حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
طاعون العرب : الأمية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: طاعون العرب : الأمية (/showthread.php?tid=11215) |
طاعون العرب : الأمية - عمر أبو رصاع - 04-15-2007 طاعون العرب : الأوائل في الأمية! افادت المنظمة العربية للثقافة والعلوم أن عدد الأميين في العالم العربي تجاوز سبعين مليون شخص خلال سنة 2005، وقد ورد هذا الرقم في التقرير الذي قدم في اجتماع مجلسها التنفيذي الأخير. وقد أشار التقرير أيضاً إلى أن هذه النسبة تكاد تعادل ضعف المتوسط العالمي للأمية، كما ورد في التقرير أن عدد الإناث الأميات هو حوالي ضعف عدد الذكور. مما يصدم في هذه الوثيقة ، أن مصر احتلت المرتبة الأولى بـ17 مليون أمي، يليها السودان ثم الجزائر والمغرب واليمن. وتكمن الخطورة بما ذكرته السيدة سهام نجم الأمينة العامة للشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار من أن " 10 ملايين طفل عربي خارج التعليم" وهذا معناه أن المشكلة مستوطنة وفي تزايد مستمر وأن حكوماتنا الغير رشيدة رغم فوزها الدائم في كل انواع الانتخابات والتعديلات الدستورية التي تنسج ليس لديها لا رؤية ولا مشروع لمواجهة هذه الآفة فعندما نتكلم عن عشرة ملايين طفل خارج نظام التعليم فنحن هنا نستكمل منظومة الفقر والجهل والمرض في بناء وتكريس التخلف وتعميق الفوارق بين طبقات المجتمع ، ويذكر التقرير أن هذا التسرب ارتبط بظاهرة اطفال الشوارع وعمالة الأطفال التي انتشرت بشكل كبير على وجه الخصوص في مصر والمغرب مشكلة تمثل خطراً كبيراً على البنية الاجتماية والتقسيم الطبقي والفجوة بين الفقراء والاغنياء للمجتمع كله. فيما تمكنت بعض الدول العربية من تخفيض نسبة الأمية لديها دون حاجز 13 % على رأسها الأردن وكذلك تونس وليبيا وسوريا إلا أن هذا الأداء يظل دائماً دون المستوى المأمول بل دون مستوى الأداء العالمي في مكافحة الظاهرة وتتحمل الحكومات وسياساتها المسؤولية الأولى في ذلك رغم وعودها المتكررة بالقضاء على الأمية . بينما يتركز الثقل الحقيقي للأمية في العالم العربي سواء كنسب أو ككتلة عددية هي 5 دول كما جاء في التقرير وهي مصر والمغرب والجزائر واليمن والسودان حيث تتركز بها اكثر من 78% من الأمية العربية أي أنه من كل 5 اميين عرب واحد من خارج هذه الدول الخمس ، الخطير في الموضوع تركز التسرب من التعليم في ثلاثة دول هي مصر والمغرب والسودان مما يعني استمرار الامية وتكرسها في هذه الدول وصعوبة مواجهة المشكلة في ازدياد ، فإذا كنا عاجزين مبدئيين عن استيعاب النشأ في نظام التعليم كيف ستكون لدينا رؤية لمكافحة امية الكبار؟!! وفيما يتسبب النزوح والحرب بالظاهرة في السودان يرجع سببها للفقر وضعف النظام التعليمي وجديته في التعليم للجميع في مصر والمغرب. في فلسطين رغم النجاح السابق في خفض النسبة دون حاجز 13% إلا أنها عادت وارتفعت اثر الاجتياحات وتدمير البنية التحتية للمدارس ومؤسسات محو الأمية على الأقل يتحمل الاحتلال هنا المسؤولية إلا أن الأداء في ظل هذا الاحتلال جاء افضل منه في ظل الحكومات الوطنية المستقلة!!! يلفت النظر بحرقة ما جاء عن العراق البلد الذي كان اوائل التسعينات ضمن الدول السبع في العالم التي نجحت بالقضاء على الأمية قضاء مبرماً من خلال حملة ضخمة قام بها النظام و شاركت فيها الدولة والمنظمات الأهلية والإعلام استمرت لسنوات لكن كل هذا كله ضاع فمع الحصار وسنيه والاحتلال والهجرة راحت نسبة الأمية ترتفع بمعدلات مذهل تحت الحصار والاحتلال لتصل 61% عام 2003 شيء مؤلم ويدعو للتأمل والأسى. ركز التقرير على غياب المشروع نفسه أي غياب توجه جدي لمكافحة الأمية مما يغيب بالتالي التنسيق بين المؤسسات في هذا المجال. فقد اشار التقرير الى ان الدول العربية اخفقت في بلوغ الهدف لخفض معدل الامية الى النصف لدى الراشدين في العام الفين كما كانت تعهدت في المؤتمر العالمي الاول حول التربية للجميع في 1990 في جومتين (تايلاند). واليوم حذر بوسنينة الذي تضم منظمته منذ 1980 صندوقاً عربياً لمكافحة الامية وتعليم البالغين من "ان الوضع مقلق ويتطلب جهودا جدية". الحكومات العربية تتعهد كل 10 سنوات منذ عام 60 بالقضاء على الأمية ومع ذلك لا يحدث هذا بل ان الاتجاه في الدول الكبيرة نحو زيادة الامية لا القضاء عليها ، يا ليتنا نولي هذا ولو جزء بسيط من الأهمية والتخطيط كما نولي سياساتنا البوليسية والأمنية ، لازلت اتذكر حديث لأحد قادة جهاز المخابرات في الأردن عندما كان يفتخر بأن الجهاز هو اول من استعمل اجهزة الكمبيوتر في الشرق الأوسط تعجبت من هذا فيما زالت الارقام الرسمية تعلن أن هناك امية حوالي 10% في الأردن! التخطيط عندنا في دولنا العربية ينصرف لأمن الدولة ثم أمن الدولة ثم أمن الدولة حيث نحن في الريادة من حيث نسب الانفاق على أمن النظام وكل ما يتعلق به ، وما عدا ذلك كلام مرسل على اعنته لا علاقة له بأي شكل من اشكال التخطيط أو الاجندات الجادة أو سياسات التوسع في الانفاق ، وعود وكلام ولا يوجد اي فعل . إن الكارثة تأخذ حجمها الحقيقي عندما نعلم أن الامم المتحدة تصنف المنطقة العربية كأكثر منطقة مصابة بالأمية في العالم ، يعني حتى الأمية جنوب الصحراء في افريقيا صارت نسبتها أقل مما هي لدينا! لقد صار العالم العربي الأعلى أمية في هذا العالم! على قمة الجهل تجد العرب!!! ناهيك عن بعدنا حتى عن المتوسط العالمي الذي هو 19% بينما نحن اعلى من 35% حسب ارقامنا الرسمية وأظهرت دراسة مقارنة استندت عليها الأليكسو أن نسبة الأمية في العالم العربي أصبحت الأولى في العالم خلال السنة الماضية بعدما كانت الثانية بعد أفريقيا. ونزلت نسبة الأميين في أفريقيا من أكثر من 40 في المئة في السنة 2000 الى نحو 35 في المئة ثم إلى أقل من 33 % حالياً. هذا كما قلنا إذا صدقنا الأرقام الرسمية العربية فحكوماتنا تتمتع بدرجة مصداقية للأسف منخفضة يقول (زاهي عازار) السكرتير الأقليمي في المشروع السكاني للتربية الشعبية : (أن في العالم العربي ما يزيد على (100) مليون أمي) وقال مبرراًهذا الرقم بأن الدول العربية لا تقدم معلومات دقيقة ولعل ما يعزز هذا التخلخل في التصريحات واقع حال الأمية في لبنان على سبيل المثال لا الحصر إذ صرح الدكتور (عدنان الأمين) رئيس الهيئة اللبنانية للعلوم والتربية بالقول تبلغ نسبة الأمة رسمياً (14.4%) فيما تؤكد المنظمات غير الحكومية أن هناك (23%) وليس (14.4%) كما تدعي دوائر الحكومة اللبنانية). فما هو الحال في البلاد العربية الأخرى التي ينخفض مستوى المصداقية لديها بالضرورة عن لبنان؟!ٍ وتشهد مصر أكبر دولة عربية والتي كانت رائدة النهضة في الماضي في العالم العربي تشهد نكسة بكل معاير المعرفة التي يمكن استخدامها أو ما يمكن ان نسميه خط المعرفة عامة ، يكفي ان نبين عن مدى تجاهل المشكل والتعامل معه وكأنه أمر عادي وطبيعي من خلال تصريحات د. حمدي الجابري الذي شغل منصب وكيل وزارة الثقافة المصرية إذ صرح لجريدة الزمان : "نحن لا نخشى العولمة لأن ثلاثة أرباع شعبنا أمي!" هذا بالحديث عن الامية بمعنى امية القراءة والكتابة فماذا عن امية الانتر نت مثلاً؟ اشارت احصاءات منظمة «الأونيسكو» عام 2005 الى ان مستخدمي الانترنت يشكلون نحو سُدس سكان العالم، اي اكثر قليلاً من مليار نسمة وأن أكثر من نصف هؤلاء موجودين في الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوربية إذ تبلغ نسبة مستخدمي الشبكة حوالي 45% علماً بأن سكان امريكا وأوربا يشكلون أقل من 18% من سكان العالم ، بينما تنخفض هذه النسبة في عالمنا العربي البائس اي نسبة مستخدمي الشكبكة إلى أقل من 2%!!!! وهي كذلك دون المعدل في الدول النامية ولا بأس أن نعرف ان النسبة في اسرائيل هي 25%. ويؤكد الخبير العربي د. نادر الفرجاني ما جاء في تقرير التنمية العربية عام 2005 أنه بالاستناد لإمكانيات الدول العربية يمكن محو الأمية في العالم العربي تماماً و القضاء عليها في أقل من 10 سنوات ، فيما يمكن القضاء تماماً على الفقر خلال جيل واحد!!!! هذا طبعاً إذا حذت الدول العربية حذو الدول التي تخطط للمستقبل مثل ماليزيا أو اندونيسيا. نحن نخون حتى تاريخنا كأمة في علاقتنا الحالية بخط المعرفة وخاصة مصر التي كانت رائدة وكانت تتقدم الصفوف جميعاً في مجالات التنمية قبل ان تتذيل حتى القوائم العربية لدول بينها وبينها أكثر من قرن تنمية من الزمن !!!! فاليابان كانت ترسل البعثات التعليمية إلى مصر لدراسة التعليم في مصر ومحاولة تقليده في عهد محمد علي باشا!!!!!!! حيث أن مدارس البنات في مصر ترجع لأكثر من قرن ونصف ومع ذلك امية الاناث في مصر تفوق النصف!!!! وفقاً لإصدار 98 من تقرير العلم في العالم لليونسكو، العرب أنفقوا 0.14% عام 96 من الدخل القومي على البحث العلمي، في الوقت فيما أنفقت فيه إسرائيل 2.53% على الناتج العلمي، واليابان 2.9% وكوبا 1.62% ونحن أيضا كعالم عربي أقل دول العالم إنفاقاً على البحث العلمي والتعليم ، أي حتى لو تكلمنا عن نسبة الانفاق العام على التعليم سنجد النسبة هي الاخفض عالمياً!!! إذن كيف يكون العلاج وما هو المطلوب ؟ يقدم الخبير العربي والعالمي الدكتور نادر الفرجاني تصوره في 10 مبادئ على النحو التالي : "المبادئ العشرة هي أن تقوم العملية التربوية على أن مركزها هو الفرد دون أن يعني ذلك قلة الاهتمام بالجماعة أو غياب السلوك التعاوني. المبدأ الثاني هو اعتبار أن المعرفة الحديثة هي في حد ذاتها قوة. المبدأ الثالث يقوم على ضرورة اعتبار أن الواقع الاجتماعي للإنسان متغير ولا توجد فيه ثوابت، وأنه لا عصمة للمواريث الفكرية أو الاجتماعية من الخطأ أو القصور إذا ما أثبت التحليل العلمي ذلك. المبدأ الرابع هو: التركيز على القمة الجوهرية للعمل الإنساني المبدع. والمبدأ التالي هو إثارة.. أهمية إثارة روح التحدي في الإنسان العربي وبناء قدرته على صنع مصيره من خلال الاستجابة الخلاقة محيطه الطبيعي والبشري. المبدأ التالي: عزيز جداً على قلبي شخصياً هو مسألة ضرورة تكافؤ الفرص التعليمية أمام الأطفال العرب بمعنى يجب أن ينتفي تماماً أن يحرم الطفل أو الطفلة من حقه في التعليم يعني لا ينبغي على الإطلاق أن يحرم طفل من التعليم الأساسي أو طفلة من التعليم الأساسي لمجرد فقر أهلهم أو كون الثانية أنثى. المبدأ التالي في مبادئ إصلاح التعليم: حق المتعلم في أن يفهم ككيان إنساني واحد تستهدف التربية نموه الجسدي والوجداني والاجتماعي والمعرفي في تكامل وانسجام. المبدأ التالي هو: التربية تساعد الأطفال والراشدين على تفهم أفضل لثقافتهم الخاصة، خاصة والثقافة تلعب دوراً جوهرياً في الوطن العربي في الماضي والحاضر، ولكن أيضاً مع انفتاحٍ على الثقافات العالمية المختلفة. إذا اعتبرنا كما هو متفق عليه علمياً أن نظام التعليم ليس إلا انعكاسا للبنية الاجتماعية بكليتها، فإنها ليس غريباً أن يكون نظام التعليم لدينا متخلف وقهري، الأسرة لدينا قهرية، الجامعة قهرية، الدولة قهرية، وعليه فطبيعي أن يكون نظام التعليم قهري ويمنع اكتساب القدرات النقدية والتحليلية والابتكارية، لأنه أول ما ينتقد هو نظام الحكم." كما نرى انها علة ثقافية عربية مركزها القهر وان النظام الحاكم لدينا في دول العالم العربي يتحمل المسؤولية وهو بدوره نتيجة لمنظومة القهر الاجتماعي والفكري فظاهرة القهر وظواهر كالإقصاء والاستبداد متكرسة في ثقافتنا الاقصائية ، إننا بحاجة لرؤية جديدة رؤية عمادها الحرية قبل كل شيء تؤلف الجهود من أجل بناء دولة مدنية أساسها المواطنة وعمادها الحرية واحترام حقوق الانسان. تحياتي ومحبتي طاعون العرب : الأمية - نسمه عطرة - 04-15-2007 الزميل الفاضل عمر أرجو أن تتفضل بتغيير لون ما كتبت لأنه مزعج للعيون ولا نستطيع أن نقرا تفكيرك النير شكرا لتفهمك (f) طاعون العرب : الأمية - عمر أبو رصاع - 04-15-2007 عذرا سيدتي على ازعاج عينيك وعيون القراء وقد غيرت لون الخط واعتذر مرة أخرى ، شكراً للتنبيه. تحياتي ومحبتي عمر طاعون العرب : الأمية - آمون - 04-15-2007 Arrayيلفت النظر بحرقة ما جاء عن العراق البلد الذي كان اوائل التسعينات ضمن الدول السبع في العالم التي نجحت بالقضاء على الأمية قضاء مبرماً من خلال حملة ضخمة قام بها النظام و شاركت فيها الدولة والمنظمات الأهلية والإعلام استمرت لسنوات لكن كل هذا كله ضاع فمع الحصار وسنيه والاحتلال والهجرة راحت نسبة الأمية ترتفع بمعدلات مذهل تحت الحصار والاحتلال لتصل 61% عام 2003 شيء مؤلم ويدعو للتأمل والأسى.[/quote] هذا الكلام غير قابل للتصديق :angryrazz: كيف تحول العراق من بلد خال من الأمية في أوائل التسعينات إلى 61% أمية عام 2003 ؟ هل ارتد الناس إلى الأمية بعد تعليم مثلاً ؟ كان تعليما مزيفاً إذاً ، ولو افترضنا أن النظام التعليمي العراقي انهار بشكل كامل في الفترة المذكورة فمواليد هذه الفترة لا يمكن أن يشكلوا 61% من الشعب ، بل أن أعمارهم (من 1 إلى 13 سنة) لا تسمح بتصنيفهم كأميين أصلاً . بالنسبة لمصر ، والله أشعر بدرجة من الرضا عن سير الأمور فيما يتعلق بمكافحة الأمية التي بلغت 39% في إحصاء 1996 ثم نزلت إلى 29% في إحصاء 2006 الذي أعلن ملخصه منذ أسابيع ، النسبة الغالبة هي للتعليم (71%) ورغم ذلك الحال كما ترى ، والحق أن ما لم تنجزه الأغلبية المتعلمة يصعب تصور أن تنجزه الأقلية الأمية إذا تعلمت كلا بل يسهل توقع أن إدخال شرائح سكانية جديدة إلى زمرة المتعلمين سيخلق مطالب وحاجات إضافية لهؤلاء المتعلمين الجدد وحين تكون ظروف المجتمع قاصرة عن الإيفاء بهذه الحاجات يتعمق الشعور بالحرمان ويأخذ الفقر ابعاداً جديدة في المجتمع . وبمناسبة الكلام عن العراق الصدامي وقضائه على الأمة في بلده ، لنتذكر نموذجاً آخرَ خاض نفس التجربة وهو نظام فيدل كاستيرو في كوبا ، وظاهريا قد يبدو أن النظامين المستبدين (البعثي هنا والماركسي هناك) قد راحا يستعجلان التقدم ويحرقان المراحل مدفوعين بمزاج استبدادي من صميم طبيعته كراهية التدرج المرحلي والذهاب بالأمور إلى أقصى مداها و "هنا والآن" ، وقد يبدو أيضاً أن في الأمر محاولة لإجراء مقايضة من نمط كلاسيكي عرفتها كل أو معظم أنظمة الاستبداد الحديث ومفادها أن للمستبد أن يستعبد رعاياه ويسومهم سوء العذاب مقابل أن يعطيهم شيئاً ما : عصمة من عدو خارجي (غالباً وهمي) ، رغيف خبز مدعوم وفرصة عمل مضمونة في القطاع العام ، دور مؤثر خارجياً ، محو أميتهم ....الخ . لكن النظامين المذكورين وقد سعيا لمحو أمية شعبيهما لم يقصرا أبداً في أضطهاد ، تخويف ، قتل ، نفي ، اعتقال كبار المثقفين والمبدعين من أبناء الشعبين ، أما عن مصادرة الكتب وحرقها وإجراءات الرقابة والمنع فحدث عنها ولا حرج ، فكيف ـ بحق الجحيم ـ نوفق بين المسلكين ؟ كيف نفهم أن يسعى النظام الصدامي إلى محو أمية فلاح عراقي من خلال دورة دراسية مدتها ستة شهور بالكاد تكفي لتعلم "فك الخط" وفي نفس الوقت يُنفى في الأرض محمد مهدي الجواهري وفؤاد التكرلي ونازك الملائكة وعشرات غيرهم ؟ وبأي منطق أعلم الناس مجرد القراءة والكتابة وأفعل كل هذه الأفاعل بمن تجاوز تعليمهم القراءة والكتابة بكثير ؟ الظن عندي أن النظام المستبد ، وخصوصاً المستبد المؤدلج (وهل يوجد استبداد دون أدلجة؟ ) ، يسعى بشكل شبه غريزي إلى تعليم شعبه ولكن ـ رغم ذلك ـ ليس أي تعليم ، هو بالضبط التعليم الذي يؤهل صاحبه أن ينضم إلى ركب "المؤمنين" بالزعيم وبالحزب وبالعقيدة ، وإذا صح أن نعتبر "اللا أدريين" ، هذه الفئة الأمية الجاهلة من الشعب التي لا تعارض الزعيم (والحزب والعقيدة) ولكنها بحكم جهلها غير قادرة على اعتناق ادعاءاته وتبني فلسفته والإيمان به (الزعيم) تالياً ، إذا صح أن نعتبر هؤلاء مصدراً دائما لقلق وشكوك المستبد سهل علينا أن نفهم ما درجت عليه أنظمة الاستبداد من خلال جهازها البيروقراطي ولجان التثقيف والإرشاد (لا يوجد حزب شمولي بدون لجنة من هذا النوع) ومؤتمراتها الشعبية ، من أنشطة تثقيفية وتعليمية لا تكل ولا تمل . الموضوع يحتمل مزيداً من الاستطراد ، لكن المهم أن الفقرتين الآخيرتين قصدتُ بهما قطع الطريق على زميلنا ثاندر قبل أن يأتي ليهتف لزعيمه البعثي بالطريقة إياها التي عودنا عليها :angryrazz: |