حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83)
+--- الموضوع: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول (/showthread.php?tid=6939)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17


كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 06-18-2008

لكل مقام «قناع»


دمشق
صحيفة تشرين
ثقافة وفنون
الاربعاء 18 حزيران 2008
ناصر الماغوط
منذ أن وجدت على ظهر هذا الكوكب قبل آلاف الأعوام، وأنا أنادي وأطالب وأقاتل في سبيل الحقوق الأساسية للبشر، المتمثلة بالحرية والعدالة والمساواة وتكافؤ الفرص.

كنت مع هابيل ضد قابيل، وساعدت نوحا في بناء سفينته وكنت أحد ركابها، وقفت مع موسى ضد الفراعنة وصرت من أتباع ابراهيم وأولاده الأنبياء من بعده، وكنت مع السيد المسيح ضد جلاديه، وآمنت بالرسالة المحمدية وحاربت في سبيل نشرها ضد الظلم والعبودية وإقامة دولة واحدة. ‏

يوم خطف باريس الملكة هيلانة من عند زوجها ـ مضيفه ـ منيلاوس وهرب بها الى طروادة هرعت الى والده الملك برايام أناشده كي يتدخل ويفرض على ابنه أن يطلق سراح هيلانة ويبصق في وجهه ليجنب مدينته طروادة ويلات الحرب والخراب، وليوفر على الأبطال العظام من كلا الفريقين أرواحهم التي زهقت على مدى عشر سنوات لاحقة. ‏

كنت مع سبارتاكوس في ثورته ضد الأسياد الرومان، وعملت على إطفاء حريق روما حينما أحرقها نيرون وكنت أيضاً مع مارتن لوثر ضد الهرطقات التي أطلقها حينئذ رجال الكنيسة المتمثلة بصكوك الغفران، حاربت مع الهنود الحمر ضدالغزاة المستوطنين الأوروبيين للعالم الجديد، وعملت محاميا متطوعا أمام محاكم التفتيش للدفاع عن المفكرين والأدباء والمترجمين والعلماء وقفت مع كرومويل ضد الملك تشارلز ستيوارت وكنت مع روبسبيير ودانتون ضد لويس السادس عشر وماري أنطوانيت ناضلت مع مارتن لوثر كنغ ونلسون مانديلا وكونتا كنتي ضد التمييز العنصري، وشاركت في جميع الثورات وحركات التحرر الوطني ضد الاستعمار التي حدثت في العالم، وأنا الآن مع الفلسطينيين والعراقيين ضد الأمريكيين والعصابات الصهيونية، ومع العرب ككل ضد التجزئة والطامعين بهم. ‏

كنت أذهب الى عند الملوك القروسطيين وأقول لهم: الظلم سوف يذهب بعروشكم ورؤوسكم أيها الأسياد، لكنهم كانوا مغرورين ويرفضون أن يتعلموا من دروس التاريخ حرفا واحدا. قلت لهم: اقرؤوا التاريخ إنه مليء بالعبر ولاشيء يدوم.. لكن غرورهم أعماهم عن سماع كلماتي، فأدركت بأن الملوك والمتسلطين لايعرفون حدودهم إلا عندما تبدأ حرب أهلية أو مجاعة أو مجزرة أو كارثة ما. ‏

صرخت في وجه بلفور يوم أطلق وعده الشهير المشؤوم، وعندما كان هتلر يقبض على ضحاياه لرميهم في غرف الغاز كنت أعمل سرا على تهريبهم، وعندما، صار ضحايا الأمس جلادي اليوم صرخت في وجه العالم علني أنجح في إيقاظه فيغسل وجهه المجلل بالعار والشحار. ‏

منذ القدم وهذا الانسان هو لغز غريب عجيب غامض: ‏

عندما تراه في القاع، يكدح ويعرق ويجوع ويشقى ويستغل، تبكي عليه وعندما يصير في الأعلى ويمارس ما كان يشكو منه، تبكي منه. ‏

إنه الكذب، آفة الأخلاق، أسوأ ما في الانسان، وكفى الحيوانات فخرا أنها لاتكذب: ‏

النمر نمر والأرنب أرنب والذئب ذئب والثعلب ثعلب والكلب كلب والقط قط والحمار حمار إذ لايوجد حيوان واحد يدعي أنه غير ماهو عليه لذلك فالصدق والبراءة والشفافية والوضوح هي أهم الصفات عند الحيوانات. ‏

بينما يتخفى الإنسان خلف عدد من الأقنعة تمثل ذئابا وضباعا وكلابا وقططا وأرانب وحميرا. وللتمويه على حقيقته، يلجأ الإنسان لطلاء وجهه بطبقة كثيفة من الكذب فتجد شخصا مايتنمر في موقف ويتأرنب في موقف آخر ويغدر كالذئب هنا ويدعي الوفاء كالكلب هناك، ويتظاهر بالذكاء كالثعلب في مكان ويتغابى كالحمار في مكان ثان، وكأن من المحال على الإنسان أن يستطيع العيش من دون أقنعة، كما لو أن لكل مقام قناع.



كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 06-23-2008

شركات ستنهار وحكومات ستسقط

GMT 23:15:00 2008 الأحد 22 يونيو

الشرق الاوسط اللندنية



--------------------------------------------------------------------------------


عبد الرحمن الراشد

كيف يمكن تخفيض أسعار البترول، التي ضربت الناس من وجبة الرز الى تذاكر السفر؟ ومهما اختبأنا وراء المبررات فلن تخفى حقيقة أن وحش البترول أطلق من عقاله. البعض يلوم الدولار، وربما تآكل قيمته بالفعل سبب في ذلك، لكن ثمنه انخفض أربعين في المائة، في حين زاد سعر البترول ثلاثمائة في المائة، ويستمر النقاش.

فقد أثار السعر جدلا طبيعيا، بين مدافع يعتبره حقه جاءه متأخرا، وخاسر يعتبره استغلالا لسلعة استراتيجية تستوجب الحرب واحتلال منابع النفط. لكن الحديث الأهم ليس سبب الارتفاع، فالنفط سلعة ناضبة تستحق ككل السلع النادرة ثمنا غاليا، ورفع السعر له إيجابيات حيث يخفض الاستهلاك ويسهم في حماية البيئة، ويساعد في إطالة عمر البترول كمصدر للطاقة، الذي سيعود العالم بدونه الى عهد الكهوف والجمال والحمير. رفع السعر مهما بدا جشعا سينقذ العالم.

لكن الأهم اليوم هو أن نعرف من المتضرر الحقيقي؟

ففي بعض التعليقات تشف، وتعبر عن سعادة بجلدهم الأميركيين والغربيين الآخرين بأسعار النفط، لكن الضحايا الحقيقيين دول مثل باكستان والاردن وسورية والمغرب وبنغلاديش. غالبية دول العالم الثالث لا تنتج نفطا ولا تملك دولارات كافيه تشتريه، ثم تجبر على دفع الثمن مرة ثانية مع ارتفاع سعر الخبز والرز والملابس.

بنغلاديش الفقيرة تقول إنها ستحتاج الى أكثر من ملياري دولار لدعم أسعار الوقود، وباكستان لم تعد تملك مالا لدفع الفارق وستضطر لزيادة عدد الشرطة في الشوارع لان ضرب المتظاهرين ارخص من دفع المعونة. ماليزيا واندونيسيا، بلدان منتجان صغيران للبترول، فقد قررا رفع اسعار البنزين باربعين في المائة تقريبا.

الصدمة النفطية الجديدة قد تقلب أنظمة، وتشعل العنف في الشوارع، وستنهار عملات، وربما تكسر اقتصاديات نامية كبيرة. أما الدول الغربية فهي غنية وتستطيع ان تتعايش مع الوضع الجديد، بل ان الحكومات الغربية تربح الكثير من وراء ارتفاع مداخيلها من ارتفاع أسعار البترول المثقلة بضرائب هائلة تفوق الضرائب على السجائر. والأميركيون مثلا يعادل استهلاكهم الصينيين، ثلاث مرات، اي يشربون من النفط اكثر مما يشربه ثلاثة الاف مليون صيني، لو كان هناك صينيون بمثل هذا العدد.

أما الذين يعتقدون انها عقوبة الهية للرئيس الاميركي جورج بوش فهم لا يعلمون انها نعمة الهية له، لانه ينتمي لواحدة من اكبر ولايات البترول، تكساس. فاميركا اساسا منقسمة مثل العالم العربي حول المسألة النفطية، هناك ولايات تنتج وتزدهر من رفع اسعار البترول وهناك ولايات فقيرة نفطيا، تدفع ثمنه مرغمة. السعر قضاء وقدر لا راد له، لأن البترول قليل والطلب عليه كثير، وستقع كوارث كبيرة حيث ستنهار شركات مصنعة للسيارات والطيران، وربما حكومات. وحتى لو عولج السعر اليوم سيعود للارتفاع في عام آخر. ويتبقى للسياسيين اختراع أفكار دعائية مثل الحث على ممارسة رياضة المشي، وركوب الدراجات.






كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 06-24-2008

كلنا طائفيون

GMT 23:45:00 2008 الإثنين 23 يونيو

الخليج الاماراتية



--------------------------------------------------------------------------------


سليم الحص

يا للعار. كلنا طائفيون لا بل مذهبيون. سقى الله أياماً كنا نشعر بصدق أننا لبنانيون عرب. مازلنا نقول إننا كذلك، وإنما شكلاً وليس فعلاً، فليس بيننا من يدين بالولاء للبنان أو للعروبة. نحن لبنانيون بالعنوان، لا أكثر. ونحن عرب باللغة والمصلحة.

هذا الواقع النشاز لا يفوت من يرصد الخطاب السياسي المتشرذم في بلدنا.

تسمع اثنين من كبار قادة الموالاة، الذين يباهون بتصدر “ثورة الأرز”، يتحدثون يومياً بحقوق المسيحيين وتمثيلهم ومكانتهم، وتسمع المفردات عينها تتردد على لسان كبير المسيحيين في جبهة المعارضة. وتسمع منه أيضاً مطالبة بالتخفيف من صلاحيات رئيس الوزراء ناعياً أن رئيس الجمهورية لا يمتلك صلاحيات كافية.

ويأتي الرد من أحد كبار المعارضين بأن المسلمين السنّة لا يرتضون أن يكون رئيس الوزراء مجرداً من الصلاحيات. وتسمع منه أيضاً، فيما كانت الاشتباكات المذهبية مشتعلة، أنه لن يخرج عن نطاق طائفته فيما لو احتدم الصراع طائفياً، مردفاً، والحمد لله، أن الانقسامات سياسية وليست طائفية.

وتسمع قائد حركة مميزة يؤكد في خطاب تاريخي أنه يعتز بأنه من أبناء ولاية الفقيه، أي أنه من لون مذهبي معين. علماً بأن الحركة التي يقودها اكتسبت في ساحة الوغى فخر واعتزاز معظم اللبنانيين والعرب، على اختلاف بلدانهم ومذاهبهم ومللهم.

وتسمع أحد أبرز رجال الدين يطالب باستحداث منصب نائب رئيس للجمهورية مع الإيحاء أنه يجب أن يكون من طائفته بالذات.

وترى وسائل إعلام ذات حول وطول تبث بلا كلل ولا ملل شحناً مذهبياً وطائفياً، وكأنما ديدنها صب الزيت على النار وتسعير حالة الاحتقان المذهبي والطائفي السائدة بين الناس. وإحدى تلك الوسائل تعود إلى زعيم فئته المسلمة التي عرفت في تاريخ لبنان بريادتها في ميدان الوطنية وتمسكها المتميز بالوحدة الوطنية، كما عرفت بتشبثها بالعروبة حتى كان يقال أن شارعها كان شارع جمال عبد الناصر على صعيد الأمة. كان هذا من الماضي. أما اليوم فقطاع واسع من هذه الفئة يرفع راية الطائفة لا بل المذهب، فوق راية الوطن وفوق راية العروبة.

هذه كلها نماذج من الألوان التي تشكل فسيفساء المجتمع اللبناني هذه الأيام. نحن في أسوأ حالاتنا. كانت التباينات الطائفية دوماً من العلامات الفارقة لهذا الشعب منذ الاستقلال، ولكن هذه الانقسامات ما كانت يوماً على هذا القدر من النتوء والدوي كما هي اليوم. كنا جميعاً ندرك دوماً أن آفة لبنان الأولى هي الطائفية فإذا بنا ننغمس فيها اليوم حتى الثمالة.

لذا جاء اتفاق الطائف، الذي أنهى خمسة عشر عاماً من الحرب الأهلية التي لم تكن بريئة كلياً من العوامل الفئوية، وفيه نص يدعو إلى إلغاء الطائفية على مراحل بدءاً بتشكيل هيئة وطنية علياً تشرف على عملية تجاوز الحالة الطائفية. كان من المفترض أن تنشأ تلك الهيئة في عام 1992 مع انتخاب أول مجلس نيابي بعد الحرب الأهلية. ولكن الطائفية لا تنتحر. لذا لم ترَ هذه الهيئة النور في ظل الأجواء الطائفية المهيمنة. فإذا بالعصبيات تزداد حدةً، وتعيش اليوم أعنف حالاتها.

ونحن لسنا في أسوأ حالاتنا فئوياً لمجرد أن الخطاب الطائفي بلغ حدود الابتذال والصفاقة، بل أيضاً، وهذا هو الأخطر، لكون الانقسامات الفئوية باتت تتفجر صدامات دامية متنقلة بين المناطق، وتستخدم فيها أفتك الأسلحة النارية، ولم يبقَ من أسلحة الحرب خارج المعركة سوى الدبابات والطائرات التي لم تصل والحمد لله إلى أيدي المتقاتلين.

نحن إذ نعرب عن استنكارنا للتعبيرات والإفرازات الطائفية والمذهبية في حياتنا العامة، وتقززنا منها، لا ننكر على المواطنين حقهم في التدين وعبادة رب العالمين كل على طريقته. لا بل نحن على عكس ذلك ندعو إلى العبادة والتدين، فهما معدن التقى والفضيلة والتسامح ومكارم الأخلاق.

إننا نردد القول: شتان ما بين الدين والطائفية. فالدين قيم أما الطائفية فعصبية. ولما كانت القيم التي تقوم عليها الأديان ذات معان واحدة أو متماثلة فإن الدين يجمع. فالمحبة كما الرحمة والصدق والإحسان والخير والاستقامة ومخافة رب العالمين كلها ذات معان متماثلة في شتى الأديان، لذا فإن الدين يجمع. أما الطائفية فعصبية تفرق، ذلك لأن العصبيات بطبيعة الحال تتصادم إذ تسعى كل فئة عبثاً إلى إلغاء الأخرى أو السيطرة عليها. لذا فنحن ندعو إلى التمسك بأهداب الدين وندعو إلى التطهر من أدران الطائفية.

ولكن الدين شأن ذاتي خاص، نمارسه في بيوتنا كل على طريقته. فلا نقحمه في حياتنا العامة فنشوّه صورة الدين ونسيء إليه وندمر حياتنا العامة بتمزيق وحدتنا الوطنية. ما لم ندرك هذه العبرة البسيطة، وما لم نتعلم هذا الدرس البليغ، فإننا لن نكون شعباً بل قبائل متناحرة، وقبائل العصر تسمى طوائف، ولن يكون في لبنان لبنانيون بل مسيحيون ومسلمون، لا بل موارنة وسنة وشيعة وأرثوذكس وما إلى ذلك. ولن نكون عرباً إلا بالادعاء وبالمصلحة، هكذا نرى في العروبة سياحة واستثمارات ومعونات مالية ومظان لاستيعاب حركة الهجرة من بلدنا سعياً وراء الرزق الحلال.

نحن ندّعي العروبة وهي منا براء. فهي مشروع اتحاد على مستوى الأمة، ونحن دعاة فرقة وانقسام على مستوى الشعب.

طائفيتنا تنطق بفسادنا. فالفساد متعشش في مجتمعنا والطائفية حصنه الحصين. فالفاسد لا يحاسَب ولا يلاحَق محتمياً وراء خطوط طائفته. بات يصوّر أن مداعاة أي مواطن على فساده إنما تعادل مداعاة طائفته.
والطائفية جعلت منا مجرمين. فالقتل مباح إذا كان ضحيته أناساً من طائفة أخرى. ولا تثور حفيظتنا إلا عندما يستهدف جماعة من فئتنا.

والطائفية جعلت منا كفرة بقوميتنا. فأمام الخصم المفترض في حيّنا وبلدتنا ومدينتنا، لم نعد نذكر أن ثمة عدواً رابضاً على حدودنا الجنوبية يسمى “إسرائيل”.

والطائفية جعلت منا أدوات طيّعة في أيدي قوى خارجية فلم نتعلم درساً مما تعرض له العراق الشقيق من فتن افتعلتها قوى خارجية. فنحن على درب الفتنة سائرون والعياذ بالله. الحرب الطائفية والمذهبية هي حرب إبادة متبادلة فاشلة حتماً. ولكننا قبل أن ندرك ذلك لا نتورع عن تدمير مجتمع ووطن. يريدون مني أن أخجل بلبنانيتي وأنا مصرّ على الاعتزاز بها، يا للمكابرة.




كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 06-27-2008

كيف تحوّل لبنان ساحة لتصفية الحسابات؟ ... رواية الأيام الفاصلة عن الصدام الإيراني - الغربي
طوني فرنسيس الحياة - 27/06/08//


محمود أحمدي نجاد، جورج بوش، بشار الأسد (أ ف ب)
اصطدم النيزك الأميركي بأرض العراق فأثار زلزالاً. تفلتت كواكب المنطقة من دوائرها التقليدية وهَوَت، وهي ما تزال تهوي بفعل فقدان الجاذبية. القطبان الدوليان اصبحا قطباً واحداً بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وتفرّد القطب الأميركي فضلل الكواكب الأرضية وهيأ لها مناخات السقوط الحر.
من يعيد رسم خريطة المنطقة الآن؟
إيران التي فقدت آخر أدوارها التوسعية منذ هزيمة داريوس أمام الاسكندر المقدوني، ام تركيا التي أعادها أتاتورك الى بر الأناضول، أم مصر، أم إسرائيل التي أغرقها شعارها من النيل الى الفرات بين ضفة الأردن وبوابة أريحا؟
هؤلاء جميعاً يحاولون إعادة رسم الخريطة لكن أكثرهم جرأة وطموحاً هو إيران. فلو وضعنا الولايات المتحدة جانباً بوصفها قوة دولية عظمى، لا يبقى بين الأطراف الإقليميين من يمارس سياسة هجومية سوى إيران، باعتبار ان قيام إسرائيل قبل 60 سنة كان في حد ذاته هجوماً غير مسبوق تضافرت عوامل إقليمية ودولية على دفعه ونفخه... لكن، منذ ذلك الوقت لم نشهد قيام طرف في المنطقة، غير عربي، بما تقوم به إيران اليوم متسلحة بإيديولوجيا دينية لا تكاد تغطي حقيقة طموحات دنيوية مماثلة لطموحات الشاه اللاديني نووياً وإقليمياً.
فالشاه هو الذي احتل جزر الإمارات العربية الثلاث وهو الذي بدأ البرنامج النووي الإيراني، والفارق بينه وبين خلفائه، انه كان مصراً على التوسع في اتجاه الخليج والعراق لكنه لم يهدد إسرائيل بمشروعه النووي. هو لم يستخدم في أي مرة تعابير الرئيس محمود احمدي نجاد عن تدمير إسرائيل وإزالتها من الوجود، لكنه احتل الجزر وساوم نظام صدام حسين على شط العرب الذي هو جزء من «الخليج الفارسي»، التسمية التي يتمسك بها ايرانيو اليوم وينظمون تظاهرات ضد «غوغل» لإغفاله استعمالها.
كان يمكن الخليج في «فورة كرم» إيرانية ان يسمى «الخليج الإسلامي» إرضاء لعرب الضفة الأخرى، لكن الإيرانيين المتمسكين بتاريخهم وطموحاتهم ومعتقداتهم، لا ينوون ذلك. يعتبرون أنفسهم قادة للأمة الإسلامية ولا شركاء للعرب، ومهمتهم «الإلهية» هي في سوق الآخرين جميعاً نحو تحرير القدس، ومن يتخلف سيوصم بالعمالة.
لكن مسيرة طهران في اتجاهين، وليس محسوماً الاتجاه الذي سيسلكه الباص الإيراني، إلا ان محطته الأخيرة واضحة: ضمان الدور الإقليمي المعترف به ومواصلة بناء القدرة النووية كضامن لهذا الدور.
قد لا يمانع الغرب الذي يتواجه مع إيران الآن، في قيامها بهذا الدور، فهو لم يمانع سابقاً، بل حاول ان يجعل من شاه إيران قوة إقليمية عظمى في مواجهة المد القومي العربي وعلى حدود الاتحاد السوفياتي، وهذا الموقف الغربي استمر بأشكال مختلفة حتى بعد ثورة رجال الدين الإيرانيين ضد الشاه. وفي سرعة عجيبة تخلى الغربيون عن نظامهم المدلل، وبدأوا التنظير لدفع الإسلام في مواجهة الشيوعية، وتراجع الفرنسيون عن دعمهم النووي للشاه ورُفعت ضدهم دعاوى لاسترجاع أموال دُفعت في مقابل مفاعلات وتجهيزات. وعندما غزا الاتحاد السوفياتي أفغانستان خوفاً من تطويقه بالنظام الإسلامي، كانت التجربة الدينية الجديدة مُلهِماً لقادة الاستخبارات المركزية الأميركية، فمولوا «المجاهدين» في أرض المعركة وصنعوا بأيديهم «قاعدة» ستشن عليهم لاحقاً أقسى الهجمات في التاريخ الحديث.
إلا ان استعداد الغرب لإعطاء إيران الدور الذي تطلبه لنفسها لم يتبلور كلياً بعد، وسينتظر الغربيون وقتاً إضافياً لرسم حدود الممكن والمسموح به في منطقة المصالح النفطية الاستراتيجية وعالم الإغراءات الثقافية والروحية والدينية، حيث وُلدت أديان الغرب والشرق وتضرب قيمها يومياً بأيدي أتباعها.
ولم تُفلح مساعدات إيران لأميركا وحلفائها في تغيير قناعات هؤلاء، فالتعاون الإيراني في غزو أفغانستان لم يكف بل اعتبره الغربيون واجباً، إذ ان سقوط نظام «طالبان» شكّل خدمة لإيران وكذلك السقوط اللاحق لنظام صدام حسين، وفي الحالين تفتحت شهية إيران على توسيع نفوذها، وإذا كان ذلك صعباً على الجبهة الشرقية نحو أفغانستان وباكستان، فإنه كان اسهل بما لا يقاس على جبهة العراق، وتحولت طهران شريكاً ومنافساً للولايات المتحدة في السيطرة على العراق، متخذة من الروابط المذهبية والاقتراب الجغرافي مدخلاً للتأثير في مستقبل هذا البلد العربي المتنوع المذاهب والأعراق.
سار كل ذلك على وقع خطاب نووي - إلهي ما كان له إلا ان يثير قلق العرب في الخليج وعلى امتداد أوطانهم، وأصبح السعي الى التخصيب مرادفاً لشهوات مد النفوذ الإقليمي، ولم تجد إيران الى جانبها سوى سورية التي بررت تحالفها بموجبات المواجهة مع إسرائيل، إلا ان شيئاً ما انكسر في هذا التحالف عندما قررت سورية مفاوضة إسرائيل، فاختل سلم المقاييس واهتز، وكانت ذروة الضغط الغربي على إيران النووية في أوجها. فماذا حصل؟
قدمت إيران تنازلات في العراق، فأعلنت دعمها الحكومة في وجه الميليشيات وسمحت لها وللقوات الأميركية بخوض معارك مظفرة ضد التيار الصدري وميليشيا المهدي التي طالما اعتُبرت الأقرب الى نفوس قادة طهران، وسبق ذلك وأعقبه لإضفاء الشرعية على الحكومة «التي نصبها الاحتلال» زيارة رسمية الى عاصمة العباسيين في حماية القوات الأميركية قام بها العدو الأول لـ «الشيطان الأكبر» الرئيس محمود أحمدي نجاد، وسلسلة زيارات قام بها الى طهران رئيس الحكومة العراقية المتمتع بثقة الأميركيين و «احتلالهم» نوري المالكي.
الجيش العراقي مسيطراً على مدينة العمارة (أ ف ب)

إلا ان التنازلات الإيرانية هذه لم تسفر عن تغيير يكرس موقعها العراقي ولا عن تراجع في مساعي الولايات المتحدة وحلفائها لوقف تخصيب طهران اليورانيوم. كما ان المراهنة على اقتراب موعد انتهاء ولاية الرئيس الأميركي جورج بوش لم تفتح منافذ لتغييرات محتملة، بل بالعكس، فإن التحليلات والمعطيات في الغرب بقيت تتحدث عن خيار عسكري ضد إيران، وأعلن بوش ذلك صراحة غير مرة، ودخلت إسرائيل على خط التهديد والوعيد، خصوصاً بعد زيارة رئيس وزرائها إيهود أولمرت واشنطن، وعندما تسلمت طهران «سلة الحوافز» بقي جوابها يراوح بين الاستمرار في الدرس والتهديد بتلقين المعتدين دروساً، ودائماً على خلفية رفض المساس بالتخصيب.
وفوق ذلك ووجهت ايران بمشروع المعاهدة الأميركية - العراقية فكان المشروع قشة قصمت ظهر البعير، وبدا ان المشروع النووي الإيراني ليس وحده المهدد بل ان مطامح النفوذ الإقليمي مهددة هي الأخرى، وكانت الذكرى الستين لقيام «الكيان الصهيوني» على الأبواب، فما العمل؟
على الأرجح درس القادة الإيرانيون أوضاعهم بدقة. وهم ربما فكروا بتوجيه ضربة الى إسرائيل عبر لبنان أو من قطاع غزة، وربما ذهبوا أبعد من ذلك إنفاذاً لتهديدات أحمدي نجاد، لكنهم وجدوا استحالة في التنفيذ ونضوباً في المردود. فلا قدرات الحليفة «حماس» بعد سنة من سيطرتها على القطاع تسمح بتوجيه ضربات سيكون مردودها قاسياً على السكان الفلسطينيين ولا الحلفاء في لبنان قادرون على تخطي وقائع الحدود اللبنانية - الإسرائيلية بعد حرب تموز (يوليو) 2006، حيث ينتشر الجيش اللبناني ونحو 15 ألف جندي دولي، كما ان الحليف السوري ليس في وارد فتح جبهته لتسجيل مواقف في ستينية قيام «الكيان الغاصب».
وكان على لبنان ان يسترد دوره كساحة، إما لاحتضان حرائق تغطي مؤامرات الآخرين ومفاوضاتهم، وإما لتوجيه الرسائل بين الخصوم العاجزين عن خوض معاركهم بأنفسهم. ولا يفهم ما جرى في مطلع أيار (مايو) الفائت إلا في هذا السياق، باعتبار ان أي طرف لبناني مهما بلغت قوته ونفوذه يعرف انه لا يمكنه السيطرة والتفرد والقفز فوق المؤسسات الدستورية والهيئات التمثيلية المنتخبة، وبالتالي فإن حسم أمور السلطة لا يمكن إلا بالاحتكام الى مجموعة من النصوص والأعراف تفرّد بها لبنان منذ منتصف القرن التاسع عشر وقبل ان تقوم دول كثيرة في المنطقة، وبالتأكيد قبل ان ينصّب الإنكليز شاهاً لهم في طهران.
هدفت «معركة أيار» في لبنان، على الأرجح، الى إصابة عصافير عدة بحجر واحد: ضرب تدخل النظام العربي لحل الأزمة (بواسطة مبادرة الجامعة العربية) وتوجيه رسالة الى هذا النظام ممثلاً خصوصاً بتحالف المملكة العربية السعودية ومصر والأردن ودول الخليج عشية جولة بوش آنذاك في المنطقة، تقول ان لا مجال للتعاون في ما سيطلب الرئيس الأميركي، خصوصاً لجهة تغطية الخطوات الدولية اللاحقة في شأن التخصيب أو رسم مستقبل العراق والمنطقة. أما الرسالة الثانية فموجهة الى العالم الأوسع وللغرب خصوصاً، مفادها ان لبنان الذي اعتبره الفاتيكان وطن رسالة وتعايش بين الأديان بات اليوم مهدداً بأن يكون آخر ساحات الصراع بين الأديان، وأن تميّزه بوجود رئيس مسيحي على رأس مؤسساته الدستورية بات موضع تشكيك... والرسالة الثالثة قد تكون موجهة الى سورية نفسها، ومضمونها ان زمن سيطرتها على القرار اللبناني وتفردها في إنضاج الحلول والتسويات والإشراف عليها قد عفى عليه الزمن... والرسالة الرابعة الى إسرائيل التي سيخرج فيها من يقول ان سيطرة حزب الله على لبنان ستجعل منه أرض معركة مفتوحة معها، فإما العودة الى الحرب، وإما السعي الى تسويات لن تتوافر إلا في مفاوضات مع طهران...
لم تنجح «عملية لبنان» بسبب تركيبة لبنان نفسه، واسترداد النظام العربي عزمه سريعاً على التقاط كرة التحدي، وأيضاً بسبب الموقف السوري، فدمشق المنخرطة في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل كانت مضطرة الى إبداء حرصها على فك عزلة تعانيها منذ سنوات، ولبنان أحد أسبابها، فبادرت الى طلب الإعلان عن المفاوضات رسمياً على حد ادعاء أولمرت في تصريحات له مؤخراً، وتم ذلك لحظة التوصل الى اتفاق الدوحة الذي أعقبه على الفور دعم سوري للحوار الفلسطيني - الفلسطيني ولمشروع التهدئة بين «حماس» وإسرائيل برعاية مصرية.
لم ينته شريط الأحداث بعد، فإيران عرضة لمزيد من التهديد، وما كشفته صحيفة «لا ريبوبليكا» الإيطالية قبل أيام، عن خطط تعدها الاستخبارات الإيطالية والأميركية لغزو إيران لا يهدئ المخاوف، لا في لبنان ولا في العراق ولا في فلسطين، وما أذيع عن مناورات إسرائيلية بين ساحل فلسطين وسواحل اليونان، لا يبشر بالخير، ويصبح السؤال: هل بقي في لبنان لبنانيون يتولون شؤون بلدهم ام ان فيه كمية من الوكلاء والميليشيات تتلقى أوامرها من وراء الحدود؟ فإذا كان اللبنانيون هم من يتولون إدارة أمورهم فإن اتفاق الدوحة فتح لهم كوة للحفاظ على بلدهم، أما اذا كان الأمر عكس ذلك فعليهم ان يستعدوا لدفع أثمان الضربات الاستباقية، الإيرانية أو الإسرائيلية، في انتظار معركة الحسم الدولية وإعادة رسم خرائط المنطقة.
... وحتى ذلك الحين، مفيد ان نستعيد من التجارب ان الإجاصة أهم من الدبابة «فالدبابة تموت لكن الإجاصة خالدة»!


* كاتب لبناني من أسرة «الحياة»



كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 06-27-2008

http://www.elaph.com/ElaphWeb/NewsPapers/2008/6/343422.htm


كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 06-28-2008

«سنّة» و«علويون» في موقد الطائفية
لم أصدّق أذنيّ وأنا استمع إلى ما يخبرني به أحمد المرج، عضو المجلس البلدي الطرابلسي عن منطقة «باب التبانة»، التي أقضّ مقاتلوها مضاجع المدينة وهم يتبادلون الصواريخ والمدافع مع أهالي «جبل محسن» الملاصق لهم على مدى يومين متواصلين، قتل خلالهما أكثر من 10 أشخاص وجرح عشرات آخرون، هذا غير البيوت التي أحرقت والعائلات التي تشردت. قال الرجل الذي يعرف المنطقة عن كثب بمقاتليها وأزقتها الضيقة وأسرارها الدفينة ما لم يجرؤ على الاعتراف به غيره، وهو أنه من الخطأ الكلام على معارضة أو موالاة في «باب التبانة»، ففي هذه المنطقة جماعات مسلحة تنتمي لأطراف سياسية سنية متناقضة، ومناصرو عمر كرامي يقاتلون إلى جانب مناصري سعد الحريري ونجيب ميقاتي ومحمد الصفدي، وكأنهم رجل واحد حين يستشعرون ضرورة الدفاع عن منطقتهم في مواجهة سكان «جبل محسن» العلويين بغالبيتهم. كلام عجيب، ربما لا تحبه الموالاة وتحرص على إظهار باب التبانة وكأنها منطقة موالية، لها لكنها مشاغبة ومتمردة. لكن الحقيقة المرّة، والتي بات من الصعب التغاضي عنها، ان منسوب الطائفية ارتفع في لبنان إلى حد تجاوز زعامات الطوائف ومقاماتها الدينية أحياناً، وبات على هؤلاء أن يقوموا بجهود جبارة كي يلحقوا بتطرف قواعدهم الشعبية أو يرضوا نزقها. صحيح أن السياسيين هم الذين اشتغلوا على التعبئة المذهبية والشحن الطائفي، ولعبوا على الوتر الفئوي لتحقيق مكاسب صغيرة وحقيرة أيضاً، لكن شرارة التطرف سرعان ما تشتعل حتى تحرق أصحابها قبل غيرهم. وربما أن أصحاب الخطب الرنانة من كل طائفة ومذهب، لم يتوقعوا ان يزايد جمهورهم عليهم بهذه السرعة، وعلى هذا النحو الجامح، لكن واقع الحال يشي بالأسوأ.
وما هو خطير، أن المقاتلين من أهالي باب التبانة بصرف النظر عن انتمائهم السياسي، هم من يقررون بدء المعركة أو الرد من عدمه على جبل محسن، كما أنهم ليسوا بالضرورة ملزمين بإيقاف القتال متى أعطيت الأوامر بذلك من قياداتهم. فثمة من يخبرك بأن الزعيم لا يريد أن يخسر ناخبيه ايضاً، والمقاتلون وأسرهم هم ناخبون أولاً وأخيراً، وفي معرض الدفاع عن الكرامة والشرف، تكون الكلمة الأخيرة للسلاح والقبضاي الذي يحمله، لا للسياسي الذي يجلس في مكتبه.
هكذا بات من الواضح أن القيادات السنية التي تجتمع في الصالونات الأنيقة لتوقيع الاتفاقات بين باب التبانة وجبل محسن، ليست بالضرورة صاحبة الأمر والنهي على الأرض، وهي إن أمسكت ببعض خيوط العواطف المتأججة، فخيوط أخرى تفلت منها، فيما القيادة العلوية واحدة، بمقدورها أن تضبط الميدان بكبسة زر. هذا يفسر المسافة الزمنية، التي سقط خلالها ما يزيد على خمسة قتلى، بين الاتفاق في الصالونات وتنفيذه على الأرض، وهي المسافة التي تفصل بين الزعماء ومناصريهم.
هكذا نفهم ان الشعور السني المتصاعد بالاضطهاد، بعد «غزوة» بيروت وقبلها أيضاً، لن يعود بالفائدة على أحد، ولا حتى على الزعامات نفسها. فلم يعد من صوت يعلو على صوت الطائفة في لبنان، بدليل أن مقاتلي باب التبانة لم يتذكروا وهم يواجهون جيرانهم العلويين سوى انتمائهم إلى مذهب واحد، وهذا أكثر من مرعب ومخجل. وبمقدورك أن تسمع من عشرات الأشخاص في المنطقتين المتنازعتين منذ ثلاثين سنة، أن أي طرف ثالث يمكنه وبلمح البصر، أن يشعل حرباً ضروساً لا تبقي ولا تذر، وان المنطقتين بائستان وهما ضحيتان لصراعات لا ناقة لهما فيها ولا جمل، ومع ذلك فهما لا تتوبان عن الاقتتال. وهو اعتراف بالخطأ مع الإصرار على التمادي فيه، وما التعصب في اللغة إلا «عدم قبول الحق مع ظهور الدليل بسبب الميل إلى جانب دون آخر».
فمنذ كنا صغاراً ونحن نسمع أن «الحرب علْقت بين فوق وتحت»، أي بين جبل محسن وباب التبانة، كبرنا وما زلنا نكرر هذه العبارة السقيمة كلما بدأت القبيلتان السنية والعلوية اقتتالهما الأخوي، الذي يتخذ سكان المنطقتين (100 ألف نسمة) رهائن. تغيرت عناوين كثيرة لهذه الحرب الطويلة بين الطائفتين الجارتين، وتبدلت يافطات بدأت بتحرير فلسطين ولم تنته بإخراج السوريين من لبنان، وما يزال عند الطرفين من الغضب والروح الثأرية والاندفاع ما يكفي وقوداً لحروب مئة سنة مقبلة. فقد ارتاح الآباء المقاتلون الذين شاركوا في الحرب الأهلية، وسلموا المهمة لأولادهم، ولن نستغرب أن يرثهم جيل ثالث لإكمال المهمة. فبما ان الموضة الطائفية بين سنة وشيعة هي في أوجها، وسوق الطائفية يلقى رواجاً مميتاً، فهذا يعني أن لسنة طرابلس وعلوييها صولات وجولات مستقبلية عليهم أن يخوضوها دفاعاً عن الكرامة والعرض، وإلا فما نفع الرجال. وعليك ألا تسأل في هكذا أحوال عن العقل. فالعصبية في لغتنا السمحاء آتية من «العصب»، أي «تلك الأربطة والأنسجة التي تشد المفاصل إلى بعضها البعض ـ هذا بحسب لسان العرب ـ عند الإنسان وبهيمة الأنعام على حد سواء، وهي عكس الإدراك والوعي كصفتين إنسانيتين خالصتين. وفي لبنان تغلب «العصبية» وتتفانى الكائنات في التعصب الذي وحده يستطيع أن يشد أزر الطائفة الواحدة، ويجعلها متراصة مترابطة لمواجهة الطوائف الأخرى (العدوة).
والعداء السني ـ العلوي في طرابلس، أكثر أصالة وعراقة من العداء السني ـ الشيعي، المستجد على الساحة، فهو مرتبط بذكريات النظام السوري في لبنان، الذي تحمّل الطائفة العلوية وزره وكأنها ممثلة رسمية له على الأراضي اللبنانية. والمضحك المبكي انك في أوقات الصفاء لا تستطيع أن تفصل بين «فوق» و«تحت»، فالتداخل شديد، والجيرة تأخذ مداها، زيجات وصلات قربى، أما حين يجنّ الجنون، ويزمجر الدم القبلي في الشرايين، يمتشق كلٌّ سلاحه، ويسدد طلقاته بلا رحمة.
sawsan_abtah@hotmail.com



كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 07-12-2008



الاتحاد المتوسطي: ترويض للعرب

GMT 0:00:00 2008 السبت 12 يوليو

القدس العربي اللندنية



--------------------------------------------------------------------------------


عبد الباري عطوان

قواسم مشتركة كثيرة تجمع بين دول حوض المتوسط بضفتيه، ابتداء من زيت الزيتون، ومرورا بالشواطئ المشمسة والسمرة البرونزية، وانتهاء بتاريخ حافل بالحروب والغزوات، تارة من الشمال ال الجنوب (الامبراطورية الرومانية والاستعمار الحديث) او من الجنوب ال الشمال (الفتوحات الاسلامية في اسبانيا) او من الشرق ال الغرب (وصول العثمانيين ال فيينا) او العكس، حيث قامت امبراطوريات وسادت حضارات عل انقاض اخر، أفلت اقمارها ونجومها.
الحوار بين شعوب المتوسط وزعاماتهم كان في غالب الاحيان بالسيف والرمح والمنجنيق، وظل الحال كذلك حت منتصف القرن الماضي، حين خضع كل الجنوب والشرق للاستعمار الفرنسي والبريطاني والايطالي، واليوم تطل في الأفق محاولة لتغيير الأدوات لتحقيق الاهداف نفسها بطريقة تبدو حضارية في ظاهرها.
نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا يريد اليوم بدعوته لزعماء خمس وثلاثين دولة وضع اسس تكتل سياسي اقتصادي جديد بزعامته تحت عنوان (الاتحاد من اجل المتوسط)، يقول ان الهدف الرئيسي من ورائه تعزيز العلاقات بين هذه الدول وفق رؤية جديدة، ولكن الاجندات الخفية، وغير المعلنة، تتلخص في الرغبة في تعزيز زعامة فرنسا في اوروبا، واستعادة دورها القديم في المحيط المتوسطي العربي والاسلامي، وشمال افريقيا خاصة، ودمج اسرائيل بطريقة غير مباشرة مع جيرانها، بتشريع وجودها، وتطبيع علاقاتها مع من يتردد في التطبيع من الدول العربية المتوسطية، وهي قليلة عل اي حال.
ساركوزي يريد ان يعزز دور بلاده الاقليمي الاوروبي والعالمي بالالتفات جنوبا، حيث المستعمرات الفرنسية القديمة، بالطريقة نفسها التي عززت فيها انجيلا ميركل زعيمة المانيا دورها ومكانتها الاوروبيين بالالتفات شرقا، ال دول اوروبا الشرقية، وفتح ابواب الاتحاد الاوروبي امامها.
الدول العربية، والمغاربية منها عل وجه الخصوص، التي فشلت فشلا ذريعا في تأطير نفسها في تكتل اقليمي يرع مصالح شعوبها، ويقرب في ما بينها، كانت الأسرع في تلبية دعوة العم الفرنسي للمشاركة في الاتحاد المتوسطي، لجني بعض المنافع، وتأكيدا لعقدة متأصلة اسمها ضعف المستعمر (بفتح الميم) امام المستعمر (بكسر الميم).
فاذا كانت هذه الدول المغاربية فشلت في ما بينها، وهي تضم شعوبا متجانسة، وتدين بعقيدة واحدة، وتستند ال تاريخ مشترك في العبودية للمستعمر القادم من الشمال، فشلت في التعاون والتكامل وازالة الحواجز الحدودية والجمركية، والتعامل مع جيرانها ككتلة واحدة، فهل ستنجح في الاندماج في كيان اقتصادي وسياسي جديد مع دول وشعوب تنظر اليها بدونية وتعتبرها مصدر كل الشرور ابتداء من الهجرة وانتهاء بالارهاب؟

نحن مع اي علاقة تعاون بين دول جنوب المتوسط وشرقه مع شماله الاوروبي، شريطة ان تكون متكافئة، وتتضمن شروطا تحفظ المصالح المشتركة للطرفين دون اي تعال او احياء لمعادلات السادة والعبيد، ولكن ما نراه حاليا هو نظرة فوقية اوروبية تنظر ال دول الجنوب كمستودع ضخم للاستغلال التجاري والبشري، وفرصة ذهبية لاقتسام الغنائم.
هناك من يجادل بأن الاتجاه شمالا، وتعزيز التعاون مع الاتحاد الاوروبي، يعنيان فتح خزائن الاستثمار والتكنولوجيا، والاستفادة من الخبرات العلمية الحديثة في شت المجالات، وهذا صحيح، ولكنه غير متاح، لأن الأموال مشروطة دائما باصلاحات داخلية، سياسية واقتصادية، واحترام حقوق الانسان، وقيام انظمة حكم تستند ال مؤسسات ديمقراطية منتخبة عنوانها الشفافية واطلاق الحريات، ومحكومة بآليات محاسبة ودساتير راسخة، وقضاء مستقل، ومعظم الدول العربية المتوسطية في شمال افريقيا او شرق آسيا لا تتوفر فيها هذه المواصفات باستثناء لبنان.
نتمن عل هذه الدول التي يهرع زعماؤها ال باريس اليوم للمشاركة في عرس ساركوزي المتوسطي ان تطلع عل التجربة التركية، وتستوعب دروسها. فتركيا نزعت الحجاب وحفت الشوارب واللح، وألغت الحدود الاسلامية بما في ذلك عقوبة الاعدام، واقامت مؤسسات ديمقراطية حقة، وحققت تقدما اقتصاديا افضل من كثير من اقتصاديات الدول الاوروبية، ومع ذلك ما زالت تستجدي عضويتها في الاتحاد الاوروبي، وهي التي انضمت ال حلف الناتو مبكرا عندما كانت معظم دول اوروبا الشرقية التي انضمت حديثا ال النادي الاوروبي اعضاء في حلف وارسو المضاد وشريكا اصيلا في الحرب الباردة.
ومن المفارقة ان ساركوزي، ومن قبله ميتران وشيراك وديستان هم من ابرز المعارضين لعضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي، واليوم يريد ساركوزي اكثرهم حماسة في معارضته، اغلاق الباب تماما في وجهها، من خلال فتح نافذة الاتحاد المتوسطي.

اوروبا تحتاج ال الدول العربية والاسلامية (تركيا والبانيا) المتوسطية، اكثر من حاجة الاخيرة لها. فهذه الدول التي تشكل ما يقرب نصف هذا التكتل، تملك سوقا ضخمة للمنتوجات الاوروبية، مثلما تملك احتياطات نفط وغاز هائلة (ليبيا والجزائر) تحتاج اليها اوروبا ولا تستطيع الاستغناء عنها، والاكثر من ذلك ان الدول العربية والاسلامية تملك اخطر ورقتين تهددان استقرار اوروبا وهما الهجرة والارهاب، ودون تعاونها الجدي في هذين الملفين ستتحول اوروبا ال ساحة حروب وفوض. فعلينا ان نتصور الكوارث المتوقعة لو فتحت دول شمال افريقيا ابواب هجرة ابنائها وابناء افريقيا ال الشمال الاوروبي وأوقفت تعاونها في مجالات مكافحة الارهاب.
من المؤسف ان كل هذه الاوراق القوية في يد الدول العربية والاسلامية المتوسطية فشلت في وضع ساركوزي وقادة اوروبا الآخرين امام الخيار بينها وبين الدولة العبرية، بل ان قادتها يذهبون صاغرين ال باريس اليوم، وسيجلسون عل الطاولة نفسها مع شمعون بيريز رئيس الدولة العبرية، وايهود اولمرت رئيس وزرائها، ولن نستغرب اذا ما تبادلوا المصافحات والابتسامات معهما.
اثنتا عشرة دولة عربية واسلامية متوسطية في كفة واسرائيل وحدها في الكفة الاخر، فأي تكافؤ هذا الذي يتحدثون عنه في الاتحاد المتوسطي الجديد، وأي تعاون مثمر يمكن ان يقوم في ظل هذه المحاباة لدولة تحتل اراضي ثلاث دول عل الاقل من الدول الاعضاء (فلسطين ولبنان وسورية) وترتكب المجازر يوميا في حق شعوبها، وترسل قواتها لتدمير عاصمة احداها (لبنان) قبل عامين فقط بالتمام والكمال.
ففي الوقت الذي يحتفل فيه ساركوزي بتدشين وليده المتوسطي الجديد، يتذكر اللبنانيون هذه الأيام، ومعهم العرب جميعا، الذكر الثانية للعدوان الاسرائيلي عل بلادهم، ويزورون قبور ضحاياهم الذين مزقتهم القنابل والصواريخ الاسرائيلية.

انضمام اسرائيل ال مثل هذا التكتل الاقليمي الجديد يجب ان يكون مشروطا بوقف عدوانها وانسحابها من الاراضي العربية المحتلة جميعا، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، اما هذا الانضمام غير المشروط، بل والمرحب به فهو مرفوض ويشكل عارا عل الدولة الداعية والزعماء المدعوين.
الكارثة الاكبر، التي لا يعي معظم الزعماء العرب المشاركين في احتفالات اليومين القادمين، حجم خطورتها، ستتمثل في ان يفيقوا ذات يوم وقد اصبحت اسرائيل رئيسة هذه المنظومة الجديدة. فالرئاسة دورية وثنائية، رئيس اوروبي وآخر عربي، وهذا يعني ان حق اسرائيل في الرئاسة قانوني وشرعي حسب النظام التأسيسي، فماذا سيفعل السادة الزعماء ابتداء من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مرورا بالرئيس حسني مبارك وانتهاء بالرئيس بشار الاسد؟ مع تمنياتنا بالصحة وطول العمر لهم جميعا دون اي استثناء.






كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 08-06-2008

الرأي الآخر بين القاهرة ودمشق

GMT 22:45:00 2008 الثلائاء 5 أغسطس

الاتحاد الاماراتية



--------------------------------------------------------------------------------


خالد الدخيل

محاكمة الدولة للرأي الآخر، أو المعارض في العالم العربي هو القاعدة وليس الاستثناء. الدولة العربية تعتبر الاختلاف معها، أو الرأي النقدي تجاهها سلوكاً معادياً ومناهضاً لها. ليس هناك مجال لأن يكون النقد أو الاختلاف مجرد رأي أو موقف يمكن الأخذ به، أو تجاهله. تضيق مساحة الدولة سياسياً وثقافياً إلى درجة أنه ليس هناك مجال للاعتراف بحق المواطن في أن يكون له موقف، وله رأي قد يتفق وقد يختلف مع الحكومة. أحد مرتكزات المواطنة هو حق المواطن، بل ربما واجبه في أن يكون له رأي وموقف في شؤونه اليومية. كيف يمكن التوفيق بين حق المواطن في التعبير عن رأيه بحرية، وحق الدولة في ولاء المواطن لها؟ مثل هذا السؤال لا يزال قائماً، وهو بحد ذاته أمر لافت، ويجب أن يكون مقلقاً للدولة قبل المواطن. من المسؤول عن بقاء هذا السؤال، وبهذه الصيغة؟ التجربة السياسية العربية ممتدة في التاريخ، لكن رغم ذلك لم تتمكن الدولة حتى الآن من إقامة علاقة طبيعية مع مجتمعها ومواطنيها.

في الأسبوع الماضي تعرضت مجموعة من المثقفين الناشطين، وأنصار حقوق الإنسان في كل من القاهرة ودمشق للمحاكمة بتهم لا تتعارض فقط مع حق هؤلاء في التعبير عن آرائهم، بل لا تلتزم حتى بضوابط القانون الذي على أساسه تتم محاكمتهم. التهم الموجهة لهؤلاء هي تهم سياسية بامتياز، وليست قانونية. في يوم الأربعاء الماضي عقدت في دمشق محكمة الجنايات الأولى جلستها العلنية الأولى لمحاكمة قيادات إعلان دمشق، ومن بينهم رياض سيف، والكاتب علي العبدالله، وأكرم البني. التهمة الموجهة إليهم أنهم يقومون "بنشر أخبار كاذبة من شأنها أن توهن نفسية الأمة، والنيل من هيبة الدولة، وإضعاف الشعور القومي، وإيقاظ النعرات العنصرية،...".

أما في مصر فأصدرت محكمة مصرية السبت الماضي حكماً غيابياً بالسجن لمدة عامين على الناشط المصري في مجال حقوق الإنسان الدكتور سعد الدين إبراهيم، وذلك بتهمة الإساءة لسمعة مصر.

ما حصل في دمشق وفي القاهرة ليس استثناءً، وإنما هو حالة عربية متفشية. هي مجرد مثال هنا على ما انتهت إليه طبيعة الدولة العربية المعاصرة. تبدو هذه الدولة وجلة حتى من ظلها، ومن أضعف مواطنيها العزل من السلاح. وهي كذلك لأنها ضعيفة أمام الكلمة. ما يجمع بين محاكمة أعضاء إعلان دمشق، ومحاكمة إبراهيم، هو أن طبيعة التهم الموجهة في كلتيهما تعبر عن الدولة وهواجسها، وعن شعورها الدفين بالضعف أكثر مما تعبر عن المتهمين ومواقفهم. تصور أن الدولة في الحالة السورية بكل أجهزتها، وأحزابها، وإعلامها، وسجونها، واستخباراتها، وسيطرتها على المال العام، ينال من هيبتها بيان صادر عن جماعة "إعلان دمشق"، وهي جماعة لا تملك إلا الكلمة، وموقف تعلنه من خلال موقعها على الإنترنت. كيف يمكن لهذه الجماعة أن "تضعف الشعور القومي" وهو شعور تحت حرز الدولة ورعايتها لأكثر من أربعين سنة الآن؟ عمر جماعة إعلان دمشق لا يتجاوز خمس سنوات. إذا كان هناك من إضعاف للشعور القومي، فالدولة تعرف أنها هي المسؤول الأول والأخير عن ذلك، لأنها تحتكر كل شيء تقريباً. فهي تملك تحت سيطرتها وإشرافها التعليم بكل مستوياته، والإعلام بكل أنواعه، والمؤسسات الثقافية والحقوقية والعمالية، ومصادر الدخل، والمؤسسات المالية والاقتصادية. وفوق ذلك حزب "البعث" الحاكم هو الحزب القائد في المجتمع، والذي من حقه احتكار السلطة دون غيره من الأحزاب،... إلخ. كيف يمكن في هذه الحالة اتهام مجموعة صغيرة لا تملك إلا الكلمة والرأي بأنها تضعف الشعور القومي. ماذا عن الفساد؟ وسوء الحالة الاقتصادية للمواطن؟ وماذا عن القمع والغياب الكامل لحرية التعبير؟ وماذا عن غياب المشاركة السياسية الحقيقية؟ والتداول السلمي للسلطة؟ ماذا عن الفشل، وبعد أربعين سنة على هزيمة يونيو، في تحقيق شيء من التوازن الاستراتيجي مع إسرائيل؟ ماذا عن فشل السياسة السورية الذريع في لبنان؟ هل يضعف كل ذلك الشعور القومي؟ عندما تضيق الدولة ذرعاً بمعارضة سلمية ومسؤولة فإنها تعبر بذلك عن شعور عميق بالضعف أمام مواطنيها.

الدولة في الحالة المصرية لا تقل سوءاً من هذه الناحية، لأنها وحسب التهمة الموجهة لسعد الدين إبراهيم عاجزة بكل جبروتها عن وضع حد للإساءة التي يوجهها فرد أعزل لمصر بكل تاريخها من خلال مقالة ينشرها في هذه الصحيفة الأجنبية أو تلك. تملك الحكومة المصرية أكبر وأشهر الصحف المصرية، المعروفة بـ"الصحف القومية". هذا عدا عن الإذاعات ومحطات التلفزيون. سعد الدين إبراهيم لا يملك حتى صحيفة واحدة. كيف حصل أن هذا الأعزل من الإعلام يسيء إلى سمعة مصر؟ الطريقة الوحيدة بالنسبة للحكومة المصرية لوقف هذه الإساءة هي أن يوضع سعد الدين إبراهيم في السجن. لماذا لا يتم الرد على هذه الإساءات؟ مواجهة الرأي بالرأي الآخر، والكلمة بالكلمة، والموقف بموقف؟ بعبارة أخرى، لماذا لا يسمح للحوار أن يأخذ مجراه ومداه؟ لماذا اللجوء مباشرة إلى العنف؟ الرجل لا يملك سوى الكلمة والرأي، وهو ضد العنف بكل أشكاله، ويدعو للحرية والديموقراطية. لكن هنا تكمن الإشكالية: الحرية والديموقراطية. بمثل الحكم الذي صدر في حق سعد الدين تقر الدولة، ويا للغرابة علناً، بأن كلمة المتهم أقوى من كلمتها، ومصداقيته أقوى من مصداقيتها، وأنه ليس أمامها من مخرج في هذه الحالة إلا بوضع هذا الصوت المتمرد بين القضبان لإسكاته. لجوء الدولة إلى العنف أمام الكلمة المسؤولة تعبير واضح عن شعور دفين بالضعف وفقدان الحيلة عدا حيلة تلفيق التهم. والتلفيق شكل من أشكال العنف.

الغريب أن القضاء المصري، وكما أشار كثير من الحقوقيين المصريين، برأ قبل أسابيع المسؤولين عن وفاة أكثر من ألف مصري في حادث العبارة، وأدان شخصاً آخر لمجرد أنه عبر عن رأيه بحرية. أيهما أكثر إساءة لسمعة مصر في هذه الحالة؟ حول الموضوع نفسه وصلتني رسالة على الجوال من سفير عربي يتساءل فيها عما يمكن أن ينتهي إليه مصير كثير من المسؤولين العرب لو كان هناك قضاء حقيقي في الدول العربية يسائل هؤلاء المسؤولين عن حجم إساءاتهم للدول التي ينتمون إليها. وإذا كان القضاء هو عمود الدولة، فإن ضعفه واهتزازه هو أوضح تعبير عن ضعف الدولة واهتزاز هيبتها.

ينتظم مشهد المحاكمتين في القاهرة ودمشق في سياق إقليمي أوسع، ويحمل الدلالة نفسها، ليس فقط بالنسبة لمصر وسوريا، بل بالنسبة لكل الدول العربية تقريباً. فسوريا تتحالف مع نقيضها الأيديولوجي والسياسي؛ إيران و"حزب الله" اللبناني. وهو تحالف ينم عن حالة ضعف في الداخل، والخارج، خاصة العربي. عاصمة الأمويين، وقاعدة "البعث" العربي تدير مفاوضاتها مع إسرائيل عن طريق تركيا، وتنشئ علاقاتها الدبلوماسية مع لبنان من البوابة الفرنسية، وتعتمد على طهران في إدارة علاقاتها الدولية، وعلى "حزب الله" في تحريك ملف الجولان. نتيجة لهذه اللعبة السياسية بدأت سوريا تتحول مؤخراً إلى ورقة ضغط في يد الغرب على إيران. أما مصر فهي عاجزة عن فعل شيء، ليس فقط فيما يسمى "عملية السلام"، بل حتى عن ضبط تفسخ القضية الفلسطينية، وتحولها إلى عملية صراع مكشوف على سلطة تحت الاحتلال. السعودية تبدو في حالة انكفاء ملحوظ في الأيام الأخيرة. أما ليبيا فاهتزت بأكملها، واهتزت علاقتها مع سويسرا لمجرد أن ابن الزعيم معمر القذافي، هنيبعل، أوقف من قبل السلطات السويسرية بتهمة ضرب خادمة العائلة. أين يمكن أن تضع تهمة "النيل من هيبة الدولة، وإضعاف الشعور القومي"، وتهمة "الإساءة لسمعة مصر" في هذا المشهد؟

شيء واحد يقوله هذا المشهد: إن الدولة العربية تمر حالياً بأدنى درجات ضعفها وارتباكها. لم تكن هذه الدولة قوية من قبل بالمعنى المتعارف عليه سياسياً. كانت تبدو كذلك أيام الحرب الباردة. توازن الرعب حينها بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفييتي، شكل نوعاً من الغلالة تلفعت به الدولة العربية أمام شعوبها. لكن ضعف هذه الدولة كان مكشوفاً بالنسبة للدول الأخرى. سلوك الدول الكبرى مع الدولة العربية بعد نهاية الحرب الباردة كشف كم كانت الشعوب العربية مخدوعة بقوة الأنظمة السياسية التي تحكمها. ثم تأتي -مرة أخرى- محاكمة الرأي الآخر، لكن من دون غلالة هذه المرة. من هو المتهم في هذه الحالة؟





كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 08-14-2008

هل الجهل بالسياسة‮ ‬في‮ ‬صالــــح الأنظمـــة؟

GMT 2:00:00 2008 الخميس 14 أغسطس

الوطن البحرينية



--------------------------------------------------------------------------------


عبدالله العباسي

نحن أمام مأساة كبرى،‮ ‬وهي‮ ‬جهل الجيل الجديد ومن بينهم من تخرجوا من الجامعات أو على وشك التخرج،‮ ‬فغريب أن‮ ‬يكونوا بهذا المستوى من الجهل بالسياسة‮.‬
سطحية هؤلاء الشباب ممن‮ ‬يوزعون أوقاتهم بين المقاهي‮ ‬والشيشة والغزل في‮ ‬الأسواق والمجمعات الكبرى التي‮ ‬بدأت تظهر بأعداد مهولة،‮ ‬ويكاد‮ ‬يعتقد الإنسان أن عددها سيزيد‮ ‬يوماً‮ ‬على عدد المواطنين لو استمر الاستثمار فيها بهذه الوتيرة،‮ ‬وجهلهم بالكتاب والثقافة والفكر والسياسة أصبح شيئاً‮ ‬مرعباً‮ ‬للغاية‮.‬
فماذا وراء هذا التراجع في‮ ‬وعي‮ ‬هذا الجيل،‮ ‬ومازالت لدى أنظمتنا العربية معاركها الطويلة،‮ ‬ولديها صراع لا أظن أنه سينتهي‮ ‬قريباً‮ ‬في‮ ‬هذا الزمن الذي‮ ‬صار الاستعمار الأوروبي‮ ‬يحاول العودة فيه لشفط ما تبقى من نفط في‮ ‬دول الخليج أو زراعة أو ثروة سمكية في‮ ‬البلدان الأخرى حتى كادت الأسماك في‮ ‬بحر الخليج العربي‮ ‬تختفي‮ ‬بسبب كثرة السفن والأساطيل والمدمرات الحربية‮.‬
فإن كان لاختفاء الأسماك والتضخم في‮ ‬الأسعار والمشكلات الأخرى أسباب واضحة فما أسباب اختفاء الثقافة العامة لدى جيل الشباب؟ وهل هذا الجيل بداية لمرحلة استقرار في‮ ‬دول المنطقة أم مرحلة بداية لظهور استفزازات ومواجهات أكبر؟ إن الذين‮ ‬يراهنون في‮ ‬بعض القيادات العربية على أن الجهل والتسطح واللامبالاة وإشغال الشباب بأمور تافهة بالجري‮ ‬وراء الهواتف الجديدة والسيارات السريعة وتشجيع الاهتمام بأشكال الرياضة المختلفة على حساب الثقافة هو الذي‮ ‬يحقق الاستقرار لهم فهم مخطئون للغاية،‮ ‬فالمواطن الجاهل في‮ ‬السياسة سيكون صيداً‮ ‬سهلاً‮ ‬للعناصر التي‮ ‬تريد أن تصطاد في‮ ‬الماء العكر تحت عناوين مختلفة،‮ ‬هل أنظمتنا العربية تريد توصيل مواطنيها إلى مستوى المواطن الأمريكي‮ ‬على سبيل المثال الذي‮ ‬لا‮ ‬يهمه ما‮ ‬يجري‮ ‬في‮ ‬العالم وربما لم‮ ‬يسمع شيئاً‮ ‬عن فلسطين أو حتى فيتنام؟ المهم أنه‮ ‬يعرف عن وضعه المادي‮ ‬ويجهل العالم الخارجي‮ ‬وكأنهم‮ ‬يتركون السياسة لأهل السياسة فقط حتى أن ألكس هلي‮ ‬الأمريكي‮ ‬الفائز بجائزة نوبل على روايته‮ ''‬الجذور‮'' ‬حين سئل خلال زيارة له لدولة الإمارات في‮ ‬مؤتمر صحافي‮ ‬عن القضية الفلسطينية فتح فاه وقال‮: ''‬أين تقع فلسطين؟ وفي‮ ‬أي‮ ‬قارة؟‮''.‬
فهل تريد الأنظمة العربية إيصال شعوبها إلى هذا المستوى من الجهل؟ علماً‮ ‬أن هذا‮ ‬يؤثر سلباً‮ ‬على المواطن العربي‮ ‬أكثر من الإنسان الأمريكي‮ ‬والأوروبي،‮ ‬لأن مصيدة الإسلاميين المتطرفين بدأت تتسع وتتطور وصار المواطن الجاهل هو الأسرع إلى قبول دعوتهم التي‮ ‬تختزل الطريق أمامهم إلى الجنة عدا إمكانية شراء ضعاف النفوس فيهم الذين قد‮ ‬يستغلهم الراغب في‮ ‬التوسع أو إدخال بني‮ ‬صهيون ليكونوا شركاء لنا في‮ ‬دولنا‮.‬
ومثلما أرى أن اتساع الجهل والتسطح الثقافي‮ ‬والسياسي‮ ‬يشكل خطراً‮ ‬على المجتمعات الخليجية،‮ ‬أرى أن خلق مراكز فنية وصالات مسرحية لتشجيع أبناء الريف للتوجه للفن والثقافة والمسرح من خلال الصرف بسخاء الدولة نفسه على الرياضة هو الكفيل لإيقاف اندفاعهم نحو المآتم وبعض المراكز الدينية التي‮ ‬يسيطر عليها أصحاب الخطاب المتطرف الذين‮ ‬يشحنونهم بالحس الطائفي،‮ ‬إن عدم وجود البديل وبخل الحكومة في‮ ‬الصرف على خلق ثقافة وطنية جادة ملتزمة أعطت المجال لهذه المراكز الدينية التي‮ ‬تقاسمتها القيادات التقليدية للمذهبين السني‮ ‬والشيعي،‮ ‬التي‮ ‬تقف وراء ما بلغناه من انحدار في‮ ‬الحس القومي‮ ‬والوطني‮ ‬فصار الاصطفاف الطائفي‮ ‬هو البديل‮.‬
لقد آن لجلالة الملك ومشروعه الوحدوي‮ ‬أن‮ ‬يضم الآليات التي‮ ‬تساعده على محاصرة هذا التطرف المذهبي‮ ‬لا من خلال الدعوة إلى الأخلاقيات الفاضلة والارتفاع لمستوى المسؤولية فحسب؛ بل بمحاربة هذه النظرية التي‮ ‬بدأت تكبر في‮ ‬بلادنا في‮ ‬نسف قواعدهم ببناء قصور الثقافة في‮ ‬كل قرية ومدينة وتشجيع المواطن البحريني‮ ‬للعودة لأيام الستينات والسبعينات،‮ ‬إذ كان‮ ‬ينضح بحسه الوطني‮ ‬دون الخوف من آثاره الجانبية لأن من‮ ‬يحب وطنه حقيقة‮ ‬يرفض الممارسات التي‮ ‬قد تهز استقراره،‮ ‬ومن‮ ‬يحب الوطن‮ ‬يعرف الفرق بين المطالب المشروعة والتطاول لتغيير النظام‮.‬
ما جعلني‮ ‬أنتبه لهذا الخطر تعرفي‮ ‬على مجموعة من الشباب الخريجين الذين لا‮ ‬يفقهون شيئاً‮ ‬في‮ ‬السياسة والثقافة العامة،‮ ‬فهم لم‮ ‬يسمعوا باسم العقاد وطه حسين ولينين ويوسف إدريس وغيرهم،‮ ‬ما‮ ‬ينذر بمرحلة خطرة للغاية،‮ ‬فإن كان استبيان صحيفة ديلي‮ ‬ميل البريطانية كشف أن‮ ‬20٪‮ ‬من أطفال الإنجليز رأوا أن تشرتشل هو أول رائد فضاء و10٪‮ ‬اعتقدوا بأنه أحد أبطال رواية شكسبير وإن‮ ‬40٪‮ ‬قالوا إن المريخ نوع من الشوكولاتة،‮ ‬فأنا أراهن أن كثيراً‮ ‬من خريجينا لم‮ ‬يسمعوا بشكسبير ولا‮ ‬يدرون شيئاً‮ ‬عن المريخ




كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 08-18-2008

قوس قزح.. «شويعر» أفندي!!


دمشق
صحيفة تشرين
رأي
الاثنين 18 آب 2008
إياد عيسى
ثمة شاعر، وشويعر، والثالث «بلا فضائح»!!

شويعر أو «شاعر من جماعة الكيلو»، يتحفنا «بقصيدة» من سطرين ونصف أو مُعلقة من خمسة أسطر محملة بقنطارين من «مشاعيره» تحكي سيرة حب على موقف باص بانتظار «ميكرو فاضي» تورطت فيها «المخلوقة» بنظرة «غلط طائشة» فانفتقت قريحة «الأستاذ» الشعرية، وصرنا بحاجة الى «قبضاي» يتجرأ و«يرتيها»!! ‏

«مغامرتان» من نفس العيار ويأخذنا الأخ غدراً بديوان مطبوع من عشر صفحات يُوزع مجاناً، وأمسية يحضرها مندوب عن الأهل، وممثل مغلوب على أمره عن الأصدقاء اضافة الى «كم كيلو» من الزملاء «الشعراء»!! ‏

وليس غريباً أن يطلع علينا «شويعر» حداثي يناجي حبيبته على جوع بإبداع يشبه مثلاً: «تذكرتك وأنا عم آكل اليلانجي جكارة بالسباكتي»، أو آخر يعاتبها: «تركتيني ورحتي يا شرشحة قلبي»، أو ثالث مثقف رفيع المستوى يعاهدها: «سأحمل حبك في قلبي الى زمن اللاوجود السرمدي»، والذي يُحب النبي «يخلي»!! ‏

وبلا يمين، فإن عدد هؤلاء يفوق عدد السميعة بنسبة 3/1 أي ثلاثة شعراء لكل مواطن، واحد على الريق ينفع للريجيم، وبعد الغداء «مُليّن معدة»، وقبل النوم «مثير للقشع والضحك ومضاد كوابيس»!! ‏

وعليه، ليس مستغرباً أن نشتري قريباً «الشعراء» من سوق الهال «بالشوال» أو واحد «ع البيعة» مع كل صندوق بندورة. ‏

ومع ذلك، شهوة أن يتخلى «شويعر» عن موهبته أو لازمته «بعرفك على حالي فلان الفلاني.. شاعر، أربعة دواوين والخامس بالمطبعة» مع ابتسامة مفرطة بالثقة زائد انحناءة!! ‏

يا أخي، متواضع «شويعر» أفندي وفوقها حساس وغزير واقتصادي «7» قصائد بالتنكة عفواً «بالصفنة». ‏

مات محمود «هكذا حاف» بحسب ما تناقله زملاء الغفلة مع دمعة شاعرية طبعاً، لكن أحدهم بشرنا بأن محمود درويش لن يفعلها ويذهب!! ‏

إذاً، «ما الذي يدفع بشاعر الى الإصرار على اجراء عمل جراحي رغم تحذيرات الأطباء»؟! ‏

إنه «القرف» من متطفلين منشغلين حالياً بالبحث عن مُعلم افتراضي جديد يتمسحون به، فعلها درويش ونفذ بجلده، ليبقى «السميعة» ونحن منهم في مرمى أصوات كأزيز البرغش.. «وززز»!!.