نادي الفكر العربي
الدين المسخ - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25)
+---- الموضوع: الدين المسخ (/showthread.php?tid=10019)



الدين المسخ - Gkhawam - 07-22-2007


دأبت كافة المؤسسات الدينية على إبداء الاستياء من أتفه الأشياء التي قد تتعارض وجوهر أساسها العفن، فقد صرح البابا بنديكت السادس عشر مؤخراً بأن أي مسيحي ليس كاثوليكياً يُشك بمسيحيته، وبذلك حشد أعدادا لا تقدر عبر التاريخ المسيحي في جهنم المكتظة مسبقاً، وقد سبقه المسلمون- كالعادة- في التكفير والقتل وفرض حد الردة، وحصر الأمثلة هنا ضرب من المستحيل، وكانوا دائماً رواد الردود العشوائية البهيمية- كحرق الكنائس والسفارات والقنصليات وقتل الراهبات (في أنحاء أخرى غير منطقة الجريمة النكراء) كرد فعل على الرسوم الدانمركية التي لم ينتبهوا لها إلا بعد مضي أربعة أشهر، وكذلك إشعال النار الخامدة لدى سماع خبر تكريم سلمان رشدي بعد سنوات من نسيانه التام وهو ليس جديراً بهذه الشهرة التي أحاطوه بها! وها هي اليهودية تتقدم لتدلو بدلوها وتطلق البيانات النارية المعادية لنشر كتاب للأطفال (هاري بوتر) يوم السبت المقدس لديهم، فقد تقرر توزيع النسخة السابعة (والأخيرة الحمد لله) هذا اليوم؛ فقامت القيامة لدى إيلي يشاي وزير التجارة والصناعة في الحكومة الإسرائيلية بتوقيع غرامة على أي مكتبة تفتح أبوابها يوم السبت، وأيده فيما ذهب إليه عضو الكنيست إفراهام رافيتز بقوله " إنها لوقاحة منهم أن يقرروا فتح مكتباتهم للتكسب يوم السبت" (المصدر: بي بي سي- العربية)!
ولو أردنا أن نتبجح بفوائد الدين المسخ، لما وجدنا عبر التاريخ سوى شرذمة من اللصوص والمرتزقين المحتكرين للحقيقة المطلقة- حسب زعمهم- ينشرون الخرافة والوهم والخوف والترهيب في قلوب الفقراء والجهلاء بقناع الدين والله المنتقم، وبذلك يزرعون الكراهية والبغضاء والتعصب. فهل للإنسان في هذا العصر أن يفتخر بأي دين يحرض الرب فيه على تصنيف الناس طائفياً أو يدعوهم لحرق وقتل وتدمير الآخرين أو يمنع نشر كتاب "للأطفال" في يومه المقدس؟ وإن تشدق أحدهم وقال نعم، فلماذا لا يقوم ربه بتسوية الخلاف بدلاً من أن ينصب نفسه خليفةً له. أليس الإله قادر على ذلك أم أنه صح التصحيح هنا "وجعلناكم شعوباً وقبائل لـتـتـقاتــــلوا"؟ ولله في خلقه شؤون.