حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
أزمة المعارضة السورية - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســــــــاحات العامـــــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=3) +--- المنتدى: فكـــر حــــر (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=57) +--- الموضوع: أزمة المعارضة السورية (/showthread.php?tid=11583) |
أزمة المعارضة السورية - شهاب الدمشقي - 03-14-2007 مقال للتأمل !! .. في تعبير عن أزمتها المستمرة: المعارضة السورية تقاطع الانتخابات التشريعية معتصم الأحمد نقول بداية أن سورية بلد ديموقراطي حر يتمكن فيه المتنافسون من خوض الانتخابات التشريعية بحريتهم وكامل إرادتهم وأن من يشكل الأغلبية يكون له الحق في تشكيل حكومة أو أن يكون هناك ائتلاف ينعكس أغلبية في البرلمان يمكن الحكومة من تميرير مشاريعها، إذ إن الأمور محسومة سلفا ومعروف أن الحزب الحاكم هو من سيشكل الأغلبية في البرلمان وبالتالي سيشكل الحكومة أما مايتفضل به على حلفائه في الجبهة الوطنية التقدمية فهو تحصيل حاصل وأمر شكلي لا قيمة له إذ يعرف جميع من ذهب إلى سورية أو قرأ عنها أن أن الأحزاب المنضوية تحت راية الجبهة الوطنية التقدمية مثل الشيوعي بشقيه (يوسف فيصل- نجاح بكداش) وغيرها من الأحزاب الناصرية المهترئة قلبا وقالبا هي أحزاب بعثية أكثر من البعث ذاته، بل إنه حينما تم السماح لتلك الأحزاب بإعادة إصدار صحفها فإنها اتبعت خطابا يعود للحقبة الستالينية يتحدث عن البروليتاريا والرأسمالية التي تمتص عرق البشر في صحف شيوعية مثل النور والشعب أو خطبا ناصرية ملتهبة في صحف الاشتراكيين العرب بمختلف مسمياتهم ولكن في غلاف بعثي واضح لا يزيغ قيد أنملة بل إنك لتجد بعض المناقشات وشيئا يسيرا من النقد في صحف البعث أكثر من الصحف الآنف ذكرها. ولا أريد ان أذكر القارئ بأن موظفي القطاع العام يتم سوقهم بحافلات الدولة إلى ما يسمى ب"المراكز الانتخابية" وعند إنزالهم إلى المقر الانتخابي يتم تسليمهم ورقة عليها اسماء المرشحين وما على العمال سوى إسقاط تلك الورقة فيما يسمى ب"الصنوق الانتخابي" ثم يعود إلى البيت، أما ما تبقى من المرشحين ممن يسمون ب"المستقلين" فإن موسمهم الانتخابي يبدأ قبل يوم الاقتراع ببضعة أسابيع عبر خيم كبيرة يتم فيها استعراض الكرم الانتخابي وتذبح فيها الذبائح وتتوزع العطايا وتنطلق الوعود والخطب الرنانة بالقضاء على البطالة وتحسين الوضع الاقتصادي مع أنه من المعلوم أنهم لا يستطيعون تنفيذ أي من ذلك ليس فقط بسبب طبيعة النظام السياسي وإنما بغياب خطة واقعية ممكنة التنفيذ للمشروع الذي يتبنونه وعدم وجودهم في كتل تمكنهم من تمرير واقتراح مشاريع قوانين لفائدة المواطن فيصبح المهرجان موسما لتناول الأطعمة والمشروبات وطق الحنك ليس إلا ويصبح الوصول إلى منصب نائب شيئا من قبيل الوجاهة الاجتماعية ليس إلا. ننتقل إلى إعلان قوى المعارضة السورية متمثلة في تجمع " إعلان دمشق" بأنها لا تنوي المشاركة في الانتخابات احتجاجا على عدم تغيير قانون الانتخابات أمرا مضحكا وغريبا في الوقت ذاته. فالمعارضة السورية مثلها مثل النظام تعاني من مقاومة ومناعة ضد النقد ناهيك بتبعثرها وشدة انقساماتها، لا أدري كيف لمعارضة أن تنتظر البلد حتى يصبح ديموقراطيا وتتسع فيه الحريات دون أن تفعل شيئا. هل ينتظرون من النظام السوري أن يصنع قانون انتخاب عصري وحديث وأن يفتح الحريات السياسية والإعلامية هكذا دون أن يرى حجما للمعارضة في الشارع فيدرك أن الناس غير موافقين على سلوكه، إن القانون الإنساني يقول بأن "الحريات تُنتَزَعُ ولا تعطى". المنظرون البعثيون يقولون لماذا نعطي أحدا شيئا لم ينتزعه ولا نقصد هنا بالانتزاع تلك المواجهات المسلحة مع النظام فتلك ليست وجهة أي عاقل. لماذا لا يأخذون من فاليسا في بولندا نموذجا فقد كافح الرجل وناضل وأسس مع آخرين " حركة التضامن " وأطاحوا بنضالاتهم الحكم الشيوعي من داخل البلد، صحيح أن بولندا ليست سورية وأن حركة التضامن لم تخل من دعم أوروبي غربي بالتحديد وحتى أمريكي، ولكن من المعروف أن النضال الداخلي هو ما يأتي بالتغيير وليس على الطريقة العراقية بالمرة حيث تم استبدال النظام الصدامي بالفوضى التي قد لا تنتهي. لماذا لا تستعرض قوى المعارضة حجمها الحقيقي في الشارع ولماذا تكتفي باعتصامات رمزية أم أن العشرات الذين تجمعهم يمثلون حجمها الحقيقي. يعلم الجميع أنه المواجهات بين الإخوان المسلمين والنظام الحاكم أدت إلى اختفاء الإخوان من الحياة السياسية العامة منذ خمسة وعشرين عاما فالشخص الذي ولد عام 1982 لا يعرف شيئا عن هذه الحركة ولم يعايشها فما بالك بمن كانت أعمارهم عشرة أو خمسة عشر عاما وهم الآن في الأربعينات من أعمارهم وهم مع المراهقين يشكلون الغالبية الساحقة في المجتمع السوري مما يعني أن الإخوان غير موجودين فعلا على الأرض وأراهن أنهم لن يستطيعوا أن يسيروا عشرة آلاف شخص في مظاهرة واحدة علما بأنه قد يكون لهم مناطق تحمل ما تبقى من ميراثهم في مدينتين هما حلب وحماه. أما لو انتقلنا إلى التجمع الوطني الديموقراطي بقيادة حسن عبد العظيم وهو ناصري فقد تأسس في العام 1979 مكونا من خمسة أحزاب ناصرية وبعثية وشيوعية منشقة عن احزابها الأم فبقي نخبويا لا يعرفه احد إلا بعض ممن يعمل بالسياسة وهم قلة ويزيد من استغرابك أنك إذا سألت مواطنا سوريا في الشارع عن هذا التجمع فإنه سيقول لك :"هل هذا موجود في سورية أم في الجزائر؟"، ولو انتقلنا إلى الأحزاب الشيوعية الأخرى وما أكثرها- من المكتب السياسي إلى العمل الشيوعي إلى حركة الشيوعيين السوريين إلى الحركات العمالية الأخرى - لوجدنا أنها أحزاب صغيرة غير ذات شعبية تتصارع فيما بينها على أرضيات تروتسكية وماركسية وماوية في جدل لا ينتهي هذا مع الاعتراف بنضال الكثير من أفرادهم وتعرضهم للسجن والملاحقة، يبقى لنا أن نذكر التيار الليبيرالي في سورية فهناك حزب الإصلاح السوري الذي نشأ في واشنطن على يد المعارض السوري فريد الغادري ولكنه بالفعل لا يملك أحدا على الأرض ومن طريف ما يذكر أنه أراد أن يعمل استعراض قوة قبل ثلاثة أو أربعة اعوام عبر دعوة أنصاره إلى اعتصام في جامعة حلب ولكن أيا من المعتصمين لم يأت مما يعني أن الحزب فعلا بدون قواعد شعبية، أما التجمع الليبيرالي الديموقراطي والذي يقبع زعيمه كمال اللبواني في السجن بعد زيارة مثيرة إلى الولايات المتحدة وأوروبا فهو مثل سالفه دون قواعد شعبية وبإمكاننا أن نضيف حركة العدل والبناء إلى الأحزاب خالية القواعد. أما ما نشأ من تجمعات بعيد استلام الرئيس بشار الحكم مثل حركة السلم الاجتماعي بقيادة رياض سيف فماتت بدخول النائب سيف إلى السجن بعد مداخلاته المتعلقة بالفساد في مسألة الهاتف الخلوي في سورية واتهامه بتغيير الدستور بالقوة ولم يعد لهذه الحركة ذكر! وعودة إلى إلى إعلان دمشق حينما نشأ والذي أثار إعجابا هائلا وأماني عريضة ولكن هذا التجمع فشل حتى الآن في إيجاد صيغة للتعبير عن نفسه على أرض الواقع والانعكاس قوة سياسية تؤثر على الحكم وتجبره على القيام ببعض الإصلاحات وتنتزع منه بعض الحريات، بل تفرغ لإصدار البيانات والهجوم على القوى السياسية الأخرى وهجوم الآخرين عليه، لماذا لا يستطيع أن ينظم مظاهرة جرارة؟ حتما لأن إعلان دمشق لا يملك شيئا من الشارع وليس من خيار بديل حقيقي عنده يواجه به الحزب الحاكم، إذ هناك ملفات شائكة لا أعتقد أن باستطاعتهم - أي قوى إعلان دمشق- أن تأخذ موقفا علنيا منها، إذ ليس هناك برنامج عمل لاسترجاع الجولان - بالمفاوضات أم بالمقاومة-، وماهو الموقف الذي سيتم اتخاذه بشأن العراق، وماالموقف من لواء اسكندرون الذي تغتصبه تركيا، كيف سيتم هيكلة البلد اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وما الموقف من مسائل شائكة مثل تنظيم الجيش والمخابرات وكف يديهما عن التدخل في الحكم. لا شك أنني قرأت أدبيات إعلان دمشق ولكن ما من برنامج عمل مفصل، فكل ماهو موجود عبارة عن عناوين عريضة يتكلم بها أي فرد ولكن هل من برنامج عمل تفصيلي بديل للنظام الحال؟ حتما لا. قد يقول البعض لماذا كل هذا الهجوم على المعارضة السورية بسبب مقاطعتها للانتخابات وأقول هنا لماذا لا تخوضون الغمار ولو أنكم لن تحصلوا على مقعد واحد فالتجربة والانخراط خير من الانكفاء، إذ لا يتخيلن أحد ان يقوم النظام السوري بعمل حصة للأحزاب ويضمن لها الشفافية هكذا دون أي مجهود، ولماذا لا تشكل المعارضة فرقا لمراقبة الانتخابات ورصد التجاوزات ولتحشد المظاهرات المليونية في المدن السورية إن كان حقا لهذه المعارضة جذور ثابتة على الأرض السورية. ماذا أفادت تجربة انكفاء المسيحيين عن المشاركة في الانتخابات في لبنان إبان الحقبة السورية؟ قادت إلى عزلهم أكثر عن الحياة السياسية اللبنانية مع يقيني المطلق بأن لبنان ليس سورية ولكن مايهم هو فكرة المشاركة ليس إلا ولو علمت السلطة الحاكمة في سورية أن لهؤلاء الناس - أي المعارضة- دفعا شعبيا لراجعت حساباتها ولو قليلا. أجزم بالفعل أن المعارضة السورية لا تملك مشروعا متكاملا للحكم وما تملكه هو النقد والنقد فقط، إذ إن الشعب السوري تواق إلى الإصلاح والتغيير - وليس على طريقة عون أو حماس إذ تحمل كتلهما النيابية ذات الإسم في لبنان وفلسطين - ولو كان عند هذه المعارضة مشروع بديل لاستحق التفكير أو حل مكان السلطة القائمة. إبقوا متفرجين أيها المعارضين ولا تشاركوا ولا تعملوا شيئا ولن يتغير شيء في سورية، فالانكفاء وقت القمع والظهور وقت تراخي النظام قليلا لعبة لم يعد يطقها الشعب السوري. المصدر: اخبار الشرق: http://www.thisissyria.net/2007/03/13/forum/05.html |