حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
ثورة الارز.... - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: ثورة الارز.... (/showthread.php?tid=11121) |
ثورة الارز.... - أبو خليل - 04-25-2007 March Attacks
إن الشخصيات الوارد ذكرها في هذه الملحمة ليست من نسج الخيال إلا أنها لا تمت إلى الواقع بصلة لأنها تعيش في عالم خاص من الأوهام و الخيالات و الهلوسات . ذات إثنين مشرق كان كيوبيد يطوف سماء ربوعنا الخضراء يبحث عن ضحاياه المفترضين كي يرميهم بسهام العشق و الهيام , و لكن كانت هناك ضحية من نوع آخر على موعد حتفها المحتوم , فقد إمتدت يد الغدر كي تنال من مجاهد كبير و بطل عظيم هو الشهيد المظلوم أحمد أبو عدس و دخلت البلاد في معمعة تشبه شوربة العدس. و حدث أن ذهب ضحية الإنفجار نفسه شخصية كانت تمر بالصدفة في مكان الحادث , نعم فقد قضى خاتم الأغنياء و الموسرين و جامع اموال الأولين و الآخرين رفيق بن بهاء الحريري عليه و على آله الكلام و الإستفهام . و فجعت أمة السوليدير برحيله و تنادت جموع المؤمنين بجنة وسط بيروت و شدت الرحال إلى قريطم حيث موضع الرسالة كي تبايع إبنه بهاء وريثاً للعرش , لكن الأخير رفض المنصب و الوظيفة ( أو أجبر على الرفض لا فرق ) فما كان من المبايعين إلا أن بايعوا سعداً , و لو رفض الأخير لبايعوا فهداً أو حتى هنداً , المهم أن لا تخرج الولاية عن آل البيت الكرام , و بذا تمت أول فصول الديمقراطية غلى طريق بناء لبنان الجديد. و صار سعد ولي أمر المفجوعين و خليفة حاكماً بأمر أبيه , و أعلن إنطلاق ثورة الأرز المظفرة المنصورة بعون أمريكا و فرنسا و كل غيور على لبنان و عروبته و حريته . أما فيلسوف الثورة الأعظم و منظرها الأول , العقل الكامل المتعالي في حكمته , المفكر المتنور جا بول لاط , فقد فجر قنبلته الوجودية المصيرية : إلى أين ؟ و تهافت حراس الهيكل اللبناني المقدس و المصلحين و الديمقراطيين و صفوة خلق الله و خيرهم للزود عن حياض ثروتهم ( غير مححدة الماهية ) في وجه الهجمة و طالبوا بلجنة تحقيق دولية تميط اللثام عن حقيقة هذه الجريمة المروعة . و بالفعل فقد ترأس المحقق اللامع و المفتش البارع كلوزو خشان هذه اللجنة و عين السيد ميليس الآري العرق ناطقاً رسمياً لها. و لم تكد تمضي بضع ساعات حتى تمكن كلوزو ببراعته و دهائه المعروف من فضح حقيقة ما جرى , و تكفل الناطق الرسمي بتبيان الوقائع , لقد إجتمع مجلس قيادة البعث و أصدر حكماً بإعدام المغدور , و هو شكل لهذه الغاية فريقاً من نحو خمسمئة شخص أو أكثر عملوا بسرية مطلقة تحت إشراف أربع رؤوس أداروا العملية , و صدقوا او لا تصدقوا لقد نجحوا. غيبت حقيقة ان العملية كانت تستهدف القئد الإسلامي العتيد أبو عدس الذي كان سيصبح صلاح الدين الجديد و قائد الامة نحو النصر المؤزر . صعق أصدقاء الفقيد و رفاق دربه الذين ما زاروه في دارته يوماً لهول الصدمة و خرجوا على ولي نعمتهم السابق و أعلنوا الحرب عليه , و شكلوا لهذه الغاية مجلساً لفيادة الثورة تحت إسم " قوات المستقبل التقدمية الإشتراكية ", و حازوا دعم القوى الإستعمارية الإمبريالية منجزين بذلك أغرب خلطة في تاريخ السياسة العالمية الحديثة . بدأت الحرب بحملة ساحقة ماحقة شنها خطباء مفوهون مستخدمين الذخائر المحرمة وطنياً , و إستخدمت الراجمات و المدافع من طراز عيدو و أبو فاعور و زهرا . و جرد ميشال نايلة معوض جيشاً من التصريحات و زحف يه نحو مقر الشر و مستقره في ريف دمشق , و سارت جحافله تدك قصور البعثيين العفلقيين على أنغام موسيقى " ماما زمانها جايه " و صال فرسان موائد عوكر المستديرة و جالوا , مسطرين ملاحم بطولية في ساحات المنازلات الكلامية منزلين بخصومهم خسائر معنوية جمة , و كبدوهم مواجع فادحة في شرفهم و عروبتهم و وطنيتهم. أما الخليفة المتوج على ضريح الإمارة و المؤتمن على مسيرة الإعمار و الإفقار و التهجير فقد أصدر حكماً تاريخياً مبرماً : من ليس معنا فهو قاتل , و مصيره جهنم و بئس المصير و لن يدخل جنة المجلس النيابي العتيد . أما فيلسوف الأمة و مرشدها الروحي فقد أعاد تصويب صواريخه العابرة للحدود و المزودة برؤوس الإزدراء و العنصرية , و التي تسير بدفع الوقود الطائفي نحو العدو الصهيوني , حاصداً بذلك نحو سبعة عشر ألف صوت في بعبدا عاليه . و إكتسحت جحافل الحداثة مقاعد المجلس في فتح مؤزر للديمقراطية الوليدة , و جيئ بأمين خزانة العهد البائد العبد الفقير لله تعالى , الزاهد العابد , الناسك المتصوف فؤاد السنيورة رئيساً للوزراء , حاملاً معه شعاراً ثورياً : أعطوني أموالكم و خذوا دموعي !!!! يتبع ثورة الارز.... - أبو خليل - 04-25-2007 إلتئم شمل حكومة الإستقلال المنجز و تقاسم المنتصرون المغانم فوزعوا المفاعد على كل صاحب حظوة و إزدانت الحكومة بوجوه ناصعة من فرط ( التبييض ) و جيء بكل وزير بحسب منجزاته و كفاءاته . و دارت الأيام على حكومة شريفة عفيفة خفيفة نظيفة , و لم تلبث أن لفظت من بين جنباتها الإرهابيين عملاء البعث و الفرس , فتحققت حينها وطنيتها الناجزة و لم يعد بإمكان إبن مرا أن يغبر عليها , و صار إسمها حكومة كل ( و أشدد على كل ) لبنان . كيف لا و قد أخرج منها السوريين و الإيرانيين و لم يعد فيها مكان إلا لكل لبناني صاف العرق , و نقي الدم علماً أن رئيسها يكره فحوص الدم و يكرر دائماً رفضه لها . نزلت المعارضة إلى الشارع , و هنا بان الخيط الأبيض من الخيط الأسود , و رأى الشعب اللبناني بأم العين كيف ان أعداء الإمارة يرومون نقض حداثتها و يبغون إعادة البلاد و العباد إلى عصور الظلام و التخلف. و هب رجالات الأمة الأشاوس الصناديد , نشامى الوطن العظام , يدفعون بلسانهم مكر الماكرين و دنس المعارضين و جندت كل وسائل الديمقراطية و المشروعية للدفاع عن حياض إمارة الفضيلة و العفة و النزاهة و الوطنية . لم يبق كبير و لا صغير إلا و تجند لخوض غمار هذه الحرب الضروس طمعاً بشيك مرقوم او مبلغ منقود , و الله و الوطن من وراء القصد . رئيس الوزراء النظيف الكف , صاحب التاريخ العروبي الذي يندى له جبين عبد الناصر و يخشع أمامه أحمد ياسين و يستلهم منه كل عروبي شريف , سلك نحواً هندو مكسيكي و أغزر الدمع أسفاً على حال حكمه و حرصاً على رفاهية اللبنانيين و مستوى عيشهم , و هو الذي أثارت دموعه مشكلة مع مجلس الأمن حين واجه بها العدوان الإسرائيلي لكونها دموع سامة محرمة دولياً . إستعان بحقن شرجية من الدعم الدولي , و مقويات عربية و خلطات شعبوية , و نشوق مذهبي , و لبس رداء الوعاظ و المرشدين , و بات يطل كل يوم بحكمة اليوم , و بفضل براعته السحرية في فن الإخفاء , تماماً كما أخفى مبلغاص و قدره ( ..... ............................. ) من الديون التي لا دخل له او لولي نعمته فيها , أخفى كل عيوب حكومته , و لمع صورته و صورة شركاه , ليستحق بذلك وسام الديمقراطية و الإعتدال من الإله فيلتمان و سائر آلهة الحريات في معبد البيت الأبيض . أما فارس فرسان بني الحرير , و مغوار الثورة الهمام , الصنديد المقدام , مفتت جماجم الأعداء , أحمد ( رامبو ) فتفت , فبعد أن تصدى لجحافل الصهاينة الغزاة براجمات الشاي , و أبادهم عن بكرة أبيهم في ثكنة مرجعيون , فقد إمتشق سيفه البتار و إستل رمحه الجبار و أطلق صيحة حق مدوية : يا للثار , يا للثار . و إمتطى صهوة المنابر , متوعداً أعداء الإمارة الرجعيين , بأن الشاي مدركهم , و الزهورات ستهلكهم , و قد أعذر من أنذر . و بعد أن هاجم نيرون و أفحمه برد حاسم قاسم , إستدرك معاتباً أن الأخير قد هدر دمه , و بينما هو في عز طلعته و سعيه نحو المجد , باغته سبع ضرغام و أزاحه عن كرسي الوزارة , ليستكين بعدها إلى الرياضة , و يعكف على التأليف . و أطلق كراس خاص بوصفات الشاي...من تتقيل العيار الى زيادة السكر والتغيير بالنكهات، وذلك لمزيد من النجاعة، وسفك الاباريق . اما والي البسطة , العيد الوليد , فقد هدد ببيع دمه إن وجد ليشتري سلاحاً يواجه به هجمة البعث و المجوس , و ضاق صدره غيظاً حتى إحمرت أذناه و جحظت عيناه , و من ذبحة الفلب الرب نجاه . اما الشهيب الثاقب , فتأوه ذات رعشة , و في لحظة تجل سوقي , هدد بأن الرصاصة لن تواجه بوردة , و أتبع قوله هذا بضرطة تنم عن إستعداد نفسي تام لتقبل أصوات الرصاص و المدافع . اما النائبة النائلة العاقلة , فقد إستلهمت من هيلاري كلينتون تجربتها , و قررت انه لا بد لها أن تترقى من مقام السيدة الأولى إلى سدة الرئاسة , و لم تألو في سبيل ذلك جهداً , فإستماتت في ترداد ذكر كلمة "فل" , و شدت الرحال إلى الأرض المقدسة في واشنطن المعظمة , و قدمت هناك الأضاحي من أطفال قانا و مروحين على مذبح الشرق الأوسط الجديد , و قبضت ثمنها نقداً , مع وعد بأن ينظر في صلواتها حين تستجاب صلوات المسترئسين . و حل على فضاء الوطن الحضور السامي البالغ الكرامات للقديس مار جعجع , تحفه ملائكة من كل جانب لا تسمع منهم إلا سلاماً , و لا تعرف لهم إلا كل خير و عطايا , يشهد لهم بذلك حاجز المدفون , و إن لم تصدق فإسأل حاجز البربارة . نعم لقد إنعتق القديس من قيده , و حلت بركاته على الناس أجمعين , و نعمت الإمارة بكلماته التي تلفاها من وحي اله السلام , رب المحبة و العدالة في تل أبيب . و حين كانت آياته تصعب على فهم العامة من الذين لم يبلغوا مبلغه من السمو الروحي و الصفاء النفسي بحيث تتجلى فيهم كلماته و تلهمهم الإيمان , كان العامة من أمثالنا يصغون لتفسير مفصل من العذراء ستريدا سيدة نساء اللبنانيين , و رديفتها خادمة الهيكل القواتي المقدس , مي الناجية بفضل بركات القديس جعجع و صلواته , من مكائد إبليس الأسد و عبواته و أزهر الأنطوان وروداً و ريحان , و تضوع عطره الملائكي نضراً فواحاً , فسكر الشعب حتى الثمالة من فرط لطفه و حنانه الأبوي , كيف لا و هو ملاك الرحمة الذي شفت يداه المباركتان أوجاع كثر في زمن الحرب الآثمة . اما الجنرال جورج عدوان , فقد بلغ به الضيق مبلغاً , و لم يستطع أن يتحمل رؤية وطن الأرز مهدداً في الصميم , فقرر أن يفش خلقه , و لكنه أخطأ التقدير فشن عدواناً غاشماً على العدو الصهيوني الحبيب , و خاض معه معركة شرسة إنتهت بمضاجعة غولدا مائير بعد أن بعثت من قبرها حية لتملأ منصب رئاسة الوزراء الذي بات يفتقد الرجال هناك . و عاد العدوان مظفراً من غزوته المباركة , مزدان صدره بنيشان السلام من رتبة سافل . أما الفيلسوف الأعظم , المفكر الإجتماعي السياسي الإقتصادي التقدمي الإقطاعي الإشتراكي الرأسمالي , باني نهضة الحداثة و فائد ثورة العمال و الفلاحين , زعيم البروليتاريا و صاحب الأموال , المعلم الذي بز والده , فقد تأهب هو و تلامذته الرواقيين للدفاع عن فكر الجمهورية و قيمها . الجمهورية المغرقة في الفضيلة إلى حد جعل أفلاطون يتململ في قبره و يشتم جمهوريته الفاضلة , فقد ألقمته جمهورية الآذاريين حجراً , و تهاوت قيمها أمام رفعة القيم السامية لجان بول لاط , و عكف تامذة أفلاطون على أفكاره يعيدون صياغتها لتتوائم و روح العصر , أي لتخضع امعيار المصلحة المطلقة , و الحقيقة المعيارية المتفاوتة الأبعاد . نشط التلميذ النجيب أبا فاعور في تفنيد الخطر الآتي من الشرق , و صار يجول القرى و الحارات محذراً رعايا جمهوريته الفاضلة مما يحيق بهم من خطر مدقع من أولئك الغرباء على الوطن . الغرباء ( الجلب ) الذين يملكون ثقافة الفقر و الموت و لا يريدون لأبناء الإمارة الرفاهية و الدعة و البحبوحة , المؤمنون بالأفكار الرجعية , و ثقافة الشهادة الظلامية . و من وحي أفكار ملهمه , العقل الكامل المتكامل , القى محاضرات عدة من أجل رفع المستوى الثقافي لدى جمهور آذار العظيم , و صارت مداخلاته تدون في مجلدات فكرية و ترجمت إلى لغات عدة , و قد صدر منها : الإنهزامية مدخل إلى الحداثة , أصول الإنبطاح الكلي في الألفية الثالثة , إنعطافات حادة في الفكر و الموقف , الإقطاع الحديث و ديمقراطية البكوات . و إنكب فيلسوف الثورة على فك عقدة التشبه بالأب المتأصلة لديه , و طفق يطلق رشقات من الأسئلة الوجودية المفصلية في كل إتجاه , و صار يرمز إليه بين الرفاق المناضلين بعلامة إستفهام لدواع أمنية . بعد مراجعة نقدية مقتضبة توصل إلى خلاصة مفادها أنه كان أمير حرب و بات علماً ديمقراطياً , و يحق له الإرشاد و التصنيف و الفرز . فأسس نظريات نقدية في الشمولية , و بشر بثقافة الحياة و نبذ الموت , و فاضت جنباته بالحكمة العتصرية , و الشوفينية الطبقية , و صار كالغراب ينعق صباحاً و مساء مبشراً بالخراب . لقد إكتشف البيك الجانب الغاندي في شخصيته , أو لنفل أن غاندي قد تقمصه برهة , و كذا فعل سارتر و هيغل و ماركس و طاغور و كل صاحب فكر و رؤية , فاجتمعت في صاحبنا حكمة الأرض , و زاد على ذلك أن تشيني و رامسفيلد و وولفويتز قد سقوه الوحي من دبره حين حط بأرض الأمريكان الكرام . تاب إلى الأله سام توبة نصوحة , و كفر بآلهته السوريين السابقين , و أغوى أبو جمال خدام عن دينه حتى أدخله في ربقة الدين الجديد , و معاً اطلقا حملة أمركة المنطقة , و صاروا دعاة و مبلغين و مبشرين على طريق الجنة الديمقراطية الموعودة , تماما كجنة العراق , تجري فيها أنهار من دم , و التجار فيها خالدون أبدا يبيعون و يشترون بكل عبد مارق غير مسلم لهم بالإيمان و الطاعة . اما صديقه الحميم , و نديمه في جلسات الأنس و الفرفشة , اللورد مروان حمادة , فبعد أن اطاح التفجير برجاحته التي ما كانت لديه يوماً , دخل في حيز الميلودراما , و تسامى إلى مقام الشهداء لكن الأحياء , و صار مختصاً بالعروض المسرحية الحية , فقدم مسرحية في مجلس الوزراء , و أتبعها بتحفته الفنية "القحباء" في مجلس النواب . و خال إليه أن الدنيا ملك يمينه , و مجلس الأمن في يساره , و جيوش العالم طوع بنانه , و ما عليه سوى أن يشير لهم فيهبون لتلبيته , و لذلك شعر أن هذه الإمارة صغيرة على قدره , و لذلك إعتكف كي يتفرغ لتحضير خطة جهنمية يجرد بموجبها حملة جرارة على المريخ , و يدخل الكوكب الأحمر فاتحاً و يقيم دولة آذار التي ستكون منارة ديمقراطية للمجموعة الشمسية بأكملها . يتبع ( تحركات ركام الزاوية الشهوانية , و فراطة الرابع عشر من شباط ثورة الارز.... - أبو خليل - 04-25-2007
و كما في كل حركة ثورية تحررية سيادية , يبرز بعض من الذين كانوا مغمورين و أتاحت لهم بطولاتهم أن يتواصلوا مع الجماهير المتعطشة للحرية , فيضحون من رموز الثورة و أبطالها الميامين .
خذ عندك مثلا العميد ابن العميد , و المناضل العنيد , القادم من بلاد البن و السامبا لأجل سد الفراغ المهول الذي تعانيه كتلة المرحوم والده , العربي الفصيح كارلوس إده. خطيب الثورة المفوه الذي تجري على لسانه الكلمات سلسة في بلاغة قل نظيرها , هو الآخر من رموز الحداثة , ففي فهمه السقيم أن كل مغترب هو متنور , و كل من أتانا من الخارج فلا بد قطعاً أنه يفوقنا فهماً و إدراكاً و رؤية , و عليه فقد إنتسب إلى جوقة المنبهين و المحذرين , علماً أنه يتصف دون سائر أقرانه بالوداعة , و سمات الطفولة البريئة , بما يتناسب مع كونه رضيعاً سياسياً يتجرع حليب العنصرية و الطبقية , و يخطو خطواته الاولى على درب العرق السامي الذي يحق له وحده أن يبدي رأياً في مصير الوطن . و يقارع أعداء الإمارة من الرجعيين و الظلاميين و يفند خلفياتهم الجرمية و نواياهم السيئة بحق جمهورية الحق و الحقيقة , مستنداً إلى كتلة أثرية تضم آلافاً مؤلفة من الأعضاء الذين يسكنون خياله و أحلام يقظته . و أخذ اليسار منحى نيو ديمقراطياً مع المقاوم المتقاعد من ماضيه الأسود الملوث بشبهة مقاومة العدو الصهيوني العزيز , و تحالف مع الإشتراكية المهجنة بأفكار الإقطاع المالي و السياسي , و صار لا يعرف له رب إلا من إطلع على أسرار الخلطات السياسية و وصفات تحضيرها في المطبخ الذي يديره الشيف فيلتمان في عوكر . و بعد أخذ و رد , و بحث مطول , و بعد أن كاد يطق قهراً و حزناً , منحه الخليفة الصغير عطية سخية , فولاه بلاد الفيحاء بين من ولاهم على تلك البفعة من إمارته . و سر مريدو الحاكم و محبوه في طرابلس بهدية سعد إليهم , و فدروا عالياً الكنز الذي أنابه عنهم , خير ممثل لخير جمهور , عطاء الخليفة الى عباده المخلصين . ففرح الياس بذلك و شكر مولاه الحريري و حمده على عظيم نعمه , فهو لم يكن ليرى الولاية و لا حتى لو دعت له أمه في ليلة القدر , أو تحت أقدام سيدة العجائب . أن تكون منتسباً إلى المقاومة في الأزمان الغابرة يعطيك الصلاحية كي تهاجم مقاومة هذا الزمن و تصفها بالرجعية و العمالة للشياطين السورية و الفارسية , و لكن إلياس ترفع عن هذا , فهو كريم و يعمل بشيم الكرام , و ديمقراطيته تجعل من بطنه رحباً يسع الجميع حتى لو كانوا ممن سرقوا منه شرف المجابهة في وجه الغزاة الصهاينة و جعلوا منه متبطلاً عاطلاً عن العمل . فتل شاربيه الديمقراطيين و نفخ كرشه السيادي و تمسك جيداُ بجاكيتته الجلدية التي تستبطن قيم الإستقلال و الإستهبال و صار كل يوم يفقعنا موال .و ادمن تناول الهمبرغر لأنه أعجب كثيراً بالشفافية التي تؤمنها هذه الشطائر التي كان يرى باطنها بوضوح تام . كما أن الإمتداد العامودي لها أوحى له بصورة تراكم رأس المال الذي سوف يجبيه من خزائن الخليفة . أما لقبه المحبب بين الأنصار الحركيين فهو القط الثائر , و لكن لا ندري على ماذا . ملك جمال الثورة , مغوي نساء الأعداء و دون جوان بلاد الأرز , الوسيم اللئيم , صاحب الحدبة , فقد أنار مصباح سحره , و أطلق العنان لجاذبيته كي تحصد الانصار و المؤيدين و يتضاعف عدد جمهور الآذاريين بفضل هذا السلاح السري الذي عجز الأعداء عن صده . و بعد تعرضه لمحاولة إصطياد فاشلة , إنتقم خصومه منه بأن إنتحروا حارسه الأمين , و تاثر هو لذلك شديد التأثر حتى بان ذلك جلياً على تسريحته , و أصيب بنكسة سببت له هالات سوداء تحت عينيه , فخسرت الثورة بذلك سلاحاً فعالاً في نضالها في سبيل السيادة , للأسف لن يتسم الإستقلال بالوسامة , فقد نال الأشباح من مصدره و منبعه , و بعد أن كان المصباح يعمل بالبترودولار , صار يعمل بالمازوت و الشحتار . دوري إبن الملك , الذي لم يجد له دوراً في صف من ولوا النواحي و الأمصار , و إكتفى بالعمل كرئيس للعسس في ناحية من نواحي جبل الرب . و رغم أن الخليفة لم يتكرم عليه كسائر القادة و القواد في الثورة , بقي وفياً , و أثبت ولاء مطلقاً مدفوعاً بمقته الشديد للعدو الظلامي المتمثل بالحامض و البرتقال . فهو سباق في فهمه لأخطار أولئك الدخلاء الجلب الذين يحطون من قدر الرقي و التحضر في ربوع جنة الحضارة و التقدم . و قد شب شبله على تعاليمه السامية , و بات طوافاً في المعارك النقالة التي تخوضها جيوش الدولة الجرارة بين يوم و آخر , و حفظ بهذا تراث العائلة العريقة في السهر على رفعة مقام الجمهورية السوبر فاضلة . هذا الشبل من ذلك الضبع من ذاك السبع , و حفظكم الله آل شمعون النمور من ربع . أما جراح الثورة , الطبيب المعجزة , الذي إستأصل كذا مليون دولار من بيت طبيب , فقد إجترح معجزة ثورية و دخل في سباق الرئاسة , علماً أنه ليس من عائلات النبلاء التي لها الأسبقية في ذلك , و عليه فقد أحبط مسعاه لإفتقاده العراقة التاريخية و المشروعية الذواتية , و خرج لا دنيا و لا آخرة . المسكين خسر مقعد الولاية للعريقة اللايدي بنت الذوات صولانج , و حيل بينه و بين غرفة عمليات بعبدا , و بات لزاماً عليه الإكتفاء بلقب دكتور فقط لا غير . يتبع
|