حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$archive_pages - Line: 2 - File: printthread.php(287) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(287) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 287 eval
/printthread.php 117 printthread_multipage
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: المدونــــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=83)
+--- الموضوع: كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول (/showthread.php?tid=6939)

الصفحات: 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17


كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 09-24-2008

الفساد العالمي عام 2008

GMT 1:00:00 2008 الأربعاء 24 سبتمبر

القدس العربي اللندنية



--------------------------------------------------------------------------------


محمد كريشان

يحاول التقرير الصادر أمس عن منظمة الشفافية العالمية حول الفساد في العالم لعام 2008 التأكيد على مدى العلاقة القائمة بين الفقر وفشل المؤسسات والابتزاز في العالم في الوقت الذي تعتزم فيه هذه المنظمة المعنية برصد الفساد ومؤشراته في كل الدول أن تؤكد في تقريرها إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة غدا الخميس على الدور السلبي الكبير الذي يلعبه الفساد في إرباك وتعطيل الأهداف الإنمائية للألفية التي اتفقت عليها دول العالم وتطمع في تحقيقها. وقد أكدت هوغيت لابل، رئيسة المنظمة أن 'استمرار ابتلاء الكثير من المجتمعات بالمستويات العالية من الفساد والفقر قد بلغ حد الكارثة الإنسانية المستمرة بشكل لا يمكن السكوت عليه'.
وبالنظر إلى الجدول الذي قدمته منظمة الشفافية الدولية لعام 2008 لترتيب دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وعددها ثماني عشرة دولة، من الأقل فسادا إلى أكثرها، نرى قطر الأولى (ترتيبها 28 دوليا) والعراق الأخيرة (ترتيبها 178 دوليا). الدول الخمس الأوائل هي بعد قطر كل من الإمارات وسلطنة عمان والبحرين والأردن، أما الخمس الأخيرة فهي قبل العراق كل من ليبيا وإيران واليمن وسورية، فيما تقبع بينهما ثماني دول هي حسب ترتيب الأقل فسادا كل من تونس والكويت والمغرب والسعودية والجزائر وجيبوتي ولبنان ومصر. ولم يفت التقرير أن يقول بأنه لم يتضح بعد ما إذا كان هذا التحسن في أداء دول الخليج الغنية بالنفط والغاز ناتج عن زيادة في الإرادة السياسية لمكافحة الفساد أو يعكس قدرة الفوائض الكبيرة، والتي تغذي التنمية الاقتصادية السريعة، على إخفاء الآثار السلبية للفساد.
ويلح التقرير على أن كبح جماح الفساد سواء في البلدان المرتفعة أو المنخفضة الدخل يتطلب مؤسسات مجتمعية وحكومية نشيطة في وقت تعاني فيه جل البلدان الفقيرة من فساد وعدم فاعلية الهيئات القضائية والرقابة البرلمانية فيما تؤكد رئيسة المنظمة أن 'القضاء على الفساد يتطلب رقابة قوية من البرلمانات، ومؤسسات إنفاذ القانون، ووسائل الإعلام المستقلة ومنظمات المجتمع المدني النشيطة. وعندما تكون هذه المؤسسات ضعيفة، يخرج الفساد عن نطاق السيطرة بما يجلب من العواقب المروعة على الناس العاديين وعلى العدالة والمساواة في المجتمعات بشكل أوسع'.
اللافت للانتباه أن هذا النوع من التقارير الدولية الهامة الصادرة عن منظمات عالمية مشهود لها بالاختصاص والكفاءة نادرا ما تلقى الاهتمام اللازم من إعلامنا العربي. وإذا كان مثل هذا الأمر مفهوما من إعلام رسمي يجد حرجا في نشر غسيله غير الناصع في هذا المجال فإنه يفترض في الإعلام المستقل ناهيك عن الإعلام المعارض، إن وجد طبعا، أن يتخذ مما يرد في مثل هذه التقارير مادة للتعريف والنقاش لأن خلف ما يبدو تقريرا مليئا بالأرقام والجداول والمؤشرات يكمن بيت القصيد: الاستبداد هو الذي يقود إلى الفساد ودائما ما يتحالفان لاحقا لأن كليهما يخدم الآخر ويقويه.
لقد بات الفساد آفة الآفات في أكثر من دولة عربية حتى باتت قصصه المستفزة في وقاحتها حديث الكبير والصغير وهو فساد مزدوج الضرر فهو داخليا مستول غير شرعي على خيرات البلاد وخارجيا طارد لكل مساعدات أو استثمارات أجنبية وبالتالي تصبح محاربة آثاره المدمرة جزءا أساسيا لا غنى عنه في الحديث عن أي تغيير سلمي ديمقراطي في بلادنا العربية لا يجوز تأجيله أو التخفيف من خطورته لأنه كالسرطان الذي يزيد استفحالا وتمددا كل يوم.





كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 09-29-2008

الصغار ومائدة الكبار
غسان شربل - نيويورك الحياة - 29/09/08//

تحت سقف الامم المتحدة يتجاور الصغار والكبار. توقع اعمال الجمعية العامة الدول الصغيرة في الوهم. تكاد تعتقد ان الشرعية الدولية تضمن المساواة وتحفظ الحقوق. لكنه احساس عابر. يكفي ان يكون المرء هناك حين يأتي سيّد الامبراطورية الاميركية. تختنق شوارع نيويورك بالاجراءات الامنية. تتعطل حركة السير. يرفض سائق التاكسي ان يقلّك الى المبنى الذي يقيم في عهدة بان كي مون. يبلغك ان المدينة لن تعود طبيعية قبل ان يغادر. ويقصد جورج بوش.

تقرأ في الصحف الاميركية سيلاً من التحليلات عن تعثر الادارة التي تستعد للمغادرة. وتسمع من الشاشات كلاماً اكثر قسوة. عن الحرب على الارهاب وبقاء اسامة بن لادن حياً وطليقاً. وان "القاعدة" اعادت بناء نفسها وان الايام الافغانية المقبلة تنذر بتكاثر النعوش العائدة الى الولايات المتحدة. تسمع من يعتبر الازمة المالية الحالية اخطر من هجمات 11 ايلول (سبتمبر). استهدفت "القاعدة" رموز نجاح اميركا وهيبتها. الازمة المالية تستهدف الاثنين ايضا. النجاح والهيبة. انها تطرح علامات استفهام حول النموذج الذي اعلن في بداية التسعينات انه حقق نصرا حاسما ونهائيا ادى الى انتحار الاتحاد السوفياتي. وحين يتعثر النجاح الاقتصادي تصاب هيبة الامبراطورية بجرح او عطب. هكذا تروي قصص الامبراطوريات التي حكمت ثم تهالكت.

واضح ان اميركا تجتاز منعطفا صعبا وخطيرا. هذا على الأقل ما تسمعه ايضاً داخل اروقة الامم المتحدة. لكن ذلك لا يبرّر التسرع في تأكيد الافول الاميركي. تماما كما ان الازمة الجورجية لا تبرر المسارعة الى توقّع عودة الحرب الباردة. لا يمكن قراءة مجريات هذا العالم المتغير استنادا الى مفردات القاموس القديم. لا بد من الالتفات الى حجم التغيرات التي طرأت وحجم تشابك المصالح. ورغم كل الانتكاسات كانت لجورج بوش اطلالة زعيم القوة العظمى الوحيدة.

امام مشهد من هذا النوع ما اصعب ان يكون الزائر رئيسا لدولة صغيرة لا تنام على ثروة تثير لعاب الكبار. وتزداد الصعوبة اذا كانت الدولة نفسها غير قادرة على تهديد امن جيرانها وإثارة المتاعب في الاقليم الذي تقيم فيه. وتكتمل المشكلة اذا كانت اراضي تلك الدولة غير مرشحة لاستضافة انابيب النفط او الغاز.

انها حقائق هذا العالم. يصعد رئيس الدولة الصغيرة الى المنبر الذي وقف عليه بوش ويحدق في القاعة. يكتشف ان معظم رؤساء الوفود غادروا لعقد اجتماعات جانبية. وان المقاعد شبه شاغرة. وان مشاركين فضلوا الذهاب للتسوق على الاستماع الى كلمته. العزاء الوحيد للرئيس هو تصفيق اعضاء وفده وما سيبثه التلفزيون التابع له عن ان كلمته كانت علامة فارقة في مناقشات الدورة وحظيت باهتمام المشاركين.

مشكلة ان لا تكون كبيرا. وان لا تكون غنيا. وان لا تكون عدوانيا يضطر العالم الى استرضائك. يعلن عبر المذياع ان رئيس دولة صغيرة فقيرة ومسالمة سيعقد مؤتمرا صحافيا. يتبادل الصحافيون الابتسامات. لن يذهبوا. وان ذهبوا لن تنشر صحفهم ما ارسلوه. يريد الصحافيون خبرا مهماً او مثيراً او خطيراً. وليس لدى الرئيس المسكين هذا النوع من الاخبار. كل ما لديه نيات طيبة واحلام بتلقي المساعدات. ثم انه يريد المؤتمر الصحافي لإغاظة المعارضة في بلاده ولاقناع الحزب الحاكم بالتجديد له بعدما رفع رأس بلاده عاليا في المحافل الدولية.

يتحرك رئيس الدولة الصغيرة فيتدافع اعضاء الوفد حوله للاحاطة به. لا مواعيد مهمة الا اذا كان لديك ما تقدمه. الدول الصغيرة العادية دول مسكينة. عزاؤها الوحيد ان مناقشات الجمعية العامة تتيح لها الجلوس في القاعة نفسها التي يرتادها الكبار. القاعة التي لا تستمع جديا الا الى من يملك القوة او الثروة او القدرة على زعزعة الاستقرار.





كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 10-13-2008

حرب أشدّ فتكاً
غسان شربل الحياة - 13/10/08//

منذ فترة غير وجيزة يراودني شعور بالكآبة كلما انجزنا الصفحة الاولى من «الحياة» ودفعناها الى المطابع. اتخيل ما يمكن ان يحس به القارئ حين يتنقل بين اخبارها خصوصا تلك التي تعني منطقة الشرق الاوسط. تسلل انتحاري الى عرس في العراق وانفجر بالمدعوين. تسلل آخر الى جنازة وانفجر بالمشاركين. اغتال مجهولون عائلة ضابط في الشرطة. اطلق مجهولون النار على صحافي وأردوه. الاخبار الافغانية مبللة بالاهوال. عمليات انتحارية وكمائن وتصفيات. هذا من دون ان ننسى ازدهار زراعة المخدرات. المشهد الباكستاني محزن ويعد بالمزيد. اغتيالات ورؤوس مقطوعة ومناطق متمردة وهجمات انتحارية وغارات تخطئ المستهدفين وتصيب المدنيين. يمكن ان نضيف الى ما تقدم ممارسات عنفية وانتحارية في دول اخرى تمتد من الجزائر الى اليمن.

الارهاب ليس المشكلة الوحيدة. في كثير من الاماكن تطل ازمة تعايش بالغة الخطورة. حساسيات قومية وعرقية وبوادر نزاعات مذهبية. انحسار واضح لحضور الدولة ومؤسساتها وصعود لمنطق المناطق المتشابهة وجيوشها وميليشياتها. العواصم او المدن التي كانت تغتني وتفاخر بتعدد انتماءات القاطنين فيها وتعدد منابعهم الثقافية وألوانهم تتحول جزراً متباعدة مقفلة تتحين الفرصة للانزلاق الى ولائم الدم. الافكار التي كانت تجتذب الشباب وتعدهم بعالم اكثر عدلا أخلت الساحة لدعوات عنفية تجيز شطب الآخر الذي يرفض التنازل عن حقه في الاختلاف.

يضاف الى ما تقدم تعثر صريح في عمليات التنمية. ارتفاع في عدد العاطلين عن العمل. شيوع غير مسبوق للفساد الذي ينخر القطاع العام ويتخطاه. تدهور في مستوى التعليم. مدارس تنتمي الى عصور سابقة. جامعات لا علاقة لها بالعصر. مناهج تنتج كائنات غير قادرة على اللحاق بالتبدلات السريعة التي تضرب سوق العمل واسلوب الحياة في القرية الكونية.

كنت اشعر بكآبة هذه الوجبة التي نعدها للقارئ او نعرضها عليه. محاولتنا التخفيف من تجهمها بإيراد خبر منوع او ثقافي او علمي لم تغير من سوداوية الملامح. وكنت احصي احيانا عدد الجثث في الصفحة الاولى التي كان الليل يجعل ارقامها قديمة لأن المرتكبين يصرون على عدم الاستراحة في الليل. ولهذا كانت تراودني احيانا رغبة في الاعتذار للقارئ عن فشلنا في ان نزف له خبرا عربيا مفرحا يعد بفتح النوافذ والآفاق.

شعرنا بقدر من الارتياح حين انغمس العالم مع الاميركيين في مهمة البحث عن رئيس لهم. واعتبرنا ان وصول باراك اوباما ربما يعطي العالم فرصة لالتقاط الأنفاس بعد ما عشناه في عهد جورج بوش وبسبب رعونة سياساته وممارسات خصومه. لكن اجازة الانتخابات الاميركية لم تطل. قطعتها الازمة المالية العالمية التي حملت الى الشاشات والصفحات الاولى من الصحف تفاصيل ما يمكن اعتباره من دون مبالغة حربا عالمية باهظة التكاليف.

مشاهد غير مألوفة. علامات حمراء على الشاشات. مؤسسات كانت تعتبر رمزا للنجاح تتهاوى بين ليلة وضحاها ولا تعثر على من ينقذها. مؤسسات تفوق امكاناتها قدرات دول مجتمعة تتبخر كأنها نفذت عملية انتحارية وتوزعت اشلاء. وفجأة وجدنا انفسنا امام اخبار اشد قسوة من تلك التي كنا نحلم بالهروب منها. ليس بسيطا ان تقلب الصفحات الاولى في كبريات الصحف وتجد عناوين من قماشة «الذعر يسود العالم» و «الانهيار» و «نحن في الطريق الى الأسوأ». ليس بسيطا ان يقرأ المرء ان «خسائر الاسهم 25 تريليون دولار» وان اسواق المال «تذوب».

فجأة تكشفت هشاشة القرية الكونية. ازمة خطيرة وعميقة هزت الثقة بالنموذج الذي كان ينام على حرير انتصاراته وانجازاته. أزمة تعني العالم بأسره وان بدا العالم الصناعي مسرحها الاول. أزمة تعني معدلات النمو والبطالة والاستقرار والقروض والمساعدات والتأمينات والمدخرات. انها حرب عالمية تشهد مجازر جماعية في اوردة البورصات واسواق الاسهم. انها اشد فتكا من تلك الحروب الصغيرة التي كانت تزودنا بوجبة الجثث اليومية.



كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 12-03-2008

توسيع هوامش الحرية

GMT 1:15:00 2008 الأربعاء 3 ديسمبر

القدس العربي اللندنية



--------------------------------------------------------------------------------


محمد كريشان

قبل يومين تحدثت ديانا جبور مديرة التلفزيون السوري عن الخطوط الحمر التي تقف عندها وعن هامش الحرية المتاح لديها في هذه المؤسسة الحكومية فقالت بأن 'في كثير من الأحيان تكون هذه الخطوط الحمر موجودة في أذهاننا' مضيفة في حديث للزميلة 'الحياة' اللندنية بأنه 'ليس من المهم أن تذهب إلى أقصى ما ترغب فيه من البداية بل أن توسع محيط الدائرة التي تتحرك فيها وستجد أن هذا مهم للغاية، إذا انفتح القوس من حواليك بالتدرج لتجد بالتالي من يبارك عملك ويقول لك أحسنت'.
الأسبوع الماضي تحدث إبراهيم عيسى رئيس تحرير 'الدستور' المصرية المستقلة فقال بأن 'في مصر هامش حرية بخمسة أمتار، أنا وصلت فيه إلى نقطة الأربعة امتار وتسعة وتسعين سنتيمترا' مؤكدا في محاضرة له في الدوحة بأن 'هناك من لا يتحرك إلا في متر واحد أو مترين، وهناك من ينتقد كل شيء إلا الرئيس'، معترفا في ذات الوقت بأن في مصر 'شجاعة صحافيين وليس حرية صحافة'.
لا أحد يمكن أن يعلم بدقة المدى الذي قد تكون السيدة جبور قد وسعته في محيط الدائرة التي تتحرك فيها، لكن الكل يعلم بالتأكيد أن وصول السيد عيسى إلى مشارف المتر الخامس كاد أن يزج به خلف القضبان عندما حكم عليه بشهرين سجنا بتهمة نشر أخبار كاذبة تتعلق بصحة الرئيس مبارك قبل أن يتدخل الرئيس نفسه ويصدر عفوا عنه. إن توسيع هوامش الحرية في أجهزة الإعلام الرسمية شيء وتوسيعها في الصحف المستقلة أو المعارضة شيء آخر، الأول مرتبط عموما بالقدر الذي يرخي فيه الرئيس أو الملك أو الأمير حبل الحرية الصحافية قليلا أو كثيرا فيما يرتبط الثاني بمدى قدرة العاملين في الإعلام غير الرسمي على شده إلى أقصاه.
الانفتاح في الإعلام الرسمي العربي مواسم تتفاوت من بلد آخر. وفي بلد كتونس، على سبيل المثال لا الحصر، غالبا ما يكون هذا الموسم قصيرا وسطحيا وهو غير مرتبط في الغالب بشخصية مدير التلفزيون، وإن كان يتأثر بها حتما، وإنما بدوائر عليا تختلف الآراء دائما على تحديدها بدقة. وقبل عشرين عاما تقريبا 'طار' أحد مديري التلفزيون لأنه، على رأي السيدة جبور، أراد توسيع الدائرة أكثر من المسموح له توسيعها، فأغلقت عليه وعلى الناس.
أما نسائم الحرية في الإعلام المستقل أو المعارض، إن وجد طبعا، فصولات وجولات وكر وفر. كان هذا دائما شأن التجارب الصحفية في بلدان مثل مصر ولبنان والمغرب والجزائر والكويت وكذلك اليمن، بدرجات تتفاوت تأصلا وجرأة من بلد إلى آخر. وفي كل من هذه الدول، استطاع الصحافيون، وأحيانا بضريبة السجن أو المنافي، أن يفرضوا حدا أدنى من الحرية في نقد المسؤولين وعمل الحكومة يستحيل النزول دونه من غير الدخول في مواجهات مع الجسم الصحافي برمته.
وإلى غاية اليوم لم تستطع أي من وسائل الإعلام الرسمية العربية، وأساسا الإذاعة والتلفزيون، أن تتخلص من العقلية المريضة التي تحكم عملها لسنوات والمتمثلة في اعتبار أجهزة الإعلام هذه ملكية خاصة للقائد أو الحزب الحاكم وليس ملكية عامة للدولة وبالتالي للشعب في التعريف الأكثر بداهة لهذه المفردات. ومع أن دولا عربية عديدة بدأت تعرف مؤخرا تجارب التلفزيونات الخاصة إلا أن القليل منها جدا سمح له بدخول تجربة الأخبار والبرامج السياسية ولهذا توجه أغلبها إلى محاولات الإبداع ورفع سقف الحرية في قضايا اجتماعية وحتى رياضية، وحتى هذه لم تسلم من التضييق والتنغيص من قبل جهاز الأمن الذي بات المشرف الحقيقي المباشر على الإعلام ومختلف مناحي الحياة العامة، فيما تحولت أغلب الفضائيات عمليا في كثير من البلاد العربية إلى قنوات وطنية حقيقية يتابعها الجميع بسبب خواء وتفاهة الإعلام الوطني.





كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 12-07-2008

العرب وتصدير القمع عالمياً

GMT 1:15:00 2008 الأحد 7 ديسمبر

القدس العربي اللندنية



--------------------------------------------------------------------------------


عبد الباري عطوان

ان تمارس الحكومات العربية القمع ضد مواطنيها فهذا شيء عادي ومعروف ولا يتضمن أي جديد، ولكن ان تصدّره إلى العالم الخارجي والمنظمات الدولية، فهذا أمر يفوق كل التصورات، ويتطلب وقفة من جمعيات حقوق الانسان في العالم بأسره، لوضع حد لهذه الظاهرة المخجلة والمهينة التي باتت تشكل وصمة عار عربية بامتياز.
التقرير الصادر عن مركز القاهرة لحقوق الانسان يوم الجمعة، تضمن حقائق مؤلمة عن تدهور أوضاع حقوق الانسان في جميع الدول العربية، وتعرض المطالبين بالاصلاح لشتى أنواع التعذيب والاضطهاد، وتشويه السمعة، لكن أخطر ما تضمنه، هو ما سمّاه بتصدير الانتهاكات إلى المنظمات الدولية كالأمم المتحدة والشراكة الأورومتوسطية، وذلك بممارسة الضغوط عليها للجم اصوات المنظمات الأهلية غير الحكومية، بهدف اقصائها كلياً عن المنابر الدولية. أي أننا كعرب أصبحنا 'خبراء' في هذا الشأن، نصدّر القمع جنباً إلى جنب مع البترول.
أما الامر الجديد الآخر الذي تطرق إليه التقرير، وتجنبت ذكره معظم منظمات حقوق الانسان العربية الأخرى، فهو انتقاد جامعة الدول العربية دون مواربة، والقول صراحة بأنها أصبحت أكثر تعبيراً عن توجهات النظم الاستبدادية العربية من أي وقت مضى. وضرب مثلاً بتأييدها للانقلاب العسكري في موريتانيا، وانتهاكات حقوق الانسان في دارفور.
الأنظمة العربية تغوّلت في ممارساتها القمعية، وانتهاك حقوق الانسان، وأكثر من أي وقت مضى، بفضل الطفرة المالية الهائلة التي هبطت على معظمها من جراء ارتفاع عوائد النفط، وتضخم أرصدة الصناديق السيادية، والاحتياطات والفوائض المالية، بتريليونات الدولارات. فعندما تراجعت هذه العوائد، وتضخمت العجوزات في الميزانيات السنوية، بدأت هذه الأنظمة تقبل مكرهة ببعض العرائض المقدمة من قبل المطالبين بالاصلاح، وتسمح مكرهة بتوسيع هامش الحريات، وفتح الباب أمام الانتخابات البلدية أو حتى التشريعية، أما الآن فالصورة تغيرت، ووتيرة القمع تزايدت، وبات مكان الاصلاحيين الزنازين الانفرادية.
فرحة الأنظمة القمعية العربية لم تدم طويلاً، فالصناديق السيادية خسرت معظم أرصدتها، والاستثمارات المالية الضخمة في الأسواق المالية الغربية 'الآمنة' تبخرت بفعل الأزمة الاقتصادية التي هزت العالم الغربي بأسره، بحيث لم تستفد منها لا الأجيال الحالية، ولا الأجيال القادمة بطبيعة الحال.
'''
اربعمئة مليار دولار هي حجم خسائر الصناديق السيادية (المملوكة للأسر الحاكمة) حسب تقديرات صحيفة 'الفايننشال تايمز' البريطانية، وربما تكون أكبر من ذلك، بكثير لأن كيفية ايداع هذه الأموال واستثمارها في البورصات والعقارات الأجنبية تعتبر من الأسرار الحربية العليا.
المعادلة بسيطة، فطالما أن حقوق الانسان العربي منتهكة، والاصلاحات السياسية معدومة، فإن الأموال ستتبخر، لأن الاصلاحات تعني الشفافية والمكاشفة، والانظمة الدستورية، والقضاء العادل المستقل، والفصل بين السلطات، والحريات الاعلامية.
ولعل الجامعة العربية هي خيبة الأمل الكبرى، فقد استبشرنا خيراً عندما تولى امانتها العامة السيد عمرو موسى وزير الخارجية المصري الاسبق، فالرجل تمتع بسمعة طيبة، وشخصية قوية، ولكن ما حدث هو العكس تماماً، وشاهدنا الرجل يتمسك بمنصبه اكثر من الحكام العرب، ويقدم على كل ما يساعد على بقائه فيه لأطول فترة ممكنة. فلم ينطق بكلمة واحدة استنكاراً لميثاق الشرف الاعلامي الذي تبناه وزراء الداخلية، ومن ثم وزراء الاعلام العرب، وما تضمنه من قيود مجحفة لتكميم افواه الصحافيين ومصادرة حق التعبير، وتهديد وسائل الاعلام العربية، والفضائية منها على وجه الخصوص، بسحب تراخيصها، واغلاق مكاتبها، وتقديم العاملين فيها الى المحاكمة اذا ما تعرضوا للحكام بأي نقد.
حتى المؤسسات التي انبثقت عن الجامعة، وجاءت من بنات افكار السيد موسى، مثل البرلمان العربي، فقد جاءت صورة لبرلمانات الانظمة العربية المزيفة، ولم نسمع مطلقاً انها اتخذت موقفاً مشرفاً تجاه الانتهاكات الصارخة لحقوق الانسان، وتغييب للاصلاحات السياسية، بل ما هو اكثر من ذلك ان البرلمان العربي، تبنى قراراً بجعل عضوية اعضائه دائمة، اي ان عضو البرلمان العربي يستمر في موقعه حتى لو فصل او انتهت عضويته في برلمان بلاده.
ربما نفهم صمت الجامعة العربية على انتهاكات حقوق الانسان، باعتبارها جامعة للأنظمة وليست جامعة للشعوب، ولكن ما لا نفهمه هو صمتها المخجل على ما تتعرض له الشعوب العربية من مجازر وانتهاكات تحت الاحتلالات الاجنبية في فلسطين والعراق خاصة. فمجلس الجامعة الذي انعقد قبل اسبوع على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة، لم يركز على الحصار الظالم الذي يتعرض له مليون ونصف مليون فلسطيني في قطاع غزة، بل نصّب نفسه حكماً في نزاع داخلي فلسطيني، وايّد طرفاً مقاوماً في مواجهة طرف آخر مفاوض في عملية سياسية تفاوضية عبثية.
'''
ومن المؤلم ان الغرب الذي يتباهى بقيمه الديمقراطية، واحترام حقوق الانسان، هو الاكثر تأييدا للديكتاتوريات القمعية وانتهاكات حقوق الانسان في الوطن العربي، لأنه يفضل التعامل مع انظمة قمعية على التعامل مع انظمة ديمقراطية منتخبة، لأنه يأمر الانظمة الاولى فتطيعه دون نقاش، وتلبي طلباته فورا دون تردد. فالديمقراطية التي يفضلها الغرب هي تلك التي تنتج مستبدين لا برلمانات تناقش وتحاسب وتراقب.
عزاؤنا الوحيد ان اسعار النفط بدأت تتهاوى، ونزلت بالامس الى ما دون الاربعين دولارا للبرميل، الامر الذي سيضع حدا لاستكبار الانظمة في مواجهة شعوبها، وحالة الغرور التي انتابتها طوال العامين الماضيين، عندما وصلت اسعار النفط الى مئة وخمسين دولارا للبرميل. فزمن رشوة بعض القوى والقبائل والشخصيات، وشراء ذمم بعض اجهزة الاعلام، او اصدار العشرات منها، والفضائية على وجه الخصوص، بدأ يتراجع ان لم يكن يتلاشى.
كنا نتمنى ان تواصل اسعار النفط في الارتفاع لو ان العوائد هذه تعود الى ابناء الأمة، وتحسّن مستواهم المعيشي، وتخلق لهم الوظائف، وتغني ابناءنا عن ركوب البحر، والمخاطرة بأرواحهم، بحثا عن لقمة عيش مُرّة في الغرب الاوروبي، ولكن الطفرة المالية العائدة من ارتفاع الاسعار ذهبت الى الغرب ايضا، وتبخرت في اكبر عملية خداع شهدها التاريخ الحديث.
الرئيس الامريكي المنتخب باراك اوباما وعد شعبه الامريكي بالتغيير، بالانحياز الى فقرائه، ووضع حد لتغوّل حيتان البورصات والاسواق المالية، والمأمول ان يصل فيروس التغيير هذا الى منطقتنا العربية، ليس على يد اوباما، وانما على يد المتغيرات الحتمية الزاحفة اليها، وابرزها انخفاض اسعار النفط، فلعل الشعوب العربية تتحرك وتطالب بالحد الادنى من حقوقها الاساسية في العدالة والمساواة والعيش الكريم.





كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 12-09-2008

لا مفر من المحكمة

GMT 21:15:00 2008 الإثنين 8 ديسمبر

الاتحاد الاماراتية



--------------------------------------------------------------------------------


عبد الوهاب بدرخان

كان المحققون يحققون -ولا يزالون، وكان القتلة يواصلون الاغتيال- وقد يستأنفون... قليلون في لبنان من يقولون في العلن إن محور الأزمة هو المحكمة الدولية لقتلة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري، لكنهم يتكاثرون حين يكون الكلام بعيداً عن الآذان والأضواء.

لاشك أن التوسع في الصراعات جعل من ذكر المحكمة نوعاً من التبسيط الساذج للتحليل ولفهم ما يحدث، إذ حصل ما هو أخطر من ذلك الاغتيال عندما تعرض البلد لعدوان وحشي استخدمت فيه إسرائيل كل جنونها الناري وانتهت إلى ما يشبه الهزيمة. بل حصل أيضاً ما هو أكثر هولاً عندما حسم الصراع السياسي قبل بضعة أشهر بقوة السلاح والعنف، ولا يزال الوضع الداخلي خاضعاً لـ"ميزان القوة" هذا بمعزل عن الدولة وجيشها بل على الرغم منهما.

تقرير آخر للجنة التحقيق الدولية، هو الحادي عشر من السلسلة، ومن الواضح أن التقارير ازدادت تكتماً وعمومية، لأن مضمونها السابق ربما كان سبباً في حصول مزيد من الاغتيالات، آخرها كان الرائد وسام عيد ضحيتَه، وقد كانت له مساهمة مهمة في رصد الاتصالات الخليوية لحظة اغتيال الحريري. لكن المؤكد أن التحقيق توصل إلى نتيجة تمكنه من توجيه اتهامات، وإلا لما تحركت الأمانة العامة للأمم المتحدة لإنشاء محكمة وتأمين تمويلها وتحديد موعد رسمي لبدء عملها. كما أن المحقق الحالي دانيال بيلمار اكتفى بطلب التمديد شهرين للجنته، فيما كان يطلب عادة التمديد لستة أشهر.

مع افتتاح عمل المحكمة في لاهاي، يدخل لبنان في حملة انتخابية يراد لها أن تكون حاسمة، بمعنى أن تتحول الأكثرية الراهنة "الموالية" للمحكمة إلى أقلية معارضة، وأن تتحول المعارضة الراهنة "المناوئة" للمحكمة إلى أكثرية حاكمة. كيف ستؤثر المحكمة في سير الحملة؟ تساءل متداول يومياً في الوسط السياسي، وتراوح التوقعات بين إمكان تجدد الاغتيالات واحتمال أن يتعرض مرشحو "14 آذار" لترهيب وضغوط. ومنذ الآن تتناقل الألسن قصصاً عن بدايات للترهيب ممزوجاً بشيء من الترغيب، ومع اقتراب المعركة الانتخابية في سوريا، ولديهم تعاطفاتهم السياسية، تلقوا إشارات بضرورة توضيح مواقفهم أو تغيير وجهة مصالحهم. وطبعاً هناك مناطق احتكاك وتماس تجدد فيها الحذر والتوتر النسبي، كما أن مرشحين محتملين وصلتهم تحذيرات أولية لابد أن تكون لها توابع.

دائماً كان الكلام المعلن عن المحكمة، من جانب المعارضة مختلفاً عن المواقف المضمرة، هناك أقلام وأبواق قالت بصراحة إنه يجب عدم إخضاع العلاقة اللبنانية- السورية لمجريات التحقيق في الاغتيال، وهذا موقف صحيح وسليم مبدئياً، لكنه عنى ويعني عملياً انسوا الجريمة وتخلوا عن التحقيق وارفضوا المحكمة وعودوا إلى "العلاقة الأخوية المميزة" مع سوريا وإلا تحملوا النتائج.

لكن كانت هناك مواقف أخرى مستقلة وغير معادية لسوريا تفترض أن دمشق وبيروت يجب أن تكونا معاً في البحث عن الحقيقة، لأن الاغتيال لا يعني رجلاً بعينه وإنما المفاعيل والنتائج التي أدى إليها الاغتيال.

مبدئياً، كان الذين اتهموا سوريا بلا نقاش ولا جدل مخطئين، وكان الذين استبعدوا كل مسؤولية لسوريا مخطئين أيضاً. ولذلك حصل الانقسام الوطني الحاشد يوم "8 آذار" قبل حصول الاستنكار الوطني الحاشد أيضاً يوم "14 آذار" 2005، وهو الاستنكار الذي أعطى عنوان "معركة السيادة والاستقلال". لكن الوقائع اللاحقة رجحت الانقسام حول دور سوريا في لبنان على مسألة السيادة والاستقلال.

حرب صيف 2006 نقلت الانقسام إلى مستوى إقليمي، ودفعت الصراع نحو ضرورة وجود غالب يحكم ومغلوب يخضع، وهو ما حصل عملياً في أحداث 7 مايو 2008. وبذلك تحولت صيغة الحكم نفسها إلى هدف يراد اغتياله، لكن اتفاق الدوحة استطاع تهدئة اللعبة وإن كانت المعارضة كسبت جولة مهمة يفترض أن تتوّجها باكتساح صناديق الاقتراع في الربيع المقبل. خلال هاتين السنتين نُسيت المحكمة، أو بالأحرى بدت كأنها لم تعد ذات شأن لمن كان يخشاها. ها هي الآن تصعد إلى الواجهة وستلقي بظلها على الأحداث، داخلياً وإقليمياً، وتحت ضغط موازين قوى مختلة لمصلحة العنف المتطرف. لابد أن نتذكر أن اغتيال الحريري جرّ عشرين جريمة اغتيال أخرى، ثم إن المحكمة في حد ذاتها كانت عنصراً أساسياً في إحد أكبر الخلافات العربية الراهنة.





كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 12-12-2008

صدر الدين البيانوني، المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية، في حوار شامل مع "الشروق":
المشروع الإيراني يهدد بنسف سوريا وكل دول الجوار
2008.12.11 حاوره مراسل "الشروق" في لندن: حميد بن عمار
صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين في سورية نحب الجزائر لأنها مرتبطة في قلوبنا بالأمير عبد القادر وثورة التحرير

أولاً ما هو تعليقكم على انتخاب أوباما رئيساً لأمريكا.. وهل تتفقون مع من يرى أن انتخاب ابن راعي العنز الكيني الأسود دليل على "عظمة" أمريكا مهما اتفقت واختلفت مع سياساتها؟!
** لا شكّ أن انتخاب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة شكّل ثلاثة اختراقات للثوابت العملية في أمريكا؛ فأوباما قد اخترق حاجز اللون (الأسود في مقابلة الأبيض)، وحاجز العرق (الهجين في مقابلة الانكلوسكسون)، وحاجز المذهب، فمهما قيل عن باراك أوباما فهو ابن حسين أوباما المواطن الكيني المسلم. لا شك أن هذا الاختراق يمثل تحوّلاً هاماً في معطيات الديمقراطية العملية لدى المجتمع الأمريكي، إذ ينبغي التفريق بين المعطيات النظرية للديمقراطية والمعطيات العملية. لا شك أننا أمام إنجاز ديمقراطيّ يستحق التقدير والاحترام، فالشعوب عندما تمتلك إرادتها الحرة تستطيع أن تفعل الكثير.
وكان يمكن أن يكون هذا الإنجاز الذي يفخر به الشعب الأمريكي، أكثر دلالةً على الرقيّ والحضارة، لو أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة كانت وفيةً لمبادئها في كلّ مكان، وارتضت هذه الحرية للشعوب الأخرى. فمشكلة هذه الإدارات أنها تتعامل بازدواجية مع مبادئ الحرية والديمقراطية، فهي تحترم هذه المبادئ، وتعمل على تطبيقها في بلادها، بينما ترفضها في بلادنا، وتفضل التعامل مع الديكتاتوريات التي تحقق مصالحها على حساب هذه المبادئ وعلى حساب مصالح الشعوب. أعتقد أن هذه الازدواجية هي التي تقلّل من قيمة هذا الإنجاز، وتشكّك في مصداقية أصحابه.
* هل تعولون على تغيير في السياسة الأمريكية بعد انتخاب أوباما تجاه العالم العربي والإسلامي عموماً وسورياً خصوصا؟
** رغم أن السياسة الأمريكية الخارجية لا تتأثر كثيرًا بتغيّر الرئيس أو تغيّر الحزب الحاكم، لأن الخطوط العامة لهذه السياسة تكاد تكون موضع اتفاق.. فنحن نتوقع شيئاً من التغيير في السياسة الأمريكية، وفي أساليب تعاطيها مع الأحداث في منطقتنا العربية والإسلامية، لكننا لا نعوّل كثيرًا على هذا التغيير.
أعتقد أن المصائب التي حلت بالعرب والمسلمين نتيجة سياسات الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس جورج بوش، والنتائج الكارثية التي أسفرت عنها الحرب المزعومة على ما تسمّيه الإرهاب.. والتي أدّت إلى احتلال العراق وغزو أفغانستان، وما رافق ذلك من انتهاكات لحقوق الإنسان العربي والمسلم في كلّ مكان، وما انكشف من فضائح التعذيب المهين في سجن (أبو غريب) و(غوانتانامو)، والتأييد الأمريكي للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني.. بالإضافة إلى الحماية الأمريكية التي تمتع بها النظام الديكتاتوري في سورية، رغم جرائمه العديدة بحق شعبه، وبحق شعوب الدول المجاورة.. كلّ ذلك يجعل لزاماً على الرئيس الأمريكي الجديد أن يعيد النظر في هذه السياسات التي أساءت إلى صورة أمريكا عند شعوب العالم.
* ما صحة ما تردد أنكم رفضتم المشاركة في مساعي بعض الأطراف السورية المعارضة للمشاركة في مخطط لإدارة بوش للإطاحة بالنظام السوري على الطريقة العراقية عبر لعب الورقة الطائفية باعتباركم ممثلين للغالبية السُنية.. وأن ما غير رأيكم في الأساس هو ما آلت إليه الأوضاع في العراق بعد الغزو الأمريكي؟
** نحب أن نؤكد أن شرطنا الأساس للتغيير داخل سورية هو أن يكون التغيير بالأيدي الوطنية. وقد سبق أن أعلنا في ميثاق الشرف الوطني في شهر ماي 2001 أننا نرفض الاستقواء على الوطن بأي شكل من أشكال الاستقواء، وأننا أدنّا أكثر من مرة من منطلق مبدئي ما أقدمت عليه بعض الفصائل العراقية من استقواء بالأجنبي، مما أدّى إلى جر الاحتلال والخراب إلى بلادها.
ومع تأكيدنا هذا نؤكد أيضاً أنه لا صحة للحديث المشار إليه في سؤالكم، فالأطراف السورية التي تتحرك تحت شعار الاستعانة بالأجنبي هي محدودة العدد والتأثير، وهي مرفوضة على الصعيد الوطني.
نحن لا نعمل تحت أي لافتة طائفية، ولا نقبل أن نكون ممثلين طائفيين، نحن ننتمي إلى الكلّ الوطني، ونعمل من خلاله، ونطالب بتغيير وطني ديمقراطيّ، لتكون سورية لجميع أبنائها. وندين استخدام النظام السوري للورقة الطائفية، واستئثار الأقلية الحاكمة بالسلطة والثروة، على حساب الأكثرية المهمشة.
* ما رأيكم في ما تردد أيضاً من أن العامل الطائفي "السني" كان له دور أيضاً في احتضانكم وترحيبكم وتحالفكم مع عبد الحليم خدام نائب الرئيس السوري السابق المنشق عن النظام السوري على خلاف "حلفائكم" في إعلان دمشق؟
** أوضحت في الجواب على السؤال السابق رفضنا للمنطلق الطائفي في بناء المواقف أو في تفسيرها. نحن أعضاء مؤسّسون في (إعلان دمشق) وأعضاء مؤسسون في (جبهة الخلاص الوطني). ظروف الداخل والعمل فيه تفرض بعض المعطيات السياسية على (إعلان دمشق) وقواه، وظروف الخارج لها معطياتها. تحالفنا مع الأستاذ عبد الحليم خدام بُنيَ على معطيات سياسية محضة، توخّينا فيه مصلحة الوطن العليا في التغيير الديمقراطي. ونحن لا نمتنع عن التحالف مع أيّ شخصية أو فصيل لأسباب طائفية. ففي (جبهة الخلاص الوطني) كما في قوى (إعلان دمشق) أطراف غير سنية، ونحن متحالفون معها. وحين نمتنع عن التحالف مع أيّ طرف فلا بد أن تكون هناك أسباب سياسية -غير طائفية- وراء هذا الامتناع.
* ما تعليقكم على ما اصطلح عليه مؤخرا الأزمة الشيعية السنية.. وما رأيكم في تعالي أصوات سنية كثيرة ومن بينها في سورية ذات الغالبية السنية التي ترى تصاعدًا واضحاً لما تراه "تبشيرًا" شيعياً وتدعو لوقفه؟
** يجب أن أؤكد -ابتداء- ثوابت نظرتنا إلى هذا الموضوع: نحن ننظر أولاً إلى الأشقاء الشيعة من أبناء إيران وغير إيران على أنهم جزء من أمة الإسلام الواحدة. يجمعنا بهم اتفاقنا معهم على أركان الإيمان وأركان الإسلام. ونحن ننظر إلى (إيران) كدولة مسلمة جارة، لها علينا حق حسن الجوار وننتظر منها ذلك. ومن خلال هذه الثوابت نصوغ مواقفنا السياسية في ضوء المعطيات الواقعية.
لا يخفى عليكم أن هناك شعورًا متنامياً في العالم الإسلامي بأن هناك جهة مركزية في طهران أو في قم ترعى مشروعاً مذهبياً منغلقاً، يسعى للتبشير بالمذهب الشيعي بين ظهراني المسلمين في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وأنها ترصد لهذا المشروع الكثير من الجهد ومن المال ومن الطاقات، ربما تكون ميادين أخرى للدعوة أولى بها، لا سيما إذا نظرنا إلى ما تثيره هذه الجهود من ردود فعل سلبية وانتكاسات في العلاقة الأخوية، أو إثارة للفتنة الطائفية، في وقت أحوج ما تكون فيه الأمة إلى الوحدة ورص الصف.
قد تكون الهجمة المذهبية على سورية أوضح، بسبب التحالف القائم بين النظام السوري وطهران وحزب الله، أو ما اصطلح على تسميته بالهلال الشيعي. فالمشروع المذهبيّ في سورية والنفوذ الإيراني فيها، بأشكاله الثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية.. بات يشكل خطرًا واضحاً ليس على بنية المجتمع السوري فحسب، بل على دول الإقليم كلها. علماً بأن عدد الشيعة في سورية محدود جدًا، لا تتجاوز نسبتهم إلى مجموع السكان واحدًا في المائة. بينما تبلغ نسبة الأكثرية السنية حوالي خمسة وسبعين في المائة.
إن كسب بعض الأفراد من ضعاف النفوس أو الطامعين أو الطامحين.. لن يفيد المذهب الشيعيّ ولا جمهورية إيران، بل سيزيد من عوامل الاحتقان والتوتر، وسيجر الفصام والشقاق على جملة الموقف الإسلامي.
* ما رأيكم في من يرى أنّ هناك كثيرين في سورية برغم معارضتهم الشرسة للنظام الحالي فإنهم لو خيروا بين حكم النظام الحالي وحكم الإخوان المسلمين لاختاروا أقل الضررين.. النظام على أحاديته لأنه على الأقل لا يتدخل في حرياتهم الشخصية؟
** الجواب على هذا السؤال هو استكمال للجواب السابق. سنحترم اختيار هؤلاء المواطنين، إن وُجدوا فعلاً، ونحن أصلاً لم نقترح في برنامجنا قانوناً لاجتثاث البعث. سيكون من حق هؤلاء التصويت للأفكار أو المناهج أو الأحزاب أو الأشخاص الذين يفضلون. وعلينا وعليهم أن نحترم صندوق الاقتراع ونتائجه. أما بالنسبة للإشارة إلى أننا سنتدخل في حريات الناس الشخصية، وطرائقهم في اللباس أو في العيش، فربما من المفيد أن نعيد هؤلاء إلى مشروعنا السياسي الذي يمثل برنامجنا المستقبلي. المشكلة عند بعض النخب أنها تتعامل بطريقة نمطية، أيْ أن كلّ فريق يشكل صورة للفريق الآخر من معطياته الذهنية الخاصة، ثم يصدر الأحكام عليه، دون أن يتأمل حقيقة موقف من يواجهه. نظن أنه قد آن الأوان ليخرج أبناء أمتنا أجمع من أسر القواقع الذهنية، وأن نطالب بالانفتاح على الآخر الوطني والقومي، قبل أن نطالب بالانفتاح على الآخر العالمي.
* برغم انتقاداتكم للنظام السوري إلا أنكم تؤكدون دائماً على إيمانكم بالحوار والمصالحة الوطنية.. هل ما زال هناك أمل في اعتقادكم لمصالحة بينكم وبين النظام السوري رغم "شلالات الدم" بينكم (أحداث حماة) والقانون الذي يحظر حركة الإخوان المسلمين ويجرم الانتماء إليها في سورية؟
** ينطلق موقفنا السياسي دائماً من المصالح العليا للأمة وللوطن. لدينا تاريخ طويل من المعاناة مع النظام الحاكم في بلادنا، ولقد تعرضنا كجماعة وتنظيم، وكتيّار وتوجّه، وكعقائد وأفكار وثقافة.. إلى حملة اضطهاد ظالمة وقاسية، ومع ذلك فقد بقينا -لما تمثله دعوتنا من قيم الحق والعدل في هذه الأمة- الأقوى والأبقى. من هذا المنطلق أيضاً نحن نطالب دائماً بالإصلاح، ونطالب بالتغيير الإيجابي، ونرصد كل المتغيرات على ساحتنا الوطنية، ونشعر بضخامة العبء الذي يتحمله المواطن السوري الذي ينوء بأعباء الظلم والاستبداد والحرمان من حقوق المواطنة
الأساسية، كما ينوء بأعباء الفساد والفقر والحرمان من أبسط الحقوق في الفرصة الوطنية والثروة الوطنية.. ومع ذلك ولما كنا أبعد ما نكون عن الأهداف الشخصية، ولما كان شعارنا الأولي (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)، فإن أيدينا تبقى دائماً مبسوطة إيجابياً لكل إرادة خيرة، تخفف من معاناة شعبنا وتوفر عليه مراحل في طريقه إلى الهدف المنشود. نحن نتبنّى شعار تغيير المناهج والسياسات، وهذا لا يعني بالضرورة تغيير الأشخاص والهيئات.
* تفاءلتم خيرا ببشار الأسد رئيسا خلفا لأبيه الراحل حافظ الأسد، ونقلت عنكم تصريحات تعلق آمالا كبيرة عليه في التغيير، لكن يبدو أن حماستكم تلاشت نهائيا... ما تعليقكم؟
** في الحقيقة إننا بعد وفاة الرئيس حافظ الأسد، واستلام بشار الأسد للسلطة، أعلنا تحفظنا على الطريقة التي تم بها توريث السلطة، بعد مسرحية تعديل الدستور. لكننا مع ذلك أعلنا استعدادنا لفتح صفحة جديدة، وأكدنا أن بشار الأسد لا يتحمل أوزار المرحلة السابقة، بكلّ ما فيها من محن ودماء. وأعلنا تفهّمنا لمبدأ التدرّج في الإصلاح، على أمل أن نخفّف من معاناة المواطنين، ونوفّر على وطننا أشكالاً من الصراع، في ظل هجمة خارجية مصطنعة تشنّ عليه. ولكن بعدما قاربت الفترة الرئاسية الأولى على الانتهاء، دون حصول أيّ تغيير مهم في السياسات والمناهج، بل إن بعض صور الفساد وأشكاله قد تعمقت وتجذرت في بنية الدولة والحياة العامة.. أصبح من العبث الاستمرار في الحديث عن الإصلاح، بينما النظام يسير في الاتجاه المعاكس، فكان لا بد من خطوة وطنية تقرع ناقوس الخطر، وهو ما توافقت عليه معظم القوى الوطنية، فانتقلت من المطالبة بالإصلاح إلى المناداة بالتغيير، بعد أن تأكد للجميع أن هذا النظام غير قابلٍ للإصلاح، وغير مستعدّ للسير في طريقه.
* هل ترون تناقضاً في موقف النظام السوري تجاه تيار الإخوان المسلمين عموماً حيث تستقبل دمشق مثلاً قيادات حركة حماس الفلسطينية (الإخوانية) بينما تلاحقكم أنتم؟!! وهل حاولتم توسيط حماس بينكم وبين الحكم في سوريا؟
** يصنف النظام السوري منذ عقود على أنه نظام يقوم على سياسة اللعب بالأوراق. منذ فترة مبكرة في أوائل التسعينيات قال الرئيس الراحل حافظ الأسد: لو كنت شاباً في هذا العصر لكنت إسلاميا أصولياً!! وبدأ باستقبال ممثلي الحركات الإسلامية من جميع الأقطار، لما رأى أن الصحوة الإسلامية تعمّ الشارع العربي، فاستقبل الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله، كما استقبل إخوان الأردن، وإخوان تونس ولبنان ومصر والمغرب.. ومع ذلك فقد ظل القانون رقم (49/1980) الذي يحكم بالإعدام على أبناء جماعتنا ساري المفعول.
وجاء بشار الأسد ليكمل مسيرة والده على هذا الطريق. يحاول النظام أن يستفيد من علاقاته بالحركات الإسلامية، وأن يوظف علاقته مع قوى المقاومة العربية والإسلامية في صراعات إثبات الوجود ومد دوائر النفوذ. أعتقد أن كافة القوى الإسلامية التي تزور سورية متفهمة بشكل جيد لأبعاد هذا الموقف، وتحسن التعامل معه. نحن لم نطلب من أحد الوساطة، لكن بعض الشخصيات العربية والإسلامية -بدافع محبة الخير لسورية- تطوعت في هذا السياق، دون أن تصل إلى نتيجة إيجابية، بسبب إصرار النظام على سياساته.
* ما هو تقييمكم للحركة الإسلامية عموماً والجزائرية خصوصا؟
** لقد تحملت الحركة الإسلامية عبئاً كبيرًا خلال القرن الماضي، واستطاعت في أكثر الأقطار أن تصحّح الكثير من المفاهيم المغلوطة أو القاصرة عن الإسلام، وأن تكرّس القواعد العامة للحياة الإسلامية الرشيدة، على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع. ولولا القوى المعاكسة، وأساليبها الخشنة في مقاومة المدّ الإسلامي، لكان للحركة الإسلامية في العالم وللمسلمين اليوم شأن آخر، شأن إيجابيّ فعال، في إشاعة أجواء السلم والحوار والتعاون والتعارف بين بني البشر.
والطريق أمام الحركة الإسلامية ما يزال طويلاً، لا سيما إذا نظرنا إلى وسائلها المحدودة والرياح المعاكسة التي تهب عليها من الداخل والخارج، لكنها بالصبر والمصابرة والمثابرة ستحقق أهدافها بإذن الله.
أما في الجزائر.. فإن للجزائر في صدور أبناء الحركة الإسلامية في الشام خصوصية متقدمة، ارتبطت بذكريات الأمير عبد القادر الجزائري، وثورة التحرير، ونهضة التعريب. نتمنّى أن يسود السلم الاجتماعي في الجزائر، وأن تنتفيَ نزعات الغلوّ، وأن يتقدم هذا المجتمع بالسير القاصد نحو حقائق الإسلام ومقاصد الشريعة، وفق ترتيب الأولويات الخاصة بهذا الجزء من الوطن العزيز.


كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 12-12-2008

النظام السوري : من طائفية (الأسد) الأب الباطنية إلى طائفية الإبن المعلنة !؟


المواصلة اليومية في اعتقالات المثقفين والناشطين من السفاح الأكبر حتى الطاغية الأصغر




هذه أول مرة يستقبل فيها سياسي بسوريا استقبالا رسميا بصفته الطائفية كماروني ، فرغم ادعاءات الجنرال عون بالعلمانية ، وطموحه ليقدم نفسه كزعيم وطني عابر للطوائف ، سيما من خلال تاريخه العسكري كقائد للجيش اللبناني أراد أن يخوض حربا ( وطنية استقلالية ) ضد ما كان يسميه ( الاحتلال السوري ) للبنان.
إن زيارة الصداقة التي قام بها الجنرال إلى لبنان استندت إلى تمثيله الطائفي الذي أريد له التعزيز سوريا ممن يفترض أنه كان العدو ، حيث سرعان ما التقت الاندفاعة الغرائزية العسكريتارية الطائفية الانقلابية الشرسة في الإستيلاء على السلطة في لبنان مع النمط الغريزي العسكريتاري السوري الطائفي الإنقلابي المستولي على السلطة منذ حوالي نصف قرن في سوريا والمولهة باستعادة هذه السلطة في لبنان حتى ولو أتت عن طريق المحاصصة مع عون ، إذ سيلتقي الطرفان الطائفيان العسكريان على مفهوم موحد للشرعية ، يوحد الطموحين في الاستيلاء على لبنان ، إنها شرعية القوة والإرغام ، وهي شرعية مؤسسة على ثقافة الخوف والإرهاب واستعراض القوة الجسدية بما يتناسب مع مفهوم القوة العسكرية لعسكر ما قبل حداثة التقنية ، فالجنرال يستقوي على شعبه اللبناني من خلال صناعة العظمة من خارج –خارج الذات وخارج المكان- من قبل نظام استند في صناعة العظمة على الإرهاب الداخلي والخارجي ، أي تهديد العالم والمجتمع الدولي بسحق شعبه السوري ، ومن ثم إرهاب شعبه- فعلا لا قولا- بتجارب من السحق لا تزال طرية في الذاكرة ، وكلما تقادم تاريخ الأحداث عمد النظام إلى تذكير الناس بها بوصفها من مآثره، عبر التذكير بأحداث تدمر وحماة وحلب في بداية الثمانينات من القرن الماضي ، ومن ثم المواصلة اليومية لوريث أبيه الطاغية في اعتقالات المثقفين والناشطين في سبيل إحياء المجتمع المدني الذي تم تقويضه على مدى حكم الأسد والعسكر ومن ثم الطائفة فالعائلة ، وذلك منذ الأسد الأكبر (السفاح الأكبر) الذي اقتنع بأطروحة مركزية في المكيافيلية ، وهي إن لم تستطع أن تكسب حب الشعب ، فاكسب خوفه منك ، وترك كل ما تبقى من ذكاء الماكيافيلية في التعاطي والحوار مع الآخر ، في خدمة اللعب مع اسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ، وتلك هي القاعدة التي يتبعها الأبناء الورثاء الصغار حتى اليوم .
إن الجنرال الذي يفترض فيه لبنانيته واستقلاليته المعلنة ، والذي كان طامحا لهذا التمثيل الشامل للبنان ، ضاقت بأحلامه الكبرى كفاءاته القيادية الخرقاء ، ومكوناته العسكرية ذات الميراث الإقليمي الإنقلابي ، فلم يبق له سوى طائفته التي راحت تضيق أيضا بأهوائه ، بل وبهذياناته اليومية ضد المكونات الوطنية للمجتمع اللبناني من كل لطوائف التي استعداها ، وكأنه اعصار (تسونامي) الذي يجتاح الجميع ، كما وصفه الزعيم وليدجنبلاط ، بعد أن حول الجميع خلال فترة قصيرة إلى أعداء ، وهو يعتقد أنه يوحد الجميع تحت رايته ، فراحت طائفته ( المارونية ) ذات القيم الثقافية والمدنية الحداثية تتناءى عن شعبويته الرثة ولغته الهابطة وجموحاته الفردية الغثة بوصفها (مشروعا وطنيا ) ، وعندما ضاقت به السبل لم يجد حليفا سوى الأصولية اللاهوتية الشيعية ذات المرجعية الثقافية والولاء الفارسي الإيراني الجامح في تنفجاته البلاغية ومعاظلاته الفقهية و(رستمياته القومية :رستم) البطولية الفارغة التي خلفها العرب خلفهم مع الخطاب السياسي الستيني ليتركها لحزب الله وكل المتهوسين للجهاد الدونكيشوتي ، وذلك بعد هزيمتهم (الحزيرانية) 1967 التي يندفع لها الفرس وحلفاؤهم بهوس (تاتانوسي :غريزة تدمير الذات) ، فما لبثت قطاعات النخبة المارونية أن نأت بنفسها وبتاريخها الثقافي الصانع الرئيسي للبعد الحداثي والتنويري للنهضة العربية ، أن ينزع منها جنرال طائش كل ميراثها النهضوي الممجد والمنظور له بعين التقدير ليس شاميا فحسب ، بل وعربيا : مسيحيا وإسلاميا ، وذلك على مذبح شهوات الجنرال للسلطة وأهوائه الغثة الغريزية الاغتصابية ذات الجذور العسكرية والشعبوية التي وجدت قناة موصلة لها مع نظيرها الشعبوي الغريزي الاغتصابي في دمشق المغتصبة ، ممثلا بتحالف السلطة السورية المؤلف من ا(رعاع الريف وحثالات المدن) ، الذين شكلوا القاعدة الاجتماعية لمشروع تسلط الأسد الأب الذي هيكل ( طائفيا- باطنيا ) قطاعات الاستئثار بالقوة : (الجيش –المخابرات) ، فهيج الغرائز المضادة لدى قطاعات واسعة من المهمشين والمبعدين عن الحياة الإجتماعية من جهة ، كما لدى القوى الاقتصادية المدينية والتمثيلات العائلية ذات المكانة المعنوية و الفاعلية الأهلية لإخراجها من أي تمثيل سياسي أو فاعلية اجتماعية ، إذ لم يترك رأسا مرفوعا إلا وتحركت في الأسد نوازع قضمه حتى ولو كان مختارا لحارة ، لكنه يحترم نفسه وكرامته وقيمه الوطنية والأخلاقية ، فما لبث أن قضم الأحزاب السياسية من خلال تأطيرها بما سمي بـ( الجبهة الوطنية التقدمية) بقيادة حزب البعث حيث قضم من خلالها أهم رأسين سياسيين في التاريخ السياسي السوري (خالد بكداش) الذي صغره وتفهه لحد أن يغدو مداحا له رداحا لأجله ، وجمال الأتاسي الذي دخلها ثم انسحب منها احتراما لنفسه لكنه كان بذلك كان قد همشه من خلال دفعه وحزبه إلى السرية... ، بل وبدأ قضم الرؤوس حسيا (كمال جنبلاط ) في لبنان ، ثم ستأتي الثمانينات لقضم رأس المجتمع السوري بكليته ، فتحركت قوى طائفية مضادة شكلت عندها الممارسات الطائفية (الباطنية والمسكوت عنها) من العدوانية ما لا تقل عن عدوانية الأسد وبطانته وزبانيته ، وذلك عندما قاموا بمذبحتهم المتوحشة بمدرسة المدفعية في حلب ، لترسم تلك العملية أول أخدود يحفره الأسد في جسم الوحدة الوطنية ، ولتكون تلك أول ضريبة متوحشة تدفعها طائفة الأسد التي أرادها قوة حراسة لنظامه ، وذلك من خلال ما كشفته هذه العملية المريعة في درجة التوحش الذي نما في ظل سلطة الأسد ، إذ كشفت عن نسب مخيفة في درجة الخلل في بنية الجيش السوري التي كانت تتهيكل طائفيا لكن باطنيا مسكوتا عنه قبل الانتقال إلى العلن اليوم ، حيث سيبلغ عدد الطلاب العسكريين من طائفة الأسد ما يعادل 90% ، بينما ما يقارب 10% لكل أبناء الطوائف السورية في مدرسة المدفعية ، طبعا هذا قبل إغلاق أبواب (الجيش والأمن ) بشكل شبه نهائي أمام الطوائف الأخرى ، بل والقوميات الأخرى (الأكراد والسريان والشركس ...الخ ). لتشكل هذه الحادثة- (مذبحة مدرسة المدفعية)- الأخدود الداخلي الأول –كما ألمحنا- في الجسد الوطني للمجتمع السوري كجرح عميق لا يندمل .
لكن منذ هذه اللحظة ، لحظة الانتصار البربري للسلطة على المجتمع في فتنة الثمانينات ، بدأت (العلنية الطائفية) في الاستيلاء على جميع مكامن القوة في سوريا ، مع الحفاظ على بعض التوازنات على المستوى الاقتصادي والسياسي التي كان يشرف عليها الطاغية الأب ما دام حيا ، لكن مع الشباب الورثاء ، فقد اجتاحوا-طائفيا وعائليا- السياسة والاقتصاد علنا ، مما تطلب (علنية طائفية) موازية على المستوى العقائدي والسياسي والتحالف الإقليمي ، ففتحوا أبواب المجتمع السوري على مصراعيه أمام التشيع والتشييع ، بل وبناء الحسينيات ، بل العلنية على مستوى العراضات والاستعراضات للرموز الطقوسية والشعارات والعبارات الدينية الطائفية المذهبية الإيرانية ، بل والتحدي في الشوارع بدون أي حرج من استخدام شباب الشيعة لقمع التجمعات والاحتجاجات السلمية للمعارضة السورية ، حيث تم التعرف على العديد من الشباب اللبنانيين من حزب الله ، يضربون رموز المعارضة السورية بتوجيه من قوى الأمن والمخابرات السورية التي يبدو أنها لم تعد تجد أو تثق بمرتزقتها من الشباب السوريين من خارج الطائفة التي راح الناس يتحدثون عن وجود واضح وظاهر للحرس الثوري الإيراني كقوى احتياطية للدفاع عن النظام الذي بلغ به الذعر من مجتمعه وشعبه أن لم يعد يكتفي بالجيش والمخابرات السورية التي لم تعد موثوقة بسبب الصراعات الداخلية في الغرف المظلمة ودهاليز الأجهزة ، حتى يتم الاستعانة بقوة إيرانية لحماية العائلة التي تخشى التفتت والتآكل لجبهتها الطائفية مع توسع الحديث عن استخدام العائلة للطائفة في تحقيق مآربها في اللصوصية والفساد ونهب البلاد والعباد وإخراس صوت الشعب السوري.
غير أن زيارة عون المهرجانية اليوم والاستقبال الرسمي الاحتفالي الذي لم يحظ به رئيس لبنان ذاته ، فإنها تأتي في إطار التجرؤ على (علنية طائفية فاجرة) في الكشف عن الوجه الطائفي الذي ظل حافظ الأسد يشتغل عليه سرا وباطنا ، وكأن الشباب قرروا أن يبدلوا الأدوار التاريخية ، حيث دفع الأكثرية المجتمعية السورية إلى ( الباطنية ) بعد هذه الحقبة الطويلة من القمع والقهر السياسي الذي يتبدى اليوم عن قمع مذهبي طائفي ، وتحويل الأقليات إلى ظاهرية واثقة من نفسها وحضورها المتحدى الصارخ كما يفعل الشيعة الإيرانيون في عراضاتهم الدينية البدائية في سوق الحميدية وحول الجامع الأموي ، الذي يشكل لهم رمز التحدي المطلق للكراهية والحقد الطائفي المتراكم عبر قرون من الزمن عن هزيمتهم النكراء أما الأمويين بناة هذا الجامع العظيم ، إذ لا يزالون يعيشون غصة هذه الهزيمة كفرس وليس كمسلمين بالطبع ، أنها الغصة ( المذهبية الولايتية القوماوية الماضوية المكتظة بغبار الماضي) ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى إعلان ميشيل عون (العلماني الزائف) كحبر أعظم ، إذ يزور سوريا ليس كزعيم سياسي يتوجه للشعب السوري ، بل كقسيس لمسيحي الشرق يتوجه إلى رعاياه من الطائفة المارونية الأرقى عقلا وثقافة وقيما من هذا الجنرال (المتأسرل ) سابقا حسب تعبير إعلام النظام المضحك ، و(المتبعث) لاحقا حسب خطاب (القس عون ) ذاته الداعي لرعاياه وللشعب اللبناني ، الاعتذار لـ (سوريا الأسد ) على حد وصف حليفه نصر الله لسوريا (أسيرة الأسد ) ، وأسيرة البعث الملحق بالطائفة الملحقة بدورها بالعائلة ، الدعوة إلى الاعتذار عن كل ما ألحقه الشعب اللبناني بـ(سوريا الأسد) من اغتيالات وتصفيات واعتقالات وإهانات وسرقات واعتداءات وإتاوات ...
وفق الآلية (الطائفية الأقلوية) ، في تحدي الأكثرية التي تشكل عقدة النظام المعزول في دمشق ، وهي عقدة (الأقلية الطائفية بل والسياسية) التي تجعل من الديموقراطية العدو رقم واحد لعصابات النظام السوري ) ، حيث هذا العداء يتحكم بالوعي واللاوعي الثقافي لطغمهم الاستيطانية في التعويل على المراهنة على الدور الأقلوي حيثما كان، وهذا ما يفسر تعويلهم على الطائفة المارونية التي تشكل أقلية مسيحية في سوريا ، فهي لا تشكل إلا 10% من مسيحي سوريا الكاثوليك والأرثوذكس الذين اعتقل الكثير لأنهم لم يحضروا قداسات الجنرال العلماني اللاهوتي العسكري الاستقلالي وهو يعيش طقوس مسوخه وشقلباته (الأكروبولاتية) وتحولاته من (الأسرلة إلى البعثلة ) ، ومن ثم الانتقال إلى جبهة الصمود والتصدي والممانعة ضد تنفيذ قرارات الأمم المتحدة (1559 ) الذي يفاخر به الجنرال بوصفه وراء صدور هذا القرار ، وبمثابته هو من حرض العالم على اتخاذه ، ومن ثم وعلى اتخاذ قرارمحاسبة سوريا ، ولنتصور بهذه المناسبة أي احترام أبقاه الجنرال لنفسه بهذه القفزة بالفراغ أمام الأمم المتحدة والمجتمع ادولي ، متصورا وكأن العالم مثله مثل مريديه العاشقين له في كل (شقلباته) ومن ثم التحول معه ومع كل تحولاته الشبحية ، بل لنتصور هذا المكسب السوري المضحك الذي ينتظر من الجنرال مكاسب سياسية سفحها الرجل بخفة وسفه وهو يتقافز على الحبال التي يمكن أن توصله إلى غرضه المشخصن الذي يشخص مصلحة لبنان في مصلحة الجنرال أن يكون رئيسا ، وهو لا يقل سفها عن سفه حلفائه الصبيان من العصابات الطائفية والعائلية وهي لا تخفي تشاطرها في اللعب الطائفي والمراهنة على " إنجاد نجاد من حبل المحاكمة الدولية" وانتظار "عون الجنرال عون" في العودة إلى فردوس لبنان المفقود من خلال التصويت له أمنيا وإرهاب مواطنيه اللبنانيين لكي يصوتوا له ولكتلته الانتخابية المتلاشية ، وذلك مقابل : " عون الجنرال عون" على مواجهة المحكمة الدولية في اغتيال الشهيد الحريري ، الذي سبق الجنرال الجميع في تحميل (الاحتلال السوري ) مسؤوليته ...لكن كل ذلك قبل استبدال قبعة الجنرال بقلنسوة الكاهن ...
إذن في هذا السياق - المتوتر العصابي الهذائي - من اقتراب موعد استحقاقات إتاوات التاريخ ، تأتي زيارة عون ، وهو سياق اللجوء إلى العلنية الطائفية في ممارسة السياسة الداخلية وتحالفاتها ، والخارجية وصفقاتها عندما يستقبل بوصفه ممثل طائفة ، لكن السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق من تأمين (أئمة طوائف) من لبنان للشعب السوري ... فالتساؤل ينهض فيما إذا كانوا قد اختاروا لمسيحي سوريا ميشيل عون إماما ....! فمن تنتظر الأكثرية السنية أن يرشحوا لها (إماما) لقيادتها وفق الحكمة (الأسدية ) ، ما دامت السياسة السورية الخارجية غدت تستند إلى معايير طائفية صريحة ومعلنة في تحديد الموقف من الصديق والعدو ، وهي التي تقدر من الرئيس الشكلي الرسمي للبنان ( سليمان ) ، والرئيس الحقيقي (عون) الذي تمنحه رئاسة المسيحية في سوريا مقابل أن يمنحهم رئاسة المسيحية في لبنان...!؟
ترجح المصادر الموثوقة والموثقة تخمينيا بأنه لن يكون سوى ( مسيلمة : اليكني ) ليؤمهم في صلاة الجمعة في دمشق ، كما كان قد أمهم في صلاة الجمعة (الولايتية ) ، عندما تم- في حينها- التوحيد الوطني اللبناني ( للفقيه الأيراني والرفيق ) خلف (مسيلمة : القوموي :الأسدي –القاعدي ...! ) في بيروت !؟




د. عبد الرزاق عيد



كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 12-13-2008

تستشهدُنا من بعدك كلّ نهار يا ابني، يا حبيبي!

GMT 1:15:00 2008 السبت 13 ديسمبر

النهار اللبنانية



--------------------------------------------------------------------------------


غسان تويني

أمضي، في الفراغ الذي تركتَ من بعدك في دنيا الحياة، أسألك: لماذا، لماذا؟
أسأل طيفك الذي يحوم حولي ويُثقل الفراغ بصوتك الذي لا يهدأ، مروراً بقَسَمك حاملاً صداه هدير جماهير "ساحة الشهداء" إياها، وكأنها امتدّت وتمتدّ بنا وبالسابقين واللاحقين من قرن إلى قرن: لماذا لم تخف من الموت؟ لماذا كسرت التنبيه وهرولت الى الشهادة وكأنك على موعد مع القتلة الذين كنا وكنتَ تعرف أنهم ينتظرونك؟ لماذا ذلك الزهد بالذات وبالحياة؟...
أحمل على شفتيّ وهج القبلة التي لم أجد جبينك لأطبعها عليه قبل أن يلفّك التراب، ولا تركوني ألمس وجهك الضاحك لأغسل عنه بدموعي آثار البارود الذي أحرقَك وأحرقَ قلبي وقلوب محبيك والمتعبّدين للوطن والحرية كلهم...

التراب الذي لم يبرد ولم يتحجّر من ثلاث سنوات ليس حاجزاً بيننا وبين الموت الذي تسكن! الموت صار هو حياتنا، فأعرف أنك تسمعني وأنك استمررت تنظر إلى كل ما صرنا إليه من بعدك...
لا عزاء لنا بعد... لكن العزاء آتٍ، لأن ليس في التاريخ – ولا القدر – منطق أو ناموس يسمح بأن تذهب الشهادة سدى... فاصبر وانتظر في كنف الحب المؤمن الذي يُدفئ غربتك، أعرف...
لن تنتظر إلى الأبد، لأن الأبدية صارت خلفنا ووراءك.

إفتح عينيك يا ابني، يا حبيبي.
ساعة اليقظة لا بدّ آتية، ويأتي لقاؤك مع المؤمنين بقَسَمك، فتراهم كيف يتجاوبون.

الشهداء لا يشعرون بيأس لأنهم يدركون بحماسة الشهادة أنهم يستمرون يستشهدوننا معهم بفرحٍ إلى ساعة القيامة الآتية في تاريخٍ، إذا أردناه، هكذا ما كان منظوراً، فهو هو، لا سواه، المنتصر على الموت. ليس القتلة الذين ينتصرون ولو اغتالوا الشهداء ببربرية تحرق الأجساد...
ولو غرّروا بعقول الذين يصدقونهم.
فالروح الباقية أبداً أقوى من البارود ومن نار الجحيم الذي فتحوا أبوابه ليُطلقوا ناره... ستحرقهم هذه النار إياها لأنها سترتد عليهم... فلنؤمن معاً!
عهد علينا يا ابني كل نهار: لن نستسلم للنار مهما اشتعلت! ولن نخاف الموت الزائل أمام دفع الحياة.
الشهادة الدائمة الحياة تشترينا وتقيمنا حتى من الموت وتُحيينا.
فلنؤمن ولا نتردد!






كل يوم سأختار لكم مقال يعجبني ....لأعداء القص واللزق ممنوع الدخول - بسام الخوري - 02-23-2009

مقدمات العاصفة
غسان شربل الحياة - 23/02/09//

ينتظر أهل الشرق الاوسط باراك اوباما. الخائفون على آمال السلام من إطلالة بنيامين نتانياهو يأملون ان ينجح البيت الابيض في كبح سياساته المسمومة. القلقون من البرنامج النووي الايراني والتمدد الايراني في الاقليم لا يجدون غير الرهان على اوباما. والرئيس الاميركي ليس ساحرا. وضعه اصعب مما كان يعتقد. ووضع بلاده اصعب مما توقع. والأزمة المالية اعمق مما قيل. وإرث جورج بوش اكثر هولاً مما تحدثت الصحف.

للخروج من الوضع الراهن يحتاج سيد البيت الابيض الى صفقة كبرى. الى مجموعة صفقات مهمة مع اطراف مهمة. يسعفه في السعي الى الصفقة الشعور بأن الاقتصاد العالمي لن يخرج من أزمته ما لم يخرج الاقتصاد الاميركي من أزمته. وكانت هيلاري كلينتون شديدة الوضوح في مخاطبة القادة الصينيين: «نخرج معاً او نسقط معاً». وكان الرد الرغبة في الخروج معاً. وهكذا يتضح ان اميركا تحتاج الى سلسلة صفقات تشمل الصين وروسيا واوروبا والهند واليابان وغيرها. بعض هذه الصفقات لا يمكن ان يكون اقتصاديا فقط. لا بد ايضاً من التصدي لهواجس هذه الدول. معالجة الدرع الصاروخية مثلا تعتبر شرطاً لضمان تعاون روسي ثابت. وهكذا يتضح ان الصفقة الكبرى ليست سهلة وقد تستغرق وقتا غير يسير.

صبّ الناخبون الاسرائيليون الزيت على نار الشرق الاوسط. اختيار نتانياهو برفقة ليبرمان يجعل انتظار الشرق الاوسط اصعب وأشد خطورة. تصريحات زعيم الليكود بعيد تكليفه تضاعف القلق. قال ان اسرائيل تجتاز مرحلة مصيرية وعليها مواجهة تحديات هائلة. اكد ان «ايران تسعى الى امتلاك السلاح النووي وتشكل التهديد الأكبر لوجودنا منذ حرب الاستقلال. ان اذرع الارهاب الايرانية تحيط بنا من الشمال والجنوب» في اشارة الى «حزب الله» و «حماس».

يمكن ان نضيف الى كلام نتانياهو ما نشرته صحيفة «يديعوت احرونوت». قالت الصحيفة ان خطة العمل التي اعدتها هيئة الاركان الاسرائيلية للسنة الحالية تنطلق من اعتبار ايران «تهديدا لوجود اسرائيل». ونقلت عن رئيس الاركان غابي اشكنازي وصفه ايران بأنها الخطر الرقم واحد الذي يستعد الجيش الاسرائيلي لمواجهته».

اخطر ما في التصريحات الاسرائيلية محاولتها تكريس الانطباع بأن مشكلة الشرق الاوسط ليست غياب السلام واستمرار اسرائيل في احتلال اراض فلسطينية وعربية وانما هي تطلع ايران الى التحول الى دولة كبرى في الاقليم تحرسها مظلة نووية. وهذا يعني ان تضع اسرائيل حربها على لبنان وبعده على غزة في سياق الاصطدام بالأذرع الايرانية. ومثل هذه النظرة تنذر بتحويل لبنان وغزة الى ملاعب لحروب بالواسطة ومن يدري فقد تحاول اسرائيل قطع هذه الأذرع اذا تبين ان مهاجمة الاراضي الايرانية عمل يفوق طاقتها او لا قدرة لها على مواجهة تبعاته ما لم تكن اميركا شريكة في هذا الهجوم او تتولاه وحدها.

لا شك ان ايران تملك أوراقا للرد اذا تبين ان ادارة اوباما ستتخذ موقفا يساعد على تشديد العقوبات عليها. يمكن ان نشهد مثلا تصاعدا للعنف في العراق يعرقل برنامج الانسحاب الاميركي منه، وهو انسحاب تحتاجه ادارة اوباما لتعزيز قواتها في افغانستان. يمكن ان يمتد التصعيد الى جنوب لبنان او غزة. وهنا لا بد من الملاحظة ان الحوار الساخن بين واشنطن وطهران يدور على ارض عربية وان المواجهات الاسرائيلية - الايرانية ستدور على الملاعب نفسها.

عملية السلام مهددة بموت فعلي بسبب مواقف نتانياهو وحلفائه. التوتر الاسرائيلي - الأيراني يهدد بالتقدم على ما عداه. العلاقات العربية - الايرانية ليست في افضل احوالها. الادانات العربية الواسعة للتصريحات الايرانية بشأن البحرين أكدت عمق المخاوف والحساسيات. انها معركة احجام ومعركة ادوار ومعركة حجز اوراق.

اجماع الاحزاب الاسرائيلية على اعتبار ايران الحالية تهديدا لوجود الدولة العبرية ينذر بهبوب عاصفة في الاقليم وان تأخرت. والعاصفة تعني غزة ولبنان وربما سورية ومصالح العرب واستقرار دولهم وحدود دورهم ومصالحهم. العاصفة مكلفة وهي ستدور اصلاً على الملاعب العربية. والصفقة التي يمكن ان تمنع العاصفة قد تكون ايضاً على حساب العرب. والسؤال هو كيف ينتظر العرب العاصفة؟ وهل يمكن ترميم البيت العربي ليلعب العرب دوراً في منع العاصفة او حصر اضرارها؟ وهل يمكن توحيد الموقف العربي من العاصفة والصفقة معاً على رغم صعوبة الصفقة؟ البيت العربي مهدد فعلاً وقمة الدوحة تشكل امتحاناً كبيراً وخطيراً خصوصاً اذا تبين ان وضع اوباما وبلاده اصعب مما نعتقد.