حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
إذا قالت حذام فصدقوها- د. كامل النجار - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: الحوار الديني (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=58) +--- الموضوع: إذا قالت حذام فصدقوها- د. كامل النجار (/showthread.php?tid=10140) |
إذا قالت حذام فصدقوها- د. كامل النجار - Gkhawam - 07-15-2007 شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي يحتل موقعاً لا يُحسد عليه، فللرجل رأسٌ واحدة لكن يتحتم عليه أن يلبس طربوشين في آن واحد: طربوشاً سياسياً يمليه عليه الولاء لصاحب نعمته السيد رئيس الجمهورية الذي عينه في المنصب ويسهل عليه خلعه منه إذا لم يقدم فروض الولاء والطاعة، وطربوشاً دينياً بصفته راعي المقدسات الإسلامية للغالبية العظمى من المسلمين. وقد نفهم أن الشيخ طنطاوي لا يملك في الجانب السياسي إلا أن يتفوه بما يطلبه منه الرئيس حسني مبارك، الذي يدفع راتبه الشهري، وكما يقول المثل الإنكليزي: الذي يدفع لعازف الناي يحدد اللحن He who pays the piper calls the tune . والشيخ طنطاوي عليه كذلك أن يلتزم بما يمليه عليه زواره من الكونجرس الأمريكي، على أساس أنهم أصحاب نعمة السيد رئيس الجمهورية الذي عينه في المنصب. والشيخ طنطاوي لا يختلف في هذا عن كبار القضاء و رؤساء الإفتاء في دواوين الخلفاء في الدولة الأموية والدولة العباسية والخلافة العثمانية. فجميع رؤساء الإفتاء كان يعينهم الخليفة ويطلب منهم إصدار الفتاوى التي تقنن ما يفعله الخليفة. فقد أفتى مفتي الدولة العثمانية بجواز قتل الخليفة كل إخوانه لمنع الفتنة التي قد تحدث من تطلعهم إلى منصب الخلافة. وأخرج أبو البحتري، كبير قضاة الخليفة هارون الرشيد، من جرابه فتوى تبيح للخليفة التنصل من العهد الذي كان قد أعطاه يحيي بن عبد الله العلوي عندما ثار عليه في طبرستان، رغم أن الله يقول: " وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا " (الإسراء 34). وكل هذا مفهوم لأن المفتي أو القاضي الذي لا يستجيب إلى طلبات الخليفة أو الرئيس الذي عينه في المنصب يبوء بغضب الخليفة أو الرئيس ويفقد منصبه، أما أن يفتي شيخ الأزهر بصفته الرسمية وباسم الأزهر الذي يغص بالشيوخ وبجمعياتهم العديدة المسؤولة عن الإفتاء وكل ما يتعلق بالعقيدة دون أن يستشير هؤلاء الشيوخ الذين يتحدث باسمهم، فأمر يصعب فهمه علينا. فقد مللنا سماع عبارة " وأمرهم شورى بينهم " عندما يدعي شيوخ الإسلام إن الديمقراطية كان مهدها في الإسلام. ولكن الشيخ طنطاوي صرّح في الاحتفال الذي أقيم في محافظة الشرقية بمناسبة عيدها القومي، أنه لا يوجد في الإسلام ما يمنع التطبيع مع إسرائيل، فقال: " لا يوجد في الدين الإسلامي ما يحرم التطبيع مع الدول الأخرى خاصة اسرائيل طالما كان التطبيع في غير الدين وفي المجالات التي تخدم شؤون الحياة واحتياجاتها ". وأنا شخصياً لا أعلم بأي دولة في العالم تقيم علاقات دبلوماسية وتجارية مع إسرائيل قد طبعّت الدين، إذ أن إسرائيل دولة يهودية وبقية الدول إما مسيحية أو بوذية أو هندوسية أو لا دين لها مثل روسيا والصين، وقليل من الدول الإسلامية. فهل طبعت هذه الدول الدين مع إسرائيل وأصبحت كلها تدين بالدين اليهودي أو صارت إسرائيل تقدس المقدسات الهندوسية والبوذية؟ وغريب أن يقول شيخ طنطاوي " طالما كان التطبيع في غير الدين " إذ أن الدين الإسلامي هو الدين الوحيد الذي يؤمن بموسى وبتوراته وباليهودية، وثلث المصحف عبارة عن آيات عن موسى واليهود، والقرآن نفسه يقول: " إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون "( النمل 76). وكذلك: " وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم إلهنا وإلاهكم واحد ونحن له مسلمون " ( العنكبوت 46). وقال كذلك: " ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين "( آل عمران 114). أليست هذه نفس القيم التي يدعو لها الإسلام ؟ فلماذا اشترط شيخ الأزهر أن يكون التطبيع في غير الدين ؟ ولهذه الأسباب عجزنا عن فهم الشرط الذي قال به شيخ الأزهر. وكان لا بد لشيخ الأزهر من أن يزج بالدين في المعادلة ليبرر منصبه كحافظ للتراث الديني. غير أن هذا الزج ألهب غضب زملائه شيوخ الأزهر. ونحن لا نعلم المصادر التي اعتمد عليها شيخ الأزهر عندما قال إنه لا يوجد في الإسلام ما يمنع التطبيع مع إسرائيل، ولكنا نعلم أن هناك أحاديثاً وآياتٍ تمنع ذلك، إما لكراهية الرسول لليهود الذين رفضوا التصديق بما جاء به، وإما لكون إسرائيل تحتل أرضاً إسلامية والقرآن يحض على جهاد وقتال الذي يحتل أرض المسلمين. فهناك مثلاً حديث أبي هريرة: ( إنّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تبدَؤوا اليهودَ والنّصَارَى بالسّلاَمِ، وإذا لَقِيتُمْ أحَدَهُمْ في الطّريقِ فاضْطَرّوهُ إلى أضْيَقِهِ". ) ( تحفة الأحوذي، 1085). فإذا طبعت مصر مع إسرائيل وجاء اليهود زرافات ووحدانا إلى مصر ليزوروا الجامع الأزهر، هل سوف يضطرهم شيخ الأزهر إلى أضيق الطريق ولا يبدأهم بالسلام ؟ ثم ماذا عن حديث أبي هريرة الآخر: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لئن بقيت لأخرجن اليهود من جزيرة العرب" ) ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي، سورة التوبة/ الآية 28). فكيف يطبّع شيخ الأزهر مع أناس أخرج الرسول أغلبهم من جزيرة العرب وهدد بإخراج الباقين إن عاش زمناً يكفي لذلك. ثم هناك الحديث الذي رواه الطبراني: (حدثني محمد بن إسحاق حدثني مولى لزيد بن ثابت حدثتني بنت محيصة عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثب محيصة على ابن سنينة، رجل من تجار يهود كان يلابسهم ويبايعهم، فقتله ) ( معجم الطبراني الكبير، باب الميم). فهل إذا طبّع شيخ الأزهر مع إسرائيل وجاء اليهود إلى القاهرة، أفلا يجوز لأي مصري أن يهجم عليهم ويقتلهم ويفوز برضا الله ورسوله ؟ وقد روى الطبراني حديثاً آخراً: ( قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله ) ولذلك يجب على المؤمن أن يعادي أعداء الله حباً في الله، واليهود أعداء الله حسب نص العديد من آيات القرآن، فكيف يطبّع المسلمون مع بلد يعادونه حباً لله ؟ ثم كيف يتخلص شيخ الأزهر من آيات الجهاد التي تجعل جهاد الدفع، وهو طرد العدو من أرض الإسلام، واجباً على كل مسلم ولا يتطلب المجاهد في هذه الحالة الإذن من والديه، كما يتطلبه في جهاد الفتح. فمما لا شك فيه أن الإسرائيليين يحتلون أرضاً إسلامية، والإسلام يحث على قتالهم وحربهم. والحرب العادلة في القرآن الكريم ضروب منها : - قتال الذين يقاتلوننا . - القتال لحماية المستضعفين . - قتال الذين أخرجونا من ديارنا وأموالنا بغير حق . فحتى لو قلنا إن الإسرائيليين ما عادوا يقاتلون المصريين، ألا يوجب الإسلام على المصريين القتال لحماية إخوانهم المستضعفين في فلسطين ؟ ألا يوجب الإسلام على المصريين قتال الذين أخرجوا الملايين من ديارهم وجعلوهم لاجئين في لبنان والأردن وبقية الدول العربية؟ ألم يقل القرآن: " فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "؟ ألم يقل القرآن: " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا " ؟ فلا يمكن لشيخ الأزهر أن يبرر التطبيع مع إسرائيل من ناحية دينية ويقول " ليس في الإسلام ما يمنع التطبيع مع إسرائيل ". أما إذا كان تبريره من ناحية سياسية إرضاءً لصاحب نعمته، فكان يجب عليه أن يقول ذلك دون أن يتذرع بالإسلام الذي يحض على قتال كل من هو غير مسلم ويمنع موالاتهم. ولهذه الأسباب مجتمعة ثار شيوخ الأزهر وهاجموا الشيخ طنطاوي عندما قال إنه لا يوجد في الإسلام ما يمنع التطبيع مع إسرائيل. فقد قال د. محمد عبد المنعم البري رئيس جبهة علماء الأزهر السابق وأستاذ التفسير والحديث بجامعة الأزهر بالقاهرة: ( أنه لا يجوز شرعاً التطبيع مع المعتدي الذي يغتصب الأرض ويهدد الآمنين، مشيراً إلى ما تقوم به إسرائيل من معاملات لا إنسانية ضد أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الدينية من عدوان مفرط وامتهان لكل القواعد والشرائع السماوية يؤكده قول الله تعالى «وجزاء سيئة سيئة مثلها»، وقال إن معاملة إسرائيل للعرب والفلسطينيين تسم التطبيع الذي تنشده إسرائيل بالهوان والمذلة التي تريدها للعرب والمسلمين. ) أما د. عبد العظيم المطعني أستاذ الدراسات العليا بجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية فقد أكد أن هناك فتوى صادرة من مجمع البحوث الإسلامية منذ سنوات طويلة تؤكد عدم التطبيع مع إسرائيل، فنحن نلتزم بها ولا نقبل بالذل والمهانة التي تريد إسرائيل أن تفرضها على العرب والمسلمين. ( الشرق الأوسط 13 سبتمبر 2005). وأعرب د. أسامة السيد عبد السميع أستاذ الفقه المقارن في كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عن اعتقاده بأن نوع العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين قد حددها الله تعالى وجعلها قائمة على أساس السلم مع من سالمنا والحرب على من عادانا لقول الله تعالى: «لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين». أما كعكة الهجوم على شيخ الأزهر فقد أتت من الشيخ يوسف البدري عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الذي دحض بجرة قلم كل ما كان يقوله سيد قطب وجماعته وكل ما قاله شيوخ الأزهر وما ظل يردده غيرهم من أن الإسلام دين ودولة، فقال: ( إن إسرائيل شعب معتد احتل الأرض وسفك الدماء واستهان بكل الأعراف والقيم ولا شأن لنا بالسياسة فالإسلام شيء وسياسة الدول شيء آخر ). وأضاف: ( أن التطبيع مع إسرائيل يمثل انتهاكاً صارخاً لتعاليم الإسلام الحنيف) مؤكداً أن تصريح شيخ الأزهر بجواز التطبيع مع إسرائيل يعد علامة فارقة في طريق الخطر تجر المسلمين إلى ما لا يحمد عقباه. ( نفس المصدر). فالشيخ يؤكد هنا أن الإسلام شئ وسياسة الدولة شئ آخر. فالإسلام، كما يفهمه هو، ليس ديناً ودولة وإنما دينٌ فقط ولا دخل له بالسياسة. ويذكرنا قول الشيخ بدري ببيت الشعر المشهور: إذا قالت حَذامُ فصدقوها ** فإن القولَ ما قالت حّذامُ ويذكرنا كذلك بالآية ( وشهد شاهد من أهلها ) ويبدو أن الدولة المصرية نفسها تؤمن بما قال به الشيخ يوسف بدري، فقد حدد السيد حمدي زقزوق، وزير الأوقاف العديد من المحظورات على الأئمة الذين تبعثهم مصر إلى الخارج لتحسين صورة الإسلام، أهمها: عدم توجيه النقد لسياسات الدول أو الجهات أو الأفراد وعدم الإفتاء في الأمور السياسية كما طالبهم بتصحيح الصورة المشوهة التي يروجها البعض ضد الإسلام وإتباعه من الأمة الإسلامية (شفاف الشرق الأوسط 15 سبتمبر 2005). فإذا كان الإسلام دين ودولة، وقادة الدولة هم الذين يتولون الأمور السياسية، فكيف يشترط السيد وزير الأوقاف على الأئمة عدم الخوض في السياسة وعدم نقد الحكومات والأفراد، ويقبل الأئمة بذلك بمباركة رئيسهم الكبير، شيخ الأزهر ؟ وحتى يطمئن السيد وزير الأوقاف على أن الأئمة سوف يلتزمون الصمت السياسي فقد شكّل السيد زقزوق لجنة لمراقبة هؤلاء الأئمة المبعوثين خلال أداء عملهم بتلك الدول ومن تثبت مخالفته لهذه المحظورات سيتم حرمانه من السفر لأية بعثات أخرى (نفس المصدر). فإذا كان الإسلام دينٌ ودولة، فكيف يرضى قادة الدولة تكميم أفواههم ومنعهم من التحدث في السياسة تحت تهديدهم بحرمانهم من البعثات الخارجية التي يتنافسون عليها تنافس الحجيج على رمي الجمرات؟ وما دام الإسلام دينٌ وليس دولة، فعلى شيخ الأزهر وغيره من الشيوخ الابتعاد عن سياسة الدولة والتركيز على الدين والعقيدة. ولو كان شيخ الأزهر قد قال إنه يُبدي رأيه السياسي الشخصي، وأيّد التطبيع مع إسرائيل لوافقناه وشكرناه على ذلك لأن السياسة تحتم على الدول العربية التطبيع مع إسرائيل للاستفادة من خبراتها التقنية التي نفتقدها، وللتبادل التجاري الذي يفيد الجميع، ولتشجيع إسرائيل على الانسحاب من الشريط الأرضي الذي تحتله بذريعة الأمن الذي سوف يتوفر لها مع التطبيع فتفقد هذا العذر للاحتفاظ بالأرض. |