حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? (/showthread.php?tid=35912)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10


RE: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - إبراهيم - 03-13-2010

أخي العزيز بلايند بن:

في رأيي الشخصي، القضية ليست لها صلة بـ "زندقة" أو "إلحاد" فلان ولكن في كم الغضب المضطرم بداخله وينفجر في الجميع وتخرج منه الشظايا متناثرة هنا وهناك دون حساب. إجمالاً ولأن العربي مقهور فهو يسيء فهم معنى الإلحاد فيقرنه بما تستاء له نفسك ونفسي الآن. ولكن هذا ليس هو الإلحاد بالمرة.

قد يكون الإلحاد مجرد قذارة أحيانًا وقد يكون الدين كذلك مجرد قذارة أحيانًا.

ظهور العذراء على قضيب نيوترال ليس سببه إلحاده وإنما سببه كما هو واضح جدًا "البركان" المعتمل في نفسه ولم تخمد ثورته. الملحد الحقيقي لا يتأثر لظهور العذراء أو أبو جلمبو لأنه رجل عقل وخطابه خطاب عقلاني في ضوء معطيات العقل. ما تجاوز العقل لا يقحم نفسه فيه وكأنها خصومة شخصية... ولكن وفي حالة "نيوترال" فهي حتمًا خصومة شخصية وهو يعرف ذلك جيدًا وفي ضوء محادثاتنا في الماضي بالتلفون.


RE: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - طنطاوي - 03-13-2010

اقتباس:ولكن وفي حالة "نيوترال" فهي حتمًا خصومة شخصية وهو يعرف ذلك جيدًا وفي ضوء محادثاتنا في الماضي بالتلفون.
ولكن بحسب ما حكاه لي دكتور نيوترال فما حدث هو انه اتصل بك ليستعين بك في شئ ما وخنت انت امانته وصداقته واستغللت المكالمة في غرض تبشيري ديني بخصوص احدي الصديقات. فقد قال لي انه اتصل بك لاقناع صديقته بعمل شئ ما لكنك خنت امانته وبعد ان وعدته بتليين دماغها في فعل هذا الشئ اخذت السماعه لاعطاءها وعظ تبشيري مخالف لما يريده الدكتور وما وعدته انت بقوله . فانت خنت امانته وحنثت بوعدك امامه مما جعله يستشيط غضبا وكما قال هو بالحرف ومن الذاكرة كما حكاه عندما كنت عنده هناك : (رحت واخد منها السماعه ومقصر معاه الكلام وقافل) . فعلي ما حكاه لي الدكتور لا اظن ان العلاقة التليفونية بينكما وصلت لدرجة ان تحلله انت نفسيا حتي انك تختزل قناعاته بعبارتين وكأن قراء المنتدي مغفلون لا يعرفون من هو ابراهيم عرفات ومن هو نيوترال.


RE: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - بسام الخوري - 03-13-2010

نيوترال و إبراهيم ...طنجرة ولقت غطاها ....

242424


RE: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - إبراهيم - 03-14-2010

طنطاوي:

من المؤكد أنك تمزح أو تتعمد المزاح عندما تقول لي إنه اتصل بي ليستعين بي في شيء... هل تعرف ما هو هذا الشيء؟ ولا بلاش خلي الطيب أحسن!!

لا أريد إقحام تفاصيل "نيوترال" هنا في نادي الفكر فهو إنسان ويستحق احترام خصوصيته ولا داعي للزج بمثل هذه التفاصيل على الملأ. كلنا عندنا ظروفنا وربنا يتولانا جميعًا.

طنطاوي: "نيوترال" أعرفه بدرجة ليست بقليلة .....

وأنت كذلك قمت بتحليل شخصيتك وتصوري عنك في محله وما أعرفه عنك ليس بقليل. أنت إنسان وهذا يكفيني ولذلك لا أتعمد الدخول في الجدل والذي لا طائل وراءه. لن نقيم الأرض ولن نقعد الجبال طولاً.

وهذه هي مشكلة نادي الفكر في كثير من الأحوال.. هو نادي البؤساء أو Les Miserables


RE: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - طنطاوي - 03-14-2010

انت تزعل عندما كان يقول عن ما تفعله انه لسبب كذا وكذا ، فلماذا تستحل لنفسك ان تختصر قناعاته بكلمتين ؟ هل تريدني ان اعاملك بنفس الاسلوب فاختصر قناعاتك بكلمتين ؟ يعني اعتقد نحن ناضجون ومعدش يصح هذا الكلام ، انت تعرف انه ليس ملحد لخصومة شخصية ولا شئ بل هو وضح اسباب قناعاته وهي اسباب منطقية جدا منها عدم قوة العقيدة المسيحية ، جو المعجزات والخرافات اللاعقلاني الذي يشجع علي التراخي ، ان الاديان سبب من اسباب الشقاق بين البشر ، الميول الشاذة لبعض القساوسة المسيحيين ، الكتاب المقدس وعدم ترابطه وعدم ملائمة اسلوبه ، التدخل في الحريات الشخصية للبشر ، التدخل في التقدم العلمي للبشرية الخ من اسباب تجعل كثيرين ينفرون من المسيحية ويضحكون علي معتنقيها.
اما رايه عن يسوع فهو حر فيه وهو ليس رايه لوحده بالمناسبة، فنحن كثيرا ما نقرأ تحليلات عن يسوع تبدو مؤذيه للمؤمنين به بينما هي في حقيقتها تحاول عقلنة ماهو لامعقول ، مثلا انه ولد وهو لايعرف اباه بدلا من الولادة من عذراء ، انه عاش حتي الثلاثين ولم يتزوج مما يجعل البعض يستنتجون شيئا ما من تفضيله الجنسي ، انه كان لايعمل وكان هائما علي وجهه مما جعل البعض يستنتج شيئا ما عن حالته النفسية ، هل هي عداوة شخصية ان تحاول عمل بورتريه عقلاني لشخص لانعرف عنه الا بعض القصص اللامعقوله حتي ان وجوده التاريخي ذاته مشكوك فيه ؟ اما غريبة فعلا.
طبعاً انا لا اريد التشكيك باي ايمان لاي شخص ، انا فقط اريد القول ان نيوترال كان يكتب محاججات عقلانية بالغة القوة والارشيف يشهد عليها ، ومن العيب حقاً اختزال قناعاته بجملتين (عداوة شخصية) فهذا لن يؤدي لشئ الا احتقار قائلها خصوصا ان الجميع يعرف ما كان يقوله نيوترال وكان يقرأه بتمعن.


RE: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - الحكيم الرائى - 03-14-2010

ماهى الرجولة او الجدعنة فى تناول سيرة زميل غائب بهذا الشكل المزرى,هل يتكلم احدهم وهو مستريح أنه لارد عليه لأن صاحب الشأن غائب! رجالة أخر زمن !


RE: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - بسام الخوري - 03-14-2010

أطالب باعادة نيوترال رغم جرحه لي كمسيحي ....العذراء بمكانة أم لكل مسيحي ....ولانقبل مس ظفرها تحت أي ذريعة أو مبرر ...


2talk 2talk 2talk


RE: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - العلماني - 03-14-2010

اقتباس:اسباب منطقية جدا منها عدم قوة العقيدة المسيحية ، جو المعجزات والخرافات اللاعقلاني الذي يشجع علي التراخي ، ان الاديان سبب من اسباب الشقاق بين البشر ، الميول الشاذة لبعض القساوسة المسيحيين ، الكتاب المقدس وعدم ترابطه وعدم ملائمة اسلوبه ، التدخل في الحريات الشخصية للبشر ، التدخل في التقدم العلمي للبشرية الخ من اسباب تجعل كثيرين ينفرون من المسيحية ويضحكون علي معتنقيها.

أسباب منطقية؟
أنا لا أجد أي أسباب منطقية تجعلني أومن أو ألحد، فكل "سبب" يطرحه الدينيون يرد عليه الملحدون، وكل ما يطرحه الملحدون يرد عليه الدينيون، فلا يفضل واحدهما الآخر لا بكثير ولا بقليل؛ ذلك أنهم يحاولون نفي أو تبرير اللا معقول بالمعقول، مع أن هذين الأخيرين لا يخضعان لنفس الصفات ولا يدخلان في بوتقة واحدة.

أسباب منطقية؟
أرسطو "أبو المنطق"، المعلم الأول وأكبر رأس موسوعي عرفته البشرية في جماع تاريخها كان يدين بتعدد الآلهة. وعندما مات نصّت وصيته أن توضع لأمّه صورة في معبد الإلهة "دِميتِر"، وأن يشيّد في "أسطغرة" (مسقط رأسه) تمثالان من الرخام: أحدهما "لزيوس" كبير الآلهة، والآخر للإلهة "أثينا" (إلهة الحكمة عند اليونان).

أفلاطون، أستاذ أرسطو، لم يستبعد "آلهة الأفلاك" في محاورة "تيماوس"، عدا عن أن صفة "الألوهية" نفسها تسربت إلى نظريته الشهيرة في "المُثُل".

"لوغوس الرواقيين" ليس بعيداً عن "الله كلي القدرة" في الديانات الابراهيمية، و"الفارابي" و"ابن سينا" الذين تشبعا بنظرية "أفلوطين" الفيضية عن "الأول" كان "الإسلام وإله الإسلام" في محور اهتماماتهما، مما حدا بهما إلى تبني "الحقيقة المتلقاة" عن طريق "العقل" من ناحية وعن طريق "الوحي" من ناحية أخرى. هذه الفكرة نفسها هي ما حاول "ابن رشد" أن يؤصل له في العقل العربي ومني بالفشل وانهزم مع فشله العقل العربي في معركة الحضارة. فالفكرة ذاتها تبناها "فيلسوف المسيحية الأول توما الأكويني" وأصّلها في التراث المسيحي الغربي الذي هو أصل حضارتنا الحديثة.

المقصود من كل هذا الكلام أن "العقل والمنطق"، والكثير من أربابهم، لم يستطيعا أمس أن "يشّلا" حركة "الدين" ولن يستطيعا اليوم ولا غداً لأن "الدين" يتعامل مع أمور لا يستطيع "العقل" أن يجاريه فيها. فالدين هو "ميدان اللامعقول وساحته وحلبته"، واللا معقول لا يستطيع أن يتقيد بالعقل لأنه عند ذلك يغدو مفارقاً لجوهره. العقل يحرك الجسد والمادة ويتفاعل معهما ويفعل بهما، الدين يحّرك القلب والروح والوجدان فيفعل بهم وينفعل بهم. مكان العقل الدماغ بشكل عام، ومكان الدين القلب. لهذا فنحن لا نستطيع أن نتحدث عن "أسباب منطقية" أو "أسباب عقلانية" لتبرير موقف شخص ما من الدين، مؤمناً كان أم ملحدا. فهذا الشخص، مهما كانت معارفه وعلومه ودرجته من الذكاء، لم يبلغ بعد منزلة يستطيع بها أن ينقض الإلحاد أو الدين، لأن البشرية جميعها ما زالت حتى اليوم غير قاطعة في هذا المجال. ولقد استعرضت فوق عدة أسماء لامعة انضوت تحت راية الدين بشكل أو بآخر رغم عقولها الفذة.

بالنسبة للمسيحية وقوتها وضعفها وأثرها، فهذا موضوع طويل قد تناولت بعض أفكاره في مشاركاتي أعلاه، وما زلت عند رأيي بأن اتهام الكنيسة والمسيحية بتخلف أوروبا هو رأي "جاهل" لا يمت للواقع بصلة و"كليشيه" ورثناه من "عصر الأنوار" لم يعد أحد من الباحثين أو المؤرخين يأخذ به، فهذا أستاذنا "عبدالرحمن بدوي" يتحدث في كتابه عن "فلسفة العصور الوسطى" (طبعة النهضة المصرية – القاهرة – 1969) فيقول أن هناك تياراً عقلياً سرى وبرز وقويت شوكته في أوروبا منذ القرن الثالث عشر. هذا التيار الذي دخل عن طريق الكنيسة بدأ "يعنى بالبحث في الطبيعة وفي العلوم الدينية ويكاد أن يصرف معظم قواه للبحث فيها والاقتصار على قليل متضائل شيئاً فشيئاً من اللاهوت. حتى إن القرن الثالث عشر في أواخره والقرن الرابع عشر عشر بأكمله ليشهدان تطوراً هائلاً في اتجاه العصر الحديث، ويعطي الحق لمن يقولون إن "النهضة" المزعومة (رينيسانس) لم تكن نهضة بل كانت تطوراً طبيعاً واستمراراً لتيار قوي بدأ من أواخر القرن الثالث عشر. وإذن فالعقل لم يتحرر لأول مرة في عصر النهضة، بل تم تحرره تدريجياً منذ ذلك التاريخ حتى بلغ أوجه في القرن السابع عشر. وهذا الاتجاه إلى إعادة تقويم العصور الوسطى وتقديرها على نحو عادل نزيه قد بدأ بعد الحرب العالمية الأولى، والأبحاث المتوالية في هذا الميدان تزكّيه".

أستاذنا "عبدالرحمن بدوي" لم يأت بشيء جديد عندما يقول هذا، ولا "ريجين بيرنو" أو "دافيد كوساندي" المذكورين أعلاه قد أتو بشيء جديد، فهذا التراث الكنسي الوسيط بملايين الصفحات التي يحويها يفرض نفسه على كل باحث ومؤرخ، لذلك رأيت أحد الأساتذة الكبار مثل "إتيان غلسون" ، المحاضر في "كوليج دي فرانس" وفي "هارفرد" وفي سكوتلندا، يروح كي يتحدث – في بدايات القرن الماضي - عن "أصالة الفكر المسيحي" وفرادة فلسفته وتميزها ، ويفرد لهذا كتاباً كاملاً يعربه الدكتور "إمام عبد الفتاح إمام" (مصر) ويتمنى في مقدمته "أن يظهر بين شبابنا الذين يدرسون الفلسفة الإسلامية "غلسون" آخر يقوم بإبراز العناصر الجديدة في الفكر الإسلامي"، ويضيف "هذا أمل نرجو أن يتحقق في المستقبل القريب، والله نسأل أن يهدينا جميعاً سبيل الرشاد" (روح الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط، تأليف : إتين جلسون Etienne Henry Gilson ، ترجمة: إمام عبدالفتاح إمام؛ استاذ ورئيس قسم الفلسفة جامعة الكويت، طبعة مكتبة مدبولي، القاهرة، طبعة ثالثة، 1996).

أخيراً، لنكف قليلاً كما فعل البعض في هذا الموضوع (منذ البداية )، وكما كنت أفعل أنا نفسي قبل سنين عديدة، عن القاء التهم جزافاً والتعرض لحضارات كبيرة دون قراءة أو معرفة بتاريخها، فهذا كله جهل كبير.

واسلموا لي
العلماني


RE: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - طنطاوي - 03-14-2010

اقتباس:أسباب منطقية؟
أنا لا أجد أي أسباب منطقية تجعلني أومن أو ألحد، فكل "سبب" يطرحه الدينيون يرد عليه الملحدون، وكل ما يطرحه الملحدون يرد عليه الدينيون، فلا يفضل واحدهما الآخر لا بكثير ولا بقليل؛ ذلك أنهم يحاولون نفي أو تبرير اللا معقول بالمعقول، مع أن هذين الأخيرين لا يخضعان لنفس الصفات ولا يدخلان في بوتقة واحدة.

معك حق ، فقد كانت عبارتي انا مبهمه ، فما قصدت قوله هو ان اسباب نيوترال في الكفر بالمسيحية ، وليس الحاده بالله ، هي اسباب واضحة وهي ما ذكرته انا اعلاه.
نعم انا معك انه لاتوجد اسباب منطقية للايمان او الالحاد بالله ، والفلسفة والمنطق لايستطيعان البت في المسألة ، وانا شاكر للبانورما الفلسفية المصغرة التي سقتها لنا رغم اننا نوافقك عليها(وان كنت قد تجاهلت عامدا موقف ابيقور ، ولم تذكر شيئا عن عصر التنوير وعصر الثورة الصناعية وكان التاريخ بتر عن الاكويني لكن ماعلينا ) ، بل احب ان اضيف هنا انني ربوبي ولست حتي لا ادرياً.
لكن عزيزي هذا لاينفي ان هناك اسبابا واضحة جعلت الكثيرين يكفرون بالمسيحية (وليس بالله) في القرون القليلة التي مضت ، لا اعرف هل هذا امر به شك ايضاً عندك ام الا. واذا كانت المسيحية بنيانا منطقيا متجانساً لهذه الدرجة فلماذا انفض عنها الناس لدرجة وصول نسب الملحدين لنسب عاليه جدا في دول كانت من قبل كلها تدين بالمسيحية؟ هل يجب ان نعيد علي التناقضات بين الاناجيل الاربعة ؟ وعلي شرور الدين النظامي ووجود سلطة غير ضرورية؟ هل يجب ان اتحدث عن الخلل الاخلاقي في بعض القصص الدينية في العهدين؟ هل يجب ان اتحدث عن تحالف الدين مع السلطة لاخضاع الشعوب؟ وهل يجب ان اذكر ان هناك تلازما بين علو نسب الملحدين وبين تنقدم الدول؟ هل يجب ان اعيد الاحصائيات التي تربط بين ذكاء الفرد وبين كونه ملحدا ام لا؟
نعم يمكننا ان نتجاهل كل هذه الاسئلة لكن باب الذوق لكن ليس من باب انها تم تجاوزها لصالح الدين او حتي تعادل بين الطرفين ، الامر واضح ولا يحتاج الا شخص شجاع لادراكه .
مسألة كون المسيحية مسؤولة عن تخلف اوروبا بالقرون الوسطي فرغم انني لست خبيراً بالامر الا انني اذكر جيداً انني قرأت عن اضطهاد الهوجنوت والكلفنيين بفرنسا ، وعن الريكونكيستا ، واضطهاد الكاثوليك في انجلترا، اضطهاد اليهود باوروبا وحتي قبل هتلر ، حركة اصطياد الساحرات، اضطهاد المفكرين والعلماء ، و التحويل الاجباري للمسيحية بعد حركة الكشوفات الجغرافية ، وهو ما جعل فولتير يصرخ بان السحق للعار ، فاذا لم تكن المسيحية بوقتها هي المسؤولة عن العار فمن هو المسؤول عنه؟
من ناحيةى الرياضة العقلية فنعم ممكن ان نتناقش في اي موضوع ونتبني اي رأي ، مثلاً قد يكون الاسلام ليس مسؤولاً عن الارهاب واللاتسامح بالشرق الاوسط ، او ان امريكا مثلاً ليس لها اجنده لتحقيق مصالحها في العالم ، او ان الاسلام يحث علي العلم ، كلها نقاط ممكن الدفاع عنها بنفس المنطق لكنها ستظل رياضة عقلية.
عموماً لماذا لا تلخص لنا ابرز ما جاء في الكتاب ، مثلا هل اتضح ان الكنيسة (الوجه التنفيذي للمسيحية) كانت تدعو للتسامح الديني؟ هل كانت تشجع العلماء علي ادراك الكون بطريقة حرة؟ هل تركت الشعوب المفتوححة بحالها؟ كيف كان موقفها من اليهود؟ كيف كان موقفها من حقوق الانسان؟
انا بالمناسبة عندي استعداد لقراءة اي راي جديد عن الموضوع واشعر ان لديك ماتريد قوله.
واحب ان اضيف ان الطريقة التي رفض بها نيوترال الكتاب في اول الموضوع كانت قليلة الذوق ، الحق يقال يعني.


RE: العدرا ظهرت ############ ...هل لدى أحدكم تفسير? - الحكيم الرائى - 03-14-2010

من ذكريات الزمن الجميل






القديس مار نسطوريس وتعاليمه

بطل الإيمان الذي جاهد الجهاد الحسن وتمسك بالحياة الأبدية التي دعي إليها وأعلنها الإعلان الجهوري الحسن أمام شهود كثيرون.

الحلقة [1]



الأركيذياقون د. خوشابا كوركيس (لندن)



أحبائي قراء صفحة "كاروزوتا" الالكترونية، كانت تراودنا منذ مدة غير قصيرة فكرة كتابة دراسة على شكل حلقات عن حياة، وتعاليم، وجهاد القديس نسطوريس لتكون في متناول يد مؤمني كنيستنا في كل أرجاء المعمورة. وبعد أن تم بعون الله فتح الموقع الالكتروني الخاص بكنيستنا بجهود الأب الفاضل يوخنا ياقو راعي الكنيسة الشرقية القديمة في السويد وسعيه الحثيث في نشر كل ما هو مفيد لنمو المؤمنين روحياً، فاتحناه بما كنا ننوي كتابته ونشره فاستحسن الفكرة وشجعنا وشد من أزرنا. فقمنا بجمع المعلومات من كتب ومقالات وباللغات المختلفة، واعتمدنا أربعة مصادر رئيسية لتكون أساس هذه الدراسة إلى جانب العديد من الدراسات والمقالات منشورة هنا وهناك في المجلات والكتب. والمصادر الأربعة هي:-

1. Nestorius, The Bazaar of Heracleides, Newly Translated from Syriac by; G.R. Driver & Leonard Hodgson. Oxford 1925.

2. Nestorius and His Teachings, By Bethune-Baker, Cambridge University press 1908.

3. The Council of Ephesus of 431 A.D. By Mar Aprem United Theological College Bangalore/ India 1966.

4. The Church of the East and Nestorius Translated to Assyrian by Shamasha Gewargis Bet Benyamin D’Ashitha ,Mar Narsai Press Trechur, India 1959.



وسوف نقوم في نهاية الحلقات بنشر وللأول مرة مقالة للقس صليبا ابن القس داود من قرية المنصورية من أعمال جزيرة بني زبدي (المتوفي عام 1523). يسرد القس صليبا في هذه المقالة قصة جهاد القديس مار نسطوريس باللغة السريانية.

مدرستي الاسكندرية وانطاكيا:- كان القرن الرابع الميلادي عصر جدالات حول الثالوث، بينما ظهر القرن الخامس كعصر الجدالات حول سر المسيح الإله – المتجسد (Logos Versus Sarx) فإن آريوس كان متأثراً بالفكر الاغريقي، ادعى أن الكلمة (لوغوس) هو خليقة الله الأولى والوسيط بين الأب والعالم المخلوق. فردت الكنيسة على هذه البدعة في المجمع المسكوني النيقاوي الأول سنة 325 م، بإعلانها أن الكلمة مساو للآب في الجوهر والكمالات وأزلي مثله. وحينما أثير الجدال حول الروح القدس، وزعم مقدونيوس وأتباعه أنه خليقة الله، أعلنت الكنيسة ألوهية الروح القدس ومساواته للآب والابن. ظهر الخلاف بين مدرستي الاسكندرية وانطاكيا وأخذ يتفاقم. وكان هذا الخلاف في جوهره خلافاً فكرياً فلسفياً بين المدرستين الكبيرتين. فكل منهما تبنت طريقة خاصة في تفسير الكتاب المقدس، مما أدى إلى سوء التفاهم والابتعاد. في انطاكيا كان اللاهوتيون والمفسرون أكثر ميلاً إلى النظرة الأرسطوطالية، ومهتمون بالحقائق الملموسة المرئية. ففي إقرارهم بإلوهية المسيح كانوا ينظرون بالأكثر إلى حياته الإنسانية الأرضية. أما مدرسة الاسكندرية، فكانت أكثر ميلاً إلى الأفلاطونية الجديدة وإلى التفسير التأويلي الرمزي للحقائق. فالأمر الذي كان يشد اهتمام أساتذة الاسكندرية في المسيح كان لاهوته أكثر من ناسوته. وكان هذا الاختلاف في الأسلوب المدرسي يزداد حدة بسبب النعرة العنصرية والتنافس على الكراسي الأسقفية. وقد زاد تدخل الاسكندرية الأمور تعقيداً واتخذ طابعاً سياسياً باعتبار القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الجديدة. وهكذا كان مطلع القرن الخامس يحمل تيارات جديدة سرعان ما ظهرت بين أساتذة المدرسة الأنطاكية بزعامة تيودوروس المصيصي، وأصبح نسطوريس البطريرك القسطنطيني رائدها الأكبر ينشرها ويدافع عنها دفاعاً مستميتاً.

ديودوروس الطرسوسي: ولد ديودوروس في انطاكيا، ودرس في أثينا، وبعد ذلك أصبح رئيساً لدير قريب من انطاكيا وكان يعلم ويروج افكار ثيودوروس المصيصي والذهبي الفم. وفي سنة 378 م رسم أسقفاً على طرسوس، وقد شارك في مجمع انطاكيا 379 م، ومجمع القسطنطينية عام 381 م. لقد تعرضت لسوء الحظ مؤلفات ديدوروس الطرسوسي للتلف بعد موته نتيجة تطابقها مع النسطورية، مع ذلك كان خلال حياته موضع احترام الكنيسة الجامعة كونه أحد المدافعين عن الدين وحامي الكنيسة من الخطرين الظاهرين في القرن الرابع الميلادي ألا وهما الأريانية والأبولينارية. لقد تجلت استقامة الرأي عنده من خلال حقيقة قيام الإمبراطور ثيودوسيوس الأول بإصدار فرمان رسمي بتاريخ 30 تموز 381 م سمي بموجبه ديودوروس الطرسوسي كأحد الكهنة الشرقيين مستقيمي الإيمان ويبدو من سخرية القدر أن يكون رائد العقيدة الأول في المجمعين المسكونين الأولين قد أعتبر بعد رحيله عن الحياة الدنيا مؤسس المعتقد الذي أدين في ما يسمى المجمع الثالث. يعلمنا سوزمن أن ديودوروس قد عارض المجازية في التفسير وأصر على كمال ناسوت المسيح معارضاً بذلك الأبولينارية. وهاجم كذلك تعاليم مدرسة الاسكندرية. ويقول ديودوروس في هذا الصدد "لم تكابد الكلمة الإلهية ولادتين، الأولى قبل الدهور والأخرى في هذه الأيام الأخيرة. في أي مناقشة تتعلق بالولادة بموجب الطبيعة، فانه يجب عدم الاعتقاد أن الكلمة الإلهية هي ابن مريم". هكذا عارض ديودوروس أية فكرة مفترضة أن بداية الطبيعة الإلهية للمسيح كانت من مريم. وأصر على أن الكلمة الإلهية لم تخض تجربة الولادة.

ثيودوروس المصيصي: (350 – 428) ولد ثيودوروس سنة 350 م من عائلة غنية وذات نفوذ وقد اعتاد مع كريستوم وماكسيموس أن يقصد محاضرات سوفيست ليبانوس في انطاكيا وفي مدرسة دير ديودوروس حتى اختيار الأخير أسقفاً على طرسوس سنة 378 م. وأصبح ثيودوروس فيما بعد أسقفاً على مصيصة. وذلك عام 392 م وعمل هناك لمدة ستة وثلاثون عاماً. وهو أحد ثاني علماء اللاهوتيين الانطاكيين اللامعين. فاق معلمه ديودوروس الطرسوسي، ورغم وفاته خلال السنة التي نشب فيها نزاع نسطوريس – قورلوس، فإن فهمنا للنسطورية ولمدرسة انطاكيا سيظل ناقصاً من دون الخوض في مناقشة مسيحانية ثيودوروس المصيصي. فقد ظل كأستاذه وسلفه طيلة حياته موضع احترام في الكنيسة الجامعة، ويقول جيناريوس في كتابه "سيرة الرجال البارزين" أن ثيودوروس كان عالماً جليلاً وخطيباً بليغاً واستناداً إلى نفس المصدر فقد عارض ثيودوروس البدعة الأبولينارية والأنومية [1]. ويضفي المؤرخ الكنسي ثيودوروس من سايروس هالة لامعة من المجد على ثيودوروس المصيصي حيث يقول أنه حارب قوى آريوس ويونوميوس وصارع ضد عصابة القرصنة لأبوليناريوس وبحث عن أفضل المراعي لرعية الله وكان تأثيره في الشرق عظيماً. وكان غالباً يسمع صوت المنادين قائلين "نؤمن بما يؤمن به ثيودوروس" و "عاش معتقد ثيودوروس". ومع ذلك وبعد وفاته بأكثر من مائة عام لصق به العار حينما أتهم بالهرطقة عام 553 م، عندما أدينت [أسفار الخلاف الثلاثة] في مجمع القسطنطينية الثاني [2]. ويصف منجانا هذه الحادثة على الشكل التالي "بإطلاق العنان، لم تعرف انفجارات الغضب لدى أساقفة قورلوس الحدود، فأمطروا وباستمرار عبارات غاضبة مثل (الكافر) و (الزنديقي) و (الهرطوقي) على عالم جليل كان قد توفي قبل ذلك التاريخ بـ 120 عاماً. وفي معرض تعليقه على مجمع نيقيا، يقول يمكننا أن نتعرف على لاهوت المسيح عند ثيودوروس بصورة أفضل إذ يظهر تعامله مع تدبير ناسوت ربنا على الوجه التالي: (وإذ يرينا كيفية تجسده يقول:- قالوا نزل إلى الأرض وصار بشراً، ولم يجعل المسيح نفسه متواضعاً هنا بعمل عادي من العناية الإلهية ولا بهبة من مساعدة القوة الإلهية التي وهبت له بنفس الطريقة التي أنجز بها عمل أشياء عديدة أخرى، بل أنه اقتبس وارتدى طبيعتنا التي كان فيها وعاش فيها بحيث استطاع أن يكملها بمعاناته واتحاده فيها. وبهذا فأمهم (آباءنا الجليلين) قد أرونا هبة بركته التي انتحل فيها إنساناً من بيننا وكان ذلك الإنسان هو نفسه. وعلمونا أنه صبر وتحمل الجميع وفق الطبيعة البشرية بحيث أمكننا أن ندرك أنه لم يكن إنساناً في المظهر فحسب بل كان إنساناً حقيقياً عانى من جميع العواطف الإنسانية وفق الطبيعة البشرية عدا الخطيئة). وقد رفض ثيودوروس المصيصي في كتابه حول اللاهوت المسيحي (في تجسد الرب) [3] التهمة القائلة "أن الله أقام في المسيح" كما أقام المسيح في الرسل والصالحين بقوله: "أنه وحد الإنسان الذي انتحله كاملاً لنفسه وأصنفه بمقاسمته المجد الذي يملكه هو القائم الذي هو الابن بالطبيعة". استندت تعاليم ثيودوروس الخاصة حول اللاهوت المسيحي على تعاليمه الخاصة حول علم الإنسان. وقد تمثلت رغبته الرئيسية بتهيئة تطور عقلاني حر في ناسوت المسيح وبتحريم الأخطاء الأبولينارية. وحول تعاليمه عن التعميد يقول ثيودوروس: "… يسوع المسيح… الذي ولأجلنا نحن البشر ولأجل خلاصنا من خطايانا قد هبط من السماء وتجسد بهيئة إنسان". لقد وضحت تعاليم ثيودوروس كمال الطبيعتين الإلهية والبشرية للمسيح، مؤكداً على إمكانية التمييز بين الطبيعتين في شخص واحد. واتهمه ماريوس ميركاتور بالبلاجينية.

القديس يوحنا نسطوريس:- ولد القديس يوحنا نسطوريس سنة 381 م في قرية مرعش من أعمال مدينة جرمانيقي السورية في عائلة آشورية عريقة مشهورة بالورع والتقوى ومتمسكة بأهداب الإيمان. وقدم إلى أنطاكيا وترهب في دير يوبريبوس وكان معروفاً ببلاغته وفصاحة لسانه وصرامة نسكه، وطارت شهرته خارج حدود بطريركية انطاكيا. وعندما شغر كرسي بطريركية القسطنطينية عام 427 م أمر الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني باشغال ذلك المنصب من قبل نسطوريس الذي ظن الناس فيه أن يكون كريستوم الثاني القادم من انطاكيا بسبب استقامة رأيه وبلاغته وسعة إطلاعه. وقال عنه الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني مخاطباً مواطني القسطنطينية "دعوت واستدعيت نسطوريس مسبباً حزناً عميقاً للأنطاكيين وجلبته هنا إلى القسطنطينية لمنفعتكم". وتمت رسامته إلى السدة البطريركية لمدينة القسطنطينية في احتفال مهيب يوم 10 نيسان عام 428م. لم يكن المؤرخ الكنسي سقراط متعاطفاً مع نسطوريس حيث يستعيد الموعظة الأولى لنسطوريس،
بنفسه ومع ذلك فأن العديد من الناس – كما يقول سقراط – قد أحبوا هذا الغيور الشجاع الذي حاول ما في وسعه لإزالة جميع أشكال الهرطقة في الكنيسة. وفي يوم رسامته البطريركية خاطب نسطوريس الإمبراطور قائلاً "أعطني أيها الإمبراطورية الأرض مطهرة من الهراطقة، وبالمقابل أجازيك بالسماء، أعني في القضاء على الهراطقة ، وبالمقابل سأمنحك العون في القضاء على الفرس". هذا ويصور لنا سقراط نسطوريس كمضطهد شرس للهراطقة. ويلقي عليه اللوم في الاضطراب الذي اندلع في المدينة أثناء قيامه باتخاذ الإجراءات الرادعة ضد الهراطقة. ويعتقد أن النكبات التي حلت بنسطوريس لاحقاً كانت مجرد مكافأة له على تلك الإجراءات التي مارسها ضد الهراطقة.
وكما نرى فإن روحه المتحمسة في سبيل خير الكنيسة هي التي ألهبته في كبح جماح الأريانيين والأبوليناريين. وقد استنجد نسطوريس بقوة من الشرطة لغلق معبد الاريانيين في المدينة، وذلك لأنه لم يكن قانونياً مسموحاً للأريانيون أن يكون لهم معبداً في المدينة. ومع ذلك فقد رد الأريانيون بإضرام النار في معبدهم، الأمر الذي سبب في التهام النيران لأجزاء من المباني المحيطة بمعبدهم. وقام نسطوريس أيضاً باضطهاد النوفاتينيين والكواريسمائيين والمقدوميين، وكان نمط وقته السائد هو تدمير الهراطقة لصيانة الدين والكنيسة. ونظراً لكون نسطوريس وريث تعاليم ثيودوروس المصيصي وديودوروس الطرسوسي اللاهوتية لم يهدأ له بال أو يسمح بديمومة الهرطقات المدانة كالأريانية والأبولينارية التي جابهها طالع سيء نتيجة القسوة التي جوبهت بها في مثل تلك المناسبات، ولكنه حينما بدأت الكنيسة وبدعم من السلطات الإمبراطورية بممارسة نشاطها ضد هذه الهرطقات، فإنه لم يكن ممكناً تجنب أعمال العنف ومما يجب ذكره أنه حينما كان نسطوريس يقوم باتخاذ إجراءات صارمة ضد الهراطقة فانه كان في نفس الوقت يوجه عناية كبيرة تجاه رعيته لتعليمها المبادئ الكنسية الصائبة. لقد أدى الحماس الذي ابداه نسطوريس والذي جاوز حدوده أدى إلى خلق الكثير من الأعداء له والذين وقفوا ضده فيما بعد في مجمع أفسس عام 431م. ومهما نظرنا إلى نسطوريس بعين الاعتبار فإنه كان يؤدي واجبه كبطريرك لمدينة قسطنطينية عاصمة الإمبراطورية العظمى. ويعلق أحد المؤرخين بقوله "يبدو أن نسطوريس كان غيوراً متحمساً للكنيسة ولم يرغب بتلويث صفاء الكنيسة بالمبادئ الكاذبة". ومع ذلك كانت هناك أسباب أخرى ساعدت على أن يتهاوى نسطوريس منها عدائه مع البلقانيين. وغيرة قورلوس الاسكندراني من تنامي نفوذ كرسي القسطنطينية، وأخيراً وليس أقل الأسباب أهمية كان عدم وفاقه مع سيدات البلاط الإمبراطوري أثبت أنه كان مشؤوماً نوعاً ما، وبالرغم من حصوله على دعم الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني في المراحل الأولى من النزاع، إلا أنه لم يفلح في الحصول على دعم سيدات البلاط الإمبراطوري. لم يكن نسطوريس كمنافسه قورلوس متضلعاً في فن الارتشاء (وبعبارة أخرى منح البركات والهدايا). الارتشاء الذي أوقع الكنيسة الاسكندرانية تحت وطأة ديون كبيرة من خلال توزيع قورلوس الهدايا بإسراف إلى حواشي وسيدات البلاط الإمبراطوري، وذلك كجزء من حملته ضد نسطوريس وفي نفس الوقت كان قورلوس يتظاهر بصداقته لنسطوريس حيث كتب إلى صديقهما المشترك أكاسيوس مطران ملتن في أرمينيا "لا تدع سوى الإيمان يحكم بأنه لا يوجد أحد يمكنه الإثبات أن هناك صديق أكثر مني إخلاصاً لنسطوريس". وأخيراً يجب الملاحظة بأن نسطوريس قد أخفق في كسب صداقة ميمون أسقف أفسس الذي لعب دوراً مهماً في مجمع أفسس عام 431م. وجاء في التقرير الذي بعثه مؤيدو نسطوريس إلى الإمبراطور "أما قورلوس الاسكندراني فيبدو أنه شخص ولد ونشأ للعنة الكنائس، وبعد أن شاركه ميمون من أفسس في وقاحته، فإنه كان أول من خالف مراسيمكم الميمونة والمبدئية. وبذلك يكون قد أثبت فساده الكامل".

أما بخصوص لاهوتية نسطوريس فسنأتي إليها في الحلقات القادمة، ويؤكد أ. ر . واين "أن نسطوريس كان في الحقيقة واثقاً من استقامة رأيه، ومنطقية والتأم قضيته ويدعم ليونارد هدسون هذه الشهادة ويثير الانتباه بوجه خاص إلى تماسك التفكير عند نسطوريس وقد أطلق على نسطوريس اسم "المفكر المضطرب" إلا أنه وبعد اكتشاف كتاب نسطوريس الموسوم "سوق هيراقلديس" ودراسته دراسة وافية وبعناية سيتضح جلياً أنه مهما كان نسطوريس فإنه وبوجه يقين لم يكن كذلك وقد تجلت عظمة نسطوريس في القرار الذي اتخذه بالانسحاب من منصبه الأسقفي تجنباً لانشقاق الكنيسة بعد النزاع الذي حدث في أفسس عام 431م. وكما يظهر في كلماته الأخيرة التالية بأنه لم يرغب بالعمل أبداً في سبيل بلوغ مجده، بل عمل في سبيل تمجيد الله… "أن أعمق رغبة لي هي أن يمجد الله في السماء وعلى الأرض، أما نسطوريس فليبقى محروماً من الكنيسة. إذ أن الله سيثبت حينما يتهمني، ويوفق الناس أنفسهم معه". وفي حوالي عام 451 م توفي نسطوريس بمنفاه في الواحة الكبرى بمصر. وبالرغم من كل الشرور التي نسبت إليه، فقد كتب في الفقرة الأخيرة من كتابه "سوق هيراقلديس" قبل مدة من وفاته ما يلي: "ابتهجي لي يا عزيزتي ومربيتي أيتها الصحراء، فأنت أمي يا أرض منفاي، التي ستحرسين دوماً جسدي من بعد موتي حتى يوم القيامة بمشيئة الله، آمين".



إقراء في العدد القادم تطور النزاع بين القديس نسطوريس وقورلوس الاسكندراني والنتائج الكارثية لمجمع اللصوص.



[1] الأنوميين هم أقصى المتطرفين الأريانيين من القرن الرابع الميلادي وقد أطلق عليهم هذا الأسم نسبة إلى مبدأهم القائل أن الأبن يختلف (anomoios) كلياً عن الأب ومن قادتهم إيتيوس ويونوميوس .

[2] أسفار الخلاف الثلاثة هي: كتابات ثيودوروس المصيصي، و كتابات ثيودوريطس القورشي ورسالة هيبا الرهاوي إلى ماري مطران فارس " ويعتقد البعض أن ماري هذا هو مار نفسه داديشو الجاثليق".

[3] صنف هذا الكتاب الذي نشر في 15 مجلد وكان يتكون من 15000 صفحة صنف ضمن الأعمال المضاد للتجسد من قبل أعداء ثيودوروس بعد قرن من وفاته.





Copyright ® 2007-2008 www.karozota.com