نادي الفكر العربي
براعة شكسبير الفنية - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5)
+--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78)
+--- الموضوع: براعة شكسبير الفنية (/showthread.php?tid=10590)



براعة شكسبير الفنية - سيناتور - 06-19-2007

أذكر
قرأت
في سنة 1999 في مجلة التايم
مقالاً
فيه تساؤل ...

هل شخصية
ويليام شكسبير حقيقة ام خيال
وهل
الكاتب الحقيقي
مجموعة من الكتاب
في زمنه







كيف تسنى لامرئ لم يتلق من العلم إلا أقله أن يخرج على الناس بروايات تعددت وتنوعت فيها ألوان المعرفة المكتسبة بالإطلاع والدرس؟ ولكنها لم تكن حقاً معرفة على هذا النحو. ولم تكن شاملة أو واسعة في أي من حقولها اللهم إلا في علم النفس. ولم يكن شكسبير يعرف من الكتاب المقدس إلا ما أتاحت له دراسته في صباه أن يطالعه، وكانت مراجعاته وإشاراته إلى الكتاب المقدس عادية. وجاء علمه بالآداب القديمة اليونانية واللاتينية
مصادفة عن غير قصد، ودون إتقان أو تعمق، وواضح أنه كان مقصوراً على المترجمات. وعرف معظم المعبودات الوثنية، حتى أقلها شأناً وأكثرها خلاعة، وربما استقى هذه المعرفة من الترجمة الإنجليزية أوفيد Metamorphoses ووقع في أخطاء صغيرة، ما كان بيكون مثلاً ليقع فيها، من ذلك أنه قال عن تيسيوس بأنه "دوق" وجعل هيكتور من القرن الحادي عشر قبل الميلاد يشير إلى أرسطو في القرن الثالث ق.م. (19) وأجاز لأحد أشخاص رواية كوريولانوس(20) (القرن الخامس ق.م. أن يقتبس من كاتو (من القرن الأول).
وكان على إلمام يسير بالفرنسية، وأقل منه بالإيطالية، وله بعض إلمام بالجغرافية، فزود رواياته ببعض أماكن ومواقع دخيلة من إسكتلندة إلى إفسس، ولكنه خلع على بوهيميا شاطئاً على البحر . وأرسل فالنتين من نيرونا إلى ميلان بحراً(23)، وبرسبيرو من ميلان في قارب عابر للمحيط(24). وأخذ معظم ما عرف من التاريخ الروماني عن بلوتارك، ومعظم ما عرف من التاريخ الإنجليزي عن هولنشد وعن روايات قديمة، ولم يقدر للزلات التاريخية أية أهمية للكاتب المسرحي، فوضع ساعة الحائط في روما على عهد قيصر، والبليارد في مصر على عهد كليوبطرة. وكتب "الملك جون" دون ذكر للعهد الأعظم (ماجنا كارتا)، و"هنري الثامن" دون التعرض للإصلاح الديني، ومن ثم نرى من جديد أن الماضي يتغير مع كل حاضر. ومن ناحية الإيجاز والعرض العام نجد أن مسرحياته التاريخية الإنجليزية صحيحة من وجهة نظرنا السائدة، أما من حيث التفصيل فهي غير جديرة بالثقة، وهي تصطبغ، من وجهة نظرنا، بصبغة وطنية-فان جان دارك في رأي شكسبير ساحرة داعرة، وعلى الرغم من هذا كله، اعترف بعض الإنجليز مثل القائد مارلوبور بأنه استقى معظم معلوماته عن التاريخ الإنجليزي من روايات شكسبير.
واستخدم شكسبير-مثل غيره من كتاب المسرح في عهد إليزابث، كثيراً
من المصطلحات القانونية استخداماً غير صحيح أحياناً. وربما كان قد التقطها من دور القضاء-مدارس الحقوق التي أخرجت فيها ثلاث من رواياتها-أو من القضايا التي انشغل بها هو ووالده. وكانت لديه ذخيرة كبيرة من المصطلحات الموسيقية، وواضح جداً أنه كان يتمتع بحس موسيقي مرهف-"أليس غريباً أن أحشاء الغنم بالأرواح لتحلق بعيداً عن أجسامها(25)"؟ وإنه ليذكر في رقة وحنان أزهار إنجلترا، وينظمها في عقد في رواية "قصة الشتاء"، ويكسو بها أوفيليا عندما انتابتها الحمى وأخذت تهذي. وهو يلمح إلى مائة وثمانين نوعاً مختلفاً من النبات، وكان ملماً بالألعاب الميدانية وبسباق الخيل، ولكنه لم يهتم إلا قليلاً بالعلوم، التي سرعان ما افتتن بها بيكون. وكما فعل بيكون، حفظ شكسبير فلك بطليموس(26). وبدا في بعض الأحيان (سونيت 15) أنه يؤمن بالتنجيم، فتحدث عن روميو وجوليت بأنهما "عاشقان منحوسان(27)". ولكن إدموند في "الملك لير" وكسياس في "يوليوس قيصر" يرفضان التنجيم بشدة. "إن الخطأ، يا عزيزي بروتس، ليس في نجومنا (طالعنا) بل في أنفسنا، ذلك أننا أتباع أذلاء(28)".
وجملة القول،إن كل الدلائل تشير إلى أن شكسبير حصل على المعرفة العارضة التي يتسنى الحصول عليها لرجل العمال المشغول أعظم الشغل بالتمثيل والإدارة، الذي عاش لينكب على الكتب. وعرف أفظع آراء مكيافللي، وأشار إلى رابيليه، واقتبس من مونتاني. ولكن ليس من المرجح أنه قرأ مؤلفاتهم. ووصف جونزالو للدولة الديمقراطية(29) مأخوذ من بحث مونتاني "أكلة لحوم البشر". وربما أراد شكسبير بشخصيته كاليبان (العبد الرقيق الذي كان يمتلكه برسبيرو في رواية العاصفة)-أراد أن يهجو مونتاني لأنه أضفى الصفات المثالية على هنود أمريكا. أما التشكك عند هملت، وهل ينسب شيء منه إلى شكوك مونتاني اللطيفة، فهو مسألة لم تحل بعد. فقد نشرت المسرحية في 1602، أي قبل طبع ترجمة فلوريو بعام واحد، ولكن شكسبير عرف فلوريو، وربما اطلع على المخطوطة وربما ساعد نقد مونتاني الدقيق على تعميق فكر شكسبير، ولكن ليس في كتاب الرجل الفرنسي
ما يماثل مفاجأة هملت، أو الذم الشديد للحياة في الملك لير، كريولانوس، تيمون، ماكبث،. إن شكسبير هو شكسبير يسرق الموضوعات والقطع والعبارات والأبيات، من كل مكان، ومع ذلك فهو أعظم الكتاب في كل الأزمان أصالة وامتياز وخلقاً وإبداعاً.
وتكمن الأصالة في اللغة والأسلوب والخيال والفن المسرحي والدعابة وأشخاص الرواية والفلسفة. فلغته أغنى اللغات في كل الأدب: فهناك خمسة عشر ألف لفظ، بما فيها المصطلحات الفنية وشعارات النبلاء ورموزهم، والموسيقى والألعاب والمهن، ولهجات المقاطعات: ولهجات رواد الأرصفة في الشوارع، بالإضافة إلى ألف من الابتكارات المتعجلة أو البطيئة- Occulted, Unkenneled, Fumitory, Burnet, Spurring... لقد استساغ ألفاظاً، ونقب في مختلف أركان اللغة وجوانبها، وأحب الألفاظ عامة، فانسابت منه في حيوية دافقة، مرحة، فإذا ذكر اسم زهرة، فانه لا بد يتابع حتى يسمي اثنتي عشرة زهرة، وإن الألفاظ نفسها ليفوح منها عبير الزهر. وأجرى على ألسنة الأشخاص في رواياته كلمات متعددة المقاطع يتشدقون بها ويدورون بها حول المعنى. وكان يخرب في النحو والصرف تخريباً لطيفاً، فيحول الأسماء والصفات، بل حتى الظروف إلى أفعال، ويقلب الأفعال إلى صفات، كذلك الضمائر إلى أسماء، ويضع فعل الجمع للفاعل المفرد، أو الفعل المفرد للفاعل الجمع، ولكن لم يكن هناك حتى ذاك الوقت استخدام للنحو ولا الصرف في الإنجليزية ولا قواعد لهما. ولقد كتب شكسبير على عجل، ولم يتيسر له وقت فراغ للندم.
وللأسلوب الرائع "الأنيق المتميز الباروكي(30)" (يتسم بالزخرفة والتعقيد والصور الغريبة) نقول إن لهذا الأسلوب أخطاء ثروته غير الخاضعة لقانون: في عبارات متكلفة أو ملتوية بشكل غريب، وصور بعيدة الغور، وتلاعب باللفظ معقد بشكل مرهق، وتورية وسط المأساة، ومجازات واستعارات يهبط بعضها فوق بعض في فوضى وتناقض، وتكرارات لا حصر لها، وتفاهات مبتذلة حافلة بالحكم، وهنا وهناك كلام منمق مملوء بالمرح الصاخب والهراء تتشدق به أبغض الأفواه غير
المرغوب فيها. ولا شك أن التعليم الكلاسيكي ربما هذب وبسط الأسلوب، وقضى على التورية والغموض، ولكن تدبر، ماذا عسانا كنا نفقد حينئذ؟ ولعله كان يفكر في نفسه حين أورد وصف أورايانو باعتباره رجلاً على لسان فرديناند:

إن لديه في مخه داراً لسك العبارات،

وإن عباراته لتسلب الألباب

وكأنها الإيقاع الساحر.

ولكني أحتج، أحب أن أسمعه يكذب(31)
ومن هذه الدار صدرت عملة من العبارات تكاد تكون عالمية: شتاء استيائنا(32)، تضييع وقت السلم سدى(33)، أريد أباً للفكر(34)، قل الحق وأخجل الشيطان(35)، يسكن الريح في هذا الركن(36)؟ لا يستقر قرار للرأس الذي يحمل التاج(37). يطلي الزنبق(38)، لمسة واحدة من الطبيعة تجعل العالم كله أسرة واحدة(39)، أي حمقى هؤلاء البشر المعرضون للفناء(40). إن الشيطان ليستطيع أن يقتبس من الأسفار المقدسة ما يخدم غرضه(41)، جنون منتصف الصيف(42) طريق الحب الصادق ممتلئ بالأشواك+، ألبس قلبي على كمي (أحمل رأسي فوق كفي)(44)، في كل بوصة ملك(45)، قدر الطاقة(46)، الإيجاز روح الفطنة(47)،.. وربما كان هذا تلميحاً لنا للاكتفاء بهذا القدر. هذا إلى جانب ألف مجاز واستعارة قد نفيد منها "قد نرى الأشرعة نحمل وينتفخ بطنها بالريح الفاجرة(48)". كما أن هناك قطعاً بأكملها تكاد تكون مألوفة بنفس القدر، مثل العبارات: آنية أزهار أوفيليا المضطربة، أنطوني أمام جثة قيصر، كليوباترا تحتضر، لورزنزو على موسيقى الكون، كما أن هناك ذخيرة من الأغاني: "من هي سيليفيا(49)"؟، "هارك! القبرة تغرد على باب السماء(50)"، "أبعدوا، أبعدوا هذه الشفاه عني(51)"، وربما حضر جمهور نظارة شكسبير من أجل هذه الزخارف، ومن أجل القصص معاً.
"إن الخيال ليتمثل المجنون والعاشق والشاعر منضمين في صورة واحدة(52)"، واجتمع في شكسبير اثنان من هؤلاء، وربما مس الثالث مساً. إنه ليخلق في كل رواية عالماً، ولا يقنع بهذا، فيملأ الإمبراطوريات والغابات والمروج المتخلية بسحر صبياني، وجن سريع العدو، وسحرة مرعبين وأشباح. وإن خياله ليجعل أسلوبه الذي يفكر بالصور، يحول كل الأفكار إلى صور، وكل التجريدات إلى أشياء محسوسة أو مرئية. فمن غير شكسبير (وبترارك) كان يمكنه أن يجعل روميو، وقد نفي من فيرونا، يتميز غيظاً وحقداً، لأن قططها وكلابها قد تحدق النظر إلى جولييت، على حين لا يباح له هذا؟ ومن غير شكسبير (اللهم ألا بليك) كان يستطيع أن يجعل الدوق المطرود في رواية "على هواك"، يأسف لأنه لا بد أن يعيش على صيد حيوانات هي في الغالب أجمل من الإنسان؟ لا عجب أم روحاً قوية بكل معاني الكلمة، لا بد أن تكون قد انفعلت انفعالاً شديداً بالقبح والكآبة والجشع والقسوة والشهوة والألم والحزن، مما بدا في بعض الأحيان أنه يشيع في النظرة الشاملة إلى العالم.
ولم يؤت شكسبير من الأصالة في الفن المسرحي إلا أقلها، لقد عرف، بوصفه رجل المسح، أفانين مهنته. فبدأ رواياته بمشاهد أو ألفاظ تشد انتباه جمهور المشاهدين الذين يقضمون البندق ويلعبون الورق ويحتسون الجعة ويتبادلون النظرات الغرامية مع النساء. وأفاد أكبر فائدة من "أدوات" المسرح في عهد إليزابث وآلاته. ودرس رفاقه التمثيل وخلق الأدوار الملائمة لخصائصهم الجسمية والذهنية. واستخدم كل حيل التنكر والتعرف، وكل تغييرات المناظر، وكل تعقيدات رواية داخل رواية. ولكنه، مع مهاراته الفنية، لم يتفاد آثار العجلة والتسرع. فإن الحبكة داخل الحبكة قد تشطر القصة إلى اثنتين أحياناً، فماذا كان شأن كارثة جلوستر بكارثة لير؟ فكل القصص تقريباً تنقلب إلى مصادفات بعيدة الاحتمال، وهويات خفية، ورؤى ملائمة إلى حد بعيد، وقد يطلب منا بحق أن نؤمن بالمسرحية كما نؤمن بالأوبرا، من أجل القصة أو الأغنية، ولكن يجدر بالفنان أن يحصر في أقل الحدود "البناء القائم على غير أسا" لحلمه، أو اختلاقه دون مبرر. وأقل من هذا أهمية تناقضات الزمن والخلق(53)، ويحتمل أن شكسبير الذي فكر في سرعة الإنتاج. لا في نشر الدقيق، قدر أن هذه العيوب والأخطاء قد تمر دون أن يلحظها أحد من الجمهور المتأثر، وإن المعايير القديمة والذوق الحديث لتنكر العنف الذي يصطبغ به مسرح شكسبير، وهذا امتياز آخر منح لشاغلي المقاعد الرخيصة، ومحاولة لمواجهة مدرسة "القتل والذبح" عند المسرحيين في عهد إليزابث وجيمس الأول.
ولما أخذ شكسبير بأسباب النمو والتطور، عوض عن العنف بالدعابة والمرح، وتعلم الفن الشاق، فن تكثيف المأساة بالترويح الفكاهي. وكانت الروايات الهزلية (الملهيات) القديمة ذكاء وبراعة ودعابة غير مجسمة، والروايات التاريخية القديمة ثقيلة مملة حيث كان يعوزها المرح والدعابة، وفي مسرحية هنري الرابع تعاقبت المأساة والملهاة على التوالي، ولكنهما لم تتكاملا تكاملاً تاماً. ولكن التكامل تحقق في هملت، وتبدو الدعابة فيبعض الأحيان بذيئة أكثر مما ينبغي، ولا بد أن سوفوكليس وراسين كانا يشمئزان من النكات التي تدور حول غازات بطن الإنسان(54) أو تبول الخيل(55). وإن نكتة جنسية لهي أكثر استساغة لدى الذوق الحديث. ودعابة شكسبير، بصفة عامة، بهيجة ودية، بعكس البغض الوحشي للجنس البشري عند سوفيت، فقد أحس شكسبير بأن العالم يكون أفضل بوجود مهرج أو اثنين، واحتمل المهرجين في صبر وأناة، وشارك الرب رأيه في أنه ليس ثمة فرق كبير بينهم وبين الفلاسفة الذين يفسرون العالم.
وإن أعظم مهرجيه لينافس هملت، وهو أسمى وأروع ما أنجزه شكسبير، في خلق أشخاص الرواية- وهذا أشق اختبار يواجهه المؤلف المسرحي. إن ريتشارد الثاني وريتشارد الثالث، وهو تسبير، رولزي وجونت وجلوستر وبروتس وأنطوني ليبعثون من زوايا النسيان في التاريخ إلى حياة ثانية. وليس هناك في المسرحية اليونانية، ولا حتى في بلزاك، أشخاص خياليون أسبغ عليهم مثل هذه الشخصية المتماسكة والقوة والحيوية. وكانت أصدق الشخصيات التي خلقها هي تلك التي تبدو فقط متناقضة، بسبب تعقيدها- فالملك لير قاس ثم رقيق رؤوف، وهملت دائم التفكير متهور، شجاع. والشخصيات في بعض الأحيان بسيطة إلى حد كبير-ريتشارد الثالث مجرد خسة ونذالة، وتيمون مجرد شك وسخرية وتهكم، وياجو مجرد كراهية. وتبدو بعض النساء في مسرحيات شكسبير، وكأنهن اقتطعن من نفس العجينة-بياتريس روزالند، كورديليا وديدمونة، ميراندا وهرميون- وإنهن يفقدن الحقيقة والواقع، ثم في بعض الفترات، تبعثهن بضع كلمات قليلة إلى الحياة، من ذلك أن أوفيليا، حين يبلغها هملت أنه لم يكن يحبها في يوم من الأيام، تجيبه دون اتهام مضاد، ولكن في بساطة حزينة مؤثرة: "كنت أنا المخدوعة أكثر". إن الملاحظة والإحساس والتشخيص وتفتح الحواس المدهش، ونفاد البصيرة والانتقاء الرشيق للتفاصيل الهامة المميزة، والذاكرة المتماسكة- كل هذه تأتي جميعها معاً لتعمر المدينة الحية بالأموات أو الأنفس الخيالية، أو في مسرحية بعد أخرى تنمو هذه الشخصيات إلى الحقيقة والواقع والتعقيد والعمق، حتى ينضج الشاعر في هملت ولير إلى فيلسوف. وتصبح مسرحياته أدوات متألقة للفكر.
[صورة: mid.jpg]


المجمع الثقافي في أبو ظبي