حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64)
+--- الموضوع: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية (/showthread.php?tid=48749)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7


RE: الرد على: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - observer - 06-11-2012

شكرا لمن شارك و اثرى الموضوع: سيستاني، جعفر علي، ابن سوريا، نظام الملك، بهجت، العلماني، هولي مان.

Emrose

(06-11-2012, 12:14 AM)بهجت كتب:  أرى أن ظاهرة انتفاضة الأصولية الإسلامية أعقد من ان تكون رد فعل على اضطهاد سياسي ، هي ظاهرة ثقافية من الدرجة الأولى ، و الشكل السياسي هو عرض ، ربما تحول إلى مرض و انفصل عن أسبابه و لكني أرى أن رؤيتنا لهذه الظاهرة مازالت في إطار قديم عفا عليه الزمن ،( نتيجة قهر الأنظمة العلمانية !.) .
نعم اتفق معك تماما! و هذا يؤكد ما ذهب اليه العلماني في مداخلته رقم ٣٨ و التي جاء منها :
اقتباس:بالنسبة "لوقود الإسلام السياسي" فإنني أعتقد بأن حالات الاعتقال والتعذيب والظلم على يد العسكرتاريا هي حالات متأخرة. ففي سنة 1928 أسس الشيخ حسن البنا الساعاتي جماعة "الإخوان المسلمين"، مدرسة الإرهاب الأسلاموي بامتياز. في هذا الوقت لم يكن أحد قد اعتقل، ولكن كان هذا رد فعل على "سقوط الخلافة" (الرسمي طبعاً، فسقوط الخلافة الفعلي كان قد تم سنوات طوالاً قبلها).
وثقافة الاسلمة لا تقتصر على السياسة وحدها، بل تمتد الى جميع مناحي الحياة، تبدأ من الامور الشخصية كاللباس و طرق اللقاء التحية و لا تنتهي حتى عند المحركات الاجتماعية كالاعلام و الفن و التربية و التعليم، بل لو اخذت اكثر المجالات حيادية كالرياضيات و العلوم الطبيعية لن تجدها تخلوا من الاسلمة، فكتب الرياضيات لن تجدها تخلو من عبارات مثل الحمد لله و بعون الله و ان شاء الله و سبحان الله، ولن تجد في الوطن العربي كتاب علمي يخلو من آية قرآنية ملصقة في بحث علمي معين. بالتالي الاسلمة هي بالفعل ظاهرة ثقافية بامتياز.

اقتباس:إلى أي مدى أثرت انتفاضة الأصولية السنية تحديدا على مسيحي الشرق ، فهذه قضية طويلة وربما يكون لدى البعض فكرة أوضح ، فقط أريد أن أؤكد ان المشكلة ليست في ضعف مواطنة المسيحي بل فيمن يبخلون عليه بتلك المواطنة ، ليس صحيحا أن الكلب يعقرك لأن قلبك أسود بل لأنه كلب .
التحول في ايمان المسيحي بالمواطنة هو نتيجة التعصب ضده و ليس سببا له ، هذا واضح في فلسطين و الشام عموما ، ربما أكثر من مصر .
عدم استيعاب المسيحي كمواطن طبيعي هو راسخ في لاوعي المجتمعات الشرق اوسطية، فاذكر مثلا كيف كان يُنظر الينا باعجاب، من ابناء بلدنا من المسلمين، اذا ما خرجنا في مظاهرة في اوروبا لدعم احدى القضايا العربية، فلم يكن يُنظر لهذا النشاط على انه واجب مواطن تجاه وطنه، لا يستحق الشكر و الغرابة. و كنا نلمس هذه الكارثة بشكل جلي من بسطاء هذا الشعب، ففي خلال الانتفاضة الفلسطينية الاولى، كان او سؤال نُسأل عنه من طيبي القلب من شعبنا: هل انتم معنا ام مع اليهود؟! و معظمهم كان يرى وجودنا بالشرق غريب، فبعضهم كان يعتقد اننا اوروبيون هاجرنا من فترة طويلة لمنطقة الشرق الاوسط، و الاخر كان يظن اننا بقايا الصليبيين، و فريق يستنتج اننا بالاصل مسلمون لكن الحملات التبشيرية نصرتنا، و لكن في وجدان البسطاء و في لاوعي الكثير من مثقفينا نعتبر مجرد ضيوف!


RE: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - على نور الله - 06-11-2012

ابزرفر
مع كامل احترامى لك و لكن ما تفضلت به غير صحيح
انا فى الاصل من الرملة , و اصدقاء والدى و اخوالى و اعمامى من المسيحيين , و لم اسمع من اى قريب لى بان المسيحيين ضيوف او طارئين , بل ان كلا منهم يذكر مواقف نضالية شارك فيها المسيحيون بل حتى جيران يهود فلسطينيون ان صح التعبير انقذوا معارف لنا من الموت على يد الجيش الاسرائيلى.
انا لا اعرف الوضع الحالى , و لكن ما تقوله غريب بالنسبة لى جدا , و لا اشك للحظة واحدة ان فلسطينيا مسيحيا فى وقت الحاجة النضالية سيتصرف بما يقل عن المسلم الفلسطينى .


RE: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - على نور الله - 06-11-2012

تم الحذف لانه مكرر


RE: الرد على: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - observer - 06-11-2012

(06-11-2012, 01:59 AM)الكندي كتب:  
(06-11-2012, 12:05 AM)سيستاني كتب:  سؤال ليس بريئا ، في مصر لو تقدم مسلم ومسيحي بنفس الظروف الاجتماعية والحساب البنكي والشهادة الجامعية وحتى الوظيفة إلى سفارة غربية ( كندا ، الولايات المتحدة ، استراليا ..) بملف هجرة أو حتى طلب فيزا سياحية ..

هل سيعامل الملفان بتجرد وبنفس المعايير وتكافؤ حظوظ القبول والرفض أم هناك مقياس حاسم يستحضر له علاقة مباشرة بديانة المتقدم ?
سيستاني،

لي علاقات عائلية داخل وزارة الهجرة الكندية. ما قيل لي حرفيا بالنسبة لهجرة المسيحيين العرب هو أنه "يساعدهم دينهم". الأمر هو ليس خيال بل حقيقة إحصائية.

هنا يجب ان تفهم العبارة الملونة بالاحمر بحذر!!!!
فأولا-لا يوجد في نموذج اي طلب للهجرة او الفيزا خانة الديانة، كما انه في كثير من الاحيان يصعب الاستدلال على ديانة الشخص من الاسم و الكنية !
ثانيا- قد يكون المسيحي مفضلا للهجرة بالغرب ليس لأنه مسيحي، بل لأنه قد يكون يتعرض لاضطهاد او ضغوط بسبب ديانته، مسيحيي العراق كمثال. و هنا تجدر الاشارة، الى انه في فترة الثمانينيات لململت اوروبا و امريكا اشرس و اعتى الاسلاميين بحجة انهم مضطهدين دينيا و سياسيا في بلدانهم الاصليين، فإنتمائك لحركة الاخوان المسلمين السورية كان كفيلا لك في تلك الفترة الحصول على اللجوء السياسي في المانيا و اسبانيا في فترة قياسية جدا. كما ان الكثير من التركيات كن يهربن الى المانيا لارتداء الحجاب الممنوع عليهن ارتدائه في تركيا، و ذلك قبل ظهور المشكلة الاسلامية في الفترة الاخيرة.
ثالثا- قد يكون لمشكلة الاندماج في المجتمعات الجديد دور! فقد اثبتت التجارب في المانيا على سبيل المثال، ان الجاليات المسلمة في معظمها عصية على الاندماج، بالرغم من المبالغ الطائلة التي تنفقها الحكومة الالمانية على البرامج و النشاطات التي تعنى بالاندماج.


RE: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - observer - 06-11-2012

(06-11-2012, 11:27 AM)على نور الله كتب:  ابزرفر
مع كامل احترامى لك و لكن ما تفضلت به غير صحيح
انا فى الاصل من الرملة , و اصدقاء والدى و اخوالى و اعمامى من المسيحيين , و لم اسمع من اى قريب لى بان المسيحيين ضيوف او طارئين , بل ان كلا منهم يذكر مواقف نضالية شارك فيها المسيحيون بل حتى جيران يهود فلسطينيون ان صح التعبير انقذوا معارف لنا من الموت على يد الجيش الاسرائيلى.
انا لا اعرف الوضع الحالى , و لكن ما تقوله غريب بالنسبة لى جدا , و لا اشك للحظة واحدة ان فلسطينيا مسيحيا فى وقت الحاجة النضالية سيتصرف بما يقل عن المسلم الفلسطينى .

عزيزي علي نور،
نحن نتكلم عن وعي البسيط و عن لاوعي الكثير من المثقفين، و انت من الرملة و الرملة مدينة مختلطة! و صدق او لا تصدق، عندما جئت للدراسة في اوروبا كان الكثير من الغزيين يفغر فاه عجبا عندما يعلم انني مسيحي.


الرد على: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - jafar_ali60 - 06-11-2012


بما ان الامور اتجهت الي الاسباب التي ادت الي ظهور الاسلام السياسي والتي اوردها سندي العلماني فهناك سبب رابع اساسي وهو

الفورة النفطية بعد حرب 1973 ، التي وفرت فائضا هائلاً من الدولار ن استخدم لتصدير الفكر الديني الصحرواي الضحل الجاف ، هذا نتج عنه الحركات الجهادية المسلحة الاب الشرعي للقاعدة ، وايضا الحركات الاصولية الدعووية الاقصائية


الرد على: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - نظام الملك - 06-11-2012

الزملاء الاعزاء
تحية للجميع

اقدر مداخلات كل الزملاء واعتذر اننى اتناول الجانب المصرى فقط من الأزمة لمسيحيى الشرق الاوسط والتى لا اشك للحظة أنها أزمة مفتعلة أكثر منها ازمة حقيقية وأثق أن ما يتعرض له مسيحيى الشرق الاوسط هو ما يتعرض له كل مواطنى الوطن العربى ... فالمقابل لمسيحيى الشرق الاوسط هو إسلاميى الشرق الاوسط وهذا لا يجوز ... فما يجوز هو أننا عرب وهذا ما ينبغى ان نسعى له ونعمل عليه.

وقد اشار الاستاذ العلمانى للطبقة البرجوازية وهى اشارة فى محلها للدلالة على الهجرة الحقيقية التى تعرضت لها مصر حيث كانت الثورة تنتهج اسلوب محاربة الرجعيين (طبقة النبلاء والاثرياء) وتحارب الطبقة البرجوازية وأمعنت فى هذا الاتجاه لنصرة الطبقات الفقيرة نصرا نفسيا واجتماعيا لم يكن مبررا فى معظمه بل أدى إلى (الإستمراء) وفقدان البوصلة لنمو المجتمع نموا يتوافق مع الاسس العملية والعلمية لنمو الدول والمجتمعات.

وقد نشرت صحيفة الوطن تحقيق صحفى يتعلق بموضوعنا ولكن أعيب عليه أنه يخرج عن موضوعنا الذى يناقش الحالة السورية ... فالموضوع يناقش الازمة القبطية المصرية ولكنه يلقى بظلال حول محاور هامة فى تلك الأزمة وماهيتها.

كلام هام وخطير عند (عن) تعداد الاقباط فى مصر


[صورة: 5944_660_137902_opt.jpg]

كيس كورنيليس هولسمان، صحفى هولندى بارز يغطى أخبار مصر، خصوصا الشأن القبطى منذ عام 1976، ويعد فى هولندا أحد المراجع والخبراء الأساسيين فى الشأن المصرى، ويرجعون إليه فى جلسات برلمانهم، ومنه يتعرف قطاع كبير من الرأى العام فى هولندا وأوروبا على ما يجرى فى مصر. فى 9 مايو الماضى، أراد عدد من أعضاء الاتحاد الأوروبى التعرف على أحوال المسيحيين فى عدد من دول المنطقة، فدعوا مواطنين مسيحيين من هذه الدول، واختاروا «هولسمان» -المتزوج من مصرية- للحديث عن مصر.

فى مكتبه الصغير فى حى المعادى، حيث يصدر نشرته المعروفة Arab-West Reportالتقته «الوطن»، وقال إن الأقباط فى مصر يتعرضون للتمييز، لكنهم أبدا «لا يتعرضون للاضطهاد»، وأرجع أسباب تبنى الغرب هذه الفكرة، إلى ظاهرة «الإسلاموفوبيا» التى تدعمها إسرائيل، فضلا عن مبالغات بعض الأقباط الراغبين فى الهجرة، مشيرا إلى أن البابا شنودة الراحل لعب دورا فى تعميق شعور المسيحيين بالاضطهاد، بإصراره على المبالغة فى تعداد المسيحيين. ويؤكد «هولسمان» أن 5 ملايين هو عددهم الفعلى، فيما تبقى كل التقديرات الأخرى – برأيه – مجرد «كلام فارغ».

1) دعاك مؤخرا عدد من أعضاء برلمان الاتحاد الأوروبى للحديث عن أوضاع الأقباط فى مصر، فلماذا أنت وليس أحد الأقباط المصريين؟
- الحقيقة أن عددا من أعضاء البرلمان الأوروبى نظموا محاضرات فى شهر مايو الماضى عن أوضاع المسيحيين فى لبنان والأردن وسوريا ومصر. ومثل البلدان الثلاثة الأولى مواطنون مسيحيون منهم، وكنت أنا من مثل مصر، لأننى أغطى الشأن المصرى منذ عام 1976، وزوجتى مصرية، وحققت فى مئات التقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان خصوصا فى الشأن القبطى.

2) وما أهم ما قلته فى هذه المحاضرة؟
- قلت إن الأقباط فى مصر يعانون - مثل الجميع- فى مصر، ليس لكونهم أقباطا، ولكن لأن الحياة فى مصر صعبة. صحيح أن متاعب المسيحيين أكثر من المسلمين، وأحيانا يعانون من التمييز ضدهم من جانب بعض الأشخاص أو فى بعض المواقع، لكن هذا لا يعنى تعرضهم للاضطهاد؛ لأن الاضطهاد يعنى سياسة ممنهجة لسلب الحقوق، وهذا غير وارد فى بلد تعترف فيه الدولة بالمسيحية كدين رسمى. ولم تشهد مصر فى تاريخها الحديث -بداية من عهد محمد على- توترات طائفية كبيرة إلا فى السبعينات فى عهد الرئيس السادات، ودائما ما يحب الجيل القديم من المسيحيين والمسلمين ذكر الأيام الخوالى عندما كانت المحبة تجمعهم والتوترات الدينية أقل انتشارا.

3) لكن الأقباط كثيرا ما يشكون علنا وسرا من قيود تفرض على بناء الكنائس وتولى الوظائف العامة؟
- مصر ليست بلدا مثاليا فى الحريات الدينية، لكن ما أصر عليه أنه لا يوجد اضطهاد، وكثير من التقارير الداخلية والخارجية عن متاعب المسيحيين مغلوطة أو مغرضة. فى مصر يمكن للمسيحيين أن يمارسوا شعائر دينهم كما يشاؤون، بل إنهم كانوا يتمتعون بحرية أكبر من المسلمين فى أداء شعائرهم قبل «ثورة يناير»؛ لأنه كان مسموحا للكنائس أن تظل مفتوحة طيلة اليوم فى حين أن معظم المساجد كانت تُفتح فقط فى أوقات الصلاة. وقضية بناء الكنائس موضوع أثير للمبالغة لدى بعض منظمات حقوق الإنسان التى تكتب باستفاضة عند حدوث مشكلة بخصوص بناء كنيسة، لكنها تتجاهل الأمر حين يجرى بناء الكنائس دون تصريح، وبنيت عشرات الكنائس -أو على الأقل وُسعت- بعد الثورة فى ظل غياب الدولة، دون تصريح، الأمر الذى ينطبق أيضا على المساجد.

4) ماذا عن حرمان الأقباط من تولى الوظائف العامة؟
لا يشغل الأقباط وظائف أمنية عليا، هذا صحيح، لكن هناك وزراء مسيحيين، ولواءات فى الجيش والشرطة، وفى غير ذلك من مواقع السلطة فى البلد. وإذا عرفنا العدد الحقيقى للمسيحيين فى مصر سيكون حكمنا على المسائل أكثر دقة ؛ فحسب إحصاءات الحكومة المصرية فى 2006، فإن عدد المسيحيين يتراوح بين 5 - 6% من تعداد المصريين أى أقل من 5 ملايين، والإحصاء الحكومى ينسجم مع بحث أجراه الدكتور فيليب فارج، عالم الديموجرافيا الفرنسى، وكانت نتيجته أن نسبة المسيحيين بين 5 – 7% من عدد السكان.

5) لكن اللواء أبوبكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، قال إن آخر إحصاء للأقباط فى مصر كان 1986، وبلغت نسبتهم 5٫7%، ثم توقف إحصاؤهم؟
- ليس صحيحا أن الحكومة توقفت عن إحصائهم؛ هى توقفت عن النشر فقط. والإحصاء السكانى الذى أجراه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء فى 2006 - ولم تنشره الحكومة - موجود فى مؤسسة PEW الأمريكية الشهيرة، وأتاحته مؤخرا على موقعها. وكان تعداد السكان فى مصر يجرى بطريقتين؛ الأولى عن طريق الإحصاء الذى يجريه الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، والثانية عن طريق وزارة الداخلية وبيانات الرقم القومى وشهادات الميلاد، ولا يعرف أحد خارج مقار وزارة الداخلية شيئا عنه.

6) لكن 5 ملايين رقم متواضع جدا مع أرقام متباينة تنشرها شخصيات وجهات كنسية وغير كنسية داخل وخارج مصر؟
- هذا صحيح، لكن لا أحد من هؤلاء يخبرنا بمصدر تقديراته، البابا شنودة نفسه قال فى حوار له سنة 2008 على قناة مسيحية، إن الأقباط يمثلون 15% من المصريين، وبعد عدة أشهر لاحقة صرح الأنبا بيشوى أن الكنيسة لا تملك أى إحصاء بأعداد المسيحيين فى مصر، فكيف جاء البابا شنودة بتقديراته؟ وهناك تقارير أخرى لمنظمات حقوقية تدعى أن تعداد الأقباط يتراوح بين 10 و20% وكلها «تقديرات وهمية وكلام فارغ لا يستند لأى دليل»، وتهدف لإثبات أن المسيحيين يتعرضون للظلم، وأن أحد أشكال هذا الظلم تظهر فى «تمثيلهم بما لا يتناسب مع عددهم الفعلى فى المناصب العليا». ربما يكون الإحصاء الحكومى غير دقيق؛ لأن هناك نسبة خطأ فى أى إحصاء، لكن الخطأ لا يعنى أن يصل الفرق من 5 إلى 10 أو 15 مليونا. فى يناير الماضى زعم ثروت باسيلى، رجل الأعمال المصرى، فى حواره مع الأهرام، أن «عدد الأقباط يبلغ 18 مليونا، وعلى من لا يصدقنى أن يثبت خطأ كلامى». وقال أحد الصحفيين فى أكتوبر الماضى إن عدد الأقباط 20 مليونا، على مسئولية مصدر فى مصلحة السجل المدنى، من واقع بطاقات الرقم القومى، لكننى عند التقصى لم أستطع أبدا الوصول لهذا المصدر. المسألة لا تتوقف على تعداد الأقباط، فزعم نجيب جبرائيل - المحامى- أن 100 ألف مسيحى غادروا مصر فى الفترة بين مارس وسبتمبر 2011، واستنادا إلى معلومات أتاحتها لى مصادر متعددة، أستطيع أن أؤكد أن نجيب جبرائيل اختلق هذا العدد. نعم، هاجر مسيحيون من البلاد - بطبيعة الحال- لكن إطلاق عدد مثل 100 ألف، كان مبالغة كبيرة، وبلا سند حقيقى.

7) لنفرض أن «باسيلى» له مصلحة فى المبالغة، فما مصلحة الصحفيين؟
- بعض الصحفيين يفضلون الإثارة على الحقيقة، ويجب أن يقول صاحب هذا الرقم وغيره ما مصدر معلوماته، «باسيلى» مثلا تبنى منطقا غريبا، فهو يدعو من يتشكك فى تقديراته أن يثبت خطأها، وأنا أقول له إن على كوكب بلوتو أطنان من الألماس ومن لا يصدقنى فليذهب ويـتأكد.

8) إذا كان الأقباط فى مصر لا يعانون من الاضطهاد كما تقول، فلماذا تتبنى جهات كثيرة هذا الطرح داخل مصر وخارجها؟
- هناك 5 أسباب رئيسية لذلك؛ أولها: مبالغة بعض الأقباط فى الداخل فى الحديث عن تعرضهم للاضطهاد لرغبتهم فى الهجرة للغرب. وثانيها: الحصول على المال؛ فبعض جمعيات حقوق الإنسان والنشطاء المسيحيين فى الخارج يبالغون فى قصص الاضطهاد بهدف جمع تبرعات من الخارج، وغالبا ما تكلل حملاتهم بالنجاح بعد أى حدث طائفى، وفى الغالب أيضا تجمع هذه التبرعات، وحدث هذا مثلا بعد أحداث «أبوفانا»، أيضا هناك بعض التيارات الإسلامية تفعل ذلك؛ وحضر أحد الشيوخ المصريين لمسجد سلفى فى هولندا مؤخرا بهدف جمع تبرعات لمشروعات خيرية. أما ثالث الأسباب فيتعلق بظاهرة «الإسلاموفوبيا» -الخوف من الإسلام- التى تغذيها إسرائيل والجمعيات المناصرة لها فى كل مكان.


9) وما مصلحة إسرائيل فى الدفاع عن الأقباط؟
- إسرائيل غير معنية بالدفاع عن الأقباط، هى معنية بتخويف العالم من الإسلام، وأحد وسائلها تضخيم ما يتعرض له الأقباط من متاعب. وليس من قبيل المصادفة أن تكون المواقع أو الصحف الأكثر هجوما على الإسلام وتعرضا لقضايا اضطهاد الأقباط مرتبطة بإسرائيل مثل موقع «Jihad Watch»، الذى تموله تبرعات أصحاب التوجهات اليمينية المتشددة فى أمريكا. وفى إسرائيل جماعات لديها مشاعر شديدة العداء للإسلام؛ خصوصا فى أوساط الليكود وما يعرف بـ«حركات المستوطنين» المختلفة ومنها حركة «جوشى أمونيم»، هؤلاء يفسرون الصراع العربى الفلسطينى على أنه صراع بين الإسلام واليهودية، ويعنى أن أى شىء إسلامى هو معادٍ لليهودية، ويروجون لمزاعمهم فى الغرب للحصول على مزيد من الدعم ضد الفلسطينيين والعرب.


10) وماذا عن الأسباب الأخرى التى تقف وراء شيوع فكرة اضطهاد الأقباط فى مصر؟
- هناك التقارير الصحفية المغلوطة. وكان عنوان محاضرتى فى البرلمان الأوروبى «أضرار تقديم تقارير مغلوطة عن المسيحيين فى مصر»، وللتقارير المغلوطة أسباب كثيرة بعضها مهنى، والصحفيون غالبا ما يجرون مقابلاتهم فى أعقاب وقوع أحداث طائفية مأساوية وتكون المشاعر ملتهبة والتعبيرات غير منضبطة وكل طرف يبالغ فى إثبات حجم الظلم الواقع عليه، وقليلون من الصحفيين من يثابرون لأشهر لتقصى الحقيقة فى هدوء. أيضا هناك كثير من الأوروبيين يحصلون على معلوماتهم من كتاب غير منصفين، منهم الدكتور هانس يانسن، المستعرب الهولندى المعروف. «يانسن» هذا لم يذهب إلى مصر منذ أكثر من 15 عاما ويعتمد فى كثير من كتاباته على نصوص إسلامية متطرفة، مثل آراء واعترافات قتلة السادات، ومحمد بويرى الشاب المغربى الأصل الذى قتل المخرج السينمائى الهولندى ثيو فان جوخ فى 2004، والجندى المسلم الأمريكى الذى أطلق النار على زملائه، مدعيا أن هذا هو الإسلام الحقيقى وهذا ليس صحيحا. والسبب الخامس والأخير أن كثيرا ممن يكتب عن أوضاع الأقباط فى مصر غير مدرك للسياق العام للأحداث.
فى تقديرى أن هناك عدة اعتبارات يجب أخذها فى الاعتبار عند دراسة أوضاع الأقباط، منها: أن مصر بلد متدين جدا، يتوقع المسلمون والمسيحيون احترام معتقداتهم الدينية، وغير ذلك يؤدى إلى ردود أفعال عاطفية سلبية للغاية. وتنتشر فى مصر ثقافة الشرف والعار، والحفاظ على شرف الشخص أهم من قول الحقيقة، وبالتالى ارتكبت منظمة «Open Doors» -منظمة مسيحية هولندية- خطأ فادحا عندما وصفت تحول «الفتاة إنجى» إلى الإسلام قبل عدة سنوات، على أنه حادث اختطاف، والحقيقة أن شقيقها ادعى هذا بغرض حماية شرف العائلة، ولكن جاءت روايات الآخرين المحيطين بالأسرة، بما فى ذلك اعترافات والدها والمحامى، مختلفة. أعرف جيدا أن ما تعرضت له أسرة «إنجى» أمر مؤلم، لكن لا يجعل إسلامها اختطافا.

وتعد الفجوة بين الأغنياء والفقراء كبيرة بصورة مخجلة؛ فنظام مبارك كان قائما على أساس اضطهاد الأغنياء للفقراء مسلمين ومسيحيين. ومن خلال تجربتى، فإن بعض المسيحيين يعرض كثيرا من المظالم التى يتعرض لها باعتبارها دليلا على وجود اضطهاد، بينما هى فى الحقيقة دليل اضطهاد لكل المصريين «الغلابة» سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، ذات يوم جاءنى موظف مسيحى بسيط يشكو من تجاهل مكتب الرئاسة -أيام مبارك- لطلب تقدم به لسفر ابنته للعلاج فى الخارج، فقلت له: «هل تعتقد أن أى زميل آخر لك من المسلمين كان سيلقى الاهتمام الذى حرمت منه؟ وهل تعتقد لو أن أحد أفراد عائلة بطرس غالى -وزير المالية وقتها- هو من تقدم بالطلب كان يمكن تجاهله؟»، ما أقصده هو أن نظام مبارك -خصوصا فى سنواته الأخيرة- كرس نفسه لاضطهاد الأغنياء والقادرين للفقراء والمهمشين، ولا علاقة لذلك بالدين، مع تسليمى أن بعض الأقباط يعانون أكثر لكونهم فقراء ومسيحيين.

وتعانى مصر من زيادة سكانية تعيش على مساحة صغيرة جدا، ما يؤدى إلى ما يمكن تسميته بـ«نموذج وعاء الضغط»؛ فعندما يتم وضع الكثير من الناس معا فى منطقة محدودة جدا وفى ظروف سيئة، تزداد التوترات والنزاعات، خصوصا أن 80% من المصريين يعانون اقتصاديا وهناك نسبة عالية من الأمية وأنصاف المتعلمين.

11) ما أكثر الأسباب المباشرة التى تؤدى بشكل متكرر لاشتعال العنف بين المسلمين والمسيحيين؟
- المسلمون والمسيحيون فى مصر يتصارعون على الأرض والمبانى والنساء. وتنفجر الأوضاع عادة لسببين لا ثالث لهما: تحول أحد أتباع الديانتين للديانة الأخرى، ويدخل تحت هذا العامل العلاقات العاطفية بين أتباع الديانتين. والثانى بناء الكنائس. وهناك أسباب أخرى غير مباشرة، منها غياب الحكومة وتركها للأزمات تتفاقم حتى تصل إلى الانفجار؛ فمثلا أحداث «أبوفانا» فى المنيا فى 2008، اندلعت بسبب خلاف على ملكية أرض غير مسجلة، كل طرف يدعى ملكيتها، ولو كانت الحكومة حسمت المسألة وسجلت الأراضى ونظمت ملكيتها ما كان هناك مجال للصدام، قس على ذلك حوادث كثيرة.

12) ماذا كان موقف الكنيسة الأرثوذكسية من قضايا الاضطهاد وتعداد الأقباط؛ خصوصا تحت قيادة البابا شنودة؟
- البابا شنودة كان رجلا سياسيا ماهرا ويعرف عواقب وتبعات كلماته، وكان متمرسا على إجابة أسئلة الصحفيين؛ فإجاباته تحمل معانٍ كثيرة، وأستطيع القول إن البابا شنودة كان «ذا وجهين» فهو يقول كلاما طيبا مثل «مصر وطن يعيش فينا»، وفى نفس الوقت يلعب دورا فى تعميق شعور المسيحيين بالاضطهاد بإصراره على أن أعداد المسيحيين أكبر بكثير من عددهم الفعلى. وأجرينا بحثا عن تطور المبالغة فى تقديرات أعداد الأقباط ووجدناها بدأت فى أواخر الخمسينات وزاد فى الستينات ووصلت لذروتها فى السبعينات أى الفترة التى شهدت الصراع بين السادات والبابا شنودة.

13) خلال متابعتك للكنيسة القبطية، هل يمكن توقع البابا القادم؟
- لا أستطيع، لكن أبرز الأسماء المطروحة هى «الأنبا موسى» و«الأنبا بيشوى»، مع إدراكى أن هناك معارضة أكبر ضد الأخير.

14) من منهما -فى حالة فوزه- قادر على تحقيق انسجام أكبر بين الأقباط والمسلمين من ناحية، وبين الطوائف المسيحية من ناحية أخرى؟
- «الأنبا موسى» بالطبع؛ فهو أكثر حرصا على لم الشمل وأقل حدة من «الأنبا بيشوى» و«البابا شنودة» نفسه فى التعامل مع الآخرين، ويحرص على إخفاء الخلافات الطائفية بين المذاهب المسيحية المختلفة، أما «بيشوى» فهو «طائفى إلى حد كبير»، وأقصد بـ«طائفى» أنه يصرح بأن الأرثوذكسية هى «الإيمان الوحيد الصحيح». ولا تنسى أن موقفه مع الأب «متى المسكين» ومعارضته لآرائه دون تقديم مبرر مقبول أكسبه كثيرا من العداوات. وعلى الرغم من ذلك، فإننى أعتقد أن «بيشوى» تعرض لبعض الظلم نتيجة عدم دقة الإعلام فى نقل آرائه.

الوطن







RE: الرد على: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - بهجت - 06-11-2012

(06-11-2012, 11:10 AM)observer كتب:  شكرا لمن شارك و اثرى الموضوع: سيستاني، جعفر علي، ابن سوريا، نظام الملك، بهجت، العلماني، هولي مان.

Emrose

(06-11-2012, 12:14 AM)بهجت كتب:  أرى أن ظاهرة انتفاضة الأصولية الإسلامية أعقد من ان تكون رد فعل على اضطهاد سياسي ، هي ظاهرة ثقافية من الدرجة الأولى ، و الشكل السياسي هو عرض ، ربما تحول إلى مرض و انفصل عن أسبابه و لكني أرى أن رؤيتنا لهذه الظاهرة مازالت في إطار قديم عفا عليه الزمن ،( نتيجة قهر الأنظمة العلمانية !.) .
نعم اتفق معك تماما! و هذا يؤكد ما ذهب اليه العلماني في مداخلته رقم ٣٨ و التي جاء منها :
..........
وثقافة الاسلمة لا تقتصر على السياسة وحدها، بل تمتد الى جميع مناحي الحياة، تبدأ من الامور الشخصية كاللباس و طرق اللقاء التحية و لا تنتهي حتى عند المحركات الاجتماعية كالاعلام و الفن و التربية و التعليم، بل لو اخذت اكثر المجالات حيادية كالرياضيات و العلوم الطبيعية لن تجدها تخلوا من الاسلمة، فكتب الرياضيات لن تجدها تخلو من عبارات مثل الحمد لله و بعون الله و ان شاء الله و سبحان الله، ولن تجد في الوطن العربي كتاب علمي يخلو من آية قرآنية ملصقة في بحث علمي معين. بالتالي الاسلمة هي بالفعل ظاهرة ثقافية بامتياز.

.....................
يا صديقي ..
ظاهرة ثقافية /دينية مثل الأصولية الإسلامية ، هي ظاهرة مركبة ولا يمكن فهمها و التعامل معها خلال الدوجما المكررة دائما ، فلو كانت تلك الدوجما صحيحة و كافية فلم لم نفهم تلك الظاهرة ولم ننجح في التعامل معها ؟.
نعلم أن الدين قد خضع للخصخصة في الجزء المتقدم من العالم المعاصر ، و أن الدين بصورته التقليدية فقد الكثير من وضعه العام و أصبح الآن مسألة فردية ، فالناس أتباع مخيرون لعدد من الأديان لا يتمتع أحدها سوى بنفوذ محدود على معتنقيه .
من الجانب الآخر هناك مشهد سيثير دهشتنا عندما نكتشف أن عولمة المجتمع و لأسباب متناقضة و على غير المتوقع تعتبر أرضا خصبة لظهور تأثيرات جديدة غير مسبوقة للدين . إن العولمة أبعد ما يمكن أن تفرز نموذجا موحدا للدين ، و لكنها تدفع التدين إلى اتجاهين متضادين ، أحدهما هو نتيجة التفاعل الإيجابي مع قيم العولمة و يمكن أن نطلق عليه النموذج الليبرالي ،و الثاني هو رد فعل عكسي على ضغوط العولمة و يتميز بالارتداد إلى الجذور و يمكن أن نطلق عليه النموذج الأصولي أو التقليدي . هذا النموذج الأصولي ليس مرتبطا بدين دون آخر .. في الغرب هناك اليمين الديني الجديد في الولايات المتحدة ، وهناك الحركات الإسلامية الأصولية في مناطق تمتد من إندونيسيا شرقا حتى المحيط الأطلنطي غربا - توجد حركات أكثر محلية مثل الأصولية اليهودية في فلسطين و حركات السيخ في البنجاب
من أهم ملامح هذا النموذج . العودة إلى الرؤية التقليدية للمقدس كرد فعل على حركة المجتمع الذي يتحرك في اتجاه مخالف للموروث القيمي و الثقافي . و إحياء الماضي و العودة إلى الطرق التقليدية لتمكين الدين من أن يكون المرجعية المعرفية و أداة نقل عناصر المعلومات الرئيسية ، مع ما يصاحب ذلك من عودة الخطاب الثقافي السلفي و ظهور الرموز التراثية مثل الشياطين و الملائكة و التعامل معها كحقائق مادية . و التركيز الكبير على مجموعة القوانين الخاصة بثقافة ما (مثل الإسلام السني أو اليهودية ) باعتبارها وحدها المفصحة عن المشيئة الإلهية . أيضا المحافظة على المعايير الدينية عن طريق التشريع ، و التأكيد على ضرورة جعل المعايير و القيم الدينية ملزمة بشكل جماعي و تجاوزها لاختيار الأفراد . كذلك التعبئة السياسية في خدمة العقيدة الدينية ، و السعي إلى السيطرة المطلقة على إقليم محدود تسوده ثقافة محددة و عزله ثم السيطرة على التعددية الثقافية فيه ، كما حدث تحديدا في إيران و يحدث في فلسطين و مصر حاليا . تقسيم تقريبي للعالم إلى نحن وهم .. إلى فسطاط الإيمان و فسطاط الكفر و جند الله و جند الشيطان ، و الاستعانة بالتمايز الطائفي و الإقليمي داخل النسق السياسي العالمي ،و التأكيد على تضامن الجماعة . كذلك فهم القداسة الدينية على أنها تطبيق المتلازمات الدينية للبنى الاجتماعية الماضية على مختلف تقسيمات الحاضر ، مثل نظام الأسرة متعدد الزوجات و ... . محاولة دفع النسق الديني و قيمه إلى مكان الصدارة بين المجالات الوظيفية المتعددة ،و بالتالي السعي إلى محو تمايز العديد من المجالات الوظيفية مثل الأسرة و السياسة و التعليم لصالح هيمنة النسق الديني كما هو حادث في إيران و السعودية و مصر .
أليس هذا تحديدا ما نلمسه و نعانيه في كل المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة ؟. نحن إذا أمام ظاهرة ثقافية و محاولة تسطيحها و عرضها كاضطهاد العلمانية ( التي لم توجد قط ) للإسلام ، هي محاولة بريئة و لهذا هي خاطئة . يمكن أن نطلق ثورة ( او انتفاضة ) الأصولية الإسلامية على ما يحدث حولنا في المنطقة منذ سبعينات القرن الماضي حتى اليوم بما في ذلك كل ماهو ربيع منذ ربيع الجزائر حتى ربيع تونس - مصر و الذي جر نشر معه الربيع في ليبيا و اليمن وسوريا و ... .
كي نفهم الحركات التاريخية علينا ان نتسلح بقدر أكبر من التفكير و الهم بأقل قدر ممكن من الحماس فالشيطان دائما يختبأ دائما في الرؤوس الساخنة ،ولا يظهر سوى عندما تتشكل الحكومات الإسلامية بدماء الليبراليين و تضحياتهم !.



RE: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - نوار الربيع - 06-11-2012

(06-11-2012, 04:44 AM)بهجت كتب:  بالنسبة لسوريا فالقضية التي يجب أن تسبق ماعداها هي التخلص من الحكم الأوتوقراطي ، و بالتالي فلا معنى أن ينشغل إنسان في مرض قد يصاب به ،على حساب مرض مصاب به فعلا . بينما مصر و تونس تعيشان مرحلة ما بعد التخلص من النظام ومواجهة بدائل مابعد الأوتوقراطية ، وهي في البلدين مشاكل الأصولية الإسلامية بدرجات مختلفة ، هذه القضايا لا تعني شيئا للسوريين الآن ،و عليهم إهمالها ،و لكنها كل شيء بالنسبة لنا الآن ،ولا نفكر في أي شيء آخر .
4- سيكون رائعا لو اتفق السوريون من الآن على خريطة طريق للمستقبل ، حتى لا يتركوا انفسهم لقوانين الطبيعة تعمل فيهم بلا إرادة كما نواجه في مصر الآن .
المجلس الوطني أعلن خارطة طريق للمستقبل .. على الأقليات أن تفهم أنها بموقفها المخزي المتأرجح ما بين الانخراط في الدفاع المشين عن النظام أو الخرس الشيطاني عما يجري من جرائم ضد الإنسانية بداعي الحياد (إلا من رحم ربي طبعاً) و كأنما المعركة بين السنة و العلويين ..فإنها ترتكب خطأ جسيماً تغذي فيه التطرف السني ضدها .. نعم التطرف السني يزداد حضوراً و شراسة خاصة بعد خذلان المجتمع الدولي و تنكيل النظام الوحشي بالابرياء السنة .

النظام لا يملك حل لنفاوض عليه فمعادلته واضحة لكل ذي عينيين "إما الأسد أو يحرق البلد" فلا يمكن لعاقل بعد أن يراهن على حل سياسي يبقي النظام أو أحد زبانيته بالحكم .. السنة (عامة) يفضلون حرق البلد على أن يفتك و ينكل فيهم الأسد فيما لو تم التنازل عن مطلب إسقاط النظام بكافة رموزه .


RE: قراءة مسيحية هادئة في الأزمة السورية - elen faddoul - 06-12-2012


قبل الثورة كانت الغالبية الغالبة من المسيحيين غير راضية عن الحال الذي يتراجع رغم الوعود الكثيرة بالاصلاح بكافة أشكاله، و في بداية الثورة ساد الظن أن المسلمين الذين حرموا لعقود من حقهم في القيادة يحاربون العلويين لاسترداده، فساد الاعتقاد أن النزاع بأكمله هو صراع على السلطة فلم يشارك معظم المسيحيين السوريين في حرب لا ناقة لهم فيها ولاجمل.
وبمقارنة نظام منفتح شكلياً مع نظام تسود حوله التكهنات بأنه سيسعى لتطبيق الشريعة (مخاوف أكثر من تافهة سمعتها بأذني من مسيحيين سوريين في ألمانيا من قبيل هل ترضي لبنات أخوتك أن يرتدين الحجاب؟ أو هل تعتقدين أن المسيحي سيجسر بعد اليوم على لبس صليب؟) فضل الكثيرون البقاء مع النظام الحالي على عيوبه بدل المراهنة الخطرة
بعد ذلك انتشرت العصابات المسلحة و قطاع الطرق ـ ذوي النفوس الضعيفة استغلوا الأزمة ليتمنى المسيحيون أكثر عودة أمن فقدوه، و ساد الاعتقاد بأن قطاع الطرق مسلمون وهذا قد يصح ليس لضعف وازعهم الأخلاقي بل لنسبتهم السكانية الكبيرة.
و شارك في الثورة بعد ذلك ـ وأنا هنا لا أشكك في دوافع من بذلوا دمهم المقدس ـ من كان يعمل في التهريب (أتكلم تحديداً عن منطقة قريبة من لبنان قسم منها مجموعة قرى متجاورة يسكنها مسيحيون بمقابل القسم الآخر الذي يضم مجموعة قرى يسكنها مسلمون وقرى الطرفين في معظمها ليست متداخلة وإنما محاذية لبعضها)، وهنا سا الاعتقاد أو بالأحرى تأكد لدى الكثير من مسيحيي تلك القرى أن مهربي البارحة وجدوا بعد انقطاع رزقهم من التهريب في وعود الأصوليين رزقاً إن لم يكن مالاً فعلى الأقل عنفاً و إجراماً يمارسونه وينالون عليه شكراً وربما ثواباً
ثم طالت الحرب بين الطرفين، وازداد عدد الضحايا التي لا يمكن لعاقل اتهامها بالارهاب أو حتى بالمشاركة في الثورة السلمية فأصبح السكوت مسألة أخلاقية، فاستيقظ الكثيرون ولكنهم اختاروا الدعاء والتمني بدل المشاركة.
سابقاً لم يخطر ببالي ولا ببال دائرة أصدقائي و معارفي وغالبيتهم بالمناسبة من المسلمين أن أكون أقل وطنية من سواي، معظمنا كنا في ذلك الزمان معارضين للحكم الشمولي وللتوريث خلال فترة الإعداد له وبعد أن أصبح واقعاً، أنا والبعض كنا معارضين جبناء نكتفي بالكلام ضمن دائرتنا الضيقة وغاية ما تجرأنا على فعله هو عدم المشاركة في الانتخاب، والبعض كان يتحدث بصوت شبه عال وهم من المعتقلين السياسيين السابقين الذين أمضوا أحلى سنين العمر في المعتقل.
طبعاً حال الأقليات عموماً أهون بما لا يقاس عند المقارنة مع المناطق الثائرة، لكن كل السوريين ذاقوا من الحرب الدائرة.
أتمنى بصدق العودة إلى أيام الإيمان كي أسأل إلهاً إيقاف نزيف الدم، فلا حل في الأفق والأبطال الذين ذاقوا طعم الحرية لثوان يدفعون حياتهم كي تنعم بها سوريا دهراً.
لهم كل التقدير من مسيحية بالاسم