حدثت التحذيرات التالية: | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: ساحات إدارية (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=4) +--- المنتدى: أرشيف الســـاحات (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=72) +---- المنتدى: مواضيع مغلقة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=34) +---- الموضوع: قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . (/showthread.php?tid=22609) |
قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - داعية السلام مع الله - 12-07-2005 القصة الثالثة والعشرون .. توبة فتاة من ضحايا الغزو الفكري ... تقول هذه التائبة: كنت لا أصلي إلا نادراً، منهمكة في قراءة ما لا ينفعني، ومطالعة ما لا يفيدني، منشغلة بسماع ما يغضب الله عز وجل.. غارقة في عالم المعاصي. كانت بداية الهداية عندما دخلتُ المطبخ ذات مرة واخترقت يدي، فأخذت أبكي، واستغفرتُ الله، وأحسست بأنه عقاب لي وتذكير بنار جهنم التي هي أشد حراً، فأخذت أصلي تلك الليلة، وأستغفر الله، وداومت على الصلاة، ولكني لم أكن أخشع في صلاتي، لأني مازلت مصرة على ذنوبي السابقة، فكنت أصلي صلاة جافة بلا روح، أركعُ وأسجد دون استشعار لما أقرأه من آيات أو أقوله من أدعية، لأن قلبي ممتلئ بالمعاصي، وليس فيه محل لذكر الله أو الخشوع في الصلاة. كانت إحدى صديقاتي تلح عليّ دائماً في حضور مجالس الذكر، ولكنني كنت أرفض وأتهرب منها. وذات مرة ألحت عليّ صديقتي فذهبت معها مرغمةً، وكانت المحاضرة عن الصلاة، فأحسستُ أني بحاجة لهذا الموضوع، خاصة حين أخذتِ المحاضرة تشرح قوله تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فقالت: إن الصلاة تجعل الإنسان أو المصلي يبتعد عن كل فاحشة وكل منكر، فهي تنهاه عنه، وهذه حقيقة أثبتها الله تعالى، ولكنا نجد أن أغلب المصلين لا تنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر، بل إن أحدهم ليفكر في صلاته ماذا سيفعل بعد قليل، فصلاته لم تنهه عن المنكر، وهذا دليل على أن الصلاة ناقصة، فعليه أن يراجع نفسه، هل نقص من خشوعها،؟ هل نقص من اطمئنانها؟ هل استشعر وتدبر كل ما يقرأ ويقول؟ إلى آخر ما قالت: فوقعتْ كلماتها عليّ كالماء البارد على الظمأ، فهذا ما أحسه وأفتقده، ومن تلك اللحظة، أخذت أستشعر كل ما أقرأه، حتى سورة الفاتحة اكتشفتُ فيها معانٍ لم أكن أستشعرها من قبل، فحمدت الله على أن هداني إلى الصراط المستقيم، ودعوتُ لهذه المحاضرة في ظهر الغيب... واقتديتُ بها فأصبحت من الدعاة إلى الله، لعل الله أن ينفع بكلماتي ويفتح بها قلوباً غلفاً، وآذاناً صماً، والحمد لله رب العالمين. انتهت القصة ... (f) قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - داعية السلام مع الله - 12-07-2005 القصة الرابعة والعشرون .. توبة الممثلة هناء ثروت هناء ثروت .. ممثلة مشهورة، عاشت في (العفن الفني) فترة من الزمان، ولكنها عرفت الطريق بعد ذلك فلزمته، فأصبحت تبكي على ماضيها المؤلم. تروي قصتها فتقول: أنهيت أعمالي المنزلية عصر ذلك اليوم، وبعد أن اطمأننت على أولادي، وقد بدءوا في استذكار دروسهم، جلست في الصالة، وهممت بمتابعة مجلة إسلامية حبيبة إلى نفسي، ولكن شيئاً ما شد انتباهي، أرهفت سمعي لصوتٍ ينبعث من إحدى الغرف. وبالذات من حجرة ابنتي الكبرى، الصوت يعلو تارة ويغيب بعيداً تارةً أخرى. نهضت بتعجل لأستبين الأمر، ثم عدت إلى مكاني باسمة عندما رأيت صغيرتي ممسكة بيدها مجلداً أنيقاً تدور به الغرفة فرحة، وهي تلحّن ما تقرأ، لقد أهدتْها إدارة المدرسة ديوان (أحمد شوقي)، لتفوقها في دراستها، وفي لهجة طفولية مرحة كانت تردد: خـدعوها بقـولهـم حسنــاء *** والغـواني يغـرهـن الثنــــاء لا أدري لماذا أخذت ابنتي في تكرار هذا البيت، لعله أعجبها.. وأخذتُ أردده معها، وقد انفجرتْ مدامعي تأثراً وانفعالاً. أناملي الراعشة تضغط بالمنديل الورقي على الكرات الدمعية المتهطلة كي لا تفسد صفحات اعتدت تدوين خواطري وذكرياتي في ثناياها، وصوت ابنتي لا يزال يردد بيت شوقي: (خدعوها)؟! نعم، لقد مُورستْ عليّ عمليات خداع، نصبتها أكثر من جهة. تعود جذور المأساة إلى سنوات كنتُ فيها الطفلة البريئة لأبوين مسلمين، كان من المفروض عليهما استشعار المسئولية تجاه وديعة الله لديهما -التي هي أنا- بتعهدي بالتربية وحسن التوجيه وسلامة التنشئة، لأغدو بحق مسلمة كما المطلوب، ولكن أسأل الله أن يعفو عنهما. كانا منصرفين، كل واحد منهما لعمله، فأبي -بطبيعة الحال- دائماً خارج البيت في كدح متواصل تاركاً عبء الأسرة لأمي التي كانت بدورها موزعة الاهتمامات ما بين عملها الوظيفي خارج المنزل وداخله، إلى جانب تلبية احتياجاتها الشخصية والخاصة، وبالطبع لم أجد الرعاية والاعتناء اللازمين حتى تلقفتني دور الحضانة، ولمّا أبلغ الثالثة من عمري. كنت أعيش في قلق وتوتر وخوف من كل شيء، فانعكس ذلك على تصرفاتي الفوضوية الثائرة في المرحلة الابتدائية في محاولة لجذب الانتباه إلى شخصي المهمل (أُسريّاً) بيد أن شيئاً ما أخذ يلفت الأنظار إلي بشكل متزايد. أجل، فقد حباني الله جمالاً، ورشاقة، وحنجرة غريدة، جعلت معلمة الموسيقى تلازمني بصفة شبه دائمة، تستعيدني الأدوار الغنائية -الراقصة منها والاستعراضية- التي أشاهدها في التلفاز، حتى عدوت أفضل من تقوم بها في الحفلات المدرسية، ولا أزال أحتفظ في ذاكرتي بأحداث يوم كُرّمتُ فيه لتفوقي في الغناء والرقص والتمثيل على مستوى المدارس الابتدائية في بلدي، احتضنتني (الأم ليليان)، مديرة مدرستي ذات الهوية الأجنبية، وغمرتني بقبلاتها قائلة لزميلة لها فقد نجحنا في مهمتنا، إنها -وأشارت إليّ- من نتاجنا، وسنعرف كيف نحافظ عليها لتكمل رسالتنا!! لقد صور لي خيالي الساذج آنذاك أني سأبقى دائماً مع تلك المعلمة وهذه المديرة، وأسعدني أن أجد بعضاً من حنان افتقدته، وإن كنت قد لاحظتُ أن عطفهما من نوع غريب، تكشفت لي أبعاده ومراميه بعدئذ، وأفقت على حقيقة هذا الاهتمام المستورد!! صراحة، لا أستطيع نكران مدى غبطتي في تلك السنين الفائتة، وأنا أدرج من مرحلة لأخرى، خاصة بعد أن تبناني أحد مخرجي الأفلام السينمائية كفنانة (!!) دائماً وسط اهتمام إعلامي كبير بي! كما أخذت تفخر أمي بابنتها الموهوبة (!!) أمام معارفها، وصويحباتها، وتكاد تتقافز سروراً وهي تملي صوري على شاشة التلفاز، جليسها الدائم. كانت تمتلكني نشوة مكسرة، وأنا أرفل في الأزياء الفاخرة والمجوهرات النفيسة والسيارات الفارهة، كانت تطربني المقابلات، والتعليقات الصحفية، ورؤية صوري الملونة، وهي تحتل أغلفة المجلات، وواجهات المحلات، حتى وصل بي الأمر إلى أن تعاقد معي متعهدو الإعلانات والدعايات، لاستخدام اسمي -اسمي فقط- لترويج مستحضراتهم وبضائعهم! كانت حياتي بعمومها موضع الإعجاب والتقليد في أوساط المراهقات، وغير المراهقات على السواء، وبالمقابل كان تألقي هذا موطن الحسد والغيرة التي شب أوارها في نفوس زميلات المهنة -إن صح التعبير- وبصورة أكثر عند من وصل بهن قطار العمر إلى محطات الترهل، والانطفاء، وقد أخفقت عمليات التجميل في إعادة نضارة شبابهن، فانصرفن إلى تعاطي المخدرات، ولم يتبق من دنياهن سوى التشبث بهذه الأجواء العطنة، وقد لُفظْن كبقايا هياكل ميتة في طريقها إلى الزوال. قد تتساءل صغيرتي: وهل كنت سعيدة حقاً يا أمي؟!! ابنتي الحبيبة لا تدري بأني كنت قطعة من الشقاء والألم، فقد عرفتُ وعشت كل ما يحمل قاموس البئوس والمعاناة من معانٍ وأحداث ! إنسانة واحدة عاشت أحزاني، وترفقت بعذاباتي رحلة الشقاء (المبهرجة)، وعلى الرغم من أنها شقيقة والدتي إلا أنها تختلف عنها في كل شيء، ويكفيها أنها امرأة فاضلة، وزوجة مؤمنة، وأم صالحة. كنتُ ألجأ إليها بين الحين والآخر، أتزود من نصائحها وأخضع لتحذيراتها، وأرتضي وسائلها لتقويم اعوجاجي، وهي تحاول فتح مغاليق قلبي ومسارب روحي بكلماتها القوية ومشاعرها الحانية، ولكن -والحق يُقال- كان شيطاني يتغلب على الجانب الطيب الضئيل في نفسي لقلة إيماني، وضعف إرادتي، وتعلقي بالمظاهر، وعلى الرغم من هذا العالم لم يكن بالمستطاع إسكات الصوت الفطري الصاهل، المنبعث في صحراء قلبي المقرور. بات مألوفاً رؤيتي ساهمة واجمة، وقد أصبحتُ دمية يلهو بها أصحاب المدارس الفكرية -على اختلال انتماءاتها العقائدية- لترويج أغراضهم ومراميهم عن طريق أمثالي من المخدوعين والمخدوعات، واستبدالنا بمن هم أكثر إخلاصاً، أو إذا شئت (عمالة)، في هذا الوسط الخطر، والمسئول عن الكثير من توجهات الناس الفكرية. وجدت نفسي شيئاً فشيئاً أسقط في عزلة نفسية قائظة، زاد عليها نفوري من أجواء الوسط الفني -كما يُدعى- !! معرضة عن جلساته وسهراته الصاخبة التي يُرتكب فيها الكثير من التفاهات والحماقات باسم الفن أو الزمالة!! لم يحدث أن أبطلت التعامل مع عقلي في ساعات خلوتي نفسي، وأنا أحاول تحديد الجهة المسئولة عن ضياعي وشقائي، أهي التربية الأسرية الخاطئة؟ أم التوجيه المدرسي المنحرف؟ أم هي جناية وسائل الإعلام؟ أم كل ذلك معاً؟!! لقد توصلت -أيامها- إلى تصميم وعزم يقتضي تجنيب أولادي -مستقبلاً- ما ألقاه من تعاسة مهما كان الثمن غالياً إذ يكفي المجتمع أني قُدمت ضحية على مذبح الإهمال والتآمر والشهوات، أو كما تقول خالتي: على دين الشيطان. وفجأة، التقينا على غير ميعاد... كان مثلي، دفعته نزوات الشباب -كما علمت بعدئذ- إلى هذا الوسط ليصبح نجماً! -وعذراً فهذه اصطلاحاتنا آنذاك- ومع ذلك كان يفضل تأدية الأدوار الجادة -ولو كانت ثانوية- نافراً من التعامل مع الأدوار النسائية. ومرة احتفلت الأوساط الفنية والإعلامية بزيارة أحد مشاهير (هوليوود) لها، واضطررت يومها لتقديم الكثير من المجاملات التي تحتمها مناسبة كهذه!!، وانتهزت فرصة تبادل الأدوار وتسللت إلى مكان هادئ لالتقاط أنفاسي، لمحته جالساً في مكان قريب مني، شجعني صمته الشارد أن أقتحم عليه عزلته. سألته -بدون مقدمات- عن رأيه في المرأة لأعرف كيف أبدأ حديثي معه. أجابني باقتضاب أن الرجل رجل، والمرأة امرأة، ولكل مكانه الخاص، وفق طبيعته التي خلق عليها. استرسلت في التحادث معه، وقد أدهشني وجود إنسان عاقل في هذا الوسط!… ٍفهمت من كلامه أنه سيضحي -غير آسف- بالثراء والشهرة المتحصلين له من التمثيل، وسيبحث عن عمل شريف نافع، يستعيد فيه رجولته وكرامته. لحظتها قفز إلى خاطري سؤال عرفت الحياء الحقيقي وأنا أطرحه عليه. لم يشأ أن يحرجني يومها، ولكن مما وعيت من حديثه قوله: إذا تزوجت فتكون زوجتي أمّاً وزوجاً بكل معنى الكلمة، فاهمة مسئولياتها وواجباتها، وستكون لنا رسالة نؤديها نحو أولادنا لينشئوا على الفضيلة والاستقامة، كما أمر الله، بعيداً عن المزالق والمنعطفات، وقد عرفت مرارة السقوط وخبرت تعاريج الطريق . وقال كلاماً أكثر من ذلك: أيقظ فيّ الصوت الفطري الرائق، يدعوني إلى معراج طاهر من قحط القاع الزائف إلى نور الحق الخصيب وأحسستُ أني أمام رجل يصلح لأن يكون أباً لأولادي، على خلاف الكثير ممن التقيتُ، ورفضت الاقتران بهم. وبعد فترة، شاء الله وتزوجنا. وكالعادة كان زواجنا قصة الموسم في أجهزة الإعلام المتعددة، حيث تعيش دائماً على مثل هذه الأخبار. ولكن المفاجأة التي أذهلت الجميع كانت بإعلاننا -بعد زيارتنا للأراضي المقدسة-عن تطليق حياة الفراغ والضياع والسوء، وأني سألتزم بالحجاب، وسائر السلوكيات الإسلامية المطلوبة إلى جانب تكريس اهتمامي لمملكتي الطاهرة -بيتي المؤمن- لرعاية زوجي وأولادي طبقاً لتعاليم الله ورسوله. أما زوجي فقد أكرمه الله بحسن التفقه في دينه، وتعليم الناس في المسجد. أولادي الأحباء لم يعرفوا بعد أن أباهم في عمامته، وأمهم في جلبابها، كانا ضالين فهداهما الله، وأذاقهما حلاوة التوبة والإيمان. خالتي المؤمنة ذرفت دموعها فرحة، وهي ترى ثمرة اهتمامها بي في الأيام الخوالي، ولا تزال الآن تحتضنني كما لو كنت صغيرة، وتسأل الله لي الصبر والثبات أمام حملات التشهير والنكاية التي استهدفت إغاظتي بعرض أفلامي السافرة التي اقترفتها أيام جاهليتي، على أن أعاود الارتكاس في ذاك الحمأ اللاهب وقد نجاني الله منه. ومن المضحك أن أحد المنتجين، عرض على زوجي أن أقوم بتمثيل أفلام، وغناء أشعار، يلصقون بها مسمى (دينية) !!! ولا يعلم هؤلاء المساكين أن إسلامي يربأ بي عن مزاولة ما يخدش كرامتي أو ينافي عقيدتي. نعم، لقد كانت هجرتي لله، وإلى الله، وعندما تكبر براعمي المؤمنة، سيدركون إن شاء الله لِمَ وكيف كنت؟! وتندفع صغيرتي إلى حجري بعد الاستئذان، وأراها تضع بين يديّ الديوان، تسألني بلهجة الواثق من نفسه أن أتابع ما حفظت من قصيد، وقيل أن أثبت بصري على الصفحة المطلوبة، اندفعتْ في تسميعها: خـدعوها بقـولهـم حسنــاء *** والغـواني يغـرهـن الثنــــاء ... انتهت القصة .. (f) قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - داعية السلام مع الله - 12-07-2005 القصة الخامسة والعشرون .. توبة فتاة من ضحايا الغزو الفكري .. تقول هذه التائبة: كنت لا أصلي إلا نادراً، منهمكة في قراءة ما لا ينفعني، ومطالعة ما لا يفيدني، منشغلة بسماع ما يغضب الله عز وجل.. غارقة في عالم المعاصي. كانت بداية الهداية عندما دخلتُ المطبخ ذات مرة واخترقت يدي، فأخذت أبكي، واستغفرتُ الله، وأحسست بأنه عقاب لي وتذكير بنار جهنم التي هي أشد حراً، فأخذت أصلي تلك الليلة، وأستغفر الله، وداومت على الصلاة، ولكني لم أكن أخشع في صلاتي، لأني مازلت مصرة على ذنوبي السابقة، فكنت أصلي صلاة جافة بلا روح، أركعُ وأسجد دون استشعار لما أقرأه من آيات أو أقوله من أدعية، لأن قلبي ممتلئ بالمعاصي، وليس فيه محل لذكر الله أو الخشوع في الصلاة. كانت إحدى صديقاتي تلح عليّ دائماً في حضور مجالس الذكر، ولكنني كنت أرفض وأتهرب منها. وذات مرة ألحت عليّ صديقتي فذهبت معها مرغمةً، وكانت المحاضرة عن الصلاة، فأحسستُ أني بحاجة لهذا الموضوع، خاصة حين أخذتِ المحاضرة تشرح قوله تعالى: (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر) فقالت: إن الصلاة تجعل الإنسان أو المصلي يبتعد عن كل فاحشة وكل منكر، فهي تنهاه عنه، وهذه حقيقة أثبتها الله تعالى، ولكنا نجد أن أغلب المصلين لا تنهاهم صلاتهم عن الفحشاء والمنكر، بل إن أحدهم ليفكر في صلاته ماذا سيفعل بعد قليل، فصلاته لم تنهه عن المنكر، وهذا دليل على أن الصلاة ناقصة، فعليه أن يراجع نفسه، هل نقص من خشوعها،؟ هل نقص من اطمئنانها؟ هل استشعر وتدبر كل ما يقرأ ويقول؟ إلى آخر ما قالت: فوقعتْ كلماتها عليّ كالماء البارد على الظمأ، فهذا ما أحسه وأفتقده، ومن تلك اللحظة، أخذت أستشعر كل ما أقرأه، حتى سورة الفاتحة اكتشفتُ فيها معانٍ لم أكن أستشعرها من قبل، فحمدت الله على أن هداني إلى الصراط المستقيم، ودعوتُ لهذه المحاضرة في ظهر الغيب... واقتديتُ بها فأصبحت من الدعاة إلى الله، لعل الله أن ينفع بكلماتي ويفتح بها قلوباً غلفاً، وآذاناً صماً، والحمد لله رب العالمين. انتهت القصة .. (f) قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - داعية السلام مع الله - 12-07-2005 القصة السادسة والعشرون ... توبة الشيخ عادل الكلباني ..... جامع الملك خالد بأم الحمام من المعالم البارزة في مدينة الرياض، مئات المصلين يقصدون هذا المسجد في رمضان وغيره، ليستمعوا إلى الشيخ عادل الكلباني (إمام المسجد) بصوته الخاشع الجميل، ونبرته الحزينة المؤثرة.. وكغيره من شباب الصحوة كانت له قصة مع الهداية، يرويها لنا فيقول: لم أكن ضالاًّ بدرجة كبيرة نعم.. كانت هناك كبائر وهفوات أرجعها إلى نفسي أولا، ثم إلى الأسرة والمجتمع. لم يأمرني أحد بالصلاة يوماً، لم ألتحق بحلقة أحفظ فيها كتاب الله، عشتُ طفولتي كأي طفل في تلك الحقبة، لَعِبٌ ولهوٌ وتلفاز و(دنّانة) و (سيكل) ومصاقيل و (كعابة)، وتتعلق بالسيارات، ونجوب مجرى البطحاء، ونتسكع في الشوارع بعد خروجنا من المدرسة، ونسهر على التلفاز والرحلات وغيرها. لم نكن نعرف الله إلا سَمَاعاً، ومن كانت هذه طفولته فلابدّ أن يشبّ على حب اللهو والمتعة والرحلات وغيره، وهكذا كان. وأعتذر عن التفصيل والاسترسال، وأنتقل بكم إلى بداية التعرف على الله تعالى، ففي يوم من الأيام قمتُ بإيصال والدتي لزيارة إحدى صديقاتها لمناسبة ما -لا أذكر الآن- المهم أني ظللت أنتظر خروجها في السيارة، وأدرتُ جهاز المذياع، فوصل المؤشر –قَدَراً- إلى إذاعة القرآن الكريم، وإذ بصوت شجي حزين، يُرتل آيات وقعتْ في قلبي موقعها السديد لأني أسمعها لأول مرة: (وجاءتْ سكرةُ الموتِ بالحقّ ذلكَ مَا كنتَ منه تحيد). صوت الشيخ محمد صديق المنشاوي -رحمه الله-، كان مؤثراً جداً. صحيح أني لم أهتدي بعدها مباشرة، لكنها كانت اللبنة الأولى لهدايتي، وكانت تلك السنة سنة الموت، مات فيها عدد من العظماء والسياسيين والمغنين، وظل معي هاجس الموت حتى كدت أصاب بالجنون، أفزع من نومي، بل طار النوم من عيني، فلا أنام إلا بعد أن يبلغ الجهد مني مبلغه. أقرأ جميع الأدعية، وأفعل جميع الأسباب ولكن لا يزال الهاجس. بدأت أحافظ على الصلاة في وقتها مع الجماعة، وكنت فيها متساهلا، ولكن كنت أهرب من الصلاة، أقطعها، خوفاً من الموت. كيف أهرب من الموت؟ كيف أحِيدُ منه؟ لم أجد إلا مفراً واحداً، أن أفرُّ إلى الله، من هو الله؟ إنه ربي.. إذن فلأتعرّف عليه. تفكرت في القيامة.. في الحشر والنشر.. في السماء ذات البروج.. في الشمس وضحاها.. في القمرِ إذا تلاها، وكنت أقرأ كثيراً علماً بأني كنتُ محباً لكتاب الله حتى وأنا في الضلالة.. ربما تستغربون أني حفظتُ بعض السور في مكان لا يُذكر بالله أبداً. عشتُ هذه الفترة العصيبة التي بلغت سنين عدداً حتـى شمَّرت عن ساعد الجدِّ، ورأيت -فعلاً- أن لا ملجأ من الله إلا إليه، وأن الموت آت لا ريب فيه، فليكن المرء منا مستعداً لهـذا: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنت مسلمون). تفكروا –إخواني- في هذه الآية ترَوا عجباً، تفكروا في كل ما حولكم من آيات الله، وفي أنفسكم، أفلا تبصرون؟ عقلاً ستدركون أن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.. فكيف –إذن- يكون الحل؟.. أن نعود إلى الله، أن نتوب إليه، أن نعمل بطاعته. المهم أني عدت إلى الله، وأحببت كلامه سبحانه، ومع بداية الهداية بدأ ارتباطي الحقيقي بكتاب الله العظيم، كنتُ كلما صليتُ خلف إمام أعجبتني قراءته أو الآيات التي قرأها، أعود مباشرة إلى البيت لأحفظها، ثم عُيِّنتُ إماماً بجامع صلاح الدين بالسليمانية، وصليت بالناس في رمضان صلاة التراويح لعام 1405هـ نظراً من المصحف، وبعد انتهاء الشهر عاهدتُ الله ثم نفسي أن أحفظ القرآن وأقرأه عن ظهر قلب في العام القادم بحول الله وقوته، وتحقق ذلك، فقد وضعت لنفسي جدولاً لحفظ القرآن بدأ من فجر العاشر من شهر شوال من ذلك العام، واستمر حتى منتصف شهر جماد الآخرة من العـام الذي بعده (1406هـ)، في هذه الفترة أتممت حفظ كتاب الله -ولله الحمد والمنة -. وقد كانت (نومة بعد الفجر) عائقاً كبيراً في طريقي آنذاك، كنت لا أستطيع تركها إطلاقاً إلى أن أعانني الله، وعالجتها بالجد والمثابرة والمصابرة، حتى أني كنت أنام -أحيانا- والمصحف على صدري، ومع الإصرار والمجاهدة أصبحت الآن لا أستطيع النوم بعد صلاة الفجر إطلاقاً. ثم وفقني الله فعرضت المصحف على شيخي فضيلة الشيخ أحمد مصطفى أبو حسين المـدرس بكلية أصول الديـن بالرياض، وفرغت من ذلك يوم الثلاثاء 19رمضان 1407هـ، وكتب لي الشيخ إجازة بسندها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، برواية حفص عن عاصم، ولعل الله أن يوفقني لإتمام العشر بحوله وقوته. هذه قصتي مع القرآن ونصيحتي لكل من يريد أن يحفظ القرآن أن يحفظ القرآن. وكلمة في ذيل القصة أشير فيها إلى مسئولية الأسرة في تربية الابن، ومسئولية المجتمع، ومسئولية الفرد نفسه، في التفكر والبحث عن الحقيقة والعمل بها. ثم أشير إلى أهمية كتاب الله، هذا الكتاب العظيم الذي يطبع بالملايين، وتصدر التسجيلات الإسلامية مئات الأشرطة منه.. تريدون الخير في الدنيا عليكم به، تريدون الخير في الآخرة عليكم به.. فوالله الذي رفع السماوات بغير عَمَدٍ لا أجد في شخصي شيئاً أستحق به أن أصدّر في المجالس، أو أن يشار إليّ ببنان مسلم، أو أن يحبني شخص وهو لم يَرَني… إلا بفضل كتاب الله عليّ.. ما أهون هذا العبد الأسود على الناس لولا كتاب الله بين جنبيه.. وكلما تذكرت هذا لا أملك دمعة حَرَّى تسيل على مُقْلَتي فألجأ إلى الله داعياً أن يكون هذا القرآن أنيساً لي يوم أموت، وحين أوسَّد في التراب دفيناً، وحين أُبعث من قبري إلى العرض على ربي. أرجوه -جلت قدرته- أن يقال لي: اقرأ وارق، ورتّل كما كنت تُرتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها. وأسأله -جلت قدرته- أن أكون مع السّفرَة الكرام البَررة، وأن يجعل حب الناس لي عنوان محبته، ورفعهم لي رفعة لدرجتي في الجنة إنه جواد كريم. ثم اسمعوا ما قاله القحطاني رحمه الله في نونيته: أنت الـذي أدنيتـني وحبوتــني *** وهديـتني من حيـرة الخـــذلان وزرعت لي بين القلـوب محبــةً *** والعطـف منك برحمــة وحنـان ونشـرت لي في العالمين محاسنــاً *** وسترت عن أبصـارهم عصيـانـي وجعلت ذكـري في البريـة شائعاً *** حتـى جعلت جميعهـم إخـوانـي والله لـو علمـوا قبيـح سريرتي *** لأبـى السلام علي من يلقــانـي ولأعـرضوا عنـي وملَوا صُحبتي *** ولبـُؤت بعـد قرابــة بهــوانٍ لكن سترت معايبـي ومثـالــي *** وحَلِمـت عن سقطـي وعن طغياني فلك المحامـد والمـدائح كلهــا *** بخـواطري وجـوارحي ولســانيأخوكم العبد الفقير إلى رحمة ربه المنان أبو عبد الله عادل بن سالم الكلباني انتهت القصة ... (f) قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - داعية السلام مع الله - 12-08-2005 القصة السابعة والعشرون .. توبة قبل الغرق .. شاب عشق البحر وأحبه.. ولأجل ذلك اشترى مركباً ليبقى في البحر أطول وقت ممكن، كيف لا وقد أصبح الموج النغمة الحالمة التي يحب أن يسمعها دائماً. كان يتنزه مع أصدقائه فأراد الله به خيراً فحدثتِ المفاجأة يقول: م. ص. ر: كنت ذات يوم في البحر مع قاربي وحيداً، أقطع الأمواج وكان الوقت قد قارب على المغرب، وأنا أحب أن أبقى منفرداً في هذه الساعة بالذات، أعيش مع أحلامي، وأقضي أجمل أوقاتي مع الأطياف، وأنا وحيد على الماء الأزرق، وفجأة حدث ما لم يكن في الحسبان، ورأيت القارب وقد اعتلاني، وأصبحت بين الماء أصارع الأمواج والموت معاً. لم أستطع أن ألتزم بقارب النجاة أو بالطوق المعد لمثل هذه الحالات، صرخت بأعلى صوتي: يا رب أنقذني، صدرتْ هذه الصيحة من أعماق قلبي، ولم أدر بنفسي. غبت عن الوعي.. استيقظت، أجَلْت بصري يمنة ويسرة، رأيت رجالاً كثيرين يقولون: (الحمد لله، إنه حي لم يمت)، ومنهم اثنان قد لبسا ملابس البحر. قالوا لي: (الحمد لله الذي نجاك من الغرق)، لقد شارفت على الهلاك، ولكن إرادة الله كانت لك رحمة ومنقذا. لم أتذكر مما مضى في تلك الحادثة إلا ندائي لربي. دارت بي الدنيا مرة أخرى، وأصبحت أحدث نفسي، لماذا تجافي ربك؟ لماذا تعصيه؟ كان الجواب: الشيطان والنفس، والدنيا كانت تصرفني عن ذكر الله!! أفقت من دواري، قلت للحاضرين: هل دخل وقت العشاء؟ قالوا: نعم. قمت بين دهشة الحضور، توضأت وصليت، قلت: واعجباً هل حقيقة أني أصلي؟! لم أكن أؤدي هذه الصلوات في حياتي إلا مرات قليلة جداً، وفوق ذلك رحمني ربي وأكرمني بجوده ومنّه. عاهدتُ ربي أن لا أعصيه أبداً، وإن أزلني الشيطان أستغفر، فإن ربي غفور رحيم. وبقيت متخوفاً ألا يقبل الله توبتي حتى قرأت هذه الآية (إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء). وتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم، (إن التوبة تجبُّ ما قبلها)... فاطمأنت نفسي، واستكانت، وعرفت أن الله جواد كريم يفرح بتوبة عبده مهما بلغت ذنوبه. أسأل الله أن يتوب عليّ وعليكم وعلى المسلمين أجمعين، إنه سميع مجيب. واغرورقت عينها بالدموع وانفجر باكياُ حتى أبكانا معه. انتهت القصة .. (f) قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - داعية السلام مع الله - 12-08-2005 القصة الثامنة والعشرون .. توبة شاب بعد سماعه موعظة ... الوعظ أسلوب من أساليب التأثير والدعوة إلى الله، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتخول أصحابه بالموعظة، فإن الموعظة إذا خرجتْ من قلب صادق فإنها تخترق الحواجز وتصل إلى القلوب، فتكون كالغيث يُصيب أرضاً ميتة فتهتز وتحيا بإذن الله... وفيما يلي قصة شاب كان على موعد مع فعل الحرام، فسمع موعظة من بعيد لامستْ شغاف قلبه فاستيقظ من غفلته وعاد إلى الله يروي قصته فيقول: أنا شاب نشأتُ في بيت (مسلم)، ولكنه كان إسلاماً (وراثياً) لم يكن أهلي يحثونني على الطاعة واتباع شرع الله وينصحونني بذلك، ولكنهم كانوا يتحمسون لنصحي -وأحياناً تهديدي- إذا أنا تخلفت عن المدرسة أو عصيتهم في الأمور الدنيوية ومما لا شك فيه أن من كان هذا حاله فسوف يتجه إلى الهاوية، وهذا ما حدث لي، فلقد ابتليت بصحبة رفقاء سوء زينوا لي الفواحش والمنكرات، وأوقعوني في معاصي الله. فكنا نسخر من أهل الدين والصلاح ونستهزئ بهم!!! ومع استهزائنا بهم كنا نفعل الموبقات وكبائر الذنوب عل أنه من الرجولة والبطولة، وندفع كل ما نملك في سبيل ذلك ولو آل الأمر بنا إلى السجن، وكنا مع ذلك نتعاطي المخدرات والمسكرات، أما الصلاة فلم نكن نعرفها أبداً أبداً، وكنت إذا دخلت دورات المياه التابعة للمسجد يستغرب الناس دخولي إليها، لما عرفوا عني من الشر والفساد وعدم الاستقامة. وفي ليلة من الليالي وفي وقت صلاة العشاء كنت قريباً من أحد المساجد، وعلى موعد للجلوس مع بعض (الصبيان)، فإذا بصوت مؤثر ينطلق من مكبر الصوت من ذلك المسجد، يتحدث عن الجنة والنار، والموت والقبر، فأحسست أن ذلك الصوت يخاطبني ويهزني هزّاً عنيفاً وكأنه يقول لي: أيها الغافل، أما تستحي من الله؟ أما تخاف من الموت أن يأتيك بغتة وأنت على هذه الحال؟ انتبه، انتبه، فتأثرت بذلك، وشعرت بخوف شديد ورهبة. ومضت تلك الليلة.. وفي الغد وبعد أن أذن المؤذن لصلاة العشاء، قمت وتوضأت واغتسلت ودخلت المسجد، وبدأ الشيخ في حديثه وكنتُ في طرف الصف، فبدأت بالبكاء .. على نفسي وعلى ما مضى من عمري من التفريط في حق الله وحق الوالدين، وبعد أن أديت الصلاة رجعت إلى البيت مبكراً، فاستبشر أهلي خيراً، فلم يكن من عادتي أن أرجع إلى البيت إلا في منتصف الليل أو آخره. ومن ذلك الحين تُبتُ إلى الله، ورجعت إليه، وأنا أدعو الله أن يثبتني وإياكم، وأن يغفر لنا وللشيخ الذي كان -بعد الله- سبباً في إنقاذي من الهلاك. انتهت القصة .. (f) فقط فاصل قصير ونعود اليكم فابقَوا معنا .. :D قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - داعية السلام مع الله - 12-08-2005 القصة التاسعة والعشرون .. توبة مفحّط مشهور ... (يا شباب الإسلام: لن تجدوا السعادة في التفحيط، ولا في السفر والمخدرات، لن تجدوها أو تشموا رائحتها إلا في الالتزام والاستقامة على دين الله). هذا ما قاله المفحط المشهور سابقاً... (أبو خالد) بعد أن منّ الله عليه بالهداية، بعد رحلة طويلة مؤلمة، مليئة بالعجائب والمغامرات، يحدثنا عنها فيقول: أنا شاب نشأت في بيت محافظ نوعاً ما .. كنت متفوقاً في دراستي، وفي بداية المرحلة الثانوية حاول مجموعة من الشباب الصالحين في لمدرسة ضمي إليهم أنا وصديق لي خوفاً علينا من رفقاء السوء، ونظراً لصغر سني، وجهلي بما ينفعني، رفضت الانضمام إليهم، وكنت أحاول التهرب منهم، ومن الطبيعي أن يتلقفني رفقاء السوء، وما أكثرهم في هذا الزمان، وفي كل زمان، ومما زاد الأمر خطورةً أن والدي -عفا الله عنه- اشترى لي سيارةً، وإنني -بهذه المناسبة- أذكّر الآباء وأولياء الأمور بأن يتقوا الله في أولادهم، وألا يهيئوا لهم أسباب الفساد والانحراف، ومنها السيّارة ،لاسيما من كانوا في سن المراهقة، فهذه نصيحة مجرب، وفي المثل: (أسأل مجرب ولا تسأل حكيم). المهم: تطورت الأمور، واشترى لي أبي سيارة جديدة، وازداد عدد الشلة (شلة المصالح)، ورسبت سنتين متتاليتين في السنة الأولى من المرحلة الثانوية بسبب الهروب المستمر من المدرسة. وفي تلك السنة كانت ظاهرة التفحيط قد بلغت أوج قوتها وانتشارها، فتعلمت التفحيط على أيدي رفقاء السوء، وأنا حين أذكر التفحيط، أذكر ما يُجر إليه من مشكلات ومصائب (مخدرات، سرقات، فواحش... الخ) فكما أن الخمر أم الخبائث، فالتفحيط هو أبوها، ولكن بحمد الله وفضله، ثم بفضل أبي وإخواني الذين أفاقوا من سباتهم وانتبهوا لي حيث سارع أحد إخواني بنقلي إلى مدرسة أخرى، فبدأت أهتم بالدراسة نوعاً مّا، وابتعدتُ عن كثير من الخبائث التي تصاحب التفحيط، كالمخدرات وغيرها، وإن كنت مصراً على التفحيط ومعاصٍ أخرى، أسأل الله عفوه ومغفرته. واصلت مسيرتي في التفحيط حتى أصبحتُ رمزاً من رموزه المشهورين الذين يشار إليها بالبنان، وكثر حولي الأصدقاء والمحبون والمعجبون!! حتى الأموال والسيارات كنت أستطيع أن أحصل عليها بكل يسر وسهولة عن طريق المعجبين!! ولكني مع هذا كله، لم أجد السعادة التي كنتُ أبحث عنها، أبتسمُ وأضحكُ في نهاري، وفي الليل أبكي وأحزن على واقعي الأليم، كنت أشعر أن بداخلي منادياً يناديني يقول: (هذه ليست رسالتك في الحياة)، فإذا خرجتُ من المنزل، أجد التشجيع والتبجيل والتعظيم، فضلاً عن تضليل الشيطان وكيده، فأتجاهل ذلك المنادي الصارم. وإني اليوم أوجه هذا السؤال لكل شاب ملتزم: أين أنتم عنا وعن أمثالنا؟ لماذا تركتمونا نتخبط في ذلك الوقت العصيب؟ ألا تزكون علمكم؟ ألا تشكرون نعمة الله عليكم بالهداية فتهدون غيركم؟. نعم أين أنتم من الشباب الضائع؟ والله لا أذكر أن أحداً من الصالحين جاء لمناصحتي وإنقاذي من ذلك الضلال والضياع إلا رفيقاً سابقاً منّ الله عليه بالهداية فحاول نصحي وهدايتي. المهم أني واصلت دراستي باجتهاد وتخرجتُ من الثانوية بتقدير (جيد) مع إصراري على التفحيط حتى أن رجال المرور لما جاءوا يبحثون عني في المدرسة تعجب المدير، وقال: إن هذا الطالب من أحسن الطلاب خلقاً وحضوراً. وانتقلتُ إلى المرحلة الجامعية، والتحقت بالجامعة، وكان قريب لي يدرس في أمريكا يضغط عليّ لإكمال دراستي هناك عنده فكنتُ أرفض بشدة، فما زال منادي الخير يناديني ويذكرني بالله، ولكن موعد الهداية لم يحن بعد. اتسعت شهرتي كمفحط، حتى إن بعض الصحفيين جاءني ليجري معي مقابلة صحفية فرفضت، لأنني كنت أشعر في قرارة نفسي بأني أسير في طريق خاطئ. لماذا يجري معي مقابلة صحفية؟ هل أنا من العلماء والدعاة الذين نذروا أنفسهم، وجعلوها وقفاً له سبحانه؟ أم أنا من المجاهدين في سبيله؟ ماذا قدمت لديني وأمتي؟ ولكن هذه حال كثير من كتّاب صحفنا ومجلاتنا – وللأسف الشديد – إنهم يتجاهلون أموراً عظيمة، وقضايا حساسة، ويجرون خلف أمور تافهة هامشية بغرض الإثارة، وترويج بضاعتهم على حساب أوقات الناس وعقولهم. وتطورت الأمور، وأصبحت أملك سيارة خاصة للتفحيط، حصلت على ثمنها من طريق بعض المعجبين ومن طريق الحرام، ولا عجب، فالتفحيط يجرّ إلى أكبر من ذلك. وفي تلك الفترة التي بلغت فيها قمة الشهرة، -قدّر الله جلّ وعلا- وتوفي صديق لي -وهو من كبار المفحطين -بحادث انقلاب، فثبتُ واستقمتُ أياماً قليلا، ثم عدتُّ إلى ما كنتُ عليه وكأن شيئاً لم يكن. ثم إني وجدتُّ (شلة) متطورة ومتخضرة -كما يدّعون- (شلة بانكوك ومانيلا)، وبدأت أسافر إلى الخارج، أطلب السعادة في أحضان المومسات وشرب المسكرات، ولكن القضية هي هي: سكر وضحك وفرح في الليل، وهمّ وغمّ وحزن في النهار، قال تعالى: (ومن أعرضَ عن ذكري فإن له معيشةً ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى). وقد كنتُ في أيام الدراسة الجامعية تعرفتُ على شاب أصغر مني سناً، فكانت علاقتنا تزداد مع الأيام حتى أننا لا نستطيع الافتراق أكثر من أسبوع، ولم تكن تلك الصداقة لله، وإنما للتعاون على الإثم والعدوان، مع أنها لا تخلو من بعض الخير. وفي السنة الثالثة من المرحلة الجامعية، بدأ منادي الخير يقوي في قلبي ويذكرني ببعض أصدقائي الذين منّ الله عليهم بالهداية فبدءوا يتعهدونني بالزيارة والنصيحة، ومن جهة أخرى، أشرق في بيتنا نور جديد، وغرّد داع للهدى، فأختي بدأت في طريق الالتزام، فبدأت تناصحني وترغبني في الهداية. ووالله يا أحبة لقد كان المنادي يقوى، والظروف تتحسن من حولي، ولكنّ موعد الهداية لم يحن بعد. وفي ذلك العام ذهبتُ بالأهل إلى مكة في شهر رمضان المبارك، وفي العشر الأواخر من رمضان عشتُ حياة جديدة أقلعتُ فيها عن كثير من المعاصي، واستبدلتُ بالدخان السواك، وبالأغاني القرآن، وحافظتُ على صلاة التراويح والقيام والرفقة الطيبة. هذه هي السعادة الحقيقية، التي أبحثُ عنها طوال عمري، حياة نقية، طاهرة زكية، ما أحلاها من لذة عندما تشعر أنك تنتصر على نفسك الأمّارة بالسوء، وتدحض الشيطان، وترضي الرحمن. قد تظنونها النهاية، لا والله، فما زال موعد الهداية لم يحن بعد. عدتُ إلى الرياض وأنا عازم على السير في تلك الطريق، وكنتُ في المسجد الحرام أدعو ربي وأسأله أحد أمرين: إما أن يفتح على قلب صاحبي فيصحبني في هذا الطريق، أو أن يفرق بيننا، واستجاب الله -عز وجل- لدعائي، فبعد يوم واحد من لقائي بصاحبي حدث بيننا خلاف، وكان الفراق، ولكن -ويا للأسف- لم أجد البديل من الرفقاء الصالحين. وأقبلت الامتحانات، فبدأتُ بالمذاكرة، وكنتُ محافظاً على الصلاة مقلعاً عن الكبائر، مقيماً على الصغائر، فدعاني قريبي الذي يدرس في أمريكا مرةً ثانيةً للذهاب إليه في الصيف، وتعلّم اللغة الإنجليزية هناك لصعوبتها عليّ في الجامعة، فقلت في نفسي: هذه فرصة سانحة لأبتعد عن الجو الذي أعيش فيه ثم أعود بعد زمن، وأسلك الطريق المستقيم. ولكن أبى الله -عز وجل- إلا أن يتم أمره ومشيته، ففي يوم من الأيام الاختبارات دخلت قاعة الامتحان وقد نسيتُ في جيبي ورقة تتعلق بمادة الاختبار، وبعد ساعة من الزمن، لمح المراقب تلك الورقة، فأدخل يده في جيبي، وأخرجها ثم سجّل عليّ محضراً بالغش ومن ثم حرماني من دخول الامتحان في المواد المتبقية، وعندها شعرت بالظلم، وأظلمتْ الدنيا في عيني، وظننتُ أن ذلك شرٌ لي ولكن الله لا يقضي إلا خيراً، وإن كان بالنسبة لنا قد يكون شراً، فالشر المحض لا ينسب إلى الله أبداً. خرجتُ من قاعة الامتحان غاضباً مهموماً، وانطلقتُ أبحث عما يزيل عني ذلك الهم، فانهمكتُ في سماع الغناء ومشاهدة الأفلام والمباريات وشرب الدخان، فلم أزدد إلا همّاً على هم. كانت تلك الحادثة يوم السبت، ورحلتي إلى أمريكا يوم الأربعاء، وفي مساء السبت جاء الفرج من الله، وتنزلت رحمته، وكان موعدي مع الطهر والنقاء، والسعادة والطمأنينة، والاستجابة الحقيقية لداعي الله -عز وجل- فبينما أتناول طعام العشاء في أحد المطاعم إذ بداعي الخير يناديني مرة أخرى، ولكن في الليلة بقوة وإلحاح، يقول لي: أتذهب إلى بلاد الكفر تجالس المومسات وتتعاطى المسكرات، كيف لو أتاك هادم اللذات ومفرّق الجماعات وأنت على هذه الحال، أما أن لك أن تعود إلى طريق الاستقامة؟ فخرجت من المطعم كالتائه الذي يبحث عن أهله، وكالأم التي تبحث عن ولدها، وكالمريض الذي يبحث عن علاجه.. فركبت سيارتي، وانطلقتُ أهيم على وجهي من شارع إلى شارع، وفتحتُ درج سيارتي فوجدتُ شريطاً للشيخ محمد المحيسني -جزاه الله عني كل خير- كان هذا الشريط قد أهدي إلىّ من قبل أحد الأصدقاء، فاستمعتُ إلى قراءة الشيخ وكان يقرأ بخشوع ويبكي، والناس من وراءه يبكون، فلم أتمالك نفسي من البكاء، فقد نزلتْ هذه الآيات على قلبي وكأني أسمعها لأول مرة. بكيتُ بكاءً مرّاً، ثم أوقفت سيارتي على جانب الطريق، وأخرجت علبة (السجائر) وأشرطة اللهو والباطل، وأعدمتها بدون محاكمة، واعتزمت على التوبة النصوح والاستقامة على دين الله، وأن أكون داعية خير بعد أن كنت داعية شر وفساد. عدتُّ إلى البيت، فاستقبلني أبي، ولاحظ على وجهي تغيراً وخشوعاً ونوراً فاحتضنني وضمني إلى صدره، فبكيتُ بين يديه، واعتذرتُ له عمّا سببته له هو ووالدتي وإخواني من مصائب ومشكلات، ففرحوا بتوبتي فرحاً شديداً. وبعد التوبة كان من الطبيعي أن يضاعف الشيطان جهوده ويكلف أولياؤه وجنده من الجن والإنس بالعمل -ولو (خارج دوام)- من أجل إضلالي وإعادتي إلى مدرسته، ولكن الله -سبحانه- ثبتني فـواجهت تعنيف الشيطان من داخلي وهو يقول لي: لِمَ لم تذهب -يا غبي- إلى الخارج حيث الحرية والانطلاق.. ولكني كنت قد قطعتُ على نفسي خط الرجعة، فأول مكان ذهبت إليه بعد توبتي هو محل الحلاقة حيث أزلتُ شعر رأسي بالكلية، حتى صديق العزيز لم أستجب له وقد جاءني يذكرني بالأيام الماضية من حياتي، ويرغبني فيها، وصبرتُ على الغم والهم والحزن الذي أصابني في بداية الأمر حتى استحال ذلك وانقلب إلى سرور وطمأنينة وراحة بال. وصدق الإمام ابن القيم -رحمه الله- حين قال: (إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد، مَن تركها لغير الله، أما من تركها صادقاً مخلصاً من قبله لله فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة، ليُمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب؟ فإن صبر على تلك المشقة قليلاُ استحالت لذة... وتعرفت على مجموعة من الشباب الأخيار، وازداد إيماني بالله ويقيني به سبحانه، وتفضل الله عليّ بمنة أخرى ألا وهي هداية صديقي العزيز على يديّ. وفي ختام حديثي، أوجهها نصيحة صادقة لجميع الشباب فأقول: يا شباب الإسلام، لن تجدوا السعادة في السفر، ولا في المخدرات والتفحيط، لن تجدوها أو تشموا رائحتها إلا في الالتزام والاستقامة.. في خدمة دين الله.. في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ماذا قدمتم -يا أحبة- للإسلام؟ أين آثاركم؟ أهذه رسالتكم؟ شباب الجيـل للإسلام عــودوا *** أنتــم روحـه وبكـم يســود وأنتــم سرُّ نهضتـه قديــماً *** وأنتـم فجـره الزّاهـي الجــديدُ أسأل الله لي ولكم الثبات، وصلى الله على نبينا محمد.. أبو خالد انتهت القصة .. (f) قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - داعية السلام مع الله - 12-08-2005 رحــــــــــــــــــــلة غريب .. قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - داعية السلام مع الله - 12-09-2005 القصة الثلاثون ... توبة شاب غافل بعد وفاة أخته المؤمنة ... يقول صاحب القصة: كنت شاباً غافلاً عن الله، بعيداً عنه، غارقاً في لُجَج المعاصي والآثام، فلما أراد الله لي الهداية، قدّر لي حادثاً أعادني إلى رشدي، وردّني إلى صوابي.. وإليكم القصة: في يوم من الأيام، وبعد أن قضينا أياماً جميلة في نزهة عائلية في مدينة الدمام، انطلقتُ بسيارتي عبر الطريق السريع بين الدمام والرياض ومعي أخواتي الثلاث، وبدل أن أدعو بدعاء السفر المأثور، استفزني الشيطان بصوته، وأجلب عليّ بخَيله ورَجله، وزين لي سماع لهو الحديث المحرم لأظل سادراً غافلاً عن الله. لم أكن حينذاك أحرص على سماع إذاعة القرآن الكريم أو الأشرطة الإسلامية النافعة للمشايخ والعلماء، لأن الحق والباطل لا يجتمعان في قلب أبداً. إحدى أخواتي كانت صالحة مؤمنة، ذاكرة لله، حافظة لحدوده.. طلبتْ مني أن أسكتَّ صوت الباطل، وأستمع إلى صوت الحق، ولكن ... أنى لي أن أستجيب لذلك وقد استحوذ عليّ الشيطان، وملك عليّ جوارحي وفؤادي، فأخذتني العزة بالإثم ورفضتُ طلبها، وقد شاركني في ذلك أختاي الأخريان.. وكررتْ أختي المؤمنة طلبها فازددتُّ عناداً وإصراراً، وأخذنا نسخر منها ونحتقرها، بل إني قلتُ لها ساخراً: أن أعجبك الحال وإلا أنزلتُكِ على قارعة الطريق. فصمّتت أختي على مضض، وقد كـرهتْ هـذا العمل بقلبها، وأدّت ما عليـها، والله -سبحانه- لا يكلف نفساً إلا وسعها. وفجأةً .. وبقدر من الله سبق، انفجرت إحدى عجلات السيارة ونحن نسير بسرعة شديدة، فانحرفت السيارة عن الطريق، وهوت في منحدر جانبي، فأصبحت رأساً على عقب بعد أن انقلبتْ عدة مرات، وأصبحنا في حال لا يعلمها إلا الله العلي العظيم، فاجتمع الناس حول سيارتنا المنكوبة، وقام أهل الخير بإخراجنا من بين الحطام والزجاج المتناثر.. ولكن... ما الذي حدث؟ لقد خرجنا جميعاً سالمين -إلا من بعض الإصابات البسيطة- ما عدا أختي المؤمنة.. أختي الصابرة.. أختي الطيبة. فقد لفظت أنفاسها الأخيرة تحت الركام.. نعم.. لقد ماتت أختي الحبيبة التي كنا تستهزئ بها.. واختارها الله إلى جواره، وإني لأرجو أن تكون في عداد الشهداء الأبرار وأسأل الله -عز وجل- أن يرفع منزلتها ويُعلي مكانتها في جنات النعيم. أما أنا فقد بكيتُ على نفسي قبل أن أبكي إلى أختي، وانكشف عني الغطاء، فأبصرت حقيقة نفسي وما كنتُ فيه من الغفلة والضياع، وعلمت أن الله -جل وعلا- قد أراد بي خيراً وكتب لي عمراً جديداً، لأبدأ حياة جديدة ملؤها الإيمان والعمل الصالح. أما أختي الحبيبة فكلما تذكرتها أذرف دموع الحزن والندم، وأتساءل في نفسي: هل سيغفر الله لي؟ فأجد الجواب في كتاب الله -عز وجل- في قوله تعالى: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم). وختاماً أحذّركم -إخواني في الله- من الغفلة، فأفيقوا أيها الغافلون، وخذوا من غيركم العبرة قبل أن تكونوا لغيركم عبرة. فيا غافلاً في غمـرة الجهل والهـوى *** صريع الأمانـي عن قريبٍ ستنـدم أفقْ قد دنا اليـوم الذي ليس بعـده *** سوى جنة أو حــرَّ نــار تضرَّم وبالسنـة الغرّاء كن متمسكـــاً *** هي العُروة الوُثقى التي ليـس تُفصم تمسّك بها مَسك البخيـل بمالـــه *** وعُضَّ عليهـا بالنَّواجذ تسلـــم انتهت القصة .. (f) قصة مؤثرة ...................توبة جماعيّة في كباريه أو ملهى ليلي . - داعية السلام مع الله - 12-09-2005 القصة الحادية والثلاثون .. توبة شابين في المطار على يد أحد المشايخ .. (على حضرات الركاب المسافرين على الرحلة رقم ...، والمتوجهة إلى ....، التوجه إلى صالة المغادرة، استعداداً للسفر). دوّي هذا الصوت في جنبات مبنى المطار.. أحد الدعاة كان هناك جالساً في الصالة، وقد حزم حقائبه، وعزم على السفر إلى بلاد الله الواسعة للدعوة إلى الله –عز وجل- سمع هذا النداء فأحس بامتعاض في قلبه، إنه يعلم لماذا يسافر كثير من الناس إلى تلك البلاد، وخاصةً الشباب. وفجأة لمح هذا الشيخ الجليل شابين في العشرين من عمرهما أو تزيد قليلاً، وقد بدا من ظاهرهما ما يدل على أنهما لا يريدان إلا المتعة الحرام من تلك البلاد التي عرفت بذلك. (لابدّ من إنقاذهما قبل فوات الأوان) قالها الشيخ في نفسه، وعزم على الذهاب إليهما ونصحهما، فوقف الشيطان في نفسه، وقال له: ما لك ولهما؟! دعهما يمضيان في طريقهما ويرفها عن نفسيهما، إنهما لن يستجيبا لك). ولكن الشيخ كان قوي العزيمة، ثابت الجأش، عالماً بمداخل الشيطان ووساوسه، فبصق في وجه الشيطان، ومضى في طريقه لا يلوي على شيء، وعند بوابة الخروج، استوقف الشابين بعد أن ألقى عليهما التحية، ووجه إليهما نصيحة مؤثرة، وموعظة بليغة، وكان مما قاله لهما: ما ظنكما لو حدث خلل في الطائرة، ولقيتما -لا قدر الله- حتفكما وأنتما على هذه النية قد عزمتما على مبارزة الجبار -جل جلاله-، فأي وجه ستقابلان ربكما يوم القيامة؟؟). وذرفت عينا هذين الشابين، ورق قلباهما لموعظة الشيخ، وقاما فوراً بتمزيق تذاكر السفر، وقالا: يا شيخ: لقد كذبنا على أهلينا، وقلنا لهم إننا ذاهبان إلى مكة أو جدة، فكيف الخلاص؟ ماذا نقول لهم؟. وكان مع الشيخ أحد طلابه، فقال: اذهبا مع أخيكما هذا، وسوف يتولى إصلاح شأنكما. ومضى الشابان مع صاحبهما وقد عزما على أن يبيتا عنده أسبوعاً كاملاً، ومن ثم يعود إلى أهلهما. وفي تلك الليلة، وفي بيت ذلك الشاب (تلميذ الشيخ) ألقى أحد الدعاة كلمة مؤثرة زادت من حماسهما، وبعدها عزم الشابان على الذهاب إلى مكة لأداء العمرة، وهكذا: أرادا شيئاً وأراد الله شيئاً آخر، فكان ما أراد الله -عز وجل-. وفي الصباح، وبعد أن أدى الجميع صلاة الفجر، انطلق الثلاثة صوب مكة -شرفها الله- بعد أن أحرموا من الميقات، وفي الطريق كانت النهاية.. وفي الطريق كانت الخاتمة.. وفي الطريق كان الانتقال إلى الدار الآخرة، فقد وقع لهم حادث مروّع ذهبوا جميعاً ضحية، فاختلطت دماؤهم الزكية بحطام الزجاج المتناثر، ولفظوا أنفاسهم الأخيرة تحت الحطام وهو يرددون تلك الكلمات الخالدة: (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك.. الخ). كم كان بين موتهما وبين تمزيق تذاكر سفرهما لتلك البلاد المشبوهة؟! إنها أيام، بل ساعات معدودة، ولكن الله أراد لهما الهداية والنجاة، ولله الحكمة البالغة سبحانه. انتهت القصة .. (f) أخي المسلم: إذا نازعتك نفسك الأمارة بالسوء إلى معصية الله ورسوله فتذكر هادم اللذات وقاطع الشهوات ومفرّق الجماعات، الموت، واحذر أن يأتيك وأنت على حال لا ترضي الله -عز وجل- فتكون من الخاسرين. وإذا خَلَوتَ بريبــة في ظُلمـــةٍ *** والنفس داعيــة إلى العصيـــان فاستحيـي من نظرِ الإلـه وقل لهـا *** إن الـذي خَلَقَ الظـلام يـرانـي شتان بين من يموت وهو في أحضان المومسات، ومن يموت وهو ساجد لرب الأرض والسماوات. شتان بين من يموت وهو عاكف على آلات اللهو والفسوق والعصيان، ومن يموت وهو ذاكر لله الواحد الديان، فاختر لنفسك ما شئت. (f) |