حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
تصــــدع العالم . - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: تصــــدع العالم . (/showthread.php?tid=7414) |
تصــــدع العالم . - بهجت - 01-13-2008 الأخ قطقط .(f) لست شيوعيا و لكني أحب الإنصاف و الموضوعية ، و لن يمكن تقييم الإشتراكية في كلمات بسيطة كما فعلت ، فالتعليم كان إنجازا جيدا و لم يكن ممكنا بدون إقتصاد موجه ، كذلك لم يكن ممكنا إقامة قاعدة صناعية أو تحقيق تنمية جيدة وصلت إلى 6.5 % خلال فترة طويلة في بداية التطبيق الإشتراكي ، و لكن إدارة الإقتصاد على المدى البعيد مسألة أخرى فلم يكن ناجحا ، رغم ذلك هل كان يمكن تحقيق مجانية التعليم دون إقتصاد موجه ؟. الأمور ليست بسيطة كما تبدوا ، لم تكن هناك حريات ليبرالية واسعة ، و لكن المحقق أن فترة الإشتراكية كانت تعني أيضا مجانية التعليم في كل مراحله ، و الوحدة الوطنية ،و مساواة الرجل و المرأة ،و حرية العقيدة ، و الثقافة العالمية الراقية ، كانت تعني الكونسرفاتوار و معاهد الباليه و السينما ألا تساوي كلها أشياء تستحق الإشادة ؟ ، اليوم هناك حريات أوسع و لكنها صورية و غير فعالة ،حتى الدكتاتورية ظلت باقية و لكنها انتقلت إلى رجال الدين الذين خدروا الجماهير، بينما تركتها الدولة فريسة للوهابية المتوحشة ، فمن يجرؤ على القول و دعاوى الحسبة تطارد الأحرار كالكلاب المسعورة ، لقد اختفت ديكتاتورية عبد الناصر العقلانية ،و لكن لدينا ديكتاتورية البدري و عبد الصبور شاهين الغيبية المغيبة . نعم فشل المصريون في تحقيق إنجازات إقتصادية كبيرة في ظل الإقتصاد الإشتراكي و لكن هل نجحوا في ظل إقتصاد السوق ، أليس هذا الفشل المزمن مؤشر على أن هناك مشكلة أبعد من المطروح لم تكتشف ولم تعالج ؟، و أن هناك طريق ثالث لابد من البحث عنه و النجاح فيه . أضيف.. هل كل إقتصاد موجه سواء ، أليس هناك إقتصاد موجه كفء ولو كمرحلة إنتقالية و لأهداف بعينها ، ألم تستطع الصين بناء قاعدة تنموية هائلة خلال إقتصاد مركزي ،وهذه القاعدة هي التي تم البناء عليها الآن لنموذج فعال و خاص جدا من إقتصاد السوق . تصــــدع العالم . - قطقط - 01-13-2008 الأخ بهجت فيه فكرة خاطئة : أن غبر الملتحقين بالمدارس لايتعلمون غير الملتحقين بالمدارس يتعلمون ويعملون وينتجون .. لكن تعليمهم يكون بالمشافهة والتقليد والممارسة وليس بالورقة والقلم ما هو أحسن ؟ مجتمع غير متعلم ويعمل ويعول نفسه ومتوازن إقتصادياً ويمول الحكومة أم مجتمع متعلم ويعمل بشكل صورى ، ولاينتج شىء ، وتموله الحكومة ؟ هدف التعليم هو الإنتاج ، وهو أمر لم يحدث ولم يتحقق ، التعليم أصبح هدفه تخريج موظفين ومهنيين يعملون على الورق ويقدموا خدمات لكنهم غير منتجين .. أى أن خدماتهم لايمكن تصديرها سبب إستمرار الحال دون سقوطه وتوقفه التام ( بسبب عدم الإنتاج ) هو سياسة تصدير البشر إلى دول الخليج والمهجر ، وهؤلاء يحولون مال يمكن من إستيراد السلع التى يعيش عليها مجتمع المتعلمين ( غير المنتج ) ، وكذلك الصلح مع إسرائيل وجلب مليارات من الغرب تصلح كل شىء لو كان المجتمع مقفول لعجزت الدولة عن إطعام المتعلمين بالموارد الداخلية الضعيفة تصــــدع العالم . - بهجت - 01-14-2008 الأخ قطقط . كلامك سليم في مضمونه فالهدف من التعليم بل النظام الإجتماعي كله هو إعداد الفرد ليكون منتجا ، و لكن الإنسان لن يكون منتجا بشكل فعال سوى خلال التعليم المجدي الكفء ،فالعامل البسيط يستخدم اليوم الآلة ،وهو لن يعرف كيف يستخدمها بشكلها الحقيقي إلا أن يتعلم ولو الحد الأدنى المطلوب وهو لا يقل بحال عن ربما 9 سنوات من التعليم الحقيقي ،و ليس بالتعليم المصري الإلزامي الذي لا ينتج سوى متعلمين أميين ! . لن أدافع عن النظام الإشتراكي في مواجهة الرأسمالية كأداة للنمو و التطور ، فالتجربة العالمية التاريخية كانت حاسمة في إبراز تفوق الرأسمالية ، و لكن علينا ألا ننظر إلى الأمور بالشكل البسيط الذي ننظر به إليها في مصر ، فهناك من يفسر سقوط الشيوعية بأنها كانت كافرة ، كما لو كانت أمريكا لا تترك سجادة الصلاة من تحت رأسها !، كذلك لا يجب أن نحكم على التجربة الإشتراكية في مصر خلال فشل الرأسمالية المنفلتة التي استفحلت أثناء حكم السادات و بعد ذلك أو من سقوط الشيوعية العالمية ، نحن نحتاج إلى نظرة أعمق و أشمل ، فلا يوجد مجتمع واحد نجح في التنمية بدون تدخل الدولة بشكل أو آخر ،و ليس بتخلي الدولة عن واجباتها تجاه مواطنيها كما يفهم الرأسماليون الجدد في مصر ، فهم الحياة الإقتصادية هو أساس الخيارات السياسية الحقيقية ،و تلك وظيفة الأحزاب السياسية لأنها تفوق قدرة الأفراد ،و لكن أحزابنا لا تفكر فهي تنتمي للمرحلة الحسية قبل العلمية ، هي تغضب و تحتج و تهتف وتشجب و... و .. و لكنها لا تفكر ، لهذا فمن يريد الوصول إلى نتائج يعتد بها عليه أن يعتمد على نفسه ، ومن خبرتي فعقليتنا في مصر غير رقمية و غير إقتصادية تحديدا حتى مقارنة بالدول العربية الأخرى ، و ذلك لأن الثروة في مصر عشوائية و قدرية ، و المتنبي يقول أنه لم يعد يبالي بما أتاه لأنه ما أنتفع بان يبالي ، وهذه حكمة صادقة نتعلم منها ، فالناس لا تهتم بالفكر إلا لو خدم إهتمامتهم وأهدافهم . رغم أني أصنف نفسي ضمن الثلاثية الظافرة الشهيرة ، ليبرالية في السياسة و رأسمالية في الإقتصاد و الحرية في الفلسفة ، إلا أني أيضا أرى أن الليبرالية ليست حلا نهائيا والنظام الرأسمالي ليس كله خير و الحرية تبقى نسبية ، الأهم أن يعمل النظام الإقتصادي و أن ينتج الناس و يتاجرون و يتعلمون في ظل قانون فاعل و نافذ ،علينا ألا نغفل أيضا أن النظام العالمي ليس عادلآ ،و هناك شعوب كثيرة تعمل أكثر من الماضي و تعيش بشكل أسوأ بسبب عيوب بنيوية في النظام العالمي القائم على إستغلال المركز للأطراف ، فكي تلتحق بهذا النظام الوحيد عليك أن تقبل بالتبعية و تدفع أتاوات باهظة ، هذه الأتاوة تتمثل في صادرات رخيصة و تبعية سياسية من أسفل لأعلى وصادرات مكلفة و هيمنة سياسية من أعلى لأسفل ، هذا النظام ينتج الآن مزيدا من الشعوب و الجماعات المهمشة ،وهذا يعني مزيد من البشر عليها أن تعيش بلا إرادة في عبودية جديدة كالحيوانات تماما ، هذه الظاهرة الخطيرة ( الإستبعاد الإجتماعي social exclusion ) تهدد السلم و النظام العالميين بأفدح المخاطر . أرى انه لابد من طريق ثالث على مستوى الوطن و العالم أيضا ، فحتى في الغرب المنتصر هناك كثيرون يثورون على العولمة و يبحثون عن الطريق الثالث ، بما في ذلك بعض من أفضل العقليات مثل عالم الإجتماع الإنجليزي الشهير ( أنتوني جيدنز ) ، و لكن حتى لو وصلوا لهذا الطريق الثالث فلن يكون ملائما لنا و ليس نفس الطريق الثالث الذي يجب ان نبحث عنه ، علينا أن نتعلم أن نفكر لأنفسنا مستهدين بالنظم العالمية و ليس نسخها حرفيا .. فهل نفعل يوما .. أشك جدا ان يفعل ذلك مغيبون يرون الحل لمشاكل القرن 21 كان موجودا في القرن 7 أو الأول !. تصــــدع العالم . - قطقط - 01-15-2008 الأخ بهجت الموضوع بسيط وغير محتاج أفكار طويلة وعريضة عن مذاهب وأفكار ، فكما يقال عن الجرائم ( فتش عن المرأة ) فأنا اقول بالنسبة لمشاكل الشرق ( والعالم كله ) : فتش عن الدين الدولة الإسلامية منذ قيامها حتى الآن تعيش بالغزو والمصادرة ، ولم تختلف دولة عبد الناصر عن ذلك من الصعب جداً تحول الدولة الإسلامية للإنتاج .. لأن كل طاقاتهم موجهة للجهاد والحروب .. الذى يمارسوه بأساليب مختلفة تحت أسماء : ( مصر - القومية العربية - الوطن - العدل - الحرية إلخ ) النجاح المدتى محتاج عمل ( سلمى ) ومحتاج نزاهة وضمير ، من المنتجين ومن الحكومة .. وهذه المؤهلات غير موجودة بسبب النموذج الإسلامى فى الحكم والحياة لاتدع المناظر الخارجية تضللك لكن أنظر للجوهر .. يعنى إذا كان عبد الناصر لم يكن يقول : قال الله وقال الرسول ، لكنه كان يمارس الجهاد الإسلامى وأسلوب الحكم الإسلامى ( الإنفرادى والإحتكارى ) ، وإسلوب المصادرة وعدم الحرية إلخ .. لكنه كان يمارس كل هذا بإسم الإشتراكية وليس بإسم الدين فإنظر للجوهر وليس إلى المظهر وستصل لحل المشكلة السهلة تصــــدع العالم . - بهجت - 01-16-2008 مداخلتين متتاليتين سوف أخصصهما لظاهرة الفقر و تأثيرها المدمر على النظام العالمي ، هذه الظاهرة أصبحت معروفة إجتماعيا و سياسيا بإسم الإستبعاد EXCLUSION . الأخ قطقط .. عذرا و ساعود للرد على مداخلتك . الإستبعاد ( جزء 1 من 2 ) ;لو كان الفقر رجلا لقتلته .. علي بن أبي طالب العولمة كما يراها أنصارها هي عالم واحد تنتقل بين أطرافه الأموال و السلع و الخدمات و الأفكار بلا حدود ، و تتحدد فيه الثروات على ضوء مقتضيات السوق وقوانينه ، كما تحل فيه الشركات متعددة الجنسية محل النخب السياسية و البيروقراطيات الحاكمة ، و يكون شاغل هذه الشركات الأوحد هو إغتنام الفرص في سوق عالمي تسيطر عليه حركة التكنولوجيا و الإبداع و المال و المعرفة ، هذا العالم لا محل فيه لمنتج وطني أو حتى إقتصاد وطني ، و لكن السوق يقوم على لاعبين يشتركون في شبكة واحدة و يتعاملون مع بعضهم البعض بشكل دائم ، و تشارك شريحة محدودة من سكان العالم في هذه الشبكة التي تربط ( الفئة الناجية ) ، كالعلماء و المديرين و مديري البرامج و المهندسين و رجال البنوك و القانون و الإعلام و الدعاية و غيرهم ، هذه الدوائر أيضا كما تربط اللاعبين في أطراف العالم كله فهي أيضا تستبعد الباقين ، و بالتالي فإن العولمة الإقتصادية و التفاوت التكنولوجي تؤديان إلى تعزيز آليات التهميش و الإستبعاد ، وهذا الإستبعاد يدفع إلى الأطراف بجميع الذين لا يملكون القدرة على دخول الشبكات الدولية و التأثير عليها و تحديد إتجهاتها ، و بالتالي فالإستبعاد هو الصورة الإجتماعية للفقر ، و يعني أساسا غياب المشاركة في الجوانب الرئيسية من حياة مجتمع العولمة ، وهؤلاء المستبعدون الذين يتركزون في دول الجنوب ليسوا فقط جريمة النظام العالمي بل أيضا يشكلون محنته ،و مما يضاعف تلك المحنة أن الناس يميلون إلى إلقاء الوقوع في الطبقة الدنيا أو ظاهرة الفقر على الأفراد أنفسهم ، لأنهم في زعمهم يسلكون سلوكا معاديا للمجتمع المحلي ( الجريمة و الإدمان ) أو المجتمع الدولي ( التعصب و الإرهاب ) ،وهم في ذلك يغفلون دور التركيز الجغرافي في آليات الإستبعاد ، بمعنى أن ذلك الموقف التبسيطي لا يفسر لماذا يتركز الفقر في مناطق دون غيرها ؟. هذا الإستبعاد له طبيعة مركبة ، فهو يشمل تهميش مجتمعات بأكملها ، كما يشمل أيضا تهميش جماعات بعينها داخل الدول ، و إذا نظرنا إلى الدول النامية مثلا سنجد أن الهوة تتعمق بين الحضر و الريف ، كذلك بين شرائح البرجوازية الجديدة المميزة و طبقة عمالية تحضرت مؤخرا و لكن بصورة سيئة ، أما في العالم المتقدم فهناك عالم رابع يتشكل من المهاجرين و الفقراء الجدد ،وهؤلاء يشاركون سكان العالم الثالث نمط حياتهم البائسة . و ليس كالأرقام قدرة على التعبير عن ظاهرة الإستبعاد التي تحدثنا عنها توا . 1- زاد نصيب أغنى 20 % في العالم من الدخل العالمي ليرتفع من 70 % عام 1960 إلى 85% عام 1992 ، و هذا الإتجاه في ازدياد ،و يعود ذلك نسبيا إلى كبر الزيادة السنوية في عدد السكان الذي يبلغ 2% في دول الفقيرة ، بينما لا يتجاوز 0.5 % في الدول الغنية . 2- كي ندرك مقدار التفاوت في توزيع الثروات يمكننا مقارنة متوسط الدخل السنوي في الدول المختلفة ، و سنجد مثلا أن متوسط الدخل السنوي في خامس أغنى دولة في العالم يزيد بمقدار 27 ضعفا عن متوسط الدخل في خامس أفقر دولة . 3- بلغ عدد الفقراء في نهاية التسعينات حوالي 1.5 مليار نسمة منهم 700 مليون في آسيا ،بينما يعيش 70% من سكان إفريقيا تحت خط الفقر ،و يزداد هذا الوضع سوءا باستمرار . 4- بالرغم من أن مؤشرات التنمية البشرية تشهد تقدما باستمرار إلا أن هناك حوالي2 مليار من البشر حول العالم لا يحصلون على خدمات صحية ،و حوالي 1.25 مليار أمي ،و 250 مليون بلا مأوى و 1.5 مليار يعيشون في جوع مستمر ، و يبلغ العمر المتوقع في الدول الصناعية 77 عام و لكنه يصل في أفغانستان و سيراليون إلى 42 عام ،و المتوسط في البلدان النامية عامة يصل إلى 64 عام . 5- هناك تقريبا 50 مليون مهاجر من الجنوب إلى دول الشمال خلال 45 عام الماضية ،و يبلغ معدل الهجرة مليون فرد سنويا ،و تلك الهجرة تزيد المستبعدين في الدول النامية لأنها عادة تكون من اليد العاملة الماهرة . 6- تخلق الهجرة استبعاد جديد و لكن في دول المهجر ، ففي ألمانيا مثلا يصيب الفقر 24% من السكان المولودين في الخارج في مقابل 7 % فقط من المولودين في ألمانيا . 7- يحرز التعليم تقدما إجماليا في العالم كله عدا في قطاع التعليم العالي ، فتصل نسبة الحاصلين على مؤهل عالي إلى 9.1% في الدول الصناعية ،و 1.1% في البلدان النامية بينما تصل إلى 0.3% فقط في الدول الأقل تقدما ، و يصل متوسط عدد العلماء و التقنيين حوالي 140 لكل ألف في الدول المتقدمة ،و لكنها لا تزيد عن 9 فقط في البلدان النامية ، رغم وجود فوارق ضخمة فبينما هي 75 في الأرجنتين تهبط إلى 0.5 في بنجلاديش . تشهد البلدان النامية ظاهرة نمو هائل في القطاع الإقتصادي الغير رسمي يصل إلى حد الإنفجار ،و هذا القطاع يشمل أعمالا مثل الباعة الجائلين ،ماسحي الأحذية ، سائقي السيارات غير المرخصة ، جامعو القمامة ، بائعو الأطعمة الشعبية ، وهي كلها تعمل خارج الأطر التنظيمية و على هامش القطاع الرسمي ، هذا القطاع الغير رسمي يقوم بتقديم سلع و خدمات منخفضة الجودة ،و لكنه في المقابل يمتص جزءا كبيرا من البطالة ، كما يساهم في توفير كثير من السلع والخدمات للفقراء ، من جانب آخر فنمو هذا القطاع يساعد على الفساد و الإنحراف ، كما يضعف كثيرا الإندماج في الدوائر العالمية ،و يعزز علاقات التبعية . هكذا نجد أن آلية الإستبعاد تزداد في ظل النظام العالمي الجديد ، فبسبب ضعف الإقتصاد في مجتمعات المحيط ، تصبح غير قادرة على شراء تكنولوجيا الإنتاج الحديثة ،وهذا يساهم بدوره في ضعف تلك المجتمعات على الإندماج في الدوائر العالمية ، و هكذا تتخلف باستمرار مهما بذلت من جهود ، و قليل فقط من المجتمعات النامية في الجنوب استطاعت أن تخطو إلى منطقة وسيطة بين المركز و المحيط ، تلك الدول مثل ماليزيا و البرازيل و الصين و جنوب إفريقيا لم تتكرر كثيرا ،و بعضها مثل الصين تمتلك مواردا هائلة هي التي جعلت بقائها سابقا في دول المحيط أمرا مؤقتا . كذلك تتفاوت حدة التهميش من بلد إلى آخر ، و يمكن فهم ذلك خلال نموذج مركزه الدول الصناعية الكبرى و تحيط به دوائر مختلفة ، بحيث يشمل أبعدها عن المركز 47 دولة هي الأكثر فقرا ، هذه الدول البائسة تجمع كل العوائق و تشهد تدهورا مستمرا في ظروف معيشتها منذ عام 1989 ، و هناك فقط ربع تلك الدول شهدت بعض التقدم و كلها موجودة في آسيا ، إلا أن الوضع الإقتصادي للدول الأشد فقرا في إفريقيا يشهد تدهورا مستمرا ، فمعدلات الزيادة في الإنتاج تقل كثيرا عن معدلات زيادة عدد السكان ، و يتضافر عدم الإستقرار السياسي و الحروب الأهلية و الظروف المناخية غير المستقرة لكي تقوض أية بارقة أمل في التنمية . تصــــدع العالم . - بهجت - 01-18-2008 ( جزء 2 من 2 ) الإستبعاد الإجتماعي ;ليست ظاهرة الإستبعاد مقصورة على المحيط ففي المركز تزداد تلك الظاهرة أيضا لا تقتصر ظاهرة الإستبعاد على المجتمعات الدولية ،و لكنها تظهر أيضا داخل نفس الدولة ، ففي المجتمعات التي تشهد نموا سريعا مثل البرازيل نجد أن الهوة تزداد بين الأغنياء و الفقراء ، و تحصل القطاعات الفقيرة من السكان التي تزيد نسبتها على 40% مالا يزيد عن 8% فقط من الدخل القومي ، و في غالبية دول الجنوب توجد تباينات حادة بين الريف و الحضر فمتوسط الأعمار المتوقعة في الحضر تصل إلى 73 بينما لا تتجاوز 59 عاما في الريف ، و إمدادات مياه الشرب تصل إلى 100% في الحضر في ماليزيا مثلا و لكنها لا تزيد عن 14 في الريف ،و يتم توفير الخدمات الصحية بنسبة 90% في حضر إكوادور بينما لا تتجاوز 30% في الريف . وحتى داخل المدن ذاتها سنجد تباينا حادا بين أحياء الميسورين و المناطق العشوائية على أطراف المدن ، وهناك 600 مليون يعيشون في أحياء غير صحية في مدن العالم الثالث ، منهم 300 مليون يعيشون في فقر مدقع ، أيضا هناك علاقة طردية بين النمو العمراني و الفقر ، فكلما إزداد الفقر زاد النمو العمراني ، وهذا النمو يقدر ب5.8% في الدول الأكثر فقرا بينما لا يتجاوز 0.8% في الدول الصناعية ، و بينما تصل كثافة السكان 8000 فرد للكيلومتر المربع في نيويورك ، نجد أنها 20000 في باريس و لكنها تتجاوز 88000 في بومباي و جاكارتا و كلكتا ، و ينتظر في عام 2020 أن يتجاوز سكان المدن سكان الريف لأول مرة في العالم الثالث ، و سيؤدي ذلك إلى مشاكل بالغة الخطورة ، و ستكون مشكلة الفقر في المناطق الحضرية في العالم الثالث هي مشكلة القرن القادم ، بل لقد أصبحت أطراف المدن في الجنوب بالفعل مراكزا للتمرد و عدم الإستقرار ، ففي تلك المناطق يتجاور الفقراء مع السكان ميسوري الحال في الأحياء المجاورة ، و يصبح هؤلاء المهمشون وقودا للحركات الأصولية و الأعمال الإرهابية ، كما هو حادث في عشوائيات القاهرة و الجزائر و الدار البيضاء ، و الحركات الهندوسية في حواضر الهند ، و الخطاب الشعبي المسيحي في المدن الإفريقية و أمريكا الجنوبية . ليست ظاهرة الإستبعاد مقصورة على المحيط ففي المركز تزداد تلك الظاهرة أيضا ،و يوجد 15% من الشعب الأمريكي على عتبة الفقر ،و هناك 250000 من سكان نيويورك بلا مأوى منذ 5 سنوات منهم 8% من الأطفال الزنوج ، وهناك 500000 بلا مقر ثابت في فرنسا و 400000 في إنجلترا . هناك وعي كامل بخطورة المشكلة على المستوى المحلي في أوروبا حتى أن حكومة العمال بقيادة توني بلير قامت عام 1997 بإنشاء ( وحدة الإستبعاد الإجتماعي ) للتنسيق بين الوزارات المعنية ،و لكن لا توجد جهود مناظرة على المستوى الدولي . آثار الإستبعاد إن تصنيف العالم إلى عالم الحرمان مقابل عالم الرفاه ، عالم مجدي في الشمال مقابل عالم عديم الجدوي في الجنوب ، يؤدي إلى نتائج خطيرة تهدد النظام العالمي كله بنفس الشكل الذي هدد فيه التباين الطبقي السلام في القرن العشرين و أفرز حربين عالميتين و العديد من الثورات الدامية . 1- تنشيط آليات الفوضى و التمرد ، كما ينشط أيضا آليات التبعية و التهميش ، وهذا يؤدي إلى تفاقم أزمة الحكم و يقود إلى التمرد على النخب الحاكمة التي يزداد إنعزالها عن الجماهير في العالم الثالث ، هذا الإنعزال يكون طبيعيا بل ولا يمكن تجنبه في ظل ظاهرة الإستبعاد الدولية ، وهي ظاهرة لا تكون تلك النخب مسئولة عنها سوى بشكل نسبي و لكنها تلقى اللوم عن نتائجها! ، و تدفع الأزمة الإقتصادية و الحاجة إلى التمويل النخب الحاكمة في العالم الثالث إلى طلب القروض و المعونات من المؤسسات في الدول الغنية ، و بالتالي قبول إجراء إصلاحات مؤلمة في الهياكل الإقتصادية لدولها ، كما أن نتائج تلك الإصلاحات و التي تقوم على ضغط الإنفاق العام لا تعادل في البداية على الأقل تكاليف تلك الإصلاحات . 2- كما تنزع تلك الإصلاحات إلى إخضاع المجتمعات النامية إلى نوع من الرقابة الدولية ، تلك الرقابة ترفضها المعارضة السياسية و تراها نوعا جديدا من الهيمنة و الإستعمار ، و يؤدي ذلك إلى إضعاف النظم القائمة و افقادها شرعيتها ،و بالتالي تعزيز حركات المعارضة الراديكالية ،و تشجيع خروجها إلى المسرح السياسي الدولي و توجيهها ضد الآخرين كحركات إرهابية . في النهاية سنجد أن الإستبعاد يجعل الإستثمار في العالم الثالث محفوفا بالمخاطر ، و هكذا تحجم رؤوس الاموال على النزوح إلى تلك المناطق ، و بالتالي تتفاقم المشكلة الإقتصادية ،و النتيجة أن تسير الأمور في حلقة مفرغة ، و بالرغم من زيادة تدفقات رؤوس الأموال التي تتلقاها دول العالم الثالث خلال 5 أعوام فقط من 1989 إلى 1993 من 39 إلى 113 مليار ، فلم يتجاوز نصيب إفريقيا من المبلغ الأخير سوى 3 مليار فقط ، بينما حصلت الصين وحدها على 26 مليار ، ومما يساعد على تفاقم المشكلة أن الأيدي العاملة الرخيصة التي تميزت بها بلاد العالم الثالث لم تعد ميزة ، فالإنتاج الجديد يعتمد على عمالة محددة ماهرة ليست متوفرة في تلك المجتمعات . 3- هناك أثر خطير آخر لظاهرة الإستبعاد وهو التقسيم الدولي للعمل ، هذا التقسيم يتيح للدول الغنية التحرر من الأعمال التي لا تلائمها و تعهد بها لدول فقيرة ، مثل تلقي النفايات و العمل كحقول تجارب صحية و من كل نوع ،و أيضا تتحول الدول الأشد فقرا إلى ساحات للمتعة المحرمة كالبغاء و دعارة الأطفال ، وقواعد خلقية للإرهاب من كل نوع ، ومالم يتم تدارك خطورة تلك الظاهرة فسوف تتسع لتشمل المزيد من دول الجنوب حتى تصل لحد الفوضى الكاملة ،و ينطبق ذلك على المجتمع الدولي و الجماعات المحلية على السواء . 4- مع تحول الأطراف إلى مجال لا يخضع للسيطرة ، فإنها تتحول تلقائيا إلى مصدر خطير لتهديد للأمن الدولي و للصحة و البيئة العالميين ، ففي تلك الأطراف تنمو الأصوليات الدينية ، و تجد الجماعات الإرهابية المأوى كما في الصومال و منطقة القبائل على الحدود الأفغانية الباكستانية . 5- تشهد تلك المناطق المستبعدة سلوكيات خطيرة على البيئة العالمية مثل إقتلاع الغابات و استخدام المبيدات الخطيرة ، كما تشكل تهديدات صحية في العالم كله ، مثل عودة الأمراض الخطيرة كالسل والملاريا أو انتشار أمراض جديدة كالإيدز. تصــــدع العالم . - حسام يوسف - 01-19-2008 العزيز بهجت المقال الخاص بالاستبعاد يضع يده على صفة من صفات النظام الراسمالى فهو ذلك النظام الذى يراكم المميزات لطبقة على مستوى البلد و لبلاد على مستوى العالم ويحرم طبقات و بلاد منها ثم يعيد تلك العملية باستمرار تجعل الحديث عن تكافؤ الفرص و الحرية و السلام العالمى محض عبث نقدك سليم وهنا يبرز السؤال ثم ماذا ؟ الا يعنى هذا انه علينا العمل لنتجاوز ذلك النظام الظالم غير الكفؤ ؟ تصــــدع العالم . - بهجت - 01-20-2008 ربما يكون الاستبعاد و الفقر هو أخطر ما واجه الجنس البشري في تاريخه الطويل . العزيز بهجت المقال الخاص بالاستبعاد يضع يده على صفة من صفات النظام الراسمالى فهو ذلك النظام الذى يراكم المميزات لطبقة على مستوى البلد و لبلاد على مستوى العالم ويحرم طبقات و بلاد منها ثم يعيد تلك العملية باستمرار تجعل الحديث عن تكافؤ الفرص و الحرية و السلام العالمى محض عبث نقدك سليم وهنا يبرز السؤال ثم ماذا ؟ الا يعنى هذا انه علينا العمل لنتجاوز ذلك النظام الظالم غير الكفؤ ؟ ........................ الأخ العزيز أنا . تحية قلبية . هناك تصدع عالمي بالفعل على كل المستويات ، و ربما يكون الاستبعاد و الفقر هو أخطر ما واجه الجنس البشري في تاريخه الطويل ، هذه الأزمة تتفاقم في ظل المعطيات القائمة ولا يبدوا هناك ضوء في نهاية التفق ، بل لا يبدوا هناك نهاية للنفق . لقد ترددت كثيرا في طرح هذا الشريط ، فقد اعتدنا أن نخفف واقعنا بالتطلع بعيدا و أن نرى الشمس مشرقة على العالم حولنا ،و أنها قادمة إلى سمواتنا في زمن قريب ، وكل ماعلينا هو أن نتطلع إلى الأفق و نرقب الفجر القادم لا محالة ، و آخر ما نحتاجه الآن هو أن نهتم للبشرية كلها فلدينا من الهموم ما هو فوق الكفاية، و لكني مخلصا لعادة قديمة لم أستطع كبحها بعد ، ما زلت أفضل الإبحار مع الحقائق كما أراها و أن أطفو معها إلى النهاية ، فلا أقيدها بأفكار مسبقة ولا أكبحها بمواقف سالفة ، إني هنا لا أسعى أن نحزن من أجل العالم و نأسى ، فهذا الحزن المجاني لا ضرورة له ، لدينا يالفعل فائض من الأحزان و الأشعار ، و لكني أتمنى أن نهتم بالعالم لأننا جزء منه و هو يؤثر فينا حتى الأعماق ، فالعالم أصبح قرية كبرى حتى ولو فاضت بقاطنيها إلى حد الإستبعاد . في هذا الشريط أصف بعض أعراض المرض ،و لكني لا أزعم علاجا أكيدا له ، فقط أعرف بعض العلاجات التي لم تكن ناجحة بقدر الشفاء المأمول ، أعرف أيضا أن اعتزال العالم ليس حلا ، فلن يشفى المريض لو اعتزل الآخرين ، فالعلاج هو جهودنا المشتركة من أجل صنع عالم أفضل للإنسانية ، إن نموذج العالم كما هو الآن هو نموذج إثراء الغني ليصبح مفرط الثراء و إفقار الفقير ليكون أشد فقرا ، أي أنه نموذج معادي للإنسان ،إلى هنا لا يوجد ما نختلف حوله ، و لكن ماذا بعد ؟.ماذا نرتب على هذا الوصف ؟، كيف يمكن علاج هذه الحالة من التبعية ؟. هناك من وجهة نظري مدرستان : الأولى ترى ألا مهرب من حالة التبعية سوى الهروب من النظام الرأسمالي ذاته ، و يتبنى هذا الموقف مناظرون مثل بول باران و سمير أمين و غيرهم ،وهو نفس الحل الذي بشر به الماركسيون من قبل . يعيب هذه المدرسة أنها و بسبب الطبيعة الوصفية العالية فشلت كنظرية للتنمية ولا تقدم فعليا أي حلول عملية ، كما أنه تعوزها آليات تحليل التغيير ، وخاصة القدرة على النهوض التي جربتها و بنجاح بعض دول المحيط ( النمور الأسيوية مثالا ) في ظروف تنبأت النظرية أن يكون قاتلا لكل المرضى ، و يعيبها أيضا عموميتها العالية و عدم القدرة على تمييز الخواص المتغايرة ضمن دول المحيط و لماذا توجد اختلافات كبيرة بين البلاد الفقيرة . باختصار إن نظرية التبعية هذه ستكون مفيدة في مخاطبة الجماهير و تعزيز برامج سياسية معينة أكثر منه في تحليل عمليات التنمية و التخلف . هذا يعود بنا إلى المدرسة الثانية التي يمكن تصنيفها أيضا ضمن نموذج التبعية البنيوية و التي يطلق عليها نظرية النظم العالمية ،و التي تتبنى نظرية أو نموذج التنمية بالمشاركة ، برز من مناظري هذه المدرسة كاردوسو ( رئيس البرازيل السابق ) و ايفانز . وجه هؤلاء الكثير من الانتباه إلى الفروق بين دول المحيط على صعيد كل من الخبرات التاريخية و العوامل الداخلية ، وعوضا عن وصف بسيط لحالة التبعية تساءل الكثيرون : ما الآليات الاقتصادية و غير الاقتصادية التي خلدت هذه العلاقة ؟. فمثلا أثبتوا أن تأثير المركز لم يكن من نسق واحد على النخب في دول المحيط ، بل هناك إيفانز الذي وصل إلى نتائج هامة لإمكانيات وجود سلوك استقلالي لدول المحيط ،وهذه الأعمال كانت بارزة في تجربة البرازيل تحديدا .هذا لا يعني أني مقتنع كلية بالنظرية الأخيرة ( نظرية النظم العالمية) و أنها تعطي إجابة مقنعة نهائية ، فهناك الكثير من النقد الذي يمكن أن يوجه لها أيضا ، و لكنه سيكون نقدا بعيدا عن العودة إلى الطرح البسيط الوصفي لنظرية التبعية . تصــــدع العالم . - بهجت - 01-23-2008 الأخ بهجت الموضوع بسيط وغير محتاج أفكار طويلة وعريضة عن مذاهب وأفكار ، فكما يقال عن الجرائم ( فتش عن المرأة ) فأنا اقول بالنسبة لمشاكل الشرق ( والعالم كله ) : فتش عن الدين الدولة الإسلامية منذ قيامها حتى الآن تعيش بالغزو والمصادرة ، ولم تختلف دولة عبد الناصر عن ذلك من الصعب جداً تحول الدولة الإسلامية للإنتاج .. لأن كل طاقاتهم موجهة للجهاد والحروب .. الذى يمارسوه بأساليب مختلفة تحت أسماء : ( مصر - القومية العربية - الوطن - العدل - الحرية إلخ ) النجاح المدتى محتاج عمل ( سلمى ) ومحتاج نزاهة وضمير ، من المنتجين ومن الحكومة .. وهذه المؤهلات غير موجودة بسبب النموذج الإسلامى فى الحكم والحياة لاتدع المناظر الخارجية تضللك لكن أنظر للجوهر .. يعنى إذا كان عبد الناصر لم يكن يقول : قال الله وقال الرسول ، لكنه كان يمارس الجهاد الإسلامى وأسلوب الحكم الإسلامى ( الإنفرادى والإحتكارى ) ، وإسلوب المصادرة وعدم الحرية إلخ .. لكنه كان يمارس كل هذا بإسم الإشتراكية وليس بإسم الدين فإنظر للجوهر وليس إلى المظهر وستصل لحل المشكلة السهلة الأخ قطقط .(f) تأخرت بعض الشيء في الرد على مداخلتك ،و عذري اني لا أفضل الرد السريع على طريقة التشات ،و لكني أعطي لكل رد حقه في الإهتمام و العناية ، لهذا أحيانا لا اكون مستعدا لتحرير مداخلة في مجال بعينه بعيد نوعا ما عن الموضوع المطروح . لعلك تتذكر أني رددت على مداخلة مشابهة في مرات سابقة ، و عندما أعود لتلك الردود أجدها معبرة عن أفكاري بحيث لن أضيف إليها المزيد بدون أن أكرر نفسي ، أيضا لن أكتفي بأن أقول لك أن أفكارك خاطئة و تبسيطية بأكثر مما يمكن أن يكون حقيقيا ، فقط أريد أن أوضح لك كيف نرى الأمور من الجانب الآخر ، ليس الجانب المسلم بل الجانب العلماني . مع كل احترامي و اعتزازي بصداقتك فآرائك تجعلك في نظري أصولي أورثوذكسي ، و بالتالي تقع في نفس التصنيف مع الأصولي المسلم ، فكلاكما يملك نصوصا دينية يؤمن بها حرفيا ،و لديه وعود إلهية يسعى للتعجيل بتحقيقها ، وكلاكما يختزل التاريخ في أساطير بدائية ولا يدرك آليات التغيير ، و نحن لا نهتم بالمعتقدات لأنها شأن شخصي ، فقط نهتم بما ترتبونه على المعتقدات ، نهتم باليهودية الأصولية لأنها أفرزت تهديدا و عدوانا مستمرا علينا ممثلا في الحركة الصهيونية و دولة إسرائيل التي تجسدها ، وهذا دفعنا إلى التنقيب في العهد القديم و تعريته ككتاب ضد الإنسانية ، و نهتم أيضا بمعتقدات الأصوليين الإسلاميين لأنهم أكبر خطر يواجه مجتمعنا في مصر ، بل هم أخطر من كل التحديات التي واجهت مصر منذ الغزو العربي لها ، ولا يمكن مواجهة الأصولية الإسلامية لو ظللنا تحت سلطة النصوص الدينية المسلمة ، لهذا نصر على إخضاعها كلها للنقد العقلاني . قد نكون متساهلين مع الأصولية القبطية ليس لأننا نؤمن بوعود اليسوع و لكن لأنها لا تمثل خطرا آنيا ، فأضرارها منحصرة حتى الآن في الأقباط أنفسهم ، الذين بتأثير معتقداتهم يتخلون طوعا عن حقوقهم في بلادهم و يحيلون الكنيسة لتكون وطنا بديلا ، و عليهم هم أنفسهم أن يواجهوا الأصولية في صحن دارهم ، فقط نتخوف من أن الأصولية القبطية كما تمارس الآن من مسيحي المهجر تضيف رصيدا مجانيا للأصوليين المسلمين ، كما تجعلنا نخسر رصيدا هاما هم المسيحيين الذين خرج منهم بعض من أعلام التنوير في بلادنا و يكفي أن أذكر سلامة موسى العظيم ،و بالمناسبة سأقف الآن إجلالا لراحل كبير هو الإنسان الرائع و المؤرخ الوطني د. يونان لبيب رزق ، الذي فقدناه منذ أيام قلائل ،و نحن كعلمانيين لا نرى أمثال ميلاد حنا و يونان رزق و وسيم السيسي و مجدي يعقوب مسيحيين بل مصريين فقط ، و نحن لا نعد ذلك تسامحا و قبولا اللآخر ، لأننا لا نراهم ذلك ( الآخر ) . إني على ثقة أننا كعلمانيين في الجانب النبيل و الأخلاقي المتحضر من العالم ، و أن أولادكم سوف ينضمون إلينا و يدعوننا آبائهم !. تصــــدع العالم . - القرمطي - 02-03-2008 Array أن بنية الدولة القومية رغم تعميمها مجرد عارض من عوارض التاريخ لم يكن لأحد تصور حدوثها منذ 400 عام ، فالدولة القومية كما نفهمها لم تكن معروفة حتى في منشأها الأوروبي سوى مع معاهدات وستفاليا عام 1648 ،وهي لم تكن معروفة في المجتمعات العربية سوى ربما من 100 عام و أقل ، بل لم تعرف في أكثر المجتمعات العربية حتى اليوم ، إن الإعتقاد بشيوع و تعميم نسق الدولة القومية هو نوع من الوهم المخدر ، لأن حصر التاريخ البشري في أوروبا و أمريكا الشمالية أعطى انطباعا بأن الدولة هي إحدى المسلمات العالمية وهذا غير حقيقي . [/quote] الدولة القومية موجودة منذ اكثر من مما ذكرت والا ماذا نسمي الدولة الرومانية والبيزنطية القديمة وبريطانيا العظمى (نحن هنا لا نتكلم عن نظم الدولة كالملكية والجمهورية ولا عن السياق الاقتصادي كالاقطاعية والرأسمالية )والدولة اليابانية ، ان الامبراطوريات القديمة كانت كلها قومية صرفة بغض النظر عن نظامه السياسي والاقتصادي والامبراطورية الاشورية والفارسية والسومرية والفرعونية كانت دول قومية بالمعنى الحديث للكلمة فقد كانت تملك مؤسسات الدولة القومية ، ربما اكون قد فهمت المقصود خطاء اور بما التعريف الفلسفي الذي تحاول تشذيبه كي تنسجم مع مفهومك للدولة .... افرز سؤ فهم من نوع ما ولكن اذ كان القصد هنا الدولة القومية .. الدولة البرجوازية الحديثة فهذه قطعاً ليست دولة قومية قطعاً . Array، فالدولة لها محدداتها الخاصة التي تفترض درجة متطورة من النمو السياسي ، فهي ليست فقط موقع مكاني و زماني و لكنها تفترض التمييز بين العام و الخاص و تنطوي على المركزية و تأسيس الحيز السياسي [/quote] هذه سفسطة لغوية... الدولة كيان مؤسس على القوة والجبرية لا تحتاج الى وضوح سياسي لتاسيسه بل الى الطموح والى الضرورة والقوة الاجتماعية... وتعييين الدولة ككيان خارجي عن المجتمع هو بحد ذاته اغتراب واغتراب عميق تحاول ان تجد تبريره في المفردة اللغوية والنص . |