حدثت التحذيرات التالية:
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(958) : eval()'d code 24 errorHandler->error_callback
/global.php 958 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $unreadreports - Line: 25 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 25 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined variable $board_messages - Line: 28 - File: global.php(961) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(961) : eval()'d code 28 errorHandler->error_callback
/global.php 961 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined property: MyLanguage::$bottomlinks_returncontent - Line: 6 - File: global.php(1070) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/global.php(1070) : eval()'d code 6 errorHandler->error_callback
/global.php 1070 eval
/printthread.php 16 require_once
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval
Warning [2] Undefined array key "time" - Line: 2 - File: printthread.php(211) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
File Line Function
/inc/class_error.php 153 errorHandler->error
/printthread.php(211) : eval()'d code 2 errorHandler->error_callback
/printthread.php 211 eval



نادي الفكر العربي
المغرب يسحب البساط من إسبانيا عقاريا - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: قــــــرأت لـك (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=79)
+---- المنتدى: مواضيـع منقــولة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=25)
+---- الموضوع: المغرب يسحب البساط من إسبانيا عقاريا (/showthread.php?tid=10147)



المغرب يسحب البساط من إسبانيا عقاريا - سيستاني - 07-15-2007

الصيف الحالي يبدو وكأنه موسم اكتشاف المغرب عقاريا وحضاريا وسياحيا من قطاع كبير من المستثمرين الاوروبيين، ليس فقط بالمنافسة مع اسبانيا وانما ربما ايضا على حسابها. فالمتابع لتحولات السوق يلاحظ ان عوامل الجذب المغربية صاحبها انسحاب منتظم من اسبانيا، توجه بعضه الى المغرب.
الحضارة الاندلسية التي طالما جذبت المستثمر والسائح الى الجنوب الاسباني، اكتشف عاشقوها منذ فترة انها ليست الاصل وانما الصورة. فالاصل الاندلسي يوجد في المغرب، وما يظهر في اسبانيا ليس الا بقايا عصر عربي ذهبي اندثر منذ القرون الوسطى، وتشَكل الآن بصور اخرى يبدو بعضها باهتا وبعضها الآخر تقليدا. وبعبارة اخرى يرى البعض الفارق بين المغرب والاندلس مثل ابو الهول والاهرام في مصر وشبيههما المزيف في لاس فيغاس.

هذه النزعة لم تبدأ من قاع السوق جريا وراء الاسعار الرخيصة، كما قد يتخيل البعض، فعامل الجذب الى المغرب لا علاقة له بانخفاض الاسعار، الا فيما يخص الهروب من اسبانيا بسبب غلاء غير مبرر في اسعارها اخذ في التراجع اخيرا. فالتحول نحو المغرب بدأ في الواقع من القمة حيث وقع في عشقها العديد من المشاهير، اسرت المغرب كل منهم بعد زيارة واحدة. واحد هؤلاء هو المستثمر البريطاني ريتشارد برانسون صاحب امبراطورية "فرجن" الذي اشترى قلعة من المستثمر الايطالي لوشيانو تيمبو وحّولها الى فندق ساحر يطل على جبال اطلس.

وقبل برانسون تمتد طويلا لائحة المشاهير الذين وقعوا في غرام المغرب، يذكر منهم فرقة البيتلز ومصمم الازياء الشهير ايف سان لوران، والثري جون بول غيتي، وفنان الباليه الراحل نورييف، والمصمم رالف لورين. وهناك العديد من البرامج التلفزيونية التي صورت مشاهد منها في المغرب وتعرض في الموسم المقبل، وسوف يكون اول انعكاس لها زيادة الاقبال السياحي والعقاري على المغرب في السنوات القليلة المقبلة.

ويعتبر نشاط بيع القصور الفاخرة والعقارات الشاسعة التي تسمى "رياض" من انشط قطاعات السوق حاليا، ويتعامل في صفقات البيع والشراء قائمة من المشاهير التي تشمل امراء اوروبيين وسفراء سابقين وكبار الفنانين. وكما جرت العادة في صفقات العقار المغربية، في القطاع الفاخر، فإن المالك الجديد عادة ما يحتفظ بفريق ادارة العمال والطباخين العاملين في هذه العقارات.

وفي كافة حالات الاستثمار العقاري، خصوصا في حالات الانتقال العقاري من اسبانيا الى المغرب، يكون العامل الفاصل في الاختيار هو حسن الضيافة المغربي القائم على عفوية شعور الصداقة من الشعب المغربي نحو ضيوفه الاجانب بالمقارنة مع "الحب السياحي" القائم على المصالح والفوائد من السياح والمستثمرين في العديد من الدول الاخرى، ومن بينها اسبانيا. وكان هذا الشعور وراء برود وتراجع من جهة البريطانيين وبعض الاوروبيين الاخرين في الاقبال على زيارة اسبانيا.

ويعتبر بعض القادمين الى المغرب انه مماثل لما كانت عليه الاندلس في الخمسينيات. ولكنهم يقدرون فيه التنوع الجغرافي والثقافي غير المتاح في اسبانيا. فالطقس في شمال المغرب معتدل طوال العام، ولكنه حار صيفا في الجنوب بينما يكسو الجليد جبال اطلس طوال شهور العام. وتتعدد اللغات المستخدمة بين العربية والبربرية والفرنسية والاسبانية، كما تزداد شعبية استخدام اللغة الانجليزية ايضا.

وتجذب المدن الرئيسية نسبة كبيرة من الزوار ومستثمري العقار خصوصا في طنجة والدار البيضاء وفاس ومراكش. وتتاح العقارات الاستثمارية في الكثير من المواقع داخل المدن المغربية وخارجها. وفي مراكش تتراوح اسعار العقارات من نوع "الرياض" ما بين 80 و110 الاف يورو، ويحتوي بعض هذه العقارات على ست غرف ومساحات كبيرة.

الامر المشجع على الاستثمار السياحي والعقاري في المغرب هو فتح سوق الطيران فيها للمنافسة امام الطيران العارض "التشارتر" ومنع احتكار الشركة الوطنية كما هو الحال في بعض الدول العربية المختنقة عقاريا والتي ما زالت تبحث عن الاسباب! وفتحت اسواق الطيران الرخيص فرصة السفر الجوي الى المغرب في رحلات متعددة يومية وبأسعار رخيصة تجعل من الممكن السفر الى المغرب من اوروبا احيانا لقضاء عطلة لا تزيد على ثلاثة ايام، ولكنها تتكرر عدة مرات خلال الشهر الواحد.

وقد اعلن المغرب بالفعل انه يسعى لاجتذاب عشرة ملايين سائح في عام 2010، وكان تعداد السياح في عام 2005 هو خمسة ملايين سائح. ولكنه ما زال دون النضج السياحي بالمقارنة مع اسبانيا التي تستقبل سنويا اكثر من تعدادها سياحا، حيث يذهب اليها سنويا ما بين 50 و55 مليون سائح. اي ان المغرب لا يستقبل الا نسبة 10 في المائة من سياح اسبانيا. واذا كان المغرب نفسه يريد ان يعرف اسباب هذا التفاوت، فالاسباب ايضا واضحة تماما: اسبانيا جزء من الاتحاد الاوروبي ولا يحتاج المسافر اليها الى تعقيدات ادارة الجوازات المغربية. وهي تستخدم اليورو كعملة رسمية، اي ان السائح ومستثمر العقار الاوروبي لا يحتاج حتى الى تغيير العملة. وهي ترتبط ببقية اوروبا بشبكة طرق وسكك حديدية متكاملة ومنضبطة، كما انها الدولة التي ابتكرت فكرة الطيران الرخيص الى كل انحائها. فمن لندن مثلا تتجه الى مدينة ملقة القريبة من مضيق جبل طارق نحو عشرين رحلة طيران يومية، وبأسعار تتراوح بين مائة ومائتي جنيه استرليني.

وتؤكد مصادر اسبانية ان التراجع العقاري الحالي مفيد لها لانه يحول دون انهيار الاسعار بشكل مفاجيء ومضر، وليس من المتوقع ان ترتفع الاسعار في اسبانيا في المدى المنظور بعكس المغرب الذي تتجه الاسعار فيه صعودا مما يجعله اختيارا استثماريا أفضل. من مزايا المغرب الاخرى انه يتميز بنسب ضرائب اقل من تلك المفروضة في اسبانيا على شراء العقار. ويحتاج المشتري في المغرب الى فتح حساب مصرفي باليورو مع بنك مغربي، كما يتعين عليه دفع ضرائب نسبتها ثلاثة في المائة ورسوم نسبتها 2.5 في المائة لاجراءات التسجيل والاجراءات القانونية. اما في اسبانيا فإن نسبة الضرائب لا تقل عن سبعة في المائة من قيمة العقار المعلنة، بالاضافة الى ضريبة اخرى نسبتها نصف في المائة.

الحصول على التمويل ما زال اسهل في اسبانيا باعتبارها جزءاً من الاتحاد الأوروبي حيث يمكن الاقتراض العقاري من اي بنك اوروبي، او من الفروع الموجودة في اسبانيا. اما في المغرب فإن معظم المشترين يدبرون التمويل من بلادهم الاصلية، احيانا عن طريق رهن منازلهم الاصلية للحصول على التمويل اللازم.

عوامل الجذب العقاري: يقول اصحاب العقارات في المغرب انهم يتمتعون الى جانب حسن الضيافة بالكثير من الحرية ومستوى المعيشة المرتفع بالاضافة الى الامان اكثر من اي مكان في اوروبا. ويستطيع زائر مراكش ان يستكشف الجبال والسواحل والصحراء بالقيادة لمدة لا تزيد على 90 دقيقة. ويمكن التزلج على الجليد والسباحة في البحر ثم التسوق في المدينة في اليوم نفسه. وفي نهاية اليوم يعود اصحاب العقارات الى عقاراتهم التي توفر لهم الكثير من الهدوء والسكينة والخصوصية.

كما لا يفرض المغرب ضرائب على قيمة الايجارات العقارية خلال السنوات الخمس الاولى من الملكية ولا يفرض ضرائب قيمة مضافة اذا بيع العقار بعد عشر سنوات من الملكية. ولا توجد ضرائب ميراث في المغرب في كل الاحوال. ويستخدم كل من البائع والمشتري المحامي نفسه في العادة حتى اكمال الصفقة. وفي كل حالات الشراء لا بد من اضافة نحو خمسة في المائة لتكاليف الضرائب والوثائق ورسوم شركات البيع.

في حالات شراء العقارات القديمة لا بد من التأكد من وجود صكوك الملكية ومن صحة بياناتها لان هناك الكثير من الحالات التي يظهر فيها للعقار اكثر من مالك واحد. ولا بد من تسجيل العقار لانه الاثبات القانوني الوحيد للملكية. ولمن يرغب في الاطلاع على الفرص العقارية المتاحة في المغرب، هناك العديد من المواقع الالكترونية التي يمكن من خلالها الاطلاع على العقارات المغربية المتاحة في السوق واسعارها.

وجذب الاهتمام العقاري بالمغرب شركات عربية ايضا، حيث تعمل شركة إعمار الاماراتية على انشاء اكبر منتجع جبلي للغولف والتزلج على الجليد في قارة افريقيا كلها فوق جبال اطلس وعلى ارتفاع 3250 مترا. ولا يبعد هذا المنتجع عن مراكش سوى 50 دقيقة فقط بالسيارة. ويلاحظ الزائر لمراكش ان النشاط المعماري فيها يجري على قدم وساق، وتنتشر على اطرافها الرافعات ومواد البناء. ولكن العثور على بقعة خلابة لا يتطلب الذهاب بعيدا، فهناك شركات عقار تقدم فيلات على مقربة ثمانية اميال من المطار وبالقرب من مركز المدينة. وتضم المنطقة ما بين المطار ومركز المدينة حوالي 600 فيلا في مواقع هادئة يحيطها اللون الاخضر، باسعار تبدأ من 300 الف يورو. وتنتشر في القرى المحيطة بهذه المنطقة عدة مشاريع تتوجه الى قمة السوق بمجموعات من القصور التي لا يقل ثمن الواحد منها عن مليون يورو. ويقبل على هذه العقارات كبار المستثمرين الدوليين الذين يملكون العديد من العقارات في مواقع اخرى. وهم يرون قيمة عقارية كبيرة في المشاريع المغربية التي ما زال سعر المتر المربع فيها لا يزيد على 500 يورو، اي بنصف تكلفة المشروعات المماثلة المقامة في الجنوب الاسباني.

ويتجه المستثمرون العرب تقليديا الى المنازل الخاصة التي لا ترتبط في الغالب بمنتجعات، ومعظمها يقع داخل المدن. وهم يفضلون ايضا اسلوب المعيشة المغربي بشكله التقليدي، وتنتشر مئات العقارات المطروحة للاستثمار في مراكش، بعضها جاهز للسكن والاخر يحتاج الى ترميمات. وتتراوح الاسعار بين 150 الى 300 الف يورو.

ويعرف الاوروبيون تماما اسباب اقبالهم على المغرب، حيث يقول مستثمر اوروبي اشترى رياضا في مراكش انه بحث في كل المواقع الحديثة مثل رومانيا وفرنسا واسبانيا، ولكنه اختار مراكش لانها ذات شخصية قوية يعرف الساكن فيها هويتها تماما، ويعيش من خلالها في مناخ حياة حقيقية غير مصطنعة مثل المواقع السياحية الاوروبية. ولا يشكو احد في مراكش من جوانب الامن او تنوع انماط المعيشة. ولكن تبقى مشكلة المرور، التي تبدو مزمنة في العديد من المدن العربية حيث تتسابق كل انواع المركبات والعربات بلا نظام مما يصيب بالهلع غير المتمرسين على هذا الاسلوب الذي يبدو عشوائيا لمن يتابعه ولكنه يسير بنظام خاص لا يعرفه الا المشاركون فيه حيث لا تؤدي هذه "الفوضى الخلاقة" على الطرق في العادة الى وقوع حوادث، على الاقل داخل اطار المدن.

* خطوات تشجيع الاستثمار العقاري في المغرب > في الوقت الذي يعتبر فيه المغرب في طليعة الدول العربية النشيطة عقاريا، مما يجعله مرجعا مفيدا للدول العربية التي تريد فتح اسواقها العقارية، الا انه ما زال في بداية الطريق عقاريا بالمقارنة مع الدول الاوروبية. وحتى الان لا يزيد عدد سياح المغرب عن عشرة في المائة مقارنة بما تحصل عليه اسبانيا. ومن الخطوات التي يمكن بها تشجيع الاقبال العقاري على المغرب:

> تشجيع الطيران المباشر الرخيص من كافة انحاء اوروبا الى كافة المطارات المغربية والغاء اي احتكار او تمييز للشركات المحلية، لان اساس التألق وزيادة النشاط هو المنافسة وليس اقتطاع حصص السوق.

> تسهيل اجراءات التسجيل العقاري وتسريع وتيرة الاجراءات القانونية وعمليات البحث العقاري عن اصول الملكية.

> اتاحة فرص التمويل المحلي للمستثمر العقاري، فهي من ناحية تفيد اعمال البنوك المغربية، بدلا من استفادة البنوك الاوروبية من عمليات التمويل، كما ان الاقراض بضمان العقارات نفسها يضمن الحقوق القانونية للمصارف المغربية.

> تشجيع السياحة وبرامج التبادل الثقافي والفني.

> انتهاج سياسة ضريبية مستقرة لا تتغير.

http://www.aawsat.com/details.asp?section=...amp;issue=10455



المغرب يسحب البساط من إسبانيا عقاريا - سيستاني - 07-17-2007

مراكش: عبد الكبير الميناوي
تمارس مدينة مراكش المغربية سحراً خاصاً على زوارها وسياحها، وخصوصاً الأجانب منهم. وإذا كان من بين سياح مراكش من يناقش في ثمن الأكل والشرب ويحرص على مطالبة سائقي سيارات الأجرة باستخدام العداد، فإن مِن السياح، الذين فضلوا الاستقرار بها، مَن يدخل التاريخ فيرمّم تحفة أثرية مراكشية بمليون دولار، أو يهبُ متحفاً يساوي الملايين، أو يجالسُ البسطاء من الناس، أو ينخرط في مشاريع ثقافية لصالح المدينة.
هكذا تمر الأيام والسنوات، وتبقى مدينة مراكش شامخة في مكانها بكل بهائها تصنع بهجتها، فيما تعدل من مشيتها، قليلا أو كثيراً. مدينة يهيم بها سياح الداخل والخارج، على حدٍّ سواء. كلٌّ يأتيها من حيث اشتهى ورغب: الكتاب والفنانون، السياسيون والرياضيون، التجار ورجال الأعمال، المُبدعُون والمُدّعون... لكلٍّ حكايته مع المكان والحياة.

كثير من المراكشيين صاروا يُفرطون في ثقافة المدينة وجوهر حضارتها نزولا عند رغبة إعصار المال والسياحة.

بعض الأجانب، ممن لبستهم المدينة بألوانها وشمسها ودفئها، صاروا حراس مكان وثقافة. مفارقة، فعلا.

ومن بين من فضلوا الاستقرار بالمدينة الحمراء من الأجانب هناك أسماءٌ لا يسعك إلا أن تقف تقديراً واحتراماً لها. من هؤلاء، نذكر الهولندي، بيرت فلينت، والإسباني، خوان غويتسولو، والسويسرية، سوزان بيدرمان إليوت، والأميركية، باتي كود بي بيرش.

الهولندي بيرت فلينت، هو أحد هؤلاء الذين هاموا بمراكش عشقاً ودفئاً إنسانياً. رجلٌ قضى أكثر من نصف قرن يتعهد فكرة قادته إلى دول الجنوب شاباً، قبل أن يدفع به حسه الإنساني في أواخر العمر إلى إهداء عصارة جهده، متحف «دار تسكوين»، إلى جامعة القاضي عياض بمراكش، من دون أن يفكر إلا في رمزية الأشياء، بعيداً عن ملايين المال ومنطق البيع والشراء.

قبل ذلك، كان التقليد الأندلسي، كما يُعاش في المغرب، قد بدا بالنسبة لفلينت، كما لو أنه نموذج حياة، لذلك قرر الاستقرار في مراكش، في عام 1975. في سنة 1976 اقتنى فلينت «دار تسكوين» المبنية على الطراز الاسباني الموريسكي، ليجعل منها سكناً خاصاً. وفي سنة 1989 تم فتح هذه الدار في وجه العموم.

وتقع «دار تسكوين» في عمق المدينة القديمة، ما بين قصر الباهية ومتحف دار السي سعيد. وهي تقترح على زوارها، على شكل معروضات موضوعاتية، نخبة من التحف الفنية، بعد أن تم تصميم المعرض ليكون على شكل سفر متخيل على خطى الطرق القديمة للقوافل التي كانت تربط المغرب بدول الساحل. ومن خلال تتبع الخطوات التي يرسمها المعرض، يلتقي الزائر بالناس عبر مختلف مظاهر حياتهم الاجتماعية (أنشطة، أسواق أسبوعية)، حيث ينشغل كل فرد بالصورة التي يرغب أن ينقلها عن نفسه. وهي الصورة التي يتم تقديمها عبر العناية بالمظهر الجسدي والزينة.

من جهته، يكتفي خوان غويتسولو بمجالسة البسطاء بمقهى فرنسا وحي القنارية. يتكلم كأب، ويمشي بين الناس كشيخ وقور. يقيم غويتسولو بمراكش منذ اكثر من ربع قرن وهو كاتبٌ معروف بمواقف إنسانية جميلة.

تتلخص في هذا الإسباني «الغريب» أو «الإسباني على مضض» كثير من المزايا الدافئة. فهو كاتب يخضع موهبته وصنعته الأدبية لأفكاره، هو الذي منحته اليونسكو شرف كتابة نص إعلان اعتبار ساحة جامع الفنا ضمن التراث الشفوي الإنساني، اعترافاً منها بجهوده في الدفاع عن حق الساحة في اعمال الخيال والتحلي بكثير من الحس الجمالي عند كل محاولة لتوسيعها أو التغيير في ملامحها.

في أقصوصة بعنوان «الرجال اللقالق» ينطلق خوان غويتسولو من حكاية مغربية عتيقة، تقول إن الفلاحين البربر كانوا يعتبرون اللقالق كائنات بشرية تتلبس مؤقتاً شكلها كطيور بُغية السفر والتعرف على مناطق أخرى، فإذا عادت إلى البلد استعادت شكلها الأول.

في نفس مقدمة أقصوصة «الرجال اللقالق» نقرأ أنه ما بين 1803 و1804 عمد الأمير مولاي عبد السلام، نجل السلطان محمد بن عبد الله، وكان رجلا فقيها يهوى الموسيقى والشعر، إلى تحويل منزل كبير في المدينة العتيقة، لعله دار بلارج (اللقلاق بالعامية المغربية) الحالية، إلى ملجأ موقوف للعناية باللقالق المعتلة الصحة. ورغبة منه في توفير أفضل الظروف لعلاجها، خصص للملجأ مداخيل كراء أحد «الفنادق». لقد أعيد بناء الملجأ القديم، بعد خرابه، في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي حسب قواعد المعمار التقليدي في مراكش، وما بين 1950 و1985 تم استعمال المبنى كمدرسة، ثم ترك مجدداً يواجه مصيره بعد ذلك التاريخ. تقول بيدرمان «عندما زرت المكان منتصف عقد التسعينيات من القرن الماضي وجدت أن ساحة الحمام الجميلة مغطاة بجثامين طيور قضت نحبها، وبالريش والفضلات»، واقتنت إليوت في سنة 1998 ملجأ اللقالق القديم لإقامة مؤسسة لرعاية الثقافة بالمغرب تحمل اسم «دار بلارج».

وتتكون «دار بلارج» من بهو رائع من 200 متر مربع محاط بأربع قاعات كبيرة، ثلاثٌ منها تستعمل كقاعات للعروض، أما الرابعة فمخصصة لاحتساء الشاي وللاستراحة واللقاءات. ونظمت الدار على مدى السنوات الماضية لقاءات ثقافية وأمسيات حكي وعروضاً مسرحية وحفلات، يتم اختيار المناسبات والأعياد الدينية، مثل عاشوراء وشهر رمضان، موعداً لها.

كما تحتوي «دار بلارج» على قبو يتكون من قاعتين تقام فيهما الورشات الفنية والموسيقية المفتوحة في وجه الأطفال وشباب أحياء المدينة. وهي ورشات مجانية وفضاءات مفضلة لتلقين الممارسات الفنية التقليدية المحلية.

وخلال حفل التأبين المؤثر الذي أقيم أخيراً بدار بلارج، ترحماً على روح سوزان بيدرمان إليوت، التي وافتها المنية في مارس (اذار) الماضي، استعاد عبد الرزاق بن شعبان، وفانسان ملليلي، ومها المادي، وخوان غويتسولو، كثيراً من المواقف والذكريات المشتركة مع الراحلة. حيث تحدث خوان غويتسولو عن أول يوم قصد فيه «دار بلارج» مرفوقاً بإليوت، متوقفاً عند حكاية تلخص لطبيعة تعامل المسؤولين مع الشأن الثقافي في مدينة مراكش، في زمن السياحة ولغة المال. وتعود الحكاية إلى يوم افتتاح «دار بلارج»، حيث قال أحد المسؤولين، على مستوى مجلس المدينة، لبعض مرافقيه في دردشة هامشية: «كان الأجدى أن تستغل هذه الدار كمرقص»: جملةٌ سقطت مباشرة في أذن إليوت، بنفس حدة سقوطها في أذن غويتسولو.

وكانت إليوت، وهي مهندسة ديكور سويسرية جاءت إلى مراكش في بداية عقد التسعينيات من القرن الماضي، برفقة زوجها المهندس ماكس إليوت، لتجد نفسها مفتونة ومأخوذة بسحر المدينة الحمراء وبألوانها وأسواقها، حيث شعرت بانجذاب غريب نحو مراكش عبر عيون أطفالها المشعة بالحاجة إلى شيء ما، ولذلك فكرت في أن تقوم بعمل ما لصالح المدينة وأطفالها.

في بداية الأمر فكرت إليوت في إنشاء دار للأيتام، ولما التقت بارتلز، سفير ألمانيا السابق لدى المغرب، الذي استقر بمراكش بعد انتهاء مهامه الدبلوماسية، اقترح عليها التفكير في الاستثمار في الفن والثقافة، بعد أن بين لها أن هناك عطشاً فنياً وثقافياً بالمدينة.

وبعد أن أرشدها غويتسولو إلى «دار بلارج» عام 1996، اقتنت إليوت الدار بمبلغ 200 ألف دولار، قبل أن تقوم بترميمها إصلاحها.

خلال حفل التأبين قالت مها المادي بحرقة إن المدينة لم تلتفت إلى العمل الذي كانت تقوم به إليوت إلا بعد فوات الأوان. وحين لم تسعفها دموعها، خاطبت غويسولو، قائلة «أظن أن سوزان تحولت إلى لقلق، و«دار بلارج» هي عش مفتوح أمام كل مثقف لبسته حكاية اللقالق، رمز الحرية والرغبة في معرفة العالم. لقد حلقت سوزان فعلا، حلقت عالياً، لكنها كما لقلق حكاية «الرجال اللقالق» سيتذكر دوماً ناسه وداره». خلال أول زيارة لها عام 1966، ومع أول خطوة خطتها على أرضية مطار مراكش قررت باتي كود بي بيرش بأن تجعل من المدينة الحمراء سكناً ومسكناً. وفي عام 1990 اقتنت هذه المليونيرة الأميركية، التي كان تعمل نائبة رئيس المجلس الإداري لمتحف نيويورك، رياضاً بباب دكالة، حيث نسجت مع جيرانها المغاربة البسطاء علاقات إنسانية عميقة.

عشقت باتي مدينة مراكش فرغبت أن تترجم عشقها إلى عمل يعطي المدينة قيمة مضافة. وبعد زيارات واطلاع عملت على ترميم منبر الكتبية بمراكش، والذي يعد أقدم منبر في العالم الإسلامي. وساهم في الترميم خبراء أميركيون من متحف نيويورك وخبراء وصناع تقليديون مغاربة. وكانت تلك أول مرة ينتقل فيها خبراء متحف نيويورك خارج بلادهم لترميم تحفة أثرية، حيث استغرق الترميم سنة من الزمن ومليون دولار. وهكذا، وبعد أن كان المنبر متروكاً للغبار ومركوناً في جنبات قصر البديع، صار اليوم معروضاً أمام الزوار تحفة فنية تثير إعجاب الناظرين.

ولم تتوقف مجهودات باتي بيرش عند حدود ترميم منبر الكتبية بل تعدتها لترميم فضاءات دار الباشا، في أفق إحداث متحف للحضارات الإنسانية بمراكش.




المغرب يسحب البساط من إسبانيا عقاريا - طنطاوي - 07-18-2007

شمس العرب تشرق من المغرب...


المغرب يسحب البساط من إسبانيا عقاريا - سيستاني - 10-01-2007

مراكش ـ لندن: «الشرق الأوسط»
غدت مدينة مراكش السياحية الواقعة جنوب المغرب قبلة للأجانب المتقاعدين الذين بدأوا يفضلون الاستقرار بها بعد انتهاء مدة عملهم في بلدهم الأصلي.
وشهدت مراكش الحمراء في السنوات الأخيرة توافد أعداد كبيرة من الأجانب الذين قرروا الاستقرار بالمدينة الجميلة وقضاء ما تبقى من حياتهم في كنفها وبين أهلها المعروفين بمزاجهم المرح وخفة دمهم، حسب تقرير لوكالة الانباء الالمانية (د. ب. أ).

ومعظم أولئك الذين جاءوا للاستقرار في مراكش كانوا من السياح المعتادين على زيارتها خلال أيام عطلتهم، لاسيما أن سحر المنطقة وطبيعة مناخها صيفا وشتاء كافيان أمام هؤلاء الأجانب لحملهم على العودة للاستقرار النهائي في مراكش.

غير أن هذه المبادرة التي رحب بها أغلب سكان مراكش أحدثت ارتفاعا صاروخيا في قطاع العقارات بالمدينة بسبب الإقبال الكبير للسياح على اقتناء المنازل سواء وسط المدينة القديمة أو في الأحياء الجديدة.

ويحكي شبان في مقتبل العمر أنهم بدأوا يشعرون بأزمة سكن حقيقية في مدينة مراكش التي عرفت على مر سنوات طوال بأنها فضاء للتعامل بالرهن وهي الصيغة التي اشتهرت بها مراكش على الصعيد الوطني وشكلت صيغة مناسبة للتخفيف من حدة السكن.

لكن الآن، الملاحظ أن هذا التعامل أخذ طريقه إلى الاندثار وتزايد في المقابل تهافت السياح الأجانب على اقتناء المنازل وتحويلها إلى رياض أو إقامة مشاريع سياحية لاستقبال الأجانب مقابل أسعار تقل عن المطبقة في الفنادق المصنفة.

وفوجئ الجميع بالتحول الذي حدث في قطاع العقارات بمدينة النخيل، مراكش، حتى أن مستثمرين في هذا المجال توجهوا إلى مراكش قادمين من مدن مغربية أخرى وشرعوا في إقامة مشاريعهم التي أصبحت تدر عليهم ربحا ودخلا خياليا.

كل شيء في مدينة مراكش الحمراء يغري أمام تدفق السياحة وربما للإقامة بشكل نهائي أيضا. فهي إضافة إلى مناخها الجاف ما زالت تحتفظ بآثار تاريخية ترجع إلى عهد المرابطين الذين أسسوا المدينة عام 1070 مثل صومعة الكتبية والأسوار المحيطة بالمدينة القديمة.

كما كان الفضل للموحدين الذين حكموا مراكش بعد المرابطين في جعل المدينة ذات إشعاع اقتصادي وسياسي وثقافي في منطقة الغرب الإسلامي بأكملها.

أما في عهد السعديين الذين خلفوا المرينيين، فإن تلك الفترة شهدت تشييد العديد من المباني التي ما زالت شاهدة على تاريخ تلك الحقبة مثل القصر البديع الذي يعد من المآثر التاريخية الأساسية في مراكش وقبور السعديين وبعض السقايات.

وتحولت مدينة مراكش إلى قبلة للأجانب القادمين من مختلف البلدان خصوصا من فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبريطانيا. وأضحت مدينة سياحية بامتياز وزادت طبيعة سكانها من وتيرة استقطاب السياح الأجانب، إذ لا تكاد تخلو عائلة مراكشية من فرد أو أكثر يتقنون أكثر من لغة وهذا يسهل عملية التواصل مع السياح الذين لا يجدون صعوبة في معرفة المنطقة والقيام بالتجوال بين مآثرها التاريخية وضواحيها الخلابة.

وتشكل ساحة جامع الفنا فضاء شعبيا للترفية في كل مساء بل إن هذه الساحة تعتبر حاليا مركز المدينة ونقطتها الساخنة لأنها تضمن للزائر إمكانية التبضع من السلع التقليدية كما أنها مكان للفرجة والاستجمام.

وتتجمع بالساحة مختلف الفرق الشعبية الفولكلورية والموسيقية وحلقات النكت ورواية الحكايات الشعبية. كما أن الزائر لساحة الفنا يجد ما لذ وطاب من الأكلات التقليدية وأيضا السريعة.