حدثت التحذيرات التالية: | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
Warning [2] Undefined variable $newpmmsg - Line: 24 - File: global.php(958) : eval()'d code PHP 8.1.2-1ubuntu2.19 (Linux)
|
أيامي ذهبت - نسخة قابلة للطباعة +- نادي الفكر العربي (http://www.nadyelfikr.com) +-- المنتدى: الســـــــــاحات الاختصاصيـــــة (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=5) +--- المنتدى: لغـــــــة وأدب (http://www.nadyelfikr.com/forumdisplay.php?fid=78) +--- الموضوع: أيامي ذهبت (/showthread.php?tid=11629) |
أيامي ذهبت - محارب النور - 03-11-2007 أيامي ذهبت كزار حنتوش مثل الصيف ! مثل شيوعي في " جيبوتي" مثل مغن في الديوانية مثل الليل مثل (العبدو) مثل حياء لا يعرفه أحد هذي الأيام مثل صديق ينوي أن يقذف جسمك ، في بالوعة مثل شمال ما فيه جنوب مثل حصان يتشمس، تحت مظلة إقطاعي مثل فلسطين مثل غداء تحت جسور العشار مثل سعدي الحلي مثل سماء أخرى مثل الجندب مثل ( البزون) الجائع مثل محب في ناحية (الدغارة) مثل المتنبي مثل طريق يسلكه بدوي مثل الشمس!! في ليلة عيد مثل تمور تشرى في البصرة مثل عناق ضرير مثل الفقمة مثل الغمة إذ يأذن الرب لها فتفتك بالأمة مثل العمة اذ يتزوجها رجل لا يعرف فمه من (خشمه)! مثل الديوانية مثل صديق يبتاعك سرا، أو جهرا مثل البانزين مثل الكهربة الديوانية مثل ممثلنا في المجتمع الوطني مثل الخبز مثل القط مثل الفأرة إذ لا يأكلها أحد مثل الأدباء مثل جميع الناس أنا.. مهجور.. ومطارد.. ووحيد ! _______________________ مع شرح بسيط للقصيدة وليس على عادة الشعراء الجدد ,عندما تقول له :اشرح لي معاني القصيدة؟. فيرد عليك : انتَ من يفسر القصيدة حسب مزاجك ؟؟؟. سوف ارود هنا كل أسباب القصيدة : كما الحلم ، بحثت عنه في مدينة صباي - لواء الديوانية - . لم أعثر سوى بعض من قصائد وصديق له ، شاعر أيضا اسمه - بهاء الدين عبد الصاحب- همسني خجلا انه أول من صعد على تمثال الطاغية وكتب قصيدته الفولاذية بقلمه الحديد في قاعدة الصنم حتى أسقطه. بعدها عدت لأكتب عن كزار - عود القرنفل- أثر انتخابه رئيسا لإتحاد أدباء الديوانية. منذها وأنا اتابعه .. ولو عن بعد. في يوم تشريني قريب وإذا بي أجد قصيدة للشاعر كزار حنتوش مهداة من موقع مهرجان الملتقى الثقافي العراقي الأول، إلى ( عروس الفرات) جريدة مدينتي الأخرى** تستصرخ الغادين. طرقت باب قصيده ودخلت دون استئذان ، فبستانه دون باب ومدخله تتزاحم من حوله شجيرات الحنّاء: "مثل الصيف ! " هو ذا مدخل قصيدته ( أيامي ذهبت). للوهلة الأولى تجدها قصيدة سهلة لا تحتاج إلى جهد لسبر أغوارها. تتعاقب (مثل) لتشكل تكرارها الثاني والثلاثين يقطعها بـ (لا) مرة واحدة ثم يختمها بـ ( أنا) الوحيدة. لم يبق فيه سوى هيكله العظمي ! مثل الصيف أجدب .. ومثل ماذا أيضا؟ "شيوعي في جيبوتي". نتوقف قليلا عند هذه المثابة ( جيبوتي) موضحين لمن لا يعرفها تماما: منذ هجمات 11 أيلول 2001 تشكل جيبوتي الموقع المركزي في حملة مكافحة الإرهاب في منطقة القرن الإفريقي. 90 في المئة من أراضيها صحراوية. تحتل موقعا استراتيجيا بين أفريقيا وشبه الجزيرة العربية عند منفذ البحر الأحمر. تحدها اريتريا وإثيوبيا والصومال. يبلغ تعداد سكانها 850 ألف نسمة. كانت مستعمرة فرنسية باسم "الساحل الفرنسي للصومال" ثم باسم "الأرض الفرنسية للعفر والعيسى" في 1967. نالت جيبوتي استقلالها عام 1977 وتولى حسن غوليد ابتيدون الرئاسة. بقي نظام الحزب الواحد فيها حتى عام 2002 لتحل مكانه التعددية الحزبية المحددة بأربعة أحزاب. في نيسان 1999 انتخب إسماعيل عمر غيلله رئيسا ليخلف الرئيس غوليد ابتيدون الملقب بـ"الحاج". قوتان دوليتان تتجاذبانها هما أمريكا وفرنسا وسط أمية ما أقساها على من حمل لواء مقارعتها. وهو يذكرنا هنا في مقارناته المتضادة بتناص مع ما أورده المتنبي : أنا في أمة تداركها الله ... غريب كصالح في ثمود وما مقامي بأرض نخلة .... الآ كمقام المسيح بين اليهود كان على كزار أن يؤشر لمثل ذلك التناص في ومضاته. وهو أيضا الليل الموحش و( العبدو) الغجري .هو ذلك المغني المنعزل بالضرورة فديوانيته ما عادت تستقبل مغنيها ومطربيها حيث أنطوت غارقة بحزن ماضيها العميق لاطمة حاضرها المفجوع الموجوع . ثم ليشبّه تغرّبه بالحياء الذي تنكر له أهله أو هو ضحية اللون الجديد من الصداقة التي تغدر بصاحبها لافظة به إلى الحضيض. التشبيهات تترى وتتنقل الصور المتضادة بانسيابية لا تمل ، موظفا الشيء ونقيضه ليصور لنا حجم المأساة : فهو شمال فقد جنوبه وحصان يتشمس تحت مظلة إقطاعي . أي زمن هذا الذي يجعل من حصان (الثورة) يتشمس تحت مظلة إقطاعي . الحصان الذي هو رمز الثورة كما يشخصه الفنان المبدع جواد سليم في جداريته الرائعة. هذه هي أقسى صورة وابلغ رمز استطاع ان يؤسس له كزار في قصيدته هذه. ثم يعرج الشاعر إلى مقارنة وضعه بفلسطين الجريحة التي صار الوحش يمضغها بهدوء ! تتواصل التشبيهات بتناقضاتها فيأخذ بنا الشاعر إلى غداءاته تحت جسور العشار ! أية جسور تلك التي تضم كزار عند خليجها ؟! ثم يأتي ذكر المرحوم (سعدي الحلي) المطرب المعروف الذي مات وحيدا الذي أثقل بما ليس فيه !. بعدها السماء الأخرى .. هي سماء واحدة ، عن أية أخرى يتحدث كزار؟ كما الجندب ومثل (البزون) الجائع. لاحظ لم يستخدم الشاعر مفردة ( القط) بدلا من (البزون) ومثلها في الجندب. حيث وردت التسمية المحلية الشعبية لتعطي وقعا أقوى تقابلها إزاحة للمفردة الفصحى. ولتعود المفردة الفصحى تأخذ وضعها الطبيعي ثانية. بعدها يلوذ بمحلياته المكانية فتصعد معه القطار القديم لتتعرف على مدينة الدغارة ونقاء محبيها الذين يخشون الإفصاح عن هوى أخذ بقلوبهم فباتوا مجرد عيون يفضحها هوى عذري. التوحد ينتقل مع المتنبي الشاعر وخلال طريق صحراوي يسلكه بدوي .. لقد تماثل للشاعر انه ذات البدوي. أو مثل الشمس في ليلة عيد ! أي تزاوج متضاد هذا الذي تصنعه مخيّلة الشاعر؟ نتوقف عند تموره التي تشترى في البصرة. ونتساءل كيف لتموره ان تشترى وسط مدينة تعد مركزا لإنتاج التمور؟ لو تعمقنا في سخرية الشاعر المرة للوضع الذي آلت إليه بلاده ، ألم يدين كما في الضرير حين يعانق. أو وضع الفقمة ليتشبه بعجزها عن المشي وهي تتطاول في محاولة بائسة. أو هو ذلك الشر المستطير ينتظر أمرا ليفتك بالأمة. وكأنه واقع تحت دهشة تساؤله: " وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها" بل هو زواج العمة العقيم. أو هو حال الصداقة هذه الأيام حيث يباع ويشترى صاحبها في غفلة أو دونها. هو الأكذوبة التي تجدها في توفر البنزين أو الكهرباء . ثم يربط ذلك كله بعقم دور ممثل المجتمع الوطني الذي شل لا حول ولا قوة! ثم ليزيح الغطاء عن مواطنه العراقي الذي حرموه من خبزه الذي اختفى فبات مجرد حجر في لعبة خاضع للقتل ولكن إلى حين كحال الفأر الذي لا يأكله القط حتى تمله اللعبة ! أو هو مثل شحة الأدباء مثل جميع الناس الذين أصابتهم دهشة ما حدث ويحدث .. فجميعهم كحال الشاعر يعانون التوحد. باختصار : أراد الشاعر أن يدين الوضع الذي تمر به البلاد بسخرية كلبية ما بعدها من سخرية وهي محاولة للاستنهاض . يطرح الشاعر نفسه كقلبه الوحيد الذي يراقبه بعد إن غادرت روحه جسده فيتأمل قلبه ينبض من بين أضلاع قفصه الصدري كشراع سفين مزقته رياح الشمال وعبثت به رياح الجنوب. من عنوان القصيدة تتضح مساراتها المتمثلة بمغادرة الشاعر لحياته ( أيامي ذهبت) ولم يبق سوى روحه المتغربة تراقب متحيرة وتقص بألم . تبقى القصيدة والشاعر شاخص دهشة وألم وإدانة لكل هذا الخراب والدمار الذي حصل وما يزال. هي إذن بقايا صرخة في سكون مطبق في محاولة لاستنهاض قوم باتوا في غفوة بفعل ساحر أو صانع أمهر أحمق! محارب النور :redrose: |