![]() |
التخلف المقدس - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: التخلف المقدس (/showthread.php?tid=38511) |
RE: التخلف المقدس - بهجت - 09-10-2010 الزميل المحترم علي هلال . ![]() لا أعتقد أن مشكلتنا في الثقافة الإسلامية المعاصرة هي طغيان العقل حتى نتحدث عن ضرورة كبحه ، و لكن مشكلتنا عكسية تماما هي قلة العقل و عدم تحكيمه فيما خلق من أجله ، حتى أصبح العقل المسلم مجرد عضو تذكاري بلا عمل، و لا أعتقد أن هناك من ينافسنا الآن في تغييب العقل عن الحياة العامة و الخاصة . إذا خرجنا من دائرة الخاص إلى العام .. إلى البشرية كلها . فسنجد أيضا أن الحديث عن تقديس العقل سيكون بلا مدلول حقيقي . لم ؟. تقديس الأشياء و تنزيهها عن النقد تقاليد دينية يمارسها الإنسان الديني (الغبيبي) Homo religiosus، و لكنها بعيدة عن التقاليد الثقافية للإنسان العقلاني Homo rationalis و مفهومه للحياة . إن العقل نفسه هو الذي يرشد الإنسان إلى محدودية العقل و قيوده ، و أيضا يقوده خلال مناهج البحث و كيفية الإستفادة بخصائص العقل و ملكاته لتحسين نوعية الحياة على ظهر الأرض . الإنسان العقلاني يرى أن الإنسان العاقل يستطيع اكتشاف الحقيقة المختفية خلف عالم الظواهر ، وهو يستطيع ذلك بقدرات عقله النقدي ،و بغير معونة من وحي مقدس . الإنسان ببساطة لا يستطيع أن يدرك الكون و يفهمه سوى خلال العقل فقط ، وكل المحاولات التي بذلها الإنسان لإدراك الكون خارج إطار العقل انتهت بحالة من التخبط و الضياع . علينا أن نثق بالعقل فلا أداة لنا سواه ، و العقل لا يقبل النتائج التي يصل هو إليها كمسلمات ،و لكنه يخضعها على الدوام إلى المناقشة النقدية ، و النتيجة هي معارف جديدة أكثر دقة و إحكاما ، و قضايا جديدة أكثر أهمية و جدوى و هكذا أبدآ و بلا توقف . العقلانية لا تعني نفس المنتج دائما ، فكما أن هناك عقائد دينية خيرة و أخرى شريرة ، فهناك أيضا أفكار و مذاهب عقلانية خيرة و أخرى شريرة ،و هناك نظريات فلسفية صادقة و أخرى كاذبة .و بالتالي فلا يجب أن نعظم أو نقزم أفكارا أو أديانا لذاتها ،و لكن علينا أن نقيم العقائد و الأفكار كلها بنفس العقل النقدي الإنتقائي . يقول د. كارل بوبر فيلسوف العقلانية الشهير :" إن السلطة المروعة للأفكار تلقي علينا جميعا مسؤوليات رهيبة ، لهذا لا ينبغي أن نقبلها أو نرفضها بغير تفكير ". وهذا ما أراه تماما يجب أن نحكم على الجميع حكما نقديا خلال نفس المعايير العقلانية و آليات الإستبعاد النقدي . RE: التخلف المقدس - ((المسافر)) - 09-11-2010 الزميل الفاضل بهجت أعجبنى كثيرا ما تكتبه وأستأذنك فى فتح شريط مواز لشريطك هذا أعلق فيه على ما تكتبه ويكتبه بعض الزملاء. وقد آثرت فتح شريط آخر حتى لا أؤثر على تناغم المعلومات وتدفقها فى شريطك. وتقبل تحياتى ![]() RE: التخلف المقدس - بهجت - 09-11-2010 (09-11-2010, 10:49 AM)((المسافر)) كتب: الزميل الفاضل بهجت ![]() يشرفني للغاية تقديرك . يسعدني استقبال تعليقات الزملاء على هذا الشريط ، و يسعدني بالقدر نفسه طرح شريط آخر و ثالث تتناول هذه القضية الجادة و غيرها من القضايا الفكرية و الثقافية التأسيسية للعقل العربي . صدقني ليس مهما أن نتفق و ليس سيئا ان نختلف . المهم هو الجدية و توخي المصلحة العامة التي تربطنا جميعا . أي جهد جاد مهما كان بسيطا أفضل مئات المرات من تبديد الجهد في التسالي و موضوعات فرعية لا فائدة منها . مرحبا ![]() RE: التخلف المقدس - علي هلال - 09-11-2010 ما اعنيه يا استاذ بهجت , ان للعقل حدود وكما قلتَ هو عرفها بنفسه , لكن ليست العقول كلها على مستوى واحد فهناك العقل الذي يرى ان هناك امور خوارق للعادة تعتبر معجزات من الله (وان فسرت علميا) وهناك العقل الذي لا يرى وجود للمعجزات ويعتبرها كالخرافات , والفيلسوف ليبينز وغيره كانوا من المسيحيين المؤمنين , وهناك ابن رشد مثلا فيلسوف مسلم اضاف للفلسفة الغربية الكثير وغيره من الفلاسفة والعلماء فاحتكار العقل للمؤمن وحده او الملحد وحده ضد العقلانية ونبذ اعتقادات الغير هو شئ شخصي تماما كالايمان , فاذا أُعْتُبِرَ عدم الايمان بدين هو دوجما يجب الدعوة اليها والثقة بها كاملة فلا تلومن على المؤمن لانك لا تختلف عنه . تحياتي RE: التخلف المقدس - بهجت - 09-12-2010 تقزيم العقل ( 2 من 3 ) " من أحبّ صاحب بدعة ( صاحب رأي ) أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه. "الحنابلة السلفية. حدثان شكلا منعطفا حادا في مسار العقل العربي و قاداه إلى الجمود و التيبس ، الأول سياسي هو استخلاف أبو الفضل جعفر المتوكل على الله بن المعتصم (847-861) م ، و ما صاحب حكمه من القضاء على الإعتزال و العقلانية ، و الثاني ثقافي ( رمزي ) هو نشر أبو حامد الغزالي كتابه تهافت الفلاسفة" سنة 1095م معاديا فيه للحراك الفكري و منظرا للأشعرية ، و برغم مرور 250 سنة تقريبا بين الحدثين إلا انهما يكادا يكونان متعاصرين لفرط تكاملهما في القضاء على العقل المسلم و فرصه في النمو و الإزدهار. اقترن الفكر العقلاني العربي بالمعتزلة والفلاسفة الذين كانوا ينتمون إلى أفضل تقاليد الفكر الإنساني الذي يضع الإنسان في مركز الكون ، و يراه حرا ذا إرادة مختارآ لأفعاله ، و تصوروا التاريخ كما تراه الثقافة الإنسانية المعاصرة ارتقاءا متتاليا . اعتمدت المعتزلة على العقل في تأسيس عقائدهم وقدموه على النقل، وقالوا بأنّ العقل والفطرة السليمة قادران على تمييز الحلال من الحرام بشكل تلقائي، ولم يكن هذا الفكر بعيدًا عن حركات التجديد الأدبي . و لكن تلك المرحلة الذهبية كانت قصيرة العمر ، حيث جاءت النهاية الدرامية لعصر العقل و تصاعد نزعة تقديس الماضي مع هزيمة النفوذ الاعتزالي على أيدي الحنابلة, ونجاح الانقلاب السنّي الذي قاده الخليفة المتوكل وهو الذي جعل الدين غطاء للسياسة ، هذه العلاقة التي أسست للعقلية السياسية الإسلامية حتى اليوم . إذا تحالف المتوكل مع الحنابلة و أطلق يدهم ضد أعدائهم التقليدين من المعتزلة و أباح الهجوم عليهم و إلحاق الأذى بهم ، واستبدال مذهب السلف وأصحاب الحديث بالإعتزال و إعمال العقل . وهو ماجعل الخليفة المتوكل نصيرًا للاتباع وعدوا للابتداع و للمعتزلة الذين ارتبطوا رسميًا بالدولة العباسية منذ عصر الخليفة المأمون . كان نهي الخليفة الجديد - المتوكل - الناس عن النظر والمباحثة في الجدل, وأمرهم بالتسليم والتقليد, قرين إظهار أهل السنة والجماعة, والانتصار لهم وبهم على أعدائهم التقليديين الذين تمسكوا بمبدأ الاختيار الإنساني, وقرنوه بمعاني التوحيد والعدل, ومضى الخصوم الجدد, بعد انتصارهم المؤزّر في مطاردة فلول المعتزلة, وتجريم وتحريم أفكارهم, وإقصائهم واستئصالهم من كل موقع, معتمدين في ذلك على ما ذكره المسعودي من أن المتوكل أمر بترك النظر والمباحثة في الجدل, ونبذ ما كان عليه الناس في أيام المعتصم والواثق, وأمر بالتسليم والتقليد, كما أمر الشيوخ المحدثين بالتحديث وإظهار أهل السنة والجماعة, وكتب بذلك إلى الأمصار الإسلامية. وكانت النتيجة دخول المعتزلة إلى مرحلة التقيّة والاستخفاء, خصوصًا بعد أن شاعت الشعارات القمعية التهديدية, التي أشاعها المنتصرون الذين أطلقوا على أنفسهم (أصحاب الحديث وأهل السنة والجماعة), وهي تسمية حصرية لهم وإقصائية لغيرهم الذين أصبحوا (مبتدعة) مقترفين إثم بدع الضلالة التي تفضي إلى النار, فحق عليهم العقاب الذي يخرجهم عن المدار الآمن لأهل السنة والجماعة, خصوصًا مع وجود أدوات نسق أيديولوجي, ظلت تردد فيه وبه شعارات من قبيل: - من سمع من مبتدع لم ينفعه الله بما سمع, ومن صافحه فقد نقض من الإسلام عروة عروة. - من أحبّ صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه. (ألا يذكرنا ذلك بما حدث في مصر في السبعينات و الثمانيانت و حتى اليوم ؟!) ومع مطاردة المعتزلة وتعقّب فلولهم, ووصم المنتمين إليهم بما يخرجهم عن الإسلام, تصاعد نفوذ التيار الاتباعي المعادي للعقلانية, مؤسسًا رؤية مغايرة للعالم, عمادها الزمن المنحدر والإنسان المجبور, وفرض هذه الرؤية بالتحالف مع الدولة التي وجدت في إشاعتها ما يبقي عليها, ويدعمها في نفوس العامة, الذين ظلوا أئمة التيار المنتصر, يأمرونهم بطاعة الله والرسول وأولي الأمر, وأهم من ذلك عدم الخروج على الحاكم وإن جار, حتى لا تكون فتنة, وتسليم أمره إلى الله الذي أسلمناه كل أمورنا, ومايز بيننا في المال والعلم والمكانة, عدلا وحكمة. وكان صعود مذهب الاتّباع بمنزلة تحويل جذري لمسار التيارات الفكرية, والانتقال بها من أقاصي العقلانية إلى طرفها النقلي الذي يضيف إلى كراهة إعمال العقل تحريم التأمل الفلسفي المقرون بالمنطق . يمكن القول إن ازدهار الإبداع العربي, سواء في النثر والشعر, كان موازيًا لازدهار الفكر العربي, والتيارات العقلانية والنزعات التجريبية, كما كان انحداره موازيًا لانحدار هذه التيارات والنزعات التي تجاوبت معه في الحيوية, كما تجاوب معها في الجمود والتقليد الجامد الذي أحال الابتكار الشعري إلى عقم كامل. اعتبر محمد عابد الجابري أن أهم عامل ساهم في تكوين العقل العربي هو عصر التدوين ، لأنه الإطار المرجعي الذي يشد إليه جميع فروع الثقافة وينظم مختلف تموجاتها اللاحقة إلى يومنا هذا، فصورة العصر الجاهلي وصورة صدر الإسلام والقسم الأعظم من العصر الأموي إنما نسجتها خيوط منبثقة من عصر التدوين الذي ابتدأ في العام 760 م . ثم درس الجابري الأنظمة المعرفية التي شكلت بنية العقل العربي، وأشار إلى أزمته التي نتجت عن تصادم وتداخل الأنظمة المعرفية الثلاثة وهي: البيان والعرفان والبرهان، واعتبر أن شخصية أبي حامد الغزالي تجسد هذا التصادم والتداخل, وتجلى ذلك في أزمته الروحية التي أفقدته توازنه مرتين, والتي تحدث عنها في كتابه "المنقذ من الضلال". ثم أشار الجابري إلى لحظتين متمايزتين في العقل العربي: الأولى، تمتد من بدايات عصر التدوين إلى لحظة الغزالي كان العقل العربي فيها فاعلا منتجا. والثانية، ما بعد لحظة الغزالي ابتدأ ما أسماه بالتداخل التلفيقي بين النظم المعرفية الثلاثة وأصبح العقل العربي فيها جامدا. و كما ذكرنا سابقا .. نشر أبو حامد الغزالي كتابه تهافت الفلاسفة" سنة 1095م، فكان ذلك نقطة مفصلية في تاريخ العقل الإسلامي ، و علامة علي انكسار الفكر العقلاني ، هذا الإنكسار سرعان ما انتشر من مركز الدولة إلي أطرافها ، و قد اجتاحت تلك الموجة اللاعقلانية العالم الإسلامي كله ، فكان من ضحاياها ابن رشد المتوفي في 1198 م ، و هكذا دخل العقل العربي في غيبوبة عميقة لم يفق منها حتي الآن . من يقرأ كتاب الغزالي " إحياء علوم الدين " سيجد أن مفهوم العلم في تصوره و تصور كل منتسبي الثقافة الإسلامية هو رسم لكل خطوة لمن أراد نعيم الآخرة ، و لم يكن الغزالي يرى أن العلوم الفيزيائية هي من العلوم المقصودة بالإحياء ،و بالتالي مما يجب السعي إليه . إن تضييق مفهوم العلم ليكون العلوم الدينية-التي تعني باختصار ثرثرة الفقهاء-هو قصر التفكير فيما لا طائل وراءه ولا تكسب العقل ملكة اللهم سوى بلادة الذين يستظهرون النص المصمت بلا إعمال للعقل النقدي . يرتبط ذلك بفكرة أن الشريعة وعلومها قد كملت، وكما أتم الرسول الإسلام ، فإن علماء الشريعة قد أكملوها، وذلك بما لا يترك للمتأخر مجالاً للاجتهاد أو الإضافة . وليس للمتأخر - والأمر كذلك - إلا التقليد والاتِّباع، والاكتفاء بالنقل، ومن ثم عدم تصديق إمكان وجود الفائدة خارج علوم الشريعة التي تَمَّتْ، وأُغْلِقَتْ فيها، وحواليها، دائرة الاجتهاد، ومن ثم إمكانات التجديد والإضافة والإفادة من علوم الآخرين. وقد رفع الكثيرون من أعلام "الاتِّباع" شعار "الفضل للسلف وحدهم" أو "الفضل للمتقدم"، وذلك في المحاجة التي دفعت ابن رجب الحنبلي إلي تأليف رسالته "فضل أهل السلف علي الخلف". وهي رسالة تختزل كل الآراء التي انبنت علي إقامة التقابل الحدِّي بين المتقدمين والمتأخرين، وذلك لمصلحة المتقدمين الذين سبقوا إلي كل علم، والذين يتراتبون بدورهم، فالأقدم منهم الأفضل، والأحدث هو الأقل فضلاً، إلي أن نصل إلي النقطة الأولي في السياق الزمني، حيث الجوهر المتفرد للعصر الذهبي الذي يتوارث اللاحقون معارفه الكاملة، جيلاً وراء جيل، وذلك بما يؤكد معني التراتب الهابط كلما مضينا في الزمن المنحدر للناس والعلم علي السواء. عامل آخر هام هو الخوف علي علوم الاتباع من مخاطر علوم الابتداع، أو الخوف علي علوم العرب من انحرافات علوم الأوائل من غير العرب. وهو خوف يبين عن عدم ثقة بالنفس، وعن خشية متأصلة من مجرد حضور "الآخر" أو وجوده أو الاقتراب منه. وقد برَّر هذا النزوع نفسه بضعف النفس البشرية التي لا بد من قمعها بالوصايا والنواهي حتي في مجال العلوم والمعارف، ومن ثم تصوير "الآخر" علي هيئة الشيطان الذي لا يكف عن الغواية، ولا يتوقف عن المخايلة، ولا ينجو من شروره إلا الراسخون في العلم من المقدور عليهم النجاة والهداية والمظهر العملي لذلك هو عدم الثقة بأهل الاتِّباع الذين يخشي عليهم من الفتنة، فتعالجهم الفتاوى بما يثير فيهم الكره والنفور من العلوم الغاوية المغوية أو الضالة المضلة، فذلك هو السبيل الوحيد لتجنيبهم الفتنة. ويلزم عن ذلك كله المبدأ القمعي الذي يغدو ذروة لها، كي يستأصل المختلف معنوياً ومادياً. واستعداء السلطة (أولي الأمر) مسألة دالة في هذا السياق حيث يحرّض السلطان علي البطش بالمختلفين عن تيار صاحب الفتوي الذين تم تكفيرهم. وأولي درجات البطش الطرد من الوظائف، خصوصاً وظيفة التدريس التي تنشر الأفكار وتذيعها بين العقول المتطلعة إلي المعرفة. والدرجة الثانية هي السجن وإلزام المنزل، كي يحال بين ضلالة "الآخر" والانتشار بين الناس، وذلك في حال أشبه بحال عزل المرضي لئلا ينقلوا العدوي إلي غيرهم من الأصحاء. أما الدرجة الثالثة فتبدأ من التغرير وتنتهي بالقتل، استئصالاً لجرثومة الاختلاف، وإقصاءً نهائياً لمن يحملها. والشعيرة الرمزية لإحراق الكتب - في هذا السياق - هي المعادل الموضوعي لفعلي الاستئصال والإقصاء الواقعين علي أصحاب هذه الكتب أو المعجبين بما فيها. RE: التخلف المقدس - علي هلال - 09-12-2010 اقتباس:" من أحبّ صاحب بدعة ( صاحب رأي ) أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه. "الحنابلة السلفية. الرأي في ثوابت الدين بدعة , قال الله عز وجل {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ} RE: التخلف المقدس - بهجت - 09-13-2010 (09-12-2010, 11:51 PM)علي هلال كتب:يا عزيزي .اقتباس:" من أحبّ صاحب بدعة ( صاحب رأي ) أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه. "الحنابلة السلفية. الحديث في البدعة طويل و هناك العديد العديد من الفتاوى و الموضوعات التي ناقشت هذه القضية ،وهل هناك بدعة طيبة و أخرى مذمومة ... الخ . جاء في كتاب "النهاية في غريب الحديث والأثر" لابن الأثير في مادة "بدع " وفي حديث عمر رضي الله عنه في قيام رمضان : نعمت البدعة هذه : البدعة بدعتان بدعة هُدَى وبدعة ضلال ، فما كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حَيز الذم والإنكار، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه الله أو رسوله فهو في حيز المدح وما لم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة ، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ما ورد الشرع به ، لأن النبي قد جعل له في ذلك ثوابا فقال "من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها" وقال في ضده "ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها" وذلك إذا كان في خلاف ما أمر الله به ورسوله . البدعة في عمومها هي الجديد من الأمر ، و الحنابلة يحرمونها ،و يرون أن المحمود هو إحياء ما كان و ليس استحداثه و إن كان طيبا ، فالدين ليس ناقصا ليزيده عمر و غيره ! . يبقى يا عزيزي ان ثوابت الدين يراها كل برأيه ، و يبقى أن العالم لم يتقدم إلا بمناقشة ما كان يعتقد انها ثوابت .ولو وافق العالم المسلمين الأصوليين في هذه الأفكار المرتعشة ما نعمنا بالعلم و التكنولوجيا التي جعلت لحياتنا معنى يختلف عن حياة الحيوانات . ثم ألا ترى أن الثوابت التي تريد تحصينها من النقد كانت بدعة في وقت ما ؟ . الرد على: التخلف المقدس - علي هلال - 09-13-2010 اقتباس:يبقى يا عزيزي ان ثوابت الدين يراها كل برأيه لا اختلاف في ثوابت الدين وهي النصوص الصحيحة , اما الاختلاف يكون في بعض الاحكام الذي لم يرد فيها دليل واضح للعلماء فشرع فيه الاختلاف و, فاذا ثبت شئ عن النبي صلى الله عليه وسلم في امور الدين ثم جاء أحد وغيرها او ابدى رأيه الفذ ! فيكون مبتدع في الدين . وانا من سن سنة حسنة فهو في الشئ الذي لم يفعله النبي ولم ينه عنه بمعنى كما ذكرت من الامور التي حث عليها الدين لكن لم يقيدها بطريقة ما فيجوز الاجتهاد بما يراه الشخص مناسبا له او للامة . اقتباس:و يبقى أن العالم لم يتقدم إلا بمناقشة ما كان يعتقد انها ثوابت المسلمون لما تمسكوا بدينهم وجدوا انه يحث بل يامر بالاخذ باسباب الدنيا والتوكل على الله ووجدوا انه يحث على احراز افضل الاماكن (حتى وان قلت استعلاء الا ترى ان الاسرائيليون يرون انهم افضل العالمين وهم متقدمون علميا جدا وجامعاتهم مرتبة على العالم؟) لكن الآخرين لما تمسكوا بدينهم وجدوا انه يخالف العلم والطبيعة الانسانية فلما نبذوه تطوروا الى الطبيعي ! اعاذنا الله من التطرف والتشدد والتزمت والبدعة . اقتباس:ثم ألا ترى أن الثوابت التي تريد تحصينها من النقد كانت بدعة في وقت ما ؟ . لم افهمك . RE: التخلف المقدس - بهجت - 09-13-2010 (09-11-2010, 06:21 PM)علي هلال كتب: ما اعنيه يا استاذ بهجت , ان للعقل حدود وكما قلتَ هو عرفها بنفسه , لكن ليست العقول كلها على مستوى واحد فهناك العقل الذي يرى ان هناك امور خوارق للعادة تعتبر معجزات من الله (وان فسرت علميا) وهناك العقل الذي لا يرى وجود للمعجزات ويعتبرها كالخرافات , والفيلسوف ليبينز وغيره كانوا من المسيحيين المؤمنين , وهناك ابن رشد مثلا فيلسوف مسلم اضاف للفلسفة الغربية الكثير وغيره من الفلاسفة والعلماء فاحتكار العقل للمؤمن وحده او الملحد وحده ضد العقلانية ونبذ اعتقادات الغير هو شئ شخصي تماما كالايمان , فاذا أُعْتُبِرَ عدم الايمان بدين هو دوجما يجب الدعوة اليها والثقة بها كاملة فلا تلومن على المؤمن لانك لا تختلف عنه . ![]() أحب التوقف عند هذه النقطة لأنها ليست المرة الأولى التي تثير إرباكا ، فالزملاء يعتقدون أنني عندما أتحدث عن العقلانية Rationalismو علاقتها بالحضارة الحديثة أسلب صفة العقل Reason عن المؤمنين بالمعتقدات الغيبية و أحصره في العقلانيين من ماديين و وضعيين و حتى إلاهيين Deism غير دينيين ، وهذا غير صحيح بالطبع ، فمن المؤكد أننا لا نربط العقل بالعقلانية ، فالعقلانية مذهب حديث نسبيا ربما لا يتجاوز 400 سنة أو أقل بينما الإنسان العاقل المتطور homo sapiens sapiens يعيش على هذه الأرض منذ 50000 سنة على الأقل . أما السبب في هذا الخلط فهو التقارب اللفظي في اللغة العربية بين عاقل reasonable و عقلاني rational ، العاقل يعني أنه صحيح العقل غير مجنون أو فاقد الأهلية ، بينما العقلاني في صورته التعريفية القياسية يعني أنه إنسان يعتمد فقط على المنطق العقلي في إدراك وفهم الكون حوله . ببساطة العقلانية مصطلح لا علاقة له بكون الإنسان عاقلا أو ذكيا أم مجنونا و غبيا ، و لكنها مقترب في فهم الكون خارج الغيبيات وفقا لمسارات و مناهج عقلية ابتكرها الإنسان خلال مسيرته العاقلة في الحياة ، و العقلانية ليست شيئا واحدا ،و لكنها متعددة المناهج ، فهناك المادية التي بدورها تنقسم إلى مدارس مختلفة لعل أشهرها المادية الجدلية أو الماركسية ، هناك أيضا الوضعية النقدية و الظواهرية و غيرها . في المقابل ليست الأديان وحدها هي الغير عقلانية ، و لكن هناك فلسفات كالوجودية يراها الكثيرون غير عقلانية . العقلانية أيضا أكبر من أن تكون مجموعة أفكار لأنها إطار يشمل كل المدارس العقلانية ، و هذا الإطار مفصول تماما عن الإطار الغيبي الذي يعتمد على النصوص الدينية ،وهذا ما نطلق عليه قطيعة معرفية أو ( ابستمولوجية ) . خلال الإطار العقلاني تصبح النصوص الدينية بلا أي قيمة ( جدلية ) لأنه قائم على مناهج عقلية و ليس على نصوص مقدسة . إننا بالطبع نورد نصوصا دينية و لكن ليس كأدوات للحوار بل كمادة للحوار ، بمعنى أننا لا نفكر (بالنص) ،و لكننا نفكر (في النص) الديني ، نفكر في سوسيولوجيته و تاريخيته و نتائجه و تأثيره على المؤمنين .... الخ . على سبيل المثال ستلاحظ أنك في مداخلة تالية وضعت نصا قرآنيا لتأكيد رأيك ، و لكنك لن تجد أحدآ ممن ينتمون للتيار العقلاني يفعل ذلك ، نعم قد يضع نصا دينيا و لكن فقط ليوضح كيف يفكر المسلم أو المسيحي الأصولي . ببساطة أتمنى أن يكون واضحا أن النص الديني هو سقف الإنسان الديني ، بينما المنهج هو أداة الإنسان العقلاني . قد أختلف مع ماركسي و لكننا سنجد إطارا للحوار ، هو المنطق و التجريبية ، و لن يعتبر أحدنا نصا ما هو المرجع الملزم لنا ، بل النتائج المنطقية للحوار النقدي ، ربما حتى لن نتفق في النهاية ،و لكن أفكارنا ستكون واضحة تماما لكل منا ،و سيعرف كل منا أين نتفق و أين نختلف ، و لكن هذا مستحيل حدوثه بين الإنسان العقلاني و الديني ، فالإنسان الديني ينتمي لإطار آخر أو لعالم آخر تماما ، فهو سيتعجب أننا لا نقبل نصا قرآنيا لحسم قضية فكرية ، ولا حتى كأداة للحوار ، و سيرى ذلك محاداة لله ورسوله و سيتلو بعقلية الأصولي النصي " ألم يعلموا انه من يحاد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالدا فيها وذلك الخزي العظيم" . هو لن يعلم أبدآ بحكم إطاره العقلي النصي أن العقلاني يرفض تحكيم النص الديني ليس لأنه ضد الدين ، و لكن لأن أي إنسان عقلاني – حقيقي – يعلم أن مالا يُقبل نقده لا يمكن توظيفه جدليآ لأنه ليس علميا . إن العقلانيين صنعوا هذا العالم و طوروا حياتنا من مستوى الحيوان إلى الإنسان المتحضر المعاصر في الطريق إلى السوبرمان ليس لأنهم يقدسون النصوص الدينية و العلمية و الأدبية .... الخ ، و لكن لأنهم ينقدونها بلا توقف . إننا لا نسلب حق الإنسان في أن يعتقد مايشاء ، بما في ذلك زواج الغول سعيد من أفروديت ، طالما ظل الدين شأنا شخصيا لا يحاول أحد فرضه على الحياة العامة التي نقيمها بالعقل و ليس بالمعتقدات الغيبية المختلف فيها و عليها . RE: التخلف المقدس - أبو نواس - 09-14-2010 كتب الزميل بهجت تلخيصا للحال في هذا القرن "الخامس عشر". جاء فيه: "إننا ببلاهة نادرة المثال نتمسك بقيم ومفاهيم لم تعد صالحة لهذا الزمان ، ونفشل في تخليق وزراعة قيم الحداثة و التقدم". شكرا له... وأزيده من الطنبور نغما "حلالا": في القرن الخامس عشر "المسيحي" فشل المسيحيون في تخليق وزرع قيم الحداثة والتقدم، فسادت بلادهم مافيات الإرهاب الديني والسياسي. واليوم، في هذا القرن الخامس عشر "الإسلامي"، يتجلى فشل المسلمين في تخليق وزرع قيم الحداثة والتقدم، فتسود في بلادهم مافيات الإرهاب السياسي والديني. احتاج المسيحيون، يومها، لأكثر من 200 سنة كي يقتنعوا بفوائد الاعتماد على قيم الحداثة والتقدم . ويحتاج المسلمون، اليوم، إلى فترة قد لا تقل عن 100 سنة قادمة للقيام بفعل مماثل. إلى ذلك الحين لا عزاء لكم؛ سواء قلتم بدوران الأرض حول الشمس أم كفرتم القائلين. العزاء، فقط، لمن عقد أمير الجماعة قرانه على أربعين حورية من حوريات الجنة، وهو يزنره بحزام ناسف. (من باب تقديس الغرائز التي تعجل بالموت!.. ![]() |