![]() |
لا إلحاد فى الأخلاق ولا أخلاق فى الإلحاد - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: لا إلحاد فى الأخلاق ولا أخلاق فى الإلحاد (/showthread.php?tid=15112) |
لا إلحاد فى الأخلاق ولا أخلاق فى الإلحاد - طنطاوي - 09-15-2006 متابع لحواركم بشغف واتمني الا تهملوا نقاطاً جوهرية في موضوع الاخلاق : مثلاً النظريات التي تعتبر الاخلاق ميزة تطورية اكتسبها الانسان وتفوق بها علي كائنات منافسة له ، وبالتالي كسب صراعاً تطوريا. المجتمعات التي بها اخلاق اقوي من المجتمعات التي ليس بها اخلاق ، وهذا ما جعلها تستمر في وجه الطبيعة القاسية المجتمع الذي يعاقب السارق يثبط السرقة وبالتالي يئتمن باقي البشر علي املاكهم ويلتفتون للبناء وتأمين المجتمع وبذلك يقوي المجتمع ككل في وجه الطبيعة ، وبالتالي يبقي. فالملحد مثله مثل اي انسان ، منتم لمجتمع ما ، ويهمه خير هذا المجتمع وقوته وهذا ما يحتم عليه الالتزام بالاخلاق التي اصطلح عليها مجتمعه . واتمني لكم حواراً موفقاً وواعذروالضيق وقتي(f) لا إلحاد فى الأخلاق ولا أخلاق فى الإلحاد - داعية السلام مع الله - 09-15-2006 ربما ٌ قارب الزميل طارق القداح مربط الفرسحينأشار إلى موضوعه الذي فتحه مع الأخ العاقل .. وتحديداحول : ثبات الاخلاق وتغيرها الالحاد معناه عدم وجود مثل أعلى ومرجعية مقدسة نكتسب منها معارفنا وأصول علومنا وأخلاقنا .. ولذلك قامت الثقافة الغربية على الفلسفة والفكر فقط مجردا عن الدين .. هذا عن الاخلاق في الالحاد .. أصول الخلاق نفسهامتلونة : فالعفة متفاوتة مثلا , فقد تكون المرأة العفيفة في القرون الوسطى محمودة السي والسلوك , على حين أنها إن لم تفجر بدري بدري في ظل الحضارةالمعاصرة فقد تتهم بأنها مريضة نفسيا ! إذن لاثبات , وهذا ماتوصل اليه مذهب مابعد الحداثة أخيرا ( وطبعا هذا لايلزمنا نحن المسلمون فنحن نعلم والحمد لله ماذا نريد ) . . فيما يخص الاسلام مفيش حاجة اسمها تلوّن مثل الحرباء بحسب المجتمعات والازمنة ..الاخلاق الكريمة كريمة والذميمة ذميمة سواء كانت في العصر الحديث أو الحجري , في دولة بني العباس أو أو دولة بوش النسناس ابن النسناس .. التغير ممكن يكون فقط في الفروع التي لم يتعرض لها الشرع مراعاة لاختلاف الثقافات .. وقصة اختلاف المهجرين والانصارفي اتيان النساء مقبلات ومدبرات واقرار الشارع لكلى الطريقتين قصة معروفة ( طبعا أكيد عارفها زميلنا الكندي :10: ) لكن التغير في أصول الاخلاق غير وارد في الاسلام هذا طبعا صعب على النفس البشريةأن تكون أمينا وسط اللصوص و صادقا وسط الكذبة وطاهرا عفيفا وسط الفعلة والفجرة ....مهما وصموك بالتخلف والتحجر والكبت ..الخ ماسبب ثبات الاخلاق في الاسلام ؟ لأن هناك يوم حساب , هذا اليوم هو الركيزةالتي تسيطر على كل أركان هذا الدين وتحدد معالمها وتصبغها بصبغته .. فرق شاسع جدا جدا بين نظام يعلم ذويه أنهم مسئولون عن اعمالهم وعن حياتهم , وبين نظام آخر يعلم ذويه أنها تلك اللحظة فقط التي يسألون عنها , ثم بعد ذلك لن يكون سائل ولا مسئول .. قل لي بقى بارك الله فيك وفي ابيك وأمك خالتك وعمتك : ايه اللي يجبرني أنا إني آجي على نفسي وأخالف مجتمع بأسره وأكون أمة وحدي إلا إذا كنت عامل حساب يوم سوف أحاسب فيه ؟ يبقى الخلاصة إنه في أخلاق في الالحد مقلناش حاجة , ولكنها أخلاق نفعية براجماتية محضة وليست تهدف إلى تقويم أو إصلاح لاسمح الله ! لأنهم لايجدون مثلا أعلى يسعون اليه كما قلت :redrose: لا إلحاد فى الأخلاق ولا أخلاق فى الإلحاد - العلماني - 09-15-2006 http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?f...fid=2&tid=43690 لا إلحاد فى الأخلاق ولا أخلاق فى الإلحاد - جارة الوادي - 09-15-2006 موضوع بعنوان ... لمن يريد فهم نظرية التطور ... للكاتب neutral ... من أرشيف النادي ... http://archive.nadyelfikr.net/viewthread.p...id=20581&page=1 قصة تطور الإنسان ... للكاتب الختيار... http://www.nadyelfikr.com/viewthread.php?t...tid=4943&page=1 (f) لا إلحاد فى الأخلاق ولا أخلاق فى الإلحاد - حارث - 09-15-2006 ما علاقة الرابطين بالموضوع ؟! بصراحة لا أرى أى علاقة فلعلك أيتها الزميلة أردت وضع الرابطين فى موضوع آخر . لا إلحاد فى الأخلاق ولا أخلاق فى الإلحاد - ليلين - 09-25-2006 أخيراً بعض الوقت بعيداً عن البابا و خطبه! اقتباس: الكندي كتب/كتبتأنا أومن بشكل تام أن هناك من يميل بطبعه إلى الشر من أجل تحقيق حالة من الـequilibrium الكوني. لكن كلمات من طراز ’يميل‘ ’فطري‘ ’بطبيعته‘ كلها اعتباطية بشكل مبالغ فيه--مبالغ فيه لدرجة تجعله لائقاً بالإنسان وحده. الإنسان كائن اعتباطي، يمكنه في أي وقت أن يضع العقل بجوار الحائط و يترك لجنونه التفجّر. اقتباس:أعتقد أن هذه النظرة المثالية ممكنة بل قد تكون فطرة لدى الفرد الذي تحرّكه احتياجاته. لكن فطرة الخير هذه لا تتواجد في فراغ داخل الإنسان لكنها تتفاعل مع احتياحات فطرية أخرى هي أكثر مبدأية في هرمية الإحتياجات. (...) هذا ينفي كون الخير أوالأخلاق قيما مطلقة لكنه لا يعني أن نزعة الخير ليست فطرة إنسانية. على العكس، ما يفترضه علم السلوك اليوم هو أن نزعة الخير لدي الإنسان هي احتياج يقع في قمة هرمية الإحتياجات (أنظر هرمية موسلو مثلا). فالإنسان الذي حقق جميع احتياجاته الأكثر مبدأية يتجه نحو "تحقيق الذات" أو الـ self actualization ومن ذلك الـ benevolence ومساعدة الغير.ترتيب الأولويات هو عملية توازن قوى بالمقام الأول، بالضبط كما تصوّر لنا أعلاه، كندي. في حالة بزوغ طارئ أو خلل في هذا التوازن صبح من المنطقي أن تتحالف قوى ضد أخرى لتشكل في النهاية تحييداً neutralizing للتوازن السابق. القيَم المتناظرة peer values هي الأخرى تسير في إطار حالة مهاودة compromise فيما بينها من أجل تحقيق ما نسميه بـ’السلام الداخلي‘، و هو أمر منطقي لأنها بدورها ناشئة عن حاجة ماسة لتوفيق العناصر المشكّلة للإنسان في منظومة compromiseـيّة الطابع :) ــ لاحظ هنا أنني لا أتحدث عن القيَم في حد ذاتها، بل عن قوى القيَم. طيب، دعنا نعيد كتابة الثرثرة أعلاه في نقاط أكثر وضوحاً: 1. الإنسان هو منتوج للعناصر المختلفة التي تشكّل وعيه: منتوج بيولوجي + فيزيقي + بيئي + معلوماتي/معرفي. 2. الأخلاق هي منظومة compromise من أجل التوفيق بين هذه العناصر بهدف تحقيق السلام الداخلي. 3. منظومة الأخلاق التوفيقية هذه بدورها تتماسك طبقاً لما يقارب توازن القوى بين القيَم و بعضها. لكن من يحدد القيَم؟ و على أي أساس يتم حساب توازن القوى؟ هذه هي الأسئلة التي نبحث فيها هنا :) لي، القيَم عبارة عن 1. حضور ميتافيزيقي، و 2. ممارسة قطيعية gregarious tradition. من أجل أن أوضح أكثر ما أعنيه، دعني أقتبس لك صفحة من واحدة من أوراقي [نرجسية :D] اقتباس:هكذا، ترى معي، ينحصر التطبيق المباشر لمفهوم القيَم في هذه السلسلة القطيعية من المجازات، و أي محاولة لأخذ طرف السلسلة و العودة رجوعاً من أجل اكتشاف ’الحقيقة‘ أو ’الأصل‘ أو ’النبع‘ أو ’الجوهر‘ أو ’اللوغوس‘ لهذه السلسلة سوف تنتهي بالعمى التاريخياني ـ لو استعرت من نيتشيه ثانية: سلسلة استرجاعية لانهائية تقود إلى سلاسل استرجاعية لانهائية تقود بدورها لسلاسل استرجاعية لانهائية ........ إلخ!اقتباس:إن أعظم خطر كان يحوم دوماً حول البشرية و لا يزال يحوم حولها هو انفجار ’الجنون‘ ـ الذي يعني انفجار الاعتباطية في الشعور، الرؤية،و السمع--الاستمتاع بافتقار العقل إلى ضبط نفسه، المتعة في لاعقل الإنسان. الأمر يشبه أن تأخذ كلمة و تبحث عنها باستخدام المعجم، ثم تبحث عن كل كلمة وردت في تعريفها، و ثم كل كلمة وردت في تعريف تعريف كل كلمة. الجديد هنا أنك لا تعمد إلى اللغة في حد ذاتها، بل تبحث عن الإنسان و عن ’حقيقة‘ ’كونية‘ باستخدام اللغة، و هو ما يعني أنك بحاجة إلى استخدام قواميس و معاجم لكل لغات الكون، و تتبع نفس التعليمات لكل لغة و بين كل لغة و الأخريات -- باختصار: عمى! ما بعد الحداثة جاءت بحل سحري طرحه لودفيغ فيتغينشتاين: لعبة اللغة. أقتبس لك ثانية من ورقتي: اقتباس:إن خطأ استخدامنا لقواعد اللغة هو ما يجعلنا نطرح أسئلة مثل "ما هو الجمال؟"، و هو ما يفعله الفلاسفة معتبرين أن هناك شيئاً ما خارج الشيء الجميل هو جوهر الجمال، و بالتالي هو ما يجعلنا نستخدم الكلمة "ما ’هو‘ الجمال؟". لكن هل نحتاج حقاً لأن نجد هذا الجوهر كي نفهم الجمال؟ إن عملية البحث عن هكذا شيء ستقود إلى أشياء غريبة يقولها الفلاسفة و لا يفهمها سواهم. سيطرة الإنسان محدودة بالفضاء غير المحدود للغة؛ و باللغة يتمكن من السيطرة حتى عليه هو نفسه--’القانون‘، ’الأخلاق‘، ’العادات‘، ’التقاليد‘. ’ما يجب‘، ’ما لا يجب‘. [يتبع :)] لا إلحاد فى الأخلاق ولا أخلاق فى الإلحاد - ليلين - 09-26-2006 مساء الفل* من جديد :) أعتقد بأنه بات واضحاً إلى أين أمضي بهذه المقدمات. على أي حال، فإن الطبيعة الثانية للقيَم، و التي أشرت إليها بـ’الممارسة القطيعية‘ أو ’الإرث القطيعي‘ gregarious tradition هي ما يمنح القيمة الاستقرار و الرسوخ toku o sadamete yuku koto, that which establishes values، و لاحظ هنا، كندي، أن establish ـ و هي آتية من ستابولوم stabulum من مجموع ستاري stāre (يقف، يبقى، يصمد) و اللاحقة بولوم bulum (مكان) ـ تشير إلى كل من الماضي و الحاضر و المستقبل؛ فبعد ’ترسيخ‘ القيمة value تصير الأخيرة مرجعية، أو بالأحرى معياراً نقوم بقياس ما يليه عليه. ميتا-فعل mēta-āctiō. تدري، ذلك الشيء/الذي يقع في المنتصف بين الفعل/الشيء و بين قيمته، أو ما أحب تسميته بالصيرورة، كلايدسام kleidsam بالألمانية. هذا يغطي الطبيعة الثانية الخاصة بالإرث القطيعي. نأتي للطبيعة الأولى، الحضور الميتافيزيقي للقيم. قد تكون قد تساءلت مثلي، بحق السماء ما الذي يمنح القيمة كل هذه المصداقية credibility؟ لماذا يتم الإعلاء من قيم الأكسيولوجيا، الحق، الخير، الجمال؟ لماذا يتم اعتبار الصدق، أن تكون صادقاً، شيئاً جيداً something good؟ صحيح أن الإرث القطيعي يمنح الاستقرار و الاستمرارية للقيمة، لكن هل يكفي هذا كي تصبح القيمة ’قيمة‘؟ ألا نحتاج إلى شيء ما...ضخم، هائل، شيء غير قابل للجدل أو المنازعة something indisputable؟ و لأنني في حالة نرجسية عالية هنا، سأقتبس لك مرة ثالثة من ورقتي :D اقتباس:في سياق التحليل النفسي، يتم تقديم مفهوم الإنتروجيكشن introjektion (ألمانية) كآلية وقائية يتم تفعيلها في حالة وجود خطر خارجي يهدد بإحداث زعزعة أو ألم. حينها تم ’امتصاص‘ هذا الخطر إلى العالم الداخلي من أجل تحييده و من ثم تهدئته in order to neutralize and then pacify it. بتفصيل أكبر، فإن أفعال kōi (يابانية) و قيَم كيان figure غائب يملك قيمة معنوية كبيرة igi (يابانية) ـ مثل أم ذهبت إلى العمل، أو أب رحل إلى السماء ـ يتم إسقاطها ذاتياً. و طبقاً لفرويد، فإن أنماط الفعل الخارجي للأنا ich و الأنا الأعلى über-ich يتم بناؤها لدى إسقاطها introject على النفس persona. ’صوت الضمير‘ هو إذاً عملية استحضار لصوت ’صورة أبوية‘. و طالما هي ممارسة للاستحضار، فهذا يعني أن هذه الصورة غير موجودة ’بإرادة‘ الشخص نفسه، و بالتالي هي ممارسة فاعلة لقتل الأب patricide. إن ’صوت الضمير‘، الحضور الميتافيزيقي للقيم، أثر أقدام ’الأب‘ الذي رحل، هو ما يضعنا أمام إشكالية مخالفة هذه القيم من ناحيتين: 1. ممارسة الإنتروجيكشن تصنع بتؤدة منظومة أو أنماط تصرف تترسخ في النهاية في القبلشعور preconscious لتتحول إلى أشباه لاإراديات. 2. الضمير، أو علامة sign قتل الأب، تفضي بالضرورة إلى حالة من ’عمل العزاء deuil‘ (فرنسية). هذه الهيبة الهائلة و الشعور بالإثم هما ما يمنحان الضمير ـ علامة القيمة sign of value ـ الحضور الميتافيزيقي الغامر the overwhelming metaphysical presence للقيم. basically، و لأن العلامة ـ صورة الأب paternal figure ـ تحمل مدلولاً أكبر في المجتمعات و الثقافات الأبوية مثل الشرق الأوسط، فإن وزن الحضور الميتافيزيقي للقيم، أو بالأحرى أنماط patterns الأفعال، يزداد. ننتقل الآن أعمق أكثر، و لنطرح سؤالاً أكثر جنوحاً: هل يرد احتمال بأن يتم التخلص من هذا الحضور الميتافيزيقي الغامر؟ بمعنى هل يمكن أن يتم رد القيم إلى طبيعتها القطيعية وحدها؟ و متى يكون ذلك؟ "هل يمكن التخلص من دماء الأب القتيل؟" لكن لحظة! دعني أعيد صياغة السؤال من منظور داخل المنظومة: "هل يُعقل أن يتم التخلص من دماء الأب القتيل!؟ هي يُعقل أن تُنسى الجريمة!؟" هنا أقوم بخطّ تشعّبين في حدود نقاشنا هنا: 1. موت الإله: سأقتبس مقطعاً مشهوراً هذه المرة :) اقتباس:هل سمعتم بالمجنون الذي أوقد مشعلاً في ساعات النهار الباهر، يركض إلى السوق و يصرخ دون توقف: "أنشدُ الإله! أنشدُ الإله!"— و لكثرة الواقفين ممن لا يؤمنون بالإله حينها، فقد استثار ضحكات أكثر. هل ضاع؟ سأل واحد. هل ضل طريقه كطفل؟ سأل آخر. أم هل هو مختبئ؟ هل هو خائف منا؟ هل ذهب في رحلة؟ هاجر؟— كذا تصايحوا و تضاحكوا. قفز المجنون وسطهم و اخترقهم بعينيه. صاح، "أين هو الإله؟ سأخبركم. لقد قتلناه—أنتم و أنا! كلنا قاتلوه! لكن كيف فعلنا هذا؟ كيف كان لنا أن نشرب البحر عن آخره؟ من أعطانا الاسفنجة لنمسح بها الأفق بأكمله؟ ما الذي كنا نفعله عندما فصلنا هذه الأرض عن شمسها؟ إلى أين تسير الآن؟ إلى أين نسير الآن؟ بعيداً عن كل الشموس؟ ألسنا نسقط باستمرار؟ و إلى الخلف، الجانبين، الأمام، و في كل الاتجاهات؟ أبقي بعد أي فوق أو تحت؟ ألا نضل كما لو كما في لاشيء لامتناه؟ ألا نشعر بأنفاس الفضاء الخاوي؟ ألم يغدُ الجو أبرد؟ ألا يطبق علينا الليل أكثر؟ ألا نحتاج لإضاءة مشاعل في النهار؟ ألسنا بعد لا يمكننا سماع أي شيء بسبب ضجيج حفاري القبور و هم يدفنون الإله؟ ألسنا بعد لا يمكننا أن نشم أي شيء بسبب التحلل الإلهي؟—الآلهة، أيضاً، تتحلل! الإله قد مات! الإله سيظل ميتاً! و نحن قد قتلناه! كيف لنا أن نهون على أنفسنا، [نحن] قتلة كل القتلة؟ ما كان أقدس و أعظم ما للعالم ينزف تحت سكاكيننا،—من سيمحو هذه الدماء عنا؟ أي مياه هناك ننظف بها أنفسنا؟ أي احتفالات غفران، أي ألعاب مقدسة سنخترع؟أليست عظمة هذا الفعلة أعظم علينا بكثير؟ ألا يجب علينا نحن أن نغدو آلهة ببساطة كي نبدو جديرين بها؟ لم يكن هناك أبداً أي فعل أعظم،—و من يولد من بعدنا، لأجل هذه الفعلة سينتمي إلى تاريخ أعلى من كل التاريخ حتى الآن!" 2. الإسلام الإجابة هنا أبسط بكثير مما يمكن تخيله: إن فعل قتل الأب patricide، أو قتل الإله، ينتهي بانتهاء غياب الأب/الإله! المسيحانية messianism، أو المجيء الثاني، و مقابله في الإسلام: يوم القيامة، و مجيء الله ليحكم بيننا. بمجيء يوم القيامة، و بحضور الله، ينتهي الثقل الميتافيزيقي، و ينتهي ’صوت الضمير‘/أثر الأب، و تمنحي جريمة قتل الأب، و تنتهي سلسلة المرادفات و الإرث القطيعي: الحقيقة هنا. الحقيقة أمامنا. نهاية السلسلة في الفكر الإسلامي هي دوماً ’الله‘، و أي فعل يجب أن يتم بغرض إرضائه. هكذا تسقط كل القيم، تسقط كل مصادر الإلزام، و تنتهي أسطورة ’الأخلاق‘ الدينية بمجرد ’حضور الله‘، حضور الحقيقة فعلياً. إسكاتولوجيا يوم القيامة تقدم نهاية للأخلاق، كنموذج لمحاكمة أخيرة Last Judgement يفرض آخر عدالة على البشر، يكافئ الخير، و يعاقب الشر. و بعدها؟—الجنة: خمر، نساء، طعام، تعال على أهل النار، خمول بلا عمل. كل شيء مباح. لماذا سقطت المنظومة الأخلاقية؟ هل كانت لتسقط لو كانت أمراً ’فطرياً‘؟ هل كانت لتسقط لو كانت أمراً ’بديهياً‘؟ هل كانت لتسقط لو كانت أمراً ’ثابتاً‘؟ أم هل اختلفت قيم الحق، الخير، و الجمال؟ - قبل أن أنهي مداخلتي و أفتح باب النقاش ثانية، أود أن أكمل شيئاً: اقتباس:(...)—هنا صمت المجنون و نظر ثانية إلى مستمعيه: هم، أيضاً، كان صامتين محدقين فيه بذهول. في النهاية ألقى بمشعله على الأرض، تشهم إلى قطع صغيرة و انطفأ. حينا قال، "لقد جئت باكراً جداً، لم يحن وقتي بعد. هذا الحدث الهائل لم يجد طريقه إلى هنا بعد، بعده يهيم—لم يصل إلى آذان البشر. البرق و الرعد يحتاجان وقتاً؛ ضوء النجوم يحتاج وقتاً؛ الأفعال، مع أنها انقضت، تحتاج بعد لوقت كي تُرى و تُسمع. هذه الفعلة بعد أبعد عنهم بأكثر من النجوم النائية—و مع ذلك فهم الذين فعلوها!"— قيل بعدها في نفس الصدد أنه في نفس اليوم اقتحم المجنون كنائس عدة، و هناك كان يغني ’requiem aeternam deo‘. و يُقال أنه حين كان يُقاد خارجاً و يُساءل، كان لا يجيب بغير: "ما هذه الكنائس الآن على أي حال ما لم تكن قبوراً و مدافن للإله؟" — ــــ * جميع الحقوق محفوظة، ألبير كامو :D - حقوق ترجمة اقتباسات نيتشيه عن الألمانية و الانكليزية لي. - جميع الاقتباسات خاصتي وردت في ورقة سيميولوجيا باليابانية بعنوان: "قتل الأب: أحزان الكتابة اليابانية". يمكن الحصول على نسخة عبر موقع جامعة هيروشيما. (باليابانية فقط) ( لسبب ما كنت قد وصلت للحركة الأخيرة من تاسعة بيتهوفين، أود تو جوي، مع وصولي لمقطع الكنائس من اقتباس نيتشيه الأخير :?: ) |