نادي الفكر العربي
كتب زياد الرحباني في جريدة الاخبار اليوم - نسخة قابلة للطباعة

+- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com)
+-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3)
+--- المنتدى: قضايا اجتماعيــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=60)
+--- الموضوع: كتب زياد الرحباني في جريدة الاخبار اليوم (/showthread.php?tid=11570)



كتب زياد الرحباني في جريدة الاخبار اليوم - أبو عيسى - 03-15-2007

هل حقا زياد الرحباني على حقا في كل النقاط التي طرقها في هذا الموضوع؟
لقد عهدت زياد من منتقدي النظام السوري عندما كان في لبنان... ولكن ماذا حدث؟

--------

الأصل، الجرأة!

زياد الرحباني

رغم نجاحها المشهود له وانتشارها في فترة قياسية، لم يكن لدينا غيرها، سوى تلفزيون الدولة اللبنانية، وقد تناتشته «الجمهوريات اللبنانية للتعايش» تباعاً وتدريجاً، ورغم خرقها في حينه كل المبادئ والمسلّمات والممنوعات التي رست عليها تاريخياً دولتنا، وبتراضي الجميع في سياستها الإعلامية المسماة ــ متوازنة ولغتها المدورة «المتعايشة» مع المواطنين المتعايشين بدورهم معاً ومع ألعوبة التعايش المتلفز والمعيوش وذلك نزولاً عند طلب دولتهم للتعايش منهم بأن يتعايشوا كي نستطيع أن نتعايش مستقبلاً وربما حاضراً، وبالرغم من القرصنة الرسمية العامة على المحلي والعالمي التي بدأت بها بثها بحجة «أنها» وربما انها أيضاً في حالة حرب. فالاستيلاء الممكن على أرشيف «تلفزيون لبنان» ضرورة لإنقاذ الوطن الموحد والمسيحي من الفلسطينيين الغرباء وأحزاب المسلمين واليسار الغرباء أيضاً وكل الغرباء.
فكل من ليس مسيحياً صراحة غريب. هذا إن لم يكن بخطورة أنه: غريب وسوري مثلاً. هنا الخوف وهنا يبيت الشيطان الذي حتى وهو يحمي المسيحيين تاريخياً (هذا تمويه وخطة جهنمية) لا يؤمَن جانبه، فهو غريب وسوري، تصوّر، وله أطماع بحمايتهم وبحماية الوحدة اللبنانية على أساس أن مناله البعيد هو إبادتهم واحتلال بلد موحد متماسك. ذلك بعكس جميع أشكال الاستعمار والانتداب المعروفة في تاريخ البشرية، التي من الطبيعي أن تفضل البلاد المجزأة المقسمة على مبدأ فرق تسد.
إن هذا الغريب والسوري مختلف تماماً. فهو مؤمن مثلاً بـ: وحّد تسُد. فهو يفضّل أن يحتل بلداً ذا سيادة واستقرار. كي يهينه ويذله. يفضل أن يحتل شعباً مقسماً مفتتاً كي يوحّده ويعاود احتلاله دون متاعب. غريب هذا الغريب والسوري.
إن جل ما يعرفه عالم الإعلام العربي والعالمي عن محطة الـ«l.b.c» وبالمختصر الموضوعي والمفيد هو أنها محطة للمسيحيين. مهما حاولت الرقاصات المدعمات بـ«المليون» وبـ«الوادي» وبـ«الأكاديمي» و«ملكة جمال الشبان» أو «ملكهم» وبـ«نهر الفنون» و«كأس النجوم». إن صليباً متدلّياً على صدر مذيعة ـ أستغفر الله العظيم ـ مع بداية نشرة الأخبار يدل على أن المحطة ليست للموضوعيين... والبادي أظلم!
نحن بالفعل لا نظلم محطة الـ“L.B.C”، بل على العكس، فهي “البادي”. إنها أول تلفزيون خاص يبدأ البث، إنها أول تلفزيون يبدأ الدسّ، فهي الأظلم وهي الأقدم. وقد بكّرت بظلمها للملل الأخرى، المنهمكة وقتها بإعداد العدة للبث المضاد، فالبث بالبث والسن بالسن.
دعك من الموضوعية يا مخايل. ربما كان الغرب يضع المسيحيين اللبنانيين في رزمة واحدة ولا عجب، فهو يفعل الشيء نفسه مع المسلمين، يفعله أجل، لتبسيط التعاطي كما الفهم لـ“المعجزة الأهلية اللبنانية”. أما نحن وأنت والمشاهدون يا ولدي، فنعرف أن للمحطة الترفيهية المذكورة تاريخاً سياسياً معيناً جداً، وهو “قواتي” باسم المجتمع المسيحي، ونقطة تضعها أينما رأيت السطر!. ضع النقطة و“افتح يا سمسم”، إننا لم نكتشف شيئاً، إننا “اكتشفنا البارود” و“باب الحظ” وهلّت علينا “نجوم السبت” والظهر، ولم تشفع كلها لتلطيف توجّه المحطة ــــ الأساس. لن تستطيع، لا مهرجانات “الفونيكس الذهبي” ولا تغطية معارض السيارات في دبي، بمذيعات و“مقدّمي اللبنانيات للإرسال”، أن تموّه فينيقية الجوهر. لا بل إن المحطة فخورة بموقعها، وتجاهر بصدقيّتها العالية وكمال الموضوعية. إنها محطة “لمن يجرؤ فقط” علناً و“بكل جرأة”. إنها تعمي “حيث لا يجرؤ الآخرون”. إنهم جريئون، داسوا على الذاتية فداءً للمجتمع المسيحي وبعض من إخوانه المسلمين، وأصبحت الموضوعية لهم. إنهم يفسّرون ويدرِّسون كل ليلة “موضوعيّتهم” لكل من هو فوق الثامنة عشرة. إنها: المؤسسة الموضوعية للراشدين!. وأية موضوعية!؟ لم يسمع أحد بها أو يشاهدها سوى العاملين في المؤسسة وخاصة المزمنين المعمّرين منهم. ومن لم يقتنع منهم بها، ولاحظ ذلك، يكُنْ منفرداً في زاوية، “ذاتياً”، والغالب أن الباقين لاحظوه وأتركوه “المحطة الموضوعية للإرسال”، بالتي هي أحسن وصادف أنها الأحسن وهي، بناءً عليه، ستحسم أمره الذاتي بمنتهى الموضوعية. والبث شغال، يا ليل يا عين يا معين يا ويلاه!.
أعجب ما في هذه المحطة، أنّ لها وجهاً عربياً. إنها الوجه السافر للمحجوب الذي تحظره المملكة السعودية في الداخل، لتباركه بل تموّله في العالم العربي بأسره، وذلك من لبنان بإدارة مسيحيين موارنة “غير مكرهين” فكما أنه لا إكراه في الدين، لا إكراه في العهر أيضاً.
------------