حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
خطّ النضال والقتال وخطّ التسوية والتصفية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: حول الحدث (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=64) +--- الموضوع: خطّ النضال والقتال وخطّ التسوية والتصفية (/showthread.php?tid=10154) |
خطّ النضال والقتال وخطّ التسوية والتصفية - عزالدين بن حسين القوطالي - 07-14-2007 خطّ النضال والقتال وخطّ التسوية والتصفية تحت هذا العنوان كتب المناضل الفلسطيني ناجي علوش منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما متطرقا الى الخطين الذين يتصارعان في الساحة العربية والذين يقفان وراء صراعات وتجاذبات وصدامات إرادتين وقطبين متناقضين متضادين هما أنظمة الرجعية والتبعية والتخلف من جهة وجماهير الشعب العربي التواقة الى الحرية والإستقلال من جهة ثانية. ورغم مرور هذه السنوات الطويلة لم يتغيرّ شيء من معادلة الصراع القائم والمستمرّ بين خط النضال والقتال مجسدا في الجماهير الشعبية وخط التسوية والتصفية الممثل في أنظمة الحكم العربية وكأننا بصدد قانون إجتماعي وتاريخي أزلي يحكم تطوّر ومسار حركة المجتمع العربي بحيث أن العلاقة بين طرفي النزاع والصراع هي بمثابة الخطين المتوازيين الذين لا يلتقيان أبدا فجماهير شعبنا العربي تختزن في ذاتها قوّة جبارة للنهوض والتحدي والصمود الأسطوري والتشبّث بالأرض والعرض والحفاظ على الكرامة والوجود في حين أن أنظمة العار في البلاد العربية لا همّ لها سوى المحافظة على كرسي الحكم مقابل التنازل عن كلّ شيء عن الشرف والتاريخ والمستقبل بل حتى ورقة التوت التي تستر عوراتها القبيحة. وليس بخاف على القارئ الكريم أن الإمبريالية الكولونيالية الأمريكية كانت ولازالت تسعى من أجل إلباس الوطن العربي ثوبا جديدا على مقاس الكيان الصهيوني تحت عنوان ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد حيث لا صوت يعلو فوق صوت الكيان الغاصب ولا سيادة أو إستقلالية أو كرامة للعبيد الجدد الذين يدورون في فلك بني صهيون ومن ورائهم الأمبريالية الأمريكية. وتمهيدا لإقامة ما يسمى بالشرط الأوسط الجديد تولّت آلة الحرب الأمريكية إخماد الأصوات الفاضحة لهذا المشروع الخطير والمقاومة له وذلك من خلال إحتلال آخر القلاع العربية القومية التقدمية مجسدة في العراق المجاهد ومن ثمّة تسليط عصى الذلّ على رقاب باقي الدول العربية التي إصطفّت تباعا لتسلّم صكوك الغفران من حكام البيت الأسود الأمريكي والقبول بالدخول طوعا في مهزلة العصر ومقبرة الأمة المتمثلة في المشروع القديم المتجدد : مشروع الشرط الأوسط الجديد . ولعلّنا لا نبالغ حين نقول إن تبشير الإمبريالية الأمريكية بتحوّل الوطن العربي الى واحة للحرية والتقدّم والرفاه الإجتماعي والنموّ الإقتصادي في ظلّ قيام الشرق الأوسط الجديد مرتبط جدليا بقبول أنظمة الذل والخيانة والتبعية بالحلول الإستسلامية وعلى رأسها إبرام إتفاق سلام مع الكيان الصهيوني والرضاء بوجوده والخضوع لسلطانه ومشيئته وهيمنته فالحلّ السلمي كما تفهمه الأمبريالية هو ذاك الذي يريده الكيان الصهيوني والذي يريده ذلك الكيان هو بالحتم والضرورة حفظ مزايا الأمر الواقع أو معظمها والإبقاء على تخلف المنطقة وسيطرة الإمبريالية عليها . فالحلّ السلمي إذن أو شرط بناء الشرق الأوسط الجديد ليس إلاّ تصفية لمعظم القوى المقاومة المناضلة من أجل بقاء ووجود الأمة وكينونتها ولقد أخطأ صناع القرار في الولايات المتحدة الأمريكية حين تصوّروا أن تحييد مصر وإخراجها من بوتقة الصراع الدائر في الشرق الأوسط وضرب العراق وإسقاط الحكم الثوري التقدمي فيه وإخراج القوات السورية من لبنان وبثّ الفتنة الطائفية في أغلب الدول العربية كفيل بحسم الصراع لصالح معسكر التسوية والتصفية في الوطن العربي وقد فات مصاصي الدماء في البيت الأسود الأمريكي أن جماهير الشعب العربي لم ولا ولن ترضى بغير الحرية والإستقلال والتحرير بديلا وها أنها اليوم تنتفض في العراق لتفتك بالغزاة الأمريكيين عبر المقاومة الوطنية الجهادية المسلحة وتنفجر في لبنان العربي كالبركان في وجه الكيان الصهيوني الغاصب وتنهض في فلسطين لمقاومة مشاريع التسوية وفرض الأمر الواقع وتقف بين هذه وتلك في باقي الدول العربية مقاومة للتطبيع ومحاربة لمشاريع التصفية ومناضلة من أجل الخلاص من أنظمة الذل والخيانة المتحالفة موضوعيا مع جبهة التسوية والإستسلام شعارها في ذلك ما قاله الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر : (( إنتهى عهد السحرة والدجالين لا بد أن تحارب وإلاّ سينتهي بك الأمر جيفة في معسكرات التعذيب...)).ومن هذا المنطلق فإن قواعد اللعبة أصبحت واضحة أكثر من أي وقت مضى بالنسبة لجماهير شعبنا العربي إذ لا خيار أمامها إلاّ خيار المقاومة والصمود والمحاربة على جميع الجبهات التي أمكن فيها حمل السلاح وجميع المستويات الفكرية والسياسية والثقافية والإعلامية والإقتصادية ذلك أن المعركة مع الإمبريالية وربيبتها الصهيونية العالمية هي معركة شاملة وواسعة النطاق تمتدّ أطرافها من المحيط الى الخليج ويختلط فيها السياسي بالعسكري والذاتي بالموضوعي والخاص بالعام فنضال الجماهير العربية من أجل الحرية والكرامة الوطنية والقومية هو نضال ضدّ أنظمة الإستعباد والديكتاتورية والتخلف القائمة في البلدان العربية أولا ونضال ضدّ مشاريع التسوية والإستسلام وفرض الأمر الواقع المدعومة من إمبراطورية الإرهاب الأمريكية ثانيا ونضال من أجل الوجود الحضاري للأمة في آخر المطاف. وكما أن جبهة التسوية والتصفية قد حقّقت وحدتها من خلال تحالف علني ضدّ الجماهير العربية ومصالحها وآمالها في الوحدة والحرية والعدالة الإجتماعية فإن القوى المقاومة في الوطن العربي مطالبة بتوحيد نضالها وتعزيز خطّ المقاومة والقتال ضدّ مشاريع التقسيم والتفتيت والتجزئة والإستسلام المخزي ويخطئ من يتصور أن ضرب المقاومة في العراق العظيم لا تثير له على مستقبل المقاومة في لبنان أو فلسطين أو غيرهما من الدول العربية ولهذا وجب عمليا وموضوعيا مساندة القوى المقاومة ودعمها ومدها بكلّ الوسائل والإمكانات التي تضمن فرص الصمود والبقاء والإستمرارية ولعلّ نظرة حزب الله اللبناني الى المقاومة الوطنية في بلاد الرافدين قد تغيّرت اليوم بعد أن تبين بكلّ وضوح أن دولة الإرهاب الأمريكية لا صديق لها ولا حليف وأن بعض الزمر الشيعية الحاكمة في العراق لا تختلف في شيء عن أسيادها في البيت الأسود الأمريكي وأن مقولة أنصر أخاك ظالما أو مظلوما لا معنى لها على الإطلاق إذ ثبت أن من نصرناه وصفّقنا له ورحّبنا به إنطلاقا من نظرة مذهبية وطائفية ضيقة هو أول من يجب أن يحارب وتقتلع جذوره من هذه الأرض الطاهرة . أن وحدة المقاومة في الوطن العربي هي مصدر دائم للبقاء والإستمرار وقوّة المقاومة في وحدتها وإيمانها بقضيتها مهما إختلفت مواقع الجهاد والنضال وتباعدت جبهات القتال بل إن تعدد الجبهات وتنوعها يشكّل أكبر خطر يهددّ القوى المساندة لخط التسوية والتصفية وكما يقول فريديريك الأكبر :(( إن من يحاول أن يدافع في كلّ مكان لن يدافع عن أي شيء.)) وهذا هو بالضبط حال الولايات المتحدة الأمريكية في أيامنا هذه تقاتل في كلّ مكان دون أن تتمكّن من تحقيق أي نصر مادي كان أم معنوي بل إنها ساهمت بأعمالها العدوانية في توسيع جبهة النضال والقتال ومدّها بالقوة المعنوية اللازمة لمواصلة القتال وتطوير أساليبه ومن ثمة تحقيق الإنتصارات المتتالية في العراق وفلسطين ولبنان والصومال وغيرها من مواقع النضال ضد خط التسوية والتصفية وهذا يعتبر بالضرورة مقدّمة لفشل المشاريع الإستسلامية والتصفوية التي قدّر للمقاومة الجماهيرية في الوطن العربي أن تنهض بعبء التصدّي لها والإستماتة في إحباطها فالمقاومة الوطنية في العراق ولبنان وفلسطين في هذه المرحلة تشكّل العنوان البارز للوجود الحيوي للأمة العربية ولهذا قال مؤسس البعث العربي الإشتراكي المرحوم ميشيل عفلق ومنذ أكثر من ستة عقود : (( إن الأمة العربية موجودة في كلّ مكان يحمل فيه أفرادها السلاح.)). عزالدين بن حسين القوطالي تونس في 14/07/2007 |