا مجال لوقوعه، فـ«أنور السادات» كان دائما وراء «جمال عبد الناصر»، مناصرا، متحمسا، وبعد رحيله 1970، وحتى بعد حرب أكتوبر 1973، وحين اختلفت معه وابتعدت فإن علاقته بـ«عبد الناصر» كانت كما عهدتها، ثم بدأت ــ بعد سنة 1974 ــ أسمع ــ من بعيد ــ بالتلميح أولا وبالتصريح ثانيا عن خلاف كان، وعن مواقف وقع فيها هذا الخلاف «المزعوم» واستفحل، وفى البداية بدا لى ذلك غير مفهوم، أو حتى غير منطقى!!». ●●● وتداعى هنا حديث حول العلاقات بين الرئيسين السابقين. وانتقل الرئيس «مبارك» من هنا إلى خلافى شخصيا مع الرئيس «أنور»، وقال: كثيرا ما أستغربت، فأنا أعرف أنك وقفت معه «جامد» فى أول ولايته، ثم وقفت معه «أجمد» فى معركة مراكز القوى ــ مايو ــ وكنا جميعا نعرف أنك موضع ثقته، وقد رأيت ذلك بنفسى فى القيادة أثناء الحرب ــ وأضاف: «أنه عرف أننى كاتب التوجه الإستراتيچى الذى صدر للمشير «أحمد إسماعيل» بتحديد أهداف حرب أكتوبر، وهذا فى رأيه «قمة الثقة»، ولهذا فاجأه خلافى مع الرئيس حول فك الارتباط، لكنه لم يقرأ ما كتبت عنه ــ هو يعرف أن الخلاف وقع، لكنه لا يعرف لماذا؟! ثم استدرك ضاحكا: ــ «لا تزعل يا «محمد» بيه، إذا قلت لك إننى لم أكن أقرأ مقالاتك رغم «أننى أسمع أن كثيرين يقرأونها»، ولا أخفى عليك أننى كنت أمنع ضباط (الطيران) من قراءتها». ــ وقلت بعفوية: «ياه... لعل السبب خير». ــ قال: «ما كان يحدث أن مقالك «بصراحة» يُنشر فى «الأهرام» يوم الجمعة، ثم يجىء الضباط يوم السبت وقد قرأوه، وكلهم متحفزون لمناقشته، وكثيرا ما كانوا «يتخانقون»، وأنا لا أريد فى السلاح «خناقات» ولا سياسة!!». ــ أضاف: «أما عنى أنا، فقد كنت لا أقرأ مقالاتك لأنى عندما حاولت ــ لم أفهم ماذا تريد أن تقول فى نهاية المقال». ــ بصراحة (على رأيك ــ أضافها وهو مازال يبتسم ــ «مقالك دائما ينتهى دون أن «نرسى على بر» ــ ولا نعرف بعده نتيجة Conclusion، قالها بالإنجليزية). ــ وقلت: «سيادة الرئيس ــ هناك مدرسة فى الكتابة لا ترى أن الـConclusion واجب الكاتب، وإنما واجبه: معلومات صحيحة، واجتهادات فى التحليل واسعة، واختيارات فى المسالك المتاحة للحل مفتوحة، ثم يكون للقارئ أن يختار ما يقنعه، بمعنى أننى لا أريد أن يكون ما أكتبه «مقفولا» على نتائج Conclusion «تعلِّبه»، وإنما أفضل أن أترك للقارئ حريته ــ بمعنى أن تبدأ علاقته بالمقال بعد أن ينتهى من قراءته، وليس حين يهم بقراءته، لأن هدفى تحريضه على التفكير وهو يقرأ، ورجائى أن يصل بتفكيره إلى حيث يقتنع. وقال: «يا عم» ما الفائدة إذن أن يقرأ الناس «لكاتب كبير»؟! ــ لابد أن «يرسيهم على بر». وقلت: أنا أريد للقارئ أن يرسو على «بره هو»، وليس على «برى أنا»، وعلق بابتسامة مرة أخرى قائلا: «يعنى عاوز تدوخ الناس يا أخى، قل لهم وريحهم».. واختصرت قائلا: «على أية حال فهناك مدارس متعددة فى الكتابة!!». ــ وعاد «مبارك» إلى سؤاله عن العلاقات بين الرئيس «السادات» وبينى ــ فقال: «الغريب جدا أننى أحسست أن علاقته بك كانت Love - Hate Complex، قالها أيضا بالإنجليزية (عقدة محبة وكراهية فى نفس الوقت). هو بالحق كان يتحدث كثيرا عنك بالتقدير، لكنه يأخذ عليك أنك تريد أن تفرض عليه رأيك». قلت مستغربا: «سيادة الرئيس ــ كيف يمكن لصحفى أن يفرض رأيه على رئيس الدولة؟!!». رئيس الدولة عنده السلطة كلها ــ وأدواتها تحت يده ــ فكيف أستطيع أنا أو غيرى ــ من الكُتَّاب والصحفيين ــ أن نفرض شيئا عليه؟! ــ ربما يفرض عليه قائد جيش لديه سلاح، أو رئيس حزب لديه تنظيم، أو وزير داخلية عنده بوليس، أما الصحفى فلا يملك غير عرض وجهة نظره ولا أكثر، وهو يضعها أمام الرأى العام إما أن يأخذ بها أحد أو يعرض عنها، فتلك مسألة أخرى خارج قدرة أى صحفى!! ثم قلت: العكس هو الصحيح فيما أظن، فرئيس الدولة هو فى العادة من يريد فرض رأيه على الصحفى، وهنا المشكلة!! أضفت بوضوح يجعل موقفى واضحا أمامه: «وفيما يتعلق بموقفى مع الرئيس «السادات»، فإننى لم أقتنع بما اتخذ من سياسات أثناء أكتوبر وبعدها عندما جاء «هنرى كيسنجر» وأقنع «السادات» وتصرف الرئيس على أساس أن الولايات المتحدة تملك 99% من أوراق حل أزمة الشرق الأوسط، وأن «هنرى كيسنجر» هو من يمسك بالقرار السياسى الأمريكى ــ وكان لى رأى مختلف، وقد تمسكت به وفى ذهنى أن الرئيس الأمريكى بنفسه أو بوزير خارجيته غير قادر على الفعل لأسباب كثيرة، حتى لو أراد، وفى الأوضاع الحالية فإن الإدارة الأمريكية فى شلل بسبب ورطة الرئيس فى فضيحة «ووترچيت». واستطردت: «ومن جانبى فلم أستطع غير التحفظ على هذه السياسة الجديدة، وقد عبَّرت عن أفكارى فى أكثر من عشر مقالات ضايقت الرئيس «السادات»، واعتبر أننى بكتابتها أعرقل توجهاته، ومن هنا كان ضيقه. وفى هذا الموضع من الحديث قلت للرئيس إن ذلك الخلاف قصة طويلة، ولا أريد أن أضيع وقته فيها، لكنه طلب أن يسمع، واستدعى أحد سكرتيريه وأمره بتأجيل موعد كان لديه فى الساعة العاشرة والنصف. |