حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام (/showthread.php?tid=33480) |
خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - العميد - 11-23-2006 الزميل الختيار فعلاً أقف مندهشا متعجباً من جرأتك هذه المرة على تخطئة القرآن في قواعد اللغة ، بل ومخالفتك أهل اللغة وكل أئمتها ذوي العقول العملاقة – باعترافك - على مدى 14 قرناً وتخطئتهم ، تالله إنها لجرأة ما بعدها جرأة . فكتبت تقول ( لقد اعتاد أهل اللغة قصف عقولنا على مدى 14 قرناً بأن القرآن هو النص الأبلغ والأفصح بين جميع نصوص العربية) . وقلت ( ولكن ، ومع كل هذه العقول الجبارة في علوم اللغة ، والتي لم تترك شاهداً إلا واستخدمته لتفسير القرآن و سبر أغواره ، يمكننا أن نتجرأ الآن ونقول بوجود مشاكل لغوية ) . وأقول : إذا كانت شهادة أهل اللغة وأرباب الفصاحة لا قيمة لها عندك ، فبالله عليك أخبرني ما هو الذي له قيمة ؟ وبرأي من نأخذ في اللغة ؟ برأي الختيار ؟ فحسبك اعترافك أنك خالفت أهل اللغة على مدى قرون طويلة ، فلا أدل على فساد اعتراضك أكثر من هذا الاعتراف . لقد ذكرتني بقول قرأته منذ زمن بعيد لمتفلسف ممن يدعون الإسلام ( وأظنه العشماوي أو ربما غيره ) ، فلقد قال إن أخطر شيء على الإسلام هم علماء الإسلام ، ولعمري لو كان العلماء خطر في مجال علمهم لكانت النتيجة أن علماء الفزياء هم أخطر شيء على الفزياء ، وعلماء الرياضيات هم أخطر شيء على الرياضيات ، وعلماء الطب هم أخطر شيء على الطب ، ولنفسح بعدها المجال للجهلاء يرتعون ويلعبون ويديرون الدنيا كما يشاؤون ، ولأصبح الجهل فضيلة والعلم رذيلة . ثم يا عزيزي الختيار لم أكن لأعتب لو أني رأيت نصراني أو لاديني لا يعرف المنصوب ومن المرفوع ينتقد مسائل لغوية في القرآن ، فهذا حالهم ، تراه لا يعرف خبر إن من اسمها ويأتي لينتقد ، ولكني أعتب عليك لأنك معرفة لا بأس بها في هذه الأمور ، ولكن هذه المعرفة وسبق أن قلتها لك ، معرفة ليست على قدر يؤهلك لأن تتحدى القرآن مرة من جهة البلاغية ومرة ثانية من جهة القواعد كما حصل معك هنا . فإن من خاض في معرفة القواعد ونشأتها وكيفية وضعها لا ولن يسمح لنفسه أن يقول إن في القرآن خطأ لغوياً أو نحوياً ، فإن من يضع نفسه في هذا الموقف يؤذي نفسه . كيف توضع قواعد اللغة ؟ هل وضعت تبعاً لأهواء سيبويه والخليل بن أحمد الفراهيدي وغيرهم من النحّاة ؟ لا ، فإن قواعد اللغة توضعاً بالاستقراء ، ومعرفة ما اصطلح عليه العرب في الكلام .. وهذا مقال قديم لي في منتدى الأقباط القديم بتاريخ ( 14 - 09 2002 ) كنت قد رددت فيه على دعوى الأخطاء النحوية في القرآن ، وهذا نص كلامي : ((( من الخطأ الفاضح أن يدعي أحد أن القرآن فيه أخطاء لغوية أو نحوية . لأن النحويين واللغويين اذا اختلفوا في مسألة لغوية استدلوا بأقوال العرب ، فإذا وجدوا من العرب من يقولها حكموا عليها بانها صحيحة . والقرآن عند المسلمين كلام الله .. وعند غير المسلمين من كلام العرب وتاليفهم - سواء من النبي عليه السلام أو من تأليف غيره. فعلى كلا الحالتين القرآن مرجع عند اللغويين والنحاة يحتكمون إليه. والكثير يظن أن قواعد اللغة التي ظهرت بعد القران ، قد وضعت لتحكم على العربي بالخطأ والصواب في كلامه ، وهذا جهل بقواعد اللغة ونشأتها.. فقواعد اللغة وضعت حتى تشرح لنا كيف كان يتكلم العربي ، ولتأصيل قواعد ومناهج نتمكن من خلالها أن نتكلم بالشكل الصحيح الذي كان يتكلمه العربي . والسؤال : كيف كان يتم استنتاج القاعدة ؟؟ القاعدة تستنتج من كلام العربي ، فاذا كان العربي يقولها ويستخدمها فعندئذ تكون قاعدة والنحويون نظروا فوجدوا العرب دائماً ترفع الفاعل ، فاستنتجوا من خلال ذلك قاعدة تقول أن الفاعل مرفوع . ووجدوا أن العرب دائما يرفعون اسم كان وينصبون خبرها فاستنتجوا أن خبر كان منصوب واسمها مرفوع ، وهكذا اُستنتجت القواعد. واذا وجد النحويون قولاً للعرب يخالف المعهود فلا يخطّئون قائله بل عندئذ يحاولوا ان يجدوا شرحا وتفسيراً لذلك وثم يبنون عليه قاعدة ، والقرآن ينطبق عليه نفس الشئ . إذن ، فالقرآن خصوصاً واقوال العرب عموماً هي الحكم على القاعدة وليست القاعدة هي الحكم عليهم . ونحن استشهدنا بأقوال العلماء على صحة أقوالنا في اعراب الشبه المزعومة مع اننا لسنا بحاجة الى ذلك لأن القرآن لا يوصف بالخطأ اللغوي أو النحوي وكذلك أقوال العرب الفصحاء لا توصف بالخطأ . واذا كان كلام سيبويه والخليل بن احمد والزجاج وابن فارس وابن هشام والزمخشري وغيرهم كثير لم يقنعوا زملائنا في المنتدى ، فلا اظن اننا يمكن ان نقنعهم والمنصف الذي يريد الحق عندما يرى أن أقوالنا مدعومة بأقوال فرسان اللغة وعلمائها كسيبويه والخليل والزجاج وغيرهم من جبابرة اللغة ، لا اعتقد انه حينئذ سيلتفت الى قول فلان أو فلان أو إلى غيرهم الذي لا دليل عندهم من اهل اللغة وعلمائها إلا مجرد اراءهم الشخصية . فالذي يريد الحق نقول له هذا هو الباب وهؤلاء هم علماء اللغة وأهلها و، وهؤلاء هم عباقرتها . والذي يريد أن يجانب الحق فنقول هداه الله وحسبه وما شاء ))) . ولقد تذكرت وأنا أسطر هذا الرد أن للأخ متعلم مقالاً في هذا الشأن ، فبحثت عنه ووجدته ، فلقد أجاد أخونا وأبان بأحسن بيان جزاه الله خيراً ، وهذا الرابط : http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=69 ويحسن بي أن أضع نص المقال ، فأحياناً تتعطل الروابط أو تتغير : الحمد لله وكفى .. وسلام على عباده الذين اصطفى .. ثم أما بعد .. يعترض المخالف على القرآن ، ببعض آياته التي أتت على غير الشائع نحوياً ، يظن واهماً أن ذلك ينقص من شأن الكتاب العزيز . فكيف يكون رد المسلم على ذلك ؟ عادة ما يلجأ المسلم إلى أقوال علماء النحو واللغة ، وفيها تخريجات نحوية للإشكال المتوهم في الآية ، وغالباً ما يشير ـ العالم ـ إلى أن الإشكال المتوهم هو لغة جائزة عند العرب . كل هذا جميل ورائع ، لكن هناك أمراً قبله علينا أن نعيه أولاً ، ثم نعلمه للنصارى ثانياً . إن المخالفين يحاكمون القرآن العظيم إلى منهج القواعد النحوية للصف الثالث الإعدادي ! يظنون أن القواعد النحوية حاكمة على القرآن ! وهذا جهل فاضح بنشأة علم النحو . إن علم النحو ليس علماً عقلياً ، بمعنى أن سيبويه ـ مثلاً ـ لم يعتمد على التفنن العقلي في تقرير قواعد النحو . إن علم النحو مبنى على الاستقراء . فسيبويه ـ مثلاً ـ أخذ يحلل كل النصوص الواردة عن العرب ، من شعر وخطابة ونثر وغير ذلك ، فوجد أنهم ـ العرب ـ دائماً يرفعون الفاعل في كلامهم ، فاستنبط من ذلك قاعدة " الفاعل مرفوع " .. وهكذا نتجت لدينا " قاعدة نحوية " تسطر في كتب النحو ، ليتعلمها الأعاجم فيستقيم لسانهم بالعربية إذا جرت عليه . أفلو كان سيبويه وجد العرب ينصبون الفاعل ، أكنا سنجد كتاب القواعد النحوية في الصف الثالث الإعدادي ، يخبرنا بأنه يجب علينا نصب الفاعل كلما وجدناه ؟ بلى قارئي الكريم ! إن علم النحو مبنى على الاستقراء .. " القواعد النحوية " مستنبطة من " استقراء " صنيع العرب في كلامهم . إذا فهمت هذه النقطة قارئي الكريم ، سيسهل عليك ـ إن شاء الله ـ فهم ما بعدها . وهو أن العرب لم تكن كلها لهجة واحدة ، ولم تكن كلها تسير على نفس القواعد النحوية ذاتها ، ولم تكن تلتزم كل قبيلة منها بنفس المعاملات النحوية . إن قبائل العرب لم تكن تسير في كلامها على منهج النحو للصف الثالث الإعدادي ! وليس معنى ذلك أنه كان لكل قبيلة " نحوها " الخاص بها .. كلا .. وإنما اشتركت كل قبائل العرب في " معظم " القواعد النحوية المشهورة الآن .. لكنها ـ أبداً ـ لم تجتمع على " كل " تلك القواعد بعينها . لعلك أدركت الآن ـ قارئي الكريم ـ أن دائرة الخلاف في التعاملات النحوية بين القبائل العربية كانت صغيرة ، لكنها واقعة لا سبيل إلى إنكارها . لكن لا تنتظر أن يخبرك واضعو المناهج النحوية في المدارس بكل الاختلافات النحوية في كل مسألة ، إنما هم يخبرونك فقط بـ " الشائع " و " الأعم " و " الأغلب " .. ثم يتوسع من شاء في دراسته الجامعية ، لأنها أكثر تخصصاً . وكل طالب مبتدئ فى قسم للغة العربية في أي جامعة يدرك جيداً ما قلته سابقاً . هنالك ـ في المرحلة الجامعية ـ يدرس " الاختلافات " النحوية ، ويعرف ما هو الفرق بين " المذاهب " النحوية ، وبم تتميز " مدرسة الكوفة " عن " مدرسة البصرة " .. إلى آخر هذه الأمور . إذن .. وضع العلماء القواعد النحوية بناء على استقراء كلام العرب ، وما وجدوه من اختلافات أثبتوه . هل بقى ما يقال ؟ بالطبع بقى . بقى أن تعلم أن " أهم " مصادر العلماء التي اعتمدوا عليها في الاستقراء هو القرآن العظيم نفسه ! لأن القرآن أصدق صورة لعصره ، ليس فقط عند المسلم ، ولكن عند الجميع مسلمين وغير مسلمين ، فحتى أولئك الذين لا يؤمنون بمصدره الإلهي ، يؤمنون بأن القرآن أصدق تمثيل لعصره في الأحداث التاريخية والعادات الجارية .. واللغة وقواعدها . إن علماء النحو يستدلون على صحة قاعدة نحوية ما بورودها في القرآن ، ليس في قراءة حفص عن عاصم فقط ، بل يكفى ورودها في أي قراءة متواترة أخرى . أي أن القرآن ـ عند النحاة ـ هو الحاكم على صحة القاعدة النحوية ، وهى التي تسعى لتجد شاهداً على صحتها في أي من قراءاته المتواترة . القرآن هو الحاكم على النحو وليس العكس . علينا أن نعى هذه الحقيقة جيداً ، وعلينا أن نعلم المخالفين ما جهلوه منها . إن المعترض ، عندما يقرأ ما أتى به المسلم من تخريجات نحوية للعلماء ، يظن أن أقوال العلماء هي مجرد محاولات للهروب وإخفاء الحقيقة ! .. والحقيقة الثابتة ـ عنده ـ أن القرآن به أخطاء نحوية .. الحقيقة الثابتة عنده أن محمداً ـ صلوات ربى وسلامه عليه ـ لم يستذكر دروس كتاب النحو في الصف الثالث الإعدادي جيداً ! هذا الخبل ناتج عن الجهل .. الجهل بنشأة علم النحو ، وبكيفية تدوين العلماء للقواعد النحوية . الطريف في الأمر ، أن المخالفين يعترضون على المخالفات النحوية في الآيات ، ولا يدرون من رصد هذه المخالفات ! لا تظن قارئي الكريم أن بعض المخالفين العرب تأملوا القرآن ، فاكتشفوا هذه الأخطاء المتوهمة ، بعدما حاكموه لما تعلموه في الابتدائية من قواعد نحوية .. كلا .. لا تظن ذلك أبداً . إنما كل ما يكتب عند المخالفين حول ما يسمونه " أخطاء نحوية فى القرآن " ليس من كلامهم ، ولا من لباب أذهانهم ، ولا من بنات أفكارهم . لقد نقلوا كل هذه " الأخطاء !" عن كتب المستشرقين الأعاجم ! من أمثال " نولدكه " وغيره . لن أتوقف بك ـ قارئي الكريم ـ كثيراً في محطة هؤلاء المستشرقين أعجميي القلب واللسان .. لن أخبرك شيئاً عن بعض كتاباتهم التى توضح مدى جهلهم الفاضح باللغة العربية ، مع أنك ساعتها ستدرك أنك لست أجهل أهل الأرض باللغة العربية ! .. ولن أخبرك شيئاً عن حقدهم الدفين ـ والظاهر ! ـ على دين الحق وكتابه ونبيه بل وأهله .. لن أخبرك شيئاً عن ذلك ، ولن أقف بك في هذه المحطة أبداً . لكن تعال نتعدى هذه المرحلة لنتساءل .. من أين أتى هؤلاء المتعالمين من المستشرقين بما أسموه " أخطاء نحوية " ، لينقلها المخالفين العرب منهم بعد ذلك جهلاً بغير علم ؟ مرة أخرى أحذرك قارئي الكريم ! .. لا تتخيل أو تظن أو تتوهم أن هذا المستشرق الألكن ، ذا اللسان الأعجم ، قد تأمل القرآن " فتنبه " إلى تلك " الأخطاء " ! هم أحقر من ذلك قارئي الكريم ، وإن أوهموك بغير ذلك ! كان ما فعله هؤلاء المستشرقون كالتالي .. قرءوا كتب النحو التي ألفها علماء العربية ، وكذلك كتب التفسير ، وأخذوا يتتبعون ما رصده " علماء المسلمين " أنفسهم ، من ورود آيات قرآنية موافقة لقواعد نحوية لم تنل حظاً من الشهرة مثل غيرها . لقد وجد المستشرقون بغيتهم ! فليجمعوا إذن كل تلك الإشارات والمواضع .. وليحذفوا تعقيبات العلماء منها ! .. وليطلقوا على ما جمعوه " أخطاء نحوية " ! .. وليسموا ما فعلوه " بحثاً علمياً " ! .. وليكن موصوفاً بالنزاهة والتجرد الموضوعي ! هذه هي قصتنا قارئي الكريم ! إن ما يتهموك به المخالفين من أخطاء نحوية فى القرآن ، ليست من نتاج ذكائهم ، وإنما نقلوها ـ جهلاً بغير علم ـ عن المستشرقين .. والمستشرقون ـ أعجميو القلب واللسان ـ لم يأتوا بها من لباب أذهانهم ، وإنما نقلوها ـ عدواً بغير علم ـ مما خطته أيدي عباقرة المسلمين الأفذاذ ، الذين كانوا يجرون على منهج علمي محكم سديد ، يستقرأون ما نقل عن العرب ، وينزلون إلى البادية ، ويعيشون بين الأعراب الذين لم يختلطوا ، فينقلون عنهم كلامهم وأشعارهم ونثرهم ، ويحللون كل ذلك تحليلاً مرهقاً للكلمة والحرف ، ثم يستنبطون ما جرى من قواعد على لسان العرب ، ويحددون الأغلب من غيره ، والشائع مما هو دونه في الشيوع . بعد أن سطر عباقرة المسلمين علومهم اللغوية والنحوية فى كتبهم ، راصدين كل الظواهر بأمانة ونقد ، يأتي المستشرقون ليقتطعوا من كلامهم ما ظنوه يخدمهم .. ساعدهم فى ذلك جهلهم الفاحش باللغة العربية . أرجو أن أكون قد أوضحت بعض الحقائق الغائبة فى موضوعنا . اللهم ارزقنا حبك ، وحب من يحبك ، وحب كل قول وعمل يقربنا إلى حبك فإن من أدرك الآن ما قلناه ، علم أن ما أتى به المعترضون وما أتى به الختيار لا قيمة له في ميزان العلم ، ويعلم أنه بعدها لا حاجة لنا في الرد على أمثلة الختيار ، فإذا كانت المقدمة فاسدة فالنتيجة فاسدة ، و ما بني على باطل فهو باطل . ولكن بالرغم من ذلك سوف نتبعه بالرد على بعض من أمثلة زميلنا ليعلم القارئ وهاءها وسقوطها . يتبع .. خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - الختيار - 11-23-2006 أهلاً بالزميل العميد لا أدري لماذا توقعت أن تكون أول المعقبين ، الحاسة السادسة ربما . رغم أن الموضوع الذي نقلته ليس له علاقة بالموضوع الذي فتحته أنا ، بل هو حديث عام ملخصه التالي : اقتباس:"القرآن هو الحاكم على النحو وليس العكس . وغير هذا الحديث الممجوج عن المستشرقين والحقد الدفين وغيره مما يُشعر القاريء بالمؤامرة (الصهيوأمريكية) كما يحب البعض أن يسميها فلا يهمنا في شيء ولن نضيّع وقتنا في الرد عليه ناهيك عن التمعن فيه . ولكن سأعلق على الجملة السابقة التي يسميها قائلها "الحقيقة" ، وهذا كله مبني على حكم مسبق بقدسية القرآن ، وهذا تماماً عين ما فعله أهل النحو ، فهم رغم مخالفاتهم بل لا يكاد ينجو أحد منهم من الخليل مرورا بسيبويه إلى المبرد وغيره من الحكم على رأيه في مسألة بكلمات مثل "خطأ فاحشا" أو "لا يصح" أو "غلط" أو غيره من عبارات التخطئة التي ترتع بها مصنفات النحو ، فلا يتخيلنّ أحدٌ أنهم كانوا على وفاق ووئام ،خصوصاً الخطين الرئيسين ، أعني طبعا مدرسة الكوفة والبصرة . ومن يراجع إعراب القرآن ، يجد أنه لا تكاد تنجو آية واحدة من اختلاف الإعراب وتعدد الآراء فيها حتى تصل إلى العشرة و أحياناً أكثر ، ومع ذلك ، ومع كل هذا الاضطراب ، فهم يتفقون على شيء واحد فقط ، هو أن القرآن كلام الله ، وما دام كذلك فلا يمكن أن يدخله اللحن أو الخطأ . وعليه بُني علم النحو ، على القرآن أولاً ، ثم كلام العرب ، فالقاعدة إن وجدوا لها شاهداً قرآنياً كفتهم ، وإن لم يجدوا بحثوا في كلام العرب . فهل تعتقد أن هذا العلم برمّته يمكن أن يثق به أحد أو يوصف بالموضوعية ؟؟؟ فمثلما هو علم القراءات في نظر المؤمنين به علم صحيح متواتر عن نبي الإسلام نفسه ، نحن نقول أنه ناتج عن التصحيف (لعدم وجود النقاط والتشكيل) والنسيان والاختلاط وغيره من الأسباب التي تحرّف أي نص مع مرور الزمن إذا لم يكن هناك ما يضبطه . فكذلك هو علم النحو يا صاحبي ، و النص الذي اقتبستَه لنا يؤكد هذه الفكرة ، فهو يقول أن القرآن يحاكم النحو ، و ليس العكس ، وهذا يُسقط أي مصداقية لهذا النحو ، ويجعل منه علماً خادماً للقرآن ، الذي لا يخطيء أبداً رغم أن كاتبه بشر يصيب ويخطيء مثلي ومثلك . أما بالنسبة لقولك أو قول من نقلتَ عنه أن أحداً لم يشكك بصحة القرآن لغوياً ، فنحن نحيلك إلى قصص ذكرها علماء هذا الدين من مفسرين وغيرهم وليس المستشرقين الصهيوأمريكيين . عن استنكار القرشيين لبعض الكلمات القرآنية ، ككلمة "كذابا" و "أبّا" و سؤالهم عائشة عن كلمة "الصابؤون" لماذا جاءت بالواو و "إن هذان لساحران" و "المقيمين الصلاة" وغيرها ، فلو كانوا يعتقدون بعصمة القرآن اللغوية لما سألوا مثل هذه الأسئلة . طبعاً إن شئتَ الطعن في هذه القصص ، طعنا في جميع قصصكم عن بلاغة القرآن و الحلاوة والطلاوة التي زعم الرواة أن الوليد بن المغيرة قالها ، وطعنا كذلك في روايات البخاري المتضاربة حول جمع القرآن ، والتي يناقض بعضها بعضا كأن يجعل الجمع في عهد النبي ثم في عهد أبي بكر ثم في عهد عثمان ، وغيرها من القصص . باختصار : جميع الشهادات التي تنسبونها إلى القرشيين في استحسان القرآن هي مردودة ، لأن رواتها هم الخصم لأولئك القرشيين ورأيهم متحيز لا محالة . وواقع الحال يخبرنا أن أغلب سادة قريش لم يؤمنوا إلا متأخراً ، طبعاً كإيمان أبي سفيان وصفوان بن أمية ، وكلنا يعرف كيف آمن هذا الرهط من قريش . بل أنظر إلى المعنيين بهذا السحر البياني الذي يدعيه المسلمون في القرآن ، وهم أهل هذه الصنعة كيف لم يندهشوا للقرآن ويعتبرونه كلاماً غير بشري ، فمن من الشعراء الذين أدركوا الإسلام سحره النص القرآني ؟؟؟ أنظر إلى هذه القائمة وفيها كبار الشعراء الذين يسمونهم "المخضرمين" لأنهم أدركوا الجاهلية - مع التحفظ على التسمية - و الإسلام : الأعشى و الذي لم يسلم ت 7 هـ دريد بن الصمة والذي لم يسلم ت 8هـ عامر بن الطفيل والذي لم يسلم وتوفي 11 هـ عمرول بن معد يكرب والذي ارتد بعد وفاة محمد وتوفي 21هـ امية بن أبي الصلت والذي لم يسلم ت 5 هـ قيس بن الخطيم و الذي لم يسلم وتوفي 2 ق.هـ حتى لبيد بن ربيعة العامري والذي أسلم ، كان من المؤلفة قلوبهم . وغيرهم وغيرهم ، فلماذا لم ينقل لنا رواة الإسلام شهادة هؤلاء الذين هم أكثر الناس قرباً من الكلام وفنونه وسحره وبديعه في القرآن ؟ ألا يوجد في قريش غير الوليد بن المغيرة ليشهد للقرآن ؟ فلماذا لم يسلم إذاً ؟ أما باقي كلامك عن العتب وأن القرآن فوق النقد البلاغي واللغوي وغيره فنرجوك أن تعفينا من هذا الحديث ، والذي أراه إرهاباً فكرياً وترويعاً لكل من حاول الاقتراب من القرآن . هذا الخطاب أكل عليه الدهر وشرب ولم يعد يفيد يا صديقي في زمننا هذا ، هذا قد ينجح في حلقات الذكر والمذاكرة في المساجد ، أو للترويج الإعلامي للإسلام على الفضائيات ، ولكن للجدال العلمي الموضوعي فهو لا قيمة له . في النهاية أقول ، بعيداً عن الخطب والإنشائيات والإرهاب والترويع الفكري ، هذه مشاكل مطروحة أمامك ، إن كان لديك إجابات محددة ، فاطرحها ، ولا بأس أن تأخذ وقتك في ترتيب الإجابات وردود أهل اللغة عليها ، فنحن لسنا في عجلة من أمرنا ، وغير ذلك ، فاسمح لي ، لن نضيّع الوقت فيه أكثر من هذا . ملاحظة : نحن لا نفترض أن اللحن حدث مع كاتب القرآن والذي نفترض أنه محمد ، فهو فصيح اللسان ابن قريش لا يقع في كلامه لحن أو شذوذ ، ولكن قد يقع له ما وقع عند جهابذة الشعر الجاهلي - مع التحفظ على التسمية - من ليّ أعناق اللغة حتى توافق ضرورته الشعرية ، لذلك لا يُعتد بالشواهد الشعرية المبنية على الاضطرار الشعري - كصرف ما لا يصرف من الأسماء والأماكن - وما أكثرها . ولكنا نفترض أن هذا الخطأ حدث لاحقاً في مراحل متأخرة من الجمع والتدوين ، ومن يعرف ما هو تاريخ النسخة التي بين يدينا من القرآن ، والتي يروي الرواة أنها ابتدأت بعهد محمد مروراً بعلي فور وفاة النبي إلى أبي بكر إلى عثمان إلى الحجاج بن يوسف ، وكلها روايات مسندة يقول السيوطي في بعضها أنه لا يماري في صحتها أحد ، فأي النسخ تلك التي وصلتنا ؟ والتي ربما يكون قد دخلها التصحيف أو اللحن . تحياتي خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - العميد - 11-24-2006 كنت سأشرع في الرد على أمثلة زميلنا المحترم الختيار ، ولكنه سبقني في تعليقه المليء بالمغالطات ، فوجب الرجوع إلى تعليقه بالرد . يقول الزميل المحترم (فنحن نحيلك إلى قصص ذكرها علماء هذا ... عن استنكار القرشيين لبعض الكلمات القرآنية ، ككلمة "كذابا" و "أبّا" و سؤالهم عائشة عن كلمة "الصابؤون" لماذا جاءت بالواو و "إن هذان لساحران" و "المقيمين الصلاة" وغيرها) . ثم يقول بعدها (طبعاً إن شئتَ الطعن في هذه القصص ، طعنا في جميع قصصكم عن بلاغة القرآن و الحلاوة والطلاوة التي زعم الرواة أن الوليد بن المغيرة قالها ، وطعنا كذلك في روايات البخاري المتضاربة حول جمع القرآن ، والتي يناقض بعضها بعضا كأن يجعل الجمع في عهد النبي ثم في عهد أبي بكر ثم في عهد عثمان ، وغيرها من القصص ) . هذا أسلوب الزميل الختيار ، تخبط في المنهج والأسس .. يريد أن يقول : إذا طعنتم في الرواية المنقولة عن عائشة – رضي الله عنها - ، فستكون النتجية أن قصصكم عن " بلاغة القرآن والحلاوة والطلاوة المنقولة" عن الوليد بن المغيرة أيضاً مطعون بها ، لا وبل سيكون طعناً في روايات البخاري في صحيحه ، أو تختاروا أيها المسلمون رواية عائشة عن اللحن في القرآن . وطبعاً لن يختار المسلمون الطعن في قصص "الحلاوة والطلاوة" وروايات صحيح البخاري ، ولن يبقى أمامهم خيار إلا قبول الرواية عن عائشة في خطأ الكاتب ، ثم تخريجها على ما يرغبه زميلنا الختيار ويهواه ، وبذلك ينهار عامود الإسلام وصرحه العظيم . هذا هو أسلوب الختيار ، إما يكون ... وإلا .. يرسم لك خارطة الطريق لتصل معه إلى الأجل المحتوم ، ولسان حاله يقول لا أريكم إلا ما أرى . هكذا وبكل بساط يريد أن يجبرك الزميل الختيار على قبول ما لا تريد قبوله . ونحن نسأل الزميل الفاضل ، ما علاقة تضعيف رواية عائشة بتضعيف غيرها من الروايات ؟ فلا تلازم بين هذه وتلك ، وإن ضعفنا رواية فلا يعني أن كل رواية وردت عندنا كذلك ، فإن ما كان صحيحاً فإننا نقول عنه صحيح ، وما كان ضعيفاً فنقول عنه ضعيف . والزميل يعلم جيداً أن التضعيف والتصحيح عند المسلمين يقوم على علوم يتم من خلالها الحكم على الرواية ، وليست المسألة عند المسلم مسألة أهواء .. فرفضنا رواية عائشة التي يعنيها زميلنا لأنها لم تصح وسندها ضعيف ، وقبلنا رواية الوليد لأنها صحيحة . ثم يرمينا زميلنا بعد ذلك بالإرهاب الفكري بطريقة ليس أقل من أن نصفها بالإرهاب الفكري ، فهو يضع القارئ بين مفترق طريقين – كما فعل برواية عائشة رضي الله عنها وأرضاها – فإما أن تقبل أيها المسلم رواية عائشة وإما أن ترفض روايات البخاري ، هكذا وبكل بساطة ، ثم يحدثنا عن الإرهاب الفكري . ويقول زميلنا عن علماء النحو (ومع كل هذا الاضطراب ، فهم يتفقون على شيء واحد فقط ، هو أن القرآن كلام الله ، وما دام كذلك فلا يمكن أن يدخله اللحن أو الخطأ ) فهو كما يبدو يتهم جميع علماء النحو واللغة وجميع المفسرين على مدى أربعة عشر قرناً بالتواطؤ على ستر عيوب القرآن اللغوية ، أو ربما يتهمهم بأنهم يختلقون الأعذار كيفما كان لظنهم أنه كلام رب العالمين ولا يمكن أن يكون فيه خطأ نحوي ، فيختلقون له التبريرات والأعذار ، وكأن زميلنا لا يعلم أن هناك علماء في اللغة العربية وهم نصارى يتبعون نفس الخطى ، فيستدلون على صحة القاعدة من القرآن ، ولا أدري لماذا هم أيضاً – بالنسبة لزميلنا الختيار – يعتمدون على القرآن ، ربما لأنهم أيضاً يؤمنون أن القرآن كلام الله ! لا هذا ولا ذاك ، إنما اعتمدوا عليه لأنه بالنسبة إليهم نص عربي فصيح يرجع زمانه إلى زمن العرب الأقحاح . ويقول عن علم النحو (فهل تعتقد أن هذا العلم برمّته يمكن أن يثق به أحد أو يوصف بالموضوعية ؟؟؟ ) وأقول ، إذن بمن نثق ؟ ونعترض بنفس اعتراضك ، بأن غير المسلمين علمهم في النحو غير معتبر لأنهم خصوم المسلمين ، وبهذا يبطل أيضاً اعتراضك هنا بحجة أن كلامك لا يوثق به لأنه من خصوم المسلمين ، وبهذا ما وضعته سيادتك من أصل لرفض علم النحو يعود عليك . ويقول زميلنا عن علم القراءات ممثلاً به (نحن نقول أنه ناتج عن التصحيف (لعدم وجود النقاط والتشكيل) والنسيان والاختلاط وغيره من الأسباب التي تحرّف أي نص مع مرور الزمن إذا لم يكن هناك ما يضبطه ) . طبعاً كلام سطحي جداً ، ورمي للكلام دون حسبان ، وكأن المسلمين في يوم من الأيام كانوا يحفرون في الأرض ، فوجدوا القرآن في حفرة فاستخرجوه فوجدوه بلا نقط وتشكيل ، فبدأوا يخمنون بالظنون قراءة الكلمات ( حزيرة ) ويفكون طلاسمه ، فوقع لهم ما وقع من اختلاف في القراءات . يا زميل إنا نهيب بك أن تنزلق هكذا منزلق ، فإنا قلنا ونكررها إن القرآن نقل بالمقام الأول حفظاً في الصدور ، وعلى هذا الاعتماد الأول ، بينما كتابته في المصحف إنما كان من قبيل توثيق النص من جهة الكتابة ، وما زال حتى اليوم ينتقل القرآن مشافهة من الشيخ لتلميذه فوالله إنا لنرى بأعيننا من يقرأ من المصحف على الشيوخ المقرئين ويراجعونه في الصغيرة والكبيرة ويصححوا له من حفظهم ، والشيوخ المقرؤون الذين جمعوا القراءات العشر لا يحفظون القرآن فحسب ، بل يحفظون رسم كلماته ، صدق أو لا تصدق . ويقول زميلنا (ولكنا نفترض أن هذا الخطأ حدث لاحقاً في مراحل متأخرة من الجمع والتدوين ) حدث لاحقاً !! إنني أقف أحيانا ولساني يعجز عن الرد ، ليس لوجاهة الاعتراض ، بل لشدة تهافته ، إنه افتراض من لا يعرف شيئاً عن تاريخ القرآن .. إن النقل المتواتر الذي نقل به القرآن يفيد القطع واليقين ، فلا يمكن أن يتواطأ جمع كبير على نفس الخطأ ويقعوا به جميعهم . ثم لو أن الخطأ من جهة التدوين ، ولنفترض أن زيداً الذي كلفه عثمان رضي الله عنه بكتابة القرآن أخطأ في بعض الكلمات التي وضع زميلنا منها أمثلة على دعواه كـ ( والمقيمين الصلاة ، ، والصابئون ، وإن هذان ساحران وغيرها ) ، فإننا نتساءل ، إذا فاتت هذه على زيد ، فهل فاتت على الصحابة الآخرين الذين انتدبهم عثمان مع زيد لكتابة المصحف ؟ فإن فاتتهم جميعاً ، فهل لم يراجعوه بعد أن كتبوه ولا مرة واحدة حتى توفاهم الموت ؟ هل لم يقرأه غيرهم بعد أن كتبوه ؟ وإذا كان كذلك ، فهل لم ينتبه له الحفظة الذين يحفظون القرآن في مختلف الأمصار ؟ أم لم يكن هناك حفظة في وقتها ، أم كان الجميع لا يحفظون شيئاً بعد ، وأخروا إقامة صلواتهم منتظرين من عثمان أن يرسل لهم بالمصاحف ليشرعوا بعدها بالحفظ والصلاة ؟ فكيف مرّ هذا الخطأ على كل هؤلاء دون أن يدري به أحد ؟ تالله إن من يقرأ دعوى الختيار في أن الخطأ - بزعمه - ظهر لاحقاً في مراحل التدوين ليظن أن المسلمين من شمال إفريقية إلى حدود الصين – والذين يتعبدون الله بقراءة القرآن آناء الليل والنهار وفي صلواتهم - كانوا لا يعرفون القرآن ولا يحفظون منه شيئاً حتى كتب لهم عثمان المصحف وأرسله لهم ، وأنه من سوء الحظ وقع في المصحف بعض الأخطاء فراجت على جميع المسلمين حتى يومنا هذا . والغريب أن زميلنا الختيار يقول لي [QUOTE]الختيار كتب في النهاية أقول ، بعيداً عن الخطب والإنشائيات والإرهاب والترويع الفكري ، هذه مشاكل مطروحة أمامك ، إن كان لديك إجابات محددة ، فاطرحها وكأنه لم يقرأ قولي (( ولكن بالرغم من ذلك سوف نتبعه بالرد على بعض من أمثلة زميلنا ليعلم القارئ وهاءها وسقوطها )) . يتبع إن شاء الله .. خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - الختيار - 11-24-2006 اقتباس:ويقول زميلنا عن علم القراءات ممثلاً به (نحن نقول أنه ناتج عن التصحيف (لعدم وجود النقاط والتشكيل) والنسيان والاختلاط وغيره من الأسباب التي تحرّف أي نص مع مرور الزمن إذا لم يكن هناك ما يضبطه ) . لماذا هذا الأسلوب يا عميد ؟ لماذا تحب أن تطلق أحكامك هكذا دون دليل أو سند !!! على كل حال أنا قلت أن الكثير من القراءات نتج عن التصحيف لاختفاء التنقيط والتشكيل ، وأنت تعتبر هذا رأياً سطحياً ، وهذا شأنك ، ولكن كيف تفسر لنا اختلاف هذه القراءات والتي أوردها ابن حجر في شرحه لحديث البخاري "سبعة أحرف" : اقتباس:قوله : ( ويمشي ) ونقل عن الحجاج بضم أوله وسكون الميم وبالسين المهملة المكسورة وقالوا هو تصحيف . (نُمسي) . فسّر لنا كيف تحولت الكلمات التالية إن لم يكن تصحيفا : ( ويمشي ) تصبح (نُمسي) . ( لنثبت ) تيصبح (ليثبت) ( نَشرا ) تصبح (نُشرا) ( فلا يستطيعون ) تصبح (فلا تستطيعون) ( ليكون للعالمين نذيرا ) تصبح (لتكون) ( ومن يظلم منكم نذقه ) تصبح (يذقه) إلخ ، ولو نزعتَ الهالة القدسية التي تتحدث من خلالها لثوانٍ وبحثتَ في القراءات لوجدت اختلافات ناتجة عن رواية المعنى وليس اللفظ بعينه أيضاً . تريد أمثلة ؟ اقتباس:قوله ( عن آلهتنا ) قرأ ابن مسعود وأبي عن عبادة آلهتنا . فالمسألة لم تقتصر على التصحيف ، بل زيادة بعض الكلمات أو حذفها . وهناك اختلافات في تصريف الأفعال ، وهذا يكون بسبب ضعف الذاكرة على مر السنين - حسب تصورنا - ، أنظر : اقتباس:قوله : ( يجزون ) قرأ أبي في رواية " يجازون " . هذا يا عزيزي نزر يسير مما نقله الحافظ في كتابه ، فقط أحببت أن أثبته حتى نثبت أن كلامنا مبني على أدلة وليس أحكاماً تُطلق جزافاً . فكيف تفسر هذا الاختلاف في القراءات عزيزي لو كان القرآن محفوظا في الصدور لفظاً لا معنىً في مجمله كما تقول ؟؟؟ ولا بأس لبعض الأمثلة عن اختلاف الصحابة في رواية القرآن : كتب الحديث تروي لنا رواية عن عمر ، أنه سمع صحابياً آخر يقرأ سورة الفرقان بطريقة تختلف عن قراءة عمر لها ، فقام عمر بجر الصحابي إلى النبي ، وسأله في الأمر ، فأمر النبي عمر بقراءة السورة ، وأمر الآخر بقراءتها ، وعلى اختلاف القرائتين ، أقرهما النبي ، وقال أن القرآن نزل على سبعة أحرف ، كره لهم الاختلاف حتى لا يهلكوا كما هلك الذين من قبلهم . ونحن لا نعرف لماذا تنزل السورة الواحدة بنصوص مختلفة ؟ والمفروض أنها تنزل من لدن حكيم خبير عنده أم الكتاب وعد بحفظ القرآن ، فهل حفظ القرآن يكون بتوحيد نصوصه أم بتشتيت الحفظة بعدة روايات للآية تماما كاختلاف روايات الحديث ؟ "يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ" الرعد 39 "إِنَّا نَحْنُ نَـزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " الحجر 9 وأما قصة عمر فنورد الأحاديث المتعلقة بها : اقتباس:حدثنا رضي الله عنه يقول : ولكن روايات أخرى تجعل بطل القصة هو عبدالله بن مسعود : اقتباس:حدثنا رضي الله عنه قال وعند أحمد يصبح عمرو بن العاص : اقتباس:حدثنا قال ثم يصبح أبي بن كعب : اقتباس:"حدثنا قال نلاحظ كيف اختلف الرواة في اسم الصحابي صاحب الحادثة ، فمنهم منجعله عمر ومنهم من جعله عمرو ومنهم من جعله أبي بن كعب و منهم من جعله عبدالله بن مسعود ، ناهيك عن اختلاف الصحابي نفسه مع الصحابي الآخر حول قراءة السورة . قصة ثانية بطلها أبو الدرداء تقول : اقتباس:"حدثنا موسى عن أبي عوانة عن مغيرة عن إبراهيم عن علقمة البخاري - مناقب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صاحب النعلين والوساد والمطهرة : يقصد عبد الله بن مسعود رواية أخرى : اقتباس:" حدثنا مالك بن إسماعيل حدثنا إسرائيل عن المغيرة عن إبراهيم عن علقمة قال صحيح البخاري – هذا مثال كي يرى زميلنا العميد كيف كانت تتناقل الأخبار الشفاهية ومدى الوثوق فيها ، ونحن بحق لا نعلم كيف يمكن أن تحفظ الذاكرة كل هذا الكم من الكلام والنصوص دون أن تقع في التحريف والتصحيف إذا لم تحفظه الكتابة . طبعاً هذه أمثلة بسيطة عن اختلاف الصحابة في القرآن ، وربما نرفدها بأمثلة أخرى لاحقاً . ويجمل السيوطي مسألة الحروف السبعة بقوله في شرح الحديث في سنن النسائي : اقتباس:"شرح حديث عمر رقم 929 : فالحروف السبعة بعد أن وصل القول فيها إلى 30 قولاً ، أصبحت من المتشابه ، مثلها مثل آلاف النصوص التي اختلف حولها العلماء والأئمة والجهابذة ، فكيف تفسر هذه المسألة يا عزيزي ! هذا فيما يتعلق بالاختلاف في رواية القرآن . أما فيما يتعلق بجمع القرآن ، فسنكتب لك رداً عزيزي العميد ، تماماً كهذا الرد مشفوعاً بالأدلة والأمثلة ، حتى لا يظنن أحد أننا كما زعمتَ ، نكتب عن جهل وقلة معرفة . تحياتي خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - عبد التواب اسماعيل - 11-26-2006 اقتباس: " مَّا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلَا لِآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِن يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا " الكهف 5" .. النصب ب ساء ونعم وبئس وأخواتها فهذه حروف تنصب النكرة وترفع المعرفة تقول بئس رجلا زيد ونعم رجلا محمد نصبت رجلا لأنه نكره ورفعت زيدا ومحمدا لأنهما معرفتان قال الله تعالى ( ساء مثلا القوم الذين كذبوا بآياتنا ) و ( كبرت كلمة ) نصبت مثلا وكلمة لأنهما نكرتان ومنه قوله عز وجل ( وساء لهم يوم القيامة حملا ) ومثله ( ومأواهم جهنم وساءت مصيراً ) " من كتاب (الجمل في النحو) ".. وما كان مثل : كرم رجلاً زيد ! وشرف رجلاً زيد ! إذا تعجبت فهو مثل : نعم رجلاً زيد لأنك إنما تمدح وتذم وأنت متعجب ومن ذلك قول الله سبحانه : ( ساء مثلاً القوم الذين كذبوا ) وقوله : ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم ) وقال قوم : لك أن تذهب بسائر الأفعال إلى مذهب ( نعم وبئس ) فتحولها إلى ( فعل ) .." (الأصول في النحو) " .. ويلتحق بهما فعل الذي يراد به المدح والذم نحو ( ساء مثلا القوم ) و ( كبرت كلمة تخرج ) وظرف رجلا زيد .." ( مغني اللبيب ) ".. في موضع خفض بالعطف على الكاف في ( إليك ) والتقدير فيه يؤمنون بما أنزل إليك وإلى المقيمين الصلاة يعني من الأنبياء عليهم السلام ويجوز أيضا أن يكون عطفا على الكاف في ( قبلك ) والتقدير فيه ومن قبل المقيمين الصلاة يعني من أمتك.." من كتاب (الانصاف في مسائل الخلاف ) وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا " لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا " النساء 162 لن أزيد على ما ذكرته من أقوال علماء اللغة ، فالمقيمين : يجوز أن تكون معطوفة على الضمير في "إليك" ( للرسول )، فتكون في محل جرٍ مضاف إليه ( إليك وإلى المقيمين الصلاة ). ويجوز أن تكون منصوبة على المدح وهو الأصح : "..أحدهما أنا لا نسلم أنه في موضع جر وإنما هو في موضع نصب على المدح بتقدير فعل وتقديره أعنى المقيمين وذلك لأن العرب تنصب على المدح عند تكرر العطف والوصف وقد يستأنف فيرفع قال الله تعالى ( وآتى المال على حبة ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء ) فرفع ( الموفن ) على الاستئناف فكأنه قال وهم الموفون ونصب ( الصابرين ) على المدح فكأنه قال أذكر الصبارين قالت الخرنق امرأة من العرب : - ( لا يبعدون قومي الذين هم ... سم العداة وآفة الجزر ) ( النازلون بكل معترك ... والطيبين معاقد الأزر ) " ( الإنصاف في مسائل الخلاف ) والعرب قد يعطفون بالرفع على النصب ، كما يعطفون بالنصب على الرفع في حالة التفخيم أو المدح ، مثل قول الشاعر : ( وكل قوم أطاعوا أمر مرشدهم ... إلا نميرا أطاعت أمر غاويها ) ( الظاعنين ولما يظعنوا أحدا ... والقائلون لمن دار نخليها ) وعلم النحو كعلم حديث نشأ للحاجة إلى وجود قواعد منهجية لترسيخ اللغة العربية في عقول الناشئين وفي عقول الجاهلين باللغة العربية ولم يأت لمقارنتة بالقرأن الكريم . اقتباس: فلماذا ينصب البرّ بعد ليس في الأولى 177 و يرفعها في الثانية 189 ؟مادامت عائشة قد قالت ذلك فلماذا لم يصلح الكتاب خطأهم ؟ أما البر فتنصب لأحد سببين : 1 ـ أن تكون جملة " أن تولو وجوهكم" في محل رفع اسم ليس ، والبر خبرها مقدم ، مثل قوله تعالى : " فما كان جوابَ قومه" " .. قوله تعالى ليس البر يقرأ برفع الراء فيكون (أن تولوا) خبر ليس وقوي ذلك لأن الأصل تقديم الفاعل على المفعول ويقرأ بالنصب على أنه خبر ليس وأن تولوا اسمها وقوي ذلك عند من قرأ به لأن أن تولوا أعرف من البر إذ كان كالمضمر في أنه لا يوصف والبر يوصف ومن هنا قويت القرأة بالنصب في قوله فما كان جواب قومه قبل المشرق ظرف ولكن البر يقرأ بتشديد النون ونصب البر وبتخفيف النون ورفع البر على الابتداء" (التبيان في اعراب القرأن) " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ " البقرة 189 ".. ولا اختلاف في رفع البر هنا لأن خبر ليس ( بأن تأتوا ) ولزم ذلك بدخول ( الباء فيه وليس ) ، كذلك ليس البر أن تولوا إذ لم يقترن بأحدهما ما يعينه اسما أو خبرا.."( نفس المصدر) "..وأما قوله وليس البر بأن تأتوا فلا يجوز في البر إلا الرفع لدخول الباء في الخبر"( مشكل إعراب القرأن) فما دامت الباء دخلت في الجملة فيلزم أن تكون "بأن تأتوا" خبر . ولا يمكن أن نقول : ليس بأن تأتوا البيوت من ظهورها بر. لكن يمكن أن نقول : ليس أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب بر. وإن اعترضت في هذه النقطة فأتِ بأية تخالفها. " ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله : قرأ حمزة وحفص ليس البر أن تولوا نصبا وقرأ الباقون بالرفع فمن نصب جعل أن مع صلتها الاسم فيكون المعنى ليس توليتكم وجوهكم قبل المشرق والمغرب البر كله ومن رفع فالمعنى البر كله توليتكم فيكون البر اسم ليس ويكون أن تولوا الخبر وحجتهم قراءة أبي ليس البر بأن تولوا ألا ترى كيف أدخل الباء على الخبر والباء لا تدخل في اسم ليس إنما تدخل في خبرها قرأ نافع وابن عامر ولكن خفيفة البر رفعا وقرأ الباقون ولكن البر بالتشد والنصب اعلم أنك إذا شددت لكن نصبت البر ب لكن وإذا خففت رفعت البر وكسرت النون لالتقاء الساكنين" ( حجة القراءات ) بالمناسبة : هل تعلم أنه يجوز أن ترفع البر في " ولكن البرَ من أمن " ؟.. لماذا؟ لأننا يمكن أن نقرأها في رواية أخرى "لكنٍ البرُ " فتكون لكنِ بكسر النون دون تشديدها ، وتكون البر مبتدأ لجملة مستقلة عنها. اقتباس: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ " المائدة 69ا لرفع يجوز لعدة أوجه : 1 ـ أنها مبتدأ محذوف الخبر تقديره أيضاً أو كذلك مثل قولنا : إن فلاناً وفلاناً ( وسعيدُ منهم ) وفلاناً لا يحزنون ، ميزنا سعيداً لسبب معين ، وقد ميز كلمة الصابئين لبيان حكم خاص فيهم مثل الجزية . 2 ـ معطوف على ( محل إنِّ ) مثل قولنا : إن سعيداً لا يحزن ، فجملة ( إن سعيداً ) في محل رفع مبتدأ ، وبقية الكلام في محل رفع خبرها . 3 ـ معطوف على واو الجماعة ( فاعل ) في كلمة هادوا. مثل قولنا : إن الذين صلوا والذين صاموا والفاطرون في رمضان حسابهم عند الله ، مثل صاموا وأبوهم ( صاموا هم وأبوهم ) أو صام سعيد وأخوه . 4 ـ إنِّ بمعنى نعم بفتح الميم بمعن المدح ، الذين أمنوا وما بعده في موضع رفع . " .. أحدها أنه مبتدأ حذف خبره أي والصابئون كذلك الثاني أنه معطوف على محل إن مع اسمها فإن محلهما رفع بالابتداء الثالث أنه معطوف على الفاعل في هادوا الرابع أن إن بمعنى نعم ف الذين آمنوا وما بعده في موضع رفع والصابئون عطف عليه .."( الإتقان ) اقتباس: أكثر ما يستفزك هو التقدير ، وكأنهم يصححون لله ، أو يتممون ما فاته ذكره وسقط سهواً أثناء نزول الوحي ، وهو الذي يقول عن كتابه أنه كتابٌ أُحكمت آياته ثم فُصّلت ، فكيف يكون مُحكم وهو ناقص غير واضح مربك تضطرب فيه أقوال النحاة و أهل اللغة ؟؟!!!كلامك هذا يدل على المغالطة أو أن ثقافتك البلاغية والنحوية متدنية لأن معظم بلاغة العرب وحكمهم قائمة على الحذف وجوباً أو إيجازاً أو تلميحاً أو لأغراض المدح والهجاء أو لربط المعنى بمعنى أخر في سياق الحديث ، والتقدير الذي يمنع إظهاره الإيجاز أو غيره في نواحي البلاغة ، فلا يمكن أن تلوم رجلاً من العرب يقول : إذا كان سكوتك عن جهل فما حيلتي ؟ وتقول ما هذا الجاهل الذي يحذف الكلمات مثل : إذا كان سكوتك ناتج عن جهل فيك فما حيلتي نحوك ؟ ولا تنسى أنك تحاكم بعقلك المحدود رب العزة الذي خلق العقل والقلب واللسان وعلم الإنسان سائر علوم الفلسفة والمنطق واللغات بمختلف علومها ، وعلم النحو والإعراب جاء بعد القرأن ، ونشأ للحاجة إلى وضع قواعد يمكن أن تعين الناس في إدراك كلام العرب ، والمقدرة على حسن استخدام الكلمات والقدرة على التلاعب بمواضع الكلمات وحسن استخدامها للإبداع في التعبير . وإلى اللقاء في بقية مشاكلك اللغوية . ودمت بهداية الله . ـــــــــــــــــــــــ {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114 خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - الختيار - 11-27-2006 يا عزيزي تقول أن المقيمين معطوفة على الكاف في "إليك" فهل هذا معقول ؟؟ الآية تقول : "لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا" وحسب كلامك يكون تقدير الكلام : "لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَ إلى الْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا " يعني بالله عليك هل أنت مقتنع بهذا التخريج ؟ أم هو تخريج والسلام ؟ فأين نجد القرآن يخاطب محمد بجملة "بما أنزل إليك" ثم يعطف عليها حال أصحابه الذين يقيمون الصلاة أو يفعلون اي شيء آخر ؟!! طيب لماذا لم يخفض "المؤتون الزكاة" كذلك بعطفها على الكاف في "إليك" ؟؟ أم تراهم لم يكونوا يؤتون الزكاة أولئك الذين نزل القرآن إلى محمد نبيهم وإليهم والمقيمين الصلاة ؟!! أما التخريج الثاني والذي تقول فيه أنه معطوف منصوب على المدح ، فأقول لك ما قاله الطبري ، أن هذا لا يكون إلا بعد جملة تامة ، فكيف يكون منصوباً على المدح وخبر الراسخون متأخر عنه ؟!!! وكل الشواهد الشعرية التي أحضرتها تنصب على المدح بعد جملة تامة لا جملة يتأخر فيها الخبر عن المبتدأ . ونفس الشيء بالنسبة "للصابرين" و "الصابئون" . ونحن لا نعرف ما سبب خص المقيمين الصلاة أو الصابرين بالمدح دون بقية الصفات ؟ فهل إقامة الصلاة أهم من الإيمان بالله واليوم الآخر وما أثنزل إلى محمد و ما أنزل من قبله حتى يختص فاعلها بالمدح ؟ وهل الصابرون في البأساء والضراء أعظم من الموفين بعهدهم إذا عاهدوا حتى يخصهم بالمدح ؟ أي إذا كان هناك نصب على المدح ، فنرجو أن توضحوا لنا طبيعة هذا المدح ولماذا خص تلك الفئات بالمدح دون الأخرى . أما بالنسبة لقولك أن خبر ليس مقدم على اسمها ، فأنا أسألك هل يتقدم خبر ليس على اسمها ؟ ما شواهدك على ذلك ؟ تقول : ولا يمكن أن نقول : ليس بأن تأتوا البيوت من ظهورها بر. لكن يمكن أن نقول : ليس أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب بر. ما بالك نسيت المصادر !!! يمكنك أن تقول : ليس إتيانُكم البيوت من ظهورها البرَّ و ليس البرُّ إتيانَكم البيوت من ظهورها كذلك : ليس توليةُ وجوهكم قبل المشرق والمغرب البرَّ و ليس البرُّ توليةَ وجوهكم قبل المشرق والمغرب . في جميع الحالات يكون الاسم الأول مرفوع وهو اسم ليس و الثاني منصوب وهو خبرها . ولا أدري ما مبرر تقديم خبر ليس على اسمها ، وقد منعه الكثير من النحويين . تقول : "كلامك هذا يدل على المغالطة أو أن ثقافتك البلاغية والنحوية متدنية لأن معظم بلاغة العرب وحكمهم قائمة على الحذف وجوباً أو إيجازاً أو تلميحاً أو لأغراض المدح والهجاء أو لربط المعنى بمعنى أخر في سياق الحديث ، والتقدير الذي يمنع إظهاره الإيجاز أو غيره في نواحي البلاغة ،" يبدو أنه يستحيل وجود مداخلة لزميل مسلم تخلو من الشخصنة ! ما علينا على كل حال ، تقدير الكلام المحذوف يكون بقرائن تدل عليه ، لا بحس النية في كلام الخالق لأنه لا يدخله خطأ . فما الذي يجعلك تقول - كمن سبقك - بأن تقدير الآية "أخص المقيمين الصلاة" أو "أخص الصابرين" ؟؟؟ ما هي قرائن هذا التخصيص ؟؟؟ في الماضي لم يجرؤ أحد أن يقول أنه خطأ ، ولا يوجد أي مبرر للتقدير هنا ، ولكن الآن نحن نسألك : ما هو مبررك في تقدير التخصيص هنا ؟؟ نرجو أن لا يكون جوابك لأن القرآن هو كلام "رب العزة الذي خلق العقل والقلب واللسان وعلم الإنسان سائر علوم الفلسفة والمنطق واللغات بمختلف علومها " فهذا المنطق مرفوض عندنا تماماً . لماذا ؟ لأننا لا نؤمن أن هذا كلام رب العزة أبداً . وللحديث بقية . خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - العميد - 11-27-2006 الزميل الختيار تحية وبعد فإنك زعمت أن القراءات نتجت عن التصحيف لعدم وجود النقاط والتشكيل ، ثم عقبتُ على كلامك مستدلاً بأدلة منطقية باستحالة ذلك ، فلم تأخذ تعقيبي بعين الاعتبار ، ولم تناقش ما فيه ، بل قفزت بالقارئ - دون التفات إلى ما قلته لك حاشا إبداء استيائك من وصفنا لك بأنك ترمي الكلام دون حسبان – إلى اقتباس عن الحافظ بن حجر من الفتح ، فوقعت في ما تفر منه ( من الكلام دون حسبان ) . فالذي ننتظره منك هو أن تثبت أن القراءات نتجت بسبب عدم وجود التشكيل والنقاط ، فرحت لتنقل لنا من الفتح بعض ما روي من القراءات ! فما الذي تريد أن تقوله لنا ؟ أن القراءات فيها اختلاف ؟ فإن هذا نعلمه . أهكذا تثبت لنا زعمك ؟ عزيزي أذكرك مرة أخرى ، المفروض أن تثبت لنا أن القراءات حدثت بسبب عدم التنقيط والتشكيل ، ونقلك لبعض المرويات في القراءات لا يثبت ما تقول ، إذ أننا نجيبك بكل سهولة بأن هذه القراءات مصدرها الوحي ، ودليلنا النقل المتصل المسند الصحيح إلى رسول الله ، وهكذا يبقى كلامنا بسند وكلامك بلا دليل وحسبان . ثم يا عزيزي الكريم ، لو أردت أن يكون جوابك مبنياً على علم ودراسة ، فيجب أن تأتي إلى القراءات المعتمدة الثابتة لتحتج بها علينا ، لا أن تأتي إلى نقل عشوائي عن كتاب "الفتح" وأنت لا تدري ما تنقله هل هو ثابت أم غير ثابت ، وهل صحت هذه القراءة إلى قائلها أم لم تصح ، فليس كل ما روي من قراءات صحيح وثابت فانتبه ، وأقترح عليك - حتى توفر على نفسك عناء البحث وتحري الصحيح منها - أن ترجع إلى القراءات العشر وتقتبس منها لأنها ثابتة ومتواترة ، وهي موجودة على النت . وأخبرني - مشكوراً لا مأموراً - من أين أتيت بـ [QUOTE] [SIZE=4]( ويمشي ) تصبح (نُمسيهذه الـ " نمسي " - وبغض النظر عن صحة نقل هذه الرواية من عدمه - من أين أتيت بها ؟ وماذا يعني لك قول ابن حجر بصيغة التمريض ( وَنُقِلَ عن الحجاج ) ؟ ثم تقول ( نلاحظ كيف اختلف الرواة في اسم الصحابي صاحب الحادثة ، فمنهم منجعله عمر ومنهم من جعله عمرو ومنهم من جعله أبي بن كعب و منهم من جعله عبدالله بن مسعود) وخلاصة كلامك أن هذه حادثة واحدة ،ولكن الرواة تخبطوا فيها ، فمرة جعلوا عمراً بطل القصة ، ومرة ابن العاص ، ومرة أُبَيّ بن كعب ، ومرة ابن مسعود .. وما هذا إلا تسرعاً أو فرض أحكام تعسفية ، فإنك أيها الزميل تضيق واسعاً ، فإن القصة ليست واحدة ، بل وقائع متعددة ، فما حصل لعمر بن الخطاب وهشام بن حكيم رضي الله عنهما تكرر نظيره مع صحابة آخرين ، وهذا بديهي ، فكل صاحب قراءة لاحظ اختلاف آخرين عنه رجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليستوضح ، وهذا ما حصل . ثم إنه من الجائز أن تكون قصة عمرو بن العاص وأبي أو ابن مسعود وأبي ، أو ابن مسعود وعمرو حادثة واحدة ، فالرجل المبهم لا مانع أن يكون أحدهم . ودمت سالماً . العميد خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - ابن العرب - 11-28-2006 من بعد إذن الختيار العزيز، سؤال على الهامش: "لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَ إلى الْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا " هل يعني هذا القول أن التنزيل كان ينزل على محمد بن عبدالله وأيضا على المقيمين الصلاة؟! فهذايعني أن لمحمد شركاء في التنزيل وهو يبرر إذن أن عمر -وغيره- كان يقول شيئا، فنجده في اليوم الثاني على لسان محمد "تنزيلاً"؟! تحياتي القلبية خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - عبد التواب اسماعيل - 11-28-2006 اقتباس: فأين نجد القرآن يخاطب محمد بجملة "بما أنزل إليك" ثم يعطف عليها حال أصحابه الذين يقيمون الصلاة أو يفعلون اي شيء آخر ؟!!ما دمت تصف "المقيمين" بأنها حال إذن ما رأيك أن تقتنع بأنها منصوبة كونها ( حال ) ، مثل قوله تعالى : "وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ" لأن الوفاء بالعهد ينقضي بإتمامه ، أما الصبر ففيه الاستمرار. مثل قوله تعالى : " َمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ" ولا أخفي عليك أن هذا التفسير قد راودني منذ البداية إلا أني لم أسرده لأنه اجتهاد شخصي ، فإيتاء الزكاة ينقضي بأدائها بينما إقامة الصلاة تتطلب الصبر والاستمرار . اقتباس: لماذا لم يخفض "المؤتون الزكاة" كذلك بعطفها على الكاف في "إليك" ؟؟ أم تراهم لم يكونوا يؤتون الزكاة أولئك الذين نزل القرآن إلى محمد نبيهم وإليهم والمقيمين الصلاة ؟!!كانوا يؤتون الزكاة ( يدفعونها جبراً للدولة ) ولكن الذين أوتوا الكتاب من اليهود والنصارى يدفعون أيضاً الجزية ، وهو ما يجعلهم متساوون في الحقوق والواجبات مع المسلمين ، فميز المقيمين الصلاة . اقتباس: وكل الشواهد الشعرية التي أحضرتها تنصب على المدح بعد جملة تامة لا جملة يتأخر فيها الخبر عن المبتدأ .فهمت ، أنت تقصد أن الأية تتحدث عن فريقين : " لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ" ، " وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا" وتتساءل حول تمييز المقيمين للصلاة ، فلا بأس أن نعتبر كلمة المقيمين ( حال منصوب ) كما شُرح سابقاً. اقتباس: تقول :دخل على المصدر الأول حرف الباء ، فصارت ( ليس بإتيانكم البيوت .. البرِّ ) فأصبح اسم ليس ( جار ومجرور) بينما في الأخرى ( ليس توليتكم الوجوه .. البرِّ ) وهذا أنسب في اللفظ وأصح . اقتباس: كذلك :نعم ، يجوز أن تجعلها إسم لليس ويجوز أن تعتبرها خبراً لها دون أن يتغير المعنى ، لكن الأفضل أن تجعل المصدر هو الإسم لأنه أظهر ( فيه توضيح وتفصيل ) كما شرح في مداخلتي سابقاً. اقتباس: على كل حال ، تقدير الكلام المحذوف يكون بقرائن تدل عليه ، لا بحس النية في كلام الخالق لأنه لا يدخله خطأ .لم أقصد في استشهادي السابق أن هناك كلام محذوف ، وإنما قصدت نصب الكلمة بالعطف على المرفوع دون الحاجة للحذف كما ورد في البيت الشعري الذي لا يتبين فيه أي حذف أو كلام مقدر . وقد أوردت عدة أراء في مداخلتي السابقة أرجوا أن تنال منك الاهتمام ، ودمت بهداية الله ، ــــــــــــــــــــ {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْماً }طه114 خواطر متنوعة حول القرآن و إعجازه و الإسلام - عبد التواب اسماعيل - 11-28-2006 المشكلة الثالثة : اقتباس: وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ " البقرة234وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ ( الخطاب للأحياء )، " فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ " ( الخطاب للأحياء) . أما الشرط (فَإِذَا بَلَغْنَ) فجوابـه (فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ) مثل : الذين يتزوجون فتيات وهن يدرسن فعليهن أن يكملن تعليمهن فإن أكملن فلهم أن ينجبوا منهن. من مات منكم وله زوجة ( تعتد زوجته فإذا بلغت عدتها) فلا يؤاخذ فيما فعلت من مات منكم فلا تؤاخذون بما فعلت زوجته بعد عدتها. المشكلة الرابعة : اقتباس:" وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ " البقرة 49يقتلون الأولاد والبنات في بطون أمهاتهن ( أو أمهاتهم ) أو خارجها ويستبقون النساء أحياء. المشكلة الخامسة : اقتباس: " زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَيَسْخَرُونَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ اتَّقَواْ فَوْقَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَاللّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ " البقرة 212لقد وجدت فصلاً كاملاً في كتاب ( الخصائص ) اسمه "فصل في الحمل على المعنى" جاء فيه : "اعلم أن هذا الشرج غور من العربية بعيد ومذهب نازح فسيح . قد ورد به القرآن وفصيح الكلام منثورا ومنظوما كتأنيث المذكر وتذكير المؤنث وتصور معنى الواحد في الجماعة .. " ".. وكذلك قوله تعالى : ( فمن جاءه موعِظة من ربه ) إنه أراد بالرحمة هنا المطر . ويجوز أن يكون التذكير هنا ( إنما هو ) لأجل فَعِيل على قوله : ( بأعينٍ أعداءٍ وهنّ صديق ... ) وقول ( . . . ولا عفراءُ منك قريب ... ) وعليه قول الحُطَيئة : ( ثلاثةُ أنفس وثلاث ذَوْد ... لقد جار الزمان على عيالى ) ذهب بالنفس إلى الإنسان فذكر وأما بيت الحكمى : ( ككمون النار في حجرِه ... ) فيكون على هذا لأنه ذهب إلى النور والضياء ويجوز أن تكون الهاء عائدة على الكمون أي في حجر الكمون . والأول أسبق في الصنعة إلى النفس .." " .. ومن تذكير المؤنت قوله : ( إنَّ امرأ غرَّه منكنّ واحدةٌ ... بعدى وبعدِك في الدنيا لمغرور ) لما فصل بين الفعل وفاعله حذف علامة التأنيث وإن كان تأنيثه حقيقا وعليه قولهم : حضر القاضي امرأة وقوله : ( لقد ولد الأخيطلَ أمُّ سَوْء ... على باب استها صُلُب وشام ) وأما قول جِرَان العود : ( ألا لا يغرّن امرأً نوفليّةٌ ... على الرأس بعدى أو ترائبُ وُضَّحُ ) فليست النوفلية هنا امرأة وإنما هي مشطة تعرف بالنوفلية فتذكير الفعل معها أحسن وتذكير المؤنث واسع جدا لأنه رد فرع إلى أصل . لكن تأنيث المذكر أذهب في التناكر والإغراب . وسنذكره وأما تأنيث المذكر فكقراءة من قرأ ( ( تلتقطه بعضُ السيارة ) وكقولهم : ما جاءت حاجتك وكقولهم : ذهبت بعضً أصابعه . أنث ذلك لما كان بعضُ السيارة سيارة في المعنى وبعض الأصابع إصبعا ولما كانت ( ما ) هي الحاجة في المعنى . وأنشدوا : ( أتهجر بيتا بالحجاز تلفَّعتْ ... به الخوفُ والأعداءُ من كلّ جانب ) ذهب بالخوف إلى المخافة . وقال لبيد : ( فمضى وقدّمها وكانت عادةً ... منه إذا هي عرَّدت إقدامُها ) إن شئت قلت : أنَّث الإقدام لما كان في معنى التقدمة . وإن شئت قلت : ذهب إلى تأنيث العادة كما ذهب إلى تأنيث الحاجة في قوله : ( ما جاءت حاجتك ) وقال : ( يأيها الراكب المزجى مطيته ... سائل بنى أَسَد ما هذه الصوتُ ) ذهب إلى تأنيث الاستغاثة . وحكى الأصمعي عن أبى عمرو أنه سمع رجلا من أهل اليمن يقول : فلان لغوب جاءته كتابى فاحتقرها ! فقلت له : أتقول : جاءته كتابى ! فقال نعم أليس بصحيفة ! قلت : فما اللغوب قال : الأحمق . وهذا في النثر كما ترى وقد علله وهذا مما قد ذكرناه ( فيما مضى من ) كتابنا هذا غير أنا أعدناه لقوته في معناه . وقال : ( لو كان في قلبى كقَدْرِ قُلاَمةٍ ... حبّا لغيركِ قد أتاها أرسلى ) كسر رسولا وهو مذكر على أرسل وهو من تكسير المؤنث كاتان وآتنُ وعناق وأعنق وعُقاب وأعقب لما كان الرسول هنا إنما يراد به المرأة لأنها في غالب الأمر مما يُستخدم في هذا الباب . وكذلك ما جاء عنهم من جناح وأجنح . قالوا : ذهب ( في التأنيث ) إلى الريشة وعليه قول عمر : ( فكان مِجَنِّى دون من كنتُ أتقَّى ... ثلاثُ شخوص : كاعبان ومعُصِرْ ) أنت الشخص لأنه أراد به المرأة . وقال الآخر : ( فإن كلابا هذه عشرُ أبطُن ... وأنت برئ من قبائلها العَشْر ) ذهب بالبطن إلى القبيلة وأبان ذلك بقوله : من قبائلها وأما قوله : ( كما شَرِقَتْ صَدْرُ القناة من الدم ... ) فإن شئت قلت : أنث لأنه أراد القناة وإن شئت قلت : إن صدر القناة قناة . وعليه قوله : ( مشين كما اهتزَّت رِماحٌ تسفَّهت ... أعالَيها مَرُّ الرياح النواسم ) وقول الآخر : ( لمّا أتى خبر الزُبيَر تواضعت ... سورُ المدينة والجبالُ الخُشَّع ) وقوله : ( طولُ الليالي أسرعت في نقضى ... ) وقوله : ( على قبضة موجوءةٍ ظهرُ كفه ... ) وقول الآخر : ( قد صرّح السيرُ عن كُتْمَانَ وابتُذِلَتْ ... وَقْعُ المَحَاجن بالمَهْريَّة الذُقُن ) وأما قول بعضهم : صرعتني بعير لى فليس عن ضرورة لأن البعير يقع على الجمل والناقة قال : ( لا تشربا لبن البعير وعندنا ... عَرَقُ الزجاجة واكف المعصار ) وقال عز اسمه : ( ومن تَقْنُتْ منكُنَّ لله ورسوله ) لأنه أراد : امرأة.." ( من كتاب الخصائص ) وكم أتمنى أن تأتي يوما وتقول : لقد وجدت يا أحبتي حلاً للمشكلة الفلانية وهو : .....، انصافاً وتجرداً من أجل العلم . ودمت بهداية الله ، وإلى اللقاء . ــــــــــــــــــ تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ{252}البقرة |