حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
المفهوم الفلسفي للذات - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: عـــــــــلــــــــــوم (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=6) +--- المنتدى: فلسفة وعلم نفس (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=84) +--- الموضوع: المفهوم الفلسفي للذات (/showthread.php?tid=10003) |
المفهوم الفلسفي للذات - Awarfie - 07-23-2007 المفهوم الفلسفي للذات: اهتم الفلاسفة و علماء النفس اهتماما كبيرا بمفهوم " الذات " . و يعود ذلك للدور الذي تلعبه الذات في المواقف الحياتية اليومية ، و علاقتها الجدلية بالواقع الاجتماعي الذي تعيش فيه . و يتعلق مفهوم الذات ، عادة ،بتصور الفرد عن نفسه . ذلك التصور الناتج عن تفاعل الفرد مع المجتمع من حوله من بشر و حيوانات و بيئة اجتماعية و عقلية ! و يختلف الفلاسفة و علماء النفس بعض الشيء في بعض التفاصيل المتعلقة بمفهوم الذات . و يمكننا ان نتخذ لانفسنا ، تصورا للذات ، هو ، انه الذات الفاعلة ، أو الفاعل الاجتماعي . و هذا المفهوم هو قريب من مفهوم النفس البشرية ، التي هي حصيلة تفاعل ، عوامل داخلية وراثية ، وخارجية مجتمعية . و لفهم مفهوم الذات علينا ان نفهمه من خلال بعض العلماء و الفلاسفة . و لناخذ على سبيل المثال العلماء : جورج هربرت ميد ، كارل ماركس ... .الخ . يرى ميد الذات ، على انها الأساس الذي يتحول بموجبه الفرد إلى فاعل اجتماعي ، له ارتباط بالآخرين ،إذ من خلال الذات يكوّن الإنسان صورة نفسه ، وصورة الآخرين ، بوصفها موضوعات أساسية للتفاعل. و ان هناك علاقة تبادلية بين الذات و المجتمع . لهذا ، فالذات عند جورج هربر ت ميد ، تشمل العقل والنفس . فالنفس البشرية ، هي بتعبير آخر ، الذات الفاعلة بالتآزر مع العقل البشري ،و هي تنشا عبر عمليات التفاعل ، واكتساب الخبرة المتولدة عنه وعن طريق استخدام الرموز واللغة والإشارات. و النفس عند ميد جزءان : جزء عفوي مندفع أطلق عليه الأنا . والجزء الآخر اجتماعي ضميري ، ناشئ عن القيم والمعايير والتوقعات الاجتماعية أطلق عليه ،الذات الاجتماعية . ورغم إن ميد لم يؤشر حالة من الصراع بين الفرد والمجتمع ، لكنه أوضح ، بان ألانا ، لا تخضع دائما لسيطرة أو ضبط الذات الاجتماعية، بدليل إن الإنسان يخترق القواعد الاجتماعية ، ويسلك سلوكا قد لا يتوقعه الآخرون منه. اذا فالذات عند ميد ، هي الفرد عبر علاقاته التبادلية مع الآخرين . والذات هي فاعل ومفعول . فألانا هي الذات التي تفكر وتعمل ، أي الأنا الفاعل . أما الأنا المفعول فهي وعي الذات ، بذاته ، كموضوع في العالم الخارجي للأفراد . و الذات عند ميد ، يصعب فصلها عن مفهوم الأنا المفعول أو الذات الخارجية . فالذات الخارجية ، عند ميد ، تنبثق عن الأفعال الكلامية والحوارية ، مما يعمل على تطوير الوعي بفكرة الذات ، لهذا ، نجد إن الذات الداخلية إنما هي استجابة الفرد لاتجاهات الآخرين . أما الذات الخارجية فهي اتجاهات الآخرين ومواقفهم ، كما يفهمها ويتصورها الفرد . إذ تعمل هذه الاتجاهات على تكوين الأنا المفعول . وبالتالي فان الفرد يتحول ، عند التفاعل معها ، إلى أنا داخلية ، تنظر برؤية متكاملة داخلية وخارجية ، تجاه الآخر . و الذات الداخلية هي حصيلة تفاعل بيولوجي واجتماعي . اذا فالذات هي عملية انعكاسية ، بين ذات الفرد والعالم الخارجي . وهذا يشير إلى أن الذات تقع في عملية تفاعل مع المجتمع ، كموضوع ، متناقض معها ، وليس مجرد نتاج له . وهذا يعني بالضرورة إن الإنسان من الممكن إن يخلق وعيا خاصا به . يخلق بموجبه نمطه السلوكي ، بدلا من الاستجابة الحتمية للواقع . ومثل هذه الطروحات الخاصة (بميد) لا تتفق وطبيعة الطروحات التي جاء بها (ماركس) . اما هيغل ، فقد جعل ، من الفكر (أو الروح) هوية الوجود. مما يجعل مصطلح "الذات" ، عند هيجل، لا يشير إلى الذات الإنسانية ، وإنما إلى أي موضوع ، طالما يسوده الانسجام والتماثل اللذان يجعلان الموضوع ما هو عليه. فماركس ، يرى بان الذات هي حصيلة لتأثير الحياة المادية ، المؤثرة في مجمل عناصر الوجود الاجتماعي ، الذي يعمل بدوره على ترتيب وعي الذات ، أو الإنسان . ويرى ، ان الذات تقع في حالة جدل مع الموضوع (الطبيعة ) . فالطبيعة تمثل عنصرا خارجيا ، ومستقلا ، وغريبا عن الذات . اذا فهي ذات مسيطرة ، اذ يتحكم بها عقل مهيمن ، ينزع الى السيطرة ، حيث يصبح الفرد مجرد رقم في كتلة عددية . فالعقل ن و يمثل الذات في ثنائية " الذات و الموضوع " يعتبر ان سيطرته على الموضوع ، هي سيطرة على العالم و محاولة لتنظيمه . و هكذا تتحول آلية السيطرة من سيطرة على الطبيعة الى سيطرة على الانسان . ثم يتحول العقل الموضوعي الى عقل اداتي . و بذلك انقطعت الصلة بين الفرد و المجتمع . اما تيودور أدورنو ، فيجد بان سيطرة العقل على الموضوع ، تعني سيطرته على كل ما عداه . و هي سيطرة تقضي على استقلالية الذات و تفردها . و بالتالي ، هي سيطرة ، تؤدي الى أن تقود الحضارة الى التدمير الذاتي . انها سيطرة تؤدي الى سيطرة اللامعقول على العقلانية الشكلية السائدة . انها النظرة الى الآخر على انه خصم أو عدو يجب التخلص منه او اقصاءه أو تحجيمه او عدم الرد عليه ، بل عزله او نفيه الى الخارج لئلا يفسد القطيع الذي تسيطر عليه تلك الذات المتورمة ن المهيمنة ، المسيطرة . و يذهب ميد إلى إن الإنسان ، لابد من أن يحدد رغباته وأهدافه وذاته ، بالتقابل مع الواقع . والفرق بين الذوات الفاعلة يكمن في قدرتها على تنظيم الواقع وتشكيل خط خاص بها ، ومع ذلك يفرق ميد بين مرحلتين ، في تفسير الواقع من قبل الذات. الأولى هي مرحلة الرؤية الفردية للواقع ، والتي تنشأ عن توجهات الذات نحو الآخرين واتجاههم نحوها ، والثانية هي الرؤية الجماعية ( النحنوية ) والتي يبدأ فيها الفرد بالتفكير من خلال منظور الجماعة ، وليس من خلال منظور الفرد . وبالتأكيد فان هذا يعمل على تكييف الذات مع الواقع والرؤية النحنوية هي بمثابة انصهار الأنا والآخر في بوتقة الذات بحيث يصبحان كلا واحدا وهذا ما يولد فكرة( الآخر المعمم ) الذي يمثل فكرة الجماعة التي تحتضن ذلك الفرد . أما جارلس كولي ، فهو يرى الذات على انها تشكل جزءا من الكل الاجتماعي. فالذات تتولد تلقائيا نتيجة لعلاقة الفرد بالمجتمع . لكن لديها قابلية كبيرة للخلق و الابداع . و العلاقة بين الانسان و المجتمع هي علاقة تبادلية وليست علاقة خارجية وحتمية كما ذهب إلى ذلك دوركهايم . فدوركهايم يجعل من الإنسان لعبة مقهورة اجتماعيا. بينما يؤكد كولي على ان الشخصية هي نتاج للجماعات الأولية التي يتفاعل فيها الإنسان وهي تنمو وتتطور بفعل شبكة العلاقات الاجتماعية . و بهذا ينطلق كولي من الذات الفاعلة . فدراسة المجتمع لديه تبدأ من الفرد ، وهذا ما يعكس اهتمام كولي بمفهوم الذات . فالنفس البشرية ، عند كولي ، هي ذات متفاعلة ، تتعامل وتتفاعل مع الذوات الأخرى. و الإنسان يشعر بذاته من خلال انعكاس اثر سلوكه وتصرفاته على سلوك الآخرين وانطباعاتهم . فالإنسان يتصور نفسه ، ويقيمها ، من خلال تقييم الآخرين له . وتكون نتيجة ذلك ، حالة من التوقع ، القائمة على تصور الآخرين ، في ضوء تصورهم عن ذواتنا ، فننقد ذاتنا ونخضعها للتقييم الموضوعي، من خلال رؤية الآخرين لها . اما الفيلسوف الالماني جورج زيمل ، فقد أكد على ان للمكانة الاجتماعية دور كبير في تغيير رؤية الذات الانسانية . فهي تؤثر على تشكل الذات . لان الانسان يتأثر إلى حد كبير بطبيعة الدور الذي يؤديه ، وعندما ينتقل الفرد من مكانة إلى أخرى جديدة فان ذاته أيضا تتعرض إلى التغير النسبي باختلاف الأشخاص والمكانات كما تدخل اعتبارات جديدة في السلوك تجاه الآخر ومدى الاهتمام بتقييمه لسلوكنا ، هل هو اقل منا مكانة أم أعلى ؟هل يوجد تشابه في الأدوار أم لا ؟ إن المكانات والأدوار تؤثران في أولويات الفرد ومقدماته النفعية والعقلانية مما يسمحان بإعادة تقويم الآخر واعطاء تقييم جديد له يختلف عن التقييمات السابقة . لكن الفيلسوف يورغن هابرماس ، لا يرى الذات على حق دوما ، و ليس من حقها ان تفرض مواقف على الآخرين ، كما و ليس من حقها ان تقيم آراء الآخرين ( الذوات الاخرى ) على انها على صواب او على خطا . فما على الذات الا ان تطرح ما لديها من فكر ، ثم تنسحب ، و الحوار مع الذوات الاخرى هو الذي يقرر مدى تقبل تلك الآراء او المواقف التي تعرضها الذات . فقيمة مكا تقدمه الذات من افكار تتحدد بمدى قبول تلك الآراء من قبل الذوات المتحاورة في جو من التسامح و التنوع و الاختلاف . انها ذات تواصلية ، لا قيمة حقيقية لها ، الا بما تقدم من قدرة على التواصل ، مع شبكة من الذوات التي تتعامل معها او تتداول معها او تتداخل ، او تتفاعل معها ، داخل المجتمع الذي تعيش فيه . فعلموا ذاتكم ، التواصل مع الذوات الاخرى ، لتكونوا فلاسفة عصريين ، و بشرا انسانيين. فيصل آورفــاي :Asmurf: |