نادي الفكر العربي
إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57)
+--- الموضوع: إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا (/showthread.php?tid=10618)



إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا - ضياء - 06-17-2007

محمود درويش
نقلا عن صحيفة "الحياة" اللندنية

هل كان علينا أن نسقط من عُلُوّ شاهق، ونرى دمنا على أيدينا... لنُدْرك أننا لسنا ملائكة.. كما كنا نظن؟ وهل كان علينا أيضاً أن نكشف عن عوراتنا أمام الملأ، كي لا تبقى حقيقتنا عذراء؟

كم كَذَبنا حين قلنا: نحن استثناء!

أن تصدِّق نفسك أسوأُ من أن تكذب على غيرك! أن نكون ودودين مع مَنْ يكرهوننا، وقساةً مع مَنْ يحبّونَنا - تلك هي دُونيّة المُتعالي، وغطرسة الوضيع!

أيها الماضي! لا تغيِّرنا... كلما ابتعدنا عنك! أيها المستقبل: لا تسألنا: مَنْ أنتم؟ وماذا تريدون مني؟ فنحن أيضاً لا نعرف. أَيها الحاضر! تحمَّلنا قليلاً، فلسنا سوى عابري سبيلٍ ثقلاءِ الظل!

الهوية هي: ما نُورث لا ما نَرِث. ما نخترع لا ما نتذكر. الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن نكسرها كُلَّما أعجبتنا الصورة! تَقَنَّع وتَشَجَّع، وقتل أمَّه.. لأنها هي ما تيسَّر له من الطرائد.. ولأنَّ جنديَّةً أوقفته وكشفتْ له عن نهديها قائلة: هل لأمِّك، مثلهما؟

لولا الحياء والظلام، لزرتُ غزة، دون أن أعرف الطريق إلى بيت أبي سفيان الجديد، ولا اسم النبي الجديد! ولولا أن محمداً هو خاتم الأنبياء، لصار لكل عصابةٍ نبيّ، ولكل صحابيّ ميليشيا! أعجبنا حزيران في ذكراه الأربعين إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا بأيدينا لئلا ننسى!

مهما نظرتَ في عينيّ.. فلن تجد نظرتي هناك. خَطَفَتْها فضيحة! قلبي ليس لي... ولا لأحد. لقد استقلَّ عني، دون أن يصبح حجراً. هل يعرفُ مَنْ يهتفُ على جثة ضحيّته - أخيه: «الله أكبر». أنه كافر إذ يرى الله على صورته هو: أصغرَ من كائنٍ بشريٍّ سويِّ التكوين؟

أخفى السجينُ، الطامحُ إلى وراثة السجن، ابتسامةَ النصر عن الكاميرا. لكنه لم يفلح في كبح السعادة السائلة من عينيه. رُبَّما لأن النصّ المتعجِّل كان أَقوى من المُمثِّل. ما حاجتنا للنرجس، ما دمنا فلسطينيين. وما دمنا لا نعرف الفرق بين الجامع والجامعة، لأنهما من جذر لغوي واحد، فما حاجتنا للدولة... ما دامت هي والأيام إلى مصير واحد؟.

لافتة كبيرة على باب نادٍ ليليٍّ: نرحب بالفلسطينيين العائدين من المعركة. الدخول مجاناً! وخمرتنا... لا تُسْكِر!. لا أستطيع الدفاع عن حقي في العمل، ماسحَ أحذيةٍ على الأرصفة. لأن من حقّ زبائني أن يعتبروني لصَّ أحذية ـ هكذا قال لي أستاذ جامعة!.

«أنا والغريب على ابن عمِّي. وأنا وابن عمِّي على أَخي. وأَنا وشيخي عليَّ». هذا هو الدرس الأول في التربية الوطنية الجديدة، في أقبية الظلام. من يدخل الجنة أولاً؟ مَنْ مات برصاص العدو، أم مَنْ مات برصاص الأخ؟ بعض الفقهاء يقول: رُبَّ عَدُوٍّ لك ولدته أمّك!. لا يغيظني الأصوليون، فهم مؤمنون على طريقتهم الخاصة. ولكن، يغيظني أنصارهم العلمانيون، وأَنصارهم الملحدون الذين لا يؤمنون إلاّ بدين وحيد: صورهم في التلفزيون!. سألني: هل يدافع حارس جائع عن دارٍ سافر صاحبها، لقضاء إجازته الصيفية في الريفيرا الفرنسية أو الايطالية... لا فرق؟ قُلْتُ: لا يدافع!. وسألني: هل أنا + أنا = اثنين؟ قلت: أنت وأنت أقلُّ من واحد!. لا أَخجل من هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف. ولكني أخجل من بعض ما جاء في مقدمة ابن خلدون. أنت، منذ الآن، غيرك!.





إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا - فلسطيني كنعاني - 06-17-2007


واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااو

محمود درويش العبقري و المبدع المتألق كالعادة ، و لو ان إبداعه هذه للمرة للاسف يعبر عن واقع سيء جدا ......:(


إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا - ابن سوريا - 06-17-2007

مبدع درويش كعادته، وكنت أقول لنفسي منذ يومين أين اختفى درويش، فالعالم المجنون اليوم بحاجة لقلمه بشدة.

ذكرني روح المقال بمقطع في مسرحية "غربة"، حين تقول الحجة دامعة للثوري الفقير رداً على قوله "هذا يا حجة ما بيمثل الثورة هذا بيمثل نفسه فقط":

"احترنا مين بدنا نصدق يا إستاذ، لما كان فقير متلك كان يحكي متلك"

وكذلك القضية الفلسطينية بنبلها لا تجعل المجتمع الفلسطيني أقل تخلفاً من غيره من المجتمعات العربية وميل نخبها لإعادة سيناريوهات التسلط والدكتاتورية والفساد والفشل السياسي المتكرر.

:rose:


إن لم نجد مَنْ يهزمنا ثانيةً هزمنا أنفسنا - SH4EVER - 06-17-2007

Arrayكرني روح المقال بمقطع في مسرحية "غربة"، حين تقول الحجة دامعة للثوري الفقير رداً على قوله "هذا يا حجة ما بيمثل الثورة هذا بيمثل نفسه فقط":

"احترنا مين بدنا نصدق يا إستاذ، لما كان فقير متلك كان يحكي متلك"[/quote]

كلام عميق جدا و معبر ... لأنه فعلا يمثل حالنا ... دكتاتور تنزعه ثورة لتقيم بعده دكتاتورية أخرى