حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
من يثبت لى نبوة محمد ؟ - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار اللاديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=63) +--- الموضوع: من يثبت لى نبوة محمد ؟ (/showthread.php?tid=33065) |
من يثبت لى نبوة محمد ؟ - قعقاع - 12-06-2004 Xeniades: ليس من العقل مناقشتك في الإسلام وأنت كافر بوجود الله أصلا! كلامك لا معنى له، ووجودك في هذا الموضوع شيء مثير للدهشة! من يثبت لى نبوة محمد ؟ - Alcon - 12-06-2004 قعقاع كل ما ارجوه منك ان لا تلغي الأخر بطرحك.. فان كنت مؤمنا بالاسلام، فاظن ان ايمانك فيه سيدعوك بطريق اولى الى اعطاء الأخر في العقيدة المقابلة للاسلام حقه.... الم يقل القرآن (ولا تبخسوا الناس اشياءهم) (بالواقع هذا التنويه هو الذي اردت ايصاله الى جانبك الكريم من خلال مداخلتي) واسجل لك تحياتي القلبية على ردك المحترم.. وارجو ان تقبل اعتذاري ان كان في مقاربتي لما ذكرت نوع من الحدة.. واقبل مني :wr: من يثبت لى نبوة محمد ؟ - قعقاع - 12-07-2004 المسألة يا عزيزي مسألة تفكير علمي: أنت ملحد.. هذا يعني أنك ترى كلّ الرسل كاذبين، وكلّ المعجزات مفتعلة، وكلّ الاخبار كاذبة.. ما الجديد الذي ستقدمه لنا هنا؟! إنّ النقاش الذي يجب أن تخوض فيه هو: كيف جئت إلى هذا العالم.. عندما تجيب هذا السؤال سنناقشك بعد ذلك في النقاط التالية.. لعلك تتابع النقاشات الدائرة حول خرافة داروين عن التطور، والتي دحضها العلم بطرق لا تحصى! السؤال الآن هو: كيف جاء الإنسان إلى الوجود؟ عندما تعرف الإجابة، فسأثبت لك نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. من يثبت لى نبوة محمد ؟ - Alcon - 12-07-2004 حسنا يا قعقاع.. لا بأس من شئ من (الدردشة) معك هنا.. فقد مضى علي زمن لم اشترك معك فيه بحوار.. - هذا بالطبع بعد اذن صاحب الموضوع- .. فلنأخذ كلامك نقطة نقطة... اقتباس: المسألة يا عزيزي مسألة تفكير علمي: هل لي ان اعكس سؤالك بطريقة اخرى... "نحن المتدينون نختلف حول مسألة تدور في مجرة غير التي تعيش فيها... فما لك ومال هذه المسألة التي تحتاج منك لقطع ملايين السنين الضوئية كي تبحث بها؟" هل هذا ما تقصده يا عزيزي؟ قعقاع لا بأس ان الفتك الى امر... انني من اسرة متدينة بل ويصح وصفها - بعرفكم كمسلمين - ملتزمة دينيا... الامر الذي وفر لي نشئة دينية اسلامية.. (اعتذر اذ اتكلم عن نفسي ... ولكنني اشعر القعقاع على كثرة جدالاتنا وخصاماتنا قريب من قلبي... فاسلوبه الحاد .. وتمسكه الدائم بما يراه حق.. بثير اعجابي ولا انكر عليه هذا... لذا فانني اعتبر نفسي ادردش مع القعقاع .. لاصل معه الى نتيجة معينة) بهذا اعود من منطقك هذا لاسأل : لما انت في هذا المنتدى الذي هو بغالبية اعضائه من الملاحدة والزنادقة واللادينيين.. جوابك حينها قد يكون : سعيا للدفاع عن ديني .. او سعيا لهدايتهم .. او كلا الامرين .. او شئ آخر .. اسألك حينها : تدافع عن عقيدتك .. حسن .. هذا حقك .. تهديهم .. ايضا هذا حقك .. اذن انت مؤمن بدين وتمارس حقك الطبيعي في الدفاع عما تؤمن به، وفي دعوة الناس اليه .. حسن، فما قولك بمن يعتبر دينك باطل .. ويسعى بعمله وفكره الى الدفاع عما يعتقد انه صواب، ويعمل على اقناع الناس بزيف الدين الذي تتبع .. اليس هو كمثلك انما مع تبدل الادوار، والمنطلقات؟.. بالله عليك كيف تظن بانني الحدت؟ .. فانا على ما ذكرت لك ولدت لابوين مسلمين مؤمنين، ومازالا كذلك ... هل يمكن ان تعتبر ان الحادي نتج عن مقدمات خاطئة في فهك الدين.. اعترف لك انك على صواب من وجهة نظرك .. لكن انا من وجهة نظري على صواب ايضا.. فمقدمات تدينك الذي لا تزال قائما عليه، لم تكن كمقدمات تديني الذي تركت.. ومقدمات تدينك التي لا زلت عليه، ليست كمقدمات تدين من يختلف مع في المذهب ويشترك معك في الاسلام، ولا يزال على تدينه.. وان اردت مزيدا من التفصيل اكثر، لوجدت ان مقدمات التدين قد تختلف جتى بين شخص واخر، بحيث يصبح كل فرد له مقدمات تدين خاصة به.. هل لهذا دخالة في طبيعة المذهب التي يتبع المرء.. ربما.. لكنني لا اريد الحديث الان الى الخلافات ما بين السنة والشيعة، الى غير ذلك .. (الا ان اصررت).. اما عن الجديد.. فالرجل صديقنا كان يسأل -آخذه هنا على سبيل المثال لا الحصر- عن اثبات لنبوة محمد.. فسارعت انت ومن يرى رأيك لاثباتها له بكافة الطرق المتمكن منها.. جيد .. حقكم .. واكبر فيكم هذا المستوى من البعد الرسالي الذي تنعمون به .. ولكن كيف لك ان تهضمني حقي في ان اثبت له ايضا ان محمد - بحسب ما ذكرت انت - كاذب ومعاجزه كما غيره ممن تزعمون انهم انبياء مفتعلة .. هل لمجرد انني الحدت وجب علي البحث ان كان الله موجودا ام لا.. من اين هذا الالزام ومن يفرضه ؟ هل هو الله ؟ ان كان هو فهذا امر لا يعنيني ، وان كان يعنيك .. فانت تؤمن بوجوده بعكسي .. اما مسألة التطور الدارونية، نعم ايها الصديق (لا اعلم ان تسمح لي بتسميتك صديقا.. فلعلني عدو محارب بعرفك.. ولا يصح منك الا الشدة مع امثالي على ما ورد في القران (محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم) ... فلكم من مؤمن قد قرأها ولم يلحد.. وبالتالي كم من ملحد لم يقرأها ولم يؤمن.. هل باتت هي دستورا للالحاد.. ماذا تفسر ظاهرة الزندقة في التاريخ الاسلامي فيما قبل مئات السنين من ولادة صديقك دارون؟ عزيزي ان الادلة والبراهين غالبا وبحسب التجربة تأتي بواقعها، لاحقة للانتماء اكثر مما هي فاعلة فيه.. وهذا يمكن لمسه بشئ من الملاحظة.. وهو غير محتاج بذاته لدليل.. اقتباس:السؤال الآن هو: السؤال الاول الذي اطرحه عليك.. لماذا تعتبر انني اهتم؟ ثم الا تظن ايها العزيز ان بمقدوري هنا ممارسة نفس لعبتك عليك فيما ذكرته هناك تحت عنوان ".... اثبت وجودك انت".. (عذرا فلا اذكر عنوان الموضوع كاملا) ... نعم اعترف لك ان الاسلام فيه حض على النظر ذات اليمين وذات الشمال في سبيل الانتهاء للايمان بوجود خالق.. ويمكن ان تأتيني عليه بالكثير من الايات التي منها ما زلت اذكر زمنها ما قد نسيت .. للاسف .. ولكن هلا تفضلت وسالت نفسك يوما ما على من اتى محمد بمثل هذه الايات؟ الا ترى فيها نوع من المراعاة لطبيعة عقل العربي في ذلك الحين.. اتعلم كيف كان ذهن العربي في ذلك الزمن.. هل كان لديه تلك القدرة من التحليل والملاحظة التي تتحفنا فيها غالبا انت واصدقاؤك زغلول النجار وهارون؟ صديقي اتى القران بخاطب ذهنية جامدة تفريرية بسيطة متأثرة بالبداوة.. وبعيدة في الغالب عن التحضر والتحليل والتركيب.. فهل يصح ان نحمل على الشئ اكثر من مقتضاه .. لا اريد الان الدخول في شواهد تاريخية فقد مللت الكتابة الان ... ساتوقف عن الكلام .. بانتظار ردك .. اقتباس:عندما تعرف الإجابة، فسأثبت لك نبوة محمد صلى الله عليه وسلم.[/QUOTE] اؤجل الحديث بهذه النقطة الى ما بعد ردك.. او الى الغد .. لا اعلم .. شكرا قعقاع من يثبت لى نبوة محمد ؟ - قعقاع - 12-07-2004 مرة أخرى أذكرك بأني أحب التفكير المنظم.. أنت لا تؤمن بوجود الله.. عليك غذن أن تخبرني كيف ظهرت البقرة للوجود! إذا لم تقدم لي أي تفسير مقبول علميا، فلا داعي للخوض معك في أي جدل، فهذا عبث لا قيمة له! كيف تريد بناء العمارة من الدور العشرين؟! من يثبت لى نبوة محمد ؟ - Alcon - 12-07-2004 لما اخبرك بكيفية خروج التيس او البقرة الى الوجود؟ ما الذي يلزمني انت حر اقتنع بالطريقة التي تراها مناسبة لك ... وحينها يكون الحق .... كل الحق معك ... طبعا من وجهة نظرك ... فما شأني في هذه التفصيلة بك .. ثم ايها العزيز القعقاع، هل ترى من المناسب او من الادب ان تقرن في سياق حديثك عن اثبات وجود الله وجود البقرة؟ ... كلا هذه لا اقبلها منك .. ثم هلا تفضلت بمراعاة سذاجتي هنا .. وشرحت لي ماهية التفكير المنتظم وكيفيته .. دمت بخير من يثبت لى نبوة محمد ؟ - Alcon - 12-08-2004 العزيز القعقاع..(f) اعتذر عن المتابعة .. واعتذر على ازعاجك ... كما واعتذر عن التوقف عن ازعاجك .. دمت بخير .. من يثبت لى نبوة محمد ؟ - قعقاع - 12-08-2004 لا عليك من إزعاجي.. كما لا عليك من كيفية تقديسنا لله الذي لا تؤمن به.. إنّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها.. فكلها مخلوقاته، وكلها تثبت حكمته وعلمه الأزلي.. ولك الحق ألا تجيب عن أسئلتي.. ولكنّ الإنسان الذي لا يعرف الإجابات لا حقّ له في أن يحكم على الآخربن! لهذا قلت لك بوضوح منذ البداية: أنا مندهش من وجودك هنا! هذا يوضح لك كيف يجعلك التفكير العلمي المنطقي تتوقّع النهايات من بداياتها، والبدايات من نهاياتها! من يثبت لى نبوة محمد ؟ - على نور - 12-09-2004 الزميل القلم الحر: تحية طيبة اما بعد : اسمح لى محاورتك فى كلامك الاخير فانت تفضلت بالقول: ............ بصراحة لم اجد فى القران اى اعجاز لا بيانى و لا علمى . ............ الجواب: مع كامل احترامى لرايك الخاص الا اننى الفت انتباهك بانه لا يحق لك و لا لى تقرير الاعجاز البيانى فى القرانى من عدمه الا بعد ان يبين لنا من يكون هو من اهل البيان و هل يعتبر من اساطين البيان و الادب و الفصاحة العربية ؟؟؟؟ عزيزى القلم الحر هل يوجد مختص بعلم البيان و خصائص اللغة العربية و فصاحتها يصرح بان البيان القرانى غير اعجازى ؟؟؟؟ و بغض النظر عن دينه الذى يدين به ؟؟؟ فان كان اساطين الفصاحة و البيان فى كل العصور اعلنوا عجزهم و انبهارهم و طاطؤوا رؤوسهم لفصاحة و بيان القران , بل جعلوا منه منهلا ينهلوا منه لزيادة فصاحتهم و بيانهم فهل يعقل يا عزيزى ان ناتى انا و انت لنقول بعكس قولهم , هل هذا منطق سليم ؟؟؟ انت لا ترى الاعجاز البيانى لضعفك فى البيان و الفصاحة , لا لعدم وجود ذلك فى القران . مثل للتوضيح : ايعقل ان يحكم رجل عادى غير دارس للطب بل مجرد قارئ للمجلات الطبية على مرجع طبى بانه غير صالح ؟؟؟؟؟ ان قال جميع اساتذة الطب بان هذا المرجع يمكن الاعتماد عليه فهل يجوز للرجل العادى ان يقول: قرات المرجع و لم اجد فيه اى فن طبى . فارجو ان تتامل يا عزيزى . تفضلت بالقول: ......... و هو موقف اتخذته حتى من قبل ان اترك الاسلام و كنت استدل وقتها على نبوة محمد بنصوص الكتاب المقدس التى كنت اظنهاتقصده ,اما اعجاز القران فحقيقة لم اجد فيه اى اعجاز حتى اننى كنت افسر النصوص التى يتحدى فيها القران الناس ان ياتوا بمثله بتفسير عجيب لم اجد بدا منه , و هو ان المقصود بهاليس ان ياتوا بحديث مثله يؤلفونه من عندهم ,بل المقصود ان ياتوا بكتاب مثله من عند الله و هو تحدى عجيب لكن قد تحداهم القران بذلك بالفعل فى قوله :""قلْ : فأتوا بكتاب من عند الله هو أهدى منهما أتّبعْه ، إن كنتم صادقين" (القصص 49) اما ان يطالبهم بان يؤلفوا من عندهم حديث مثله فلا شك عندى انهم قادرون على ذلك ,بل فى نصوص الادب العربى نصوص اراها ابلغ و اروع من كثير من ايات القران . و هذا ما اقر به علماء المسلمين الذين فسروا اعجاز القران بانه يتمثل فى الصرفة ليس اكثر ,و منهم علماء شيعة كبار كالشيخ المفيد و الشريف المرتضى و اقر هؤلاء بان الناس قادرة على الاتيان بمثل القران لو ان الله لم يمنعهم من ذلك جبرا ......... الجواب: يا عزيزى انت لجات الى اية واحدة وتغاضيت عن ايات اخر كثيرة تحدى القران بها ان يجتمع الجميع و ياتوا بعشر سور من مثله . اما الصرف الذى تتحدث عنه فهو الصرف عن معارضة القران , و الفصاحة التى قدمها القران ليست فصاحة اعجمية بل عربية فمن كان فصيحا فعنده من مخزون الكلمات و العبارات ما يمكنه من قبول التحدى , اذ التحدى يتطلب التكافؤ . و القران لم يستخدم لغة غريبة بل لغتهم التى كانوا يفتخرون بفصاحتها و قدراتهم اللغوية , و لكن الله عز وجل بفصاحة القران صرفهم عن معارضة القران . و ادعو القارئ الكريم ليتابع معى طبيعة اعجاز القران من تفسير الميزان للامام السيد الطباطبائى كرم الله نفسه الزكية : قوله تعالى : وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ و قوله تعالى: فأتوا بسورة من مثله أمر تعجيزي لإبانة إعجاز القرآن، و أنه كتاب منزل من عند الله لا ريب فيه، إعجازا باقيا بمر الدهور و توالي القرون و قد تكرر في كلامه تعالى: «هذا التعجيز كقوله تعالى قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا»: هود - 13. و على هذا فالضمير في مثله عائد إلى قوله تعالى: مما نزلنا، و يكون تعجيزا بالقرآن نفسه و بداعة أسلوبه و بيانه. و يمكن أن يكون الضمير راجعا إلى قوله: عبدنا، فيكون تعجيزا بالقرآن من حيث إن الذي جاء به رجل أمي لم يتعلم من معلم و لم يتلق شيئا من هذه المعارف الغالية العالية و البيانات البديعة المتقنة من أحد من الناس فيكون الآية في مساق قوله تعالى: قل لو شاء الله ما تلوته عليكم و لا أدريكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أ فلا تعقلون»: يونس - 16، و قد ورد التفسيران معا في بعض الأخبار. و اعلم: أن هذه الآية كنظائرها تعطي إعجاز أقصر سورة من القرآن كسورة الكوثر و سورة العصر مثلا، و ما ربما يحتمل من رجوع ضمير مثله إلى نفس السورة كسورة البقرة أو سورة يونس مثلا يأباه الفهم المستأنس بأساليب الكلام إذ من يرمي القرآن بأنه افتراء على الله تعالى إنما يرميه جميعا و لا يخصص قوله ذاك بسورة دون سورة، فلا معنى لرده بالتحدي بسورة البقرة أو بسورة يونس لرجوع المعنى حينئذ إلى مثل قولنا: و إن كنتم في ريب من سورة الكوثر أو الإخلاص مثلا فأتوا بسورة مثل سورة يونس و هو بين الاستهجان هذا. الإعجاز و ماهيته اعلم: أن دعوى القرآن أنها آية معجزة بهذا التحدي الذي أبدتها هذه الآية تنحل بحسب الحقيقة إلى دعويين، و هما دعوى ثبوت أصل الإعجاز و خرق العادة الجارية. فالقرآن يشدق في بيان الأمر من جهتين. الأولى: أن الإعجاز ثابت و من مصاديقه القرآن المثبت لأصل الإعجاز و لكونه منه بالتحدي. الثانية: أنه ما هو حقيقة الإعجاز و كيف يقع في الطبيعة أمر يخرق عادتها و ينقض كليتها. إعجاز القرآن لا ريب في أن القرآن يتحدى بالإعجاز في آيات كثيرة مختلفة مكية و مدنية تدل جميعها على أن القرآن آية معجزة خارقة حتى أن الآية السابقة أعني قوله تعالى: «و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله» الآية، أي من مثل النبي « (صلى الله عليه وآله وسلم)» استدلال على كون القرآن معجزة بالتحدي على إتيان سورة نظيرة سورة من مثل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، لا أنه استدلال على النبوة مستقيما و بلا واسطة، و الدليل عليه قوله تعالى في أولها: «و إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا» و لم يقل و إن كنتم في ريب من رسالة عبدنا، فجميع التحديات الواقعة في القرآن نحو استدلال على كون القرآن معجزة خارقة من عند الله، و الآيات المشتملة على التحدي مختلفة في العموم و الخصوص و من أعمها تحديا قوله تعالى: «قل لئن اجتمعت الإنس و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا»: الإسراء - 88، و الآية مكية و فيها من عموم التحدي ما لا يرتاب فيه ذو مسكة. فلو كان التحدي ببلاغة بيان القرآن و جزالة أسلوبه فقط لم يتعد التحدي قوما خاصا و هم العرب العرباء من الجاهليين و المخضرمين قبل اختلاط اللسان و فساده، و قد قرع بالآية أسماع الإنس و الجن. و كذا غير البلاغة و الجزالة من كل صفة خاصة اشتمل عليها القرآن كالمعارف الحقيقية و الأخلاق الفاضلة و الأحكام التشريعية و الأخبار المغيبة و معارف أخرى لم يكشف البشر حين النزول عن وجهها النقاب إلى غير ذلك، كل واحد منها مما يعرفه بعض الثقلين دون جميعهم، فإطلاق التحدي على الثقلين ليس إلا في جميع ما يمكن فيه التفاضل في الصفات. فالقرآن آية للبليغ في بلاغته و فصاحته، و للحكيم في حكمته، و للعالم في علمه و للاجتماعي في اجتماعه، و للمقننين في تقنينهم و للسياسيين في سياستهم، و للحكام في حكومتهم، و لجميع العالمين فيما لا ينالونه جميعا كالغيب و الاختلاف في الحكم و العلم، و البيان. و من هنا يظهر أن القرآن يدعي عموم إعجازه من جميع الجهات من حيث كونه إعجازا لكل فرد من الإنس و الجن من عامة أو خاصة أو عالم أو جاهل أو رجل أو امرأة أو فاضل بارع في فضله أو مفضول إذا كان ذا لب يشعر بالقول، فإن الإنسان مفطور على الشعور بالفضيلة و إدراك الزيادة و النقيصة فيها، فلكل إنسان أن يتأمل ما يعرفه من الفضيلة في نفسه أو في غيره من أهله ثم يقيس ما أدركه منها إلى ما يشتمل عليه القرآن فيقضي بالحق و النصفة، فهل يتأتى القوة البشرية أن يختلق معارف إلهية مبرهنة تقابل ما أتى به القرآن و تماثله في الحقيقة؟ و هل يمكنها أن تأتي بأخلاق مبنية على أساس الحقائق تعادل ما أتى به القرآن في الصفاء و الفضيلة؟ و هل يمكنها أن يشرع أحكاما تامة فقهية تحصي جميع أعمال البشر من غير اختلاف يؤدي إلى التناقض مع حفظ روح التوحيد و كلمة التقوى في كل حكم و نتيجته، و سريان الطهارة في أصله و فرعه؟ و هل يمكن أن يصدر هذا الإحصاء العجيب و الإتقان الغريب من رجل أمي لم يترب إلا في حجر قوم حظهم من الإنسانية على مزاياها التي لا تحصى و كمالاتها التي لا تغيا أن يرتزقوا بالغارات و الغزوات و نهب الأموال و أن يئدوا البنات و يقتلوا الأولاد خشية إملاق و يفتخروا بالآباء و ينكحوا الأمهات و يتباهوا بالفجور و يذموا العلم و يتظاهروا بالجهل و هم على أنفتهم و حميتهم الكاذبة أذلاء لكل مستذل و خطفة لكل خاطف فيوما لليمن و يوما للحبشة و يوما للروم و يوما للفرس؟ فهذا حال عرب الحجاز في الجاهلية. و هل يجتري عاقل على أن يأتي بكتاب يدعيه هدى للعالمين ثم يودعه أخبارا في الغيب مما مضى و يستقبل و فيمن خلت من الأمم و فيمن سيقدم منهم لا بالواحد و الاثنين في أبواب مختلفة من القصص و الملاحم و المغيبات المستقبلة ثم لا يتخلف شيء منها عن صراط الصدق؟. و هل يتمكن إنسان و هو أحد أجزاء نشأة الطبيعة المادية و الدار دار التحول و التكامل أن يداخل في كل شأن من شئون العالم الإنساني و يلقي إلى الدنيا معارف و علوما و قوانين و حكما و مواعظ و أمثالا و قصصا في كل ما دق و جل ثم لا يختلف حاله في شيء منها في الكمال و النقص و هي متدرجة الوجود متفرقة الإلقاء و فيها ما ظهر ثم تكرر و فيها فروع متفرعة على أصولها؟ هذا مع ما نراه أن كل إنسان لا يبقى من حيث كمال العمل و نقصه على حال واحدة. فالإنسان اللبيب القادر على تعقل هذه المعاني لا يشك في أن هذه المزايا الكلية و غيرها مما يشتمل عليه القرآن الشريف كلها فوق القوة البشرية و وراء الوسائل الطبيعية المادية و إن لم يقدر على ذلك فلم يضل في إنسانيته و لم ينس ما يحكم به وجدانه الفطري أن يراجع فيما لا يحسن اختباره و يجهل مأخذه إلى أهل الخبرة به. فإن قلت: ما الفائدة في توسعة التحدي إلى العامة و التعدي عن حومة الخاصة فإن العامة سريعة الانفعال للدعوة و الإجابة لكل صنيعة و قد خضعوا لأمثال الباب و البهاء و القادياني و المسيلمة على أن ما أتوا به و استدلوا عليه أشبه بالهجر و الهذيان منه بالكلام. قلت: هذا هو السبيل في عموم الإعجاز و الطريق الممكن في تمييز الكمال و التقدم في أمر يقع فيه التفاضل و السباق، فإن أفهام الناس مختلفة اختلافا ضروريا و الكمالات كذلك، و النتيجة الضرورية لهاتين المقدمتين أن يدرك صاحب الفهم العالي و النظر الصائب و يرجع من هو دون ذلك فهما و نظرا إلى صاحبه، و الفطرة حاكمة و الغريزة قاضية. و لا يقبل شيء مما يناله الإنسان بقواه المدركة و يبلغه فهمه العموم و الشمول لكل فرد في كل زمان و مكان بالوصول و البلوغ و البقاء إلا ما هو من سنخ العلم و المعرفة على الطريقة المذكورة، فإن كل ما فرض آية معجزة غير العلم و المعرفة فإنما هو موجود طبيعي أو حادث حسي محكوم بقوانين المادة محدود بالزمان و المكان فليس بمشهود إلا لبعض أفراد الإنسان دون بعض و لو فرض محالا أو كالمحال عمومه لكل فرد منه فإنما يمكن في مكان دون جميع الأمكنة، و لو فرض اتساعه لكل مكان لم يمكن اتساعه لجميع الأزمنة و الأوقات. فهذا ما تحدى به القرآن تحديا عاما لكل فرد في كل مكان في كل زمان. التحدي بمن أنزل عليه القرآن و قد تحدى بالنبي الأمي الذي جاء بالقرآن المعجز في لفظه و معناه، و لم يتعلم عند معلم و لم يترب عند مرب بقوله تعالى: «قل لو شاء الله ما تلوته عليكم و لا أدريكم به فقد لبثت فيكم عمرا من قبله أ فلا تعقلون»: يونس - 16، فقد كان (صلى الله عليه وآله وسلم) بينهم و هو أحدهم لا يتسامى في فضل و لا ينطق بعلم حتى لم يأت بشيء من شعر أو نثر نحوا من أربعين سنة و هو ثلثا عمره لا يحوز تقدما و لا يرد عظيمة من عظائم المعالي ثم أتى بما أتى به دفعة فأتى بما عجزت عنه فحولهم و كلت دونه ألسنة بلغائهم، ثم بثه في أقطار الأرض فلم يجترىء على معارضته معارض من عالم أو فاضل أو ذي لب و فطانة. و غاية ما أخذوه عليه: أنه سافر إلى الشام للتجارة فتعلم هذه القصص ممن هناك من الرهبان و لم يكن أسفاره إلى الشام إلا مع عمه أبي طالب قبل بلوغه و إلا مع ميسرة مولى خديجة و سنه يومئذ خمسة و عشرون و هو مع من يلازمه في ليله و نهاره، و لو فرض محالا ذلك فما هذه المعارف و العلوم؟ و من أين هذه الحكم و الحقائق؟ و ممن هذه البلاغة في البيان الذي خضعت له الرقاب و كلت دونه الألسن الفصاح؟. و ما أخذوه عليه أنه كان يقف على قين بمكة من أهل الروم كان يعمل السيوف و يبيعها فأنزل الله سبحانه: «و لقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي و هذا لسان عربي مبين»: النحل - 103. و ما قالوا عليه أنه يتعلم بعض ما يتعلم من سلمان الفارسي و هو من علماء الفرس عالم بالمذاهب و الأديان مع أن سلمان إنما آمن به في المدينة، و قد نزل أكثر القرآن بمكة و فيها من جميع المعارف الكلية و القصص ما نزلت منها بمدينة بل أزيد، فما الذي زاده إيمان سلمان و صحابته؟. على أن من قرأ العهدين و تأمل ما فيهما ثم رجع إلى ما قصه القرآن من تواريخ الأنبياء السالفين و أممهم رأى أن التاريخ غير التاريخ و القصة غير القصة، ففيهما عثرات و خطايا لأنبياء الله الصالحين تنبو الفطرة و تتنفر من أن تنسبها إلى المتعارف من صلحاء الناس و عقلائهم، و القرآن يبرئهم منها، و فيها أمور أخرى لا يتعلق بها معرفة حقيقية و لا فضيلة خلقية و لم يذكر القرآن منها إلا ما ينفع الناس في معارفهم و أخلاقهم و ترك الباقي و هو الأكثر. تحدي القرآن بالإخبار عن الغيب و قد تحدى بالإخبار عن الغيب بآيات كثيرة، منها إخباره بقصص الأنبياء السالفين و أممهم كقوله تعالى: «تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت و لا قومك من قبل هذا» الآية: هود - 49، و قوله تعالى بعد قصة يوسف: «ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك و ما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم و هم يمكرون»: يوسف - 102 و قوله تعالى في قصة مريم: «ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك و ما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم و ما كنت لديهم إذ يختصمون»: آل عمران - 44 و قوله تعالى: «ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون»: مريم - 34 إلى غير ذلك من الآيات. و منها الإخبار عن الحوادث المستقبلة كقوله تعالى: «غلبت الروم في أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين»: الروم - 2، 3، و قوله تعالى في رجوع النبي إلى مكة بعد الهجرة: «إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد»: القصص - 85، و قوله تعالى «لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم و مقصرين لا تخافون» الآية: الفتح - 27، و قوله تعالى: «سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم»: الفتح - 15، و قوله تعالى: «و الله يعصمك من الناس»: المائدة - 70، و قوله تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون»: الحجر - 9، و آيات أخر كثيرة في وعد المؤمنين و وعيد كفار مكة و مشركيها. و من هذا الباب آيات أخر في الملاحم نظير قوله تعالى: «و حرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون حتى إذا فتحت يأجوج و مأجوج و هم من كل حدب ينسلون و اقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين كفروا يا ويلنا قد كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين»: الأنبياء - 95، 97، و قوله تعالى: «وعد الله الذين آمنوا منكم و عملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض»: النور - 55، و قوله تعالى: «قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم»: الأنعام - 65، و من هذا الباب قوله تعالى: «و أرسلنا الرياح لواقح»: الحجر - 22، و قوله تعالى «و أنبتنا فيها من كل شيء موزون»: الحجر - 19، و قوله تعالى: «و الجبال أوتادا»: النبأ - 7، مما يبتني حقيقة القول فيها على حقائق علمية مجهولة عند النزول حتى اكتشف الغطاء عن وجهها بالأبحاث العلمية التي وفق الإنسان لها في هذه الأعصار. و من هذا الباب و هو من مختصات هذا التفسير الباحث عن آيات القرآن باستنطاق بعضها ببعض و استشهاد بعضها على بعض ما في سورة المائدة من قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه،» الآية: المائدة - 54 و ما في سورة يونس من قوله تعالى: «و لكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط إلى آخر الآيات»: يونس - 47، و ما في سورة الروم من قوله تعالى: «فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها» الآية: الروم - 30، إلى غير ذلك من الآيات التي تنبىء عن الحوادث العظيمة التي تستقبل الأمة الإسلامية أو الدنيا عامة بعد عهد نزول القرآن، و سنورد إن شاء الله تعالى طرفا منها في البحث عن سورة الإسراء. تحدى القرآن بعدم الاختلاف فيه و قد تحدى أيضا بعدم وجود الاختلاف فيه، قال تعالى: «أ فلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا»: النساء - 82، فإن من الضروري أن النشأة نشأة المادة و القانون الحاكم فيها قانون التحول و التكامل فما من موجود من الموجودات التي هي أجزاء هذا العالم إلا و هو متدرج الوجود متوجه من الضعف إلى القوة و من النقص إلى الكمال في ذاته و جميع توابع ذاته و لواحقه من الأفعال و الآثار و من جملتها الإنسان الذي لا يزال يتحول و يتكامل في وجوده و أفعاله و آثاره التي منها آثاره التي يتوسل إليها بالفكر و الإدراك، فما من واحد منا إلا و هو يرى نفسه كل يوم أكمل من أمس و لا يزال يعثر في الحين الثاني على سقطات في أفعاله و عثرات في أقواله الصادرة منه في الحين الأول، هذا أمر لا ينكره من نفسه إنسان ذو شعور. و هذا الكتاب جاء به النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نجوما و قرأه على الناس قطعا قطعا في مدة ثلاث و عشرين سنة في أحوال مختلفة و شرائط متفاوتة في مكة و المدينة في الليل و النهار و الحضر و السفر و الحرب و السلم في يوم العسرة و في يوم الغلبة و يوم الأمن و يوم الخوف، و لإلقاء المعارف الإلهية و تعليم الأخلاق الفاضلة و تقنين الأحكام الدينية في جميع أبواب الحاجة، و لا يوجد فيه أدنى اختلاف في النظم المتشابه كتابا متشابها مثاني، و لم يقع في المعارف التي ألقاها و الأصول التي أعطاها اختلاف يتناقض بعضها مع بعض و تنافي شيء منها مع آخر، فالآية تفسر الآية و البعض يبين البعض و الجملة تصدق الجملة كما قال علي (عليه السلام): ينطق بعضه ببعض و يشهد بعضه على بعض: «نهج البلاغة». و لو كان من عند غير الله لاختلف النظم في الحسن و البهاء و القول في الشداقة و البلاغة و المعنى من حيث الفساد و الصحة و من حيث الإتقان و المتانة. فإن قلت: هذه مجرد دعوى لا تتكي على دليل و قد أخذ على القرآن مناقضات و إشكالات جمة ربما ألف فيه التأليفات، و هي إشكالات لفظية ترجع إلى قصوره في جهات البلاغة و مناقضات معنوية تعود إلى خطئه في آرائه و أنظاره و تعليماته، و قد أجاب عنها المسلمون بما لا يرجع في الحقيقة إلا إلى التأويلات التي يحترزها الكلام الجاري على سنن الاستقامة و ارتضاء الفطرة السليمة. قلت: ما أشير إليه من المناقضات و الإشكالات موجودة في كتب التفسير و غيرها مع أجوبتها و منها هذا الكتاب، فالإشكال أقرب إلى الدعوى الخالية عن البيان. و لا تكاد تجد في هذه المؤلفات التي ذكرها المستشكل شبهة أوردوها أو مناقضة أخذوها إلا و هي مذكورة في مسفورات المفسرين مع أجوبتها فأخذوا الإشكالات و جمعوها و رتبوها و تركوا الأجوبة و أهملوها، و نعم ما قيل: لو كانت عين الحب متهمة فعين البغض أولى بالتهمة. فإن قلت: فما تقول: في النسخ الواقع في القرآن و قد نص عليه القرآن نفسه في قوله: «ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها»: البقرة - 106 و قوله: «و إذا بدلنا آية مكان آية و الله أعلم بما ينزل»: النحل - 101، و هل النسخ إلا اختلاف في النظر لو سلمنا أنه ليس من قبيل المناقضة في القول؟. قلت: النسخ كما أنه ليس من المناقضة في القول و هو ظاهر كذلك ليس من قبيل الاختلاف في النظر و الحكم و إنما هو ناش من الاختلاف في المصداق من حيث قبوله انطباق الحكم يوما لوجود مصلحته فيه و عدم قبوله الانطباق يوما آخر لتبدل المصلحة من مصلحة أخرى توجب حكما آخر، و من أوضع الشهود على هذا أن الآيات المنسوخة الأحكام في القرآن مقترنة بقرائن لفظية تومىء إلى أن الحكم المذكور في الآية سينسخ كقوله تعالى: «و اللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفيهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا»: النساء - 14، انظر إلى التلويح الذي تعطيه الجملة الأخيرة، و كقوله تعالى: «ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا» إلى أن قال «فاعفوا و اصفحوا حتى يأتي الله بأمره»: البقرة - 109 حيث تمم الكلام بما يشعر بأن الحكم مؤجل. التحدي بالبلاغة و قد تحدى القرآن بالبلاغة كقوله تعالى: «أم يقولون افتريه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله و أن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون»: هود، 13، 14. و الآية مكية، و قوله تعالى: «أم يقولون افتريه قل فأتوا بسورة مثله و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما يأتهم تأويله»: يونس - 38، 39. و الآية أيضا مكية و فيها التحدي بالنظم و البلاغة فإن ذلك هو الشأن الظاهر من شئون العرب المخاطبين بالآيات يومئذ، فالتاريخ لا يرتاب أن العرب العرباء بلغت من البلاغة في الكلام مبلغا لم يذكره التاريخ لواحدة من الأمم المتقدمة عليهم و المتأخرة عنهم و وطئوا موطئا لم تطأه أقدام غيرهم في كمال البيان و جزالة النظم و وفاء اللفظ و رعاية المقام و سهولة المنطق. و قد تحدى عليهم القرآن بكل تحد ممكن مما يثير الحمية و يوقد نار الأنفة و العصبية. و حالهم في الغرور ببضاعتهم و الاستكبار عن الخضوع للغير في صناعتهم مما لا يرتاب فيه، و قد طالت مدة التحدي و تمادى زمان الاستنهاض فلم يجيبوه إلا بالتجافي و لم يزدهم إلا العجز و لم يكن منهم إلا الاستخفاء و الفرار، كما قال تعالى: «ألا إنهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه ألا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون و ما يعلنون»: هود - 5. و قد مضى من القرون و الأحقاب ما يبلغ أربعة عشر قرنا و لم يأت بما يناظره آت و لم يعارضه أحد بشيء إلا أخزى نفسه و افتضح في أمره. و قد ضبط النقل بعض هذه المعارضات و المناقشات، فهذا مسيلمة عارض سورة الفيل بقوله: «الفيل ما الفيل و ما أدريك ما الفيل له ذنب وبيل و خرطوم طويل» و في كلام له في الوحي يخاطب السجاح النبية «فنولجه فيكن إيلاجا، و نخرجه منكن إخراجا» فانظر إلى هذه الهذيانات و اعتبر، و هذه سورة عارض بها الفاتحة بعض النصارى «الحمد للرحمن. رب الأكوان الملك الديان. لك العبادة و بك المستعان اهدنا صراط الإيمان» إلى غير ذلك من التقولات. فإن قلت: ما معنى كون التأليف الكلامي بالغا إلى مرتبة معجزة للإنسان و وضع الكلام مما سمحت به قريحة الإنسان؟ فكيف يمكن أن يترشح من القريحة ما لا تحيط به و الفاعل أقوى من فعله و منشأ الأثر محيط بأثره؟ و بتقريب آخر الإنسان هو الذي جعل اللفظ علامة دالة على المعنى لضرورة الحاجة الاجتماعية إلى تفهيم الإنسان ما في ضميره لغيره فخاصة الكشف عن المعنى في اللفظ خاصة وضعية اعتبارية مجعولة للإنسان، و من المحال أن يتجاوز هذه الخاصة المترشحة عن قريحة الإنسان حد قريحته فتبلغ مبلغا لا تسعه طاقة القريحة، فمن المحال حينئذ أن يتحقق في اللفظ نوع من الكشف لا تحيط به القريحة و إلا كانت غير الدلالة الوضعية الاعتبارية، مضافا إلى أن التراكيب الكلامية لو فرض أن بينها تركيبا بالغا حد الإعجاز كان معناه أن كل معنى من المعاني المقصودة ذو تراكيب كلامية مختلفة في النقص و الكمال و البلاغة و غيرها، و بين تلك التراكيب تركيب هو أرقاها و أبلغها لا تسعها طاقة البشر، و هو التركيب المعجز، و لازمه أن يكون في كل معنى مطلوب تركيب واحد إعجازي، مع أن القرآن كثيرا ما يورد في المعنى الواحد بيانات مختلفة و تراكيب متفرقة، و هو في القصص واضح لا ينكر، و لو كانت تراكيبه معجزة لم يوجد منها في كل معنى مقصود إلا واحد لا غير. قلت: هاتان الشبهتان و ما شاكلهما هي الموجبة لجمع من الباحثين في إعجاز القرآن في بلاغته أن يقولوا بالصرف، و معنى الصرف أن الإتيان بمثل القرآن أو سور أو سورة واحدة منه محال على البشر لمكان آيات التحدي و ظهور العجز من أعداء القرآن منذ قرون، و لكن لا لكون التأليفات الكلامية التي فيها في نفسها خارجة عن طاقة الإنسان و فائقة على القوة البشرية، مع كون التأليفات جميعا أمثالا لنوع النظم الممكن للإنسان، بل لأن الله سبحانه يصرف الإنسان عن معارضتها و الإتيان بمثلها بالإرادة الإلهية الحاكمة على إرادة الإنسان حفظا لآية النبوة و وقاية لحمى الرسالة. و هذا قول فاسد لا ينطبق على ما يدل عليه آيات التحدي بظاهرها كقوله «قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين، فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله» الآية: هود - 13 14، فإن الجملة الأخيرة ظاهرة في أن الاستدلال بالتحدي إنما هو على كون القرآن نازلا لا كلاما تقوله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و أن نزوله إنما هو بعلم الله لا بإنزال الشياطين كما قال تعالى «أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين»: الطور - 34، و قوله تعالى: «و ما تنزلت به الشياطين و ما ينبغي لهم و ما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون»: الشعراء - 212، و الصرف الذي يقولون به إنما يدل على صدق الرسالة بوجود آية هي الصرف، لا على كون القرآن كلاما لله نازلا من عنده، و نظير هذه الآية الآية الأخرى، و هي قوله: «قل فأتوا بسورة مثله و ادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه و لما يأتهم تأويله» الآية: يونس - 39، فإنها ظاهرة في أن الذي يوجب استحالة إتيان البشر بمثل القرآن و ضعف قواهم و قوى كل من يعينهم على ذلك من تحمل هذا الشأن هو أن للقرآن تأويلا لم يحيطوا بعلمه فكذبوه، و لا يحيط به علما إلا الله فهو الذي يمنع المعارض عن أن يعارضه، لا أن الله سبحانه يصرفهم عن ذلك مع تمكنهم منه لو لا الصرف بإرادة من الله تعالى. و كذا قوله تعالى: «أ فلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا» الآية: النساء - 82، فإنه ظاهر في أن الذي يعجز الناس عن الإتيان بمثل القرآن إنما هو كونه في نفسه على صفة عدم الاختلاف لفظا و معنى و لا يسع لمخلوق أن يأتي بكلام غير مشتمل على الاختلاف، لا أن الله صرفهم عن مناقضته بإظهار الاختلاف الذي فيه هذا، فما ذكروه من أن إعجاز القرآن بالصرف كلام لا ينبغي الركون إليه. و أما الإشكال باستلزام الإعجاز من حيث البلاغة المحال، بتقريب أن البلاغة من صفات الكلام الموضوع و وضع الكلام من آثار القريحة الإنسانية فلا يمكن أن يبلغ من الكمال حدا لا تسعه طاقة القريحة و هو مع ذلك معلول لها لا لغيرها، فالجواب عنه أن الذي يستند من الكلام إلى قريحة الإنسان إنما هو كشف اللفظ المفرد عن معناه، و أما سرد الكلام و نضد الجمل بحيث يحاكي جمال المعنى المؤلف و هيئته على ما هو عليه في الذهن بطبعه حكاية تامة أو ناقصة و إراءة واضحة أو خفية، و كذا تنظيم الصورة العلمية في الذهن بحيث يوافق الواقع في جميع روابطه و مقدماته و مقارناته و لواحقه أو في كثير منها أو في بعضها دون بعض فإنما هو أمر لا يرجع إلى وضع الألفاظ بل إلى نوع مهارة في صناعة البيان و فن البلاغة تسمح به القريحة في سرد الألفاظ و نظم الأدوات اللفظية و نوع لطف في الذهن يحيط به القوة الذاهنة على الواقعة المحكية بأطرافها و لوازمها و متعلقاتها. فهاهنا جهات ثلاث يمكن أن تجتمع في الوجود أو تفترق فربما أحاط إنسان بلغة من اللغات فلا يشذ عن علمه لفظ لكنه لا يقدر على التهجي و التكلم، و ربما تمهر الإنسان في البيان و سرد الكلام لكن لا علم له بالمعارف و المطالب فيعجز عن التكلم فيها بكلام حافظ لجهات المعنى حاك لجمال صورته التي هو عليها في نفسه، و ربما تبحر الإنسان في سلسلة من المعارف و المعلومات و لطفت قريحته و رقت فطرته لكن لا يقدر على الإفصاح عن ما في ضميره، و عي عن حكاية ما يشاهده من جمال المعنى و منظره البهيج. فهذه أمور ثلاثة: أولها راجع إلى وضع الإنسان بقريحته الاجتماعية، و الثاني و الثالث راجعان إلى نوع من لطف القوة المدركة، و من البين أن إدراك القوى المدركة منا محدودة مقدرة لا نقدر على الإحاطة بتفاصيل الحوادث الخارجية و الأمور الواقعية بجميع روابطها، فلسنا على أمن من الخطإ قط في وقت من الأوقات، و مع ذلك فالاستكمال التدريجي الذي في وجودنا أيضا يوجب الاختلاف التدريجي في معلوماتنا أخذا من النقص إلى الكمال، فأي خطيب أشدق و أي شاعر مفلق فرضته لم يكن ما يأتيه في أول أمره موازنا لما تسمح به قريحته في أواخر أمره؟ فلو فرضنا كلاما إنسانيا أي كلام فرضناه لم يكن في مأمن من الخطإ لفرض عدم اطلاع متكلمه بجميع أجزاء الواقع و شرائطه أولا و لم يكن على حد كلامه السابق و لا على زنة كلامه اللاحق بل و لا أوله يساوي آخره و إن لم نشعر بذلك لدقة الأمر، لكن حكم التحول و التكامل عام ثانيا، و على هذا فلو عثرنا على كلام فصل لا هزل فيه و جد الهزل هو القول بغير علم محيط و لا اختلاف يعتريه لم يكن كلاما بشريا، و هو الذي يفيده القرآن بقوله: «أ فلا يتدبرون القرآن و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا» الآية: النساء - 82، و قوله تعالى: «و السماء ذات الرجع و الأرض ذات الصدع إنه لقول فصل و ما هو بالهزل:» الطارق - 14. انظر إلى موضع القسم بالسماء و الأرض المتغيرتين و المعنى المقسم به في عدم تغيره و اتكائه على حقيقة ثابتة هي تأويله و سيأتي ما يراد في القرآن من لفظ التأويل، و قوله تعالى: «بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ»: البروج - 22، و قوله تعالى: «و الكتاب المبين، إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون، و إنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم»: الزخرف - 4. و قوله تعالى: «فلا أقسم بمواقع النجوم و إنه لقسم لو تعلمون عظيم. إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون»: الواقعة - 79، فهذه الآيات و نظائرها تحكي عن اتكاء القرآن في معانيه على حقائق ثابتة غير متغيرة و لا متغير ما يتكي عليها. إذا عرفت ما مر علمت أن استناد وضع اللغة إلى الإنسان لا يقتضي أن لا يوجد تأليف كلامي فوق ما يقدر عليه الإنسان الواضع به، و ليس ذلك إلا كالقول بأن القين الصانع للسيوف يجب أن يكون أشجع من يستعملها و واضع النرد و الشطرنج يجب أن يكون أمهر من يلعب بهما و مخترع العود يجب أن يكون أقوى من يضرب بها. فقد تبين من ذلك كله أن البلاغة التامة معتمدة على نوع من العلم المطابق للواقع من جهة مطابقة اللفظ للمعنى و من جهة مطابقة المعنى المعقول للخارج الذي يحكيه الصورة الذهنية. أما اللفظ فأن يكون الترتيب الذي بين أجزاء اللفظ بحسب الوضع مطابقا للترتيب الذي بين أجزاء المعنى المعبر عنه باللفظ بحسب الطبع فيطابق الوضع الطبع كما قال الشيخ عبد القاهر الجرجاني في دلائل الإعجاز. و أما المعنى فأن يكون في صحته و صدقه معتمدا على الخارج الواقع بحيث لا يزول عما هو عليه من الحقيقة، و هذه المرتبة هي التي يتكي عليها المرتبة السابقة، فكم من هزل بليغ في هزليته لكنه لا يقاوم الجد، و كم من كلام بليغ مبني على الجهالة لكنه لا يعارض و لا يسعه أن يعارض الحكمة، و الكلام الجامع بين عذوبة اللفظ و جزالة الأسلوب و بلاغة المعنى و حقيقة الواقع هو أرقى الكلام. و إذا كان الكلام قائما على أساس الحقيقة و منطبق المعنى عليها تمام الانطباق لم يكذب الحقائق الآخر و لم تكذبه فإن الحق مؤتلف الأجزاء و متحد الأركان، لا يبطل حق حقا، و لا يكذب صدق صدقا، و الباطل هو الذي ينافي الباطل و ينافي الحق، انظر إلى مغزى قوله سبحانه و تعالى: «فما ذا بعد الحق إلا الضلال»: يونس - 32، فقد جعل الحق واحدا لا تفرق فيه و لا تشتت. و انظر إلى قوله تعالى: «و لا تتبعوا السبل فتفرق بكم»: الأنعام - 153. فقد جعل الباطل متشتتا و مشتتا و متفرقا و مفرقا. و إذا كان الأمر كذلك فلا يقع بين أجزاء الحق اختلاف بل نهاية الايتلاف، يجر بعضه إلى بعض، و ينتج بعضه البعض كما يشهد بعضه على بعض و يحكي بعضه البعض. و هذا من عجيب أمر القرآن فإن الآية من آياته لا تكاد تصمت عن الدلالة و لا تعقم عن الإنتاج، كلما ضمت آية إلى آية مناسبة أنتجت حقيقة من أبكار الحقائق ثم الآية الثالثة تصدقها و تشهد بها، هذا شأنه و خاصته، و سترى في خلال البيانات في هذا الكتاب نبذا من ذلك، على أن الطريق متروك غير مسلوك و لو أن المفسرين ساروا هذا المسير لظهر لنا إلى اليوم ينابيع من بحاره العذبة و خزائن من أثقاله النفيسة. فقد اتضح بطلان الإشكال من الجهتين جميعا فإن أمر البلاغة المعجزة لا يدور مدار اللفظ حتى يقال إن الإنسان هو الواضع للكلام فكيف لا يقدر على أبلغ الكلام و أفصحه و هو واضح أو يقال إن أبلغ التركيبات المتصورة تركيب واحد من بينها فكيف يمكن التعبير عن معنى واحد بتركيبات متعددة مختلفة السياق و الجميع فائقة قدرة البشر بالغة حد الإعجاز بل المدار هو المعنى المحافظ لجميع جهات الذهن و الخارج. ......... طبعا البحث يطول و من يود المتابعة بامكانه مراجعة تفسير الميزان اعتذر للاطالة ملاحظة: نوهت سابقا عن عدم مقدرتى للمتابعة اليومية , و ان شاء الله نتابع الحوار فى يوم السبت ان احببت مواصلة الحوار و تقبل تحياتى اللهم صل على محمد و ال محمد لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار من يثبت لى نبوة محمد ؟ - القلم الحر - 12-11-2004 مرحبا بك اخى على كتبت : اقتباس:هل يوجد مختص بعلم البيان و خصائص اللغة العربية و فصاحتها يصرح بان البيان القرانى غير اعجازى ؟؟؟؟علماء البلاغة العرب مسلمون و طبيعى ان يقولوا ان القران معجز لان هذا اعتقادهم الدينى , و هم متهمون بالانحياز للقران و قد اقر الشريف المرتضى علم الهدى و احد كبار علماء البيان بان القران ليس معجزة بلاغية فى حد ذاته لذا قال بالصرفة ,و كذلك اقر ابن سنان الخفاجى فى " سر الفصاحة "و هو من اهل البيان بان القران ليس معجزة بلاغية فى حد ذاته . و انا لست عالما فى البلاغة لكنى لست ضعيفا فيها كما ذكرت . و انا اعتقد ان هناك نصوص كثيرة فى الادب العربى لا تقل بلاغة عن القران ان لم تكن ابلغ من كثير من اياته كتاب مثلا كنهج البلاغة فيه نصوص ابلغ و اروع من كثير من ايات القران الصحيفة السجادية مثلا فيها ادعية ابلغ و اروع من الادعية القرانية . و ليست كل ايات القران فى منتهى البلاغة , فبعضها بليغ جدا لذا تجد المسلمين يركزون عليه عند حديثهم عن اعجاز القران البيانى بينما فيه نصوص كثيرة لا يقول منصف انها فى قمة البلاغة كسورة الكافرون مثلا . ما الاعجاز البلاغى فى سورة الكافرون ؟!! و قد طالعت من قبل كلام السيد الطباطبائى فى الميزان و اتفق معه فى انه لا يصح ان يكون اساس القران الاعجاز البيانى فقط لان التحدى القرانى موجه لكل الناس و ليس للعرب فقط و الاهم من ذلك ان المعجزة يجب ان يكون اعجازها واضحا لكل الناس المطالبين بالايمان بنبوة النبى و الاعجاز البلاغى على فرض وجوده لا يمكن ادراكه الا لبعض العرب المتخصصين فى البلاغة فماذا عن سائر العرب ؟! و ماذا عن غير العرب ؟!! اقتباس:تحدي القرآن بالإخبار عن الغيب هل اخبار القران عن هذا اعجاز ؟ بل سيقول اى منكر لنبوة محمد ان محمد سمع بعض هذه الاخبار من العارفين بكتاب اهل الكتاب ,و ما ذكره من اخبار غير موجودة فى كتابهم او تخالف كتابهم يحتمل انه من نسج خياله و ليس هناك ما يمكننا من التاكد من صحة اخباره عن ذلك . اقتباس:و منها الإخبار عن الحوادث المستقبلة كقوله تعالى: «غلبت الروم في أدنى الأرض و هم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين»: الروم - 2، 3، و قوله تعالى في رجوع النبي إلى مكة بعد الهجرة: «إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد»: القصص - 85، و قوله تعالى «لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رءوسكم و مقصرين لا تخافون» الآية: الفتح - 27، و قوله تعالى: «سيقول المخلفون إذا انطلقتم إلى مغانم لتأخذوها ذرونا نتبعكم»: الفتح - 15، و قوله تعالى: «و الله يعصمك من الناس»: المائدة - 70، و قوله تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر و إنا له لحافظون»: الحجر - 9، و آيات أخر كثيرة في وعد المؤمنين و وعيد كفار مكة و مشركيها. ناقشنا اهم هذه الاخبار فى حوار منتدى التوحيد : http://www.altwhed.com/vb/showthread.php?p...p=2539#post2539 اقتباس:و من هذا الباب قوله تعالى: «و أرسلنا الرياح لواقح»: الحجر - 22، و قوله تعالى «و أنبتنا فيها من كل شيء موزون»: الحجر - 19، و قوله تعالى: «و الجبال أوتادا»: النبأ - 7، مما يبتني حقيقة القول فيها على حقائق علمية مجهولة عند النزول حتى اكتشف الغطاء عن وجهها بالأبحاث العلمية التي وفق الإنسان لها في هذه الأعصار. ليتك توضح لنا الاعجاز العلمى فى ارسال الرياح لواقح , و كذلك الانبات من كل شىء موزون . اما وصف الجبال بالاوتاد فهناك ردود على ذلك ليتك تناقشها منها : قالوا بأن الإعجاز هو تصريح القرآن بأن الجبال تمنع الأرض من أن تميد ، وعلميا ـ يقول المسلمون ـ تساهم الجبال في استقرار القشرة الأرضية ، وتمنع تحركها ، وهذا ما قاله أحد الدكاترة المسلمين أيضا . لكن قولهم مردود وخاطئ علميا بإجماع خبراء الجيولوجيا : يخبرنا الدكتور ويليام كامبال (نقلا عن أحد أساتذة الجيولوجيا) قائلا:" إن كان حقا أن العديد من السلاسل الجبلية تكونت من ثنايا صخرية ـ ومن المؤكد أن هذه الثنايا يمكن أن تشمل مساحات عديدة ـ فليس من الحق أن نقول بأن الثنايا تجعل القشرة الأرضية مستقرة ، إذ أن وجود هذه الثنايا نفسها دليل على عدم استقرار القشرة الأرضية ، بكلمات أخرى ـ يقول الدكتور ويليام ـ الجبال لا تمنع بثاثا الأرض من أن تتزلزل ، تَكَوُّنُ الجبال أدى ولا زال يؤدي إلى زلازل أرضية . تخبرنا النظريات الجيولوجية الحديثة أن القشرة الأرضية متكونة من صفائح مختلفة ، ينزلق البعض بالنسبة للآخر بسرعة تقارب نسبة تصاعد الزاوية ، وفي بعض المرات تنفصل هذه الصفائح ، لذلك يعتقد أغلبية الجيولوجيين بأن هذا ما يفسر انفصال شمال أمريكا عن أوربا وجنوبها عن إفريقيا ، وعند التقاء هذه الصفائح واصطدام بعضها ببعض تتكون الجبال محدثة في غالب الأحيان الزلازل والإهتزازات ، وبعض ما نراه حاليا من زلازل هو ناتج عن استمرارية تكون الجبال ، وبالنتيجة نخلص إلى القول بأن الجبال في تكونها تحدث اهتزازا للأرض بعكس ما صرح به القرآن من أنها تمنع تحرك الأرض أو تزلزلها . اقتباس:و من هذا الباب و هو من مختصات هذا التفسير الباحث عن آيات القرآن باستنطاق بعضها ببعض و استشهاد بعضها على بعض ما في سورة المائدة من قوله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم و يحبونه،» الآية: المائدة - 54 و ما في سورة يونس من قوله تعالى: «و لكل أمة رسول فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط إلى آخر الآيات»: يونس - 47، و ما في سورة الروم من قوله تعالى: «فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها» الآية: الروم - 30، إلى غير ذلك من الآيات التي تنبىء عن الحوادث العظيمة التي تستقبل الأمة الإسلامية أو الدنيا عامة بعد عهد نزول القرآن، ليس فى الايات اخبار عن احداث مستقبلية محددة . اقتباس:تحدى القرآن بعدم الاختلاف فيه الواقع ان الاستدلال بان القران ليس فيه اختلاف كثير لا يدل على انه من عند الله هناك كتب كثيرة ليس فيها اختلافات موضوعية و فى القران ايات يظهر بينها اختلاف واضح : 1- كتمان المشركين حالهم ثم إفشاؤه باقي قوله: "ولا يكتمون الله حديثًا" (النساء 42)، وفي قوله: "ثم لم تكن فتنتهم إلاّ أن قالوا: والله ربنا ما كنا مشركين" (الأنعام 23). ققيل فيها عن ابن عباس: انهم يكتمون بألسنتهم فتنطق ألسنتهم وجوارحهم – ولا أثر في النصين لهذا التفسير، انما هو استخدم آية اخرى لا ذكر فيها للسؤال، بل هي شهادة بلسان الحال: "يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون" (النور 24)، وهي شهادة أهل جهنم: "هذه جهنم... اليوم نختم على أفواههم، وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون" (يس 63 – 65). وقيل فيها عن ابن الازرق عن ابن عباس: إن الله لا يقبل الاّ ممّن وحّده، فيسألهم فيقولون: "والله ربنا ما كنا مشركين"، فيختم على أفواههم وتُستنطق جوارحهم هذا تقريب بعيد للمتعارضين بآية أخرى بعيدة عنهما، فهو تنسيق لا يرفع التعارض. 2- بصر الكافرين في يوم الدين. يقول: "فبصرك اليوم حديد" (22:50). ثم يقول: "خاشعين من الذل ينظر و ن من طرف خفي" (45:42). قالوا: "الاختلاف من وجهين واعتبارين" – فهو اذن خلاف لفظي لا موضوعي؛ والحقيقة انه خلاف موضوعي حقيقي: فالبصر الحديد لا ينسجم مع البصر الخاشع من الذل. اقتباس:و قد مضى من القرون و الأحقاب ما يبلغ أربعة عشر قرنا و لم يأت بما يناظره آت و لم يعارضه أحد بشيء إلا أخزى نفسه و افتضح في أمره. هناك محاولات كثيرة لمعارضة القران الفها المسيحيون و غيرهم و منها مثلا : "قل يا أيها الذين آمنوا إن كنتم تؤمنون بالله حقاً فآمنوا بي و لا تخافوا. إن لكم عنده جنات نزلاً. فلأسبقنكم إلى الله لأعدها لكم ، ثم لآتينكم نزلة أخرى ، و إنكم لتعرفون السبيل إلى قبلة العليا. فقال له توما الحواري: مولانا إننا لا نملك من ذلك علماً. فقال له عيسى: أنا هو الصراط إلى الله حقاً ، و من دوني لا تستطيعون إليه سبيلاً ، و من عرفني فكأنما عرف الله ، و لأنكم منذ الآن تعرفونه و تبصرونه يقيناً ، فقال له فيليب الحواري : مولانا أرنا الله جهرة تكفينا، فقال عيسى: أو لم تؤمنوا بعد و قد أقمت معكم دهراً ؟ فمن رآني فكأنما رأى الله جهراً " والنص كما هو ملحوظ مصاغ بناء على إنجيل يوحنا (14/1-6 ) . " السؤال الذى يطرح نفسه : ما هو المعيار الموضوعى الذى يحدد مماثلة اى محاولة لمعارضة للقران او عدم مماثلتها له فى البلاغة؟ سيقال مثلا ان المرجع فى معرفة ذلك الى المتخصصين فى البلاغة . حسنا هل هؤلاء المتخصصون مسلمون ام لا ؟ اذا كانوا مسلمين فهم متهمون بالطبع بالانحياز للقران , و اذا كانوا غير مسلمين فهم متهمون بالعكس فكيف تقوم معرفة الاعجاز على هذا الاساس الهش ؟! و كما سبق ان المعجزة يجب ان يكون اعجازها واضحا لكل المطالبين بالايمان بنبوة النبى و معرفة الاعجاز البلاغى قاصرة على بعض العرب و هم المتخصصون فى البلاغة فماذا عن سائر العرب ؟ و ماذا عن غير العرب ؟!! و دمتم سالمين :wr: |